القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 10
قف شائماً ومض البروق
قف شائماً ومض البروق / بين المعرف والعقيق
يبدو لعينك آخذاً / بمجامع القلب العلوق
برقٌ تهزَّم ودقه / بدلوح منهمرٍ غدوق
يفتضُّ كاس ابن الغما / مة في الصبوح وفي الغبوق
يهو لسقي اراكة ال / علمين نافحة العروق
شوقي بربّك واعبقي / يا سرحة الحيين شوقي
ما انت الا ان ترّقي / يا اثيلة او تروقي
بسَقت فروعك فانثنت / متدِّليات في الطريق
آهاً على المرعى الخصيب / يروق والغصن الوريق
من لي بصرف نطاف ثغر / ك مازجا ريقاً بريق
بي فوق دعصك رخصة / خطرت بممشوق رشيق
واغنَّ راح يرقص الصد / غين ذا قرط خفوق
يلتفُّ بالورق الرطيب / يضوع بالمسك السحيق
يرمي الرياض بريبة / عن ناظرٍ مغفٍ مفيق
سقياً لأحداق المها / وحدائق الروض الانيق
واما ونصِّ نوافح / تستنُّ للبيت العتيق
ومعوَّذاتٍ ليس تح / فل بالعيافة والنعيق
وسواغبٍ في السير تختا / ر العنيق على العليق
مرّت تناقل كل ريح / ذات هبهبة حريق
لأشقَّ برد دجى الظلام / بكل عرجوف سحوق
ولأضربنَّ بقلَّصي / عن ذا الورى وذميل نوقي
حتى اشمّ ضحى خَياشمها / شذا المسك الفتيق
تلقاه ابلج يستهل / بفعمة الكرم الدفوق
متهلِّلا يفترّ عن / خلق تضمخ بالخلوق
فالطبع كالأرواح تن / فح عن مهبِّ صباً رقيق
والباس كالرمح الاصمِّ / الكعب والعضب الذليق
يلى الفريق مجمهرا / فيردُّ جمهرة الفريق
مه لا تقسه بغيره / اين الصهيل من النهيق
هيهات لست بمدركٍ / غايات منجرد سبوق
قصرت يداك وانما / قد طال بالباع اللبيق
ان تعشُ عين مبلَّد / فدكاه واضحة الشروق
والصبح ان حدر البراقعَ / عنه اسفر بالبريق
علمٌ يعبّ عبابه / بغوارب البحر العميق
خذ عنه صدق ادلَّةٍ / فهو الملقَّب بالصدوق
ودع المجاز وثق به / فهو الحقيقة بالوثوق
مشتقَّةٌ افعاله / عن مصدر المعنى الدقيق
يا ابن الاولى سبقت اوا / خرها الاوائل باللحوق
والضاربين قبابهم / للطارقين على الطريق
ما انت الا البدر شع / شع ظلمة الليل الغسوق
لا تتركنَّي عرضة ال / حدثان والخطب الطروق
اخنى فرنَّق مشرباً / بالامس صفِّق بالرّحيق
ان اعر من ورق الغنى / فأباي مرتبحي وسوقي
ولتلك شنشنة الأبي / وشان ذي الحسب العريق
والسيف انضر منظراً / في العين بالغمد العتيق
امسي اسير هوى العلى / ولربَّ مأسورٍ طليق
فأرش مهيض قوادم / لك لست عنها بالمطيق
والسهم لم يرَ مارقاً / حتى يريش للمروق
قف بالحمول وانشدنَّ السائقا
قف بالحمول وانشدنَّ السائقا / من حمَّل الأيانق الغرانقا
رعى بها رند الحمى ثم انبرى / ينبت يبرين بها شقائقا
