القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَخْطَل الصَّغير الكل
المجموع : 7
يا أخت زاهرة الربى كم قبلة
يا أخت زاهرة الربى كم قبلة / من عاشق وتحية من شيق
لم أنس حين دخلت روضك غدوة / والزهر بين مزور ومشقق
فقطفت أول قبلة من وردة / ورشفت أول مبسم من زنبق
لى فيك عند المنحنى وعقيقه / ذكرى تطوف بالجنون وتستقى
غذيت ماضيها بأكثر ما مضى / من صبوتى واليوم جئت بما بقى
بأخى هوى متماسك فى أضلعى / سمح على شيع الجمال مفرق
شقت مرائره أسى وتأوهاً / أن فاته الحسن الذى لم يخلق
ما كان ضر الله أو سعف الصبا / فأطال فى أجل الشباب الريق
ذهبت بنضرته مكافحة الهوى / حتى ارعوى عن أغصن لم تورق
مازلت أتبع الجمال فلم أجد / حسناً يدوم وجدة لم تخلق
إلاك يا ضهر الشوير فأنت من / حدث الليالى والخلود بموثق
حسدت محاسنك الربى فتأوهت / غدرانها فى جفنها المغرورق
أفشامخ منها بمفرق تائه / ولأنت أجمل وردة فى مفرق
صلى لك الوادى برهبة ناسك / وضباب مبخرة وهامة مطرق
وأبو الربى صنين قام كشمعة / بيضاء تمعن فى السحاب وترتقى
يتوقد النجم السنى برأسها / فترى بوادر دمعها المترقرق
لك فى السماء نجومها فتلثمى / وعلى المهاد زهورها فتمنطقى
وعليك من وشى الحضارة مطرف / رفت عليه صنعة المتأنق
فإذا ودعت فرقة وتعفف / وإذا زهوت ولا أخال فأخلق
إيه فتى لبنان كم من وقعة / لك فيه بين مغيبه والمشرق
والأفق أكدر والخطوب حواسر / والظلم ينتخب الكرام وينتقى
نصبوا لك التمثال قسط مجاهد / من قومه وشهادة لمحقق
فخلدت فى الدنيا وأنت بأختها / مازلت بين مكذب ومصدق
إنى ذكرتك والظلام مخيم / وبراعم الأقلام لم تتفتق
أيام أطيب أن تعللنا المنى / تفريج مكروب ونهضة موثق
واليوم نحن ولا أخالك جاهلاً / أسلاب معركة ورزق موفق
أسرى ولا أطواق فى أجيادنا / ليس الحمام جميعه بمطوق
أَلمها أهدت إليها المقلتين
أَلمها أهدت إليها المقلتين / والظبا أهدت إليها العنقا
فهما في الحسن أسنى حليتين / للعذراى، جل من قد خلقا
ودرى الروض بتين المنحتين / وقديماً يعشق الروض الحسان
فكسا بالورد منها الوجنتين / وكسا مبسمها بالأقحوان
ورمى في صدرها رمانتين / من رآى الرمان فوق الخيزران
فهما في صدرها كالموجتين / أي صب ما تمنى الغرقا؟
أو هما وليسلما كالتوأمين / كلما همت بأمر قلقا
ورآها الليل فأختار المقام / ولقد طاب له - في شعرها
وصبا الفجر فأضحى ، حين هام / بهواها، درة في ثغرها
فإذا مي كما شاء الغرام / ما نجا ذو صبوة من أسرها
غير أن الطهر للحسناء زين / أنزلته قلبها فاستوثقا
فإذا خافا افتراق الصاحبين / ذكرا عهدهما فاعتنقا
هكذا فلتكن الغيد الحسان / عفة في رقة في أدب
ذلك الكنز الذي لا يستهان / أين من ذلك كنز الذهب
وحلى كانت على صدر الزمان / فاستباحتها نساء العرب
فروت عنها ليالي الرقمتين / خير ما يروى ، وغزلان النقا
فشهدنا من لقاء العاشقين / كل ما يجمل في عين التقى
هل رأيت الورد في الوعر نما / فبدا للعين شيئاً عجبا
وردة ، صارت بها الأرض سما ، / عندما لاحت عليها كوكبا
