القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ شُهَيد الأَندَلُسي الكل
المجموع : 10
أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ إِخْوَانِي وعِشْرَتَهُم
أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ إِخْوَانِي وعِشْرَتَهُم / وكلَّ خِرْقٍ إِلى العلياءِ سَبّاقِ
وفِتْيَةً كنُجُومِ القَذْفِ نَيِّرهُمُ / يَهْدِي وصائِبُهُمْ يُودى بإِحْراقِ
وكوْكَباً لِيَ منهمْ كانَ مَغْرِبُهُ / قَلْبِي ومَشْرِقُهُ مَا بَيْنَ أَطْواقِي
اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي ما أُفَارِقُهُ / إِلا وَفِي الصَّدْرِ مِنِّي حَرُّ مُشْتَاقِ
كُنَّا أَلِيفَيْنِ خانَ الدَّهْرُ أُلْفَتَنَا / وأَيُّ حُرّ على صَرْفِ الرَّدَى باقِ
فإِنْ أَعِشْ فلعلَّ الدَّهْرَ يَجْمَعُنَا / وإِنْ أَمُتْ فَسَيَسقِيهِ كَذَا السّاقِي
لا ضيَّعَ اللَّهُ إِلا مَن يُضِيِّعُهُ / ومَن تَخَلَّقَ فِيه غَيْرَ أَخْلاقِي
قَد كانَ بَرْدِي إِذا مَا مَسَّنِي كلفٌ / لا يَثْلمُ الحُبُّ آدابِي وأَعْرَاقِي
حتَّى رَمَتْنَا صُرُوفُ الدَّهْرِ عن كَثَبٍ / فَفَرَّقَتْنَا وَهل مِن صَرْفِه واقِ
إِنِّي لأَرْمُقُهُ والمَوْتُ يَضْغَطُنِي / فأَقتضي فُرْجةً مُرْتَدَّ أَرْمَاقِي
فَرِيقُ العِدا مِن حَدِّ عَزْمِكَ يفرق
فَرِيقُ العِدا مِن حَدِّ عَزْمِكَ يفرق / وبالدَّهْرِ مِمّا خافَ بَطْشَكَ أَولَقُ
عَجِبْتُ لمَنْ يعتَدُّ دُونَكَ جُنَّةً / وسَهْمُكَ سَعْدٌ والقضاءُ مفوِّقُ
ومَن يَبْتَنِي بيتاً ليقطَعَ دُونَهُ / مَمَرَّ رِيَاحِ النَّصْرِ وهو الخَوَرْنَقُ
وما شَرِبَ ابْنُ الشُّرْبِ قَبْلَكَ خَمْرَةً / مِن الذُّلِ بالعَجْزِ الصَّرِيحِ تُصَفّقُ
تَوَهَّمَ فيه الرُّعنُ حِصْناً فزُرْتَهُ / بأَرعنَ فيه مُرعِدُ المَوْتِ مبرِقُ
وحَوْلَكَ أَسْيَافٌ مِن السَّعْدِ تُنتَضَى / وفَوْقكَ أَعْلامٌ مِن النّصْرِ تَخْفُقُ
بأَبْيَضَ مُسْوَدِّ الدِّلاصِ كأَنَّهُ / شهابٌ علَيْهِ مِن دُجَى اللَّيْلِ يَلْمَقُ
وأَسْودَ مبيَضِّ القبَاءِ كأَنَّمَا / يَطِيرُ به نَحْوَ الكَرِيهةِ عَقْعَقُ
وخَيْلٍ تمشَّي للوَغَى ببُطُونِهَا / إِذا جَعَلَتْ بالمُرْتَقَى الصَّعْبِ تَزلَقُ
