المجموع : 10
قف شائماً ومض البروق
قف شائماً ومض البروق / بين المعرف والعقيق
يبدو لعينك آخذاً / بمجامع القلب العلوق
برقٌ تهزَّم ودقه / بدلوح منهمرٍ غدوق
يفتضُّ كاس ابن الغما / مة في الصبوح وفي الغبوق
يهو لسقي اراكة ال / علمين نافحة العروق
شوقي بربّك واعبقي / يا سرحة الحيين شوقي
ما انت الا ان ترّقي / يا اثيلة او تروقي
بسَقت فروعك فانثنت / متدِّليات في الطريق
آهاً على المرعى الخصيب / يروق والغصن الوريق
من لي بصرف نطاف ثغر / ك مازجا ريقاً بريق
بي فوق دعصك رخصة / خطرت بممشوق رشيق
واغنَّ راح يرقص الصد / غين ذا قرط خفوق
يلتفُّ بالورق الرطيب / يضوع بالمسك السحيق
يرمي الرياض بريبة / عن ناظرٍ مغفٍ مفيق
سقياً لأحداق المها / وحدائق الروض الانيق
واما ونصِّ نوافح / تستنُّ للبيت العتيق
ومعوَّذاتٍ ليس تح / فل بالعيافة والنعيق
وسواغبٍ في السير تختا / ر العنيق على العليق
مرّت تناقل كل ريح / ذات هبهبة حريق
لأشقَّ برد دجى الظلام / بكل عرجوف سحوق
ولأضربنَّ بقلَّصي / عن ذا الورى وذميل نوقي
حتى اشمّ ضحى خَياشمها / شذا المسك الفتيق
تلقاه ابلج يستهل / بفعمة الكرم الدفوق
متهلِّلا يفترّ عن / خلق تضمخ بالخلوق
فالطبع كالأرواح تن / فح عن مهبِّ صباً رقيق
والباس كالرمح الاصمِّ / الكعب والعضب الذليق
يلى الفريق مجمهرا / فيردُّ جمهرة الفريق
مه لا تقسه بغيره / اين الصهيل من النهيق
هيهات لست بمدركٍ / غايات منجرد سبوق
قصرت يداك وانما / قد طال بالباع اللبيق
ان تعشُ عين مبلَّد / فدكاه واضحة الشروق
والصبح ان حدر البراقعَ / عنه اسفر بالبريق
علمٌ يعبّ عبابه / بغوارب البحر العميق
خذ عنه صدق ادلَّةٍ / فهو الملقَّب بالصدوق
ودع المجاز وثق به / فهو الحقيقة بالوثوق
مشتقَّةٌ افعاله / عن مصدر المعنى الدقيق
يا ابن الاولى سبقت اوا / خرها الاوائل باللحوق
والضاربين قبابهم / للطارقين على الطريق
ما انت الا البدر شع / شع ظلمة الليل الغسوق
لا تتركنَّي عرضة ال / حدثان والخطب الطروق
اخنى فرنَّق مشرباً / بالامس صفِّق بالرّحيق
ان اعر من ورق الغنى / فأباي مرتبحي وسوقي
ولتلك شنشنة الأبي / وشان ذي الحسب العريق
والسيف انضر منظراً / في العين بالغمد العتيق
امسي اسير هوى العلى / ولربَّ مأسورٍ طليق
فأرش مهيض قوادم / لك لست عنها بالمطيق
والسهم لم يرَ مارقاً / حتى يريش للمروق
قف بالحمول وانشدنَّ السائقا
قف بالحمول وانشدنَّ السائقا / من حمَّل الأيانق الغرانقا
رعى بها رند الحمى ثم انبرى / ينبت يبرين بها شقائقا
الوى بها وما لوت على الطلى / الا الشعور عُقَّصاً بخانقا
