القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ زَيْدُون الكل
المجموع : 4
تَنَشَّقَ مِن عَرفِ الصَبا ما تَنَشَّقا
تَنَشَّقَ مِن عَرفِ الصَبا ما تَنَشَّقا / وَعاوَدَهُ ذِكرُ الصِبا فَتَشَوَّقا
وَما زالَ لَمعُ البَرقِ لَمّا تَأَلَّقا / يُهيبُ بِدَمعِ العَينِ حَتّى تَدَفَّقا
وَهَل يَملِكُ الدَمعَ المَشوقُ المُصَبَّأُ /
خَليلَيَّ إِن أَجزَع فَقَد وَضَحَ العُذرُ / وَإِن أَستَطِع صَبراً فَمِن شيمَتي الصَبرُ
وَإِن يَكُ رُزأً ما أَصابَ بِهِ الدَهرُ / فَفي يَومِنا خَمرٌ وَفي غَدِهِ أَمرُ
وَلا عَجَبٌ إِنَّ الكَريمَ مُرَزَّأُ /
رَمَتني اللَيالي عَن قَسِيِّ النَوائِبِ / فَما أَخطَأَتني مُرسَلاتُ المَصائِبِ
أَقضي نَهاري بِالأَماني الكَواذِبِ / وَآوي إِلى لَيلٍ بَطيءِ الكَواكِبِ
وَأَبطَأُ سارٍ كَوكَبٌ باتَ يُكلَأُ /
أَقُرطُبَةُ الغَرّاءَ هَل فيكِ مَطمَعُ / وَهَل كَبِدٌ حَرّى لِبَينَكِ تُنقَعُ
وَهَل لِلَياليكِ الحَميدَةِ مَرجِعُ / إِذِ الحُسنُ مَرأىً فيكِ وَاللَهوُ مَسمَعُ
وَإِذ كَنَفُ الدُنيا لَدَيكِ مُوَطَّأُ /
أَلَيسَ عَجيباً أَن تَشُطَّ النَوى بِكِ / فَأَحيا كَأَن لَم أَنسَ نَفحَ جَنابِكِ
وَلَم يَلتَئِم شَعبي خِلالَ شِعابِكِ / وَلَم يَكُ خَلقي بَدؤُهُ مِن تُرابِكِ
وَلَم يَكتَنِفني مِن نَواحيكِ مَنشَأُ /
نَهارُكِ وَضّاحٌ وَلَيلُكِ ضَحيانُ / وَتُربُكِ مَصبوحٌ وَغُصنُكِ نَشوانُ
وَأَرضُكِ تُكسى حينَ جَوُّكِ عُريانُ / وَرَيّاكِ رَوحٌ لِلنُفوسِ وَرَيحانُ
وَحَسبُ الأَماني ظِلُّكِ المُتَفَيَّأُ /
أَأَنسى زَماناً بِالعِقابِ مُرَفَّلاً / وَعَيشاً بِأَكنافِ الرُصافَةِ دَغفَلا
وَمَغنىً إِزاءَ الجَعفَرِيَّةِ أَقبَلا / لَنِعمَ مَرادُ النَفسِ رَوضاً وَجَدوَلا
وَنِعمَ مَحَلُّ الصَبوَةِ المُتَبَوَّأُ /
وَيا رُبَّ مَلهىً بِالعَقيقِ وَمَجلِسِ / لَدى تُرعَةٍ تَرنو بِأَحداقِ نَرجِسِ
بِطاحُ هَواءٍ مُطمِعِ الحالِ مُؤيِسِ / مَغيمٍ وَلَكِن مِن سَنا الراحِ مُشمِسِ
إِذا ما بَدَت في كَأسِها تَتَلَألَأُ /
وَقَد ضَمَّنا مِن عَينِ شُهدَةَ مَشهَدُ / بَدَأنا وَعُدنا فيهِ وَالعودُ أَحمَدُ
يَزُفُّ عَروسَ اللَهوِ أَحوَرُ أَغيَدُ / لَهُ مَبسِمٌ عَذبٌ وَخَدٌّ مُوَرَّدُ
وَكَفٌّ بِحِنّاءِ المُدامِ تُقَنَّأُ /
وَكائِن عَدَونا مُصعِدينَ عَلى الجِسرِ / إِلى الجَوسَقِ النَصرِيِّ بَينَ الرُبى العُفرِ
