المجموع : 8
إِلى كَم لا يُفارِقُني الفِراقُ
إِلى كَم لا يُفارِقُني الفِراقُ / وَأَحمِلُ في الهَوى ما لا يُطاقُ
لَئِن دامَ المَدى هَجراً وَبَيناً / فَلا شامٌ لَدَيَّ وَلا عِراقُ
أَقولُ لِصاحِبي وَدُموعُ عَيني / تَروقُ لِحاسِدي وَدَمي يُراقُ
أُسِرتُ وَلَم تُغِر لِلسَبي خَيلٌ / قُتِلتُ وَلَم تُقَم لِلحَربِ ساقُ
أَعاذِلُ كَيفَ يَنساني حَبيبٌ
أَعاذِلُ كَيفَ يَنساني حَبيبٌ / وَأَنساهُ وَفي الدُنيا مَشوقُ
يُذَكِّرهُ اِنسِكابَ المُزنِ دَمعي / وَتُذَكِّرُني ثَناياهُ البُروقُ
أَعاذِلُ كَيفَ أَسلو عَن شَقيقٍ / تَساوَت وَجنَتاهُ وَالشَقيقُ
وَاِطَّرَحَ المُدامُ وَفيهِ مِنها / ثَلاثٌ مُقلَةٌ وَفَمٌ وَريقُ
أَعاذِلُ قَلَّ صَبري زادَ شَوقي / حَمَلتُ مِنَ الهَوى ما لا أُطيقُ
أَوَدِّعُهُ وأودِعُهُ فُؤادا / يُعَذِّبُهُ التَفَرُّقُ وَالفَريقُ
صَدُّ الحَبيبِ وَذاكَ دونَ فِراقِهِ
صَدُّ الحَبيبِ وَذاكَ دونَ فِراقِهِ / وَمَنِ الَّذي يَبقى عَلى ميثاقِهِ
رَشَأٌ أَغارَ عَلَيهِ مِن أَجفانِهِ / وَأَظُنُّها لِلسَقَمِ مِن عُشّاقِهِ
وَأَقولُ مِن سُكري بِخَمرَةِ ثَغرِهِ / وَيَدي تُلِمُّ بِحَلِّ عَقدِ نِطاقِهِ
يا ساقِيَ الصَهباءِ صَرفاً لا تَجُر / وَمَزجُ لَنا الصَهباءَ مِن دِرياقِهِ
جَلَّ الَّذي أَعطاهُ في الحُسنِ المُنى / وَأَضافَ خِلقَتَهُ إِلى أَخلاقِهِ
كَالغُصنِ في حَرَكاتِهِ وَالظَبيُ في / لَفتاتِهِ وَالبَدرِ في إِشراقِهِ
قَد ذُبتُ مِن شَوقي إِلَيهِ صَبابَةً / وَكَذا المُحِبُّ يَذوبُ مِن أَشواقِهِ
وَصاحِبٍ يَتَلَقّاني لِحاجَتِهِ
وَصاحِبٍ يَتَلَقّاني لِحاجَتِهِ / بِالرَحبِ وَهوَ مَليحُ الخَلقِ وَالخُلُقِ
حَتّى إِذا ما اِنقَضَت وَلّى وَخَلَّفَني / أَخَسَّ مِن جُرَذٍ في بَيتِ مُرتَفَقِ
كَالماءِ بَينا تَرى الظَمآنَ يَشرَبُهُ / حَتّى يُبَدِّدَ باقيهِ عَلى الطُرُقِ
لي حَبيبٌ قَدُّهُ قُد
لي حَبيبٌ قَدُّهُ قُد / دَ مِنَ السُمرِ الرِقاقِ
مَن رَآهُ وَرَآني / قالَ ذا غَيرُ اِتِّفاقي
أَعوَرُ الدَجّالِ يَمشي / خَلفَ عَوجِ بنِ عُناقِ
هَذا هُوَ الزَمَنُ البَديعُ المونِقُ
هَذا هُوَ الزَمَنُ البَديعُ المونِقُ / وَالعَيشَةُ الرَغدُ الَّتي هِيَ تُعشَقُ
فَعَلامَ تَصحو وَالحَمامُ كَأَنَّها / سَكرى تُغَنّي تارَةً وَتُصَفِّقُ
وَتَلومُ في حُبِّ الدِيارِ جَهالَةً / هَيهاتَ يَسلوها فُؤادٌ شَيِّقُ
وَالشامُ شامَةُ وَجنَةِ الدُنيا كَما / إِنسانُ مُقلَتِها الغَضيضَةِ جِلَّقُ
مِن آسِها لَكَ جَنَّةٌ لا تَنقَضي / وَمِنَ الشَقيقِ جَهَنَّمُ لا تَحرِقُ
سِيَما وَقَد رَقِمَ الرَبيعُ رُبوعَها / وَشياً بِهِ حَدَقُ البَرايا تَحدِقُ
في نَيرَبٍ ضَحِكَت ثُغورُ أَقاحِهِ / لَمّا بَكاهُ العارِضُ المُتَأَلِّقُ
رَحَلتَ مِنَ الشَقيفِ إِلى الغُراقِ
رَحَلتَ مِنَ الشَقيفِ إِلى الغُراقِ / بِعَزمٍ كَالمُهَّنَدَةِ الرِقاقِ
وَنَكَّستَ الأَعادي مِنهُ قَهراً / وَمَجدُكَ في ذُرا الجَوزاءِ باقِ
بِجَأشِكَ لا بِجَيشِكَ نِلتَ هَذا / وَبِالتَوفيقِ لا بِالاِتِّفاقِ
فِداؤُكَ مَن مَضى بِالحِصنِ قَبلي / إِلى دارِ الخُلودِ مِنَ الرِفاقِ
وَما نَخشى عَلى الإِسلامِ بَأساً / إِذا هَلَكَ الجَميعُ وَأَنتَ باقِ
أَشاوَرُ كَم تُشاوِرُ كُلَّ خِبٍّ / وَتَنفُقُ عِندَ مِثلِكَ بِالنِفاقِ
أَتَصبِرُ إِن أَتَتكَ بِحارُ خَيلٍ / وَقِدماً ما صَبَرتَ عَلى السَواقي
مَتى رَفَعَت لَكَ السودانُ رَأساً / وَقَد خَلّاهُمُ مِثلَ الزِقاقِ
وَعَيشِكَ ما لَهُ مِن مِصرَ بُدٌّ / وَمِن عِندي ثَلاثاً بِالطَلاقِ
هُوَ الأَسَدُ الَّذي ما زالَ حَتّى / بَنى مَجدَاً عَلى السَبعِ الطِباقِ
تَعَلَّمَت مِنكَ الغُصونُ ال
تَعَلَّمَت مِنكَ الغُصونُ ال / جودَ وَالقَدَّ الرَشِق
لَكِنَّني قُلتُ لَها / عَنكِ وَمِنكِ تَستَرِق
ما مَن يَجودُ بِالوَرَق / كَمَن يَجودُ بِالوَرِق