المجموع : 6
قَد أَوعَدوني بِأَرماحٍ مُعَلَّبَةٍ
قَد أَوعَدوني بِأَرماحٍ مُعَلَّبَةٍ / سودٍ لُقِطنَ مِنَ الحَومانِ أَخلاقِ
لَم يَسلُبوها وَلَم يُعطوا بِها ثَمَناً / أَيدي النِعامِ فَلا أَسقاهُمُ الساقي
عَمروَ اِبنَ أَسوَدَ فا زَبّاءَ قارِبَةٍ / ماءَ الكُلابِ عَلَيها الظَبيَ مِعناقِ
سائِل عُمَيرَةَ حَيثُ حَلَّت جَمعَها
سائِل عُمَيرَةَ حَيثُ حَلَّت جَمعَها / عِندَ الحُروبِ بِأَيِّ حَيٍّ تُلحَقُ
أَبِحَيِّ قَيسٍ أَم بِعُذرَةَ بَعدَما / رُفِعَ اللِواءُ لَهَ وَبِئسَ المَلحَقُ
وَاِسأَل حُذَيفَةَ حينَ أَرَّشَ بَينَنا / حَرباً ذَوائِبُها بِمَوتٍ تَخفِقُ
فَلتَعلَمَنَّ إِذا اِلتَقَت فُرسانُنا / بِلِوى النُجَيرَةِ أَنَّ ظَنَّكَ أَحمَقُ
لَقَد وَجَدنا زَبيداً غَيرَ صابِرَةٍ
لَقَد وَجَدنا زَبيداً غَيرَ صابِرَةٍ / يَومَ اِلتَقَينا وَخَيلُ المَوتِ تَستَبِقُ
إِذ أَدبَروا فَعَمِلنا في ظُهورِهِمُ / ما تَعمَلُ النارُ في الحَلفا فَتَحتَرِقُ
وَخالِدٌ قَد تَرَكتُ الطَيرَ عاكِفَةً / عَلى دِماهُ وَما في جِسمِهِ رَمَقُ
خُلِقتُ لِلحَربِ أُحميها إِذا بَرَدَت / وَأَصطَلي بِلَظاها حَيثُ أَحتَرِقُ
وَأَلتَقي الطَعنَ تَحتَ النَقعِ مُبتَسِماً / وَالخَيلُ عابِسَةٌ قَد بَلَّها العَرَقُ
لَو سابَقَتني المَنايا وَهيَ طالِبَةٌ / قَبضَ النُفوسِ أَتاني قَبلَها السَبَقُ
وَلي جَوادٌ لَدى الهَيجاءِ ذو شَغَبٍ / يُسابِقُ الطَيرَ حَتّى لَيسَ يُلتَحَقُ
وَلي حُسامٌ إِذا ما سُلَّ في رَهَجٍ / يَشُقُّ هامَ الأَعادي حينَ يُمتَشَقُ
أَنا الهِزَبرُ إِذا خَيلُ العِدا طَلَعَت / يَومَ الوَغى وَدِماءُ الشوسِ تَندَفِقُ
ما عَبَّسَت حَومَةُ الهَيجاءِ وَجهَ فَتىً / إِلّا وَوَجهي إِلَيها باسِمٌ طَلِقُ
ما سابَقَ الناسُ يَومَ الفَضلِ مَكرُمَةً / إِلّا بَدَرتُ إِلَيها حَيثُ تُستَبِقُ
تَرى عَلِمَت عُبَيلَةُ ما أُلاقي
تَرى عَلِمَت عُبَيلَةُ ما أُلاقي / مِنَ الأَهوالِ في أَرضِ العِراقِ
طَغاني بِالرِيا وَالمَكرِ عَمّي / وَجارَ عَلَيَّ في طَلَبِ الصَداقِ
فَخُضتُ بِمُهجَتي بَحرَ المَنايا / وَسِرتُ إِلى العِراقِ بِلا رِفاقِ
وَسُقتُ النَوقَ وَالرُعيانَ وَحدي / وَعُدتُ أُجِدُّ مِن نارِ اِشتِياقي
وَما أَبعَدتُ حَتّى ثارَ خَلفي / غُبارُ سَنابِكِ الخَيلِ العِتاقِ
وَطَبَّقَ كُلَّ ناحِيَةٍ غُبارٌ / وَأُشعِلَ بِالمُهَنَّدَةِ الرِقاقِ
وَضَجَّت تَحتَهُ الفُرسانُ حَتّى / حَسِبتُ الرَعدَ مَحلولَ النِطاقِ
فَعُدتُ وَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَمّي / طَغاني بِالمُحالِ وَبِالنِفاقِ
وَبادَرتُ الفَوارِسَ وَهيَ تَجري / بِطَعنٍ في النُحورِ وَفي التَراقي
