المجموع : 22
وَلَقَد قُلتُ يَومَ بانوا لِبَكرٍ
وَلَقَد قُلتُ يَومَ بانوا لِبَكرٍ / أَنتَ يا بَكرُ سُقتَنا ذا المَساقا
أَنتَ قَرَّبتَني إِلى الحينِ حَتّى / حُمِّلَ القَلبُ مِنهُمُ ما أَطاقا
وَلَقَد قُلتُ لا أَبا لَكَ دَعني / إِنَّ حَتفي في أَن أَزورَ الرِفاقا
إِنَّ قَصري أَن يُشعَرَ القَلبُ سُقماً / مِن سُلَيمى مُخامِراً وَاِشتِياقا
قَد أَرانا وَلا أُسَرُّ بِأَن تَج / مَعَ دارٌ وَلا نُبالي الفِراقَ
ثُمَّ وَلَّوا وَما قَرابَةُ مَن حَلَّ / بِنَجدٍ مِمَّن يَحِلُّ العِراقا
أَلَم تَسأَلِ الرَبعَ أَن يَنطِقا
أَلَم تَسأَلِ الرَبعَ أَن يَنطِقا / بِقَرنِ المَنازِلِ قَد أَخلَقا
دِيارَ الَّتي تَيَّمَت عَقلَهُ / فَيا لَيتَهُ غَيرَها عُلِّقا
وَكَيفَ طِلابي عَراقيَّةً / وَقَد جاوَزَت عيرُها الحِرنِقا
تَؤُمُّ الحُداةُ بِها مَنزِلاً / مِنَ الطَفِّ ذا بَهجَةٍ مونِقا
وَكَيفَ طِلابُكَ أَلّا الصِبا / وَغَربَ النَوى بَلَداً مُسحَقا
وَلَو أَنَّهُ إِذ دَعاهُ الصِبا / إِلَيها أَبَي لَم يَكُن أَخرَقا
وَلَكِنَّهُ قَرَّبَتهُ المُنى / وَسيقَ إِلى الحَينِ فَاِستَوسَقا
أَلَمَّ خَيالٌ مِن سُلَيمى فَأَرَّقا
أَلَمَّ خَيالٌ مِن سُلَيمى فَأَرَّقا / هُدوءً وَلَم يَطرُق هُنالِكَ مَطرَقا
أَلَمَ بِبَطحاءِ الكَديدِ وَصُحبَتي / هُجودٌ فَزادَ القَلبَ حُزناً وَشَوَّقَ
فَقُلتُ لَها أَهلاً بِكُم إِذ طَرَقتُمُ / فَقَد زُرتِ صَبّاً يا قُتَيلَ مُؤَرَّقا
فَباتَت تُعاطيني عِذاباً حَسِبتُها / مِنَ الطيبِ مِسكاً أَو رَحيقاً مُعَتَّقا
فَبِتُّ قَريرَ العَينِ آخِرَ لَيلَتي / أَلاعِبُ فيها واضِحَ الجيدِ أَعنَقا
فَبِتنا بِتِلكَ الحالِ إِذ صاحَ ناطِقٌ / وَبَيَّنَ مَعروفُ الصَباحِ فَصَدَّقا
مَنَعَ النَومَ ذِكرَةٌ
مَنَعَ النَومَ ذِكرَةٌ / مِن حَبيبٍ مُفارِقِ
نازِحِ الدارِ عَن دِيا / رِكِ وَالقَلبُ شائِقي
سالِكاتٍ عَنِ البَلا / طِ سِراعِ النَواهِقِ
فيهِمُ بَحتَرِيَّةٌ / مِثلُ عَينِ المُعانِقِ
نَوِّلي أُمَّ خالِدٍ / قَبلَ بَينِ الصَفائِقِ
إِنَّ قَلبي إِخالُهُ / عَنكُمُ غَيرَ عائِقِ
أُحِبُّ لِحُبِّ عَبلَةَ كُلَّ صِهرٍ
أُحِبُّ لِحُبِّ عَبلَةَ كُلَّ صِهرٍ / عَلِمتُ بِهِ لِعَبلَةَ أَو صَديقِ
وَلَولا أَن تُعَنِّفَني قُرَيشٌ / وَقَولُ الناصِحِ الأَدنى الشَفيقِ
