المجموع : 7
نَظَرتُ وَسَهبٌ مِن بُوانَةَ بَينَنا
نَظَرتُ وَسَهبٌ مِن بُوانَةَ بَينَنا / وَأَفيَحُ مِن رَوضِ الرُبابِ عَميقُ
إِلى ظُعُنٍ هاجَت عَلَيَّ صَبابَةً / لَهُنَّ بِأَعلى القُرنَتَينِ حَريقُ
فَقُلتُ خَليلَيَّ اُنظُرا اليَومَ نَظرَةً / لِعَهدِ الصِبا إِذ كُنتُ لَستُ أَفيقُ
إِلى بَقَرٍ فيهِنَّ لِلعَينِ مَنظَرٌ / وَمَلهىً لِمَن يَلهو بِهِنَّ أَنيقُ
رَعَينَ النَدى حَتّى إِذا وَقَدَ الحَصى / وَلَم يَبقَ مِن نَوءِ السِماكِ بُروقُ
تَصَدَّعَ فيهِ الحَيُّ وَاِنشَقَّتِ العَصا / كَذاكَ النَوى بَينَ الخَليطِ شَقوقُ
وَلَمّا رَأَيتُ الدارَ قَفراً تَبادَرَت / دُموعٌ لِلَومِ العاذِلاتِ سَبوقُ
فَظَلَّ غُرابُ البَينِ مُؤتَبِضَ النَسى / لَهُ في دِيارِ الجارَتَينِ نَعيقُ
خَليلَيَّ إِنّي لا يَزالُ تَروعُني / نَواعِبُ تَبدو بِالفِراقِ تَشوقُ
إِذا أَنا عَزَّيتُ الفُؤادَ عَنِ الصَبا / أَبَت عَبَراتٌ بِالدُموعِ تَفوقُ
وَأَغبَرَ وَرّادِ الثَنايا كَأَنَّهُ / إِذا اِشتَقَّ في جَوزِ الفَلاةِ فَليقُ
عَلَوتُ بِهَوجاءِ النَجاءِ شِمِلَّةٍ / بِها مِن عُلوبِ النِسعَتَينِ طُروقُ
خَطورٍ بِرَيّانِ العَسيبِ كَأَنَّهُ / إِهانُ عُذوقٍ فَوقَهُنَّ عُذوقُ
تَلُطُّ بِهِ الحاذَينَ طَوراً وَتارَةً / لَهُ خَلفَ أَثوابِ الرَديفِ بُروقُ
مُؤَتَّرَةِ الأَنساءِ مُعوَجَّةِ الشَوى / سَفينَةُ بَرٍّ بِالنَجاءِ دَفوقُ
أُمِرَّت لِقاحاً عَن حِيالٍ فَدِرصُها / لِشَهرَينِ في ماءِ الحُلاقِ غَريقُ
كَأَنّي كَسَوتُ الرَحلَ أَحقَبَ سَهوَقاً / أَطاعَ لَهُ في رامَتَينِ حَديقُ
يُطَرِّدُ عاناتٍ وَيَنفي جِحاشَها / كَما كانَ شُذّانَ البِكارِ فَتيقُ
أَضَرَّ بِهِ التَعداءُ حَتّى كَأَنَّهُ / مَنيحُ قِداحٍ في اليَدَينِ مَشيقُ
رَعَت بارِضَ الوَسمِيِّ حَتّى تَحَملَجَت / وَطُيِّرَ عَن أَقرابِهِنَّ عَقيقُ
كَأَنَّ نُسالاً في المَراغِ وَفَوقَهُ / شَماطيطُ سِربالٍ عَلَيهِ مَزيقُ
يُصادي ذَواتِ الضِغنِ مِنها بِثائِبٍ / مِنَ الشَدِّ مِلهابُ الحِضارِ فَتيقُ
قَطوفٌ شَحوجٌ بِاليَفاعِ كَأَنَّهُ / لِما رَدَّ لَحياهُ السَحيلَ خَنيقُ
دَؤولٌ إِذا ما اِستافَ مِنها مَصامَةً / لَهُ مِن ثَرى أَبوالِهِنَّ نَشيقُ
