المجموع : 3530
أَلا حَيِّ أَهلَ الجَوفِ قَبلَ العَوائِقِ
أَلا حَيِّ أَهلَ الجَوفِ قَبلَ العَوائِقِ / وَمِن قَبلِ رَوعاتِ الحَبيبِ المُفارِقِ
سَقى الحاجِزَ المِحلالَ وَالباطِنَ الَّذي / يَشُنُّ عَلى القَبرَينِ صَوبَ الغَوادِقِ
وَلَمّا لَقينا خَيلَ أَبجَرَ أَعلَنوا / بِدَعوى لُجَيمٍ غَيرَ ميلِ العَواتِقِ
صَبَرنا لَهُم وَالصَبرُ مِنّا سَجِيَّةٌ / بِأَسيافِنا تَحتَ الظِلالِ الخَوافِقِ
فَلَمّا رَأَوا أَلّا هَوادَةَ بَينَنا / دَعَوا بَعدَ كَربٍ يا عُمَيرَ بنِ طارِقِ
وَمُبدٍ لَنا ضِغناً وَلَولا رِماحُنا / بِأَرضِ العِدى لَم يَرعَ صَوبَ البَوارِقِ
عَرَفتُم لِعَتّابٍ عَلَيكُم وَرَهطِهِ / نِدامَ المُلوكِ وَاِفتِراشَ النَمارِقِ
هُمُ الداخِلونَ البابَ لا تَدخُلونَهُ / عَلى المَلكِ وَالحامونَ عِندَ الحَقائِقِ
وَأَنتُم كِلابُ النارِ تُرمى وُجوهُكُم / عَنِ الخَيرِ لا تَغشَونَ بابَ السُرادِقِ
وَإِنّا لَنَحميكُم إِذا ما تَشَنَّعَت / بِنا الخَيلُ تَردي مِن شَنونٍ وَزاهِقِ
لا تَحسِبي سَباسِبَ العِراقِ
لا تَحسِبي سَباسِبَ العِراقِ / وَنَغَضانَ القُلُصِ المَناقي
كَأَنَّما يَرقَينَ في مَراقي / نَومَ الضُحى واضِعَةَ الرِواقِ
هانَ عَلى ذاتِ الحَشا الخَفّاقِ / ما لَقِيَت نَفسي مِنَ الإِشفاقِ
وَما تُلاقي قَدَمي وَساقي / مِنَ الحَفا وَعَدَمِ السُواقِ
جارِيَةٌ مِن ساكِني الأَسواقِ / لَبّاسَةٌ لِلقُمُصِ الرِقاقِ
أَبغَضُ ثَوبَيها إِلَيها الباقي / تَأكُلُ مِن كيسِ اِمرِئٍ وَرّاقِ
قَد وَثِقَت إِن ماتَ بِالنَفاقِ / فَهوَ عَلَيها هَيِّنُ الفِراقِ
تَضحَكُ عَن ذي أُشُرٍ بَرّاقِ / كَالأُقحُوانِ اِهتَزَّ في البِراقِ
شَبَّهتُ وَالقَومُ دُوَينَ العِرقِ
شَبَّهتُ وَالقَومُ دُوَينَ العِرقِ / ناراً لِسَلمى لَمَعانَ البَرقِ
وَالقَومُ فَوقَ يَعمَلاتٍ شُدقِ / إِذا تَبارَينَ بِسَيرٍ دَفقِ
تَأخُذُ مِنهُنَّ الفَلا وَتُبقي / سَجِيَّةً مِن كَرَمٍ وَعِتقِ
سيروا فَرُبَّ مُسَبِّحينَ وَقائِلٍ
سيروا فَرُبَّ مُسَبِّحينَ وَقائِلٍ / هَذا شَقاً لِبَني رَبيعَةَ باقي
أَبَني رَبيعَةَ إِنَّما أَزرى بِكُم / نَكَدُ الجُدودِ وَدِقَّةُ الأَخلاقِ
يَمشي هُبَيرَةُ بَعدَ مَقتَلِ شَيخِهِ / مَشيَ المُراسِلِ أُذِنَت بِطَلاقِ
ماذا أَرَدتَ إِلَيَّ حينَ تَسَعَّرَت / ناري وَشَمَّرَ مِئزَري عَن ساقي