تبسم عن لآلئٍ ولو تشأ / لوشَّحت بسمطها الترائقا
عققتها بيض طلى ما لم تكن / محمرَّة شفاها عقائقا
غلائظ الاكباد الا انَّها / جلت لنا عوارضاً رقائقا
رقَّت خدوداً وقست ضمائرا / فوسَّدت خدودنا المرافقا
اصحَّ من بيض النعام عرية / قد ثنِّيت اردافها نمارقا
قد عرقت لحمي معاً واعظمي / ولم تدع شيئاً يلاقي عارقا
وعاكفاتٍ كنَّس في بيع / قد بعت اسلامي بها البطارقا
ومشرئبٍّ للسحاب عنقاً / ابعد شيء قربه معانقا
قبضت من عارضه مخائلاً / لو قبض الا شلُّ خالا بارقا
غضّ على العفة لحظاً فاسقاً / ياما اعفّ منه لحظا فاسقا
انزّه اللحاظ في الحاظهِ / كأن في احداقهِ حدائقا
اتبعته السمع الطروب خلفه / اغنّ ان غنَّى سبى مخارقا
ما عنَّ لي مطارد الا وقد / اتعبت فيه شدقماً ولاحقا
ركبت فيه شقوتي فمن ترى / ينزل شيخاً قد صبا مراهقا
والمرء مجبولٌ على جبلَّة / لم تلقه الا لها موافقا
واهاً على العمر غدت ايامه / سوداً غداة بيَّض المفارقا
لم تبق في الخق سوى صبابة ال / أناء لا ترضي الأله الخالقا
والغدر للناس غدا سجيةً / من ترَ منهم ترَ خلّاً ماذقا
لم يبقَ الا محسن الحسن الذي / قد بثّ في الزوراء حسناً رائقا
حملت انفاس الصبا شوقاً له / يملأ افق الكرخ طيباً عابقا
ان تره فانفح به طبائعاً / وان تشأن فانفح به خلائقا
شربت من اخلاقه زجاجةً / شربتُها كاساً دهاقا دافقا
هو الصبوح والغبوق فابتدر / مزاجه ان صابحاً اوغابقا
اصبو له ولا اراه قد صبا / ولو صبا لاعتاد صبّاً وامقا
اشتاقه ولو غدا يشتاقني / لسحَّل الرقاع والمهارقا
لو صدق الخيال في طروقه / رضيت لو اهدى الخيال الطارقا
تلك خيالات تطوف بالفتى / زورا فلو يبعث زوراً صادقا
أَسلت لك العينين دمعاً مرقرقا
أَسلت لك العينين دمعاً مرقرقا / وَسمت لك الجنبين وجداً محرقا
خليليَّ مالي عنكما متحوّل / اذا لم تكونا لي رفيقين فارفقا
ابثُّكما عينا تلجلج دمعها / وقلباً متى نهنهته لجّ محنقا
ولم ار الا لي عقيق شفاهكم / عقيقا والا ابرق الثغر ابرقا
ووجداً كمشبوب الاوارين في الحشا / يخبّ اذا ما لاعج الحب اعنقا
فمن مبلغٌ عني الوكة شيِّق / حبيبا بمحتل السماوة شيَقا
فيا لا عدا ارض السماوة مرعدٌ / من الغيث يسقي ما حل الترب مبرقا
ازجّ لصحراء السماوة جسرة / علاة تجوب البيد هوجاء سوهقا
ترانيَ منها آخذاً بخطامها / كصلٍّ وثوب بالمخطَّم عُلِّقا
اذا ادلج الركب المغذ بليله / يقلِّب للركب المغلس حملقا
ولو لم اعلل في تأوب نوقه / زجرت له الاحشاء تخفق انيقا
اما وثنايا أن برقن لناظرٍ / توَّهمت أن البرق منها تألَّقا
