القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : رِضا الهِندي الكل
المجموع : 5
جاد السحاب الجون بالعذب الغدق
جاد السحاب الجون بالعذب الغدق / حدائقاً طاف بها ساهي الحدق
يزفُّ لي شمس حميّاً بدَّلَت / صبح مُحيَّاه إلى لون الشفق
صابحني بالكاس ظبيٌ لي من / رضا به مصطبح ومغتبق
والطل من فوق الشقيق خلته / إيّاه إذ كلَّلَ خديه العرق
ورقَّ في الروض النسيم إذ كَسَت / أيدي الربيع عاري الدوح ورق
يا مسترقَّ الحسن كلُّ شائقٍ / من المعاني فهو منك مسترق
شاق هواك مهجتي بل شقهاً / وأي قلب بهواك لم يُشَق
أقلقتني منك بخصر ناحلٍ / حتى الوشاحان عليه في قلق
قرطك في جيدك لَجَّ خافقاً / فلا تلم قلبي فيك إن خفق
يا لائمي في الحب لو رأيته / للمت من أبصره وما عشق
أردت تطفي حرقي فهجتها / شانك واللوم وشاني والحرق
أقذى جفوني إذ جفاني أرقاً / ذو وجنة من ورق الورد أرق
وناظر غصِّ المآقي غنجٍ / لم يبق لي من رمق لما رمق
أنشأه لي فتنة خالقه / أعيذه من شر كل ما خلق
حتّى النسيم اعتلَّ شوقاً إذ سرى / محتملاً من مسك صدغيه العبق
والخال مسك نقِّط الورد به / أو كوكب في نيِّر الخدّ احترق
يقول من شاهد سيف لحظه / في جفنه أشهد أن الموت حق
نافسني دمعي على جماله / فإن أحاول نظرة منه سبق
صبراً على قضائه فإنّه / عدل وإن كلفني ما لم أطق
لم يجتمع منه البعاد والجفا / إلا ونومي مع جفنيَّ افترق
قد أحرق القلب فلو لم يطفه / عرس الأمين لاذبته الحرق
فتى أحبته العلا واعتلقت / لما رأته بسواها ما اعتلق
مبرَّز من مجده في حلبةٍ / حاز بها دون مجاريه السبق
أخلاقه مدامة لمن نشا / بل هي مسك فائح لمن نشق
كل ثنائي عن معانيه التي / جلَّت وإن كانت من السحر أدق
إن غسق الجهل ظلاماُ بزغت / أفكاره الغرُّ نجوماً في الغسق
أخي الرضا الخاتم للكرام وال / فاتح من باب الرجاء ما انغلق
لو أن بحر جوده يضربه / موسى الكليم بعصاه ما انفلق
لو أن طود حلمه كان له / يأوي ابن نوح لنجا من الغرق
من دوحة تزكو بأصل ثابت / وكل فرع في المعالي قد بسق
كبيرهم صيت علاه طائر / وفرخهم في المهد بالعلم يزق
براهمُ ربُّ السما من نوره / لما برى كلَّ البرايا من علق
هم زينة المجلس إن ذكرٌ طرا / وهم غياث الناس إن خطب طرق
لو كتبت مديحهم ايدي الورى / أعوزت الأقلام عنه والورق
وكيف لا يخرس فيهم منطق ال / ذاكر والذكر بعلياهم نطق
لا تتبع غيرهم في منهجٍ / فإن من يهدي الى الحق أحق
تتباعوا الى العلا تتابع ال / لؤلؤ إذ تنظمه على نَسَق
يشق غيظاً قلب من جاراهمً / إذا رأى منهم غباراً لا يشق
فهنِّهم يا سعد في عرس جلا / سحب الهموم برقه لما ائتلق
وخُصَّ منهم جعفراً فجعفرٌ / يصدق فيه المدح كيفما اتفق
صفه بما شئت من المجد فلا / تذكر وصفاً حسناً إلا انطبق
يا حعفر الصادق من يمدحه / فكل بيت قاله قيل صدق
لا زال كاسم جدكم موردكم / صافٍ ولا كُدِّرَ يوماً برنق
من لم يُقَطِّع من الدنيا علائقها
من لم يُقَطِّع من الدنيا علائقها / متى يهوه عليه أن يفارقها
تبدو ليعشقها من ليس يعرفها / وليتها محضت بالود عاشقها
عجبت من سحرها تبدي تلوَّنها / لعينه وهو يستحلي خلائقها
إن عانقته لترديه توهَّمها / لانت فمال إليها كي يعانقها
طوبى لمن رافق التقوى لسفرته / الى المعاد ولم يبرح مرافقها
صفيةً لم تخن يوماً لصاحبها / عهداً ولا نقضت منه مواثقها
كلاَّ ولا اختلفت يوماً طرائقها / على أخي رَشَدٍ يقفو طرائقها
