القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّمَاخ الذُّبْياني الكل
المجموع : 7
نَظَرتُ وَسَهبٌ مِن بُوانَةَ بَينَنا
نَظَرتُ وَسَهبٌ مِن بُوانَةَ بَينَنا / وَأَفيَحُ مِن رَوضِ الرُبابِ عَميقُ
إِلى ظُعُنٍ هاجَت عَلَيَّ صَبابَةً / لَهُنَّ بِأَعلى القُرنَتَينِ حَريقُ
فَقُلتُ خَليلَيَّ اُنظُرا اليَومَ نَظرَةً / لِعَهدِ الصِبا إِذ كُنتُ لَستُ أَفيقُ
إِلى بَقَرٍ فيهِنَّ لِلعَينِ مَنظَرٌ / وَمَلهىً لِمَن يَلهو بِهِنَّ أَنيقُ
رَعَينَ النَدى حَتّى إِذا وَقَدَ الحَصى / وَلَم يَبقَ مِن نَوءِ السِماكِ بُروقُ
تَصَدَّعَ فيهِ الحَيُّ وَاِنشَقَّتِ العَصا / كَذاكَ النَوى بَينَ الخَليطِ شَقوقُ
وَلَمّا رَأَيتُ الدارَ قَفراً تَبادَرَت / دُموعٌ لِلَومِ العاذِلاتِ سَبوقُ
فَظَلَّ غُرابُ البَينِ مُؤتَبِضَ النَسى / لَهُ في دِيارِ الجارَتَينِ نَعيقُ
خَليلَيَّ إِنّي لا يَزالُ تَروعُني / نَواعِبُ تَبدو بِالفِراقِ تَشوقُ
إِذا أَنا عَزَّيتُ الفُؤادَ عَنِ الصَبا / أَبَت عَبَراتٌ بِالدُموعِ تَفوقُ
وَأَغبَرَ وَرّادِ الثَنايا كَأَنَّهُ / إِذا اِشتَقَّ في جَوزِ الفَلاةِ فَليقُ
عَلَوتُ بِهَوجاءِ النَجاءِ شِمِلَّةٍ / بِها مِن عُلوبِ النِسعَتَينِ طُروقُ
خَطورٍ بِرَيّانِ العَسيبِ كَأَنَّهُ / إِهانُ عُذوقٍ فَوقَهُنَّ عُذوقُ
تَلُطُّ بِهِ الحاذَينَ طَوراً وَتارَةً / لَهُ خَلفَ أَثوابِ الرَديفِ بُروقُ
مُؤَتَّرَةِ الأَنساءِ مُعوَجَّةِ الشَوى / سَفينَةُ بَرٍّ بِالنَجاءِ دَفوقُ
أُمِرَّت لِقاحاً عَن حِيالٍ فَدِرصُها / لِشَهرَينِ في ماءِ الحُلاقِ غَريقُ
كَأَنّي كَسَوتُ الرَحلَ أَحقَبَ سَهوَقاً / أَطاعَ لَهُ في رامَتَينِ حَديقُ
يُطَرِّدُ عاناتٍ وَيَنفي جِحاشَها / كَما كانَ شُذّانَ البِكارِ فَتيقُ
أَضَرَّ بِهِ التَعداءُ حَتّى كَأَنَّهُ / مَنيحُ قِداحٍ في اليَدَينِ مَشيقُ
رَعَت بارِضَ الوَسمِيِّ حَتّى تَحَملَجَت / وَطُيِّرَ عَن أَقرابِهِنَّ عَقيقُ
كَأَنَّ نُسالاً في المَراغِ وَفَوقَهُ / شَماطيطُ سِربالٍ عَلَيهِ مَزيقُ
يُصادي ذَواتِ الضِغنِ مِنها بِثائِبٍ / مِنَ الشَدِّ مِلهابُ الحِضارِ فَتيقُ
قَطوفٌ شَحوجٌ بِاليَفاعِ كَأَنَّهُ / لِما رَدَّ لَحياهُ السَحيلَ خَنيقُ
