القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 9
ما بالُ دَندَرَةٍ تَميسُ تَهادِياً
ما بالُ دَندَرَةٍ تَميسُ تَهادِياً / مَيسَ العَروسِ مَشَت عَلى إِستَبرَقِ
وَالنيلُ يَجري تَحتَها مُتَهَلِّلاً / وَالمَوجُ بَينَ مُهَلِّلٍ وَمُصَفِّقِ
أَلَعَلَّها وَالتيهُ يَثني عِطفَها / حَمَلَت رِكابَ زَعيمِ قَلبِ المَشرِقِ
إِنّي أَرى نوراً يَفيضُ وَطَلعَةً / قَد زانَها وَضَحُ الجَبينِ المُشرِقِ
هَذا زَعيمُ النيلِ حَلَّ عَرينَهُ / بَعدَ الغِيابِ فَيا وُفودُ تَدَفَّقي
وَتَيَمَّني بِقُدومِهِ وَتَرَفَّقي / عِندَ الزِحامِ فَسَلِّمي وَتَفَرَّقي
وَتَنَظَّري إِنَّ الخَلاصَ مُحَتَّمٌ / فَاللَهُ أَسلَمَ أَمرَنا لِمُوَفَّقِ
كَم أَزمَةٍ مَرَّت بِنا فَاِجتاحَها / سَعدٌ بِسَيلِ بَيانِهِ المُتَدَفِّقِ
يا أَيُّها السَبّاقُ في طَلَبِ العُلا / ها قَد أَتَيتَ مُجَلِّياً لَم تُسبَقِ
سَبَقَ البَشيرَ رِكابُ سَعدٍ جارِياً / وَرِكابُ سَعدٍ وانِياً لَم يُلحَقِ
أَيا يَداً قَد خَصَّها رَبُّها
أَيا يَداً قَد خَصَّها رَبُّها / بِآيَةِ الإِعجازِ في الخَلقِ
وَمِشرَطاً جُمِّعَ مِن رَحمَةٍ / وَصيغَ مِن يُمنٍ وَمِن رِفقِ
نَجَّيتُما مِن مَرَضٍ قاتِلٍ / مَطلَعَ آمالِ بَني الشَرقِ
لَولاكُما لَاِندَكَّ صَرحُ العُلا / وَاِنحَدَرَ البَدرُ عَنِ الأُفقِ
وَباتَتِ الأَخلاقُ في حَسرَةٍ / عَلى نَبيلِ النَفسِ وَالخُلقِ
صانَكُما اللَهُ لِبُرءِ الوَرى / وَصانَهُ لِلعُرفِ وَالحَقِّ
وَجَدوا السَبيلَ إِلى التَقاطُعِ بَينَنا
وَجَدوا السَبيلَ إِلى التَقاطُعِ بَينَنا / وَالسَمعُ يَملِكُهُ الكَذوبُ الحاذِقُ
لا تَجعَلي الواشينَ رُسلَكِ في الهَوى / فَلَأَصدَقُ الرُسُلِ الجَمادُ الناطِقُ
يا جاكُ إِنَّكَ في زَمانِكَ واحِدٌ
يا جاكُ إِنَّكَ في زَمانِكَ واحِدٌ / وَلِكُلِّ عَصرٍ واحِدٌ لا يُلحَقُ
إِنَّ الأُلى قَد عاصَروكَ وَفاتَهُم / أَن يَسمَعوكَ كَأَنَّهُم لَم يُخلَقوا
قَد جاءَ موسى بِالعَصا وَأَتَيتَنا / بِالعودِ يَشدو في يَدَيكَ وَيَنطِقُ
فَإِذا اِرتَجَلتَ لَنا الغِناءَ فَكُلُّنا / مُهَجٌ تَسيلُ وَأَنفُسٌ تَتَحَرَّقُ
فَمُطالِبٌ بِإِعادَةٍ وَمَطالِبٌ / بِزِيادَةٍ وَمُهَلِّلٌ وَمُصَفِّقُ
تَتَسابَقُ الأَسماعُ صَوبَكَ كُلَّما / غَنَّيتَها شَوقاً إِلَيكَ وَتُعنِقُ
وَتَوَدُّ أَفئِدَةٌ هَتَكتَ شَغافَها / لَو أَنَّها بِذُيولِها تَتَعَلَّقُ
خُلُقٌ كَما شاءَ الجَليسُ وَشيمَةٌ / يَذكو بِها صَدرُ النَدِيِّ وَيَعبَقُ
وَمُروءَةٌ لَو أَنَّها قَد قُسِّمَت / بَينَ اليَهودِ لَأَحسَنوا وَتَصَدَّقوا
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي / في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً / يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً / يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ / بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً / طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى / بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها / وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي / وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي
بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ / قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً / فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا / عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً / بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ / تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ / ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً / لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ / لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ / كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا / أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ / ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً / جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجارِبِ عِلمِهِ / يَومَ الفَخارِ تَجارِبُ الحَلّاقِ
وَمُهَندِسٍ لِلنيلِ باتَ بِكَفِّهِ / مِفتاحُ رِزقِ العامِلِ المِطراقِ
تَندى وَتَيبَسُ لِلخَلائِقِ كَفُّهُ / بِالماءِ طَوعَ الأَصفَرِ البَرّاقِ
لا شَيءَ يَلوي مِن هَواهُ فَحَدُّهُ / في السَلبِ حَدُّ الخائِنِ السَرّاقِ
وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ / قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ
يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ / فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي
في كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ / سُمّاً وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِ
يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيضٌ نُصَّعٌ / قُدسِيَّةٌ عُلوِيَّةُ الإِشراقِ
فَيَرُدُّها سوداً عَلى جَنَباتِها / مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلفُ نِطاقِ
عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّرِ نَفسُهُ / فَحَياتُهُ ثِقلٌ عَلى الأَعناقِ
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ / بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِ
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها / في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها / أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا / بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى / شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً / بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ / يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي
يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً / عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِ
في دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ / كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا / في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً / خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى / في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ
تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها / دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي
فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا / فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ
رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها / في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ
وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم / نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي
لا أُبالي أَذى العَدُوِّ فَحُطني
لا أُبالي أَذى العَدُوِّ فَحُطني / أَنتَ يا رَبِّ مِن وَلاءِ الصَديقِ
لي فيكَ حينَ بَدا سَناكَ وَأَشرَقا
لي فيكَ حينَ بَدا سَناكَ وَأَشرَقا / أَمَلٌ سَأَلتُ اللَهَ أَن يَتَحَقَّقا
أَشرِق عَلَينا بِالسُعودِ وَلا تَكُن / كَأَخيكَ مَشئومَ المَنازِلِ أَخرَقا
قَد كانَ جَرّاحَ النُفوسِ فِداوِها / مِمّا بِها وَكُنِ الطَبيبَ مُوَفَّقا
هَلَّلتُ حينَ لَمَحتُ نورَ جَبينِهِ / وَرَجَوتُ فيهِ الخَيرَ حينَ تَأَلَّقا
وَهَزَزتُهُ بِقَصيدَةٍ لَو أَنَّها / تُلِيَت عَلى الصَخرِ الأَصَمِّ لَأَغدَقا
فَنَأى بِجانِبِهِ وَخَصَّ بِنَحسِهِ / مِصراً وَأَسرَفَ في النُحوسِ وَأَغرَقا
لَو كُنتُ أَعلَمُ ما يُخَبِّئُهُ لَنا / لَسَأَلتُ رَبّي ضارِعاً أَن يُمحَقا
أَولى الأَعاجِمَ مِنَّةً مَذكورَةً / وَأَعادَ لِلأَتراكِ ذاكَ الرَونَقا
وَتَغَيَّرَت فيهِ الخُطوبُ بِفارِسٍ / حَتّى رَأَيتُ الشاهَ يَخشى البَيدَقا
وَأَدالَ مِن عَبدِ الحَميدِ لِشَعبِهِ / فَهَوى وَحاوَلَ أَن يَعودَ فَأَخفَقا
أَمسى يُبالي حارِساً مِن جُندِهِ / وَلَقَد يَكونُ وَما يُبالي الفَيلَقا
وَرَمى عَلى أَرضِ الكِنانَةِ جِرمَهُ / بِالنازِلاتِ السودِ حَتّى أَرهَقا
حَصَدَت مَناجِلُهُ غِراسَ رَجائِنا / وَلَو أَنَّها أَبقَت عَلَيهِ لَأَورَقا
فَتَقَيَّدَت فيهِ الصِحافَةُ عَنوَةً / وَمَشى الهَوى بَينَ الرَعِيَّةِ مُطلَقا
وَأَتى يُساوِمُ في القَناةِ خَديعَةً / وَلَوَ اِنَّها تَمَّت لَتَمَّ بِها الشَقا
إِنَّ البَلِيَّةَ أَن تُباعَ وَتُشتَرى / مِصرٌ وَما فيها وَأَلّا تَنطِقا
كانَت تُواسينا عَلى آلامِنا / صُحُفٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ وَأَطبَقا
فَإِذا دَعَوتُ الدَمعَ فَاِستَعصى بَكَت / عَنّا أَسىً حَتّى تَغَصَّ وَتَشرَقا
كانَت لَنا يَومَ الشَدائِدِ أَسهُماً / نَرمي بِها وَسَوابِقاً يَومَ اللِقا
كانَت صِماماً لِلنُفوسِ إِذا غَلَت / فيها الهُمومُ وَأَوشَكَت أَن تَزهَقا
كَم نَفَّسَت عَن صَدرِ حُرٍّ واجِدٍ / لَولا الصِمامُ مِنَ الأَسى لَتَمَزَّقا
ما لي أَنوحُ عَلى الصِحافَةِ جازِعاً / ماذا أَلَمَّ بِها وَماذا أَحدَقا
قَصّوا حَواشِيَها وَظَنّوا أَنَّهُم / أَمِنوا صَواعِقَها فَكانَت أَصعَقا
وَأَتَوا بِحاذِقِهِم يَكيدُ لَها بِما / يَثني عَزائِمَها فَكانَت أَحذَقا
أَهلاً بِنابِتَةِ البِلادِ وَمَرحَباً / جَدَّدتُمُ العَهدَ الَّذي قَد أَخلَقا