الوى بها وما لوت على الطلى / الا الشعور عُقَّصاً بخانقا
تبسم عن لآلئٍ ولو تشأ / لوشَّحت بسمطها الترائقا
عققتها بيض طلى ما لم تكن / محمرَّة شفاها عقائقا
غلائظ الاكباد الا انَّها / جلت لنا عوارضاً رقائقا
رقَّت خدوداً وقست ضمائرا / فوسَّدت خدودنا المرافقا
اصحَّ من بيض النعام عرية / قد ثنِّيت اردافها نمارقا
قد عرقت لحمي معاً واعظمي / ولم تدع شيئاً يلاقي عارقا
وعاكفاتٍ كنَّس في بيع / قد بعت اسلامي بها البطارقا
ومشرئبٍّ للسحاب عنقاً / ابعد شيء قربه معانقا
قبضت من عارضه مخائلاً / لو قبض الا شلُّ خالا بارقا
غضّ على العفة لحظاً فاسقاً / ياما اعفّ منه لحظا فاسقا
انزّه اللحاظ في الحاظهِ / كأن في احداقهِ حدائقا
اتبعته السمع الطروب خلفه / اغنّ ان غنَّى سبى مخارقا
ما عنَّ لي مطارد الا وقد / اتعبت فيه شدقماً ولاحقا
ركبت فيه شقوتي فمن ترى / ينزل شيخاً قد صبا مراهقا
والمرء مجبولٌ على جبلَّة / لم تلقه الا لها موافقا
واهاً على العمر غدت ايامه / سوداً غداة بيَّض المفارقا
لم تبق في الخق سوى صبابة ال / أناء لا ترضي الأله الخالقا
والغدر للناس غدا سجيةً / من ترَ منهم ترَ خلّاً ماذقا
لم يبقَ الا محسن الحسن الذي / قد بثّ في الزوراء حسناً رائقا
حملت انفاس الصبا شوقاً له / يملأ افق الكرخ طيباً عابقا
ان تره فانفح به طبائعاً / وان تشأن فانفح به خلائقا
شربت من اخلاقه زجاجةً / شربتُها كاساً دهاقا دافقا
هو الصبوح والغبوق فابتدر / مزاجه ان صابحاً اوغابقا
اصبو له ولا اراه قد صبا / ولو صبا لاعتاد صبّاً وامقا
اشتاقه ولو غدا يشتاقني / لسحَّل الرقاع والمهارقا
لو صدق الخيال في طروقه / رضيت لو اهدى الخيال الطارقا
تلك خيالات تطوف بالفتى / زورا فلو يبعث زوراً صادقا
أَسلت لك العينين دمعاً مرقرقا
أَسلت لك العينين دمعاً مرقرقا / وَسمت لك الجنبين وجداً محرقا
خليليَّ مالي عنكما متحوّل / اذا لم تكونا لي رفيقين فارفقا
ابثُّكما عينا تلجلج دمعها / وقلباً متى نهنهته لجّ محنقا
ولم ار الا لي عقيق شفاهكم / عقيقا والا ابرق الثغر ابرقا
ووجداً كمشبوب الاوارين في الحشا / يخبّ اذا ما لاعج الحب اعنقا
فمن مبلغٌ عني الوكة شيِّق / حبيبا بمحتل السماوة شيَقا
فيا لا عدا ارض السماوة مرعدٌ / من الغيث يسقي ما حل الترب مبرقا
ازجّ لصحراء السماوة جسرة / علاة تجوب البيد هوجاء سوهقا
ترانيَ منها آخذاً بخطامها / كصلٍّ وثوب بالمخطَّم عُلِّقا
اذا ادلج الركب المغذ بليله / يقلِّب للركب المغلس حملقا
ولو لم اعلل في تأوب نوقه / زجرت له الاحشاء تخفق انيقا
اما وثنايا أن برقن لناظرٍ / توَّهمت أن البرق منها تألَّقا