يا لاهياً سالكاً أوعار معصية / يعدو عليها ولا يخش مزالقها
قد شاق نفسك مُلكٌ لا دوام له / ألا يكوننعيم الخلد شائقها
فالعقل متَّبعٌ والنفس آبقة / عنه فردَّ إليه اليوم آبقها
واجعله للرشد والإيمان قائدها / أما ترى الأجل المحتوم سائقها
فليس ينفك هذا الدهر من حسدٍ / للأمجدين بسهم الحقد راشقها
يرمي فتخطي تلاع الأرض رميته / لكن تصيب من الأقدار شاهقها
بالأمس قد طرقتنان بالخليل له / نوائب انزلت بالمجد طارقها
واليوم وارى باسماعيل شمس هدى / أمست مغاربها تبكي مشارقها
قد جبَّ فيه من العليا غواربها / وجذَّ فيه من التقوى مرافقها
لهفي على مصعب قَرَّت شقاشقه / والأسد كانت له تخفى شقاشقها
ومنطقٍ منه تحت الأرض كلَّ وكم / أكلَّ من خطباء العصر ناطقها
وحسنٍ خلق إذا من طيبه انتشقت / ريح الصبا عبقت بالنشر ناشقها
يا ذائقاً كأس حتفٍ كل ذي نفس / يكون عند حضور الوقت ذائقها
قد كنت لا تسأل المخلوق مسألة / ولا تؤمل إلا الله خالقها
فاذهب إلى دار رضوانٍ على سرر / فيها لك الحور قد صفت نمارقها
واشرب كؤوس رحيق راق مطعمها / ولم تمازج يد الأكدار رائقها
واترك لنا عبرة في الخد إن دفقت / لم يستطع أن يردَّ الصبر دافقها
ما مثل يومك في الأيام يوم شجى / أشاب من لمم العليا مفارقها
قد أوشكت تزهق الأرواح فيه وبال / مولى الحسين أعاد الله زاهقها
مولى إذا وافقت شيئاً إرادته / فليس للدهر بدٌّ أن يوافقها
من حطَّ عن آمليه وزر فاقتهم / نعم وثقَّل بالنعمى عواتقها
فكفه ديمه ينهلُّ وابلها / طوراً وآنوة ترمي صواعقها
قد حلَّ للعلم والإِيمان أخبية / عليه كف التقى مدت صواعقها
حزنا به ثمرات العلم حين غدت / منه شرايعها تسقي حدائقها
فكلما غسقت ظلماء مشكلة / جلا بنور الهدى والعلم غاسقها
يا سالكاً من مجازات التقى سبلاً / بها الخفايا له أبدت حقائقها
إن حلَّ في الدين كسر كنت جابره / أو بالمكارم فتق كنت راتقها
فقت النجوم ولو أيقنت منزلة / فوق التي نلت كنت اليوم فائقها
أنت الجواد الذي لم تبق سابقة / في حلبة المجد إلا كنت سابقها
حتى لحقت من العليا بمرتبة / عدمت حتى من الأوهام لاحقها
أنت العزاء لنا والحرز إن نزلت / بنا الخطوب ولم نأمن بوائقها
إن غاب بدر المعالي عن مشارقها / فإن أولاده زانوا مشارقها
أو شيم بارقه تحت الصفيح فمن / إخوانه سلَّت العليا بوارقها
أهله في سماء المجد قد طلعت / فلا غدا الدهر بعد التم ماحقها
ولا تزل سحب الرضوان ساكبة / على ثرى حَلَّها تسقي حدائقها
أجدَّك هل قبل القيامة ملتقى
أجدَّك هل قبل القيامة ملتقى / فقد هام في فقدانك العلم والتقى
وأرَّقت جفن الدين حزناً لكافل / له كان يولي الليل جفناً مؤرقا
وأذويت أعواد المنابر بعدما / بعلمك منها اليابس اخضَّر مورقا
وكاد من الأشواق يحمرُّ دمعه / لفقدك محراب له كنت شيِّقا
وخوف لقاء الله كم قمت باكياً / حزيناً فهذا اليوم بشراك باللقا
وأنفقت غالي العمر في الله فارتبح / بأضعاف ما قد كنت في الله منفقا
سكنت ببطن الأرض أوسع منزل / فعاد الفضاء الرحب بعدك ضيّقا
وجددت بالأكفان أثواب سندس / ولكن ثوب الصبر بعدك أخلقا
وأبدلت أزواجاً من الحور كنَّساً / بدنيا لها من قبل كنت مطلقا
وصبح الهدى قد عاد بعدك مظلماً / وبطن الثرى من نور وجهك مشرقا
عذرت الردى حيث انتقاك وما ارتضى / سواك فأنت الدر والدر ينتقى
لعمرك ما أدري وأنت فقيدنا / بمن أتسلى أو أقول لك البقا