منعت مبسمها الناس ، وما / منعته عن نسيمات الصبا
هكذا مي نمت في أبوين / خلفاها وأخاها للشقا
واستراحا بعد ذا في حفرتين / واباحا جفن مي الأرقا
رب، إن الكون مهما عظما / هو في عينيك لا يحسب شي
قدرة ذلت لديها العظما / كلهم فان وسبحانك حي
ألأمر ضل عنه الحكما / شئت يا ربي أن توجد مي
وأخاها، وهو دون السنتين / لم يكد يحسن بعد النطقا
وأثرت الحرب ملء الخافقين / فغدا الكون بها منصعقا
رب، لو شئت لما سالت دما / أمرك الأمر فمن ذا ينكر
ولما يتم من قد يتما / ولما استل السلاح العسكر
رب، إن نحن بلغنا الهرما / أو يكن حان الذي ينتظر
مر، ولا كفران، ذين الكوكبين / يخرقا الناموس أو يحترقا
واسترح منا، فنغدو بعد عين / أثراً لا بد أن ينمحقا
واخلق الإنسان خلقاً راقيا / واقتل البغض به والكبرياء
واجعل الحب إلهاً ثانياً / واسجن المال ولا تبق الرياء
وليكن كل امتياز لاغيا / يخرج الناس على حد سواء
رب، هل من نصفة في ولدين / خرجا من مصدرين افترقا
فإذا الموسر يكسى حلتين / بينما المعسر يكسى الخرقا
من ترى يشرح لي ذنب الفقير / أو ترى يظهر لي فضل الغني
يرثان البؤس والعيش النضير / ويقيمان معاً في الكفن
أفهذي حكمة الله القدير؟ / لا وجل الله عن هذا الغبن
إنما هذين مثل البذرتين / نثرا في الأرض حتى انبثقا
فكسا المقدور تين النبتتين / هذه قبحاً وهذي رونقا
ضاق جوبيتير صدراً، فانبرى / يتمشى في فراديس الجنان
فبدا أهيب شيء منظرا / وعليه حلة من أرجوان
ورمى الأرض منه نظرا / فرأى الهول وأنواع الهوان
ملعباً للشر، ما من صالحين / فوقها أو أخوين اتفقا
فرمى غيظاً عليها جمرتين / فتلظت وتلظا حنقا
إنها الحرب .. ولم تترك على / سطحها إلا جسوماً باليه
ونفوساً حوماً حول البلى / تتمشى في صدور خاويه
تشتكي الجوع وتقري العللا / عجباً منها جياعاً قاريه
وشكا لبنان منها علتين / حاكماً جلفاً وعيشاً ضيقا
وأموراً لو أصابت جبلين / رسخا فوق الثرى ، لانسحقا
ضرب الجوع بصمام رهيف / فإذا قتلاه ملْ السبل
موقف أمسى به نيل الرغيف / أملاً ، أكذب به من أمل
ويح مي وهي من جنس ضعيف / ما لها بقايا المنزل
وثياب لا تساوي ورقتين / رحم الرحمان ذاك الورقا
ليتها كانت تساوي ذهبين / علها كانت تسد الرمقا
مي، ما السحر سوى ما رسمت / ريشة المبدع في هذي العيوم
لم تصادف مهجة إلا رمت / وأصابت ، هكذا الفتك يكون
فهي لو رقت لمن قد تيمت / وأباحت ذلك الثغر المصون
لجرى التبر إليها واللجين / وكلا الإثنين يبغي السبقا
ومشت من زهوها في موكبين / وحنا الرغد لديها العنقا
في سكون الليل والناس نيام / وفؤاد الكون محموم كئيب
وعلى النجم من الغيم لئام / وهلال الأفق في حضن المغيب
رن في أذن الدجى صوت غلام / وأجابته فتاة بالنحيب
فأسال الأفق منه دمعتين / أترى ذلك أبكى الأفقا؟
ورنا البدر لذين البائسين / فتلظى لوعة فانفلقا
إيه يا ليل، فهذا بيت مي ، / طرق الباب .. فمن زور الدجى
إفتحي. قالت: من الآتي إلي؟ / أنا. من أنت؟ أجابتها: رجا