ومصقول وردٍ في الخدود مكمَّم / به عبثت ريح الصبا فتفتَّقا
وسود جفون تقطر الخمر أن رنت / شربت بهنَّ الصرخديّ المروَّقا
تعوَّذت باسم اللَه حين يديرها / نوافث سحر لا تعوَّذ بالرقى
الا عاطني الكاس الدهاق بمقلةٍ / يطيب بها شربي صبوحاً ومغبقا
اعلّ بمرحوق بفيك كأنما / اعلّ بمغبوق من الكاس صفِّقا
شربت الطلا صرفاً قديماً وحادثا / واطيب ما احسو السلاف المعتَّقا
ويا بأبي افدي وامي وأسرتي / غزالاً رعى بالرمل ضالاً وزنبقا
هو البدر في اوج السما غير أنه / تطلَّع في ارض السماوة مشرقا
هو الصورة الحسنا التي لو تصوَّرت / لداود في محرابه لتعشَّقا
هو المسك طيباً والصبا غضوية / وزهرُ الربى غضّاً تعبَّق مونقا
لئن شتَّت الدهر المفرق جمعنا / فلن يجمعنَّ الدهر الا وفرّقا
أُخيَّ لقد طال البعاد الا اقتراب / تقاعست ام خلت السماوة جُلَّقا
ولو لم اكفكفه بكفيَ دائباً / تحدَّر فياض العزالين مغرقا
كأنّ اتصال الدمع في جريانه / على النحر خيل تقطع البيد سبَّقا
كأنّ العيون الطافيات بدمعها / زوارق كادت ان تعوم وتغرقا
كأنّ اللحاظ الطامحات سوانحاً / جوانح طيرٍ بالقوادم حلّقا
اذا رمتُ لي يوماً طريقا مخلِّصا / وجدتُ من البلوى طريقاً مُطرقا
اذا فاح ريعان الصبا بأريجه / نشقت الكبا والمندليَّ المعبَّقا
اراه مقيماً في الفؤاد وان نأى / فغرّب نأياً في البلاد وشرَّقا
يعفُّ له دون النطاق مفخمٌ / نبيلٌ وخصرٌ بالنحول تمنطقا
بدا وزنجيُّ صبغ الليل قد ابقا
بدا وزنجيُّ صبغ الليل قد ابقا / وابلق الصبح يطوي خلفه الشُققا
بدرٌ يشقُّ قميص الليل ابلجُهُ / وليس يرتق منه كلما فتقا
احفيته العتب حتى عاد من خجل / جبينه الصَّلت منه يرشح العَرَقا
اسارق اللحظ خالاً فوق وجنتهِ / لم ادر من اين قرص المسك قد سرقا
يا هل ترى جاء من دارين جالبُهُ / فكلما هبّ علويُّ الصَّبا عَبَقا
هل تلكم العين ربّ القين طابعُها / سبحان قدرةِ ربٍّ يطبع الحدقا
يا مُطمعي حيث لا حسٌّ ولا رمق / رضيت بالوهم لو ابقيت لي رمقا
لم يخطر الوهم مجتازاً على خلدي / الا وخالط عيناً تنظر الطرُقا
فرحتُ اتبع منه اسوداً غدِقا / لون الغراب وانحو ابيضاً يققا
طوراً اضل وطورا اهتدي فأنا / مازلت منه بنعمى مرّةً وشقا
أني شددت نطاق الحزم في قمرٍ / بدرٍ تُخيِّلَ بالجوزاء منتطقا
لم ادرِ أن لاح او أن فاح في حلل / هل لاحَ لي قمراً ام فاح لي خُلقا
الموهبُ الحجر الياقوت مُقترنا / والمذهبُ الذهب الابريز مفترقا
اذا تعرّض للمعروف يصنعه / حسبته عيلما او عارضا غدقا
انسان عين العلى هل تكشفنّ قذى / عين بادمعها انسانُها غرقا
