المجموع : 32
غرِّد بشعر منك في روض المنى
غرِّد بشعر منك في روض المنى / روض المنى يا عَندَليب أَنيقُ
أحمامة صدحت بأجرد قاحل / هَلا صدحتِ عليه وَهوَ وَريق
يا روض زهرك قد تغير لونُهُ / لا أَنتَ أَنتَ وَلا الشَقيق شَقيق
أرسلت طَرفي في الفَضاء فَلَم يَقف
أرسلت طَرفي في الفَضاء فَلَم يَقف / فَعَلِمت أن البعد فيه سَحيقُ
يا طرف أَرجو في سراك إلى العلى / أَن لا يَعوقك عنده العيوق
بين النجوم به وأَنفسنا الَّتي / تَنوى الرَحيل من الأثير طَريق
اللَّيل داج وَالطَريق مخوفة / فضللت لَولا اللَّه وَالتَوفيق
الأقوياء بكل أَرض قد قضوا / أن لا تُراعى للضَعيق حقوق
إِنَّ الشعوب لتستحق تساوياً / لَولا اختلاف بينها وَفروق
إني أَخاف من انفجار هائِلٍ / فَعَلى النهى يتكاثر التَضييق
لَو كانَ هَذا الكَون فيه وازِعٌ / ما كانَ يَتَّسِع الجدا وَيَضيق
يودي الفَتى من حيث يسلم غيره / ما لِلسَلامة منهج مطروق
الكَون بحر من لَهيب لاهِب / وَالناس فيه سابح وَغَريق
في كل حَي شعلة من ناره / فَكأَنَّما هذي الحَياة حَريق
إِذا جاءَ يدلى بالوَلاء منافق
إِذا جاءَ يدلى بالوَلاء منافق / فَذاكَ بعطف منك غير خَليقِ
وَشر عدوّ من يجيئك لابساً / ليخدع منك العين ثوب صديق
يا ابنتي الشَمس آذنت بالشروقِ
يا ابنتي الشَمس آذنت بالشروقِ / فايقظي من هَذا الرقاد العَميقِ
يا ابنتي يا ابنتي صديقتك الشم / سُ اِستَفاقَت من نومها فاِستَفيقي
وَالعَصافير يا ابنتي تتغنّى / للضحى فوق كل غصن رَشيق
والأزاهير للعصافير ترنو / باسمات عَن لؤلؤ وَعَقيق
وَمياه العيون تمشي الهوَينا / فوق ظل تحت الغصون رَقيق
وَعَلى الماء يا ابنتي ورقات / هي ما بين عائم وَغَريق
لَيسَ في الروض غير قلب خفوق / لأمانيّهِ ووجه طَليق
شعري لكم قد جاء مستنهضاً
شعري لكم قد جاء مستنهضاً / من غير تَعقيد وإغلاقِ
إن كانَ لا ينهض شعري بكم / مزقت من غيظي أوراقي
الشَمس قد غربت فَقامَ مَقامها
الشَمس قد غربت فَقامَ مَقامها / شفقٌ بحاشية السماء رَقيقُ
لي حين يبدي اللَيل زهر نجومه / نظر إِلى الشعرى العبور سَحيق
وكأن هَذا اللَيل سجف أَسوَد / وَكأَنَّما فيه النجوم خروق
لي عند ذكرك يا صفا إِطراقُ
لي عند ذكرك يا صفا إِطراقُ / وَدموع حزن في التراب تراقُ
وتلهف وتأسف تبديهما / بحرارة من صدري الأعماق
فيك اللَيالي أَخلفت ميثاقها / إن اللَيالي مالها ميثاق
روَّى ضريحك عارض مترجز / يرغو فيهمى ودقه الغيداق
كانَت بك الآداب راقيةً فَما / فيها مجازَفةٌ ولا إِغراق
للشعر في الآفاق حين تَقوله / نفَسٌ كَما هبَّ الصَّبا خفاق
قبلته أذواق الرواة وإنما / في الشعر قد تتفاوت الأذواق
وَمنحت بالأدب الفَضائِلَ زينةً / فكأَنَّه في جيدها أَطواق
يا مشترى الآداب لا تسعوا فقد / نفد المتاع وسدَّت الأسواق
ما كلُّ ميتٍ يا عيوني فاذرفي / من أَجله تتحلَّب الآماق
يا كوكباً من عرش رفعته هوى / من بعد ما ضاءَت به الآفاق
أين ارتفاعك في مقامات العلى / بل اين ذلك الضوء والإشراق
اخترت من جوف الثرى متبوأً / علّ الثرى لك منزل تشتاق
