المجموع : 9
ما بالُ دَندَرَةٍ تَميسُ تَهادِياً
ما بالُ دَندَرَةٍ تَميسُ تَهادِياً / مَيسَ العَروسِ مَشَت عَلى إِستَبرَقِ
وَالنيلُ يَجري تَحتَها مُتَهَلِّلاً / وَالمَوجُ بَينَ مُهَلِّلٍ وَمُصَفِّقِ
أَلَعَلَّها وَالتيهُ يَثني عِطفَها / حَمَلَت رِكابَ زَعيمِ قَلبِ المَشرِقِ
إِنّي أَرى نوراً يَفيضُ وَطَلعَةً / قَد زانَها وَضَحُ الجَبينِ المُشرِقِ
هَذا زَعيمُ النيلِ حَلَّ عَرينَهُ / بَعدَ الغِيابِ فَيا وُفودُ تَدَفَّقي
وَتَيَمَّني بِقُدومِهِ وَتَرَفَّقي / عِندَ الزِحامِ فَسَلِّمي وَتَفَرَّقي
وَتَنَظَّري إِنَّ الخَلاصَ مُحَتَّمٌ / فَاللَهُ أَسلَمَ أَمرَنا لِمُوَفَّقِ
كَم أَزمَةٍ مَرَّت بِنا فَاِجتاحَها / سَعدٌ بِسَيلِ بَيانِهِ المُتَدَفِّقِ
يا أَيُّها السَبّاقُ في طَلَبِ العُلا / ها قَد أَتَيتَ مُجَلِّياً لَم تُسبَقِ
سَبَقَ البَشيرَ رِكابُ سَعدٍ جارِياً / وَرِكابُ سَعدٍ وانِياً لَم يُلحَقِ
أَيا يَداً قَد خَصَّها رَبُّها
أَيا يَداً قَد خَصَّها رَبُّها / بِآيَةِ الإِعجازِ في الخَلقِ
وَمِشرَطاً جُمِّعَ مِن رَحمَةٍ / وَصيغَ مِن يُمنٍ وَمِن رِفقِ
نَجَّيتُما مِن مَرَضٍ قاتِلٍ / مَطلَعَ آمالِ بَني الشَرقِ
لَولاكُما لَاِندَكَّ صَرحُ العُلا / وَاِنحَدَرَ البَدرُ عَنِ الأُفقِ
وَباتَتِ الأَخلاقُ في حَسرَةٍ / عَلى نَبيلِ النَفسِ وَالخُلقِ
صانَكُما اللَهُ لِبُرءِ الوَرى / وَصانَهُ لِلعُرفِ وَالحَقِّ
وَجَدوا السَبيلَ إِلى التَقاطُعِ بَينَنا
وَجَدوا السَبيلَ إِلى التَقاطُعِ بَينَنا / وَالسَمعُ يَملِكُهُ الكَذوبُ الحاذِقُ
لا تَجعَلي الواشينَ رُسلَكِ في الهَوى / فَلَأَصدَقُ الرُسُلِ الجَمادُ الناطِقُ
يا جاكُ إِنَّكَ في زَمانِكَ واحِدٌ
يا جاكُ إِنَّكَ في زَمانِكَ واحِدٌ / وَلِكُلِّ عَصرٍ واحِدٌ لا يُلحَقُ
إِنَّ الأُلى قَد عاصَروكَ وَفاتَهُم / أَن يَسمَعوكَ كَأَنَّهُم لَم يُخلَقوا
قَد جاءَ موسى بِالعَصا وَأَتَيتَنا / بِالعودِ يَشدو في يَدَيكَ وَيَنطِقُ
فَإِذا اِرتَجَلتَ لَنا الغِناءَ فَكُلُّنا / مُهَجٌ تَسيلُ وَأَنفُسٌ تَتَحَرَّقُ
فَمُطالِبٌ بِإِعادَةٍ وَمَطالِبٌ / بِزِيادَةٍ وَمُهَلِّلٌ وَمُصَفِّقُ
تَتَسابَقُ الأَسماعُ صَوبَكَ كُلَّما / غَنَّيتَها شَوقاً إِلَيكَ وَتُعنِقُ
وَتَوَدُّ أَفئِدَةٌ هَتَكتَ شَغافَها / لَو أَنَّها بِذُيولِها تَتَعَلَّقُ
خُلُقٌ كَما شاءَ الجَليسُ وَشيمَةٌ / يَذكو بِها صَدرُ النَدِيِّ وَيَعبَقُ
وَمُروءَةٌ لَو أَنَّها قَد قُسِّمَت / بَينَ اليَهودِ لَأَحسَنوا وَتَصَدَّقوا
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي / في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً / يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً / يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ / بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً / طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى / بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها / وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي / وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي
بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ / قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً / فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا / عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً / بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ / تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ / ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً / لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ / لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ / كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا / أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ / ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً / جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجارِبِ عِلمِهِ / يَومَ الفَخارِ تَجارِبُ الحَلّاقِ
وَمُهَندِسٍ لِلنيلِ باتَ بِكَفِّهِ / مِفتاحُ رِزقِ العامِلِ المِطراقِ
تَندى وَتَيبَسُ لِلخَلائِقِ كَفُّهُ / بِالماءِ طَوعَ الأَصفَرِ البَرّاقِ
لا شَيءَ يَلوي مِن هَواهُ فَحَدُّهُ / في السَلبِ حَدُّ الخائِنِ السَرّاقِ
وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ / قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ
يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ / فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي
في كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ / سُمّاً وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِ
يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيضٌ نُصَّعٌ / قُدسِيَّةٌ عُلوِيَّةُ الإِشراقِ
فَيَرُدُّها سوداً عَلى جَنَباتِها / مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلفُ نِطاقِ
عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّرِ نَفسُهُ / فَحَياتُهُ ثِقلٌ عَلى الأَعناقِ
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ / بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِ
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها / في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها / أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا / بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى / شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً / بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ / يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي
يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً / عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِ
في دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ / كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا / في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً / خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى / في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ
تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها / دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي
فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا / فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ
رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها / في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ
وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم / نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي
لا أُبالي أَذى العَدُوِّ فَحُطني
لا أُبالي أَذى العَدُوِّ فَحُطني / أَنتَ يا رَبِّ مِن وَلاءِ الصَديقِ
لي فيكَ حينَ بَدا سَناكَ وَأَشرَقا
لي فيكَ حينَ بَدا سَناكَ وَأَشرَقا / أَمَلٌ سَأَلتُ اللَهَ أَن يَتَحَقَّقا
أَشرِق عَلَينا بِالسُعودِ وَلا تَكُن / كَأَخيكَ مَشئومَ المَنازِلِ أَخرَقا
قَد كانَ جَرّاحَ النُفوسِ فِداوِها / مِمّا بِها وَكُنِ الطَبيبَ مُوَفَّقا
هَلَّلتُ حينَ لَمَحتُ نورَ جَبينِهِ / وَرَجَوتُ فيهِ الخَيرَ حينَ تَأَلَّقا
وَهَزَزتُهُ بِقَصيدَةٍ لَو أَنَّها / تُلِيَت عَلى الصَخرِ الأَصَمِّ لَأَغدَقا
فَنَأى بِجانِبِهِ وَخَصَّ بِنَحسِهِ / مِصراً وَأَسرَفَ في النُحوسِ وَأَغرَقا
لَو كُنتُ أَعلَمُ ما يُخَبِّئُهُ لَنا / لَسَأَلتُ رَبّي ضارِعاً أَن يُمحَقا
أَولى الأَعاجِمَ مِنَّةً مَذكورَةً / وَأَعادَ لِلأَتراكِ ذاكَ الرَونَقا
وَتَغَيَّرَت فيهِ الخُطوبُ بِفارِسٍ / حَتّى رَأَيتُ الشاهَ يَخشى البَيدَقا
وَأَدالَ مِن عَبدِ الحَميدِ لِشَعبِهِ / فَهَوى وَحاوَلَ أَن يَعودَ فَأَخفَقا
أَمسى يُبالي حارِساً مِن جُندِهِ / وَلَقَد يَكونُ وَما يُبالي الفَيلَقا
وَرَمى عَلى أَرضِ الكِنانَةِ جِرمَهُ / بِالنازِلاتِ السودِ حَتّى أَرهَقا
حَصَدَت مَناجِلُهُ غِراسَ رَجائِنا / وَلَو أَنَّها أَبقَت عَلَيهِ لَأَورَقا
فَتَقَيَّدَت فيهِ الصِحافَةُ عَنوَةً / وَمَشى الهَوى بَينَ الرَعِيَّةِ مُطلَقا
وَأَتى يُساوِمُ في القَناةِ خَديعَةً / وَلَوَ اِنَّها تَمَّت لَتَمَّ بِها الشَقا
إِنَّ البَلِيَّةَ أَن تُباعَ وَتُشتَرى / مِصرٌ وَما فيها وَأَلّا تَنطِقا
كانَت تُواسينا عَلى آلامِنا / صُحُفٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ وَأَطبَقا
فَإِذا دَعَوتُ الدَمعَ فَاِستَعصى بَكَت / عَنّا أَسىً حَتّى تَغَصَّ وَتَشرَقا
كانَت لَنا يَومَ الشَدائِدِ أَسهُماً / نَرمي بِها وَسَوابِقاً يَومَ اللِقا
كانَت صِماماً لِلنُفوسِ إِذا غَلَت / فيها الهُمومُ وَأَوشَكَت أَن تَزهَقا
كَم نَفَّسَت عَن صَدرِ حُرٍّ واجِدٍ / لَولا الصِمامُ مِنَ الأَسى لَتَمَزَّقا
ما لي أَنوحُ عَلى الصِحافَةِ جازِعاً / ماذا أَلَمَّ بِها وَماذا أَحدَقا
قَصّوا حَواشِيَها وَظَنّوا أَنَّهُم / أَمِنوا صَواعِقَها فَكانَت أَصعَقا
وَأَتَوا بِحاذِقِهِم يَكيدُ لَها بِما / يَثني عَزائِمَها فَكانَت أَحذَقا
أَهلاً بِنابِتَةِ البِلادِ وَمَرحَباً / جَدَّدتُمُ العَهدَ الَّذي قَد أَخلَقا