إِنَّ القِرافَ بِمِنخَرَيكَ لَبَيِّنٌ / وَسَوادِ وَجهِكَ يا اِبنَ أُمِّ عِفاقِ
باتَ هِلالٌ بِالخَضارِمِ موجِفاً
باتَ هِلالٌ بِالخَضارِمِ موجِفاً / وَلَم يَتَعَوَّذ مِن شُرورِ الطَوارِقِ
فَصَبَّحَهُ سُفيانُ في ذاتِ كَوكَبٍ / فَجَرَّدَ بيضاً صادِقاتِ البَوارِقِ
وَسُفيانُ خَوّاضٌ إِلى حارَةِ الوَغى / وَلوجٌ إِذا ما هيبَ بابُ السُرادِقِ
ما يُنسِني الدَهرُ لا يَبرَح لَنا شَجَناً
ما يُنسِني الدَهرُ لا يَبرَح لَنا شَجَناً / يَومٌ تَدارَكَهُ الأَجمالُ وَالنوقُ
ما زالَ في القَلبِ وَجدٌ يَرتَقي صُعُداً / حَتّى أَصابَ سَوادَ العَينِ تَغريقُ
أَينَ الأولى أَنزَلوا النُعمانَ ضاحِيَةً / أَم أَينَ أَبناءُ شَيبانَ الغَرانيقُ
صاهَرتَ قَوماً لِئاماً في صُدورِهِمُ / ضِغنٌ قَديمٌ وَفي أَخلاقِهِم ضيقُ
قُل لِلأُخَيطِلِ إِذ جَدَّ الجِراءُ بِنا / أَقصِر فَإِنَّكَ بِالتَقصيرِ مَحقوقُ
لا تَطلُعُ الشَمسُ إِلّا وَهوَ في تَعَبٍ / وَلا تَغَيَّبُ إِلّا وَهوَ مَسبوقُ
نَفسي الفِداءُ لِقَيسٍ يَومَ تَعصِبكُم / إِذ لا يَبُلُّ لِسانَ الأَخطَلِ الريقُ
بيضٌ بِأَيديهِمُ شُهبٌ مُجَرَّبَةٌ / لِلهامِ جَذٌ وَلِلأَعناقِ تَطبيقُ
وَالتَغلِبِيّونَ بِئسَ الفَحلُ فَحلُهُمُ / فَحلاً وَأُمُّهُمُ زَلّاءُ مِنطيقُ
تَحتَ المَناطِقِ أَستاهٌ مُصَلَّبَةٌ / مِثلَ الدَوا مَسَّها الأَنقاسُ وَالليقُ
أَمسى خَليطُكَ قَد أَجَدَّ فِراقا
أَمسى خَليطُكَ قَد أَجَدَّ فِراقا / هاجَ الحَزينَ وَذَكَّرَ الأَشواقا
هَل تُبصِرانِ ظَعائِناً بِعُنَيزَةٍ / أَم هَل تَقولُ لَنا بِهِنَّ لَحاقا
حَثَّ الحُداةُ بِهِم وَراءَ حُمولِهِم / بُزلاً تَجاسَرُ لَم يَكُنَّ حِقاقا
يا رُبَّ قائِلَةٍ تَقولُ وَقائِلٍ / أَسُراقَ إِنَّكَ قَد خَزيتَ سُراقا
إِنَّ الَّذينَ عَوَوا عُواءَكَ قَد لَقوا / مِنّي صَواعِقَ تُخضِعُ الأَعناقا
فَإِذا لَقيتَ مُجَيلِساً مِن بارِقٍ / لاقَيتَ أَطبَعَ مَجلِسٍ أَخلاقا
الناقِصينَ إِذا يُعَدُّ حَصاهُمُ / وَالجامِعينَ مَذَلَّةً وَنِفاقا
وَلَقَد هَمَمتُ بِأَن أُدَمِّرَ بارِقاً / فَرَقَبتُ فيهِم عَمَّنا إِسحاقا
أَسَرى لِخالِدَةَ الخَيالُ وَلا أَرى
أَسَرى لِخالِدَةَ الخَيالُ وَلا أَرى / طَلَلاً أَحَبَّ مِنَ الخَيالِ الطارِقِ
إِنَّ البَلِيَّةَ مَن يُمَلُّ حَديثُهُ / فَاِنشَح فُؤادَكَ مِن حَديثِ الوامِقِ