لم يمر اسم رجا في أذني / أترى تحسب بيتي ملتجا؟
رددت في النفس تين الكلمتين / ومشت تنظر من قد طرقا
فإذا شمطاء تطلي الوجنتين / وينث الطبيب عنها العبقا
يا ابنتي لا تجزعي ، ثم رنت / وانحنت كالأم فوق الولد،
قوتلت هذي الليالي كم جنت / ما عفت - لا عوفيت - عن أحد
ولدي أنت، ولما طعنت / ولدي قد طعنت في كبدي
ما حرام أن أرى هذا الغصين / ذاوياً من بعد ما قد أورقا
وهو لو شاء لأجرى نبعتين / من ينابيع الأماني واستقى
أنا لو شئت؟ لماذا لا أشا / من يطيق الجوع من يهوى السقام
فأخي قد نام من دون عشا / وأنا ما ذقت في يومي طعام
من لهذا القلب أن ينتعشا ؟ / خففي عنك فما مات الكرام
وندى الحاكم يزري المزنتين / فمتى تستمطريه أغدقا
أترى يرحمنا ؟ - سوف ترين / فاستريحي ... وغداً يوم اللقا
أرقت مني كأن الأملا ، / حين نامت ، سارق الجفن الغرارا
فستحال الحزن فيها جذلاً / واستمد القلب منها فاستنارا
حسبتهما نعمة من ذي العلى / من رأى أطهر من قلب العذارى
منح الله العذارى ملكين / يحرسان الطهر كي لا يسرقا
فلذا يشعر من هم بشين / بجناح حولها قد خفقا
لمن القصر بدت فيه الشموس / فعلى وجه الدجى منه نهار
وأديرت في مغانيه الكؤوس / مزجوا فيها رضاباً بعقار
هو كالدنيا: سعود ونحوس / والبرايا منه في ماء ونار
يسبح النذل به في لجتين / ويقاسي الحر منه الحرقا
فمتى ينصف بين الرجلين / إن الإنصاف باباً مغلقا
لا رعاك الله يا قصر ولا / سالم الدهر ولا جاد الغمام
فدماء الشهدا هذي الطلا / وعواميدك من تلك العظام
فاعتصرها أكبداً أو مقلاً / وترشفها غراماً وعرام
تستقي الرغد وتسقي كأس حين / وترى مصطبحاً مغتبقا
فكلانا أبداً في سكرتين / للهنا كأس وكأس للشقا
أيها الناس الألى خاطوا الكفن / لفقير ، كي يفوزوا بالثراء
هب ورثتهم بعده الأرض فمن / يصلح الأرض لكم يا أغنياء
فإذا طاح بذي الفقر الزمن / فالغنى إن يشمل الناس عناء
من روى فيما روى عن حاجزين / يمنعان الماء أن يندفقا
حرما الظمآن بل الشفتين / وأقاما يشكوان الغرقا
وقفت مي بباب الحاكم / كملاك الله مقصوص الجناح
وقفت ، عطشى كطير حائم / حول ماء يحسب الورد مباح
وتخطته برجلي صائم / أو برجلي ثمل من غير راح
وهي لو أن لديها كسرتين / لثنتها عزة عن ذا اللقا
إنما يأس الفتى ليس بهين / لا يبالي يائس أن يخفقا
مي يا أخت الغزال النافر / خبرينا إن ضيعت النفورا
يا ضيا وجه الصباح الطاهر / كيف يبقى ذلك الوجه طهورا
يا أسيراً تحت حكم الآسر / هكذا الآسر يرضى أن تسيرا
سر.. فسارت خطوة أو خطوتين / فإذا الباب عليها أغلقا
قال: أهلاً ... ثم مد الراحتين / ثم
رب! قل للجوع يصبح شبعا / وانقذ الطهر الذي قدسته
أو مر الفسق فيغدو ورعا / إن يكن شراً فلما أوجدته
طبعته قدرة فانطبعا / أي شيء أنت ما قدرته
ملك حطمت منه الجانحين / فهوى من بعد ما قد حلقا
ما ترى بفعل مكتوف اليدين / أترى يقدر أن لا يغرقا؟
يا سما قولي لنا الإنصاف أين / أتراه ضل عنا الطرقا؟
إني ذكرتُكَ والظلامُ مخَيِّمٌ
إني ذكرتُكَ والظلامُ مخَيِّمٌ / وبراعمُ الاقلامِ لم تِتِفَتَّقِ