غَنَّاكَ سَعْدُكَ في ظِلّ الظُّبَا وسَقَى
غَنَّاكَ سَعْدُكَ في ظِلّ الظُّبَا وسَقَى / فاشْرَبْ هَنِيئاً عَلَيْكَ التَّاجُ مُرْتَفِقَا
سَقْياً لأُسْدٍ تَساقَى المَوْتَ أَنْفُسُهَا / وتلْبَسُ الصَّبْرَ في يَوْمِ الوَغَى حَلَقَا
قامَتْ بنَصْرِكَ لمّا قامَ مُرْتجلاً / خَطِيبُ جُودِكَ فيها يَنْثُرُ الوَرقَا
سَرَيْتَ تقدُم جَيْشَ النَّصْرِ متخذاً / سُبْلَ المَجَرَّةِ في إِثْر العُلا طُرُقَا
في ظِلِّ لَيْلٍ مِن الماذِىِّ مُعْتَكرٍ / يجلُو إِلى الخَيْلِ منه وَجْهُكَ الفَلقَا
وصَفْح قِرْنٍ غداةَ الرَّوعِ يَكْتُبُه / مِن الظُّبَا قَلَمٌ لا يَعْرِفُ المشَقَا
أَجرَيْتَ للزَّنْجِ فَوقَ النَّهْرِ نَهْرَ دَمٍ / حتَّى اسْتَحَالَ سَماءً جُلِّلَتْ شَفَقَا
وَساعَدَ الفَلَكُ الأَعْلَى بقَتْلِهِمُ / حتَّى غَدا الفُلْكُ بالنَّاجِي به غَرِقَا
مِن كُلِّ أَسْوَدَ لم يَدْلِفْ على ثَبَجٍ / وبانَ جَدُّكَ يجلُو صفْحَهُ يقَقَا
كأَنَّ هامتَهُ والرُّمحُ يحملُهَا / غرابُ بَيْنٍ على بانِ النَّقا نَغقَا
إِذا وَنى ثَغر الخطِّيُّ ثُغرتَهُ / أَوْ عاذَ بالنَّهْرِ مَسْلُوبَ القُوَى غَرِقَا
وأَيُّ نَهْرٍ يُرَجِّي العِبْرَ عابِرُهُ / وسُفنُهُ طافِيَاتٌ غُودِرَتْ فِلَقَا
مَرَضُ الجُفُونِ ولَثْغَةٌ في المَنْطِقِ
مَرَضُ الجُفُونِ ولَثْغَةٌ في المَنْطِقِ / سَبَبَانِ جَرّا عِشْقَ مَن لم يَعْشَقِ
مَن لِي بأَلْثَغَ لا يَزال حَدِيثُهُ / يُذْكى على الأَكْبَادِ جَمْرَةَ مُحْرِقِ
يُنْبِي فَيَنْبُو في الكَلامِ لِسَانُهُ / فكأَنَّهُ مِن خَمْرِ عَيْنَيْهِ سُقِي
لا يُنْعِشُ الأَلْفَاظَ مِن عَثَراتِها / ولَو انَّهَا كُتِبَتْ له في مُهْرَقِ
بَكى أَسفاً للبَيْنِ يَوْمَ التَّفَرُّقِ
بَكى أَسفاً للبَيْنِ يَوْمَ التَّفَرُّقِ / وقد هَوَّنَ التَّوْدِيعُ بَعْضَ الَّذِي لَقِي
وَما للَّذِي وَلَّى به البَيْنُ حَسْرَةٌ / بَكَيْتُ وَلَكِنْ حَسْرَةً للَّذِي بَقِي
وَقد شاقَنِي الوُرْقُ السّواجعُ بالضُّحى / ومَن يسْتمع داعِي الصّبابَةِ يشتَقِ
على فَنَنٍ مِن أَيْكةٍ قد تَعَلَّقَتْ / بحبْلِ النَّوَى مِن قَلْبي المُتَعَلِّقِ
فَصَدَّقْتُها في البَيْنِ مِن غَيْرِ عَبْرةٍ / وكَمْ مِن كَثيرِ الدّمْعِ غَيْرِ مُصَدَّقِ
