المجموع : 7
أما في بَياضِ الشَّيبِ حِلْمٌ لأَحمَقِ
أما في بَياضِ الشَّيبِ حِلْمٌ لأَحمَقِ / بِهِ يَتَلافى مِن لَياليهِ ما بَقي
وما بِالأُلى بانوا نَذيرٌ لسامِعٍ / فَإِنَّ مُناديهم يُنادي الحَقِ الحَقِ
وإِنَّ امْرَأً سِرْنَ اللَّيالي بِظَعْنِهِ / لأَسْرَعُ ممَّنْ سارَ مِنْ فَوق أَينُقِ
وسِيّانَ عِندَ المَوتِ مَن كان مُصْحِراً / ومَنْ كانَ مِن خَلفِ الخِباءِ المُسَرْدَقِ
وهَلْ تُؤْمَنُ الدُّنيا التي هِيَ أَنزلَتْ / سُليمانَ مِن فَوقِ البِناءِ المُحَلَّقِ
وَلا سَدَّ فيها السَّدُّ عَمَّنْ أَقامَهُ / طَريقَ الرَّدى يَوماً ولا ردَّ ما لَقي
وَأَعْظَمُ ما يُلْقى مِنَ الدَّهرِ فادِحٌ / رَمى شَملَ آلِ المُصْطَفى بالتَّفَرُّقِ
فَمِن بَينِ مَسمومٍ وَبينِ مُشَرَّدٍ / وبينِ قَتيلٍ بالدِّماءِ مُخَلَّقِ
غَداةَ بَني عَبدِ المنافِ أُنوفُهُمْ / أَبَتْ أَنْ يُسافَ الضَّيمُ مِنها بمَنْشَقِ
سَرَتْ لم تُنكِّبْ عَنْ طَريقٍ لِغَيرِهِ / حِذارَ العِدى بَلْ بِالطَّريقِ المُطَرَّقِ
ولا دَخَلَتْ تَحتَ الذِّمامِ ولا اتَّقَتْ / بِغَيرِ القَنا أَعْداءَها يَومَ تَتَّقي
إِلى أَنْ أَتَتْ أَرضَ الطُّفوفِ فَخَيَّمتْ / بِأَعْلى سَنامٍ للعَلاءِ وَمَفْرِقِ
وَأَخْلَفَها مَن قَدْ دَعاها فَلَمْ تَجِدْ / سِوى السَّيفِ مهما يُعْطِها الوَعْدَ يَصْدُقِ
فمالَتْ إِلى أَرْماحِها وَسُيوفِها / وَأَكْرِمْ بِها أَنصارَ صِدْقٍ وأَخلِقِ
تَعاطتْ عَلى الجُرْدِ العِتاقِ دَمَ الطِّلا / ولا كَمُعاطاةِ المُدامِ المُعَتَّقِ
فما بَرِحَتْ تَلْقى الحَديدِ بِمِثْلِهِ / قُلوباً فَتَثْني فَيْلَقاً فَوقَ فَيْلَقِ
إِلى أَنْ تَكَسَّرْنَ العَواسِلُ والظُّبا / وَمُزِّقَتِ الأَدْراعِ كُلَّ مُمَزَّقِ
وَتاقَتْ إِلى لُقْيا الإِلهِ نُفوسُها / فَفارَقْنَ مِنْها كُلَّ جِسْمٍ مُفَرَّقِ
وَما فارَقَتْ أَيمانَها بِيضُ قُضْبِها / وَما سَقَطَتْ إِلّا بِكَفٍّ وَمِرْفَقِ
وَما رَبِحَتْ مِنْها العِدى بَعدَ قَتْلِها / مِن السَّلبِ إِلا بِالدِّلاصِ المُخَرَّقِ
أَلا مُتْهِمٌ يَنْحُو المَدينةَ مُسرِعاً / لِيوصِلَها عَنّي رِسالَةَ مُعْرِقِ
إِذا حَلَّ مِنْها مَهْبِطَ الوَحْيِ فَلْيُنِخْ / وَيُعْوِلْ كَإِعْوالِ الوَلودِ المُطَرِّقِ
أَهاشِمُ هُبّي لِلْكِفاحِ فَلَمْ أَخَلْ / على الضَّيْمِ يَوْماً أَنْ تَقَرّي وَتُخْفِقي
فَإِنَّ دَمَ الأَنْجابِ مِنْ آلِ غالِبٍ / أُريقَ عَلى كَفِّ ابنِ ضَبْعٍ مُلَفَّقِ
فَلَيْسَ بِمُجْدٍ بَعدَ غَبنِكِ فيهِمُ / بِأَنْ تَقْرَعي سِنًّا عَليهِمْ وَتَصْفِقي
مَضى مَنْ قُصَيٍّ مَن غَدَتْ لِمُضِيِّهِ / كَوَجهِ قَصِيرٍ شانَهُ جَدْعُ مَنْشَقِ
وَكَمْ مِن صَبِيٍّ لمْ يَشِبَّ تَرَفُّعًا / عَنِ الطَّوقِ ذي جِيدٍ بِسَيفٍ مُطَوَّقِ
وَطِفْلٍ عَلى الغَبْراءِ تَنظُرُ وَجْهَهُ / كَشِقَّةِ بَدْرٍ بالثُّرَيّا مُقَرْطَقِ
أَذاقُوهُمُ حَرَّ الحَديدِ عَواطِشاً / وَمِنْ عَذْبِ ماءٍ قَطْرَةً لم تَذَوَّقِ
لَوَ انَّ رَسولَ اللهِ يُرْسِلُ نَظْرَةً / لَرُدَّتْ إِلى إِنْسانِ عَينٍ مَؤَرَّقِ
وَهانَ عَليهِ يَومُ حَمْزَةَ عَمِّهِ / بِيومِ حُسَينٍ وَهْوَ أَعْظَمُ ما لَقي
