القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 32
غرِّد بشعر منك في روض المنى
غرِّد بشعر منك في روض المنى / روض المنى يا عَندَليب أَنيقُ
أحمامة صدحت بأجرد قاحل / هَلا صدحتِ عليه وَهوَ وَريق
يا روض زهرك قد تغير لونُهُ / لا أَنتَ أَنتَ وَلا الشَقيق شَقيق
أرسلت طَرفي في الفَضاء فَلَم يَقف
أرسلت طَرفي في الفَضاء فَلَم يَقف / فَعَلِمت أن البعد فيه سَحيقُ
يا طرف أَرجو في سراك إلى العلى / أَن لا يَعوقك عنده العيوق
بين النجوم به وأَنفسنا الَّتي / تَنوى الرَحيل من الأثير طَريق
اللَّيل داج وَالطَريق مخوفة / فضللت لَولا اللَّه وَالتَوفيق
الأقوياء بكل أَرض قد قضوا / أن لا تُراعى للضَعيق حقوق
إِنَّ الشعوب لتستحق تساوياً / لَولا اختلاف بينها وَفروق
إني أَخاف من انفجار هائِلٍ / فَعَلى النهى يتكاثر التَضييق
لَو كانَ هَذا الكَون فيه وازِعٌ / ما كانَ يَتَّسِع الجدا وَيَضيق
يودي الفَتى من حيث يسلم غيره / ما لِلسَلامة منهج مطروق
الكَون بحر من لَهيب لاهِب / وَالناس فيه سابح وَغَريق
في كل حَي شعلة من ناره / فَكأَنَّما هذي الحَياة حَريق
إِذا جاءَ يدلى بالوَلاء منافق
إِذا جاءَ يدلى بالوَلاء منافق / فَذاكَ بعطف منك غير خَليقِ
وَشر عدوّ من يجيئك لابساً / ليخدع منك العين ثوب صديق
يا ابنتي الشَمس آذنت بالشروقِ
يا ابنتي الشَمس آذنت بالشروقِ / فايقظي من هَذا الرقاد العَميقِ
يا ابنتي يا ابنتي صديقتك الشم / سُ اِستَفاقَت من نومها فاِستَفيقي
وَالعَصافير يا ابنتي تتغنّى / للضحى فوق كل غصن رَشيق
والأزاهير للعصافير ترنو / باسمات عَن لؤلؤ وَعَقيق
وَمياه العيون تمشي الهوَينا / فوق ظل تحت الغصون رَقيق
وَعَلى الماء يا ابنتي ورقات / هي ما بين عائم وَغَريق
لَيسَ في الروض غير قلب خفوق / لأمانيّهِ ووجه طَليق
شعري لكم قد جاء مستنهضاً
شعري لكم قد جاء مستنهضاً / من غير تَعقيد وإغلاقِ
إن كانَ لا ينهض شعري بكم / مزقت من غيظي أوراقي
الشَمس قد غربت فَقامَ مَقامها
الشَمس قد غربت فَقامَ مَقامها / شفقٌ بحاشية السماء رَقيقُ
لي حين يبدي اللَيل زهر نجومه / نظر إِلى الشعرى العبور سَحيق
وكأن هَذا اللَيل سجف أَسوَد / وَكأَنَّما فيه النجوم خروق
لي عند ذكرك يا صفا إِطراقُ
لي عند ذكرك يا صفا إِطراقُ / وَدموع حزن في التراب تراقُ
وتلهف وتأسف تبديهما / بحرارة من صدري الأعماق
فيك اللَيالي أَخلفت ميثاقها / إن اللَيالي مالها ميثاق
روَّى ضريحك عارض مترجز / يرغو فيهمى ودقه الغيداق
كانَت بك الآداب راقيةً فَما / فيها مجازَفةٌ ولا إِغراق
للشعر في الآفاق حين تَقوله / نفَسٌ كَما هبَّ الصَّبا خفاق
قبلته أذواق الرواة وإنما / في الشعر قد تتفاوت الأذواق
وَمنحت بالأدب الفَضائِلَ زينةً / فكأَنَّه في جيدها أَطواق
يا مشترى الآداب لا تسعوا فقد / نفد المتاع وسدَّت الأسواق
ما كلُّ ميتٍ يا عيوني فاذرفي / من أَجله تتحلَّب الآماق
يا كوكباً من عرش رفعته هوى / من بعد ما ضاءَت به الآفاق
أين ارتفاعك في مقامات العلى / بل اين ذلك الضوء والإشراق
اخترت من جوف الثرى متبوأً / علّ الثرى لك منزل تشتاق