لا تَيأَسوا أَن تَستَرِدّوا مَجدَكُم / فَلَرُبَّ مَغلوبٍ هَوى ثُمَّ اِرتَقى
مَدَّت لَهُ الآمالُ مِن أَفلاكِها / خَيطَ الرَجاءِ إِلى العُلا فَتَسَلَّقا
فَتَجَشَّموا لِلمَجدِ كُلَّ عَظيمَةٍ / إِنّي رَأَيتُ المَجدَ صَعبَ المُرتَقى
مَن رامَ وَصلَ الشَمسِ حاكَ خُيوطَها / سَبَباً إِلى آمالِهِ وَتَعَلَّقا
عارٌ عَلى اِبنِ النيلِ سَبّاقِ الوَرى / مَهما تَقَلَّبَ دَهرُهُ أَن يُسبَقا
أَوَ كُلَّما قالوا تَجَمَّعَ شَملُهُم / لَعِبَ الشِقاقُ بِجَمعِنا فَتَفَرَّقا
فَتَدَفَّقوا حُجَجاً وَحوطوا نيلَكُم / فَلَكَم أَفاضَ عَلَيكُمُ وَتَدَفَّقا
حَمَلوا عَلَينا بِالزَمانِ وَصَرفِهِ / فَتَأَنَّقوا في سَلبِنا وَتَأَنَّقا
هَزّوا مَغارِبَها فَهابَت بَأسَهُم / يا وَيلَكُم إِن لَم تَهُزّوا المَشرِقا
فَتَعَلَّموا فَالعِلمُ مِفتاحُ العُلا / لَم يُبقِ باباً لِلسَعادَةِ مُغلَقا
ثُمَّ اِستَمَدّوا مِنهُ كُلَّ قِواكُمُ / إِنَّ القَوِيَّ بِكُلِّ أَرضٍ يُتَّقى
وَاِبنوا حَوالَي حَوضِكُم مِن يَقظَةٍ / سوراً وَخُطّوا مِن حِذارٍ خَندَقا
وَزِنوا الكَلامَ وَسَدِّدوهُ فَإِنَّهُم / خَبَؤوا لَكُم في كُلِّ حَرفٍ مَزلَقا
وَاِمشوا عَلى حَذَرٍ فَإِنَّ طَريقَكُم / وَعرٌ أَطافَ بِهِ الهَلاكُ وَحَلَّقا
نَصَبوا لَكُم فيهِ الفِخاخَ وَأَرصَدوا / لِلسالِكينَ بِكُلِّ فَجٍّ مَوبِقا
المَوتُ في غِشيانِهِ وَطُروقِهِ / وَالمَوتُ كُلُّ المَوتِ أَلّا يُطرَقا
فَتَحَيَّنوا فُرَصَ الحَياةِ كَثيرَةً / وَتَعَجَّلوها بِالعَزائِمِ وَالرُقى
أَو فَاِخلُقوها قادِرينَ فَإِنَّما / فُرَصُ الحَياةِ خَليقَةٌ أَن تُخلَقا
وَتَفَيَّئوا ظِلَّ الأَريكَةِ وَاِقصِدوا / مَلِكاً بِأُمَّتِهِ أَبَرَّ وَأَرفَقا
لا زالَ تاجُ المُلكِ فَوقَ جَبينِهِ / تَحتَ الهِلالِ يَزينُ ذاكَ المَفرِقا
لاهُمَّ إِنَّ الغَربَ أَصبَحَ شُعلَةً
لاهُمَّ إِنَّ الغَربَ أَصبَحَ شُعلَةً / مِن هَولِها أُمُّ الصَواعِقِ تَفرَقُ
العِلمُ يُذكي نارَها وَتُثيرُها / مَدَنِيَّةٌ خَرقاءُ لا تَتَرَفَّقُ
وَلَقَد حَسِبتُ العِلمَ فينا نِعمَةً / تَأسو الضَعيفَ وَرَحمَةً تَتَدَفَّقُ
فَإِذا بِنِعمَتِهِ بَلاءٌ مُرهِقٌ / وَإِذا بِرَحمَتِهِ قَضاءٌ مُطبِقُ
عَجِزَ الرُماةُ عَنِ الرُماةِ فَأَرسَلوا / كِسَفاً يَموجُ بِها دُخانٌ يَخنُقُ
تَتَعَوَّذُ الآفاقُ مِنهُ وَتَنثَني / عَنهُ الرِياحُ وَيَتَّقيهِ الفَيلَقُ
وَتَنابَلوا بِالكيمِياءِ فَأَسرَفوا / وَتَساجَلوا بِالكَهرُباءِ فَأَغرَقوا
وَتَنازَلوا في الجَوِّ حينَ بَدا لَهُم / أَنَّ البَسيطَةَ عَن مَداهُم أَضيَقُ
نَفِسوا عَلى الحيتانِ واسِعَ مُلكِها / فَتَفَنَّنوا في سَلبِهِ وَتَأَنَّفوا
مَلَكوا مَسابِحَها عَلَيها بَعدَ ما / غَلَبوا النُسورَ عَلى الجِواءِ وَحَلَّقوا
إِن كانَ عَهدُ العِلمِ هَذا شَأنُهُ / فينا فَعَهدُ الجاهِلِيَّةِ أَرفَقُ
أَكثَرتُمُ التَصفيقَ في مَوطِنٍ
أَكثَرتُمُ التَصفيقَ في مَوطِنٍ / كانَ البُكا فيهِ بِنا أَليَقا
فَأَكرِموا صَبري بِإِنصاتِكُم / وَليُعذَرِ الدَمعُ إِذا صَفَّقا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025