المجموع : 8
أَرِقتُ بِسَلعٍ إِنَّ ذا الشَوقِ يَأرَقُ
أَرِقتُ بِسَلعٍ إِنَّ ذا الشَوقِ يَأرَقُ / لِبَرقٍ تَبَدّى آخِرَ اللَيلِ يَخفُقُ
أَشِيمُ سَناهُ مِن بَعِيدٍ وَرُبَّما / تُشامُ البُرُوقُ مِن بَعِيدٍ فَتَصدُقُ
فَما ذِقتُ مِن نَومٍ وَما زالَ عامِلاً / إِلى الصُبحِ ذاكَ البارِقُ المُتَأَلِّقُ
لَهُ تَعتَري المَرءَ الغَرِيبَ صَبابَةٌ / وَشَوقٌ إِلى أَوطانِهِ حِينَ يَبرُقُ
فضنَبَّهتُ لَمّا شَفَّني الوُجدُ وَالبُكا / أَخاً لِلَّذي قَد غالَني وَهوَ مُطرِقُ
عَزُوفاً عَنِ الأَهواءِ لَم يُحى لَيلَةً / لِشَوقٍ وَلَم يُرفَع إِلى الجَنب مِرفَقُ
خَفِيّاً عَلى ظَهرِ الفِراشِ كَأَنَّهُ / بِهِ فَقَرٌ مِن حُبِّهِ النَومَ مُلصِقُ
فَهَبَّ وَما هَبَّت مِنَ العَجزِ عَينُهُ / وَمِن سِنَةٍ أَوصالُهُ لا تُطَلَّقُ
إِذا رامَ تَكلِيمي بَداهُ بِبُحَّةٍ / وَسَدَّ سَبِيلَ القَولِ رِيقٌ فَيَشرَقُ
يَقُولُ فَيَلحاني كَثيراً وَإِنَّهُ / إِذا لامَني عِلمي مِراراً لَأَخرَقُ
يُكَلِّفُني جَمعاً لِقَلبٍ مُفَرَّقٍ / وَيَأبى اِجتِماعاً قَلبُكَ المُتَفَرِّقُ
فَمِنُهُ فَرِيقٌ بِالحَرامِ وَبَعضُهُ / بِوَجٍّ وَبَعضٌ بِالمَدينَةِ مُوثَقُ
فَهَلّا وَدارُ الحَيِّ مُصقِبَةٌ بِهِم / وَشَملُكَ مَجمُوعٌ وَغُصنُكَ مُونِقُ
بَكَيتُ لَما قَد كانَ أَوهُوَ كائِنٌ / مِنَ النَأيِ وَالهُجرانِ إِن كُنتَ تُشفِقُ
إِلى أَيِّ دَهرٍ فَافتَدِه أَنتَ هَكَذا / وَقَلبُكَ بِالشَجوِ المُبَرِّحِ مُعَلَقُ
إِذا رُمتَ كِتماناً لِوَجدِكَ حَرَّشَت / عَلَيكَ العِدى عَينٌ بِسِرِّكَ تَنطُقُ
لَها شاهِدٌ مِن دَمعِها كُلَّما رَقا / جَرى شاهِدٌ مِن دَمعِها مُتَرَقرِقُ
يا مَن لِعَينٍ قَد أَجلى نَومَها الأَرَقُ
يا مَن لِعَينٍ قَد أَجلى نَومَها الأَرَقُ / فَدَمعُها بَعدَ نَومِ الناسِ يَستَبِقُ
لَم تَرقُدِ اللَيلَ مِن هَمٍّ أَلَّم بِها / حَتَّى اِرتَدى في الصَباح الواضِحِ الأُفُقُ
لَم أَجنِ ذَنباً وَلَم آتي لَكُم سَخطاً / فَفيمَ تُحجَبُ عَنّي دُونَكِ الطَرُقُ
قَد أَوثَقَتهُ بِغُلّ وَهيَ مُطَلَقَةٌ / هَل يَستوي الموثَقُ المَغلُولُ وَالطَلِقُ
فَمَن تَكَلَّفَ حُباً أَو تَخَلَّقَهُ / فَإِنَّ حُبَّكِ مِنّي شِيمَةٌ خُلُقُ
ما أَستَطِيعُ سِواهُ قَد عَلِمتِ وَما حُبِّي / بمَذقٍ وَبِئسَ الخُلَّةُ المَذَقُ
سَمَّيتني خَلَقاً لِخُلَّةٍ قَدُمَت / وَلا جَديدَ إِذا لم يُلبَسِ الخَلَقُ
يا أَيُّها المُتَحَلِّي غَيرَ شِيمَتِهِ / وَمَن خَلائِقُهُ الاقصارُ وَالمَلَقُ
إِرجِع إِلى الحَقِّ إِمّا كُنتَ فاعِلَهُ / إِنَّ التَخَلُّقَ يَأتي دُونَهُ الخُلُقُ