دَؤولٌ إِذا ما اِستافَ مِنها مَصامَةً / لَهُ مِن ثَرى أَبوالِهِنَّ نَشيقُ
فَقَد لَصِقَت مِنها البُطونُ وَتارَةً / لَهُ حينَ يَستَولي بِهِنَّ نَهيقُ
رَأَيتُ سَنا بَرقٍ فَقُلتُ لِصاحِبي / بَعيدٌ بِفَلجٍ ما رَأَيتُ سَحيقُ
فَباتَ مُهِمّاً لي يُذَكِّرُني الهَوى / كَأَنّي لِبَرقٍ بِالحِجازِ صَديقُ
وَباتَ فُؤادي مُستَخَفّاً كَأَنَّهُ / خَوافي عُقابٍ بِالجَناحِ خَفوقُ
يُغَرِّدُ آناءَ النَهارِ كَأَنَّهُ / إِذا رَدَّ لَحياهُ السَحيلِ خَنيقُ
كَروفٌ إِذا ما اِستافَ مِنها مَصامَةً / لَهُ مِن ثَرى أَبوالِهِنَّ نَشوقُ
فَقَد لَحِقَ مِنهُ البَطنُ بِالصُلبِ غَيرَةً / لَهُ حينَ يَستَولي بِهِنَّ نَهيقُ
ماذا يَهيجُكَ مِن ذِكرِ اِبنَةِ الراقي
ماذا يَهيجُكَ مِن ذِكرِ اِبنَةِ الراقي / إِذ لا تَزالُ عَلى هَمٍّ وَإِشفاقِ
قامَت تُريكَ أَثيثَ النَبتِ مُنسَدِلاً / مِثلَ الأَساوِدِ قَد مُسِّحنَ بِالفاقِ
ماذا يَهيجُكَ لا تَسلى تَذَكَّرُها / وَلا تَجودُ بِمَوعودٍ لِمُشتاقِ
هَل تُسلِيَنَّكَ عَنها اليَومَ إِذ شَحَطَت / عَيرانَةٌ ذاتُ إِرقالٍ وَإِعناقِ
حَرفٌ صَموتُ السُرى إِلّا تَلَفُّتِها / بِاللَيلِ في سَأَدٍ مِنها وَإِطراقِ
جُلذِيَّةٌ بِقُتودِ الرَحلِ ناجِيَةٌ / إِذا النُجومُ تَدَلَّت عِندَ تَخفاقِ
وَإِن رَمَيتَ بِها في طامِسٍ دَأَبَت / إِذا تَرَقرَقَ آلٌ بَعدَ رَقراقِ
حَنَّت عَلى سِكَّةِ الساري فَجاوَبَها / حَمامَةٌ مِن حَمامٍ ذاتُ أَطواقِ
لَمّا اِستَفاضَ لَها الوادي وَأَلجَأَها / مِن ذي طُوالَةَ في عَوجاءَ ميفاقِ
ظَلَّت تَسوقُ بِأَعلى عَينِها عَلَماً / مِن جَوِّ رَقدٍ رَأَتهُ غَيرَ مُنساقِ
تَخدي يَداها وَرِجلاها عَلى شَرَكٍ / سَحَّ النَجاءِ بِهِ مِن بارِقٍ باقِ
كادَت تُساقِطُني وَالرَحلَ أَن نَطَقَت / حَمامَةٌ فَدَعَت ساقاً عَلى ساقِ
إِلَيكَ أَشكو عَرابَ اليَومِ خَلَّتَنا / يا ذا العَلاءِ وَيا ذا السُؤدُدِ الباقي
أَنتَ الأَميرُ الَّذي تَحنو الرُؤوسُ لَهُ / قَماقِمُ القَومِ مِن بَرٍّ وَآفاقِ
أَنتَ المُجَلّي عَنِ المَكروبِ كُربَتَهُ / وَالفاتِحُ الغُلَّ عَنهُ بَعدَ إيثاقِ
وَالشاعِبُ الصَدعَ لا يُرجى تَلاؤُمُهُ / وَالهَمَّ تُفرِجُهُ مِن بَعدِ إِغلاقِ
في بَيتِ مَأثُرَةٍ عَزٍّ وَمَكرُمَةٍ / سَبّاقُ غاياتِ مَجدٍ وَاِبنُ سَبّاقِ
