المجموع : 20
أيُّها البَدرُ الّذي يجلو الدُّجا
أيُّها البَدرُ الّذي يجلو الدُّجا / إنُّ رُوحي في هَواكُمْ تحتَرِقْ
أنا مِن جُملَةِ أحرارِ الورى غيرَ / أنَّي في هَواكُمْ تحتَ رِقْ
أقولَ وخيرُ القَولِ مالا يشوبُهُ
أقولَ وخيرُ القَولِ مالا يشوبُهُ / رياءٌ وخيرُ النَّاس مَنْ هُوَ صادِقُ
تركَّبَ مِن شُكْري وبِرِّك صورَةٌ / فبِرُّك بي حَيُّ وشُكريَ ناطِقُ
بانَ وذِكراهُ ما تفارِقُني
بانَ وذِكراهُ ما تفارِقُني / وكيفَ وهْوَ السَّوادُ في الحَدَقهْ
إن رده الله بعد غيبته / فكل مالي لوجهه صدقه
إذا طالَبْتكَ النفَّسُ يَوماً بحُجَّةٍ
إذا طالَبْتكَ النفَّسُ يَوماً بحُجَّةٍ / وكانَ عَليها للقَبيحِ طَرِيقُ
فدَعْها وخالِفْ ما هويْتَ فإنَّما / هَواكَ عَدُوٌّ والخِلافُ صَديقُ
عذَلوني وأنكرَوا أخلاقي
عذَلوني وأنكرَوا أخلاقي / وتواصَوْا جميعُهُمْ بفِراقي
ورأوْا أنَّني مَرِيعٌ بزُهدي / في مَلاهِيهِمْ نَفاقُ نِفاقي
قلْتُ لا تعجَلوا علَىَّ بِلَوْمٍ / وتأَنَّوْا فلِلأُمورِ مَراقي
أنكِحوني أسماعَكمْ إنَّني أم
أنكِحوني أسماعَكمْ إنَّني أم / هرُها الصِّدقَ وهو خيرُ صداقِ
فرِكَتْني الدُّنْيا فطلَّقْتُها عَمْ / داً وما للفَروكِ غَيرُ الطَّلاقِ
فتىً جمعَ العَلياءَ علِماً وعِفَّةً
فتىً جمعَ العَلياءَ علِماً وعِفَّةً / وجُوداً وبأساً لا يُفيقُ فَواقا
كما جَمعَ التُّفّاحُ شكلاً وصِبغَةً / ورائحَةً محبوبَةً ومَذاقا
لهُ آمِرٌ بالرُّشدِ في يقظَاتِه
لهُ آمِرٌ بالرُّشدِ في يقظَاتِه / وفي النَّومِ يَهديهِ لَخيرِ الطَّرائقِ
فإنْ قامَ لم يدأَبْ لِغَيرِ فَضيلَةٍ / وإنْ نامَ لم يحلُمْ بغَيرِ الحقَائقِ
عفاء على هذا الزّمانِ فإنَّهُ
عفاء على هذا الزّمانِ فإنَّهُ / زَمانُ عُقوقٍ لا زَمانُ حُقوقِ
فكُلُّ رَفيقٍ فيه غَيرُ مُرافِقٍ / وكُلُّ صَديقٍ فيهِ غَيرُ صَدوقِ
ماذا عليهٍ لو أباحَ ريقَهُ
ماذا عليهٍ لو أباحَ ريقَهُ / لقَلبِ صَبٍّ يَشتكِي حَريقَهُ
تقسَّم قَلبي في هواهُ فعندهَهُ
تقسَّم قَلبي في هواهُ فعندهَهُ / فَريقٌ وعندي شُعبَةٌ وفَريقُ
إذا ظمِئَتْ رُوحي أقولُ لهُ اسقِني / فإنْ لم يكُنْ خَمرٌ لديْكَ فَرِيقُ
واللهِ لو أَّنهُم أَتَونْي
واللهِ لو أَّنهُم أَتَونْي / بألفِ حِرزٍ وألفِ راقِ
لم يُذهبِوا بعضَ مااعتَراني / ونالَني ساعةَ الفِراقِ
بنَفسي أخٌ نفسُهُ أمَّةٌ