وَرُحنا إِلى الوَعساءِ مِن شاطِئِ النَهرِ / بِحَيثُ هُبوبُ الريحِ عاطِرَةِ النَشرِ
عَلا قُضُبَ النُوّارِ فَهيَ تَكَفَّأُ /
وَأَحسِن بِأَيّامٍ خَلَونَ صَوالِحِ / بِمَصنَعَةِ الدولابِ أَو قَصرِ ناصِحِ
تَهُزُّ الصَبا أَثناءَ تِلكَ الأَباطِحِ / صَفيحَةَ سَلسالِ المَوارِدِ سائِحِ
تَرى الشَمسَ تَجلو نَصلَها حينَ يَصدَأُ /
وَيا حَبَّذا الزَهراءَ بَهجَةَ مَنظَرِ / وَرِقَّةَ أَنفاسٍ وَصِحَّةَ جَوهَرِ
وَناهيكَ مِن مَبدا جَمالٍ وَمَحضِرِ / وَجَنَّةِ عَدنٍ تَطَّبيكَ وَكَوثَرِ
بِمَرأىً يَزيدُ العُمرَ طيباً وَيَنسَأُ /
مَعاهِدُ أَبكيها لِعَهدٍ تَصَرَّما / أَغَضَّ مِنَ الوَردِ الجَنِيِّ وَأَنعَما
لَبِسنا الصِبا فيها حَبيراً مُنَمنَما / وَقُدنا إِلى اللَذاتِ جَيشاً عَرَمرَما
لَهُ الأَمنُ رِدءٌ وَالعَداوَةُ مَربَأُ /
كَساها الرَبيعُ الطَلقُ وَشيَ الخَمائِلِ / وَراحَت لَها مَرضى الرِياحِ البَلائِلِ
وَغادى بَنوها العَيشَ حُلوَ الشَمائِلِ / وَلا زالَ مِنّا بِالضُحى وَالأَصائِلِ
سَلامٌ عَلى تِلكَ المَيادينِ يُقرَأُ /
إِخوانَنا لِلوارِدينَ مَصادِرُ / وَلا أَوَّلٌ إِلّا سَيَتلوهُ آخِرُ
وَإِنّي لِأَعتابِ الزَمانِ لَناظِرُ / فَقَد يَستَقيلُ الجَدُّ وَالجَدُّ عاثِرُ
وَتُحمَدُ عُقبى الأَمرِ مازالَ يُشنَأُ /
ظَعَنتُ فَكانَ الحُرُّ يُجفى فَيَظعَنُ / وَأَصبَحتُ أَسلو بِالأَسى حينَ أَحزَنُ
وَقَرَّ عَلى اليَأسِ الفُؤادُ المُوَطَّنُ / وَإِنَّ بِلاداً هُنتُ فيها لَأَهوَنُ
وَمَن رامَ مِثلي بِالدَنِيَّةِ أَدنَأُ /
وَلا يُغبِطُ الأَعداءَ كَونِيَ في السِجنِ / فَإِنّي رَأَيتُ الشَمسَ تُحصَنُ بِالدَجنِ
وَماكُنتُ إِلّا الصارِمَ العَضبَ في جَفنِ / أَوِ اللَيثَ في غابٍ أَوِ الصَقرَ في وَكنِ
أَوِ العِلقَ يُخفى في الصِوارِ وَيُخبَأُ /
يَضيقُ بِأَنواعِ الصَبابَةِ مَذهَبي / إِلى كُلِّ رَحبِ الصَدرِ مِنكُم مُهَذَّبِ
مُفَضَّضِ لَألاءِ الأَساريرِ مُذهَبِ / يُنافِسُ مِنهُ البَدرُ غُرَّةَ كَوكَبِ
دَرى أَنَّها أَبهى سَناءً وَأَضوَأُ /
أَسِفتُ فَما أَرتاحُ وَالراحُ تُثمِلُ / وَلا أُسعِفُ الأَوتارَ وَهيَ تَرَسَّلُ
وَلا أَرعَوي عَن زَفرَةٍ حينَ أُعذَلُ / وَلا لِيَ مُذ فارَقتُكُم مُتَعَلَّلُ
سِوى خَبَرٍ مِنكُم عَلى النَأيِ يَطرَأُ /
حَمِدتُم مِنَ الأَيّامِ لينَ خِلالِها / وَسَرَّتكُمُ الدُنيا بِحُسنِ دَلالِها