وَنالَ شَجًا مِنْ زَيْنَبٍ لمْ يَنَلْهُ مِنْ / صَفِيَّةَ إِذْ جاءَتْ بِدَمْعٍ مُدَفَّقِ
فَكَمْ بَينَ مَنْ لِلْخِدْرِ عادَتْ كَريمَةً / وَمَنْ سَيَّروها في السَّبايا لِجِلَّقِ
وَلَيْتَ الذي أَحْنى عَلى وُلْدِ جَعْفَرٍ / بِرِقَّةِ أَحْشاءٍ وَدَمْعٍ مَرَقْرَقِ
رَأى بَيْنِ أَيْدي القَوْمِ أَيْتامَ سِبْطِهِ / سَبايا تَهادى مِنْ شَقِيٍّ إِلى شَقي
وَرَيّانَةِ الأَجْفانِ حَرّانَةِ الحَشا / فَفي مُحْرِقٍ قامَتْ تَنوحُ وَمُغْرِقِ
فَلا حَرُّ أَحشاها مُجَفِّفُ دَمْعِها / وَلا الدَّمعُ ماضٍ عَن حشاها بمحرق
فَقُلْ لِلنُّجومِ المُشرِقاتِ أَلا اغرُبي / وَلا تَرْغَبي بَعدَ الحُسَينِ بِمَشْرِقِ
فَقَدْ غابَ مِنها في ثَرى القَبْرِ نَيِّرٌ / مَتى هِيَ تَستَقْبِلْ مُحَيّاه تُشْرِقِ
وَقُلْ لِلبِحارِ الزّاخِراتِ أَلا انضُبي / مَضى مَن نَداه مَدَّها بِالتَّدَفُّقِ
وشاعر ملأ الأوراق قافيةً
وشاعر ملأ الأوراق قافيةً / ويحسب الشعر في تسويد أوراق
وظل يزري على شعري لقلته / وتلك لسعة جهلٍ ما لها راقي
أما رأى لا رأى جم الكواكب لا / تغني عن البدر في أهداء إشراق
ولو رىني بعين من قذى حسدٍ / باتت خلية أجفان وأماق
لقال لي وبديع القول يشهد لي / بمذود ببليغ النظم نطاق
أخرست أخرس بغداد وناطقها / وما تركت لباقي الشعر من باقي
زرنا أمير المؤمنين وفوقنا
زرنا أمير المؤمنين وفوقنا / عبء من الأرزاء ليس يطاق
حتى إذا جئنا رفيع جنابه / سقطت كما تتساقط الأوراق
الطرف يزعم لولا القلب ما رمقا
الطرف يزعم لولا القلب ما رمقا / والقلب يزعم لولا الطرف ما عشقا
هذا يطالب في لب له احترقا / وذا يطالب في دمع له اندفقا
ما بين هذا وهذا قد وهى جلدي / من ادعى وهما بالقول ما اتفقا
تفرس من عيني أني عاشقه
تفرس من عيني أني عاشقه / غداة خفيات اللحاظ أسارقه
وزاد يقيناً حين فاضت مدامعي / كما في ضياء الصبح يداد رامقه
وكيف اكتتام السر في قلب عاشقٍ / إذا ما بدت في مقلتيه حقائقه
ولي مدمع لا سر للقلب عنده / إذا ما اختفى أبداه للناس دافقه
كمثل الحيا يحيى النبات بصوبه / فتخر من تحت التراب حدائقه
فيا حبذا وادي العقيق وحبذا / نسيم صبا يحيي برياه ناشقه
يا ابنة العامري هل للمشوق
يا ابنة العامري هل للمشوق / رشفةً من طلا لماك الرحيق
رب قومٍ تغبقوا بابنة الكر / م ما عدا مسكر لنا في الريق
وهب يا وهب هل رأيت بلاءاً / كبلاء العشاق بالمعشوق
أم رأيت الغريق يشكر جهداً / للورى لوعة الرميض الحريق
من عذيري بذات حسن هواها / في الحشى منز الدما في العروق
ما حسبت العذيب قبل ارتشافي / ثغرها بين بارق والعقيق
لا ولا قبل وجهها شمت شمساً / تتجلى من فوق غصن وريق
كلما قلت جار قومك فينا / قالت العذل شأنهم للرفيق
أي عدلٍ وقد أخذتم فؤاداً / ما آذنتم لجسمه باللحوق
أنا لو لم يبت فؤادي أسيراً / ما لقيت الورى بدمع طليق
أقول لقلبي والحسان كثيرةٌ
أقول لقلبي والحسان كثيرةٌ / إلا كل حسنٍ تنظر العين تعشق
فقال ألا خلي ملامي في الهوى / وكم مقلةٌ قبلي إليهن ترمق
لحاظك قد أوردت بجبنبيك جذوةً / فها أنا في نار اللواحظ أحرق