إن الحَياة نعم عليك ثَقيلة / والنفي بعد العز لَيسَ يطاق
لا تلجأنَّ إلى المنية يا صفا / فالموت فيه تشتت وفراق
ملكت قوافيك القلوب بحسنها / وكذلك الآداب والأخلاق
الشعر يبكي في مصابك آسفاً / والنفس والأقلام والأوراق
فقدت بك الاتراك أَكبر حجة / للفضل كانَ على اسمه إطباق
حزنت عليك أماثل وأفاضل / وبكاك صحب منهم ورفاق
تجري عَلَى وجناتهم عبراتهم / فكأنما بين الدموع سباق
يا بدرَ فضلً تم حيناً نوره / فأصابه عند التمام محاق
هل صح أنك راقدٌ في حفرةٍ / فيها عليك من الثرى أطباق
في نوعه الإنسان يشبه دوحةً / للريح بين غصونها إخفاق
والناس تسقط عند كل مهبةٍ / منها كما تتساقط الأوراق
لَم يُبقِ مني الدهرُ بعدك ياصفا / إِلّا عيوناً دمعها رقراق
دافعت مِثلي عَن حقيقة أُمَّة / ما إِن لها لدفاعك اِستحقاق
فأردت إنهاضاً به لجماعة / كسلى لها في جهلها استغراق
قَد عشت غير مطأطئٍ في دولة / خضعت لجائر حكمها الأعناق
حاربت جيش عدائها ببسالة / في موقف شخصت به الأحداق
متيقناً أن الحكومة كلها / أسرٌ يغلّ الناس واسترقاق
تنفي الرجال لغير ما ذنب جنت / وعلى الأرامل مالها إشفاق
عبثاً تحامي يا صفا عنهم فما / للقوم فاغضض مقلتيك خلاق
والسم إن أبدى صرامة فعله / يوماً فماذا ينفع الدرياق
ما خاضَت الأحرار غمر كَريهة / إِلّا وأَنت الأوّل السباق
فثبتّ حين تذبذبوا وَتنكبوا / وَرحبت لما بالنوائب ضاقوا
ما كنت إِلّا لِلعَدالة عاشقاً / وَالعَدل مَحبوب له عشاق
لعبت بلبك من سلافة حبه / كأس كَما شاء الغَرام دهاق
وقد اضطهدت فزدت ثمة شهرة / كالعود يُكثر عَرفه الإحراق
أبديت فيه من التجمّل ما به / يبني عليك من الفخار رواق
ما كنت عن نصر البريءُ بقاعدٍ / أيام عمَّ الظلم والإرهاق
وألم خطب منه تزهق أنفس / ويمور في الأرض الدمُ المهراق
دفنَّا الحزمَ وَالخلقا
دفنَّا الحزمَ وَالخلقا / دفنا الصبحَ وَالفلقا
دفنا من إذا ما قا / ل يُبدي رأَيه صدقا
دفنا من لعادات / لنا موروثة خرقا
دفنا كوكباً في لَي / لنا قَد كانَ مؤتلقا
دفنا سيداً حراً / بغير الحق ما نطقا
مراداً ذلك الشهم ال / لذي لَم يعرف الفرقا
عَلى تَبجيله قد كا / ن كل الناس متفقا
أشاهد حمرة في الأف / قِ تطلي بالدم الأفقا
لعل الشمس قَد غابَت / فأبقت خلفَها شفقا
رأَيت البحر مضطرباً / رأَيت الفلك منخرقا
وَكانَ اللَيل فوق البح / ر جهماً ينشر الغسقا
وَراكبه كَثير اللَهْ / وِ لا يخشى به الغَرَقا
فؤادي حين فاجأه / نعيّ مراده خفقا
أَضاعَت دوحة العرفا / ن منها الزهر وَالوَرقا
سقاك الغَيث من تهطا / لِهِ يا قبره غدقا
سأرحل عن بغداد يوماً مخلفاً
سأرحل عن بغداد يوماً مخلفاً / بها الشعر إن الشعر مني مشتق
وَما هو إلا بعض ما أَنا واجد / وإلا شعور النفس مني والخلق
كنت مثل الهزار أَشدو بشعري
كنت مثل الهزار أَشدو بشعري / كل يوم في نبعة ذات ساق
ولقد كنت قد بنيت بجهد / لي عشاً في مجمع الأوراق
فأحال الغربان تهدم منه / ما بنته يدي بلا إشفاق
رخص الشعر في بلاد قد اِنحط / طت كما قد غلا بقطرٍ راقي
