القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 98
لئن أصبحت محروماً
لئن أصبحت محروماً / نوالك غير مرزوقِهْ
على أني صريح الود / د قدماً غير ممذوقِهْ
لكم من وامق في النا / س لا يحظى بموموقه
ولست بأول العشا / ق لم يسعد بمعشوقه
أرى الضيم ذلاً على أنني / أرى النصر من صاحب المن رقّا
فلا تسأل النصر إلا امرأً / تراه بنصرك يقضيك حقا
لساء اتقاؤك إمّا اتقَيْ / ت أن تستضام بأن تسترقا
فكن للمظالم حمّالة / وعش عيش حر ملقَّىً موقّى
وإني لذو حلف حاضرٍ
وإني لذو حلف حاضرٍ / إذا ما اضطررت وفي الحال ضيقُ
وهل من جناح على مرهَقٍ / يدافع بالله ما لا يطيقُ
صبراً أبا الصقر فكم طائر
صبراً أبا الصقر فكم طائر / خرَّ صريعاً بعد تحليقِ
زُوِّجتَ نُعمى لم تكن كفأها / فصانها الله بتطليق
وكل نعمى غير مشكورة / رهن زوال بعد تمحيق
لا قدست نعمى تسربلتها / كم حجة فيها لزنديق
صبراً لهاج ذاد عنك الكرى / وشاب دنياك بترنيق
أرَّقه مدحُك لا مجدياً / فاقتصّ تأريقاً بتأريق
يا ذا الذي ضنَّ بمعروفه
يا ذا الذي ضنَّ بمعروفه / عني وقد قاسيت فيه الأرقْ
أقلنيَ العثرة إني امرؤٌ / ما زلت في الصحو كثير الزلق
رضيت مما كنت أمَّلته / بأجر وراقي وغُرمِ الورق
فاجعلهما حظي وعجِّلهما / وارض من المطل بما قد سبق
إن جديد المطل مستقبح / وأقبح المطلين مطل خلق
ولست أهجوك بشيء سوى / إنشاد شعري فيك وسط الحَلَق
وأن إذا استخبر مستخبرٌ / ما ثوَّبَ المادح قلت القلق
ما للبضائع بين الناس كلهم
ما للبضائع بين الناس كلهم / غير الفياشل قد بارت بها السوقُ
والله لو أن قسطنطينة افتتحت / برمحِ أشجعِ من خبَّت به النوق
ما نال منها ولا من فضل نجدته / ما نال من ثفر قسطنطينة الحوق
تُكدي الرماح ويكدي الذائدون بها / لكن أير أبي العباس مرزوق
تراه يغدو فيغدو موكبٌ زجل / ترْدى الهماليج فيه والتعانيق
إذ لا يرى لأبي العباس حينئذ / حق السلام لقد أزرى به الموق
يَزوَرُّ كبراً وما أضعاف قيمته / من الخساسة عند الله ثفروق
هذا وليس عليه من غباوته / بين السفين وبين الخيل تفريق
أرى دم العلج يغلي في ترائبه / على الحميم ولكن ليس مهريق
رجت منك نفسي سبقك الغيث بالندى
رجت منك نفسي سبقك الغيث بالندى / فحم قضاء الله للغيث بالسبقِ
فكن ثانياً للغيث إذ كان بادئاً / ولا تسبق الشأوين يا واحد الخلق
ولا تمتعض أن سُبِّق الغيث مرة / فما بين ذي سبق وتاليه من فرق
وأنت فتبقى الدهر والغيثُ ينقضي / وتنهلّ بالجدوى وينهلُّ بالودق
أبِشْرٌ بلا جدوى وأنت مخيلةٌ / مملَّأةٌ بالماء صادقة البرق
وعش لملوك الناس ما ذر شارقٌ / لترتق في فتق وتفتق في رتق
وتسمو إلى العلياء حتى تنالها / وتستنبئُ الغيب الخفي من العمق
وتلقى وجوه الأولياء وحسبُهم / بوجهك ذاك الطلق في يومك الطلق
أبعد لقاي دونك كلَّ قفرٍ
أبعد لقاي دونك كلَّ قفرٍ / يعزُّ الشخص فيه أن يُلاقى
وإعمالي إليك به المطايا / وقد ضرب الظلام له رواقا
ورفضي النوم إلا أن تراني / أعانق واسط الكور اعتناقا
تسوق بنا الحداة فليس ندري / أشوقاً كان ذلك أم سياقا
