المجموع : 5
والدي أشأم الركاب وأعرق
والدي أشأم الركاب وأعرق / بمزاياك وهي أذكى وأعبق
نشر بغداد عاطر من شذاها / وبها عطرت مدينة جلق
غرّب الناقلون عنها الهدايا / ولها طالب الهداية شرق
فاز منك اللاجي بأمن ومن / والمداجي فيما يحاول أخفق
خلق قد فطرت طبعاً عليها / لا كمن ضل دأبه يتخلق
بلباب الفضل اختصصت وكم من / قايل في قشوره يتشدق
قيد الناس بالذي ترتئيه / إن قول التفضيل فيك لمطلق
وباجماع أمة الفضل اضحى / لك سر من الحيا ليس يخرق
يا قبيلي ولا ارى من قبيل / لعلاكم سار على سنن الحق
جُدتم وادي الغري فأغدق / وطلعتم به نجوماً فاشرق
وهززتهم أقلامكم فنظمتم / لؤلؤاً في طروسكم يتنسق
فلو أن الزمان أصبح جيداً / لرأي أنه بكم يتطوق
أو غدا مفرقاً لكنتم عليه / يا أكاليل عزه تاج مفرق
مظهر من بواطن الجود فيهم / لجفان على الظواهر تفهق
طبق الكون جودهم وكفاهم / ان عندي يداً لذاك المطبق
قلت للشيق الذي يتصابى / للغواني وللجمال المعشق
قم فطالع جبين عمي حسين / ولآيات مصحف الفضل فاشتق
إن هذا معنى الجمال ولا عش / ق لقلب بغيره يتعلق
هو فلك النجاة لي وكفاني / إن لي خلف جريه جري زورق
أنت دربتني فجليت سبقا / إن مهراً دربته كيف يلحق
لم أكن خارجاً عن البحر خوفاً / إن تخف الأمواج فيّ فأغرق
غير أني ذكرت للخال عهداً / حين قد فك فكه وتمنطق
شاعر ظن والمظنة إثم / إن في نفسه شعور الفرزدق
واحد يملؤ الفراغ ولكن / هو ثان في العصر لابن المذلق
لو يناجي قارون لوث ازار / لسرى داؤه إليه فأملق
يا خليلي أرى ببردك نفساً / كبرت أن تداس ذلاً وتسحق
نفس حر واحسن الحسن فيها / انها من خزائن العز ترزق
عظمت همة فما العود منها / بسوى مزنة الحمية أورق
إن لبست الضيق الجديد قميصاً / طالما ضيق القميص لينشق
لا تخل إن ذا الغمام جهام / ربما خالف الجهام فاودق
فترقب رتق الغنى عنك حتى / يأذن اللَه في غناك فيفتق
طار صيت الرضا وللنجم حلق / وتعالى فقال يا حاسدي الحق
طاير الزور للحضيض هويا / لست تعلو بباطل طائر الحق
فجناح الجديد أثقل من أن / فيه وكر النسر السماوي يطرق
ولفكر الرضا معارج فضل / راح فيها لمجده يتسلق
فطنة غاضت النيازك حتى / طفقت في شرارها تتحرق
حسد البدر شعلة من ذكاها / فغدا يستسر منها ويمحق
يا جديد الاسلوب وهو حمياً / عفت من أجلها الشراب المعتق
رقصت حولها القلوب ارتياحاً / ولها الحفل في المحاشد صفق
عاطنيها يا عم أنقى وأصفى / من رحيق الطلى المصفى المصفق
ديباج خدك من بالحسن نمقه
ديباج خدك من بالحسن نمقه / وعاج نهدك من بالصدر حققه
وسيف طرفك من بالكحل أرهفه / ولدن عطفك من بالدل أورقه
يا مجتلي الخد مواجا برونقه / ماء الصبا لا عدمناه ورونقه
ماء الشباب عليه انساب جدوله / فما سقى زهره إلا وأغرقه
عم العوارض طوفان النعيم بها / لذاك أجرى عليها الخال زورقه
والصدع أومأ في كف الغريق إلى / نوتيه فدنا منه وأوثقه
حفت بحيرته في شعلتي قبس / لو يقبس البدر منه النور أحرقه
بي ناعس الطرف أغفى عن مواصلتي / وهدب طرفي بالجوزاء علقه
مغضي الجفون على غمض الخلي ولي / جفن ولوع الشجي الصب أرقه
