المجموع : 5
دارُ النقابة ممدودٌ سرادقها
دارُ النقابة ممدودٌ سرادقها / ولامعٌ فوق صرح المجد بارقها
حيث الجلال مقيم في جوانبه / وحيث يبدو من العلياء شاهقها
تلقى الوفود به تترى مهنئة / يتلو أوائلها بالبشر لاحقها
يهنئون مهيباً سيداً نبهاً / أوصافه الغر قد طابت خلائقها
نجل النبيّ وصدّيق النبيّ ومن / له المغارس زاكيها وعابقها
من عنصر المجد من أرقى منازله / من دوحة الشرف الوضاح باسقها
بحر من العلم يحوي كل لؤلؤة / زهراء ينفق في الاسواق نافقها
حلم وعزم كأمواهٍ على شطب / من الحسام يروق العين رائقها
وهمةٌ قد أثارت شجو حاسدها / أدام حسادها للناس خالقها
يا ابن الذين اذا ما انشدوا غمروا / عفاتهم بهبات سال دافقها
قد سار ذكرك فافترَّت له عجبا / مغارب الشمس وازدانت مشارقها
لازلت تسمع فيك المدح ننشده / ما لاح كوكبها او ذرّ شارقها
لك الفصاحة لا قس يطاولها / ولا معدّ بن عدنانٍ يسامقها
وذي يمينك للاموال كارهةٌ / وذا فؤادك للعلياء عاشقها
عزيز مصر أدام اللَه دولته / ذو نظرة لا يفوت الرأي صادقها
يرعى البيوتات والاكفاءَ عن فكر / تجلّ عن فكر هارون دقائقها
أعطى لآل أبي بكر مناصبهم / فسر منهم قلوباً قرَّ خافقها
أغيرك بين القوم يرجى ويتقى
أغيرك بين القوم يرجى ويتقى / اذا جال أردى أو إذا جاد أغدقا
هنيئاً لك الفضل الذي شاع ذكره / فغرب في اقصى البلاد وشرقا
ولم أرض ان البدر يحكيك في العلى / وقد ضاء وهناً في الدجى وتألقا
بلغت مدى عبد الحميد بلاغة / وحسان تبياناً وسحبان منطقا
وطوقت جيد الدهر بالفضل فانثنى / يضارع في السجع الحمام المطوقا
يراع كحد السيف أو ناب ضيغم / جرى البأس في أنيابه وترقرقا
يميناً لانت المرء من بات أصله / عريقاً ومن بالفضل أصبح أعرقا
فان زعم المغرور انك لم تكن / قرين المعالي كان في الزعم أحمقا
تعرض عن جهل يؤمل مأربا / فراح ولم يبلغ مناه فأخفقا
صموتاً كأن الخزي جز لسانه / وقد كان منفوخ الغلاصم أشدقا
رآك اتخذت النجم للنعل موطئا / فأرعد شأن الحاسدين وأبرقا
وقلَّب كف الخاسرين تندما / كما قلَّبَ السهدُ المحب المؤرقا
فأرفده عفواً يملك النفس عنده / إذا صار من رق انتقامك معتقا
ملكت فجاج الحلم وهي رحيبة / فما كان سمُّ العفو عندك ضيقا
لأجعلُ من يبغون شأوك عبرة / واترك عرض الغادرين ممزقا
وما حارب الاعداء إلا فضيلة / لديك وصيتاً في المشارق حلقا
وكائن هجا الاعراب قبلك سيدا / سليلَ ملوك بالجلال ممنطقا
وكم زادهم معن بن زائدةٍ جدىً / وكان عليهم بحر حلم تدفقا
ولو أمعن الحساد فيك لما رأوا / سواك بعلياء أحق وأليقا
همُ طرقوا باباً من الحقد موصدا / وهم فتحوا باباً من الكيد مغلقا
وهم فوقوا سهماً وحسبك واقيا / إذا كان سهم اللَه فيهم مفوقا
فقل لهمُ قوموا إلى المجد نستبق / لننظر من يضحى إلى المجد اسبقا
فان عجزوا فانهض بعزمك نهضة / ترد لهم طرفاً من العجز مطرقا
ترفق عليهم كي نرى منك سيدا / أطبَّ بأدواء الوشاة وأرفقا
رزينا يغض الطرف عن هفواتهم / ويحنو برفق خالط الحلم والتقى
وقوراً إذا الاحلام خفوا لطيشهم / وثبتاً اذا ما حادث الدهر اقلقا
أخا المجد لا زالت عليك مهابة / تزيدك ما بين المحافل رونقا
فسر في طريق سرت فيها معفرا / جبيناً لمن يبغى مداك ومفرقا
ومثلك من يغضى على الذنب تاركا / عداه يخطون الحديث الملفقا
ولا زلت رغم الحاسدين محسدا / وجدك رغم الكاشحين موفقا
أجدك هل تصبيك الا قصيدة / اذا تليت كانت سلافا معتقا
اليك قواف في مديحك صغتها / يروق جريرا نظمها والفرزدقا
ومن كان في علياك ابلغ قائل / يكن شاعراً يوم التفاضل مفلقا
لك الله إسماعيل في كل موقف
لك الله إسماعيل في كل موقف / تمد به للمكرمات سرادقا
لانت الذي زكاه للناس ربه / وقال اذكروه انه كان صادقا
سهم الزمان الى الاديب مفوّق
سهم الزمان الى الاديب مفوّق / فالى متى وأنا المغيظ المحنق
قد نلت مكرمة الحياة بعزة / يجثو لديها الحاسد المتلهوق
هي مهجة قد أوشكت ترد الردى / من حزنها والنفس كادت تزهق
بادهر لا تصدع رجوتك في الحشا / صدعا على طول المدى لا يرتق
أبقى عليهم حيث هم يفنونني / والناس بعدي ان فنيت فلا بقوا
يا شعر ودعني فلست بناظم / شيأ يثير لي الهموم ويقلق
ما أنت الا محنة لذوي الحجى / وأسى وتسهيد ورزق ضيق
أبنات فكري طلقيني واعجبي / لأبيك وهو أبوك كيف يطلق
خير لكن الوأد من أني أرى / بيد الليالي عرضكن يمزق
لم تبق دار كي يجلس خلالها / لعلى ولا باب لمجد يطرق
شعراء وادى النيل جئت مؤدعا / لكمُ وما أنا من وداعي مشفق
مني السلام عليكم فتجمعوا / ما شئتمُ لا بد أن تتفرقوا
وتناشدوا عني مقالي واذكروا / مني أديباً شأوه لا يلحق
هذي هي الدنيا كما تبدو لكم / حِرمَ اللبيبُ وفاز فيها الأحمق
إيهاً محمد في جود ومكرمةٍ
إيهاً محمد في جود ومكرمةٍ / واربأ بكف تحاكى الصيّب الغدقا
جددت للمجد جلباباً كسيت به / وكان قبلك جلبابُ العلى خَلفا
فلا برحت أجلّ القوم قاطبةً / وانت أعظمهم يوم الندى خُلُقا
أطريت مجدك والعلياء شاهدة / في كل ما قلته اني امرؤٌ صدقا