أُصادف ضَرَّة المعروف شَكرَى / لديك ولا أذوق لها فُواقا
ففي استِ أمِّ الذي استرعاك خيلاً / وأنت تقل أن ترعى عَناقا
وخولك الصهيل وكان منه / كثيراً أن يسمِّعك النهاقا
غدا يعلو الجياد وكان يعلو / إذا ما استفره السِبتَ الرقاقا
أعِنَّتُها الشسوعُ فإن عراها / حِفاءُ الكدِّ أنعلها طراقا
فزُوِّج بعد فقر منه نعمى / أراني الله صُبحتها الطلاقا
يا نجدة الروم في بطارقِها
يا نجدة الروم في بطارقِها / وحكمة الروم في مهارقِها
هل فيكما نصرة مؤزرةٌ / لزاهق النفس أو كزاهقها
غيب عن عينه مُغافصةٌ / أفضلُ ما اعتدَّه لفاتقها
يا حرَّ صدري على الخطوب وما / تطويه بالغيب من بوائقها
أُخرجتُ من جنتي مفاجأة / آمن ما كنت في حدائقها
بينا استماعي هديلَ هادلها / إذ راع قلبي نغيق ناغقها
فارقني قاسمٌ لِطَيَّته / يا لهف نفسي على مفارقها
بان عن العين وهو في فكَري / أدنى إلى النفس من معانقها
وكم أناس مباينين غدوا / ألصق بالنفس من ملاصقها
يا لهف نفسي على موفَّقها / يا لهف نفسي على مُوافقها
كان حياة صفت بعافية / هيهات منها ملال ذائقها
هل يخلف البدر وجه سيدنا / كلا ولا الشمس في مشارقها
أو يخلف البدر نور ضحكته / إذا انجلى الليل عن بوارقها
أو يخلف الغيث راحتيه لنا / كلا وأخلاقه وخالقها
أو يخلف البحر ما تجيش به / أفكاره تلك من دقائقها
فتى إذا ما الشواكل التبست / شق الأباطيل عن حقائقها
ذو شيمة لم تزل مواعدها / في الصدق تجري على موائقها
والله لولا تطيُّري سفحت / عيني دم القلب من حمالقها
لكن على غيره البكاء ولا / زالت أمانيه طوع سائقها
يرمي به العمر في خوالفه / وحلبة المجد في سوابقها
ويا نداماي لا عدمتكم / يا صفوة النفس من أصادقها
طلقت من بعدكم مناعم أص / بحت أرجّي رجاع طالقها
كأسي مذ غبتمُ معطلة / لم تجر عندي على طرائقها
غابقها ذاهل وصابحها / عن شأنها ذاهل كغابقها
والعود والناي صامتان معاً / أو مسعدا عبرةٍ ودافقها
ظعنتم والربيع منصرمٌ / والأرض تبكي على شقائقها
فكان في ظعنكم لها شغل / على كل ما محَّ من روانقها
ليس لبغداذ غيركم شجنٌ / ولا سوى ذكركم بشائقها
صبراً جميلاً فإنها بكر ال / عيش ولا بد من ودائقها
لكن آصالها مؤمَّلةٌ / آمننا الله من عوائقها
كأننا بالقيان تسمعنا / مثل المها العين في أبارقها
من كل رود إذا تضمَّنت ال / ألحان أربت على مُخارقها
أمانةَ الله إنها زنةُ ال / غبراء مبسوطها وخالقها
إلّا قرأتم على مؤمَّلِنا / سلام صادي الأحشاء خافقها
وقلتم غير كاذبين له / عن آمل النفس فيه واثقها
ناشر ذكر إذا التقت عُصَبٌ / حالت به المسكُ في مناشقها
أليةً يا أبا الحسين بآ / لائك إني لغيرُ ماحقها
إن يكنِ الظلم منك يرهقها / فظلم مولاك غيرُ راهقها
كم نعمة منك لا يقر بها / ينطق عنها ذرورُ شارقها
يا سارق الغر من صنائعه / مولاك ما عاش غيرُ سارقها
وفائق الحال حشوه شيمٌ / يعلمه الله غير فائقها
أضحى يرومُ العُلا فقلتُ له / دع رائقاتِ العُلا لرائقها
يا من يُحب العلا منافقة / هيهات أعيت على منافقها
