المجموع : 5
أَرِقتُ وَما هَذا السُهادُ المُؤَرِّقُ
أَرِقتُ وَما هَذا السُهادُ المُؤَرِّقُ / وَما بِيَ مِن سُقمٍ وَما بِيَ مَعشَقُ
وَلَكِن أَراني لا أَزالُ بِحادِثٍ / أُغادى بِما لَم يُمسِ عِندي وَأُطرَقُ
فَإِن يُمسِ عِندي الشَيبُ وَالهَمُّ وَالعَشى / فَقَد بِنَّ مِنّي وَالسِلامُ تُفَلَّقُ
بِأَشجَعَ أَخّاذٍ عَلى الدَهرِ حُكمَهُ / فَمِن أَيِّ ما تَجني الحَوادِثُ أَفرَقُ
فَما أَنتَ إِن دامَت عَلَيكَ بِخالِدٍ / كَما لَم يُخَلَّد قَبلُ ساسا وَمورَقُ
وَكِسرى شَهِنشاهُ الَّذي سارَ مُلكُهُ / لَهُ ما اِشتَهى راحٌ عَتيقٌ وَزَنبَقُ
وَلا عادِيا لَم يَمنَعِ المَوتَ مالُهُ / وِردٌ بِتَيماءَ اليَهودِيِّ أَبلَقُ
بَناهُ سُلَيمانُ بنِ داوُودَ حِقبَةً / لَهُ أَزَجٌ عالٍ وَطَيٌّ مُوَثَّقُ
يُوازي كُبَيداءَ السَماءِ وَدونَهُ / بَلاطٌ وَداراتٌ وَكِلسٌ وَخَندَقُ
لَهُ دَرمَكٌ في رَأسِهِ وَمَشارِبٌ / وَمِسكٌ وَرَيحانٌ وَراحٌ تُصَفَّقُ
وَحورٌ كَأَمثالِ الدُمى وَمَناصِفٌ / وَقِدرٌ وَطَبّاخٌ وَصاعٌ وَدَيسَقُ
فَذاكَ وَلَم يُعجِز مِنَ المَوتِ رَبَّهُ / وَلَكِن أَتاهُ المَوتُ لا يَتَأَبَّقُ
وَلا المَلِكُ النُعمانُ يَومَ لَقيتَهُ / بِإِمَّتِهِ يُعطي القُطوطَ وَيَأفِقُ
وَيُجبى إِلَيهِ السَيلَحونَ وَدونَها / صَريفونَ في أَنهارِها وَالخَوَرنَقُ
وَيَقسِمُ أَمرَ الناسِ يَوماً وَلَيلَةً / وَهُم ساكِتونَ وَالمَنِيَّةُ تَنطِقُ
وَيَأمُرُ لِليَحمومِ كُلَّ عَشِيَّةٍ / بِقَتٍّ وَتَعليقٍ وَقَد كادَ يَسنَقُ
يُعالى عَلَيهِ الجُلَّ كُلَّ عَشِيَّةٍ / وَيُرفَعُ نُقلاً بِالضُحى وَيُعَرَّقُ
فَذاكَ وَما أَنجى مِنَ المَوتِ رَبَّهُ / بِساباطَ حَتّى ماتَ وَهوَ مُحَزرَقُ
وَقَد أَقطَعُ اليَومَ الطَويلَ بِفِتيَةٍ / مَساميحَ تُسقى وَالخِباءُ مُرَوَّقُ
وَرادِعَةٍ بِالمِسكِ صَفراءَ عِندَنا / لَجَسَّ النَدامى في يَدِ الدَرعِ مَفتَقُ
إِذا قُلتُ غَنّي الشَربَ قامَت بِمِزهَرٍ / يَكادُ إِذا دارَت لَهُ الكَفُّ يَنطِقُ
وَشاوٍ إِذا شِئنا كَميشٌ بِمِسعَرٍ / وَصَهباءُ مِزبادٌ إِذا ما تُصَفَّقُ
تُريكَ القَذى مِن دونِها وَهيَ دونَهُ / إِذا ذاقَها مَن ذاقَها يَتَمَطَّقُ