والأفقُ أكدَرُ والخطوبُ حواسِرٌ / والظلم ينتخبُ الكرام وينتقي
أيام أطيبُ ما تعِلّلنا المنى / تفريجُ مكروب ونهضةُ موثَقِ
واليوم نحن ولا إخالك جاهلا / أسلابُ معركة ورزقُ موفّق
أسرى ولا أطواق في أجيادنا / ليسَ الحمام جميعهُ بمُطَوّقِ
عُرسٌ ماجت البشائرُ فيه
عُرسٌ ماجت البشائرُ فيه / وتوالت صبابةً وعناقا
واستثار الأرواح في الملإِ الأعلى / فأتلَعنَ نحوضهُ الأعناقا
يتضاربنَ بالجوانح تزحاما / ويمعِنّ في الفضاءِ سباقا
ومشى بالدنان حورٌ وولدانٌ / عصَرنَ الخدود والأحداقا
ونَثَرنَ الأزهار مما كسا الروضَ / ومما كسا القدود الرشاقا
وهزَزنَ النهودَ من خلَلِ الوشيِ / ولَملمن ما أحاط الساقا
فتغنى وشبَب المتنبي / وتصابى الصابي أبو إسحقَ
مرحبا روح حافظ دونكِ الخلدُ / عيونا وأكؤُساً ورفاقا
وأكليل من زنود وأجياد / كما هجت جدولا رقراقا
شاعر النيل خذ بناصية النجم / وداعب جبينهُ البراقا
وتملّ الأحلام في الكاس غرقى / عاريات وبعضها عشاقا
أو فعد للحقول دغدغ بها / الزهر ونبّه في صدرها الأشواقا
أنت والنيل ضفتان لمصرٍ / تنبتان الأذواق والأرزاقا
شاعر يحصد الهموم وينمي / في الندامى بشاشة واطلاقا
وهل الشعر غير ما امتلك / النفس فحلى كاسا وحل وثاقا
ما نسينا لك القصائد حمرا / قطع الشرق دونها الأطواقا
فغسلت الجراح بالسلسل العذبد / وصيرت كل خلف وفاقا
ودوى صوتك النذير بمصر / فإذا الشرق عنده يتلاقى
لاهثا في الحديد رنحهُ الظلم / كما رعت حالما فاستفاقا
أو كسربٍ من الحمام نهيك / أثخَنتهُ يد النوى إرهاقا
يزرعُ الريش في المفاوز جمرا / مثل زرع العواصل الأوراقا
وقديما بكى العباقر لبنانٌ / وروّى الآداب والأخلاقا
وكسا يعربا سموطا من الإبداع / زادت جبينه إشراقا
كم محب على ثرى مصر منّا / ذوّب الروح في الهوى وأراقا
فمن الغي أن تدور بنا الكأس / فلا نلتقي ولا نتساقى
كم ضحكةٍ تشكو الشفاهُ أوارَها
كم ضحكةٍ تشكو الشفاهُ أوارَها / تبدو لعينكَ ديمَةً تتَرقرَقُ
ومُصَفّقٍ بيدَيهِ قلتُ له اتَّئِد / أو خلّ قلبكَ في الضلوع يُصَفقُ
عجباً لشاعرِ أمةِ حسناتهُ / في جيدها ويكافَأُ المتَمَلِّقُ
ولسان صدق لم يزايل غمدَهُ / إلا ومن قتلاهُ رأيٌ أحمقُ
وشمائلٌ حسدَ الضحى لمعانها / وكسا الرياض أريجها والرونقُ
نفس الكريم على الخصاصةِ والأذى / هي في الفضاء مع النسور تحلّق
ويح الفقير فما تراه يلاقي
ويح الفقير فما تراه يلاقي / سُدّت عليه منافذُ الأرزاق
عصفت به وبريحه سرب الشقا / فتساقطوا كتساقط الأوراق
فإذا بصرت به عجبت لشمعة / كالزعفران تجول في الأسواق
أخذ الشقا يدها فسارت خلفه / والليل ممدود على الآفاق
وتلوح آثار النعيم بخدها / كالفجر قبل تكامل الإشراق
يا رب قالت وهي جاثية له / إن شئت حلّ من الحياة وثاقي
قد عشت عمري ما عرفت بريبة / وعبدت بعدك عفتي وخلاقي
والآن والأيام ملأى بالأذى / قد أصبحت وقرا على الأعناق
زوجي يحارب في التخوم وطفلتي / فوق الفراش تزيد في إرهاقي