ومصقول وردٍ في الخدود مكمَّم / به عبثت ريح الصبا فتفتَّقا
وسود جفون تقطر الخمر أن رنت / شربت بهنَّ الصرخديّ المروَّقا
تعوَّذت باسم اللَه حين يديرها / نوافث سحر لا تعوَّذ بالرقى
الا عاطني الكاس الدهاق بمقلةٍ / يطيب بها شربي صبوحاً ومغبقا
اعلّ بمرحوق بفيك كأنما / اعلّ بمغبوق من الكاس صفِّقا
شربت الطلا صرفاً قديماً وحادثا / واطيب ما احسو السلاف المعتَّقا
ويا بأبي افدي وامي وأسرتي / غزالاً رعى بالرمل ضالاً وزنبقا
هو البدر في اوج السما غير أنه / تطلَّع في ارض السماوة مشرقا
هو الصورة الحسنا التي لو تصوَّرت / لداود في محرابه لتعشَّقا
هو المسك طيباً والصبا غضوية / وزهرُ الربى غضّاً تعبَّق مونقا
لئن شتَّت الدهر المفرق جمعنا / فلن يجمعنَّ الدهر الا وفرّقا
أُخيَّ لقد طال البعاد الا اقتراب / تقاعست ام خلت السماوة جُلَّقا
ولو لم اكفكفه بكفيَ دائباً / تحدَّر فياض العزالين مغرقا
كأنّ اتصال الدمع في جريانه / على النحر خيل تقطع البيد سبَّقا
كأنّ العيون الطافيات بدمعها / زوارق كادت ان تعوم وتغرقا
كأنّ اللحاظ الطامحات سوانحاً / جوانح طيرٍ بالقوادم حلّقا
اذا رمتُ لي يوماً طريقا مخلِّصا / وجدتُ من البلوى طريقاً مُطرقا
اذا فاح ريعان الصبا بأريجه / نشقت الكبا والمندليَّ المعبَّقا
اراه مقيماً في الفؤاد وان نأى / فغرّب نأياً في البلاد وشرَّقا
يعفُّ له دون النطاق مفخمٌ / نبيلٌ وخصرٌ بالنحول تمنطقا
بدا وزنجيُّ صبغ الليل قد ابقا
بدا وزنجيُّ صبغ الليل قد ابقا / وابلق الصبح يطوي خلفه الشُققا
بدرٌ يشقُّ قميص الليل ابلجُهُ / وليس يرتق منه كلما فتقا
احفيته العتب حتى عاد من خجل / جبينه الصَّلت منه يرشح العَرَقا
اسارق اللحظ خالاً فوق وجنتهِ / لم ادر من اين قرص المسك قد سرقا
يا هل ترى جاء من دارين جالبُهُ / فكلما هبّ علويُّ الصَّبا عَبَقا
هل تلكم العين ربّ القين طابعُها / سبحان قدرةِ ربٍّ يطبع الحدقا
يا مُطمعي حيث لا حسٌّ ولا رمق / رضيت بالوهم لو ابقيت لي رمقا
لم يخطر الوهم مجتازاً على خلدي / الا وخالط عيناً تنظر الطرُقا
فرحتُ اتبع منه اسوداً غدِقا / لون الغراب وانحو ابيضاً يققا
طوراً اضل وطورا اهتدي فأنا / مازلت منه بنعمى مرّةً وشقا
أني شددت نطاق الحزم في قمرٍ / بدرٍ تُخيِّلَ بالجوزاء منتطقا
لم ادرِ أن لاح او أن فاح في حلل / هل لاحَ لي قمراً ام فاح لي خُلقا
الموهبُ الحجر الياقوت مُقترنا / والمذهبُ الذهب الابريز مفترقا
اذا تعرّض للمعروف يصنعه / حسبته عيلما او عارضا غدقا
انسان عين العلى هل تكشفنّ قذى / عين بادمعها انسانُها غرقا
