المجموع : 3
ألسيع صل ماله من راقى
ألسيع صل ماله من راقى / أَم مُبتَلى بتحمل الأَشواق
أَم لحظة سَبَقَت عليه فَأَمرَضَت / أَحشاءَه بِمَريضة الأَحداق
شَغَلَته ذاتَ الخال وَهيَ خَلية / فَمَتى تلاقى بعض ما هُوَ لاقى
لَولا بدور في الخد وَركوا نس / ماهامَ ذو شجر بذات نطاق
تَجري الخطوب فَما أَمر عَلى الفَتى / من يوم بين بعد يوم تَلاقى
يا ساقي العشاق راح صبابة / أَدر الصَبابة واسقنى يا ساقى
المَطى اذا مررت بذى اللقا / نَبكي الرسوم وَلَو بقدر فواق
ان كنت لَم تذق الغَرام فإِنَّني / ثمل بكأس لِلغَرام دهاق
ما كنت أَعرف ما الصبابة وَالبكا / لَولا فراق خَريدة معتاق
وَدعتها وَالدَمعُ يقطر بَيننا
وَدعتها وَالدَمعُ يقطر بَيننا / وَكذاك كل مودع مشتاق
شغلت بِتَنشيف الدموع يَمينها / وَشمالها مَشغولة مناقى
لَو أَنَّ مالك عالم بجوى الهوى / وَمحله من أَكبد العشاق
ما عذب العشاق الا بالهوى / وَلَو اِستَغاثوا غاثهم بفراق
والى حَبيب الزائرين محمد / طربت حداة العيس بالاعناق
يَهديهم في اللَيل نور جلالة / كالشَمس طالعة عَلى الآفاق
لَم يَبقَ منهم للهَواجِر وَالسرى / وَالشوق غير بقية الأرماق
يا حَسرَتاه عَلى زَمان عاقنى / عنه وَسار أَحبتي وَرِفاقي
نَزَلوا عَلى الكرم العَريض بِماجد / نفحاته كالغَيث في الاغداق
حيث الغياث المُستَغاث المُرتجى / علم السوء صفوة الخلاق
ذو الحسن والاحسان سر اليمن وال / أيمان حاوى الخلق والاخلاق
حاوى المحامد كامل الصنفين في / نفع وَضر فاتح الاغلاق
يَلقى المَوالى وَالمَعالي منه في ال / حالين حلو جنى وَمر مذاق
فاذا سمعت فاحمد وَمُحَمَّد / وَإِذا كنتي فَقاسِم الارزاق
العاقب الماحي الضلاة بالهدى / ساجى الذوائِب ثابت الاعراق
هُوَ من فروع خَزيمة بدر سرى / في لَيل كفر مظلم وَنفاق
أمن الاله نضاه سيفا مصلتا / فيهم وهم في عزة وَشقاق
لنجاره تعنوا لمفاخر مثل ما / يَعنوا السها لِلشَمس في الاشراق
وَلمعجزات الرسل باع قاصر / عَن معجزات اللاحق السياق
وَبمعكم التَنزيل طهر قَلبه / فَكَفاه فضل كآبه المصداق
هُوَ واهب الاعناق يوم الجودبل / يَوم الكَريهة ضارب الاعناق
لِلَّه من أَسرى به الرحمن في / أفق العلى بدرا بِغَير محاق
وَلمسجد الاقصى استمر رحيله / وَثَنى الى عرش المُهَيمِن راقى
يا صاحِب القبر المُنير بِيَثرِب / أَنا من ذنوبي في أَشد وثاق
ناداك من برع أَسير ذنوبه / أَفلا تمن عليه بالاطلاق
أَثقلت ظَهري بِالكَبائر سالِكا / سبل المهالك صحبة الفساق
وَنقضت عهدا قَد تقادم عهده / يا وافيا بالعهد والميثاق
فاعطف عَلى عَبد الرَحيم برحمة / وافسح له عَن ضيق كل خناق
وامنع حماه من السعاة وكن له / خطبا عَلى الاعداء غير مطاق
واشفع الى الباري له وَلسربه / وَقهم عذابا ماله من واق
وَبهجرة المرواح ثم صويحب / هُوَ من عَبيد للذنوب رقاق
متعرض العريض فضلك يا رَسو / ل اللَه يوم الفقر والاملاق
يَرجوك في الدنيا لنجح مطالب / وَرَجاؤُنا بك يوم كشف الساق