وَما قَصَّرتُ حَتّى كُلَّ مُهري / وَقَصَّرَ في السِباقِ وَفي اللِحاقِ
نَزَلتُ عَنِ الجَوادِ وَسُقتُ جَيشاً / بِسَيفي مِثلَ سَوقي لِلنِياقِ
وَفي باقي النَهارِ ضَعُفتُ حَتّى / أُسِرتُ وَقَد عَيِيَ عَضُدي وَساقي
وَفاضَ عَليَّ بَحرٌ مِن رِجالٍ / بِأَمواجٍ مِنَ السُمرِ الدِقاقِ
وَقادوني إِلى مَلِكٍ كَريمٍ / رَفيعٍ قَدرُهُ في العِزِّ راقي
وَقَد لاقَيتُ بَينَ يَدَيهِ لَيثاً / كَريهَ المُلتَقى مُرَّ المَذاقِ
بِوَجهٍ مِثلِ ظَهرِ التُرسِ فيهِ / لَهيبُ النارِ يُشعِلُ في المَآقي
قَطَعتُ وَريدَهُ بِالسَيفِ جَزراً / وَعُدتُ إِلَيهِ أَحجُلُ في وَثاقي
عَساهُ يَجودُ لي بُمُرادِ عَمّي / وَيُنعِمُ بِالجِمالِ وَبِالنِياقِ
أَمِسحَلُ دونَ ضَمِّكَ وَالعِناقِ
أَمِسحَلُ دونَ ضَمِّكَ وَالعِناقِ / طِعانٌ بِالمُثَقَّفَةِ الدِقاقِ
وَضَربَةُ فَيصَلٍ مِن كَفِّ لَيثٍ / كَريمِ الجَدِّ فاقَ عَلى الرِفاقِ
وَدونَ عُبَيلَةٍ ضَربُ المَواضي / وَطَعنٌ مِنهُ تَكتَحِلُ المَآقي
أَنا البَطَلُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ / وَذِكري شاعَ في كُلِّ الأَفاقِ
إِذا اِفتَخَرَ الجَبانُ بِبَذلِ مالٍ / فَفَخري بِالمُضَمَّرَةِ العِتاقِ
وَإِن طَعَنَ الفَوارِسُ صَدرَ خَصمٍ / فَطَعني في النُحورِ وَفي التَراقي
وَإِنّي قَد سَبَقتُ لِكُلِّ فَضلٍ / فَهَل مَن يَرتَقي مِثلي المَراقي
أَلا فَاِخبِر لِكِندَةَ ما تَراهُ / قَريباً مِن قِتالٍ مَع مُحاقِ
وَأَوصِهِم بِما تَختارُ مِنهُم / فَما لَكَ رَجعَةٌ بَعدَ التَلاقي
صَحا مِن سُكرِهِ قَلبي وَفاقا
صَحا مِن سُكرِهِ قَلبي وَفاقا / وَزارَ النَومُ أَجفاني اِستِراقا
وَأَسعَدَني الزَمانُ فَصارَ سَعدي / يَشُقُّ الحُجبَ وَالسَبعَ الطِباقا
أَنا العَبدُ الَّذي يَلقى المَنايا / غَداةَ الرَوعِ لا يَخشى المَحاقا
أَكُرُّ عَلى الفَوارِسِ يَومَ حَربٍ / وَلا أَخشى المُهَنَّدَةَ الرِقاقا
وَتُطرِبُني سُيوفُ الهِندِ حَتّى / أَهيمَ إِلى مَضارِبِها اِشتِياقا
وَإِنّي أَعشَقُ السُمرَ العَوالي / وَغَيري يَعشَقُ البيضَ الرِشاقا
وَكاساتُ الأَسِنَّةِ لي شَرابٌ / أَلَذُّ بِهِ اِصطِباحاً وَاِغتِباقا
وَأَطرافُ القَنا الخَطِّيِّ نَقلي / وَرَيحاني إِذا المِضمارُ ضاقا
جَزى اللَهُ الجَوادَ اليَومَ عَنّي / بِما يَجزي بِهِ الخَيلَ العِتاقا
شَقَقتُ بِصَدرِهِ مَوجَ المَنايا / وَخُضتُ النَقعَ لا أَخشى اللَحاقا
أَلا يا عَبلَ لَو أَبصَرتِ فِعلي / وَخَيلُ المَوتِ تَنطَبِقُ اِنطِباقا
سَلي سَيفي وَرُمحي عَن قِتالي / هُما في الحَربِ كانا لي رِفاقا
سَقَيتُهُما دَماً لَو كانَ يُسقى / بِهِ جَبَلا تِهامَةَ ما أَفاقا
وَكَم مِن سَيِّدٍ خَلَّيتُ مُلقىً / يُحَرِّكُ في الدِما قَدَماً وَساقا