المجموع : 5
أَلَم تَسأَلِ الرَبعَ الخَلاءَ فَيَنطِقُ
أَلَم تَسأَلِ الرَبعَ الخَلاءَ فَيَنطِقُ / وَهَل تُخبِرَنكِ اليَومَ بَيداءَ سَملَقُ
وَقَفتُ بِها حَتّى تَجَلَّت عَمايَتي / وَمَلَّ الوُقوفَ الأَرحَبِيُّ المُنَوَّقُ
بِمُختَلَفِ الأَرواحِ بَينَ سُوَيقَةٍ / وَأَحدَبَ كادَت بَعدَ عَهدِكِ تَخلُقُ
أَضَرَّت بِها النَكباءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ / وَنَفخُ الصَبا وَالوابِلُ المُتَبَعِّقُ
وَقالَ خَليلي إِنَّ ذا لَصَبابَةٌ / أَلا تَزجُرُ القَلبَ اللَجوجَ فَيُلحَقُ
تَعَزَّ وَإِن كانَت عَلَيكَ كَريمَةً / لَعَلَّكَ مِن رِقّ لبَثنَةَ تَعتِقُ
فَقُلتُ لَهُ إِنَّ البعادَ لَشائِقي / وَبَعضُ بِعادِ البَينِ وَالنَأي أَشوَقُ
لَعَلَّكَ مَحزونٌ وَمُبدٍ صَبابَةً / وَمُظهِرُ شَكوى مِن أُناسٍ تَفَرَّقوا
وَما يَبتَغي مِنّي عُداةٌ تَعاقَدوا / وَمِن جِلدِ جاموسٍ سَمينٍ مُطَرَّقُ
وَأَبيَضَ مِن ماءِ الحَديدِ مُهَنَّد / لَهُ بَعدَ إِخلاصِ الضَريبَةِ رَونَقُ
إِذا ما عَلَت نَشزاً تَمُدُّ زِمامَها / كَما اِمتَدَّ جِلدُ الأَصلَفِ المُتَرَقرِقُ
وَبيضٍ غَريراتٍ تُثَنّي خُصورَها / إِذا قُمنَ أَعجازٌ ثِقالٌ وَأَسوُقُ
غَرائِرَ لَم يَعرِفنَ بُؤسَ مَعيشَةٍ / يُجَنَّ بِهِنَّ الناظِرُ المُتَنَوِّقُ
وَغَلغَلتُ مِن وَجدٍ إِلَيهِنَّ بَعدَما / سَرَيتُ وَأَحشائي مِنَ الخَوفِ تَخفِقُ
مَعي صارِمٌ قَد أَخلَصَ القَينُ صَقلَهُ / لَهُ حينَ أَغشيهِ الضَريبَةَ رَونَقُ
فَلَولا اِحتِيالي ضِقنَ ذَرعاً بِزائِرٍ / بِهِ مِن صَباباتٍ إِلَيهنَّ أَولَقُ
تَسوكُ بِقُضبانِ الأَراكِ مُفَلَّجاً / يُشَعشِعُ فيهِ الفارِسِيُّ المُرَوَّقُ
أَبَثنَةُ لَلوَصلُ الَّذي كانَ بَينَنا / نَضا مِثلَما يَنضو الخِضابُ فَيَخلُقُ
أَبثنَةُ ما تَنأَينَ إِلّا كَأَنَّني / بِنَجمِ الثُرَيّا ما نَأَيتِ مُعَلَّقُ
أَلَمَّ خَيالٌ مِن بُثَينَةَ طارِقُ
أَلَمَّ خَيالٌ مِن بُثَينَةَ طارِقُ / عَلى النَأيِ مُشتاقٌ إِلَيَّ وَشائِقُ
سَرَت مِن تِلاعِ الحِجرِ حَتّى تَخَلَّصَت / إِلَيَّ وَدوني الأَشعَرونَ وَغافِقُ
كَأَنَّ فَتيتَ المِسكِ خالَطَ نَشرَها / تُغَلَّ بِهِ أَردانُها وَالمَرافِقُ
تَقومُ إِذا قامَت بِهِ مِن فِراشِها / وَيَغدو بِهِ مِن حِضنِها مَن تُعانِقُ
وَهَجرُكَ مِن تَيما بَلاءٌ وَشِقوَةٌ / عَلَيكَ مَعَ الشَوقِ الَّذي لا يُفارِقُ
أَلا إِنَّها لَيسَت تَجودُ لِذي الهَوى / بَلِ البُخلُ مِنها شيمَةٌ وَالخَلائِقُ
وَماذا عَسى الواشونَ أَن يَتَحَدَّثوا / سِوى أَن يَقولوا إِنَّني لَكِ عاشِقُ
نَعَم صَدَقَ الواشونَ أَنتِ كَريمَةٌ / عَلَيَّ وَإِن لَم تَصفُ مِنكِ الخَلائِقُ
وَما صائِبٌ مِن نابِلٍ قَذَفَت بِهِ
وَما صائِبٌ مِن نابِلٍ قَذَفَت بِهِ / يَدٌ وَمُمِرُّ العُقدَتَينِ وَثيقُ
لَهُ مِن خَوافي النِسرِ حُمٌّ نَظائِرٌ / وَنَصلٌ كَنَصلِ الزاعِبِيِّ فَتيقُ
عَلى نَبعَةٍ زَوراءَ أَمّا خِطامُها / فَمَتنٌ وَأَمّا عودُها فَعَتيقُ
بِأَوشَكَ قَتلاً مِنكِ يَومَ رَمَيتِني / نَوافِذَ لَم تَظهَر لَهُنَّ خُروقُ
تَفَرَّقَ أَهلانا بُثَينٌ فَمِنهُمُ / فَريقٌ أَقاموا وَاِستَمَرَّ فَريقُ
فَلَو كُنتُ خَوّاراً لَقَد باحَ مُضمَري / وَلَكِنَني صُلبُ القَناةِ عَريقُ
كَأَن لَم نُحارِب يا بُثَينَ لَوَ اَنَّهُ / تَكَشَّفَ غُمّاها وَأَنتِ صَديقُ
مَنَعَ النَومَ شِدَّةَ الإِشتِياقِ
مَنَعَ النَومَ شِدَّةَ الإِشتِياقِ / وَاِدِّكارُ الحَبيبِ بَعدَ الفِراقِ
لَيتَ شِعري إِذا بُثَينَةُ بانَت / هَلَّنا بَعدَ بَينِها مِن تَلاقِ
وَلَقَد قُلتُ يَومَ نادى المُنادي / مُستَحِثّاً بِرِحلَةٍ وَاِنطِلاقِ
لَيتَ لي اليَومَ يا بُثَينَةُ مِنكُم / مَجلِساً لِلوَداعِ قَبلَ الفِراقِ
حَيثُ ما كُنتُمُ وَكُنتُ فَإِنّي / غَيرُ ناسٍ لِلعَهدِ وَالميثاقِ
يضمُّ عليَّ الليلُ أطباقَ حُبِّها
يضمُّ عليَّ الليلُ أطباقَ حُبِّها / كَما ضَمَّ أَزرارُ القَميصِ البنَائِقُ