وَظَلَّت شَعيبٌ غَربَةُ الماءِ عِندَنا / وَأَسحَمُ مَملوءٌ مِنَ الراحِ مُتأَقُ
وَخَرقٍ مَخوفٍ قَد قَطَعتُ بِجَسرَةٍ / إِذا خَبَّ آلٌ فَوقَهُ يَتَرَقرَقُ
هِيَ الصاحِبُ الأَدنى وَبَيني وَبَينَها / مَجوفٌ عِلافِيٌّ وَقِطعٌ وَنُمرُقُ
وَتُصبِحُ مِن غِبِّ السُرى وَكَأَنَّما / أَلَمَّ بِها مِن طائِفِ الجِنِّ أَولَقُ
مِنَ الجاهِلِ العَريضِ يُهدي لِيَ الخَنا / وَذَلِكَ مِمّا يَبتَريني وَيَعرُقُ
فَما أَنا عَمّا تَعمَلونَ بِجاهِلٍ / وَلا بِشَباةٍ جَهلُهُ يَتَدَفَّقُ
نَهارُ شَراحيلَ بنِ طَودٍ يُريبُني / وَلَيلُ أَبي لَيلى أَمَرُّ وَأَعلَقُ
وَما كُنتُ شاحِردا وَلَكِن حَسِبتُني / إِذا مِسحَلٌ سَدّى لِيَ القَولَ أَنطِقُ
شَريكانِ فيما بَينَنا مِن هَوادَةٍ / صَفِيّانِ جِنِّيٌّ وَإِنسٌ مُوَفَّقُ
يَقولُ فَلا أَعيا لِشَيءٍ أَقولُهُ / كَفانِيَ لا عَيٌّ وَلا هُوَ أَخرَقُ
جِماعُ الهَوى في الرُشدِ أَدنى إِلى التُقى / وَتَركُ الهَوى في الغَيِّ أَنجى وَأَوفَقُ
إِذا حاجَةٌ وَلَّتكَ لا تَستَطيعُها / فَخُذ طَرَفاً مِن غَيرِها حينَ تَسبِقُ
فَذَلِكَ أَدنى أَن تَنالَ جَسيمَها / وَلِلقَصدُ أَبقى في المَسيرِ وَأَلحَقُ
أَتَزعُمُ لِلأَكفاءِ ما أَنتَ أَهلُهُ / وَتَختالُ إِذ جارُ اِبنِ عَمِّكَ مُرهَقُ
وَأَحمَدتَ أَن أَلحَقتَ بِالأَمسِ صِرمَةً / لَها غُدُراتٌ وَاللَواحِقُ تَلحَقُ
فَيَفجَعنَ ذا المالِ الكَثيرِ بِمالِهِ / وَطَوراً يُقَنّينَ الضَريكَ فَيَلحَقُ
أَبا مِسمَعٍ سارَ الَّذي قَد صَنَعتُمُ / فَأَنجَدَ أَقوامٌ بِذاكَ وَأَعرَقوا
وَإِنَّ عِتاقَ العيسِ سَوفَ يَزورُكُم / ثَناءٌ عَلى أَعجازِهِنَّ مُعَلَّقُ
بِهِ تُنفَضُ الأَحلاسُ في كُلِّ مَنزِلٍ / وَتُعقَدُ أَطرافُ الحِبالِ وَتُطلَقُ
نَهَيتُكُمُ عَن جَهلِكُم وَنَصَرتُكُم / عَلى ظُلمِكُم وَالحازِمُ الرَأيِ أَشفَقُ
وَأَنذَرتُكُم قَوماً لَكُم تَظلِمونَهِم / كِراماً فَإِن لا يَنفَدِ العَيشُ تَلتَقوا
وَكَم دونَ لَيلى مِن عَدُوٍّ وَبَلدَةٍ / وَسَهبٍ بِهِ مُستَوضِحُ الآلِ يَبرُقُ
وَأَصفَرَ كَالحِنّاءِ طامٍ جِمامُهُ / إِذا ذاقَهُ مُستَعذِبُ الماءِ يَبصُقُ
وَإِنَّ اِمرَأً أَسرى إِلَيكِ وَدونَهُ / فَيافٍ تَنوفاتٌ وَبَيداءُ خَيفَقُ