فَقَد لَصِقَت مِنها البُطونُ وَتارَةً / لَهُ حينَ يَستَولي بِهِنَّ نَهيقُ
رَأَيتُ سَنا بَرقٍ فَقُلتُ لِصاحِبي / بَعيدٌ بِفَلجٍ ما رَأَيتُ سَحيقُ
فَباتَ مُهِمّاً لي يُذَكِّرُني الهَوى / كَأَنّي لِبَرقٍ بِالحِجازِ صَديقُ
وَباتَ فُؤادي مُستَخَفّاً كَأَنَّهُ / خَوافي عُقابٍ بِالجَناحِ خَفوقُ
يُغَرِّدُ آناءَ النَهارِ كَأَنَّهُ / إِذا رَدَّ لَحياهُ السَحيلِ خَنيقُ
كَروفٌ إِذا ما اِستافَ مِنها مَصامَةً / لَهُ مِن ثَرى أَبوالِهِنَّ نَشوقُ
فَقَد لَحِقَ مِنهُ البَطنُ بِالصُلبِ غَيرَةً / لَهُ حينَ يَستَولي بِهِنَّ نَهيقُ
ماذا يَهيجُكَ مِن ذِكرِ اِبنَةِ الراقي
ماذا يَهيجُكَ مِن ذِكرِ اِبنَةِ الراقي / إِذ لا تَزالُ عَلى هَمٍّ وَإِشفاقِ
قامَت تُريكَ أَثيثَ النَبتِ مُنسَدِلاً / مِثلَ الأَساوِدِ قَد مُسِّحنَ بِالفاقِ
ماذا يَهيجُكَ لا تَسلى تَذَكَّرُها / وَلا تَجودُ بِمَوعودٍ لِمُشتاقِ
هَل تُسلِيَنَّكَ عَنها اليَومَ إِذ شَحَطَت / عَيرانَةٌ ذاتُ إِرقالٍ وَإِعناقِ
حَرفٌ صَموتُ السُرى إِلّا تَلَفُّتِها / بِاللَيلِ في سَأَدٍ مِنها وَإِطراقِ
جُلذِيَّةٌ بِقُتودِ الرَحلِ ناجِيَةٌ / إِذا النُجومُ تَدَلَّت عِندَ تَخفاقِ
وَإِن رَمَيتَ بِها في طامِسٍ دَأَبَت / إِذا تَرَقرَقَ آلٌ بَعدَ رَقراقِ
حَنَّت عَلى سِكَّةِ الساري فَجاوَبَها / حَمامَةٌ مِن حَمامٍ ذاتُ أَطواقِ
لَمّا اِستَفاضَ لَها الوادي وَأَلجَأَها / مِن ذي طُوالَةَ في عَوجاءَ ميفاقِ
ظَلَّت تَسوقُ بِأَعلى عَينِها عَلَماً / مِن جَوِّ رَقدٍ رَأَتهُ غَيرَ مُنساقِ
تَخدي يَداها وَرِجلاها عَلى شَرَكٍ / سَحَّ النَجاءِ بِهِ مِن بارِقٍ باقِ
كادَت تُساقِطُني وَالرَحلَ أَن نَطَقَت / حَمامَةٌ فَدَعَت ساقاً عَلى ساقِ
إِلَيكَ أَشكو عَرابَ اليَومِ خَلَّتَنا / يا ذا العَلاءِ وَيا ذا السُؤدُدِ الباقي
أَنتَ الأَميرُ الَّذي تَحنو الرُؤوسُ لَهُ / قَماقِمُ القَومِ مِن بَرٍّ وَآفاقِ
أَنتَ المُجَلّي عَنِ المَكروبِ كُربَتَهُ / وَالفاتِحُ الغُلَّ عَنهُ بَعدَ إيثاقِ
وَالشاعِبُ الصَدعَ لا يُرجى تَلاؤُمُهُ / وَالهَمَّ تُفرِجُهُ مِن بَعدِ إِغلاقِ
في بَيتِ مَأثُرَةٍ عَزٍّ وَمَكرُمَةٍ / سَبّاقُ غاياتِ مَجدٍ وَاِبنُ سَبّاقِ