لئن أساء رفيق فيك صُحبته / احسنت صحبة من قد ساء مرتفقا
لقد تلهَّب جمراً ذاكياً كلمي / حتى بعثتُ باشعاري لكم حُرَقا
اهدي اليك سلاماً كالنسيم صبا / ما لا عبت نسمات البان غصن نقا
وبعد اثني ثناءً كالعبير فشا / طيباً تعبَّق بالآفاق منتشقا
أخا القرب أني منك في القرب والنوى
أخا القرب أني منك في القرب والنوى / اصرح بالودّ القديم وتمذقُ
محضتك حبّاً لو تقابلني به / لأقبل من بغداد للحب فيلقُ
وجرّبت اخوان الزمان فلم اجد / صفيّاً اخا صدق يقول فيصدقُ
ايا صاح اهواء النفوس غرائزٌ / فمني الهوى خلق ومنك تخلقُ
كذاك هوى العشاق في دعوة الهوى / فبعضٌ لهم عشقٌ وبعض تعشقُ
تخلقت في خلق جديدٍ عهدتُه / قديماً هو الخمر الرحيق المعتقُ
واني على هجري اهجِّر ناشئاً / هل الركب من تلقاء دجلة يخفقُ
فلولاك ما حنّ الغريُّ لدجلةٍ / نزوعاً ولا اشتاقت لبغداد جُلَّق
أَعِدلي حديث الفرع منك مُطولاً / فما بعده الاَّ الحديثُ الملفَّقُ
وصف ليَ ذاك الاشنب الثغر واختصر / على خصرٍ منه فأنك مغرقُ
وعلمك اني لستُ اعرف عادة / يُعوِّدنيها طائش اللب احمقُ
لأنكرت حتى مجلس الدوح غدوة / وقد ضمَّنا ذاك الرواق المسردقُ
اذا الطير تشدو والنواعير هتَّفٌ / ودجلة تنزو والغصون تصفِّق
واذ نحن فيه محدقين جميعنا / نشاوى لنا فيه صبوحٌ ومغبق
واذ قرقف الشرب الندامى مدامةٌ / واذ قرقفي ذاك الرضاب المروّق
ويشرقني بالريق منك مقبَّلٌ / شهيٌّ بنسق اللؤلؤ الرطب ينسق
وزونجيّ خالٍ فوق ورديّ وجنةٍ / نصوعٌ بريا العنبر الورد يعبق
يروقك منه اتحميٌّ مسهمٌ / ترقُّ حواشيه وقرطٌ وقرطق
ومنصلتٌ خدٌّ واجيَدُ ناعمٌ / ومحلولكٌ جعدٌ وخصرٌ ممنطق
اذا همّ بالسلوان قلبي يردُّه / الى الكوخ قلبٌ لي هناك معلَّق
يهيم لُهام الجيش وجداً بحدّه / ولما يفق الاَّ وهامٌ مفلَّق
اقلِّب قلباً فيه للشوق طائف / وعينا بفيض الدمع تطفو وتغرق
واطبق اجفانا تُعلَّل بالكرى / لعل خيالا منك للعين يطرق
وحسبيَ لي قلبٌ عليك مولّه / ودمعٌ سكوب في الخدود مرقرق
اعرني حياة ان اردت سلامتي / والا فدع يقضي الحمام المفرق
لَبات على النار الخليل صليتها / وبات عليها يصطليها المحلَّق
ترفَّق بخلٍّ لم يخنك مغيبه / فأن الرفيق الخل بالخل يرفق
وهل يتَّقي سهمٌ لعين وحاجب / فتلك له تبري وذاك يفوِّق
اخا الحسن خذ منّي اليك فريدة / اذا انشدت في محفل الجمع يحنق
يجرُّ جريرٌ ذيلهُ معجباً بها / ويهتزُّ مرتاحاً اليها الفرزدقُ
لك الذهب الابريز في الشعر مذهب / لحوبٌ طريقاه اللجين المطرق
احبَّاي طال البُعد بيني وبينكم / دعوتكم والشوق يدعو الحقوا الحقوا
