تِلكَ عِرسي رامَت سَفاهاً فِراقي
تِلكَ عِرسي رامَت سَفاهاً فِراقي / وَاِستَمَلَّت فَما تواتي عِناقي
زَعمت أَنَّها مِلاكي مَعَ الما / لِ وَأَنّي مُحالِفُ الإِملاقِ
ثُمَّ نامَت عُيونُها بَعدَ وَهنٍ / حُشِيَ الصّابَ جَفنُها وَالمَآقي
وَتناسَت مُصيبَةً بِدِمَشق / أَشخَصَت مُهجَتي فُوَيقَ التَّراقي
يَومَ أَدنَوا إِلى اِبنِ عُروَةَ نَعشاً / بَينَ أَيدي الرِّجالِ وَالأَعناقِ
فَاِستَقلوا بِهِ شِراعاً إِلى ال / قَبرِ وَما إِن يَحُثّهم مِن سِباقِ
لمقامٍ زَلخٍ فَلَمّا أَجَنّوا / شَخصَهُ وَاِرتَقوا وَلَيسَ بِراقي
كِدتُ أَقضي الحَياةَ إِذ غَيَّبوهُ / في ضَريحٍ مُراصِفِ الأَطباقِ
فَاِعتَراني الأَسى عَلَيهِ بِوَجدٍ / سَدَّ مَكبوتُهُ مَجيءَ الفُواقِ
فَتَوَلَّيتُ موجَعاً قَد شَجاني / قُربُ عَهدٍ بِهِ وَبُعدُ تَلاقي
عارِفاً بِالزَّمانِ أَعلَمُ أَنّي / لابِسٌ حُلَّةً بِعَيشٍ رَماقِ
وَلَعَمري لَقَد أُصِبتُ بِفَرعٍ / ثاقِبِ الزَّندِ ماجِدِ الأَعراقِ
وَلَقَد كُنتُ لِلحُتوفِ عَلَيهِ / مُشفِقاً لَو أَعاذَهُ إِشفاقي
فَإِذا المَوتُ لا يُرَدُّ بِحِرصٍ / مِن حريصٍ وَلا بِرُقيَةِ راقي
وَغنينا كَاِبني نُوَيرَةَ إِذ عا / شا جَميعاً بِغِبطَةٍ وَاِتِّفاقِ
ثُمَّ صِرنا لِفُرقَةٍ ذاتِ بُعدٍ / كُلُّ حَيٍّ مَصيرُهُ لِفِراقِ