لَعَلَّ نَسيمَ الرِّيحِ تأَتي به الصّبا / بنشرِ الخُزامى والكِباءِ المُعَبَّقِ
كأَنَّ علَيْهَا نَفْحةً عَبْشَمِيَّةً / أَتَتْ مِن جنابِ المُسْتَعِينِ المُوَفَّقِ
فنِلْتَ الَّذِي قد نِلْتَ إِذ لَيْسَ للعُلا / سواكَ كأَنَّ الدَّهْرَ للنَّاسِ منْتَقِ
ولمَّا رأَيْتُ العَيْشَ وَلَّى برأسِهِ
ولمَّا رأَيْتُ العَيْشَ وَلَّى برأسِهِ / وأَيقَنْتُ أَن المَوْتَ لا شَكَّ لاحِقِي
تمنَّيْتُ أَنِّي ساكِنٌ في غَيابة / بأَعْلَى مَهَبِّ الرِّيحِ في رأَسِ شاهِقِ
أُدَرُّ سقيط الحَبِّ في فَضْلِ عِيشةٍ / وحيداً وحِسْيُ الماءِ ثِنيُ المَفالقِ
خَلِيليَّ مَن ذاقَ المَنِيَّةَ مَرَّةً / فَقد ذُقْتُها خَمْسِينَ قَوْلةَ صادق
كأَني وَقد حانَ ارْتِحالِيَ لم أَفُزْ / قَدِيماً مِن الدُّنيا بلَمحةِ بارقِ
فمَن مُبْلِغٌ عَني ابْنَ حَزْمٍ وكانَ لي / يَداً في مُلِمَّاتِي وعِنْدَ مَضَايقِي
عَلَيْكَ سَلامُ اللَّهِ إِني مُفارِقٌ / وحَسْبُكَ زاداً مِن حَبيبٍ مُفَارِقِ
فلا تَنْسَ تَأْبِينِي إِذا ما فقدتَني / وتَذْكارَ أَيَّامِي وفَضْلَ خلائِقِي
وحَرِّكْ به باللَّهِ مِن أَهْلِ فَنِّنا / إِذا غَيَّبُوني كُلَّ شَهْم غُرانِق
عَسَى هامَتي في القَبْرِ تَسْمَعُ بَعْضُه / بتَرْجِيعِ سارٍ أَوْ بتَطرْيبِ طارِقِ
فلي في ادِّكارِي بَعْدَ مَوْتي راحةٌ / فلا تمنَعُونيها عُلالَة زاهِقِ
وإِني لأَرجُو اللَّهَ فيما تَقَدَّمَتْ / ذُنُوبي به ممّا دَرى مِن حَقائِقي
وكأَنَّني لمّا انْحَطَطْتُ به
وكأَنَّني لمّا انْحَطَطْتُ به / أَرْمي الفَلاة بكَوْكَب طَلْقِ
وكأَنَّني لمّا طَلَبْتُ به / وَحْش الفَلاةِ على مَطا بَرْقِ
أَبكيتَ إذ ظَعَنَ الفَريقُ فراقضها
أَبكيتَ إذ ظَعَنَ الفَريقُ فراقضها /
إِنِّي امْرُؤ لَعِب الزَّمانُ بهِمّتي / وسُقِيتُ مِن كأس الخُطوبِ دهاقَهَا
وكَبَوْتُ طِرْفاً في العُلا فاستَضْحَكَتْ / حُمُرُ الأَنامِ فما تَرِيمُ نِهاقَهَا
وإِذا ارْتَمَتْ نَحْوِي المُنى لأَنالَها / وَقفَ الزَّمانُ لها هُناكَ فَعاقَهَا
وإِذا أَبُو يَحْيَى تَأَخَّرَ سَعْيُهُ / فمَتى أُؤَمِّلُ في الزَّمانِ لَحاقَهَا