من أمها تبغي الغذاء لجسمها / من أمها تبغي الدواء الواقي
وطرقت أبواب الكرام فأوصدوا / أبوابهم فرجعت بالإخفاق
سام الفتى عرضي فيالك من فتى / كاسي الغنى عار عن الأخلاق
هب أن أختك والزمان أصابها / مثلي أصابت سافل الأعراق
أفكان سرك أن ترى إحسانه / ثمن العفاف لضمة وعناق
إن الريال غنى ولكن عفتي / فوق الغنى ونفائس الأعلاق
أأصون عرضي وابنتي وحياتها / وعلاجها يحتاج للإنفاق
أنا إن أعف قتلتها فعلام / لا تحيا بماء تعففي المهراق
لا لا تموت فإنها لبريئة / حسناء ما شبت عن الأطواق
إني مفارقة ابنتي أو عفتي / فعلى كلا الحالين مرّ فراق
والذنب للأيام في حدثانها / والذنب للأخلاق غير رواقي
رباه حلمك فالمصائب جمة / وأنا بواحدة يضيق نطاقي
لو شئتُ موتا لابنتي لأخذتها / وجعلت طهري قدوة لرفاقي
لكن أردت بقاءها وأردت لي / فقري أتظمئني وأنت الساقي
ستعيش بنتي وليكن ما شأته / ستعيش لكن من لهى العشاق
ومشت لموعده بماء جفونها / القرحى وجمر فؤادها الخفاق
لو صوروا اللؤم الذميم فمثلوا / ذاك الفتى عدّوا من الحذاق
ترعى السفالة في مجاهل قلبه / وتطل إن شبعت من الآماق
ومتى يحاول حجب مكنوناته / يلبس محياه حجاب نفاق
حتى إذا اختليا انثنى بوصالها / وقد انثنت برياله البراق
قنص الفتاة بفقرها وشقائها / وبما تكابد من أسى وتلاقي
رجعت وفي يدها الريال ورأسها / لحيائها متواصل الإطراق
وكأنها خطرت لها ابنتها وما / تلقاه من ألم الطوى المقلاق
فأصابها مثل الجنون فتمتمت / بشراك إني عدت بالترياق
هو ذا الريال فإنه نعم الذي يهب / الشفاء لنا ونعم الراق
هو ذا الريال وقد تألق ماحق / دجن الهموم وقد أردن محاقي
هو ذا الريال ولم يكن لولا ابنتي / ليسومني نكراً على الإطلاق
ومضت إلى الطباخ تلجم ما بها / لفتاتها من لاعج الأشواق
قالت وأعطته الريال ألا اعطتني / بعض الغذا واردد علي الباقي
أسرع فإنك إن تأخرني تذق / من جوعها بنتي أمر مذاق
نقف الريال بإصبعيه وجسّه / وإنهال بالإرعاد والإبراق
قبحا لوجهك.... سيدي أتسبني! / عفوا وتحسبني من السراق
لا فالريال مزيف ...أمزيف؟ / صاحت وقد سقطت من الإرهاق
سقطت على قدم الشقا فبكت لها / عين العلى ومكارم الأخلاق
وبكى عفاف الآنسات عفافها / خلل السجوف بمدمع مهراق
يا طير عفتها فديتك طائرا / هلا حذرت حبائل الفساق
طلعت عليها الشمس وهي سجية / وفتاتها ضيف على الأسواق
أما الأثيم فلا تزال شباكه / منصوبة لنواعس الأحداق
يسقي الرحيق بأكؤس ولواحظ / والله يكلأ (وهو نعم الواقي)
قلبٌ بخيط رجائه يتعلَّق
قلبٌ بخيط رجائه يتعلَّق / قعد العياءُ به وقلَّ المشفق
ناداك والرَّمق الأخير بصدره / أمل يُودِّعُ أو شراعٌ يغرق
مُدِّي يمينك كالمسيح فربَّما / بُعِث الدَّفين وعاد حيّاً يرْزق
يا خفقة الأمل الأخير تمهَّلي / فلعلَّ من تأْسو الجراح تُوَفَّقُ
في دمع بسمتها وفي صلواتها / نُعْمَى تُطلُّ على العزاء وتشرق
أنا لا أمُنُّ، رضيت أنِّي طيرها ال / شّادي، وأنِّي جفْنُها المغْرَوْرِقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025