المجموع : 98
لئن أصبحت محروماً
لئن أصبحت محروماً / نوالك غير مرزوقِهْ
على أني صريح الود / د قدماً غير ممذوقِهْ
لكم من وامق في النا / س لا يحظى بموموقه
ولست بأول العشا / ق لم يسعد بمعشوقه
أرى الضيم ذلاً على أنني / أرى النصر من صاحب المن رقّا
فلا تسأل النصر إلا امرأً / تراه بنصرك يقضيك حقا
لساء اتقاؤك إمّا اتقَيْ / ت أن تستضام بأن تسترقا
فكن للمظالم حمّالة / وعش عيش حر ملقَّىً موقّى
وإني لذو حلف حاضرٍ
وإني لذو حلف حاضرٍ / إذا ما اضطررت وفي الحال ضيقُ
وهل من جناح على مرهَقٍ / يدافع بالله ما لا يطيقُ
صبراً أبا الصقر فكم طائر
صبراً أبا الصقر فكم طائر / خرَّ صريعاً بعد تحليقِ
زُوِّجتَ نُعمى لم تكن كفأها / فصانها الله بتطليق
وكل نعمى غير مشكورة / رهن زوال بعد تمحيق
لا قدست نعمى تسربلتها / كم حجة فيها لزنديق
صبراً لهاج ذاد عنك الكرى / وشاب دنياك بترنيق
أرَّقه مدحُك لا مجدياً / فاقتصّ تأريقاً بتأريق
يا ذا الذي ضنَّ بمعروفه
يا ذا الذي ضنَّ بمعروفه / عني وقد قاسيت فيه الأرقْ
أقلنيَ العثرة إني امرؤٌ / ما زلت في الصحو كثير الزلق
رضيت مما كنت أمَّلته / بأجر وراقي وغُرمِ الورق
فاجعلهما حظي وعجِّلهما / وارض من المطل بما قد سبق
إن جديد المطل مستقبح / وأقبح المطلين مطل خلق
ولست أهجوك بشيء سوى / إنشاد شعري فيك وسط الحَلَق
وأن إذا استخبر مستخبرٌ / ما ثوَّبَ المادح قلت القلق
ما للبضائع بين الناس كلهم
ما للبضائع بين الناس كلهم / غير الفياشل قد بارت بها السوقُ
والله لو أن قسطنطينة افتتحت / برمحِ أشجعِ من خبَّت به النوق
ما نال منها ولا من فضل نجدته / ما نال من ثفر قسطنطينة الحوق
تُكدي الرماح ويكدي الذائدون بها / لكن أير أبي العباس مرزوق
تراه يغدو فيغدو موكبٌ زجل / ترْدى الهماليج فيه والتعانيق
إذ لا يرى لأبي العباس حينئذ / حق السلام لقد أزرى به الموق
يَزوَرُّ كبراً وما أضعاف قيمته / من الخساسة عند الله ثفروق
هذا وليس عليه من غباوته / بين السفين وبين الخيل تفريق
أرى دم العلج يغلي في ترائبه / على الحميم ولكن ليس مهريق
رجت منك نفسي سبقك الغيث بالندى
رجت منك نفسي سبقك الغيث بالندى / فحم قضاء الله للغيث بالسبقِ
فكن ثانياً للغيث إذ كان بادئاً / ولا تسبق الشأوين يا واحد الخلق
ولا تمتعض أن سُبِّق الغيث مرة / فما بين ذي سبق وتاليه من فرق
وأنت فتبقى الدهر والغيثُ ينقضي / وتنهلّ بالجدوى وينهلُّ بالودق
أبِشْرٌ بلا جدوى وأنت مخيلةٌ / مملَّأةٌ بالماء صادقة البرق
وعش لملوك الناس ما ذر شارقٌ / لترتق في فتق وتفتق في رتق
وتسمو إلى العلياء حتى تنالها / وتستنبئُ الغيب الخفي من العمق
وتلقى وجوه الأولياء وحسبُهم / بوجهك ذاك الطلق في يومك الطلق
أبعد لقاي دونك كلَّ قفرٍ
أبعد لقاي دونك كلَّ قفرٍ / يعزُّ الشخص فيه أن يُلاقى
وإعمالي إليك به المطايا / وقد ضرب الظلام له رواقا
ورفضي النوم إلا أن تراني / أعانق واسط الكور اعتناقا
تسوق بنا الحداة فليس ندري / أشوقاً كان ذلك أم سياقا