وَلا يُواتِيكَ فيما نابَ مِن حَدَثٍ / إِلّا أَخو ثِقَةٍ فَاِنظُر بِمَن تَثِقُ
أَهاجَكَ رَبعٌ عَفا مُخلِقُ
أَهاجَكَ رَبعٌ عَفا مُخلِقُ / نَعَم فَفُؤادُكَ مثستَغلِقُ
لِذِكرِكَ مَن قَد نَأَت دارُهُ / وَقَلبُكَ في إِثرِهِ مُوثَقُ
يُذَكِّرُني الدَهرَ ما قَد مَضى / مِنَ العَيشِ فَالعَينُ تَغرَورِقُ
لَياليَ أَهلي وَأَهلُ الَّتي / دُمُوعي لِذِكرَتِها تَسبِقُ
خَلِيطانِ مَحضَرُنا وَاحِدٌ / وَحَبلُ المَوَدَّةِ لا يَخلُقُ
لَنا وَلهندٍ بِبَطنِ العَقي / قِ مُبدىً وَمَنزِلُهُ مُونِقُ
فَإِن يَكُ ذاكَ الزَمانُ اِنقَضى / وَحَبلُكَ مِن حَبلِها مُطلَقُ
فَقَد عِشتُ فِيما مَضى خِدنَها / لَيالي الوِصالُ بِها يَعنقُ
فَكَم مِن كاعِبٍ حَوراءَ رُودٍ
فَكَم مِن كاعِبٍ حَوراءَ رُودٍ / أَلُوفِ السِترِ وَاضِحَةِ التَراقي
بَكَت جَزَعاً وَقَد سُمِرَت كُبُولي / وَجامِعَةٌ يُشَدُّ بِها خِناقي
عَلى سَوداءَ مُشرِفَةٍ بِسُوقٍ / بَناها القَمحُ مُزلَقَةِ المَراقي
عَلَيَّ عَباءَةٌ بَرقاءُ لَيسَت / مِن البَلوى تُغَطّى نِصفَ ساقي
كَأَنَّ عَلى الخُدُودِ وَهُنَّ شُعثٌ / سِجالَ الماءِ يُبعَثُ في السَواقي
فَقُلتُ تَجَلُّداً وَحَلَفتُ صَبراً / أُبالي اليَومَ لَو دَمَعَت مَآقي
سَيَنصُرُني الخَلِيفَةُ بَعدَ رَبّي / وَيُخبَرُ حَيثُ يُمسي عَن مَساقي
فَتَغضَبُ لي بِأَجمَعِها قُصَيٌّ / قَطِينُ البَيتِ وَالدُمثِ الرِقاقِ
بِمُعتَلَجِ السُيُولِ إِذا تَبَنّى / لِئامُ الناسِ في الشُعَبِ العِماقِ
لِأَقرَبِها إِذا نُسِبُوا لِخَيرٍ / وَأَوراها إِذا اِنتُقى المُناقي
يا لَيتَ لَيلى رَأَتنا غَيرَ جازِعَةٍ
يا لَيتَ لَيلى رَأَتنا غَيرَ جازِعَةٍ / لَمّا هَبَطنا جَمِيعاً أَبطَحَ السُوقِ
وَكَشَرنا وَكُبُولُ القَينِ تَنكِبُنا / كَالأُسدِ تَكشِرُ عَن أَنيابِها الرُوقِ
نَمشي يَفُوتُ مُخِفُّ القَومِ مَثقَلَهُم / مَشى الجِمالِ المَصاعِيبِ المَطارِيقِ
وَالناسُ شَطرانِ مِن ذي بُغضَةٍ حَنِقٍ / وَمِن مَغيظٍ بِدَمعِ العَينِ مَخنُوقِ
هُوَّوا لَنا زُمَراً مِن كُلِّ ناحِيَةٍ / كَأَنَّما فَزَعُوا مِن نَفخَةِ البُوقِ
وَفي السُطُوحِ كَأَمثالِ الدُمى خُرُدٌ / يَبكِينَ عَولَةَ وَجدٍ غَيرِ مَمذُوقِ
مِن كُلِّ ناشِرَةٍ فَرعاً لِرُؤيَتِنا / وَمَفرَقاً ذا نَباتٍ غَيرِ مَفرُوقِ
يَضرِبنَ حُرَّ وُجُوهٍ لا يُلَوِّحُها / لَفحُ السُمُومِ وَلا شَمسُ المَشارِيق
كَأَنَّ أَعناقَهُنَّ التُلعَ مُشرِفَةً / مِمّا يُحَلَّقُ مِن تِلكَ الأَبارِيقِ
حَتّى اِنتَهَت إِلى دَعجاءَ جالِسَةٍ / قَد تَرَكَت أَهلَ بَيتِ اللَهِ في ضِيقِ