لَقُلتُ إِذا التَقَينا قَبِّليني / وَلَو كُنّا عَلى ظَهرِ الطَريقِ
فَما قَلبُ اِبنِ عَبدِ اللَهِ فيها / بِصاحٍ في الحَياةِ وَلا مُفيقِ
فَلَمّا اِلتَقَينا وَاِطمَأَنَّت بِنا النَوى
فَلَمّا اِلتَقَينا وَاِطمَأَنَّت بِنا النَوى / وَغُيِّبَ عَنّا مَن نَخافُ وَنُشفِقُ
أَخَذتُ بِكَفّي كَفَّها فَوَضَعتُها / عَلى كَبِدٍ مِن خَشيَةِ البَينِ تَخفِقُ
فَقالَت لِأَترابٍ لَها حينَ أَيقَنَت / بِما قَد أُلاقي إِنَّ ذا لَيسَ يَصدُقُ
فَقُلنَ أَتَبكي عَينُ مَن لَيسَ موجَعاً / كَئيباً وَمَن هُوَ ساهِرُ اللَيلِ يَأرَقُ
فَقالَت أَرى هَذا اِشتِياقاً وَإِنَّما / دَعا دَمعَ ذي القَلبِ الخَلِيِّ التَشَوُّقُ
فَقُلنَ شَهِدنا أَنَّ ذا لَيسَ كاذِباً / وَلَكِنَّهُ فيما يَقولُ مُصَدَّقُ
فَقُمنَ لِكَي يُخلينَنا فَتَرَقرَقَت / مَدامِعُ عَينَيها فَظَلَّت تَدَفَّقُ
فَقالَت أَما تَرحَمنَني لا تَدَعنَني / لَدَيهِ وَهوَ فيما عَلِمتُنَّ أَخرَقُ
فَقُلنَ اِسكُتي عَنّا فَغَيرُ مَطاعَةٍ / لَهُ بِكِ مِنّا فَاِعلَمي ذاكَ أَرفَقُ
فَقالَت فَلا تَبرَحنَ ذا السِترَ إِنَّني / أَخافُ وَرَبِّ الناسِ مِنهُ وَأَفرَقُ
أَيُّها القَلبُ ما أَراكَ تَفيقُ
أَيُّها القَلبُ ما أَراكَ تَفيقُ / طالَ ما قَد تَعَلَّقَتكَ العَلوقُ
هَل لَكَ اليَومَ إِن نَأَت أُمُّ بَكرٍ / وَتَوَلَّت إِلى عَزاءٍ طَريقُ
مَن يَكُن مِن هَوى حَبيبٍ قَريباً / فَأَنا النازِحُ البَعيدُ السَحيقُ
قُدِّرَ الحُبُّ بَينَنا فَاِلتَقَينا / وَكِلانا إِلى اللِقاءِ مَشوقُ
فَاِلتَقَينا وَلَم نَخَف ما لَقينا / لَيلَةَ الخَيفِ وَالمُنى قَد تَسوقُ
وَجَرى بَينَنا فَجَدَّدَ وَصلاً / حوَّلٌ قُلَّبُ اللِسانِ رَفيقُ
لا تَظُنّي أَنَّ التَراسُلَ وَالبَذ / لَ بِكُلِّ النِساءِ عِندي يَليقُ
إِنَّ مِنهُنَّ لِلكَرامَةِ أَهلاً / وَالَّذي بَينَهُنَّ بَونٌ سَحيقُ
أَهاجَكَ رَبعٌ عَفا مُخلِقُ
أَهاجَكَ رَبعٌ عَفا مُخلِقُ / نَعَم فَفُؤادِيَ مُستَعلِقُ
لِذِكرَةِ مَن قَد نَأَت دارُهُ / فَقَلبِيَ في رَهنِهِ موثَقُ
يُذَكِّرُني الدَهرَ ما قَد مَضى / مِنَ العَيشِ فَالعَينُ تَغرَورِقُ
لَيالِيَ أَهلي وَأَهلُ الَّتي / دُموعي بِذِكراهُمُ تَسبِقُ