المُلْبِسِي ذَهَبِيّةً مِن فَضْلِهِ / شَنَتِ العُيُونَ فلم تُطِق رقْراقَها
والمانِعي مِن صَرْفِ دهْرِي بعدما / قَلَبتْ إِليّ الحادِثاتُ حِداقَهَا
حَتَّامَ لا تزوي جِيادُكَ للوَغى / وتَشِيم مِن بِيضِ السُّيُوفِ رقاقَهَا
وتَسُدُّ طُرْقَ الأَرْضِ منكَ بجَحْفَلٍ / يذَرُ المُلُوكَ مُديمةً إِطرْاقَهَا
بَحْر إِذا خَفَقَتْ عُقابُ لِوائِهِ / بتُخُومِ أَرْضٍ لم تَخَفْ إِخْفاقَهَا
اللَّه في أَرْضٍ غُذِيتُ هَواءَها / وعِصابةٍ لم تَتَّهِمْ إِشْفاقَهَا
نَكَزَتْهُمُ أَفْعَى الخُطُوبِ وعُوجلُوا / بمُثَمَّلٍ منها فكُنْ دِرْياقَهَا
وافْتَحْ مَغالِقَها بعَزْمةِ فَيْصَلٍ / لَوْ حاوَلَتْ سَوْقَ الثُّرَيَّا ساقَهَا
بَطَلٌ إِذا خَطَبَ النُّفُوسَ إِلى الوَغى / جَعَلَ الظُّبا تَحْتَ العَجاجِ صِداقَهَا
لَوْ عارَضَتْ هُوجَ الرِّياحِ بَنانُهُ / يَوْماً لسدَّ ببَعْضِها آفاقَهَا
ولَو انَّها منه إِذا ما اسْتَلَّها / تَتَعَرَّضُ الجَوْزاء حَلَّ نِطاقَهَا
وإِذا المُلُوكُ جَرَتْ جياداً في الوَغى / والجُود قَطَّعَ جَفْوةً أَعْناقَهَا
ولَو انَّ أَفْواهَ الضَّراغِمِ مَنْهَلٌ / لِلْوِرْدِ أَوْردَ خَيْلَهُ أَشداقَهَا
فَيا أَيُّها الباغِي الفرار أَمامَه
فَيا أَيُّها الباغِي الفرار أَمامَه / هُو المَوتُ فاعلَم أنهُ سَوفَ يلحقُ
فَريق العِدا مِن حَدِّ عَزمِكَ يفرقُ
فَريق العِدا مِن حَدِّ عَزمِكَ يفرقُ / وبِالدَّهرِ مِما خافَ بَطشَك أولَقُ
تَيَممتهُ وَالسَّعدُ حَولَك جَحفلٌ / وقارعتَه والنَّصرُ دونَك خَندَقُ
أَدَرتَ رَحى الحَربِ الزّبُونِ بِساحَةٍ / وغالبتَه وَالجَوُّ بالبَيض يَعبَقُ
فَلَما حَوت كَفاك رمَّة أَمرِهِ / وَشُدَّ بكفّ الحصرِ منهُ المُخنَّقُ
وأَسقَيتَه مِن جَمَّة الأَمن صافِياً / إِذا ذاقَه من ذاقه يَتَمَطَّقُ
وَكَم لَكَ مِثلي مُستَرقّ مكارمٍ / بِعَفوِكَ مِن رِقِّ المنيّة يُعتَقُ
كَشفتُ سَماءَ المَجدِ عنكَ فَلَم أَجِد / سوى كَرمٍ عَن طيبِ خيمكَ يَنطِقُ
وَرَدتُ رِياضَ العَفوِ منكَ فَجادَني / بأَرجائِها مِن مُزنِ نُعماكَ مُغدِقُ
فإِن أَنا أَشكركَ أبيضَ مُعرِقاً / فَلا هَزَّني لِلمَجدِ أَبيض مُعرِقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025