القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 14
قُم هاتِها وحسامُ الفَجرُ مُنذلقُ
قُم هاتِها وحسامُ الفَجرُ مُنذلقُ / صَهباءَ منها ضياءُ الصُبح ينفلقُ
لم تَدرِ حين توافيها أَصبغتها / تَلوحُ أَم وجنةُ الساقي أَم الشَفقُ
كأَنَّها في الدُجى شَمسٌ تُضيء لنا / فَينجَلي عن سَنى أَنوارها الغَسقُ
أَلقَت على الصُبح نوراً من أَشعَّتِها / فاِحمرَّ من خجلٍ من نورها الأُفُقُ
عذراءُ تُغضي حَياءً من مُلامِسها / فَيَستَحيلُ حَباباً فوقها العَرقُ
إِذا تجلّى لنا من أفقِها قدحٌ / دارَت نِطاقاً على حافاتِه الحدقُ
وإِن جَلاها بلا مزجٍ مُشَعشعُها / يَكادُ من لهبِ اللألاءِ يَحتَرِقُ
تخالُها شفقاً حتّى إِذا لَمعَت / حسبتَها البرقَ في الظَلماءِ يأتلقُ
من كفِّ أَغيدَ في خلخاله حَرَجٌ / إِذا تَثَنّى وفي أَجراسِهِ قَلقُ
يُديرُها وهو مهتزٌّ لها طَرباً / كأَنَّما هزَّهُ من رَوعةٍ فَرَقُ
في خَدِّه وَمحيّاه ومبسَمهِ / نارٌ ونورٌ ونورٌ نشرُهُ عَبِقُ
يَجلو دُجى فَرعه لألاءُ غُرَّته / كأَنَّما اِنشقَّ عن أَزاراه الفَلقُ
تَرى النَدامى سُكارى حين تلحظُه / كأَنَّهم من حُميّا لحظه اِغتَبقوا
يُغضي بذي كَحَل بالسِحرِ مُكتحلٍ / وَسنانَ ما راعه سُهدٌ ولا أَرقُ
ظَبيٌ ولكنَّه بالدُرِّ متَّشحٌ / بدرٌ ولكنَّه بالتِبر مُنتطِقُ
تَطيب ريّا شذاهُ كلَّما نسمَت / كالمِسكِ يَزدادُ طيباً حين يُنتَشَقُ
كَم من أَحاديثَ أَبداها تعتّبُه / كأَنَّها دُرَرٌ قد ضمَّها نَسَقُ
فودَّ كاشحُنا لو ناله صمَمٌ / إِذ باتَ من كثبٍ للسَمع يَستَرِقُ
مزجت كأسَها بخمرٍ وريق
مزجت كأسَها بخمرٍ وريق / وَتَثنَّت كغصن بانٍ وَريقِ
وأَماطَت لثامَها عَن مُحيّاً / لَو تَجلّى للبدر قال شَقيقي
وأَدارَت على النَدامى مُداماً / أَذكَرتنا لَياليَ التَشريقِ
وَجلَت إِذ تبسَّمت مِن لَماها / خمرَ ريق في أَكؤسٍ من شَقيقِ
كَم رَشيقٍ بأَسهم اللَحظ منها / وَطعينٍ برمح قدٍّ رَشيقِ
غادَةٌ كلَّما نظرتُ إِليها / بسمت لي عَن لؤلؤٍ في عَقيقِ
وَمهاةٌ أَسكنتُها من ضلوعي / وَدُموعي بالمُنحنى وَالعقيقِ
رقَّ شعري لخصرِها الرَقِّ فاِعجب / لِلآلٍ بِيعت بسوقِ الرَقيقِ
كَم غَدونا نجرُّ ذيلَ التَصابي / بِصَبوحٍ من كأسِها وَغَبوقِ
وَاللَيالي ولا أَذمُّ اللَيالي / جَمعت بين شائقٍ ومَشوقِ
مَع خَلٍّ من الملام خليٍّ / وَرَفيقٍ مهذَّبٍ بي رَفيقِ
وَلَمّا اِلتَقينا بالغوير عشيَّةً
وَلَمّا اِلتَقينا بالغوير عشيَّةً / وَفازَ بما يَرجو مشوقٌ وَشائقُ
تبسَّم من أَهوى فَقُلتُ لصاحبي / بلغتُ المنى هَذا العذيبُ وَبارقُ
وَلاح فقال الصبحُ هَذا تبلُّجي / أَيكذبُ هَذا الصُبح والصبحُ صادقُ
وَفاحَ فقال الروضُ نافحُ عبقتي / وَهَل نفحت بالمسك قطُّ حَدائقُ
وَماسَ فقال الرمحُ تلك مَعاطِفي / مَتى أَزهرت فوقَ الرِماح الشَقائقُ
وَفاهَ بِنُطقٍ خالَه الدرُّ نظمَه / وَهَل لَفَظَ الدرَّ المنظَّم ناطِقُ
وأَرخى أَثيثاً أَوهمَ الليلَ لونُه / ومن أَينَ للَّون البَهيم مَفارِقُ
وَأَبدى لحاظاً أَقسمَ الريمُ أَنَّها / لواحظُه لَولا السِهامُ الرَواشقُ
