المجموع : 5
داعي النغمات حلقة الشوق طرق
داعي النغمات حلقة الشوق طرق / وهنا فأجابته شجون وحرق
لو أسمع صخرة لخرت طربا / من نغمته فكيف قطن وخرق
لقد فَتَنَتْني فرنجيّة
لقد فَتَنَتْني فرنجيّة / نسيمُ العبير بها يَعْبَقُ
ففي ثوبها غُصُن ناعمٌ / وفي تاجها قمرٌ مُشْرِقُ
وإِن تك في عينها زُرْقة / فإِنّ سِنان القنا أَزرق
رنا وكأَنّ البابليّ المصفَقا
رنا وكأَنّ البابليّ المصفَقا / ترقرق في جفنيْه صِرْفاً مُعَتَّقا
وردّ يداً عن ذي حَباب مُرَنَّق / وحيّا به مِنْ وَجنتيْه مُرَوَّقا
وبات وشمسُ الكأْس في غسق الدجى / تقابل منه البدرَ في بانة النَّقا
ولي عبرات تستهلُّ صَبابةً / عليه إِذا برق الغمام تأَلّقا
أَلفت الهوى حتى حلت لي صروفهُ / وربّ نعيم كان جالبَه شقا
أَلذّ بما أَشكوه من أَلم الجَوى / وأَفْرَق إِنْ قلبي من الوجد أَفرقا
وأَذهل حتى أَحسب الصَدَّ والنوى / بمُعْتَرَك الذكرى وِصالاً ومُلْتقى
فها أَنا ذو حالين أَمّا تلدّدي / فحيٌّ وأَمّا سَلوتي فلكَ البقا
أَوْطَنَ القلبَ من هواكم فريقُ
أَوْطَنَ القلبَ من هواكم فريقُ / ما لِصَرْفِ النَّوى عليه طريقُ
كلّما امتدّ بيننا أَمَدُ البيْن / تَدانى هواكُمُ المَوْموقُ
طولُ عهدي بكم يضاعِفُ وَجْدي / وكذا يفعلُ الشّرابُ العتيق
حَجَبَ الدّمعُ مقلتي فعداها / أَن ترى ما يروقُها ما تُريقُ
وأَرى البُعْدَ في الصَّبابة كالقُرْ / بِ فقلبي على الزّمان مَشُوقُ
ولآلي دُموعِ عيني طوافٍ / فلماذا غَوّصُهُنّ غريق
لا يُرَعْ في يد الفِراق زَمانٌ / مرَّ لي مِنْ وِصالِكم مَسْروق
حيثُ غُصنُ الشبابِ غضٌّ وَرِيقُ / وتَحايا المُدام عَضٌّ وَرِيقُ
وغَرامي لا يَستدِلُّ به الط / يْفُ ولا تهتدي إِليه البُروق
والليالي مثلُ الغواني إِذا / أَسفرن لم تدر أَيُّها المعشوق
في زمانٍ تضاعَفَتْ لعميدِ / المُلك في ظلّه عليَّ الحقوق
لو شهِدْتُم صَبابتي لعلمتُمْ / أَنّ قلبي بحبّكم مَعْذوقُ
أَو وقفتم على غُلُوّيَ فيكم / قام لي عندكم بذلك سوق
رابني بَعْدَكم زماني فلا / الأَيامُ بيضٌ ولا الربيعُ أَنيقُ
ورأَيتُ الرَّحيقَ يجلُبُ همّي / أَفحالت عن السُّرور الرحيق
أَسلمتْني إِلى الأَسى فهي في الكأْ / سِ رَحيقٌ وفي فؤادي حريق
وبَلَوْتُ الورى قياساً إِليكم / فاستمرت على قياسي فُروق
وتصفَّحْتُ بَعْدَكم شِيَمَ النّا / سِ وفيها الصَّريحُ والمَمْذُوق
يَعِدُ الدّهر باللّقاء فيُسْليني / ويَرْوي أَخبارَكم فَيَشُوق
سانحاتٍ يكاد يتّهم السمعَ / عليها قلبٌ عليكم شَفيقُ
ويُعاطينيَ الغرام أَفاويق / هواكم فما أَكاد أُفيق
غير أَني أَهيم شوْقاً إِذا / هَبَّ نسيمٌ بنَشْركم مَفْتوق
قد ملكتُمْ قلبي وسرَّحتُمُ / جسمي فواهاً أَنا الأَسيرُ الطليق
أَرى الصوارم في الأَلحاظ تُمْتَشَق
أَرى الصوارم في الأَلحاظ تُمْتَشَق / متى استحالت سُيوفاً هذه الحَدَقُ
واويلتا من عيون قلّما رمقتْ / إِلاّ انثنت عن قتيلٍ ما به رمق
يا صاح دعني وما أنكرتَ من ولهي / بان الفريقُ فقلبي بعدهم فرق
أما ترى أَيَّ ليثٍ صاده رشأٌ / وأَيَّ خِرْقٍ دهاه شادنٌ خَرِق
في معركٍ لذوات الدَّلِّ لو شرِقت / بحرِّه أَنفُسُ العُشّاق ما عشقوا
من كلّ شمسٍ لها من خِدْرها فلَكٌ / وبدرِ تِمٍّ له من فرعه غَسَق
ومن كثيب تجلّى فوقه قمرٌ / على قضيبٍ له من حُلَةٍ ورَق
وغادةٍ في وشاحٍ يشتكي عطشاً / إلى حُجُول بها من رِيِّها شَرَقُ
تبسَّمتْ والنَّوى تبدي الجوى عجباً / من لوعة تحتها الأحشاء تحترق
وأَنكرت لؤلؤ الأَجفان حين طفا / منها على لُجَّةٍ غوّاصها غَرِقُ
يا منْ لصبٍّ شجاه ليلُ صَبْوَته / لمّا تبسّم هذا الأَبيضُ اليَقَقُ
متى نهته النُّهى حنّت عَلاقته / إِن الكريم بأَيام الصِّبى عَلِقُ
صاحبتُ عمريَ مسروراً ومكتئباً / كذلك العيش فيه الصَّفو والرنَقُ
وعِشتُ أَفتح أَبواباً وأُغْلِقها / حتى سمتْ بي عُلاً ما دونها غَلَق
فسِرتُ مُغْتبِق الإدلاج مُعْتنِقاً / ذرى عزائمَ من تعريسها العَنَق
لا أَرهب الليل حتى شاب مَفْرِقهُ / وهل يخاف الدُّجى من شمسه أَبق