أُصادف ضَرَّة المعروف شَكرَى / لديك ولا أذوق لها فُواقا
ففي استِ أمِّ الذي استرعاك خيلاً / وأنت تقل أن ترعى عَناقا
وخولك الصهيل وكان منه / كثيراً أن يسمِّعك النهاقا
غدا يعلو الجياد وكان يعلو / إذا ما استفره السِبتَ الرقاقا
أعِنَّتُها الشسوعُ فإن عراها / حِفاءُ الكدِّ أنعلها طراقا
فزُوِّج بعد فقر منه نعمى / أراني الله صُبحتها الطلاقا
يا نجدة الروم في بطارقِها
يا نجدة الروم في بطارقِها / وحكمة الروم في مهارقِها
هل فيكما نصرة مؤزرةٌ / لزاهق النفس أو كزاهقها
غيب عن عينه مُغافصةٌ / أفضلُ ما اعتدَّه لفاتقها
يا حرَّ صدري على الخطوب وما / تطويه بالغيب من بوائقها
أُخرجتُ من جنتي مفاجأة / آمن ما كنت في حدائقها
بينا استماعي هديلَ هادلها / إذ راع قلبي نغيق ناغقها
فارقني قاسمٌ لِطَيَّته / يا لهف نفسي على مفارقها
بان عن العين وهو في فكَري / أدنى إلى النفس من معانقها
وكم أناس مباينين غدوا / ألصق بالنفس من ملاصقها
يا لهف نفسي على موفَّقها / يا لهف نفسي على مُوافقها
كان حياة صفت بعافية / هيهات منها ملال ذائقها
هل يخلف البدر وجه سيدنا / كلا ولا الشمس في مشارقها
أو يخلف البدر نور ضحكته / إذا انجلى الليل عن بوارقها
أو يخلف الغيث راحتيه لنا / كلا وأخلاقه وخالقها
أو يخلف البحر ما تجيش به / أفكاره تلك من دقائقها
فتى إذا ما الشواكل التبست / شق الأباطيل عن حقائقها
ذو شيمة لم تزل مواعدها / في الصدق تجري على موائقها
والله لولا تطيُّري سفحت / عيني دم القلب من حمالقها
لكن على غيره البكاء ولا / زالت أمانيه طوع سائقها
يرمي به العمر في خوالفه / وحلبة المجد في سوابقها
ويا نداماي لا عدمتكم / يا صفوة النفس من أصادقها
طلقت من بعدكم مناعم أص / بحت أرجّي رجاع طالقها
كأسي مذ غبتمُ معطلة / لم تجر عندي على طرائقها
غابقها ذاهل وصابحها / عن شأنها ذاهل كغابقها
والعود والناي صامتان معاً / أو مسعدا عبرةٍ ودافقها
ظعنتم والربيع منصرمٌ / والأرض تبكي على شقائقها
فكان في ظعنكم لها شغل / على كل ما محَّ من روانقها
ليس لبغداذ غيركم شجنٌ / ولا سوى ذكركم بشائقها
صبراً جميلاً فإنها بكر ال / عيش ولا بد من ودائقها
لكن آصالها مؤمَّلةٌ / آمننا الله من عوائقها
كأننا بالقيان تسمعنا / مثل المها العين في أبارقها
من كل رود إذا تضمَّنت ال / ألحان أربت على مُخارقها
أمانةَ الله إنها زنةُ ال / غبراء مبسوطها وخالقها
إلّا قرأتم على مؤمَّلِنا / سلام صادي الأحشاء خافقها
وقلتم غير كاذبين له / عن آمل النفس فيه واثقها
ناشر ذكر إذا التقت عُصَبٌ / حالت به المسكُ في مناشقها
أليةً يا أبا الحسين بآ / لائك إني لغيرُ ماحقها
إن يكنِ الظلم منك يرهقها / فظلم مولاك غيرُ راهقها
كم نعمة منك لا يقر بها / ينطق عنها ذرورُ شارقها
يا سارق الغر من صنائعه / مولاك ما عاش غيرُ سارقها
وفائق الحال حشوه شيمٌ / يعلمه الله غير فائقها
أضحى يرومُ العُلا فقلتُ له / دع رائقاتِ العُلا لرائقها
يا من يُحب العلا منافقة / هيهات أعيت على منافقها