وَكلُّهم قد كادَ يَحكيه مُشبِهاً / ولكنَّ من أَهوى على الكلِّ فائقُ
لا تَقل البَدرُ لاحَ في الغَسَقِ
لا تَقل البَدرُ لاحَ في الغَسَقِ / هَذا سوادُ القُلوب والحَدقِ
إِنسانُ عَيني بدا بأَسودِها / فَعادَ لي إِذ رمقتُه رَمَقي
يا لابِساً للسَواد طبتَ شَذاً / ما المسكُ إلّا من نشرِك العَبِقِ
لبستَ لونَ الدُجى فسُرَّ وقد / أَغرتَ ضوءَ الصَباحِ في الأُفقِ
حتّى بَدا فيه وهو مُنفَلقٌ / يشقُّ ثَوبَ الظَلام من حَنَقِ
وربَّ ساقٍ قلبُه قَلبه
وربَّ ساقٍ قلبُه قَلبه / أَفديه من قاسٍ ومن ساقِ
تحاربَ العشّاق في حُسنه / وَقامَت الحَربُ على ساقِ
ذكرتُكم والدُجى شالَت نَعامتُه
ذكرتُكم والدُجى شالَت نَعامتُه / والأُفقُ يستنُّ فيه ساطعُ الفَلقِ
وَلِلصَباح نَسيمٌ قد تأَرَّج من / رَيحانةِ الفجر أَو من وردَة الشَفَقِ
قُلتُ له وَالدَمعُ في وَجنتي
قُلتُ له وَالدَمعُ في وَجنتي / مِن لَوعةِ الأَشجانِ مَدفوقُ
لَيسَ كمثلي في الوَرى عاشقٌ / قالَ ولا مثليَ مَعشوقُ
عَسى ما عَسى من عودِ شمليَ يكتَسي
عَسى ما عَسى من عودِ شمليَ يكتَسي / بعَودِهم بعد التسلُّب أَوراقا
فَلَم يصفُ لي من بَعدهم قطُّ مورِدٌ / ولا لذَّ لي عَيشٌ وإِن طابَ أَو راقا
ما هَكَذا يا مُنى قَلبي
ما هَكَذا يا مُنى قَلبي / يَجزي أَخو الحسن عشّاقَه
نأَيتَ وَالصبُّ في كَربِ / مبلبلُ القلب مُشتاقُه
اِعطف فديتُك عَلى الصَبِّ / لا ذقتَ في الحُبِّ ما ذاقَه
يا كحيلَ الجفون
يا كحيلَ الجفون / لا تجعل العتب ضيقَه
الهوى لَه فنون / وله معانٍ دقيقَه
خَلِّ عنك الظنون / واِسلك طَريقَ الحَقيقه
عاشقك لو يَخون / ما أعطاك قَلبه وثيقَه
سرُّ حبَّك مَصون / ما سار غيرك طريقَه
ها عيوني عيون / على خدودي دفيقَه
كَم شجاً كم شجون / ماذا هوى ذي حريقَه
قَد نالَ غاياتِ المُنى المنافِقُ
قَد نالَ غاياتِ المُنى المنافِقُ / وآذنتنا بالنوى النواعِقُ
أَتانا لَذيذُ العنبِ رَطباً وَيانِعاً
أَتانا لَذيذُ العنبِ رَطباً وَيانِعاً / بطَعمٍ كَطَعمِ الخُسرَويِّ المعَتَّقِ
وَنظمٍ كنظمِ الدُرِّ يَزهو على الدُمى / ذَكيٌّ مَتى يُتلى على السَمعِ يَعبقِ
فشرَّدَ همّاً بين جنبيَّ كامِناً / وَطابَ به عَيشُ الزَمانِ المرنَّقِ
حَكيتَ الدُجى والصُبحَ والغصنَ والنَقا
حَكيتَ الدُجى والصُبحَ والغصنَ والنَقا / قواماً وأَردافاً وفَرعاً ورَونَقا
وأَخجلتَ حسناً طلعةَ البدرِ والرَشا / وورقَ الحِمى لحظاً ووجهاً ومَنطِقا
أَما لِلَيلِ المُستَهام إِشراق
أَما لِلَيلِ المُستَهام إِشراق /
أَم هَكَذا يَطولُ لَيلُ العشّاق /
كَم لَوعةٍ لا تَنقضي وأَشواق /
تَزيدُ قَلبي في الغَرام إقلاق /
جسمٌ عليلٌ وفؤادٌ خفّاق /
ومدمعٌ على الخدودِ رَقراق /
في كُلِّ حينٍ غَرقٌ وإحراق /
من طَرفيَ الباكي وقَلبي المشتاق /
إِنَّ الهوى ما زالَ نائي الأعماق /
يَقصرُ عنه سابقٌ ولحّاق /
ماذا على مَن شاقَني وما اِشتاق /
لَو لَم يَضنَّ بالخَيال الطراق /
اللَهُ لي من ذي ملالٍ مَذّاق /
أَصفيتُه الودَّ بِقَلبٍ مَلّاق /
إِنَّ موداتِ القلوب أَرزاق /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025