أَهواكِ فَوقَ هَوى النُفوسِ وَلَم يَزَل / مُذ بِنتِ قَلبِيَ كَالجَناحِ الخافِقِ
طَرَباً إِلَيكَ وَلَم تُبالي حاجَتي / لَيسَ المُكاذِبُ كَالخَليلِ الصادِقِ
هَل رامَ بَعدَ مَحَلِّنا رَوضُ القَطا / فَرُوَيَّتانِ إِلى غَديرِ الخانِقِ
ما يُقحِمونَ عَلَيَّ مِن مُتَمَرِّدٍ / إِلّا سَبَقتُ فَنِعمَ قَومُ السابِقِ
بِتُّ أُرائي صاحِبَيَّ تَجَلُّداً
بِتُّ أُرائي صاحِبَيَّ تَجَلُّداً / وَقَد عَلِقَني مِن هَواكِ عَلوقُ
فَكَيفَ بِها لا الدارُ جامِعَةُ الهَوى / وَلا أَنتَ عَصراً عَن صِباكِ مُفيقُ
أَتَجمَعُ قَلباً بِالعِراقِ فَريقُهُ / وَمِنهُ بِأَظلالِ الأَراكِ فَريقُ
كَأَن لَم تَرُقني الرائِحاتُ عَشِيَّةً / وَلَم تُمسِ في أَهلِ العِراقِ وَميقُ
أُعالِجُ بَرحاً مِن هَواكِ وَشَفَّني / فُؤادٌ إِذا ما تُذكَرينَ خَفوقُ
أَوانِسُ أَمّا مَن أَرَدنَ عَناءَهُ / فَعانٍ وَمَن أَطلَقنَ فَهوَ طَليقُ
دَعَونَ الهَوى ثُمَّ اِرتَمَينَ قُلوبَنا / بِأَسهُمِ أَعداءَ وَهُنَّ صَديقُ
عَجِبتُ مِنَ الغَيرانِ لَمّا تَدارَكَت / جِمالٌ يُخالِجنَ البُرينَ وَنوقُ
وَمَن يَأمَنُ الحَجّاجُ أَمّا عِقابُهُ / فَمُرٌّ وَأَمّا عَقدُهُ فَوَثيقُ
وَما ذُقتُ طَعمَ النَومِ إِلّا مُفَزَّعاً / وَما ساغَ لي بَينَ الحَيازِمِ ريقُ
وَحَمَّلتُ أَثقالي نَجاةً كَأَنَّها / إِذا ضَمَرَت بَعدَ الكَلالِ فَنيقُ
مِنَ الهوجِ مِصلاتاً كَأَنَّ جِرانَها / يَمانٍ نَضا جَفنَينِ فَهوَ دَلوقُ
يُبَيِّنُ لِلنِسعَينِ فَوقَ دُفوفِها / وَفَوقَ مُتونِ الحالِبَينِ طَريقُ
تَرى لِمَجَرِّ النِسعَتَينِ بِجَوزِها / مَوارِدَ حِرمِيٍّ لَهُنَّ طَريقُ
طَوى أُمَّهاتِ الدَرِّ حَتّى كَأَنَّها / فَلافِلُ هِندِيٍّ فَهُنَّ لَصوقُ
إِذا القَومُ قالوا وِردُهُنَّ ضُحى غَدٍ / يُغالَينَ حَتّى وِردُهُنَّ طُروقُ
وَخِفتُكَ حَتّى اِستَنزَلَتني مَخافَتي / وَقَد حالَ دوني مِن عَمايَةَ نيقُ
يُسِرُّ لَكَ البَغضاءَ كُلُّ مُنافِقٍ / كَما كُلُّ ذي دينٍ عَلَيكَ شَفيقُ
وَأَطفَأتَ نيرانَ العِراقِ وَقَد عَلا / لَهُنَّ دُخانٌ ساطِعٌ وَحَريقُ
وَإِنَّ اِمرَأً يَرجو الغُلولَ وَقَد رَأى / نِكالَكَ فيما قَد مَضى لَسَروقُ
وَأَنتَ لَنا نورٌ وَغَيثٌ وَعِصمَةٌ / وَنَبتٌ لِمَن يَرجو نَداكَ وَريقُ
أَلا رُبَّ عاصٍ ظالِمٍ قَد تَرَكتَهُ / لِأَوداجِهِ المُستَنزِفاتِ شَهيقُ
يا تيمُ ما القارونَ في شِدَّةِ القِرى