ضَخمُ الدَسيعَةِ مِتلافٌ أَخو ثِقَةٍ / جَزلُ المَواهِبِ ذو قيلٍ وَمِصداقِ
فَقَد أَتاني بِأَن قَد كُنتَ تَغضَبُ لي / وَوَقعَةً عَنكَ حَقّاً غَيرَ إيراقِ
فَسَرَّني ذاكَ حَتّى كِدتُ مِن فَرَحٍ / أُساوِرُ الطَودَ أَو أَرمي بِأَرواقِ
فَسَوفَ يَلقاهُ مِنّي إِن بَقيتُ لَهُ / لاقٍ بِأَحسَنِ ما يَلقى بِهِ اللاقي
صَدَعَ الظَعائِنُ قَلبَهُ المُشتاقا
صَدَعَ الظَعائِنُ قَلبَهُ المُشتاقا / بِحَزيزِ رامَةَ إِذ أَرَدنَ فِراقا
مَنَّينَهُ فَكَذَبنَ إِذ مَنَّينَهُ / تِلكَ العُهودَ وَخُنَّهُ الميثاقا
وَلَقَد جَعَلنَ لَهُ المُحَصَّبَ مَوعِداً / فَلَقَد وَفَينَ وَعاقَهُ ما عاقا
يا أَسمُ قَد خَبَلَ الفُؤادَ مُرَوِّحٌ / مِن سِرِّ حُبِّكِ مُعلِقٌ إِعلاقا
فَسَلَبتِهِ مَعقولَهُ أَم لَم تَرَي / قَلباً سَلا بَعدَ الهَوى فَأَفاقا
عَزَمَ التَجَلُّدَ عَن حَبيبٍ إِذ سَلا / عَنهُ فَأَصبَحَ ما يَتوقُ مَتاقا
وَتَعَرَّضَت فَأَرَتكَ يَومَ رَحيلِها / عَذبَ المَذاقَةِ بارِداً بَرّاقا
في واضِحٍ كَالبَدرِ يَومَ كَمالِهِ / فَلَمِثلُها راعَ الفُؤادَ وَراقا
وَعَرَفتُ رَسماً دارِساً مُخلَولِقاً / فَوَقَفتُ وَاِستَنطَقتُهُ اِستِنطاقا
حَتّى إِذا طالَ الوُقوفُ بِدِمنَةٍ / خَرساءَ حَلَّ بِها الرَبيعُ نِطاقا
قَفرٌ مَغانيها تَلوحُ رُسومُها / بَعدَ الأَحِبَّةِ مُخلِقٌ إِخلاقا
عُجتُ القَلوصَ بِها أُسائِلُ آيَها / وَالعَينُ تُذرى عَبرَةً تَغساقا
فَبَعَثتُ هِلواعَ الرَواحِ كَأَنَّها / خَنساءُ تَتبَعُ نائِياً مِخراقا
سَفعاءُ وَقَّفَها السَوادُ تَرى لَها / زَمَعاً وَصَلنَ شَوىً لَهُنَّ دِقاقا
باتا إِلى حِقفٍ تَهُبُّ عَلَيهِما / نَكباءُ تَبجِسُ وابِلاً غَيداقا
مِن صَوبِ سارِيَةٍ أَطاعَ جَهامُها / نَكباءَ تَمري مُزنَها أَوداقا
فَثَنى يَدَيهِ لِرَوقِهِ مُتَكَنِّساً / أَفنانَ أَرطاةٍ يُثِرنَ دُقاقا
وَكَأَنَّهُ عانٍ يُشاوِرُ نَفسَهُ / غابَت أَقارِبُهُ وَشُدَّ وَثاقا
في عازِبٍ أُنُفٍ تَباهى نَبتَهُ / زَهراً وَأَسنَقَ وَحشُهُ إِسناقا
فَتَوَجَّسا في الصُبحِ رِكزَ مُكَلِّبٍ / أَو جاوَزاهُ فَأَشفَقا إِشفاقا
سَمِلِ الثِيابِ لَهُ ضَوارٍ ضُمَّرٌ / مَحبُوَّةٌ مِن قِدِّهِ أَطواقا