إن الحَياة نعم عليك ثَقيلة / والنفي بعد العز لَيسَ يطاق
لا تلجأنَّ إلى المنية يا صفا / فالموت فيه تشتت وفراق
ملكت قوافيك القلوب بحسنها / وكذلك الآداب والأخلاق
الشعر يبكي في مصابك آسفاً / والنفس والأقلام والأوراق
فقدت بك الاتراك أَكبر حجة / للفضل كانَ على اسمه إطباق
حزنت عليك أماثل وأفاضل / وبكاك صحب منهم ورفاق
تجري عَلَى وجناتهم عبراتهم / فكأنما بين الدموع سباق
يا بدرَ فضلً تم حيناً نوره / فأصابه عند التمام محاق
هل صح أنك راقدٌ في حفرةٍ / فيها عليك من الثرى أطباق
في نوعه الإنسان يشبه دوحةً / للريح بين غصونها إخفاق
والناس تسقط عند كل مهبةٍ / منها كما تتساقط الأوراق
لَم يُبقِ مني الدهرُ بعدك ياصفا / إِلّا عيوناً دمعها رقراق
دافعت مِثلي عَن حقيقة أُمَّة / ما إِن لها لدفاعك اِستحقاق
فأردت إنهاضاً به لجماعة / كسلى لها في جهلها استغراق
قَد عشت غير مطأطئٍ في دولة / خضعت لجائر حكمها الأعناق
حاربت جيش عدائها ببسالة / في موقف شخصت به الأحداق
متيقناً أن الحكومة كلها / أسرٌ يغلّ الناس واسترقاق
تنفي الرجال لغير ما ذنب جنت / وعلى الأرامل مالها إشفاق
عبثاً تحامي يا صفا عنهم فما / للقوم فاغضض مقلتيك خلاق
والسم إن أبدى صرامة فعله / يوماً فماذا ينفع الدرياق
ما خاضَت الأحرار غمر كَريهة / إِلّا وأَنت الأوّل السباق
فثبتّ حين تذبذبوا وَتنكبوا / وَرحبت لما بالنوائب ضاقوا
ما كنت إِلّا لِلعَدالة عاشقاً / وَالعَدل مَحبوب له عشاق
لعبت بلبك من سلافة حبه / كأس كَما شاء الغَرام دهاق
وقد اضطهدت فزدت ثمة شهرة / كالعود يُكثر عَرفه الإحراق
أبديت فيه من التجمّل ما به / يبني عليك من الفخار رواق
ما كنت عن نصر البريءُ بقاعدٍ / أيام عمَّ الظلم والإرهاق
وألم خطب منه تزهق أنفس / ويمور في الأرض الدمُ المهراق
دفنَّا الحزمَ وَالخلقا
دفنَّا الحزمَ وَالخلقا / دفنا الصبحَ وَالفلقا
دفنا من إذا ما قا / ل يُبدي رأَيه صدقا
دفنا من لعادات / لنا موروثة خرقا
دفنا كوكباً في لَي / لنا قَد كانَ مؤتلقا
دفنا سيداً حراً / بغير الحق ما نطقا
مراداً ذلك الشهم ال / لذي لَم يعرف الفرقا
عَلى تَبجيله قد كا / ن كل الناس متفقا
أشاهد حمرة في الأف / قِ تطلي بالدم الأفقا
لعل الشمس قَد غابَت / فأبقت خلفَها شفقا
رأَيت البحر مضطرباً / رأَيت الفلك منخرقا
وَكانَ اللَيل فوق البح / ر جهماً ينشر الغسقا
وَراكبه كَثير اللَهْ / وِ لا يخشى به الغَرَقا
فؤادي حين فاجأه / نعيّ مراده خفقا
أَضاعَت دوحة العرفا / ن منها الزهر وَالوَرقا
سقاك الغَيث من تهطا / لِهِ يا قبره غدقا
سأرحل عن بغداد يوماً مخلفاً
سأرحل عن بغداد يوماً مخلفاً / بها الشعر إن الشعر مني مشتق
وَما هو إلا بعض ما أَنا واجد / وإلا شعور النفس مني والخلق
كنت مثل الهزار أَشدو بشعري
كنت مثل الهزار أَشدو بشعري / كل يوم في نبعة ذات ساق
ولقد كنت قد بنيت بجهد / لي عشاً في مجمع الأوراق
فأحال الغربان تهدم منه / ما بنته يدي بلا إشفاق
رخص الشعر في بلاد قد اِنحط / طت كما قد غلا بقطرٍ راقي