لئن أساء رفيق فيك صُحبته / احسنت صحبة من قد ساء مرتفقا
لقد تلهَّب جمراً ذاكياً كلمي / حتى بعثتُ باشعاري لكم حُرَقا
اهدي اليك سلاماً كالنسيم صبا / ما لا عبت نسمات البان غصن نقا
وبعد اثني ثناءً كالعبير فشا / طيباً تعبَّق بالآفاق منتشقا
أخا القرب أني منك في القرب والنوى
أخا القرب أني منك في القرب والنوى / اصرح بالودّ القديم وتمذقُ
محضتك حبّاً لو تقابلني به / لأقبل من بغداد للحب فيلقُ
وجرّبت اخوان الزمان فلم اجد / صفيّاً اخا صدق يقول فيصدقُ
ايا صاح اهواء النفوس غرائزٌ / فمني الهوى خلق ومنك تخلقُ
كذاك هوى العشاق في دعوة الهوى / فبعضٌ لهم عشقٌ وبعض تعشقُ
تخلقت في خلق جديدٍ عهدتُه / قديماً هو الخمر الرحيق المعتقُ
واني على هجري اهجِّر ناشئاً / هل الركب من تلقاء دجلة يخفقُ
فلولاك ما حنّ الغريُّ لدجلةٍ / نزوعاً ولا اشتاقت لبغداد جُلَّق
أَعِدلي حديث الفرع منك مُطولاً / فما بعده الاَّ الحديثُ الملفَّقُ
وصف ليَ ذاك الاشنب الثغر واختصر / على خصرٍ منه فأنك مغرقُ
وعلمك اني لستُ اعرف عادة / يُعوِّدنيها طائش اللب احمقُ
لأنكرت حتى مجلس الدوح غدوة / وقد ضمَّنا ذاك الرواق المسردقُ
اذا الطير تشدو والنواعير هتَّفٌ / ودجلة تنزو والغصون تصفِّق
واذ نحن فيه محدقين جميعنا / نشاوى لنا فيه صبوحٌ ومغبق
واذ قرقف الشرب الندامى مدامةٌ / واذ قرقفي ذاك الرضاب المروّق
ويشرقني بالريق منك مقبَّلٌ / شهيٌّ بنسق اللؤلؤ الرطب ينسق
وزونجيّ خالٍ فوق ورديّ وجنةٍ / نصوعٌ بريا العنبر الورد يعبق
يروقك منه اتحميٌّ مسهمٌ / ترقُّ حواشيه وقرطٌ وقرطق
ومنصلتٌ خدٌّ واجيَدُ ناعمٌ / ومحلولكٌ جعدٌ وخصرٌ ممنطق
اذا همّ بالسلوان قلبي يردُّه / الى الكوخ قلبٌ لي هناك معلَّق
يهيم لُهام الجيش وجداً بحدّه / ولما يفق الاَّ وهامٌ مفلَّق
اقلِّب قلباً فيه للشوق طائف / وعينا بفيض الدمع تطفو وتغرق
واطبق اجفانا تُعلَّل بالكرى / لعل خيالا منك للعين يطرق
وحسبيَ لي قلبٌ عليك مولّه / ودمعٌ سكوب في الخدود مرقرق
اعرني حياة ان اردت سلامتي / والا فدع يقضي الحمام المفرق
لَبات على النار الخليل صليتها / وبات عليها يصطليها المحلَّق
ترفَّق بخلٍّ لم يخنك مغيبه / فأن الرفيق الخل بالخل يرفق
وهل يتَّقي سهمٌ لعين وحاجب / فتلك له تبري وذاك يفوِّق
اخا الحسن خذ منّي اليك فريدة / اذا انشدت في محفل الجمع يحنق
يجرُّ جريرٌ ذيلهُ معجباً بها / ويهتزُّ مرتاحاً اليها الفرزدقُ
لك الذهب الابريز في الشعر مذهب / لحوبٌ طريقاه اللجين المطرق
احبَّاي طال البُعد بيني وبينكم / دعوتكم والشوق يدعو الحقوا الحقوا