فلا تحاول خداع كيِّسةٍ / تضنُّ بالصفو عن مُماذقها
ولا تخل أنها مُصادقةٌ / أخرى الليالي سوى مُصادقها
لن يجمع المال والعلا مقة / بل وامق المال غير وامقها
فكِل إلى قاسمٍ ولايتها / وخل معشوقة لعاشقها
ذاك الذي لم تزل شمائله / أحلى من الهيف في مناطقها
خذها كدرِّ الفتاة منتظماً / أو عِتَر المسك في مخانقها
وإنني ملحق بها فِقَراً / سوابق الشعر من لواحقها
لا يخطئ السالكون قصدهم / ميلاً إلى فتنة وناعقها
وليعدل الجائرون عن قُحمٍ / بمن أتاها مَحيقُ حائقها
خلافة الله في ملوك بني ال / عباس من خير رزق رازقها
قبيلة لستَ عادماً رشداً / في كهلها لا ولا مراهقها
فالحلم والعلم في أشائبها / والجود والبأس في غرانقها
يكفيك أن أصبحت خلافتهم / وابنُ سليمان حبلُ عاتقها
وأن إفضاله ونائله / لطالبي الفضل من مرافقها
يا لك من نحلة معسَّلة / وحية منه في سُرادقها
به استقامت أمور مملكة / عوجاء واستوسقت لواسقها
كأن تصريفه الخطوب لها / نتق جبال عنت لناتقها
جلّت هناك الخطوب وارتفعت / شاهاتها الصيد عن بياذقها
تُعدُّ منه لحربها قلماً / يُفرِجُ للرمح في مضايقها
ويهتدي عامِهُ السيوف به / من هام قوم إلى مفارقها
أحصن من سور كل عالية ال / سور حفاظاً ومن خنادقها
كم نوبة يذعر الزمان لها / يُعدُّه أهله لطارقها
ورشدةٍ كان من مَفاتحها / وغيَّةٍ كان من مغالقها
يلقى دهاءُ الرجال حيلتَه / أملأ بالضعف من أحامقها
يترك بالحول حول حُوَّلِها / وهو سواء وموق مائقها
يرمي بدهياء من فلائقه / في وجه دهياء من فلائقها
كم زاحم الدهر فوق مدحضة / زلج فما زل عن زحالقها
كم أنشأ المزن من ندىً وردىً / لمعتفي دولة وفاسقها
فأمطر البَرَّ من مَغاوثها / وفاجِرَ القومِ من صواعقها
يا آل وهب سمت بكم رتبٌ / يقصِّر السؤل عن سوامقها
يا عترة لم تزل ممدَّحة / ينكِّبُ الطعن عن خلائقها
فاتت فما ذمُّنا بلاحقها / كلا ولا مدحنا بسابقها
يكرم مخبوركم على محنٍ / من الليالي ومن صوافقها
كأنكم أنصلٌ مهندةٌ / يبدي لنا الصقل عن سفاسقها
أضحى نثا الملك والملوك بكم / أذكى من المسك في مفارقها
وفات صنديدكم بسابقةٍ / طالبها الدهر غير لاحقها
وازَت عُراها ملوك مِلَّتنا / فكنتمُ ثمَّ من وثائقها
فعولت منكم هناك على / فاتِقِ أحوالها وراتقها
واستحفظته قوام دولتها / وما يلي ذاك من علائقها
وكفَّلته برفد يابسها / ووكَّلته بكيدِ مارقها
فحطَّت الفقر عن عواتقنا / وحطت الهم عن عواتقها
وبيَّنَ الجريُ من صواهلها / خلاف ما كان من نواهقها
فلا تخافوا أمنتم أبداً / ما أينع الطلع في بواسقها
جعلتمُ عُرفَكم معاقلكم / من الليالي ومن طوارقها
وجاعل العرف من معاقله / أنجى من العصم في شواهقها
نعماؤكم في الأنام قد طرفت / عين من الله عينَ رامقها
وعصبة يحذقون مدحكمُ / من مجدكم جاء حذق حاذقها
لو مدحت غيركم فحولُهمُ / لقصر اللوم عن شقاشقها
كم مدحة لو عدتكمُ خرست / كنتم سبيلاً لنطق ناطقها
ومدحة لو عدتكم كذبت / كنتم سبيلاً لصدق صادقها
وكيف لا تبرز العقول لكم / وصائف الشعر في قراطقها