ليس النطاق الذي أهوى موشحه / وانما هو قلبي قد تمنطقه
وليس ماء الصبا الجاري بوجنته / وانما هو دمعي حين رقرقه
ظبي ببارق أهلوه وملعبه / قلبي بحيث عليه الشوق أطبقه
تفدي نزول العذيب الطلق بارقه / عذيب مبسمه الصافي وابرقه
ان دنس الخمر راووق بتصفية / فريقه بلئالي الثغر روقه
شم مغرب الكوب من فيه فكوكبه / يبدي لعينيك من كفيه مشرقه
وشم عمود جبين الحسن منفلقاً / ففالق الصبح أعطى الحسن مفلقه
لو أنصف الأفق الأعلى لقرطه / جوزاءه وبنصف البدر طوقه
شقيق نعمان خديه غدا شققاً / بوجنتيه غداة اللثم شققه
مليك حسن فما أحلى مواكبه / إن ساق من زمر الغزلان فيلقه
إليك يا كبدي عن سهم مقلته / فقد براه لتعذيبي وفوقه
بي منه خوط لجين صيغ من ترف / فجل من في نضار الدل رققه
قارون ردفيه لم يسمح بثروته / لخصره فينيل اليسر مملقه
معبق الريط في ردع الخلوق شذاً / كأن نشر سليم العرض عبقه
بعرسه بارق الاقبال مؤتلق / فقل به اليوم ما أجلى تألقه
وكل ركب حباه المصطفى منناً / حداً بتهذيب رجع البشر أنيقه
الرافع البيت معموراً فوافده / يلقى النجاح به أني تطرقه
بيت على هضبات العز مرتفع / فاللَه شيده والمجد سردقه
للجود قد فتحت أبوابه كرماً / ورب باب فتى باللؤم أغلقه
رحب الندي ونادي غير منته / كمفحص الطير وقع الذل ضيقه
ان قيد العام ضرع الغيث في محل / فخصب جدواه بالمعروف أطلقه
أو جمع المال أقوام فهمته / إذا تجمع يوماً أن يفرقه
لو كان يملك ما في الأرض من ذهب / وقيل يا مصطفى غوثا لأنفقه
متوج باكليل مرصعة / تخيرت من مقر الفضل مفرقه
من ذا يباريه حر الفضل بارعه / أمسى الزمان له رقا فاعتقه
أريجك أم نشر المسرة يعبق
أريجك أم نشر المسرة يعبق / وثغرك أم برق المنى يتألق
وريقك أم بنت العناقيد زفها / لثغري ممشوق القوام مقرطق
يشعشعها والشهب خيلت سفائنا / تكاد بلجي الغياهب تغرق
يطوف بها في روضة ظلها الندى / ودبجها من وابل السحب مغدق
بحيث غصون البان ظل هزارها / عليها يغني والغدير يصفق
وأعلام مطلول الشقيق تنكرت / غداة اليها النرجس الغض يرمق
كساها الحيا برد الربيع مسانحا / بحافاتها حرب الجآذر يحدق
منازل ريعان الشباب يحيلها / جنان هوى أكمامها تتفتق
مسارح اسراب الجآذر والدمى / بها العيش غض والصبا الطلق ريق
يغازلني فيه أغن أتيلع / بوجنته ماء الصبا يترقرق
كأن كباها بين يانع زهرها / مليك به قد حف للزهر فيلق
كأن نسيم الورد في جنباتها / حثام لطيم فضه البحر معبق
كأن غصون البان تعطفها الصبا / نشاوى طلا من منزع الكأس تغبق
كأن عيون النرجس الغض غلمة / على الغنج أهداب المحاجر تطبق
من الريم خمري الرضاب وشاحه / وقلب معناه خفوق ومقلق
هو الغصن إلا أنه غير ذابل / هو البدر إلا أنه ليس يمحق
تلفع ديجور العقاص كأنه / هلال له داجي الغدائر مشرق
ولف على غصن اللجين قوامه / مآزر حسن بالجمال تنمق
أرى جنتي أضرم فيهما / نعيمها ناراً بها القلب يحرق
واخرس حجليه أصم فلم يكن / ليسمع إلا ما به الحلي تنطق
رمت بي اليه كل أرماء جانح / من اليعملات القب تحدي وتعبق
اجاذبها فضل الزمام كأنها / ظليم به وخد المسير محلق