خَليطانِ مَحضَرُنا واحِدٌ / فَحَبلُ المَوَدَّةِ لا يَخلَقُ
لَنا وَلِهِندٍ بِجَنبِ الغَمي / مِ مَبدىً وَمَنزِلُنا مُؤنِقُ
فَإِن يَكُ ذاكَ الزَمانُ اِنقَضى / فَحَبلُكَ مِن حَبلِها مُطلَقُ
فَقَد عِشتُ في ما مَضى لاهِياً / بِها وَالوِصالُ بِنا يَعلَقُ
قُل لِلمَنازِلِ مِن أُثَيلَةَ تَنطِقُ
قُل لِلمَنازِلِ مِن أُثَيلَةَ تَنطِقُ / بِالجِزعِ جِزعِ القَرنِ لَمّا تُخلِقِ
حُيَّيتِ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ / وَسُقيتِ مِن صَوبِ الرَبيعِ المُغدِقِ
لِتَذَكُّرِ الزَمَنِ الَّذي قَد فاتَنا / أَيّامَ نَبتَعِثُ الرَسولَ وَنَلتَقي
إِذ أَنتِ رُؤدٌ في الشَبابِ غَريرَةٌ / غَرّاءُ خَودٌ كَالغَزالِ الأَخرَقِ
دَرما المَرافِقِ طَيِّبٌ أَردانُها / حَشوُ الحَقيبَةِ بادِنُ المُتَنَطَّقِ
لا شَيءَ أَحسَنُ مِن أُثَيلَةَ إِذ بَدَت / وَقَدِ اِحزَأَلَّت عيرُها لِتَفَرُّقِ
وَإِذا رَنَت نَظَرَ النَزيفِ بِعَينِها / فَعَرَفتُ حاجَتَها وَإِن لَم تَنطِقِ
فَيا وَيحَ قَلبي ما يَستَفي
فَيا وَيحَ قَلبي ما يَستَفي / قُ مِن ذِكرِ هِندٍ وَما أَن يُفيقا
جَعَلتُ طَريقي عَلى بابِكُم / وَما كانَ بابُكُمُ لي طَريقا
صَرَمتُ الأَقارِبَ مِن أَجلِكُم / وَصافَيتُ مَن لَم يَكُن لي صَديقا
وَوادَدتُ أَهلَ مَوَدّاتِها / وَعاصَيتُ فيها النَصيحَ الشَفيقا
أَلا يا بَكرُ قَد طَرَقا
أَلا يا بَكرُ قَد طَرَقا / خَيالٌ هاجَ لي الأَرَقا
أَجازَ البيدَ مُعتَرِضاً / فَعَرضَ الوادِ فَالشَفَقا
لِهِندٍ إِنَّ ذِكرَتَها / تُرى مِن شيمَتي خُلُقا
وَلَو عَلِمَت وَخَيرُ العِل / مِ لِلإِنسانِ ما صَدَقا
بِأَنَّ بِها حَديثَ النَف / سِ وَالأَشعارَ إِن نَطَقا
وَحُبّاً راضِياً لِلقَل / بِ لَم أَخلِط بِهِ مَلَقا
فَما مِن مُغزِلٌ أَدما / ءُ تُزجي شادِناً خَرِقا
بِأَحسَنَ مُقلَةً مِنها / إِذا بَرَزَت وَلا عُنُقا
غَداةَ غَدَت تُوَدِّعُنا / وَقَد أَزمَعتُ مُنطَلِقا
تَرى إِنسانَ مُقلَتِها / بِدَمعِ العَينِ قَد شَرِقا
وَقَد حَلَفَت يَميناً بِر / رَةً بِمَحَلِّ مَن خَلَقا
لَقَد عُلِّقتُ مِن عُمَرٍ / حِبالاً مِثلَها عَلِقَ
أَدخَلَ اللَهُ رَبُّ موسى وَعيسى
أَدخَلَ اللَهُ رَبُّ موسى وَعيسى / جَنَّةَ الخُلدِ مَن مَلاني خَلوقا
مَسَحَتهُ مِن كَفِّها بِقَميصي / حينَ طافَت بِالبَيتِ مَسحاً رَفيقا