وفي سواكم كساد كاسدها / وفي ذراكم نفاق نافقها
لكنني قائل لبارقة / منكم لغيري صبيب وادقها
عدلك يا مزنةً هجرتُ كرى / عينيَّ قدماً لِشَيم بارقها
أأتقي الدهر ذا الهنات بكم / وأعظمي طعمة لعارقها
تالله ما عزتي لهاضمها / فيكم ولا هيبتي لخارقها
متهلل زجل تحنُّ رواعدٌ
متهلل زجل تحنُّ رواعدٌ / في حجرتيه وتستطير بروقُ
سدت أوائله سبيل أواخر / لم يدر سائقهن كيف يسوق
فسجا وأسعد حالبيه بدرة / منه سواعدُ ثرَّةٌ وعروق
وتنفست فيه الصبا فتبجست / منه الكلى فأديمه معقوق
حتى إذا قُضيت لقيعان الملا / عنه حقوق بعدهن حقوق
طفقت رواياه تجر مزادها / فوق الربا ومزادها مشقوق
وتضاحك الروض الكئيب لصوبه / حتى تفتق نوره المرتوق
وتنسمت نفحاته فكأنه / مسك تضوع فأره مفتوق
وتغرد المُكَّاء فيه كأنه / طَرِبٌ تعلَّل بالغناء مَشوق
تناسيت أمري واطرحت حقوقي
تناسيت أمري واطرحت حقوقي / وعاديت بري واصطفيت عقوقي
ما ذاك إلا أنني سهم نصرة / فنحو العدا نصلي ونحوك فوقي
أَتُغفل ريي بعدما قد غرستَني / قديماً وساخت في ثراك عروقي
ولاحت بروق منك أخلف رعدها / على أنني ما أخلفتك بروقي
رأيت أبا إسحاق والفحل فوقه
رأيت أبا إسحاق والفحل فوقه / وللأير في الأحشاء منه خفيقُ
فأومى بأن نكني فقلت له انتظر / فراغ أخينا فالمكانُ مضيقُ
فقال مجيباً وهو في سكراته / له نخرات بينهن شهيق
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها / ولكن أخلاق الرجال تضيق
ترى أصفرها الفاقِ
ترى أصفرها الفاقِ / ع في أبيضها المونقْ
كعين الناظر الضاحِ / ك في محجره المشرقْ
إلى الزهاد في الدنيا
إلى الزهاد في الدنيا / جنان الخلد تشتاقُ
عبيد من خطاياهم / إلى الرحمن أبّاقُ
حدتهم نحوه الرغبَ / ة والرهبة فانساقوا
وزافت لهم الدنيا / وعاقتهم فما انعاقوا
عليهم حين تلقاهم / سكينات وإطراق
بقاياهم من الخدمَ / ة أشباحٌ وأرماق
توهَّمُهُم وقد مالت / لسكرالنوم أعناق
وقد قاموا ولا يهجَ / ع من ذاق الذي ذاقوا
يضجون إلى الله / ودمع العين مهراق
مليكَ الناس أعتقنا / فإعتاقك إعتاق
مليك الناس خلِّصنا / إذا ما كُشِّفَت ساق
مليك الملك هل مما / تطوقناه إطلاق
ففي أعناقنا طرّاً / من الآثام أطواق
رجوناك ولا يخل / ف من رجّاك مصداق
وخفناك وقد تعفو / وقلب المرء خفّاق
يا من غدا بين تأميل وإشفاقِ
يا من غدا بين تأميل وإشفاقِ / منّي ومن حسب نفسي أنه باقي
أما دبسيَّة الكبرى بحضرتكم / تحدو الكؤوس بماخوري إسحاق
فلا أراد بلى إن كادَكم قدرٌ / بجلنارٍ وقاني زهدَكم واقي
الحمد لله لا أُدعى لصيدِكُمُ / إلا إذا كان صيداً مثل إخفاق
لا زلت مَدْعىً لمبلُوٍّ أساعده / على الكريهة لا مَلهىً لمشتاق
هل من سبيل إلى تجديد ودكمُ / وهل يجدد شيء بعد إخلاق
لا نكر قد تصبح العيدان مورقة / كما تَبدَّلُ عرياً بعد إيراق
يا وجه ذي كرم حالت بشاشته / لن تحسن الشمس إلا ذات إشراق
أشكو إلى الله ظلماً لا انكشاف له / ما زلت أرزقُ منه شرَّ أرزاق
غامت عليَّ بلا ظل ولا ورق / سماء مولى مظل مشمسٍ ساقي