اناديكم والقلب معي بدائه / دفينا وهل قلب من الداء يفرقُ
على غصصٌ في الصدر لو حلّ وقعها / من الشيخ في راس الفتى شاب مفرق
لسوّفتموا لي القرب عنقاء مغرب / تزفّ على طول النوى وتحلِّقُ
اجنّ اذا ما الليل جنَّ كأنما / يقوم لكم في امِّ رأسي اولقُ
واغرى لكم والليل يكبو بأدهم / الى ان عدا من موكب الصبح ابلقُ
ذوى عود انسي او تعود لعهودكم / فيرجع عودي وهو ريَّان مورقُ
اليكم يحنُّ القلب ما ناح طائرٌ / على الألف او حنَّت الى الوردانيق
قد حُلَّ فيك من العراق وثاقُ
قد حُلَّ فيك من العراق وثاقُ / ولديك منه الأسر والاطلاق
ما الصدر يا قمر النديّ معشقٌ / بك وحده بل كلنا عشَّاقُ
ضربت بك الامثال في الدنيا وقد / ضربت بحدِّ حسامك الاعناق
لا تسرينَّ اليهم بسريّة / يكفيهم الارعاد والابراق
ما لاح شخصك في الوغى الَّا وقد / شخصت لك الابصار والاحداق
شوسٌ اليك عيونها لكنما / بقلوبها الاطراق والاخفاق
ولقد حللت عرى الطلى في معرك / قد شُدَّ فيه من الحروب نطاق
فاقمت ساق الحرب بعد عثارها / لولاك ما ثبتت لحربٍ ساق
وسعت بالرمح الاصمّ مسالكا / من حيث ضاقت في المجال خناق
فرددتها كلمى الصفاح دوامياً / مذ حجَّل الخيل الدّم المهراق
عنقت على عنق الطريق جوافلا / ينجو بها التوخيد والاعناق
زوّجت ابكار النفوس حمامها / ولهنَّ من ورقِ السيوف صداق
كم من مناقب حزت في ورق الظبى / لم تحصها الأقلام والأوراقُ
لو كانت الآفاق تسعى لامرئٍ / لسعت لك الاقطار والآفاقُ
الناس اصداف وفيها لؤلؤ / ولأنت ذاك اللؤلؤ البرَّاقُ
نزلوا بمنزول الفناء مرحب / بغنائه يترحَّل الاملاقُ
يجري على خلق تضوّع طيبه / فتضوَّعت من طيبه الاخلاقُ
عبقٍ تحركه الصبا بهبوبها / كالعود يظهر طيبه الاحراقُ
ان يسقنا السمّ النقيع فأنما / سمّ الاحبة في اللهى درياق
فكأن بارقة السيوف بعينه / قُبَلٌ ومشتبك الرماح عناقُ
في موكب فيه القلوب غليظة / والمرهفات البيض فيه رقاقُ
شأت الاماكن كلها عتباته / فلك الفخار على البلاد عراق
لا فرَّق الدهر المفرّق جمعنا / ان فرَّق الصحب الرفاق فراقُ
قد اطبَّاني رشأ مهفهفٌ
قد اطبَّاني رشأ مهفهفٌ / احوى الجفون اختشي برائقه
جفوته لا سالياً وهل ترى / يا زهرتي يجفو الندى شقائقه
عانقته من دون غزلان النقا / وقد قضى الحب بأن اعانقه
يرنو وما يرنو بغير فاترٍ / ذي حور يزجُّ لي رواشقه
هو الزمان اختشيه طارقاً / وهل فتى لا يختشي طوارقه
قضى عليَّ بالفراق برهة / ممشوق قد عزّ بأن افارقه
هاجت عليَّ بلابل الاشواق
هاجت عليَّ بلابل الاشواق / فجرى دماً دمعي من الآماق
غنَّى الحمام على الاراك مهيجاً / صبوات قلب الوالد المشتاقِ