ازقت بي وَبه أمنا كل ما / نَخشاه من وجل ومن اشفاق
صدرت من النيابَتين اليك من / مهدى حواش لِلمَديح رقاق
تَذرى رياح المسك من نَفحاته / فَيَهيج كل نَسيم خفاق
زفت اليك وأَنتَ مالك عنقها / لَبيك يا ذا لمن والاعتاق
وَعَليك صلى اللَه يا علم الهدى / عدد الحصى وَالنبت والاوراق
وَعَلى صحابتك الكِرام وآلك ال / أعلام ما وجدت حداة نياق
أَراني ما ذكرت لك الفراقا
أَراني ما ذكرت لك الفراقا / وَدمعك واقف الاهراقا
بلحظك لا هجرت وأى لحظ / أَراقَ دمي وأي دم أَراقا
لَقَد طالَ المَطال عَلى لولا / خَيالك زارَ مَضجَعي اِستراقا
وَما شيء بأعظم من جسوم / مفرقة وأَرواح تلاقى
فَكَم سمح الهوى بدمي وَدَمعي / وَكلفني بكم وَلَها وشاقا
وأمرضني وأضرم نار وَجدي / وَذلك مذهب الحب اِتفاقا
وَلَو كانَ الهَوى العذرى عَدلا / لحمل كل قب ما أَطاقا
اذا هب الصبا النجدى وَهنا / بريح الرند أَطربني اِنتشاقا
وَلَم أَهو الكَثيب وَساكنيه / وَلا مصر الخَصيب وَلا العراقا
وَلا شوقي لكاظمة وَلكن / الى من ساد أمته وفاقا
محمد المخصص باسم أَحمد / من المَحمود كانَ له اِشتقاقا
امام المرسلين وَمنتقاهم / وأكرمهم وأطهرهم نطاقا
نبيّ أنزل الرحمن فيه / تَبارك وَالضحى والانشقاقا
كِتابا ذا صراط مُستَقيم / مبين لا اِفتراء وَلا اختلاقا
فَلا برح الغمام يجود أَرضا / نَرى لضياء قبتها ائتلاقا
بِها شمس تفوق الشمس نورا / وَبدر يلبس البدر المحاقا
هُوَ الكرم الَّذي مَلأَ البَرايا / هوَ العلم الَّذي ركب البراقا
نبيّ لَم يَزَل يَسمو علوّا / الى أَن جاوزَ السبغ الطباقا
نضاه اللَه للاسلام سَيفا / أَزال به الضَلالة وَالنِفاقا
فَكانَ لاهل دين اللَه عزا / وَللهيجاء حين تَقوم ساقا
أَباد المُشركين بكل ثغر / وَقاد الخيل شاذبة وَساقا
وَفرّق شوكة الفرق الطَواغي / وأروى منهم القَضب الرقاقا
وأقدم وَالصوافن صافنات / وَقَد ضرب العجاج لها رواقا
وَعادَت شامخات الكفر وهدا / وَمشى فوقه الخيل العتاقا
وَمن عَلى الاساري يوم بدر / وَفادى بعد ما شد الوثاقا
وعم الخلق مكرمة وَجودا / فَلما جا فارق ما أَذاقا
أَتَقبل يا محمد عذر عبد / يحن اليك من برع اِشتياقا
حججت وَلَم أَزرك لسوء حَظي / وَعبد السوء يَعتاد الاباقا
ومن لي أَن أسلم مِن قَريب / وألتَثم التراب وَلَو فواقا
وأنظر قبة ملئت جَمالا / وأشبع من جوانبها عناقا
أَتاكَ الزائِرون من النَواحي / يحثون السوابق وَالنياقا
وَعاقتني ذنوبي عنك فاِعلَم / بأن الذنب أَوقفني وَعاقا
فصل عَبد الرَحيم بحبل جود / تعمّ به الاحبة وَالرفاقا
أَتَيتك سَيدي بالعذر فاعطف / عَلى اذا الفَضاء عليّ ضاقا
قصرت خَطاي عنك من الخَطايا / وَذَنبي لَم أطق معه انطلاقا
فكن ظلي غَدا وَشَفيع ذَنبي / وَحوضك فاسقني منه دهاقا
وآنس بالقبول غَريب لَفظي / وَنفس عَن مؤلفه الخناقا
فَقَد ملكتني الاوزار عَبدا / وَلكني رجوت بك العتاقا
وَكَيفَ يَخاف لفح النار مِثلي / وَجار حماك لم يخف اِحتراقا
عَليك صَلاة ربك ما تَبارَت / رياح الجوّ تَستَبِق استباقا