لَمَحقوقَةٌ أَن تَستَجيبي لِصَوتِهِ / وَأَن تَعلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ
وَلا بُدَّ مِن جارٍ يُجيزُ سَبيلَها / كَما جَوَّزَ السَكِّيَّ في البابِ فَيتَقُ
لَعَمري لَقَد لاحَت عُيونٌ كَثيرَةٌ / إِلى ضَوءِ نارٍ في يَفاعٍ تُحَرَّقُ
تُشَبُّ لِمَقرورَينِ يَصطَلِيانِها / وَباتَ عَلى النارِ النَدى وَالمُحَلَّقُ
رَضيعَي لِبانٍ ثَديَ أُمٍّ تَحالَفا / بِأَسحَمَ داجٍ عَوضُ لا نَتَفَرَّقُ
يَداكَ يَدا صِدقٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ / وَأُخرى إِذا ما ضُنَّ بِالزادِ تُنفِقُ
تَرى الجودَ يَجري ظاهِراً فَوقَ وَجهِهِ / كَما زانَ مَتنَ الهِندُوانِيُّ رَونَقُ
وَأَمّا إِذا ما أَوَّبَ المَحلُ سَرحَهُم / وَلاحَ لَهُم مِنَ العَشِيّاتِ سَملَقُ
نَفى الذَمَّ عَن آلِ المُحَلَّقِ جَفنَةٌ / كَجابِيَةِ الشَيخِ العِراقِيِّ تَفهَقُ
يَروحُ فَتى صِدقٍ وَيَغدو عَلَيهِمُ / بِمِلءِ جِفانٍ مِن سَديفٍ يُدَفَّقُ
وَعادَ فَتى صِدقٍ عَلَيهِم بِجَفنَةٍ / وَسَوداءَ لَأياً بِالمَزادَةِ تُمرَقُ
تَرى القَومَ فيها شارِعينَ وَدونَهُم / مِنَ القَومِ وِلدانٌ مِنَ النَسلِ دَردَقُ
طَويلُ اليَدَينِ رَهطُهُ غَيرُ ثِنيَةٍ / أَشَمُّ كَريمٌ جارُهُ لا يُرَهَّقُ
كَذَلِكَ فَاِفعَل ما حَيِيتَ إِلَيهِمُ / وَأَقدِم إِذا ما أَعيُنُ الناسِ تَبرَقُ
يا جارَتي بيني فَإِنَّكِ طالِقَه
يا جارَتي بيني فَإِنَّكِ طالِقَه / كَذاكِ أُمورُ الناسِ غادٍ وَطارِقَه
وَبيني فَإِنَّ البَينَ خَيرٌ مِنَ العَصا / وَإِلّا تَزالُ فَوقَ رَأسِكِ بارِقَه
وَما ذاكَ مِن جُرمٍ عَظيمٍ جَنَيتِهِ / وَلا أَن تَكوني جِئتِ فينا بِبائِقَه
وَبيني حَصانَ الفَرجِ غَيرَ ذَميمَةٍ / وَمَوموقَةً فينا كَذاكَ وَوامِقَه
وَذوقي فَتى قَومِ فَإِنِّيَ ذائِقٌ / فَتاةَ أُناسٍ مِثلَ ما أَنتِ ذائِقَه
فَقَد كانَ في شُبّانِ قَومِكِ مَنكَحٌ / وَفِتيانِ هِزّانَ الطِوالِ الغَرانِقَه
أَتاني وَعونُ الحوشِ بَيني وَبَينُكُم
أَتاني وَعونُ الحوشِ بَيني وَبَينُكُم / كَوانِسُ مِن جَنبَي فِتاقٍ فَأَبلَقا
تَأَنّيكُمُ أَحلامَ مَن لَيسَ عِندَهُ / عَلى الرَهطِ مَغنىً لَو تَنالونَ مَوثِقا