فلا تحاول خداع كيِّسةٍ / تضنُّ بالصفو عن مُماذقها
ولا تخل أنها مُصادقةٌ / أخرى الليالي سوى مُصادقها
لن يجمع المال والعلا مقة / بل وامق المال غير وامقها
فكِل إلى قاسمٍ ولايتها / وخل معشوقة لعاشقها
ذاك الذي لم تزل شمائله / أحلى من الهيف في مناطقها
خذها كدرِّ الفتاة منتظماً / أو عِتَر المسك في مخانقها
وإنني ملحق بها فِقَراً / سوابق الشعر من لواحقها
لا يخطئ السالكون قصدهم / ميلاً إلى فتنة وناعقها
وليعدل الجائرون عن قُحمٍ / بمن أتاها مَحيقُ حائقها
خلافة الله في ملوك بني ال / عباس من خير رزق رازقها
قبيلة لستَ عادماً رشداً / في كهلها لا ولا مراهقها
فالحلم والعلم في أشائبها / والجود والبأس في غرانقها
يكفيك أن أصبحت خلافتهم / وابنُ سليمان حبلُ عاتقها
وأن إفضاله ونائله / لطالبي الفضل من مرافقها
يا لك من نحلة معسَّلة / وحية منه في سُرادقها
به استقامت أمور مملكة / عوجاء واستوسقت لواسقها
كأن تصريفه الخطوب لها / نتق جبال عنت لناتقها
جلّت هناك الخطوب وارتفعت / شاهاتها الصيد عن بياذقها
تُعدُّ منه لحربها قلماً / يُفرِجُ للرمح في مضايقها
ويهتدي عامِهُ السيوف به / من هام قوم إلى مفارقها
أحصن من سور كل عالية ال / سور حفاظاً ومن خنادقها
كم نوبة يذعر الزمان لها / يُعدُّه أهله لطارقها
ورشدةٍ كان من مَفاتحها / وغيَّةٍ كان من مغالقها
يلقى دهاءُ الرجال حيلتَه / أملأ بالضعف من أحامقها
يترك بالحول حول حُوَّلِها / وهو سواء وموق مائقها
يرمي بدهياء من فلائقه / في وجه دهياء من فلائقها
كم زاحم الدهر فوق مدحضة / زلج فما زل عن زحالقها
كم أنشأ المزن من ندىً وردىً / لمعتفي دولة وفاسقها
فأمطر البَرَّ من مَغاوثها / وفاجِرَ القومِ من صواعقها
يا آل وهب سمت بكم رتبٌ / يقصِّر السؤل عن سوامقها
يا عترة لم تزل ممدَّحة / ينكِّبُ الطعن عن خلائقها
فاتت فما ذمُّنا بلاحقها / كلا ولا مدحنا بسابقها
يكرم مخبوركم على محنٍ / من الليالي ومن صوافقها
كأنكم أنصلٌ مهندةٌ / يبدي لنا الصقل عن سفاسقها
أضحى نثا الملك والملوك بكم / أذكى من المسك في مفارقها
وفات صنديدكم بسابقةٍ / طالبها الدهر غير لاحقها
وازَت عُراها ملوك مِلَّتنا / فكنتمُ ثمَّ من وثائقها
فعولت منكم هناك على / فاتِقِ أحوالها وراتقها
واستحفظته قوام دولتها / وما يلي ذاك من علائقها
وكفَّلته برفد يابسها / ووكَّلته بكيدِ مارقها
فحطَّت الفقر عن عواتقنا / وحطت الهم عن عواتقها
وبيَّنَ الجريُ من صواهلها / خلاف ما كان من نواهقها
فلا تخافوا أمنتم أبداً / ما أينع الطلع في بواسقها
جعلتمُ عُرفَكم معاقلكم / من الليالي ومن طوارقها
وجاعل العرف من معاقله / أنجى من العصم في شواهقها
نعماؤكم في الأنام قد طرفت / عين من الله عينَ رامقها
وعصبة يحذقون مدحكمُ / من مجدكم جاء حذق حاذقها
لو مدحت غيركم فحولُهمُ / لقصر اللوم عن شقاشقها
كم مدحة لو عدتكمُ خرست / كنتم سبيلاً لنطق ناطقها
ومدحة لو عدتكم كذبت / كنتم سبيلاً لصدق صادقها
وكيف لا تبرز العقول لكم / وصائف الشعر في قراطقها