ألم تر أن المال يهلك أهله
ألم تر أن المال يهلك أهله / إذا جمّ آتيه وسُدَّ طريقُهُ
ومن جاور الماء الغزير مجمُّهُ / وسد سبيل الماء فهو غريقه
من ظن أن الاستزادة في الهوى
من ظن أن الاستزادة في الهوى / تؤول بمعشوق إلى هجر عاشقِ
طلبت لديكم بالعتاب زيادةً / وعطفاً فأعتبتم بإحدى البوائق
فكنت كمستسقٍ سماءً مخيلةً / حياً فأصابته بإحدى الصواعق
نحمد الله حين منَّ وأبقى
نحمد الله حين منَّ وأبقى / بعدما كاد كوكب الأرض يرقى
كاد يهوي من السماء إلى الأر / ض شهاب أضاء غرباً وشرقا
أيها الدهر إنه واحد النا / س فرفقاً بواحد الناس رفقا
وتنمَّر للشانئين أبا إس / حاق بعداً للشانئيه وسحقا
قلتُ للمظهرِ الشماتةَ أظهر / ت بإظهارك الشماتة فسقا
لو تكون المحق كنت محباً / لامرئ لم يزل يعز المحقا
قد أقال الإله بالرغم من أن / فك من لم يزل يقيل وأبقى
ووقى نفسه وهذب بالشك / ر تُقاهُ فعاد أتقى وأنقى
ووقاه محق البصيرة لكن / محق الذنب والخطيئة محقا
إن يقل بعد عثرة فحقيق / لم يزل مثله ملقَّىً مُوَقَّى
غيرُ نكرٍ أن يأسر الله عبداً / بعد عتق وأن يجدد عتقا
ليرى العبد فضل ربٍّ كريم / ويرى الرب منه صبرا وصدقا
أيها الحاكم الذي طاب فرعاً / في نصاب الهدى وأصلاً وعرقا
شكر الله منك أنك ما أع / ززت بُطلاً ولا تهضَّمت حقا
رب خطب صدعت فيه بحكم ال / لَه لو لم تكن لأصبح رتقا
وفساد أصلحته بتأني / ك ولو لم تكن لأصبح فتقا
فابق في غبطة وصحة جسم / فحقيق بأن تصح وتبقى
ووقتك الردى نفوس رجال / أنت أخشى لله منهم وأتقى
كي تُبين الهدى وتجعل بين ال / حق والباطل المموَّه فرقا
قد كان من رأب الصدوع التي
قد كان من رأب الصدوع التي / ذكرت قتل الأحول الفاسقِ
مع انحطاط السعر ثم الذي / تلاهما من مهلك المارقِ
وانفتق الجو بريح غدت / رَوحاً بمنِّ الفاتق الراتق
وانقلب المصطافُ في شهرنا / مرتبَعاً من جودك الدافق
ومن ندى كفيك جاد الشرى / شؤبوب ذاك الراعد البارق
وكل ما كنت تفاءلتُه / فوافقَ الحقَّ بلا عائقِ
حق أتاح الله لي قوله / وقد يتاح الصدق للناطق
وما لقينا لك من مادح / إلا مُلَقَّى منطق صادق
لعمرك ما أعطى الرجالُ حقوقَهم
لعمرك ما أعطى الرجالُ حقوقَهم / كإعطائهم بيضَ السيوف حقوقَها
وكنا إذا لم تعطنا الحق عصبةٌ / طعنّا كُلاها أو ضربنا فروقَها
ننادم أقواماً لغير هوادة / صبوح المنايا تارة وغبوقها
ولسنا نهرُّ الموت حتى نذوقه / ومن ذا يهر الكأس حتى يذوقها
وقد علم المستمرئو الظلمِ أننا / سنجوي بطوناً أو سنشجي حلوقها
نُلقَّى عقوقاً من رجالٍ مبرة / فإن لج لقَّينا عقوقاً عقوقها
أناة إذا باغ أبى أن يودنا / عليها أقمنا للعداوة سوقها
نزعنا إلى آبائنا في إبائهم / وهل تشبه العيدان إلا عروقها
سنترك ما ساء العدا من فعالنا / إذا تركت شمس النهار شروقها
كل الخلال التي فيكم محاسنكم
كل الخلال التي فيكم محاسنكم / تشابهت منكم الأخلاق والخلقُ
كأنكم شجر الأترج طاب معاً / حملاً ونوراً وطاب العود والورقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025