اناديكم والقلب معي بدائه / دفينا وهل قلب من الداء يفرقُ
على غصصٌ في الصدر لو حلّ وقعها / من الشيخ في راس الفتى شاب مفرق
لسوّفتموا لي القرب عنقاء مغرب / تزفّ على طول النوى وتحلِّقُ
اجنّ اذا ما الليل جنَّ كأنما / يقوم لكم في امِّ رأسي اولقُ
واغرى لكم والليل يكبو بأدهم / الى ان عدا من موكب الصبح ابلقُ
ذوى عود انسي او تعود لعهودكم / فيرجع عودي وهو ريَّان مورقُ
اليكم يحنُّ القلب ما ناح طائرٌ / على الألف او حنَّت الى الوردانيق
قد حُلَّ فيك من العراق وثاقُ
قد حُلَّ فيك من العراق وثاقُ / ولديك منه الأسر والاطلاق
ما الصدر يا قمر النديّ معشقٌ / بك وحده بل كلنا عشَّاقُ
ضربت بك الامثال في الدنيا وقد / ضربت بحدِّ حسامك الاعناق
لا تسرينَّ اليهم بسريّة / يكفيهم الارعاد والابراق
ما لاح شخصك في الوغى الَّا وقد / شخصت لك الابصار والاحداق
شوسٌ اليك عيونها لكنما / بقلوبها الاطراق والاخفاق
ولقد حللت عرى الطلى في معرك / قد شُدَّ فيه من الحروب نطاق
فاقمت ساق الحرب بعد عثارها / لولاك ما ثبتت لحربٍ ساق
وسعت بالرمح الاصمّ مسالكا / من حيث ضاقت في المجال خناق
فرددتها كلمى الصفاح دوامياً / مذ حجَّل الخيل الدّم المهراق
عنقت على عنق الطريق جوافلا / ينجو بها التوخيد والاعناق
زوّجت ابكار النفوس حمامها / ولهنَّ من ورقِ السيوف صداق
كم من مناقب حزت في ورق الظبى / لم تحصها الأقلام والأوراقُ
لو كانت الآفاق تسعى لامرئٍ / لسعت لك الاقطار والآفاقُ
الناس اصداف وفيها لؤلؤ / ولأنت ذاك اللؤلؤ البرَّاقُ
نزلوا بمنزول الفناء مرحب / بغنائه يترحَّل الاملاقُ
يجري على خلق تضوّع طيبه / فتضوَّعت من طيبه الاخلاقُ
عبقٍ تحركه الصبا بهبوبها / كالعود يظهر طيبه الاحراقُ
ان يسقنا السمّ النقيع فأنما / سمّ الاحبة في اللهى درياق
فكأن بارقة السيوف بعينه / قُبَلٌ ومشتبك الرماح عناقُ
في موكب فيه القلوب غليظة / والمرهفات البيض فيه رقاقُ
شأت الاماكن كلها عتباته / فلك الفخار على البلاد عراق
لا فرَّق الدهر المفرّق جمعنا / ان فرَّق الصحب الرفاق فراقُ
قد اطبَّاني رشأ مهفهفٌ
قد اطبَّاني رشأ مهفهفٌ / احوى الجفون اختشي برائقه
جفوته لا سالياً وهل ترى / يا زهرتي يجفو الندى شقائقه
عانقته من دون غزلان النقا / وقد قضى الحب بأن اعانقه
يرنو وما يرنو بغير فاترٍ / ذي حور يزجُّ لي رواشقه
هو الزمان اختشيه طارقاً / وهل فتى لا يختشي طوارقه
قضى عليَّ بالفراق برهة / ممشوق قد عزّ بأن افارقه
هاجت عليَّ بلابل الاشواق
هاجت عليَّ بلابل الاشواق / فجرى دماً دمعي من الآماق