غَضِبَت أَن نَظَرتُ نَحوَ نِساءٍ / لَيسَ يَعرِفنَني سَلَكنَ الطَريقا
وَأَرى بَينَها وَبَينَ نِساءٍ / كُنتُ أَهذي بِهِنَّ بَوناً سَحيقا
إِنَّ الخَليطَ الَّذينَ كُنتُ بِهِم
إِنَّ الخَليطَ الَّذينَ كُنتُ بِهِم / صَبّاً دَعَوا لِلفِراقِ فَاِنطَلَقوا
عَصاهُمُ مِن شَتيتِ أَمرِهِمُ / يَومُ المَلا مُستَطيرَةً شِقَقُ
اِستَربَعوا ساعَةً فَأَزعَجَهُم / سَيّارَةٌ تَسحَقُ النَوى قَلِقُ
أَتبَعتُهُم مُقلَةً مَدامِعُها / مِنها بِماءِ الشُؤونِ تَستَبِقُ
تُحسَبُ مَطروفَةً وَما طُرِفَت / إِنسانُها مِن دُموعِها شَرِقُ
بانوا بِنُعمٍ فَلَستُ ناسِيَها / ما اِهتَزَّ في غُصنِ أَيكَةٍ وَرَقُ
آلِفَةٌ لِلحِجالِ واضِحَةٌ / بِالعَنبَرِ الوَردِ جِلدُها عَبِقُ
الظَبيُ فيهِ مِن خَلقِها شَبَهٌ / النَحرُ وَالمُقلَتانِ وَالعُنُقُ
مِن عَوهَجٍ فَردَةٍ أَطاعَ لَها / بِمَدفَعِ السَيلِ ناقِعٌ أَنِقُ
شَيَّعَها مُطلَقاً وَجادَ لَها / مَنابِتَ البَقلِ كَوكَبٌ غَدِقُ
يُجهِدُها المَشيُ لِلقَريبِ كَما / يَنهَضُ في الوَعثِ مُصعَبٌ لَثِقُ
وَيا لَها خُلَّةً تُوافِقُنا / أَو صَفقَةً بِالدِيارِ تَنصَفِقُ
تُعطى قَليلاً نَزراً إِذا سُئِلَت / وَالبُخلُ فيها سَجيَّةٌ خُلُقُ
فَقَد أَرانا وَالدارُ جامِعَةً / وَلَيسَ في صَفوِ عَيشِنا رَنَقُ
لَعَمرِيَ لَو أَبصَرتِني يَومَ بِنتُمُ
لَعَمرِيَ لَو أَبصَرتِني يَومَ بِنتُمُ / وَعَيني بِجاري دَمعِها تَتَرَقرَقُ
وَكيفَ غَداةَ البَينِ وَجدي وَكَيفَ إِذ / نَأَت دارُكُم عَن شِدَّةِ الوَجدِ آرَقُ
لَأَيقَنتِ أَنَّ القَلبَ عانٍ بِذِكرِكُم / وَأَنّي رَهينٌ في حِبالِكَ مُثَقُ
فَصَدَّت صُدودَ الرِئمِ ثُمَّ تَبَسَّمَت / وَقالَت لِتِربَيها اِسمَعا لَيسَ يَرفَقُ
فَقالَت لَها إِحداهُما هُوَ مُحسِنٌ / وَأَنتِ بِهِ فيما تَرى العَينُ أَخرَقُ
وَقالَت لَها الأُخرى اِرجِعيهِ بِما اِشتَهى / فَإِنَّ هَواهُ بَيِّنٌ حينَ يَنطِقُ
شَفَعنَ إِلَيها حينَ أَبصَرنَ عَبرَتي / وَقَلبي حِذارَ العَينِ مِنهُنَّ مُشفِقُ
فَلَمّا تَقَضّى اللَيلُ قالَت فَتاتُها / أَرى قَبلَ أَن يَستيقِظَ الحَيُّ أَرفَقُ
وَعَضَّت عَلى إِبهامِها وَتَنَكَّبَت / قَريباً وَقالَت إِنَّ شَرَّكَ مُلحِقُ