بنَفسي أخٌ نفسُهُ أمَّةٌ / وتَدبيرُهُ في الورى فَيْلَقُ
أخٌ بابُ إحسانِهِ مُطَلقٌ / وبابُ إساءتِهِ مُغلَقُ
كريمُ السَّجايا فلا رأيُهُ / بَهيمٌ ولا خلقُهُ أبلَقُ
مُحَمَّدٌ أنت قُوى ناظِري / فكيفَ إذا غبْتَ لا أقلَقُ
رهنْتُكَ قَلبي وحُكْمُ القُلو / بِ إذا رُهِنَتْ أنَّها تُغْلَقُ
للهِ دَرُّكَ نَرجِساَ في مَجلِسٍ / تَرنو إلى أحداقِها الأحداقُ
فكأنَّها كُحِلَتْ بعَينٍ عَينُها / وكأنَّما أوراقُها أوراقُ
طافَ بإبريقَيْنِ من خَمْرَةٍ / وكم شكَتْ نفسي أباريقَهُ
خصائصُ مَنْ تشاورُهُ ثلاثٌ
خصائصُ مَنْ تشاورُهُ ثلاثٌ / فخُذْ مِنها جَميعاً بالوَثيقَهْ
وِدادٌ خالِصٌ ووُفورُ عَقْلٍ / ومَعرِفَةٌ بحالِكَ والحَقيقَهْ
فَمنْ حصلَتْ هذي المعاني / فتابِعْ رأْيَهُ والزَمْ طريقَهْ
يا ناقهاً من مَرَضٍ مَسَّهُ
يا ناقهاً من مَرَضٍ مَسَّهُ / يفديكَ مَنْ عادَكَ مِنْ ناقِهِ
قد قلْتُ إذ قيلَ به قَتْرَةٌ / يارَبَّنا بالرُّوحِ مِنّا قِهِ
يَمُنُّ عَليَّ بلا طائلٍ
يَمُنُّ عَليَّ بلا طائلٍ / وذاكَ لعَمْري بِئْسَ الخُلُقْ
كأنَّكَ أوجَدتَني ناطِقاً / وألزَمْتَني طائري في العُنُقْ
أرى المالَ يُفنيه ويُبلي جديدَهُ
أرى المالَ يُفنيه ويُبلي جديدَهُ / حوائج تغدو أو جوائح تطرقُ
فذو الحزم في أطوارِهِ واختياره / ينفقُ سوقَ المكرماتِ وينفِقُ
ويعلمُ أن المجد أشرفُ قنيةٍ / وأن نسيمَ الشكرِ أذكى وأعبقُ
فأنفِق على الخيراتِ مالَكَ واثقاً / بأنَّ الذي أفنى سيُقني ويرزقُ
ودع لحزاً وغداً جموحاً مصرداً / ليشقى بأخلاقِ اللئامِ كما شَقُوا
فلم أرَ مثلَ المالِ أعجبَ قصّةً / إذا أنصفَ المرءُ اللبيبُ المحقِّقُ
يُفَرِّقُ شملَ المجدِ إمَّا جمعتَهُ / ويجمعُ أشتات العُلا إذ يُفرَّقُ
وقالوا طريقُ الرزقِ في الأرضِ واسعٌ / فقلتُ ولكن مَطلَبُ الرزقِ ضَيِّقُ
إذا لم يكن في الأرض حر يعينني / ولم يك لي كسبُ فمن أين أرزقُ
تولاها وليس له عدو
تولاها وليس له عدو / وفارقها وليس له صديقُ
وإذا النوائب أظلمت أحداثها
وإذا النوائب أظلمت أحداثها / لبست بوجهك أحسنَ الإشراقِ
إن كنتَ ترغبُ في السعا
إن كنتَ ترغبُ في السعا / دة والإحاطة بالحقائق
وتريدُ أن تفضي إلى / سعة الفضاء من المضائقُ
فأرح فؤادك من مطا / لعة العلائقِ والعوائِق
وافزع إلى اللَهِ الكري / مِ ودع مواصلة الخلائق
إن السعيدَ هو الغنيُّ / عن العلائِقِ والعوائق