وفي سواكم كساد كاسدها / وفي ذراكم نفاق نافقها
لكنني قائل لبارقة / منكم لغيري صبيب وادقها
عدلك يا مزنةً هجرتُ كرى / عينيَّ قدماً لِشَيم بارقها
أأتقي الدهر ذا الهنات بكم / وأعظمي طعمة لعارقها
تالله ما عزتي لهاضمها / فيكم ولا هيبتي لخارقها
متهلل زجل تحنُّ رواعدٌ
متهلل زجل تحنُّ رواعدٌ / في حجرتيه وتستطير بروقُ
سدت أوائله سبيل أواخر / لم يدر سائقهن كيف يسوق
فسجا وأسعد حالبيه بدرة / منه سواعدُ ثرَّةٌ وعروق
وتنفست فيه الصبا فتبجست / منه الكلى فأديمه معقوق
حتى إذا قُضيت لقيعان الملا / عنه حقوق بعدهن حقوق
طفقت رواياه تجر مزادها / فوق الربا ومزادها مشقوق
وتضاحك الروض الكئيب لصوبه / حتى تفتق نوره المرتوق
وتنسمت نفحاته فكأنه / مسك تضوع فأره مفتوق
وتغرد المُكَّاء فيه كأنه / طَرِبٌ تعلَّل بالغناء مَشوق
تناسيت أمري واطرحت حقوقي
تناسيت أمري واطرحت حقوقي / وعاديت بري واصطفيت عقوقي
ما ذاك إلا أنني سهم نصرة / فنحو العدا نصلي ونحوك فوقي
أَتُغفل ريي بعدما قد غرستَني / قديماً وساخت في ثراك عروقي
ولاحت بروق منك أخلف رعدها / على أنني ما أخلفتك بروقي
رأيت أبا إسحاق والفحل فوقه
رأيت أبا إسحاق والفحل فوقه / وللأير في الأحشاء منه خفيقُ
فأومى بأن نكني فقلت له انتظر / فراغ أخينا فالمكانُ مضيقُ
فقال مجيباً وهو في سكراته / له نخرات بينهن شهيق
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها / ولكن أخلاق الرجال تضيق
ترى أصفرها الفاقِ
ترى أصفرها الفاقِ / ع في أبيضها المونقْ
كعين الناظر الضاحِ / ك في محجره المشرقْ
إلى الزهاد في الدنيا
إلى الزهاد في الدنيا / جنان الخلد تشتاقُ
عبيد من خطاياهم / إلى الرحمن أبّاقُ
حدتهم نحوه الرغبَ / ة والرهبة فانساقوا
وزافت لهم الدنيا / وعاقتهم فما انعاقوا
عليهم حين تلقاهم / سكينات وإطراق
بقاياهم من الخدمَ / ة أشباحٌ وأرماق
توهَّمُهُم وقد مالت / لسكرالنوم أعناق
وقد قاموا ولا يهجَ / ع من ذاق الذي ذاقوا
يضجون إلى الله / ودمع العين مهراق
مليكَ الناس أعتقنا / فإعتاقك إعتاق
مليك الناس خلِّصنا / إذا ما كُشِّفَت ساق
مليك الملك هل مما / تطوقناه إطلاق
ففي أعناقنا طرّاً / من الآثام أطواق
رجوناك ولا يخل / ف من رجّاك مصداق
وخفناك وقد تعفو / وقلب المرء خفّاق
يا من غدا بين تأميل وإشفاقِ
يا من غدا بين تأميل وإشفاقِ / منّي ومن حسب نفسي أنه باقي
أما دبسيَّة الكبرى بحضرتكم / تحدو الكؤوس بماخوري إسحاق
فلا أراد بلى إن كادَكم قدرٌ / بجلنارٍ وقاني زهدَكم واقي
الحمد لله لا أُدعى لصيدِكُمُ / إلا إذا كان صيداً مثل إخفاق
لا زلت مَدْعىً لمبلُوٍّ أساعده / على الكريهة لا مَلهىً لمشتاق
هل من سبيل إلى تجديد ودكمُ / وهل يجدد شيء بعد إخلاق
لا نكر قد تصبح العيدان مورقة / كما تَبدَّلُ عرياً بعد إيراق
يا وجه ذي كرم حالت بشاشته / لن تحسن الشمس إلا ذات إشراق
أشكو إلى الله ظلماً لا انكشاف له / ما زلت أرزقُ منه شرَّ أرزاق
