المجموع : 3
أخي حبيباً أيادٍ منك أحمدُها
أخي حبيباً أيادٍ منك أحمدُها / في ودِّكَ الجمّ أو في لطفك الغدِقِ
سألتَ عنيَ مشكوراً وما سألت / هذى الجموع التي من أجلها أرقَى
كم مجلسٍ لكَ أهواهث ويُسعدني / بما به من معاني النور والشَّفقِ
وأنشدُ الشعرَ نيراناً فتجعلها / مثلَ النميرِ اذا أصغيتَ في حَرقىِ
نضجت سناً وعقلاً مثلما نضجت / هذى الكواكبُ في وحىٍ وفي أَلقِ
ولم تزل في شبابٍ فوقَ أخيلتي / وَمعدنَ الأدبِ الوضَّاءِ والخلقِ
والناسُ صنفانِ مُسدٍ لا جزاء له / غيرُ العقوقِ ومُجدٍ مصَّ بالعلقِ
وآخرٌ تزَحمُ التفكيرَ خلقتهُ / تَزاحمَ الحسنِ والثيران في الطُّرقِ
كم ساعةٍ كنتُ إن أمضيتها طرباً / لديكَ عدتُ جديدَ الخلقِ في خلقىِ
ولن أفرّطَ في تجديد نَشوتَها / كما أضُّن بإيماني ومُعتنقيِ
هذي وصيتك النفيسةُ لم تزل
هذي وصيتك النفيسةُ لم تزل / أَلقاً تَرَ جرجً في الغمامِ الوادق
مُستلهمَ الأحرارِ بين عواصف / دُهمٍ وبين فواجعٍ وصواعق
وتظل في بحر الأثيرِ مصونةً / ولو أنها هبطت لنا من حالقِ
تجرى على أمواجه جريانَها / ملءَ العصورِ كزاحفاتِ فيالقِ
ولئن تكن خُلقت لبضعِ دقائقٍ / فسمت لنا خلقاً سموَّ الخالقِ
سَخرَت من الأحداثِ حتى أخرست / مُتصِّلفاً وأتت عل المتحامِق
تسعون عاماً أو تكادُ قد انقضت / لما نطقتَ بها كأحكمِ ناطق
وكأنَّها حُكمُ القرونِ فلم تزل / تَدوى لأخصامٍ لنا وأصادق
في كلّ لفظٍ لذعةٌ وتحرُّقٌ / وَيلٌ على الظلمِ العتىِّ الساحقِ
لم يعرف الموَتى حياةَ مثلها / ذُخرَت وَشَعَّت من أَعزِّ حقائقِ
وتعَّلقَ الأحياءُ حين تعلقوا / شغفاً بها بأعزِّ حُلمٍ صادقِ
واهتزّت الأجداثُ وهي خواشعٌ / بِيدِ الخريف من البيانِ الشائقِ
لا من رياحٍ سافياتٍ حوَلها / أو ذكرياتٍ مُرَّةٍ وبوائقِ
إن يفخر الموتى فَمن أسمعتهم / ما قلتَ قد عاشوا بفخرِ السابِقِ
تَكئوا على سُرُر الزمان قياصراً / متضوّعينَ من الحديثِ العابقِ
وكأنَّهم رُسُل المسيحِ بوعظهِ / حُراً على الجبل الفخور السامِقِ
تِيهى جِتسبرجُ العزيزةُ بالذي / حازت سماؤكِ بعدَ تُربٍ وامق
فكلاهما سَمعَ النداءَ وصانَه / روحاً وجسماً في صَدىً وخلائق
ميراثُ شعبٍ لم يزل وَطنَ العلى / وملاذَ أحرارٍ وملجأَ طارقِ
بلغت حضارَتهُ نهايةَ ذروةٍ / تُرَجى وما خَذلت تطلُّعَ واثق
ما ضَرهُ أن هَدَّدَ الجبروتُ أو / أَن هدَّد الحمقىَ بغضبةِ حانقِ
شتانَ بينَ الغاصبينَ شعارُهُم / سَفكُ الدماءِ وذبذباتُ منافِقِ
والرائدينَ المصلحينَ شعارُهُم / مُثلٌ تُرفرفُ كاللواءِ الخافقِ
باق نعم أنا في ولائي الباقي
باق نعم أنا في ولائي الباقي / أحيا بوحي جنانيَ الخلاق
ستسير أشعاري مسير عقيدتي / وتدوس فوق صغائر ونفاق
ما عابني طعن الحقير وربما / جازيته بالجم من إشفاقي
من ذا يحد تأملي وتفنني / ويغضّ من ألقي ومن إشراقي
فنّي لفنّي كيف كان ومجده / مجد السمو إلى أعز طباق
سيعيش في الآباد لحن حقائق / أزلية ويرف في الأحداق
أنا ذلك البحر الخضم وإن أكن / بوداعتي كالجدول الرقراق
وسع الجنادل والحياة عوالما / وأبت عوالمه حدود نطاق
وأبيت رق الناس حتى إن نموا / في الرق حين استمرؤوا استرقاقي
هيهات لا أرضى سوى حرّيتي / ثمن الحياة فمن يشد وثاقي
لا مارد يوما ولا متجبر / بمذللي بل لن ينال لحاقي
ليس اعتدادي عن غرور إن يكن / طبعي الغرور وليس عن إملاق
بل عن تفجر رائد إيمانه / لا ينتهي ويزيد بالإنفاق
أبدا يدافع عن مبادئه كما / أبدا يدافع كل حيّ باق