فواصلته والنسر للغرب جانح / وطفل الدجى من فوده شاب مفرق
وأنشدته قولي المنضد درّه / أريجك أم نشر المسرة يعبق
صَبا لسنا برق الحمى المتألق
صَبا لسنا برق الحمى المتألق / بقلب متى يلمح له البرق يخفق
مشوق اذا اعتلّ المهبّ صحاله / وقابل ريّاه العبيق بمنشق
يحنُّ الى برق العذيب فؤآده / ويصبو لعبَّاق الصبا المترقرق
احباي بين السرحتين سقاكمُ / حياكلّ عرَّاص الشآبيب مغدق
نأيتم فلا وردي بصاف مذاقه / ورّيق عيشي بعدكم غير ريّق
وحطتم ظباكم في ظبا المقل التي / مضت فنباعنها غرار المذلق
ومستم بخرصان الوشيج قدودكم / فمزقتم الاكباد كل ممزق
رحلتم ولي في الركب عابق ريطه / يميل بغصنٍ بالشبيبة مورق
تلاعبه كف الدلال فينثني / تثني نشوان السلاف المعتق
من العرب خفاق الوشاح كأنَّما / توشحه كفُّ الصبا قلب شيق
تدفق مآء الحسن في وجناته / ومن خاله ماج الجمال بزورق
خليلي مالي وابن حالية الصبا / يضن بسلسال الرضاب المروَّق
اعاطيه كأس الوصل صافية الطلى / ويمنحني كأس الصدود المرّنق
اميلا رقاب العيس عن سرحة الحمى / وسوفا شذا نشر النسيم المخفق
حيث الاقاح الغض تصقله الصبا / وتعبث زهواً بالغدير المصفق
وحيث الحيا اهدى الى الروض وبله / غلالة نورٍ كالردآء المنمق
كأن الشقيق الرطب بين ربيعه المندى / مليك حف منه بفيلق
به افترَّ ثغر الاقحوان تبسما / وقال لاكباد الشقيق تشققي
وقد سحب الريحان فضل ذؤابة / يفوح شذاها باللطيم المعبَّق
سقاه الحيا من مربع كاس نشوتي / به ثغر ساقٍ بالهلال مطوق
لموع ثنايا الثغر لولا ابتسامه / لما ابتسم الشيب اللموع بمفرقي
غنىً لك عن صبوحك والغبوق
غنىً لك عن صبوحك والغبوق / بقرقف مقلة وسلاف ريق
تتوق الى الرحيق وتحتسيها / وفي شفتيك سلسال الرحيق
وتصبو للبروق مشعشعات / وثغرك منه شعشعة البروق
وتعبق فرعك الداجي خلوقاً / وعنك يضوع عبَّاق الخلوق
فلا تهصر وشيج قناً لحربي / فقدُّك قدَّ من اسلٍ وريق
ولا تستلّ صفحة مشرفي / فطرفك سلّ عن عضب ذليق
ولا تحرق فؤآدي بالتجني / فليس بهِ محلّ للحريق
رَقَقت سوالفا وقسوت قلبا / رعاك الله من قاسٍ رقيق
ترى دمعي فيضحك منك ثغرٌ / كما ضحك الاقاح من الشقيق
اخفَّاق الوشاح بأي حكمٍ / حكمت على فؤآدي بالخفوق
سقى حافات حيك للغوادي / حياً يهفو بدلاّحٍ دفوق
وروّح بالعقيق سروح سربٍ / نسيمٌ ضاع عن مسكٍ فتيق
اعق المجد وهو ابي اذا لم / اسل دمعي عقيقا بالعقيق
واهوي للحضيض الوهد أن لم / اكلف مرتقى الجوزآء نوقي
سأبعثها طلائح جانفاتٍ / تميل من العيف الى العنيقِ
مراسيلاً تسارع في خطاها / اذا ما آنسَت نار الفريق
لقد فتلت مرافقها الموامي / فلفَّ بها السرى أكم الطريقِ
فلو بلغ الفريق بناسراها / لأوقفنا على مغنى الرفيق
اثيث الجعد سلسله صباه / فدار بفرعه دور العذوق
يضوع الردع منه وليس يلقى / على وفراته ردع الخلوق
ويبدو البدر منه بليل جعدٍ / يعيد الشمس حالكة الشروق
ترقرق مآء وجنته معيناً / بروضٍ من محاسنه انيق
واجرى الخال زورقه عليه / فمدَّ له السناكفَّ الغريق
رأينا من لواحظه نشاوى / فقلنا يا لواحظه افيقي