رب شعر أَنفقته في سبيل ال / حق حتى أَضر بي إنفاقي
لست بالشعر أَبتَغي لي كسباً / أَو أَداوي يوماً به إملاقي
أَيُّها الشعر أَنتَ لست متاعاً / يُشتَرى أَو يباع في الأسواق
باتَ الرجاء وحبله فإذا به
باتَ الرجاء وحبله فإذا به / عند الصباح بحبله مشنوق
لَهفي على شعب كبير ماجد / حرموه حكم الذات وهو حقيق
يا أمة الشرق انشطي وأفيقي
يا أمة الشرق انشطي وأفيقي / من طول نوم في الغداة عَميقِ
يا شرق أَهلك والجهالة ضلة / لا يهتدون لمنهج مطروق
يا شرق إن الناس ليس يضرهم / شيءٌ كمثل سياسة التفريق
يا شرق إن الغرب بعد هجوعه / دهراً أَفاق وأنت غير مفيق
يا شرق أَنتَ على العقول مضيق / والغرب مبقيها بلا تضييق
الغرب سباق وأَنت مقصر / يا شرق نحو مدى يرام سحيق
وَالفضل أَجمعه لمن هو سابق / والخزيُ كلُّ الخزي للمسبوق
طاروا بأَجنحة الصناعة فاِمتَطوا / ظهر الرياح مكان ظهر النوق
لا يخدعنْك تزلفٌ يدلي به / يا شرق إن الغرب غير صديق
وَطَني العراق ورب لَيل ساكت / ما كنت تسمع فيه غير شهيقي
قد طالَ حتى خلت أن نجومه / مربوطة في جوفه بعروقي
تبدي الهمومُ نواجذاً مسنونة / فأكاد من فزعي أغص بريقي
جمع الدجى شخصين تحت ردائه / من عاشق صبٍّ ومن معشوق
غربت في سيري إليه وشرقوا / شتان بين طريقهم وطريقي
إني يئست من الضياء فَلا أَرى / إلا بجانب مصر بعض بريق
العلم يا بلداً نشأت بأَرضه / ضاعت لديك حقوقه وحقوقي
يا نفس قد سبوك حين نصحتهم / هذا جزاء الصادقين فذوقي
حجر رموه يطلبون برميه / كسراً لقلب كالزجاج رقيق
قلب يطيق عظيم كل رزية / لكنه للذل غير مطيق
للبطل ألسنةٌ تقول طليقة / والحق ليس لسانه بطليق
كم أزبدوا حنقاً عليَّ وزمجروا / وعلا ضجيجهمُ إلى العيّوق
كَم قد أَشاعوا عَن لساني بينهم / نبأً يسوء الشعب غير وثيق
قالوا اطردوا الزنديق من أوطانكم / ماذا يخاف القوم من زنديق
قالوا اقتلوه إنما هو مارق / ماذا يضر المؤمنين مروقي
أَنا لست زنديقاً ولا أَنا مارق / حتى يحل لظفركم تمزيقي
لَقَد جاءَ يوم فيه ينتبه الشَرقُ
لَقَد جاءَ يوم فيه ينتبه الشَرقُ / وَيرجع محموداً إِلى أَهله الحقُّ
إذا الشرق ألقى في الحياة اعتماده / عَلى نفسه مستغنياً أَفلح الشرق
وأَكبر أَنصار البلاد رجالها / وأَحسن أَخلاق الرجال هو الصدق
وإن دعام الحذق خلق يقيمه / فإن لم يكن خلق فلا ينفع الحذق
وفي بعض من عاشرت شيء تجله / فذلك لو فتشت عنه هو الخلق
جرى الشرق شوطاً في الرهان وبعده / جرى الغرب حثحاثاً فكان له السبق
يقاسي القيود الشرق والغرب مطلق / فبين كلا القسمين هذا هُوَ الفرق
إن الشرق بعد اليوم لم يرع نفسه / أَلمَّت به الجلّى وعاجله المحق
أَلا فليرقع ثوبه كل من له / يد قبلما في الثوب يتسع الخرق
قد انطفأت تلك النهى منذ أعصر / وتومض أَحياناً كما يومض البرق
أحسُّ بأن الشرق ينبض عرقه / فَلَو لَم يكن حياً لما نبض العرق
يريد ليحيا الشعب حراً كغيره / وأَكبر أَرزاء الشعوب هو الرق
متىّ أَيُّها الصبح الجَميل تبين لي / فيبيض في ليل الهموم بك الأفق
أَتَعلم ليلى أنَّ في الحي مغرماً / بها لفؤاد بات يحمله خفق