بُنَيَّةُ إِنَّ القَومَ كانَ جَريرُهُم / بِرَأسِيَ لَو لَم يَجعَلوهُ مُعَلَّقا
أَفي فِتيَةٍ بيضِ الوُجوهِ إِذا لَقوا / قَبيلَكَ يَوماً أَبلَغوهُ المُخَنَّقا
إِذا اِعتَفَرَت أَقدامُهُم عِندَ مَعرَكٍ / ثَبَتنَ بِهِ يَوماً فَإِن كانَ مَزلَقا
جَزى اللَهُ فيما بَينَنا شَيخَ مِسمَعٍ / جَزاءَ المُسيءِ حَيثُ أَمسى وَأَشرَقا
جَزى اللَهُ تَيماً مِن أَخٍ كانَ يَتَّقي / مَحارِمَ تَيمٍ ما أَخَفَّ وَأَرهَقا
أَخونا الَّذي يَعدو عَلَينا وَلَو هَوَت / بِهِ قَدَمٌ كُنّا بِهِ مُتَعَلِّقا
أَتَينا لَهُم إِذ لَم نَجِد غَيرَ أَنيهِم / وَكُنّا صَفائِحاً مِنَ المَوتِ أَزرَقا
وَجُدنا إِلى أَرماحِنا حينَ عَوَّلَت / عَلَينا بَنو رُهمٍ مِنَ الشَرِّ مَلزَقا
نامَ الخَلِيُّ وَبِتُّ اللَيلَ مُرتَفِقا
نامَ الخَلِيُّ وَبِتُّ اللَيلَ مُرتَفِقا / أَرعى النُجومَ عَميداً مُثبَتاً أَرِقا
أَسهو لِهَمّي وَدائي فَهيَ تُسهِرُني / بانَت بِقَلبي وَأَمسى عِندَها غَلِقا
يا لَيتَها وَجَدَت بي ما وَجَدتُ بِها / وَكانَ حُبٌّ وَوَجدٌ دامَ فَاِتَّفَقا
لا شَيءَ يَنفَعُني مِن دونِ رُؤيَتَها / هَل يَشتَفي وامِقٌ ما لَم يُصِب رَهَقا
صادَت فُؤادي بِعَينَي مُغزِلٍ خَذَلَت / تَرعى أَغَنَّ غَضيضاً طَرفُهُ خَرِقا
وَبارِدٍ رَتِلٍ عَذبٍ مَذاقَتُهُ / كَأَنَّما عُلَّ بِالكافورِ وَاِغتَبَقا
وَجيدِ أَدماءَ لَم تُذعَر فَرائِصُها / تَرعى الأَراكَ تَعاطى المَردَ وَالوَرَقا
وَكَفلٍ كَالنَقا مالَت جَوانِبُهُ / لَيسَت مِنَ الزُلِّ أَوراكاً وَما اِنتَطَقا
كَأَنَّها دُرَّةٌ زَهراءُ أَخرَجَها / غَوّاصُ دارينَ يَخشى دونَها الغَرَقا
قَد رامَها حِجَجاً مُذ طَرَّ شارِبُهُ / حَتّى تَسَعسَعَ يَرجوها وَقَد خَفَقا
لا النَفسُ توئسُهُ مِنها فَيَترُكُها / وَقَد رَأى الرَغبَ رَأيَ العَينِ فَاِحتَرَقا
وَمارِدٌ مِن غُواةِ الجِنِّ يَحرُسُها / ذو نيقَةٍ مُستَعِدٌّ دونَها تَرَقا
لَيسَت لَهُ غَفلَةٌ عَنها يُطيفُ بِها / يَخشى عَلَيها سَرى السارينَ وَالسَرَقا
حِرصاً عَلَيها لَوَ اِنَّ النَفسَ طاوَعَها / مِنهُ الضَميرُ لَيالي اليَمِّ أَو غَرِقا
في حَومِ لُجَّةِ آذِيٍّ لَهُ حَدَبٌ / مَن رامَها فارَقَتهُ النَفسُ فَاِعتُلِقا