خلقت من التقوى فهل عنك سلوة / لنا بالذي يبدي التقى متخلقا
سأبكيك ما أبقى لي الحزن ناظراً / وأرثيك لو أبقى لي الخطب منطقا
وأبكي جبيناً بالسجود معفَّراً / ولكنه أبهى من البدر رونقا
وأبكي لساناً بالصواب مقيداً / ولكنه أجرى من السيل مطلقا
مضيت سليم القلب ما فيك مغمز / سوى كثرة الإسراف في العلم والتقى
مضيت عديم المثل قد حزت غاية / يطأطىء عن إدراكها الوهم مطرقا
مضيت كريم النفس فرداً مجمعا / من المجد ما في الناس كان مفرَّقا
مضيت مقيم الذكر والمسك طبعه / إذا ما مضى أبقى النسيم معبقا
ونار الأسى لولا الأسى بمحمد / لأضرم ذاكيها القلوب وأحرقا
كريم الى طه انتمى وهو جده / فشابهه خَلقاً وخُلقاً ومنطقا
فتى كأبيه لا يزال وجده / إلى الخير مهدياً وفيه موفقا
إلى أن نرى إرشاده لشرايع / بها يغتدي علاّمةً ومحققا
فإنّا نرى بالجد والسعي يرتقي / إلى موضع الفرزان ما كان بيدقا
الست ترى فرع النبيّ محمدا / الى ذروة الآباء في جدّه ارتقى
سحاب أغاث المعتفين بوبله / فدام علينا برقه متألقا
طمى بحره بالعلم يمتد مزبداً / كما غيثه بالجود ينهلُّ مغدقا
له قدم أرست على ذروة العلا / وداست من العلياء هاماً ومفرقا
له راحة فيها لنا أي راحة / غدا كل جيد في نداها مطوقا
فدام لنا حصناً وكهفاً وجُنّةً / له يُلتَجَا من كل خطب ويُتقى
وأحدق ريحان الجنان وروحها / بمثوى به الإيمان والعلم أحدقا
لما جرى قلمي بذكرك أينعت
لما جرى قلمي بذكرك أينعت / منه ثمار الودِّ في الأوراق
هذا بذكرك حال عود يابس / أتلومني إن طرت من أشواقي
بدا من محياه ضوء الشفق
بدا من محياه ضوء الشفق / وبرق الحيا من سناه ائتلق
غزال غزا باللحاظ القلوب / ومرَّ بها حبه فاعتلق
ذكت جذوة الحسن في خدّه / لذا عنبرُ الخال فيها احترق
عليه الجمال جرى جدولاً / طغى فعلاه حباب العرق
كأن خمائل روض الخدود / يسيل بها منه ماءٌ غدق
حمى وردها بسهام الجفون / فمن رام يقطف منها رُشِق
ودبَّت عقارب أصداغه / على الخد تحرس ورداً أنق
علاقة حب له في الفؤاد / تسعر في القلب منها حرق
يميس على نسقٍ قدُّه / فيعطفه الدلُّ عطف النسق
إذا أسدل الفرع فوق الجبي / نِ يريك ذكاء بداجي الغسق
ويرنو بمقلة ريم النقا / وما اللحظ إلا حسام ذلق
فلو نفث السحر من طرفه / لما زاد هاروت إلا رهق
يجيل النطاق على ناحل / كجسم المتيم لا بل أدق
كأن روادفه المثقلا / ت قوى الخصر حتى وهى واسترق
نفور حكى الريم في مقلة / وجيد يزين حليَّ العنق
أتاني مستتراً بالظلام / فنمَّ عليه شذاه العبق
لئن خرس الحجل في ساقه / ففي الخصر عقد النطاق نطق
فسلَّمَ ثم انثنى للوداع / فما خلت إلا خيالاً طرق
وراح وأقراطه في قلق / فعاد الفؤاد به ذا قلق
خفوق فؤادي يحكي الوشاح / على الكشح مهما تثنى خفق
كأن فلق الصبح من وجهه / فمذ كشف الفرع عنه انفلق
فلو شامه عاذلي في هواه / تلا قل أعوذ بربِّ الفلق
بروحي أفديه من شادن / لطيف التثني بديع الخلق
أدار علينا كؤوس المدام / وأسكرنا منه سحر الحدق
يشوب الطلى برضاب اللمى / ويجلو الكؤوس فيجلي الغسق
مشعشعة عتقت في الدنان / قديمة عصر وعهد سبق
تشابه وجنته والكؤوس / فلم يدر أصفاهما والأرق
فقم واصطبح في رياض السرور / بقرقف كاس الهنا واغتبق
ألست ترى الروض في بهجة / تبسم عن نوره المؤتلق
مطارفه فوَّفتها الغمام / فمن أحمر وبياض يقق
تضوع منه أريج العبير / وفاح شذاه لمن ينتشق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025