رب شعر أَنفقته في سبيل ال / حق حتى أَضر بي إنفاقي
لست بالشعر أَبتَغي لي كسباً / أَو أَداوي يوماً به إملاقي
أَيُّها الشعر أَنتَ لست متاعاً / يُشتَرى أَو يباع في الأسواق
باتَ الرجاء وحبله فإذا به
باتَ الرجاء وحبله فإذا به / عند الصباح بحبله مشنوق
لَهفي على شعب كبير ماجد / حرموه حكم الذات وهو حقيق
يا أمة الشرق انشطي وأفيقي
يا أمة الشرق انشطي وأفيقي / من طول نوم في الغداة عَميقِ
يا شرق أَهلك والجهالة ضلة / لا يهتدون لمنهج مطروق
يا شرق إن الناس ليس يضرهم / شيءٌ كمثل سياسة التفريق
يا شرق إن الغرب بعد هجوعه / دهراً أَفاق وأنت غير مفيق
يا شرق أَنتَ على العقول مضيق / والغرب مبقيها بلا تضييق
الغرب سباق وأَنت مقصر / يا شرق نحو مدى يرام سحيق
وَالفضل أَجمعه لمن هو سابق / والخزيُ كلُّ الخزي للمسبوق
طاروا بأَجنحة الصناعة فاِمتَطوا / ظهر الرياح مكان ظهر النوق
لا يخدعنْك تزلفٌ يدلي به / يا شرق إن الغرب غير صديق
وَطَني العراق ورب لَيل ساكت / ما كنت تسمع فيه غير شهيقي
قد طالَ حتى خلت أن نجومه / مربوطة في جوفه بعروقي
تبدي الهمومُ نواجذاً مسنونة / فأكاد من فزعي أغص بريقي
جمع الدجى شخصين تحت ردائه / من عاشق صبٍّ ومن معشوق
غربت في سيري إليه وشرقوا / شتان بين طريقهم وطريقي
إني يئست من الضياء فَلا أَرى / إلا بجانب مصر بعض بريق
العلم يا بلداً نشأت بأَرضه / ضاعت لديك حقوقه وحقوقي
يا نفس قد سبوك حين نصحتهم / هذا جزاء الصادقين فذوقي
حجر رموه يطلبون برميه / كسراً لقلب كالزجاج رقيق
قلب يطيق عظيم كل رزية / لكنه للذل غير مطيق
للبطل ألسنةٌ تقول طليقة / والحق ليس لسانه بطليق
كم أزبدوا حنقاً عليَّ وزمجروا / وعلا ضجيجهمُ إلى العيّوق
كَم قد أَشاعوا عَن لساني بينهم / نبأً يسوء الشعب غير وثيق
قالوا اطردوا الزنديق من أوطانكم / ماذا يخاف القوم من زنديق
قالوا اقتلوه إنما هو مارق / ماذا يضر المؤمنين مروقي
أَنا لست زنديقاً ولا أَنا مارق / حتى يحل لظفركم تمزيقي
لَقَد جاءَ يوم فيه ينتبه الشَرقُ
لَقَد جاءَ يوم فيه ينتبه الشَرقُ / وَيرجع محموداً إِلى أَهله الحقُّ
إذا الشرق ألقى في الحياة اعتماده / عَلى نفسه مستغنياً أَفلح الشرق
وأَكبر أَنصار البلاد رجالها / وأَحسن أَخلاق الرجال هو الصدق
وإن دعام الحذق خلق يقيمه / فإن لم يكن خلق فلا ينفع الحذق
وفي بعض من عاشرت شيء تجله / فذلك لو فتشت عنه هو الخلق
جرى الشرق شوطاً في الرهان وبعده / جرى الغرب حثحاثاً فكان له السبق
يقاسي القيود الشرق والغرب مطلق / فبين كلا القسمين هذا هُوَ الفرق
إن الشرق بعد اليوم لم يرع نفسه / أَلمَّت به الجلّى وعاجله المحق
أَلا فليرقع ثوبه كل من له / يد قبلما في الثوب يتسع الخرق
قد انطفأت تلك النهى منذ أعصر / وتومض أَحياناً كما يومض البرق
أحسُّ بأن الشرق ينبض عرقه / فَلَو لَم يكن حياً لما نبض العرق
يريد ليحيا الشعب حراً كغيره / وأَكبر أَرزاء الشعوب هو الرق
متىّ أَيُّها الصبح الجَميل تبين لي / فيبيض في ليل الهموم بك الأفق
أَتَعلم ليلى أنَّ في الحي مغرماً / بها لفؤاد بات يحمله خفق