إذا لَم يكن سير السياسة راشداً / فما إن يفيد العنف منها ولا الرفق
يحاول ناس خوض دجلة جهدهم / وتمنعهم منها الزوابع والعمق
إذا جئتني لَيلاً فدعنيَ راقداً / وَفي الصبح أَيقظني متى غنت الورق
هُوَ الصبح إي واللَه قد لاح سيفه / وإن إهاب الليل منه سينشق
مَتى ما اطمأن القلب بالنفع في الحيا / فَقَد لا يَروع الليل والرعد والبرق
وإن الَّذي يَسعى لتحرير أُمَّة / يهون عليه النفي والسجن والشنق
إذا رمت عن دار المذلة رحلة / فسر قبل أَن تنسد في وجهك الطرق
وإن لم تكن للشعب أذن سميعة / فَماذا عسى أَن ينفع القائل النطق
قد اسودَّ ليلي بالسحاب فَلا أَرى / طَريقي به إلا إذا أَومض البرق
فَيا رَب في بغداد قد كثر الأذى / وَيا رب في بغداد قد ضجر الخلق
لَقَد أَضاعَت عنده
لَقَد أَضاعَت عنده / من الحياة حقَّها
فَهَل تزوجت به / أَم ملَّكته رقَّها
يسومها الخسف فإن / تذمرت طلَّقها
ذلك ما أَخشنه / وَتلك ما أَرقها
وإنها الروح الَّتي / بعسفه أزهقها
يجبرها أن تأَتي ال / كذب متى أَنطقها
إن صدقت كذبها / أَو كذبت صدقها
عانَقَتني لَيلى لوشك الفراقِ
عانَقَتني لَيلى لوشك الفراقِ / فَتلاقَت دموعنا في العناقِ
في أصيل للشمل فيه شتات / لدواع وللدموع تلاقي
لَو يصح التَشبيه قلت دموعي / يتبادرن مثل خيل السباق
لَم أَكُن قد عشقت وحديَ لَيلى / إن لَيلى كثيرة العشاق
غير أني أحس في القلب مني / بهواها كمثل نار حُراق
وَلَقَد تنظرون صورة لَيلى / كخيال في دَمعي الرقراق
كلنا مشتاق إليها ولكن / لا تضاهي أَشواقكم أَشواقي
كلكم قد فزتم برحمة لَيلى / غير أني منيت بالإخفاق
تَعتَري جسمي هزة حين تبدو / أو تلاقي أَحداقها أَحداقي
أَنت يا لَيلى كل ما أَتمنا / ه لِنَفسي أيام عمري الباقي
كنت بي برة وكان وثوق / ليَ بالعهد منك والميثاق
لي على حبي للعراق شهود / من دموعي وَقَلبي الخفاق
ربطتني أواصر محكمات / ببلادي ولن أحل وثاقي
ليس بي ما يريب عند بكائي / غير أني مفارق لرفاقي
إن حبي لمن أفارق فيها / يَتَجلى في دَمعيَ المهراق
لَيسَ لي من بعد العراق مقر / غير مصر ومصر أخت العراق
في رحيلي عن العراق إلى مص / ر مصابي معادل لاشتياقي
الوداع الوداع يا أهل ودي / فأَرى أن قد حان وقت الفراق
لست أَدري أراجع أنا يوماً / أم لحتفي قبل الرجوع ملاقي
طالَ لَيلي وَطالَ فيه شَقائي / واختلافي مع الأسى واتفاقي
كانَ ضغط الدجى عليه شديداً / فأتى الصبح مؤذناً بانفلاق
سوف تنسونني وتنسون عهدي / وتجف الدموع في الآماق
وَلَقَد تسمعون من مصر صوتي / في قصيد تذيع في الآفاق
لَيسَ صوت من الأعالي سيأتي / مثل صوت يأتي من الأعماق
إن أعدائي في العراق كثير / كلهم فيه آخذ بخناقي
سأولي ربوع بغداد ظهري / تاركاً خيرها لأهل النفاق
أزهقوا روح الحق فيما أتوه / أي نفع لهم من الإزهاق
ومن الصعب أن أداريَ ناساً / قد تنافي أخلاقهم أخلاقي
أصلح اللَه ثلة شتموني / وأطالوا في موطني إرهاقي
إنني قد صفحت عنهم فَلا أح / مل حقداً لهم على الإطلاق
لَيسَ قصدي مِمّا ذكرت عتاباً / غير أني أوردته في السياق