تُبينُ هَوىً مِنّا وَتُبدي شَمائِلاً / وَوَجهاً لَهُ مِن بَهجَةِ الحُسنِ رَونَقُ
فَأَلفَت لَها مِن خالِصِ الوُدِّ وَالهَوى / جَديداً عَلى شَحطِ النَوى لَيسَ يَخلَقُ
لَدى عاشِقٍ أَحمى لَها مِن فُؤادِهِ / عَلى مَسرَحٍ ذي صَفوَةٍ لا يُرَنَّقُ
حَلاها الهَوى مِنهُ فَلَيسَ لِغَيرِها / بِهِ مِن هَواهُ حَيثُ نَحّى مُعَلَّقُ
تَكادُ غَداةَ البَينِ تَنطِقُ عَينُهُ / بِعَبرَتِهِ لَو كانَتِ العَينُ تَنطِقُ
أَفي رَسمِ دارٍ دَمعُكَ المُتَرَقرِقُ
أَفي رَسمِ دارٍ دَمعُكَ المُتَرَقرِقُ / سَفاهاً وَما اِستِنطاقُ ما لَيسَ يَنطِقُ
بِحَيثُ التَقى جَمعٌ وَأَقصى مُحَسَّرٍ / مَعالِمُهُ كادَت عَلى البُعدِ تَخلِقُ
ذَكَرتُ بِهِ ما قَد مَضى وَتَذَكُّري / حَبيباً وَرَسمُ الدارِ مِمّا يُشَوِّقُ
لَيالِيَ مِن دَهرٍ إِذِ الحَيُّ جيرَةٌ / وَإِذ هُوَ مَأهولُ الخَميلَةِ مونِقُ
مَقاماً لَنا ذاتَ العِشاءِ وَمَجلِساً / بِهِ لَم يُكَدِّرهُ عَلَينا مُعَوِّقُ
وَمَمشى فَتاةٍ بِالكِساءِ تَكُنُّنا / بِهِ تَحتَ عَينٍ بَرقُها يَتَأَلَّقُ
يَبُلَّ أَعالي الثَوبِ قَطرٌ وَتَحتَهُ / شُعاعٌ بَدا يُعشي العُيونَ وَيُشرِقُ
فَأَحسَنُ شَيءٍ بَدءُ أَوَّلِ لَيلِنا / وَآخِرُهُ حَزمٌ إِذا نَتَفَرَّقُ
أَيُّها الباكِرُ المُريدُ فِراقي
أَيُّها الباكِرُ المُريدُ فِراقي / بَعدَ ما هِجتَ بِالحَديثِ اِشتِياقي
لَيتَ شِعري غَداةَ بانوا وَفيهِم / صورَةُ الشَمسِ أَينَ يُرجى التَلاقي
جَزَعٌ يَعتَريكَ يا قَلبُ مِنها / إِن يَحُثّوا جِمالَهُم لِاِنطِلاقِ
قَد شَفَينا النُفوسَ إِن كانَ يَشفي / مِن هَواها عِناقُها وَاِعتِناقي
حينَ كَفَّت دُموعَها ثُمَّ قالَت / أَزِفَ البَينُ وَاِنطِلاقُ الرِفاقِ
إِنَّ قَلبي لَفيكُمُ اليَومَ رَهنٌ / لِشَقائي وَحُبِّ أَهلِ العِراقِ
أَراني وَهِنداً أَكثَرَ الناسُ قالَةً
أَراني وَهِنداً أَكثَرَ الناسُ قالَةً / عَلَينا وَقالُ الناسِ بِالمَرءِ مُلحِقُ
تُكَنِّنُها نِسوانُها وَيَلومُني / صِحابي وَكُلٌّ ما اِستَطاعَ مُعَوِّقُ
فَنَحنُ عَلى بَغيِ الوُشاةِ وَسَعيِهِم / هَوانا جَميعٌ أَمرُنا حَيثُ يُصفَقُ
فَإِن نَحنُ جِئنا سُنَّةً لَم تَكُن مَضَت / فَنَحنُ إِذا مِمّا يَقولونَ أَخرَقُ
وَإِن كانَ أَمراً سَنَّهُ الناسُ قَبلَنا / فَفيمَ مَقالُ الناسِ فينا تَفَرَّقوا