إذا لَم يكن سير السياسة راشداً / فما إن يفيد العنف منها ولا الرفق
يحاول ناس خوض دجلة جهدهم / وتمنعهم منها الزوابع والعمق
إذا جئتني لَيلاً فدعنيَ راقداً / وَفي الصبح أَيقظني متى غنت الورق
هُوَ الصبح إي واللَه قد لاح سيفه / وإن إهاب الليل منه سينشق
مَتى ما اطمأن القلب بالنفع في الحيا / فَقَد لا يَروع الليل والرعد والبرق
وإن الَّذي يَسعى لتحرير أُمَّة / يهون عليه النفي والسجن والشنق
إذا رمت عن دار المذلة رحلة / فسر قبل أَن تنسد في وجهك الطرق
وإن لم تكن للشعب أذن سميعة / فَماذا عسى أَن ينفع القائل النطق
قد اسودَّ ليلي بالسحاب فَلا أَرى / طَريقي به إلا إذا أَومض البرق
فَيا رَب في بغداد قد كثر الأذى / وَيا رب في بغداد قد ضجر الخلق
لَقَد أَضاعَت عنده
لَقَد أَضاعَت عنده / من الحياة حقَّها
فَهَل تزوجت به / أَم ملَّكته رقَّها
يسومها الخسف فإن / تذمرت طلَّقها
ذلك ما أَخشنه / وَتلك ما أَرقها
وإنها الروح الَّتي / بعسفه أزهقها
يجبرها أن تأَتي ال / كذب متى أَنطقها
إن صدقت كذبها / أَو كذبت صدقها
عانَقَتني لَيلى لوشك الفراقِ
عانَقَتني لَيلى لوشك الفراقِ / فَتلاقَت دموعنا في العناقِ
في أصيل للشمل فيه شتات / لدواع وللدموع تلاقي
لَو يصح التَشبيه قلت دموعي / يتبادرن مثل خيل السباق
لَم أَكُن قد عشقت وحديَ لَيلى / إن لَيلى كثيرة العشاق
غير أني أحس في القلب مني / بهواها كمثل نار حُراق
وَلَقَد تنظرون صورة لَيلى / كخيال في دَمعي الرقراق
كلنا مشتاق إليها ولكن / لا تضاهي أَشواقكم أَشواقي
كلكم قد فزتم برحمة لَيلى / غير أني منيت بالإخفاق
تَعتَري جسمي هزة حين تبدو / أو تلاقي أَحداقها أَحداقي
أَنت يا لَيلى كل ما أَتمنا / ه لِنَفسي أيام عمري الباقي
كنت بي برة وكان وثوق / ليَ بالعهد منك والميثاق
لي على حبي للعراق شهود / من دموعي وَقَلبي الخفاق
ربطتني أواصر محكمات / ببلادي ولن أحل وثاقي
ليس بي ما يريب عند بكائي / غير أني مفارق لرفاقي
إن حبي لمن أفارق فيها / يَتَجلى في دَمعيَ المهراق
لَيسَ لي من بعد العراق مقر / غير مصر ومصر أخت العراق
في رحيلي عن العراق إلى مص / ر مصابي معادل لاشتياقي
الوداع الوداع يا أهل ودي / فأَرى أن قد حان وقت الفراق
لست أَدري أراجع أنا يوماً / أم لحتفي قبل الرجوع ملاقي
طالَ لَيلي وَطالَ فيه شَقائي / واختلافي مع الأسى واتفاقي
كانَ ضغط الدجى عليه شديداً / فأتى الصبح مؤذناً بانفلاق
سوف تنسونني وتنسون عهدي / وتجف الدموع في الآماق
وَلَقَد تسمعون من مصر صوتي / في قصيد تذيع في الآفاق
لَيسَ صوت من الأعالي سيأتي / مثل صوت يأتي من الأعماق
إن أعدائي في العراق كثير / كلهم فيه آخذ بخناقي
سأولي ربوع بغداد ظهري / تاركاً خيرها لأهل النفاق
أزهقوا روح الحق فيما أتوه / أي نفع لهم من الإزهاق
ومن الصعب أن أداريَ ناساً / قد تنافي أخلاقهم أخلاقي
أصلح اللَه ثلة شتموني / وأطالوا في موطني إرهاقي
إنني قد صفحت عنهم فَلا أح / مل حقداً لهم على الإطلاق
لَيسَ قصدي مِمّا ذكرت عتاباً / غير أني أوردته في السياق