قد رحلنا عن العراق جميعاً / أنا والشعر والهوى باتفاق
حسُن الشعر في السفار رفيقاً / زاكي الأصل طيب الأعراق
حبذا الشعر يسلم اللفظ من حش / وٍ به والمعنى من الإغراق
يشبه المعنى الساقط اللفظ خوداً / رفلت في ثوب لها اخلاق
إنما أكثر القريض سيفنى / وَقَليل منه على الدهر باقي
كثرت أنجم السماء ولكن / لا تساوي لناظر في ائتلاق
كنت مثل الهزار أشدو بشعري / كل يوم في نبعة ذات ساق
وَلَقَد كنت قد بنيت بجهد / ليَ عشاً في مجمع الأوراق
فأَحال الغربان تهدم منه / ما بنته يدي بلا إشفاق
رخص الشعر في بلاد قد انحط / طت كما قد غلا بقطرٍ راقي
رب شعر أنفقته في سبيل ال / حق حتى أضرَّ بي إنفاقي
لست بالشعر أَبتَغي لي كسباً / أَو أداوي يوماً به إملاقي
أَيُّها الشعر أَنت لست متاعاً / يُشتَرى أَو يباع في الأسواق
لَقَد طرقت ليلى بليلٍ تزورني
لَقَد طرقت ليلى بليلٍ تزورني / فَيا حبذا لَيلى وَيا حبذا الطرقُ
وَساءَلتها كيف اِهتدَت لي فَلَم تجب / فَما بال لَيلى لا يطاوعها النطق
وَبعد قَليل بان لي أنَّ ما أَرى / خيال تجلَّى لي يصوره الومق
فَما تلك إلا طيف لَيلى وإنه / شَبيه بليلى لَيسَ بينهما فرق
وأعني بليلى موطناً ما ذكرته / على البعد إلا كان دَمعي له دفق
إنها العادات لا يخلعها
إنها العادات لا يخلعها / غير ذاكَ المارق المنطلق
قد تَلقَّاها تراثاً سيئاً / أحمقٌ عن أحمقٍ عن أحمق
توقفت لا أدري تجاه الحقائق
توقفت لا أدري تجاه الحقائق / أأني خلقت أم هو خالقي
لئن وثق الجمهور خالقاً / فرب حكيم بينهم غير واثق
وكيف اعتقادي بالذي قد أراد لي / شروراً وجازاني مجازاة حانق
يقدر لي كفوا فإن جئته نكى / وكان إلى وادي جهنم سائقي
أأكفر لما شاء لي الكفر ساعة / واخلد في النيران غير مفارق
بقلبي أن يهدي عباده / فاكتم ما في القلب كتم المنافق
متى يصبح الإنسان حراً يقول ما / يريد ويبدي ما يرى غير فارق
وللناس زعم في الذي يعبدونه / ولكن ذاك الزعم غير مطابق
فمن قائل جسم على عرشه استوى / ومن قائل نور زها في المشارق
ومن قائل بل ربنا اللَه قوة / سرى فعلها في جسم كل الخلائق
ومن قائل ما اللَه جسما وقوة / بل اللَه شيء فوق كل الخوارق
يقولون ما يوحى إليهم ضميرهم / وما أحد فيما يقول بصادق
أتحسب أن الكون قد كان عاطلاً
أتحسب أن الكون قد كان عاطلاً / فلا أرضنا تسعى ولا الشمس تشرق
وقد خلق العوالم بغتة / وكان زمانا قبلها ليس يخلق
لئن كان هذا في اعتقادك راسخاً / فأنت لعمري في الحقيقة أحمق
بالذي شاع بينهم
بالذي شاع بينهم / من حديث الخوارق
إن تكن أنت واثقاً / فأنا غير واثق
أسأل العقل وحده / أنا بالعقل واثق
هل لما ليس ينتهي / عمرك اللَه خالق
سبحوا أمس للمؤثر / واليوم للأثر
إنهم يضربون في / كل يوم على وتر
أيها الكفر أنت لي / قبل خلقي مقدر
فسواء أردت أم / لم أرد سوف أكفر
إنما فكرة / من الجهل تنجم
عبد الناس في / معابدهم ما توهموا
لما حبا الناس / من قبل يسلب
وعلى من أتوا هنا / لك ما يشاء يغضب
يقول ما / قاله ثم يخرس
وعلى العرش بعدما / خلق الكون يجلس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025