ضَخمُ الدَسيعَةِ مِتلافٌ أَخو ثِقَةٍ / جَزلُ المَواهِبِ ذو قيلٍ وَمِصداقِ
فَقَد أَتاني بِأَن قَد كُنتَ تَغضَبُ لي / وَوَقعَةً عَنكَ حَقّاً غَيرَ إيراقِ
فَسَرَّني ذاكَ حَتّى كِدتُ مِن فَرَحٍ / أُساوِرُ الطَودَ أَو أَرمي بِأَرواقِ
فَسَوفَ يَلقاهُ مِنّي إِن بَقيتُ لَهُ / لاقٍ بِأَحسَنِ ما يَلقى بِهِ اللاقي
صَدَعَ الظَعائِنُ قَلبَهُ المُشتاقا
صَدَعَ الظَعائِنُ قَلبَهُ المُشتاقا / بِحَزيزِ رامَةَ إِذ أَرَدنَ فِراقا
مَنَّينَهُ فَكَذَبنَ إِذ مَنَّينَهُ / تِلكَ العُهودَ وَخُنَّهُ الميثاقا
وَلَقَد جَعَلنَ لَهُ المُحَصَّبَ مَوعِداً / فَلَقَد وَفَينَ وَعاقَهُ ما عاقا
يا أَسمُ قَد خَبَلَ الفُؤادَ مُرَوِّحٌ / مِن سِرِّ حُبِّكِ مُعلِقٌ إِعلاقا
فَسَلَبتِهِ مَعقولَهُ أَم لَم تَرَي / قَلباً سَلا بَعدَ الهَوى فَأَفاقا
عَزَمَ التَجَلُّدَ عَن حَبيبٍ إِذ سَلا / عَنهُ فَأَصبَحَ ما يَتوقُ مَتاقا
وَتَعَرَّضَت فَأَرَتكَ يَومَ رَحيلِها / عَذبَ المَذاقَةِ بارِداً بَرّاقا
في واضِحٍ كَالبَدرِ يَومَ كَمالِهِ / فَلَمِثلُها راعَ الفُؤادَ وَراقا
وَعَرَفتُ رَسماً دارِساً مُخلَولِقاً / فَوَقَفتُ وَاِستَنطَقتُهُ اِستِنطاقا
حَتّى إِذا طالَ الوُقوفُ بِدِمنَةٍ / خَرساءَ حَلَّ بِها الرَبيعُ نِطاقا
قَفرٌ مَغانيها تَلوحُ رُسومُها / بَعدَ الأَحِبَّةِ مُخلِقٌ إِخلاقا
عُجتُ القَلوصَ بِها أُسائِلُ آيَها / وَالعَينُ تُذرى عَبرَةً تَغساقا
فَبَعَثتُ هِلواعَ الرَواحِ كَأَنَّها / خَنساءُ تَتبَعُ نائِياً مِخراقا
سَفعاءُ وَقَّفَها السَوادُ تَرى لَها / زَمَعاً وَصَلنَ شَوىً لَهُنَّ دِقاقا
باتا إِلى حِقفٍ تَهُبُّ عَلَيهِما / نَكباءُ تَبجِسُ وابِلاً غَيداقا
مِن صَوبِ سارِيَةٍ أَطاعَ جَهامُها / نَكباءَ تَمري مُزنَها أَوداقا
فَثَنى يَدَيهِ لِرَوقِهِ مُتَكَنِّساً / أَفنانَ أَرطاةٍ يُثِرنَ دُقاقا
وَكَأَنَّهُ عانٍ يُشاوِرُ نَفسَهُ / غابَت أَقارِبُهُ وَشُدَّ وَثاقا
في عازِبٍ أُنُفٍ تَباهى نَبتَهُ / زَهراً وَأَسنَقَ وَحشُهُ إِسناقا
فَتَوَجَّسا في الصُبحِ رِكزَ مُكَلِّبٍ / أَو جاوَزاهُ فَأَشفَقا إِشفاقا
سَمِلِ الثِيابِ لَهُ ضَوارٍ ضُمَّرٌ / مَحبُوَّةٌ مِن قِدِّهِ أَطواقا