مُؤَمَّنَةً مِن عَتبِها وَمَلالِها / وَلا زالَ مِنكُم لابِسٌ مِن ظِلالِها
يُسَوِّغُ أَبكارَ المُنى وَيُهَنَّأُ /
إِنّي ذَكَرتُكِ بِازَهراءَ مُشتاقاً
إِنّي ذَكَرتُكِ بِازَهراءَ مُشتاقاً / وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا
وَلِلنَسيمِ اِعتِلالٌ في أَصائِلِهِ / كَأَنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إِشفاقا
وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ / كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا
يَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَت / بِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقا
نَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍ / جالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقا
كَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقي / بَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقا
وَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي مَنابِتِهِ / فَازدادَ مِنهُ الضُحى في العَينِ إِشراقا
سَرى يُنافِحُهُ نَيلوفَرٌ عَبِقٌ / وَسنانُ نَبَّهَ مِنهُ الصُبحُ أَحداقا
كُلٌّ يَهيجُ لَنا ذِكرى تَشَوُّقِنا / إِلَيكِ لَم يَعدُ عَنها الصَدرُ أَن ضاقا
لا سَكَّنَ اللَهُ قَلباً عَقَّ ذِكرَكُمُ / فَلَم يَطِر بِجَناحِ الشَوقِ خَفّاقا
لَو شاءَ حَملي نَسيمُ الصُبحِ حينَ سَرى / وافاكُمُ بِفَتىً أَضناهُ ما لاقى
لَو كانَ وَفّى المُنى في جَمعِنا بِكُم / لَكانَ مِن أَكرَمِ الأَيّامِ أَخلاقا
يا عَلقِيَ الأَخطَرَ الأَسنى الحَبيبَ إِلى / نَفسي إِذا ما اِقتَنى الأَحبابُ أَعلاقا
كانَ التَجارِي بِمَحضِ الوُدِّ مُذ زَمَنٍ / مَيدانَ أُنسٍ جَرَينا فيهِ أَطلاقا
فَالآنَ أَحمَدَ ما كُنّا لِعَهدِكُمُ / سَلَوتُمُ وَبَقينا نَحنُ عُشّاقا
بَني جَهوَرٍ أَحرَقتُمُ بِجَفائِكُم
بَني جَهوَرٍ أَحرَقتُمُ بِجَفائِكُم / جَناني وَلَكِنَّ المَدائِحَ تَعبَقُ
تَعُدّونَني كَالعَنبَرِ الوَردِ إِنَّما / تَطيبُ لَكُم أَنفاسُهُ حينَ يُحرَقُ
لَحا اللَهُ يَوماً لَستُ فيهِ بِمُلتَقِ
لَحا اللَهُ يَوماً لَستُ فيهِ بِمُلتَقِ / مُحَيّاكِ مِن أَجلِ النَوى وَالتَفَرُّقِ
وَكَيفَ يَطيبُ العَيشُ دونَ مَسَرَّةٍ / وَأَيُّ سُرورٍ لِلكَئيبِ المُؤَرَّقِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025