غنَّى الحمام على الاراك مهيجاً / صبوات قلب الوالد المشتاقِ
هل شاقك ابن الطوق يوم تحملو ال / حي الحلال به ابنة الاطواقِ
حيَّت غوادي السحب حيّا منهم / بأجش منهمر الحيا دفَّاقِ
اخلصتهم محض الوداد وأن يكن / نقضوا غداة وداعهم ميثاقي
قد عرّضوا يوم النوى بفراقهم / يا ليتهم لا عرّضوا بفراقي
من لي بأهيف بارزٍ بشمائل / نجدية والطرز طرزعراق
ومخصر نطق الوشاح بخصره / واخرسَّ خلخالٌ له في الساق
فاذا نفى عنه النطاق حسبته / من ضمره متمنطقاً بنطاق
يقوى عليَّ بقادرٍ من لحظه / يا من يحلُّ من القدير وثاقي
باهت به القمر البهي رفاقُهُ / لا غرو لو باهيت فيه رفاقي
اقطعته القلب العلوق توّصلا / وهو التطوع بوصلة الاعلاق
هي دُميةُ المحراب في تمثالها / التمثيل به هي قبلة العشَّاق
يرنو على شوَسٍ اليَّ بمقلة / صنعت صنيع السيف في الاعناق
تنبو الصوارمُ في الوغى لكنَّما / هيهات ينبو صارم الاحداق
لِلّه احور من سقام جفونه / سقمي وريق شفاهه درياقي
ظمأي الى ذاك الغدير معسَّلا / يجري خلال اللؤلؤ البرّاق
يا حبذا بالسفح سالف ليلة / قضَّيتها بترّشف وعناق
رقى بك مجدٌ اقعد الصيد مرتقى
رقى بك مجدٌ اقعد الصيد مرتقى / فسدت ملوك الارض غرباً ومشرقا
ركزت بصدر الدهر رمحاً مثقَّفاً / وجرَّدت عضباً للزّمان مُذلقا
وما انت الا الليث عزماً ونجدة / وحزما واقداما وكفّاً ومفرقا
وهل يطرقُ الليث الهزبر بغابه / وان هو امسى في حمى البيت مطرقا
اذا اعتقل الرمح الرديني واستوى / على متن طرف يسبق الطرف معنقا
تكفل ارزاق القشاعم ظافراً / بمارقةٍ تقتاد للحرب فيلقا
اعدّ لها فضفاضة الحرب معلماً / على ظهر مفتول الأياطل ابلقا
اخو راحةٍ تستغرق الدهر نائلا / فلو لامست صخرا اصماً لأورقا
واين الغمام الجون من فيض جوده / وان جاد شؤبوب الغمائم مغدقا
وليس بمأمونٍ على بذل نفسه / اذا ما عنان البذل للوفد اطلقا
تجمَّع فيه الفضل والبذل خلقةً / وكم مدَّع بالفضل جهلا تخلّقا
خلعت عذاري والتجمل شيمتي / بحب ابن اشراف بصبري حلَّقا
يتيه على العاني بقدٍّ مهفهفٍ / وخدٍّ به ماء الشباب ترقرقا
اسرّح احداقي به فكأنه / حديقة روض فوقها الحسن احدقا
جلت لك محمرّ الشقيق كأنما / افاضت عليه من سنا الشمس رونقا
يقرّط اسماعي بنغمة صادح / ارقُّ واحلى من صدى الجرس منطقا
لقد رقَّ اعطافاً وراق شمائلا / فساغ به كاسي صبوحاً ومغبقا
واعجم غناني بصوت مركب
واعجم غناني بصوت مركب / من النار والماء النقاخ المروَّق
حشاشته جمر الغضا وزفيره / يطير شواظا عن لهيب محرق
وقد فكَّ شدقيه فعضَّ حمامة / تزق بنيها بالمدام المروق