فَغَدا بِها قُبّاً وَفي أَشداقِها / سَعَةٌ يُجَلجِلُ حُضرُها الأَشداقا
يَرجو وَيَأمُلُ أَن تَصيدَ ضِراؤُهُ / يوفي النِجاءَ يُبادِرُ الإِشراقا
وَغَدا يُنَفِّضُ مَتنَهُ مِن ساعَةٍ / كَالسَحلِ أَغرَبَ لَونُهُ إِلهاقا
أَفَتِلكَ أَم هَذا أَمَ اَحقَبَ قارِبٌ / أَبقى الطِرادُ لَهُ حَشاً خَفّاقا
مَحصُ الشَوى شَنِجُ النَسى خاظي المَطى / صَحِلٌ يُرَجِّعُ خَلفَها التَنهاقا
في عانَةٍ حُقبٍ عَلَت أَصلابَها / جُدَدٌ وَحانَ سَوادُها الأَعناقا
سالَت عَلى أَذنابِها وَتَخالُها / بُرداً عَلى أَكتافِها أَخلاقا
يَنفي الجِحاشَ كَما يُشِذُّ بِكارَهُ / قِرمٌ يُنَهِّزُها يَعُضُّ حِقاقا
جَأبٌ خَلا بِحَلائِلٍ وَسَقَت لَهُ / فَحَمَلنَ لَم يُغرَم لَهُنَّ صَداقا
فَصَدَدنَ عَنهُ إِذ وَحِمنَ عَواذِلاً / حَتّى اِستَمَرَّ وَأَنكَرَ الأَخلاقا
يَرمَحنَهُ بَعدَ اللِمامِ أَوابِياً / شُمساً فَقَد أَحنَقنَهُ إِحناقا
جَزى اللَهُ خَيراً مِن أَميرٍ وَبارَكَت
جَزى اللَهُ خَيراً مِن أَميرٍ وَبارَكَت / يَدُ اللَهُ في ذاكَ الأَديمِ المُمَزَّقِ
فَمَن يَسعَ أَو يَركَب جَناحَي نَعامَةٍ / لِيُدرِكَ ما قَدَّمتَ بِالأَمسِ يُسبَقِ
قَضَيتَ أُموراً ثُمَّ غادَرتَ بَعدَها / بَوائِجَ في أَكمامِها لَم تُفَتَّقِ
أَبَعدَ قَتيلٍ بِالمَدينَةِ أَظلَمَت / لَهُ الأَرضُ تَهتَزُّ العِضاهُ بِأَسؤُقِ
تَظَلُّ الحَصانُ البِكرُ يُلقي جَنينَها / نَثا خَبَرٍ فَوقَ المَطِيِّ مُعَلَّقِ
وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ وَفاتُهُ / بِكَفَّي سَبَنتى أَزرَقِ العَينِ مُطرِقِ
أَلا إِنَّما الداءُ العَياءُ مَرامُنا
أَلا إِنَّما الداءُ العَياءُ مَرامُنا / أَموراً تُواتي غَيرَنا وَهوَ أَخرَقُ
وَتَزدادُ شَرّاً أَن نَرومَ صَغيرَها / فَكَيفَ عَظيمُ الأَمرِ فيها يُوَفَّقُ
إِنَّ الجُلَيدَ زَلَقٌ زُمَّلِق
إِنَّ الجُلَيدَ زَلَقٌ زُمَّلِق /
كَذَنَبِ العَقرَبِ شَوّالٌ عَلِق /
جاءَت بِهِ عَنسٌ مِنَ الشامِ تَلِق /
يَأوي إِذا كَشَحَت إِلى أَطبائِها
يَأوي إِذا كَشَحَت إِلى أَطبائِها / سَلِبُ العَسيبِ كَأَنَّهُ ذُعلوقُ
وَكَأَنَّ شَفرَةَ خَطمِهِ وَجَبينِهِ / لَمّا تَشَرَّفَ صُلَّبٌ مَفلوقُ