لا تَيأَسوا أَن تَستَرِدّوا مَجدَكُم / فَلَرُبَّ مَغلوبٍ هَوى ثُمَّ اِرتَقى
مَدَّت لَهُ الآمالُ مِن أَفلاكِها / خَيطَ الرَجاءِ إِلى العُلا فَتَسَلَّقا
فَتَجَشَّموا لِلمَجدِ كُلَّ عَظيمَةٍ / إِنّي رَأَيتُ المَجدَ صَعبَ المُرتَقى
مَن رامَ وَصلَ الشَمسِ حاكَ خُيوطَها / سَبَباً إِلى آمالِهِ وَتَعَلَّقا
عارٌ عَلى اِبنِ النيلِ سَبّاقِ الوَرى / مَهما تَقَلَّبَ دَهرُهُ أَن يُسبَقا
أَوَ كُلَّما قالوا تَجَمَّعَ شَملُهُم / لَعِبَ الشِقاقُ بِجَمعِنا فَتَفَرَّقا
فَتَدَفَّقوا حُجَجاً وَحوطوا نيلَكُم / فَلَكَم أَفاضَ عَلَيكُمُ وَتَدَفَّقا
حَمَلوا عَلَينا بِالزَمانِ وَصَرفِهِ / فَتَأَنَّقوا في سَلبِنا وَتَأَنَّقا
هَزّوا مَغارِبَها فَهابَت بَأسَهُم / يا وَيلَكُم إِن لَم تَهُزّوا المَشرِقا
فَتَعَلَّموا فَالعِلمُ مِفتاحُ العُلا / لَم يُبقِ باباً لِلسَعادَةِ مُغلَقا
ثُمَّ اِستَمَدّوا مِنهُ كُلَّ قِواكُمُ / إِنَّ القَوِيَّ بِكُلِّ أَرضٍ يُتَّقى
وَاِبنوا حَوالَي حَوضِكُم مِن يَقظَةٍ / سوراً وَخُطّوا مِن حِذارٍ خَندَقا
وَزِنوا الكَلامَ وَسَدِّدوهُ فَإِنَّهُم / خَبَؤوا لَكُم في كُلِّ حَرفٍ مَزلَقا
وَاِمشوا عَلى حَذَرٍ فَإِنَّ طَريقَكُم / وَعرٌ أَطافَ بِهِ الهَلاكُ وَحَلَّقا
نَصَبوا لَكُم فيهِ الفِخاخَ وَأَرصَدوا / لِلسالِكينَ بِكُلِّ فَجٍّ مَوبِقا
المَوتُ في غِشيانِهِ وَطُروقِهِ / وَالمَوتُ كُلُّ المَوتِ أَلّا يُطرَقا
فَتَحَيَّنوا فُرَصَ الحَياةِ كَثيرَةً / وَتَعَجَّلوها بِالعَزائِمِ وَالرُقى
أَو فَاِخلُقوها قادِرينَ فَإِنَّما / فُرَصُ الحَياةِ خَليقَةٌ أَن تُخلَقا
وَتَفَيَّئوا ظِلَّ الأَريكَةِ وَاِقصِدوا / مَلِكاً بِأُمَّتِهِ أَبَرَّ وَأَرفَقا
لا زالَ تاجُ المُلكِ فَوقَ جَبينِهِ / تَحتَ الهِلالِ يَزينُ ذاكَ المَفرِقا
لاهُمَّ إِنَّ الغَربَ أَصبَحَ شُعلَةً
لاهُمَّ إِنَّ الغَربَ أَصبَحَ شُعلَةً / مِن هَولِها أُمُّ الصَواعِقِ تَفرَقُ
العِلمُ يُذكي نارَها وَتُثيرُها / مَدَنِيَّةٌ خَرقاءُ لا تَتَرَفَّقُ
وَلَقَد حَسِبتُ العِلمَ فينا نِعمَةً / تَأسو الضَعيفَ وَرَحمَةً تَتَدَفَّقُ
فَإِذا بِنِعمَتِهِ بَلاءٌ مُرهِقٌ / وَإِذا بِرَحمَتِهِ قَضاءٌ مُطبِقُ
عَجِزَ الرُماةُ عَنِ الرُماةِ فَأَرسَلوا / كِسَفاً يَموجُ بِها دُخانٌ يَخنُقُ
تَتَعَوَّذُ الآفاقُ مِنهُ وَتَنثَني / عَنهُ الرِياحُ وَيَتَّقيهِ الفَيلَقُ
وَتَنابَلوا بِالكيمِياءِ فَأَسرَفوا / وَتَساجَلوا بِالكَهرُباءِ فَأَغرَقوا
وَتَنازَلوا في الجَوِّ حينَ بَدا لَهُم / أَنَّ البَسيطَةَ عَن مَداهُم أَضيَقُ
نَفِسوا عَلى الحيتانِ واسِعَ مُلكِها / فَتَفَنَّنوا في سَلبِهِ وَتَأَنَّفوا
مَلَكوا مَسابِحَها عَلَيها بَعدَ ما / غَلَبوا النُسورَ عَلى الجِواءِ وَحَلَّقوا
إِن كانَ عَهدُ العِلمِ هَذا شَأنُهُ / فينا فَعَهدُ الجاهِلِيَّةِ أَرفَقُ
أَكثَرتُمُ التَصفيقَ في مَوطِنٍ
أَكثَرتُمُ التَصفيقَ في مَوطِنٍ / كانَ البُكا فيهِ بِنا أَليَقا
فَأَكرِموا صَبري بِإِنصاتِكُم / وَليُعذَرِ الدَمعُ إِذا صَفَّقا