مَن نالَها نالَ خُلداً لا اِنقِطاعَ لَهُ / وَما تَمَنّى فَأَضحى ناعِماً أَنِقا
تِلكَ الَّتي كَلَّفَتكَ النَفسُ تَأمُلُها / وَما تَعَلَّقتَ إِلّا الحَينَ وَالحَرَقا
يَومَ قَفَّت حُمولُهُم فَتَوَلَّوا
يَومَ قَفَّت حُمولُهُم فَتَوَلَّوا / قَطَّعوا مَعهَدَ الخَليطِ فَشاقوا
جاعِلاتٍ جَوزَ اليَمامَةِ بِالأَش / مُلِ سَيراً يَحُثُّهُنَّ اِنطِلاقُ
جازِعاتٍ بَطنَ العَتيقِ كَما تَم / ضي رِقاقٌ أَمامَهُنَّ رِقاقُ
بَعدَ قُربٍ مِن دارِهِم وَاِئتِلافٍ / صَرَموا حَبلَكَ الغَداةَ وَساقوا
يَومَ أَبدَت لَنا قُتَيلَةُ عَن جي / دٍ تَليعٍ تَزينُهُ الأَطواقُ
وَشَتيتٍ كَالأُقحُوانِ جَلاهُ ال / طَلُّ فيهِ عُذوبَةٌ وَاِتِّساقُ
وَأَثيثٍ جَثلِ النَباتِ تُرَوّي / هِ لَعوبٌ غَريرَةٌ مِفناقُ
حُرَّةٌ طَفلَةُ الأَنامِلِ كَالدُم / يَةِ لا عانِسٌ وَلا مِهزاقُ
كَخَذولٍ تَرعى النَواصِفَ مِن تَث / ليثَ قَفراً خَلا لَها الأَسلاقُ
تَنفُضُ المَردَ وَالكَباثَ بِحِملا / جٍ لَطيفٍ في جانِبَيهِ اِنفِراقُ
في أَراكٍ مَردٍ يَكادُ إِذا ما / ذَرَّتِ الشَمسُ ساعَةً يُهراقُ
وَهيَ تَتلو رَخصَ العِظامِ ضَئيلاً / فاتِرَ الطَرفِ في قُواهُ اِنسِراقُ
ما تَعادى عَنهُ النَهارَ وَلا تَع / جوهُ إِلّا عُفافَةٌ أَو فُواقُ
مُشفِقاً قَلبُها عَلَيهِ فَما تَع / دوهُ قَد شَفَّ جِسمَها الإِشفاقُ
وَإِذا خافَتِ السِباعَ مِنَ الغي / لِ وَأَمسَت وَحانَ مِنها اِنطِلاقُ
رَوَّحَتهُ جَيداءُ ذاهِبَةُ المَر / تَعِ لا خَبَّةٌ وَلا مِملاقُ
فَاِصبِري النَفسَ إِنَّ ما حُمَّ حَقٌّ / لَيسَ لِلصَدعِ في الزُجاجِ اِتِّفاقُ
وَفَلاةٍ كَأَنَّها ظَهرُ تُرسٍ / لَيسَ إِلّا الرَجيعَ فيها عَلاقُ
قَد تَجاوَزتُها وَتَحتي مَروحٌ / عَنتَريسٌ نَعّابَةٌ مِعناقُ
عِرمِسٌ تَرجُمُ الإِكامَ بِأَخفا / فٍ صِلابٍ مِنها الحَصى أَفلاقُ
وَلَقَد أَقطَعُ الخَليلَ إِذا لَم / أَرجُ وَصلاً إِنَّ الإِخاءَ الصِداقُ
بِكُمَيتٍ عَرفاءَ مُجمَرَةِ الخُف / فِ غَذَتها عَوانَةٌ وَفِتاقُ
ذاتِ غَربٍ تَرمي المُقَدَّمَ بِالرَد / فِ إِذا ما تَدافَعَ الأَرواقُ
في مَقيلِ الكِناسِ إِذ وَقَدَ اليَو / مُ إِذا الظِلُّ أَحرَزَتهُ الساقُ