تُنَضِّحُ الرِيقَ مِن فِيها إِذا نَطَقَت / كَأَنَّما مَضَغَت عِلكَ الذَعاليقِ
أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى كَيفَ أَخلَقا
أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى كَيفَ أَخلَقا / وَلَم تَلقَهُ إِلّا مَشُوباً مُمَذَّقا
وَما مِن حَبيبٍ يَستَزيدُ حَبيبَهُ / يُعاتِبُهُ في الوُدَّ إِلّا تَفَرَّقا
أَمَرَّ وِصالُ الغانِياتِ فَأَصبَحَت / فَظاعَتُهايَشجى بِها مِن تَمَطَّقا
تَعَلَّقَ هَذا القَلبُ لِلحِينِ مَعلقاً / غَزالاً تَحَلّى عِقدَ دُرٍّ وَيارَقا
مِنَ الأَدم يعطُو بِالعَشِيِّ وَبِالضُحى / مِنَ الضالِ غُصناً ناعِمَ النَبتِ مُرِقا
أَلُوفاً لِأضلالِ الكِناسِ وَلِلثَرى / إِذا ما ضِياءُ الشَمسِ في الصَيفِ أَشرَقا
شَجِي الحِجلِ يَغتالُ العَجيزَةَ مُرطُهُ / وَإِمّا وَشاحاهُ عَلَيهِ فَأَملَقا
ضَعِيفاً قَعِيعَ الصَوتِ لَذّاً دَلالُهُ / غَضِيضَ سَوامِ الطَرفِ في المَشِي أَخرَقا
إِذا بَلَّ الزَعفَرانِ لُبانَهُ / مَعَ المِسكِ يَزدادانِ طيباً وَيَعبَقا
تَخالُ خِمارَ الخَزِّ مِن فَوقِ جِيدِهِ / عَلى فَرعِ خوطٍ مِن أَباءٍ مُعَلَّقا
يَشُبُّ سَوادُ الفَرعِ مِنهُ بَياضَهُ / شُبُوبَ سَخابِ المِسكِ حَلياً مُبَرَّقا
دَعَتني إِلَيهِ العَينُ بِالخَيفِ مِن منى / فَهاجَت لَهُ قَلباً عَلُوقاً مُشَوَّقا
تُصَرِّفُهُ فِيما اِشتَهَت فَيُطِيعُها / كَما صَرَّفَ الراعي المُعِيدَ المُسَوَّقا
إِذا قُلتُ مَهلاً لِلفُؤادِ عَن الَّتي / دَعَتكَ إِلَيها العَينُ أَغضى وَأَطرَقا
فَوَاللَهِ ما إِن أَفتَحُ الدَهرَ بابَهُ / مِنَ القَولِ إِلّا رَدَّني ثُمَّ أَغلَقا
وَقالَ وَقالَت تَستَغِشّانِ ناصِحاً / قَديماً لعَمري كانَ مِن ذاكَ أَشفَقا
دَعاناً فَلَم نَسبِقُ مُحِبّاً بِما تَرى / فَما مِنكَ هَذا العَذلُ إِلّا تَخَرُّقا
فَقَد سَنَّ هَذا الحُبَّ مَن كانَ قَبلَنا / وَقادَ الصِبا المَرءَ الكَريم فَأَعنَقا
إِنَّ الخَليطً الَّذينَ كُنتُ بِهِم
إِنَّ الخَليطً الَّذينَ كُنتُ بِهِم / صَبّاً لِلفِراقِ فَافتَرَقُوا
يا نَظرَةً ما نَظَرتُ في فَلَقِ ال / صُبحِ إِلَيها إِذ قيلَ تَنطَلِقُ
خِلخالُها مُشبَعٌ وَدُملُجُها / وَالكَشحُ مِنها وِشاحُهُ قَلِقُ
نِعمَ شِعارُ الفَتى إِذا بَرَدَ ال / لَيلُ وَنَدّى أَثوابُهُ اللَثَقُ
خُمصانَةٌ كَالمَهاةِ آنِسَةٌ / لَم يَغذُها مِن مَعِيشَةٍ رَنَقُ
غَرّاءُ كَاللَيلَةِ المُبارَكَةِ ال / قَمراءِ يُجلى بِضَوئِها الأُفُقُ
سَقى مِنى ثُمَّ رَوّاهُ وَساكِنَهُ
سَقى مِنى ثُمَّ رَوّاهُ وَساكِنَهُ / وَما ثَوى فيهِ واهي الوَدقِ مُنبَعِقُ