هل شاقك ابن الطوق يوم تحملو ال / حي الحلال به ابنة الاطواقِ
حيَّت غوادي السحب حيّا منهم / بأجش منهمر الحيا دفَّاقِ
اخلصتهم محض الوداد وأن يكن / نقضوا غداة وداعهم ميثاقي
قد عرّضوا يوم النوى بفراقهم / يا ليتهم لا عرّضوا بفراقي
من لي بأهيف بارزٍ بشمائل / نجدية والطرز طرزعراق
ومخصر نطق الوشاح بخصره / واخرسَّ خلخالٌ له في الساق
فاذا نفى عنه النطاق حسبته / من ضمره متمنطقاً بنطاق
يقوى عليَّ بقادرٍ من لحظه / يا من يحلُّ من القدير وثاقي
باهت به القمر البهي رفاقُهُ / لا غرو لو باهيت فيه رفاقي
اقطعته القلب العلوق توّصلا / وهو التطوع بوصلة الاعلاق
هي دُميةُ المحراب في تمثالها / التمثيل به هي قبلة العشَّاق
يرنو على شوَسٍ اليَّ بمقلة / صنعت صنيع السيف في الاعناق
تنبو الصوارمُ في الوغى لكنَّما / هيهات ينبو صارم الاحداق
لِلّه احور من سقام جفونه / سقمي وريق شفاهه درياقي
ظمأي الى ذاك الغدير معسَّلا / يجري خلال اللؤلؤ البرّاق
يا حبذا بالسفح سالف ليلة / قضَّيتها بترّشف وعناق
رقى بك مجدٌ اقعد الصيد مرتقى
رقى بك مجدٌ اقعد الصيد مرتقى / فسدت ملوك الارض غرباً ومشرقا
ركزت بصدر الدهر رمحاً مثقَّفاً / وجرَّدت عضباً للزّمان مُذلقا
وما انت الا الليث عزماً ونجدة / وحزما واقداما وكفّاً ومفرقا
وهل يطرقُ الليث الهزبر بغابه / وان هو امسى في حمى البيت مطرقا
اذا اعتقل الرمح الرديني واستوى / على متن طرف يسبق الطرف معنقا
تكفل ارزاق القشاعم ظافراً / بمارقةٍ تقتاد للحرب فيلقا
اعدّ لها فضفاضة الحرب معلماً / على ظهر مفتول الأياطل ابلقا
اخو راحةٍ تستغرق الدهر نائلا / فلو لامست صخرا اصماً لأورقا
واين الغمام الجون من فيض جوده / وان جاد شؤبوب الغمائم مغدقا
وليس بمأمونٍ على بذل نفسه / اذا ما عنان البذل للوفد اطلقا
تجمَّع فيه الفضل والبذل خلقةً / وكم مدَّع بالفضل جهلا تخلّقا
خلعت عذاري والتجمل شيمتي / بحب ابن اشراف بصبري حلَّقا
يتيه على العاني بقدٍّ مهفهفٍ / وخدٍّ به ماء الشباب ترقرقا
اسرّح احداقي به فكأنه / حديقة روض فوقها الحسن احدقا
جلت لك محمرّ الشقيق كأنما / افاضت عليه من سنا الشمس رونقا
يقرّط اسماعي بنغمة صادح / ارقُّ واحلى من صدى الجرس منطقا
لقد رقَّ اعطافاً وراق شمائلا / فساغ به كاسي صبوحاً ومغبقا
واعجم غناني بصوت مركب
واعجم غناني بصوت مركب / من النار والماء النقاخ المروَّق
حشاشته جمر الغضا وزفيره / يطير شواظا عن لهيب محرق
وقد فكَّ شدقيه فعضَّ حمامة / تزق بنيها بالمدام المروق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025