وَكَأَنَّ القُتودَ وَالعِجلَةَ وَال / وَفرَ لَمّا تَلاحَقَ السُوّاقُ
فَوقَ مُستَبقِلٍ أَضَرَّ بِهِ الصَي / فُ وَزَرُّ الفُحولِ وَالتَنهاقُ
أَو فَريدٍ طاوٍ تَضَيَّفَ أَرطا / ةً يَبيتُ في دَفِّها وَيُضاقُ
أَخرَجَتهُ قَهباءُ مُسبِلَةُ الوَد / قِ رَجوسٌ قُدّامُها فُرّاقُ
لَم يَنَم لَيلَةَ التَمامِ لِكَي يُص / بِحَ حَتّى أَضائَهُ الإِشراقُ
ساهِمَ الوَجهِ مِن جَديلَةَ أَو لِح / يانَ أَفنى ضِرائَهُ الإِطلاقُ
وَتَعادى عَنهُ النَهارَ تُواري / هِ عِراضُ الرِمالِ وَالدَرداقُ
وَتَلَتهُ غُضفٌ طَوارِدُ كَالنَح / لِ مَغاريثُ هَمُّهُنَّ اللُحاقُ
ذاكَ شَبَّهتُ ناقَتي إِذ تَرامَت / بي عَلَيها بَعدَ البِراقِ البِراقُ
فَعَلى مِثلِها أَزورُ بَني قَي / سٍ إِذا شَطَّ بِالحَبيبِ الفِراقُ
إِنَّني مِنهُمُ وَإِنَّهُمُ قَو / مي وَإِنّي إِلَيهِمُ مُشتاقُ
وَهُمُ ما هُمُ إِذا عَزَّتِ الخَم / رُ وَقامَت زِقاقُهُم وَالحِقاقُ
المُهينينَ مالَهُم لِزَمانِ ال / سَوءِ حَتّى إِذا أَفاقَ أَفاقوا
وَإِذا ذو الفُضولِ ضَنَّ عَلى المَو / لى وَصارَت لِخَيمِها الأَخلاقُ
وَمَشى القَومُ بِالعِمادِ إِلى الرَز / حى وَأَعيا المُسيمُ أَينَ المَساقُ
أَخَذوا فَضلَهُم هُناكَ وَقَد تَج / ري عَلى فَضلِها القِداحُ العِتاقُ
فَإِذا جادَتِ الدُجى وَضَعوا القِد / حَ وَجُنَّ التِلاعُ وَالآفاقُ
لَم يَزِدهُم سَفاهَةً شَربَةُ الكَأ / سِ وَلا اللَهوُ بَينَهُم وَالسِباقُ
وَإِذا ما الأَكَسُّ شُبِّهَ بِالأَر / وَقِ عِندَ الهَيجا وَقَلَّ البُصاقُ
رُكِبَت مِنهُمُ إِلى الرَوعِ خَيلٌ / غَيرُ ميلٍ إِذ يُخطَأُ الإيفاقُ
واضِعاً في سَراةِ نَجرانَ رَحلي / ناعِماً غَيرَ أَنَّني مُشتاقُ
في مَطايا أَربابُهُنَّ عِجالٌ / عَن ثَواءٍ وَهَمُّهُنَّ العِراقُ
دَرمَكٌ لَنا غُدوَةً وَنَشيلٌ / وَصَبوحٌ مُباكِرٌ وَاِغتِباقُ
وَنَدامى بيضُ الوُجوهِ كَأَنَّ ال / شَربَ مِنهُم مَصاعِبٌ أَفناقُ
فيهِمُ الخِصبُ وَالسَماحَةُ وَالنَج / دَةُ فيهِم وَالخاطِبُ المِصلاقُ
وَأَبِيّونَ ما يُسامونَ ضَيماً / وَمَكيثونَ وَالحُلومُ وِثاقُ
وَتَرى مَجلِساً يَغَصُّ بِهِ المِح / رابُ كَالأُسدِ وَالثِيابُ رِقاقُ