فَغَدا بِها قُبّاً وَفي أَشداقِها / سَعَةٌ يُجَلجِلُ حُضرُها الأَشداقا
يَرجو وَيَأمُلُ أَن تَصيدَ ضِراؤُهُ / يوفي النِجاءَ يُبادِرُ الإِشراقا
وَغَدا يُنَفِّضُ مَتنَهُ مِن ساعَةٍ / كَالسَحلِ أَغرَبَ لَونُهُ إِلهاقا
أَفَتِلكَ أَم هَذا أَمَ اَحقَبَ قارِبٌ / أَبقى الطِرادُ لَهُ حَشاً خَفّاقا
مَحصُ الشَوى شَنِجُ النَسى خاظي المَطى / صَحِلٌ يُرَجِّعُ خَلفَها التَنهاقا
في عانَةٍ حُقبٍ عَلَت أَصلابَها / جُدَدٌ وَحانَ سَوادُها الأَعناقا
سالَت عَلى أَذنابِها وَتَخالُها / بُرداً عَلى أَكتافِها أَخلاقا
يَنفي الجِحاشَ كَما يُشِذُّ بِكارَهُ / قِرمٌ يُنَهِّزُها يَعُضُّ حِقاقا
جَأبٌ خَلا بِحَلائِلٍ وَسَقَت لَهُ / فَحَمَلنَ لَم يُغرَم لَهُنَّ صَداقا
فَصَدَدنَ عَنهُ إِذ وَحِمنَ عَواذِلاً / حَتّى اِستَمَرَّ وَأَنكَرَ الأَخلاقا
يَرمَحنَهُ بَعدَ اللِمامِ أَوابِياً / شُمساً فَقَد أَحنَقنَهُ إِحناقا
جَزى اللَهُ خَيراً مِن أَميرٍ وَبارَكَت
جَزى اللَهُ خَيراً مِن أَميرٍ وَبارَكَت / يَدُ اللَهُ في ذاكَ الأَديمِ المُمَزَّقِ
فَمَن يَسعَ أَو يَركَب جَناحَي نَعامَةٍ / لِيُدرِكَ ما قَدَّمتَ بِالأَمسِ يُسبَقِ
قَضَيتَ أُموراً ثُمَّ غادَرتَ بَعدَها / بَوائِجَ في أَكمامِها لَم تُفَتَّقِ
أَبَعدَ قَتيلٍ بِالمَدينَةِ أَظلَمَت / لَهُ الأَرضُ تَهتَزُّ العِضاهُ بِأَسؤُقِ
تَظَلُّ الحَصانُ البِكرُ يُلقي جَنينَها / نَثا خَبَرٍ فَوقَ المَطِيِّ مُعَلَّقِ
وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ وَفاتُهُ / بِكَفَّي سَبَنتى أَزرَقِ العَينِ مُطرِقِ
أَلا إِنَّما الداءُ العَياءُ مَرامُنا
أَلا إِنَّما الداءُ العَياءُ مَرامُنا / أَموراً تُواتي غَيرَنا وَهوَ أَخرَقُ
وَتَزدادُ شَرّاً أَن نَرومَ صَغيرَها / فَكَيفَ عَظيمُ الأَمرِ فيها يُوَفَّقُ
إِنَّ الجُلَيدَ زَلَقٌ زُمَّلِق
إِنَّ الجُلَيدَ زَلَقٌ زُمَّلِق /
كَذَنَبِ العَقرَبِ شَوّالٌ عَلِق /
جاءَت بِهِ عَنسٌ مِنَ الشامِ تَلِق /
يَأوي إِذا كَشَحَت إِلى أَطبائِها
يَأوي إِذا كَشَحَت إِلى أَطبائِها / سَلِبُ العَسيبِ كَأَنَّهُ ذُعلوقُ
وَكَأَنَّ شَفرَةَ خَطمِهِ وَجَبينِهِ / لَمّا تَشَرَّفَ صُلَّبٌ مَفلوقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025