قد رحلنا عن العراق جميعاً / أنا والشعر والهوى باتفاق
حسُن الشعر في السفار رفيقاً / زاكي الأصل طيب الأعراق
حبذا الشعر يسلم اللفظ من حش / وٍ به والمعنى من الإغراق
يشبه المعنى الساقط اللفظ خوداً / رفلت في ثوب لها اخلاق
إنما أكثر القريض سيفنى / وَقَليل منه على الدهر باقي
كثرت أنجم السماء ولكن / لا تساوي لناظر في ائتلاق
كنت مثل الهزار أشدو بشعري / كل يوم في نبعة ذات ساق
وَلَقَد كنت قد بنيت بجهد / ليَ عشاً في مجمع الأوراق
فأَحال الغربان تهدم منه / ما بنته يدي بلا إشفاق
رخص الشعر في بلاد قد انحط / طت كما قد غلا بقطرٍ راقي
رب شعر أنفقته في سبيل ال / حق حتى أضرَّ بي إنفاقي
لست بالشعر أَبتَغي لي كسباً / أَو أداوي يوماً به إملاقي
أَيُّها الشعر أَنت لست متاعاً / يُشتَرى أَو يباع في الأسواق
لَقَد طرقت ليلى بليلٍ تزورني
لَقَد طرقت ليلى بليلٍ تزورني / فَيا حبذا لَيلى وَيا حبذا الطرقُ
وَساءَلتها كيف اِهتدَت لي فَلَم تجب / فَما بال لَيلى لا يطاوعها النطق
وَبعد قَليل بان لي أنَّ ما أَرى / خيال تجلَّى لي يصوره الومق
فَما تلك إلا طيف لَيلى وإنه / شَبيه بليلى لَيسَ بينهما فرق
وأعني بليلى موطناً ما ذكرته / على البعد إلا كان دَمعي له دفق
إنها العادات لا يخلعها
إنها العادات لا يخلعها / غير ذاكَ المارق المنطلق
قد تَلقَّاها تراثاً سيئاً / أحمقٌ عن أحمقٍ عن أحمق
توقفت لا أدري تجاه الحقائق
توقفت لا أدري تجاه الحقائق / أأني خلقت أم هو خالقي
لئن وثق الجمهور خالقاً / فرب حكيم بينهم غير واثق
وكيف اعتقادي بالذي قد أراد لي / شروراً وجازاني مجازاة حانق
يقدر لي كفوا فإن جئته نكى / وكان إلى وادي جهنم سائقي
أأكفر لما شاء لي الكفر ساعة / واخلد في النيران غير مفارق
بقلبي أن يهدي عباده / فاكتم ما في القلب كتم المنافق
متى يصبح الإنسان حراً يقول ما / يريد ويبدي ما يرى غير فارق
وللناس زعم في الذي يعبدونه / ولكن ذاك الزعم غير مطابق
فمن قائل جسم على عرشه استوى / ومن قائل نور زها في المشارق
ومن قائل بل ربنا اللَه قوة / سرى فعلها في جسم كل الخلائق
ومن قائل ما اللَه جسما وقوة / بل اللَه شيء فوق كل الخوارق
يقولون ما يوحى إليهم ضميرهم / وما أحد فيما يقول بصادق
أتحسب أن الكون قد كان عاطلاً
أتحسب أن الكون قد كان عاطلاً / فلا أرضنا تسعى ولا الشمس تشرق
وقد خلق العوالم بغتة / وكان زمانا قبلها ليس يخلق
لئن كان هذا في اعتقادك راسخاً / فأنت لعمري في الحقيقة أحمق
بالذي شاع بينهم
بالذي شاع بينهم / من حديث الخوارق
إن تكن أنت واثقاً / فأنا غير واثق
أسأل العقل وحده / أنا بالعقل واثق
هل لما ليس ينتهي / عمرك اللَه خالق
سبحوا أمس للمؤثر / واليوم للأثر
إنهم يضربون في / كل يوم على وتر
أيها الكفر أنت لي / قبل خلقي مقدر
فسواء أردت أم / لم أرد سوف أكفر
إنما فكرة / من الجهل تنجم
عبد الناس في / معابدهم ما توهموا
لما حبا الناس / من قبل يسلب
وعلى من أتوا هنا / لك ما يشاء يغضب
يقول ما / قاله ثم يخرس
وعلى العرش بعدما / خلق الكون يجلس