أَحَقّاً بِأَن لَم تَهوَ غانِيَةٌ فَتىً / وَأَنَّ أُناساً لَم يُحِبّوا وَيَعشَقوا
فَمَن ذا الَّذي إِن جِئتُ ما أَمَروا بِهِ / يَبيتُ بِهَمٍّ آخِرَ اللَيلِ يَأرَقُ
وَإِنَّ الَّتي نَهَّينَها عَن وِصالِنا / تَبيتُ إِذا اِشتاقَت إِلَينا تَشَوَّقُ
فَإِنّا لَمَحقوقونَ أَن لا يَرُدَّنا / أَقاويلُ ما سَدّوا عَلَينا وَأَلصَقوا
أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى حَيثُ أَخلَقا
أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى حَيثُ أَخلَقا / فَما إِن تَرى إِلّا مَشوباً مُمَذَّقا
فَما مِن مُحِبٍّ يَستَزيدُ حَبيبَهُ / يُعاتِبُهُ في الوَدِّ إِلّا تَفَرَّقا
تَعَلَّقَ هَذا القَلبُ لِلحُبِّ مَعلَقا / غَزالاً تَحَلّى عِقدَ دُرٍّ وَبارَقا
مِنَ الأُدمِ تَعطو بِالعَشِيِّ وَبِالضُحى / مِنَ الضالِ غَضّاً ناعِمَ النَبتِ مورِقا
أَلوفٌ لِأَظلالِ الكِناسِ وَلِلثِرى / إِذا ما لُعابُ الشَمسِ بِالصَيفِ أَشرَقا
يا لَيلَةً نامَها الخَلِيُّ مِنَ ال
يا لَيلَةً نامَها الخَلِيُّ مِنَ ال / حُزنِ وَنَومي مُسَهَّدٌ أَرِقُ
أَرقُبُ نَجماً كَأَنَّ آخِرَهُ / بَعدَ السِماكَينِ لُؤلُؤٌ نَسَقُ
يا نُعمُ لا أُذلِفُ الصَديقَ وَلا / يَطمَعُ فيَّ الوُشاةُ إِن نَطَقوا
لا وَالَّذي أَحرَمَ العِبادُ لَهُ / بِكُلِّ فَجٍّ مِن حِجَّةٍ رُفَقُ
وَالبُدنُ إِن نُزِّعَت أَجِلَّتُها / بِالخَيفِ يَغشى نُحورَها العَلَقُ
ما باتَ عِندي سِرٌّ أُضَمَّنُهُ / إِلّا وَفي الصَدرِ دونَهُ غَلَقُ
أَلَم تَسأَلِ الأَطلالَ وَالمَنزِلَ الخَلَق
أَلَم تَسأَلِ الأَطلالَ وَالمَنزِلَ الخَلَق / بِبُرقَةِ أَعواءٍ فَيُخبِرَ إِن نَطَق
ذَكَرتُ بِهِ هِنداً وَظِلتُ كَأَنَّني / أَخو نَشوَةٍ لاقى الحَوانيتَ فَاِغتَبَق
وَمَوقِفَها وَهناً عَلَينا وَدَمعُها / سَريعٌ إِذا كَفَّت تَحَدُّرَهُ اِتَّسَق
وَموقِفَ أَترابٍ لَها إِذ رَأَينَني / بَكينَ وَأَبدَينَ المَعاصِمَ وَالحَدَق
رَأَينَ لَها شَجواً فَعُجنَ لِشَجوِها / جَميعاً وَأَقلَتنَ التَنازُعَ وَالنَزَق
إِذِ الحَبلُ مَوصولٌ وَإِذ وُدُّنا مَعاً / جَميعاً وَإِذ تُعطى التَراسُلَ وَالمَلَق
وَقُلنَ اِمكُثي ما شِئتِ لا مَن أَمامَنا / نَخافُ وَلا نَخشى مِنَ الآخِرِ اللَحَق