غامت عليَّ بلا ظل ولا ورق / سماء مولى مظل مشمسٍ ساقي
ألم تر أن المال يهلك أهله
ألم تر أن المال يهلك أهله / إذا جمّ آتيه وسُدَّ طريقُهُ
ومن جاور الماء الغزير مجمُّهُ / وسد سبيل الماء فهو غريقه
من ظن أن الاستزادة في الهوى
من ظن أن الاستزادة في الهوى / تؤول بمعشوق إلى هجر عاشقِ
طلبت لديكم بالعتاب زيادةً / وعطفاً فأعتبتم بإحدى البوائق
فكنت كمستسقٍ سماءً مخيلةً / حياً فأصابته بإحدى الصواعق
نحمد الله حين منَّ وأبقى
نحمد الله حين منَّ وأبقى / بعدما كاد كوكب الأرض يرقى
كاد يهوي من السماء إلى الأر / ض شهاب أضاء غرباً وشرقا
أيها الدهر إنه واحد النا / س فرفقاً بواحد الناس رفقا
وتنمَّر للشانئين أبا إس / حاق بعداً للشانئيه وسحقا
قلتُ للمظهرِ الشماتةَ أظهر / ت بإظهارك الشماتة فسقا
لو تكون المحق كنت محباً / لامرئ لم يزل يعز المحقا
قد أقال الإله بالرغم من أن / فك من لم يزل يقيل وأبقى
ووقى نفسه وهذب بالشك / ر تُقاهُ فعاد أتقى وأنقى
ووقاه محق البصيرة لكن / محق الذنب والخطيئة محقا
إن يقل بعد عثرة فحقيق / لم يزل مثله ملقَّىً مُوَقَّى
غيرُ نكرٍ أن يأسر الله عبداً / بعد عتق وأن يجدد عتقا
ليرى العبد فضل ربٍّ كريم / ويرى الرب منه صبرا وصدقا
أيها الحاكم الذي طاب فرعاً / في نصاب الهدى وأصلاً وعرقا
شكر الله منك أنك ما أع / ززت بُطلاً ولا تهضَّمت حقا
رب خطب صدعت فيه بحكم ال / لَه لو لم تكن لأصبح رتقا
وفساد أصلحته بتأني / ك ولو لم تكن لأصبح فتقا
فابق في غبطة وصحة جسم / فحقيق بأن تصح وتبقى
ووقتك الردى نفوس رجال / أنت أخشى لله منهم وأتقى
كي تُبين الهدى وتجعل بين ال / حق والباطل المموَّه فرقا
قد كان من رأب الصدوع التي
قد كان من رأب الصدوع التي / ذكرت قتل الأحول الفاسقِ
مع انحطاط السعر ثم الذي / تلاهما من مهلك المارقِ
وانفتق الجو بريح غدت / رَوحاً بمنِّ الفاتق الراتق
وانقلب المصطافُ في شهرنا / مرتبَعاً من جودك الدافق
ومن ندى كفيك جاد الشرى / شؤبوب ذاك الراعد البارق
وكل ما كنت تفاءلتُه / فوافقَ الحقَّ بلا عائقِ
حق أتاح الله لي قوله / وقد يتاح الصدق للناطق
وما لقينا لك من مادح / إلا مُلَقَّى منطق صادق
لعمرك ما أعطى الرجالُ حقوقَهم
لعمرك ما أعطى الرجالُ حقوقَهم / كإعطائهم بيضَ السيوف حقوقَها
وكنا إذا لم تعطنا الحق عصبةٌ / طعنّا كُلاها أو ضربنا فروقَها
ننادم أقواماً لغير هوادة / صبوح المنايا تارة وغبوقها
ولسنا نهرُّ الموت حتى نذوقه / ومن ذا يهر الكأس حتى يذوقها
وقد علم المستمرئو الظلمِ أننا / سنجوي بطوناً أو سنشجي حلوقها
نُلقَّى عقوقاً من رجالٍ مبرة / فإن لج لقَّينا عقوقاً عقوقها
أناة إذا باغ أبى أن يودنا / عليها أقمنا للعداوة سوقها
نزعنا إلى آبائنا في إبائهم / وهل تشبه العيدان إلا عروقها
سنترك ما ساء العدا من فعالنا / إذا تركت شمس النهار شروقها
كل الخلال التي فيكم محاسنكم
كل الخلال التي فيكم محاسنكم / تشابهت منكم الأخلاق والخلقُ
كأنكم شجر الأترج طاب معاً / حملاً ونوراً وطاب العود والورقُ