يا تيمُ ما القارونَ في شِدَّةِ القِرى / بِتَيمٍ وَلا الحامونَ عِندَ الحَقائِقِ
وَتَيمٌ تُماشيها الكِلابُ إِذا غَدَوا / وَلَم تَمشِ تَيمٌ في ظِلالِ الخَوافِقِ
وَتَيمٌ بِأَبوابِ الزُروبِ أَذِلَّةٌ / وَما تَهتَدي تَيمٌ لِبابِ السُرادِقِ
وَما أَحسَنَ التَيمِيُّ في جاهِلِيَّةٍ / مُنادَمَةَ الجَبّارِ فَوقَ النَمارِقِ
تَعادى عَلى الثَغرِ المَخوفِ جِيادُنا / وَتَيمٌ تَحاسى جُنَّحاً في المَعالِقِ
وَما أَنتُمُ يا تَيمُ قَد تَعلَمونَهُ / بِفُرسانِ غاراتِ الصَباحِ الدَوالِقِ
مَتى أَهجِم عَلَيكَ يُقَل دَعيٌّ
مَتى أَهجِم عَلَيكَ يُقَل دَعيٌّ / أَصابَتهُ السَنابِكُ في مَضيقِ
وَأَكرَمُ مِن أَبي الخُلُجيِّ رَهطاً / أَغَصَّتهُ أَعَزِّتُنا بِريقِ
لَنِعمَ الفَتى وَالخَيلُ تَنحِطُ في القَنا
لَنِعمَ الفَتى وَالخَيلُ تَنحِطُ في القَنا / نَعى اِبنُ زِيادٍ لِلعُقَيلِيِّ طارِقِ
فَيا صِمَّ مَن لِلخَيلِ تَنحِطُ في القَنا / وَيا صِمَّ مَن لِلمُندِياتِ الطَوارِقِ
وَقَد كانَ مِقداماً عَلى حارَةِ الوَغى / وَلوجاً إِذا ما هيبَ بابُ السُرادِقِ
رَأَيتُ جِيادَ الخَيلِ بَعدَكَ عُرِّيَت / وَحُلَّت رِحالُ اليَعمَلاتِ المَحانِقِ
أَلا حَيِّ دارَ الهاجِرِيَّةِ بِالزُرقِ
أَلا حَيِّ دارَ الهاجِرِيَّةِ بِالزُرقِ / وَأَحبِب بِها داراً عَلى البُعدِ وَالسُحقِ
سَقَتكِ الغَوادي هَل بِرَبعِكِ قاطِنٌ / أَمِ الحَيُّ ساروا نَحوَ فَيحانَ فَالعَمقِ
فَقَد كُنتِ إِذ لَيلى تَحُلُّكِ مَرَّةً / لَنا بِكِ شَوقٌ غَيرُ طَرقٍ وَلا رَنقِ
أَلا قُل لِبَرّادٍ إِذا ما لَقيتَهُ / وَبَيِّن لَهُ إِنَّ البَيانَ مِنَ الصِدقِ
أَحَقٌّ بَلاغاتٌ أَتَتني مَشابِهاً / وَبَيِّن لَهُ إِنَّ البَيانَ مِنَ الصِدقِ
فَإِيّاكَ لا تَبدُر إِلَيكَ قَصيدَةٌ / تُغَنّي بِها الرُكبانُ في الغَربِ وَالشَرقِ
فَلَولا أَبو زَيدٍ وَزَيدٌ أَكَلتُمُ / جَنى ما اِجتَنَيتُم مِن مَريرٍ وَمِن حَذقِ
بَني أَرقَمٍ لا توعِدوني فَإِنَّني / أَرى لَكُمُ حَقّاً فَلا تَجهَلوا حَقّي
وَرُبّوا الَّذي بَيني وَبَينَ قَديمِكُم / وَكُفّوا الأَذى عَنّي يَلِن لَكُمُ خُلقي
فَإِنّي لَسَهلٌ لِلصَديقِ مُلاطِفٌ / وَلِلكاشِحِ العادي شَجاً داخِلَ الحَلقِ
قَد وَطَّنَت مُجاشِعٌ مِنَ الشَقا
قَد وَطَّنَت مُجاشِعٌ مِنَ الشَقا / قِرداً وَذيخَ قَلَعٍ تَشَرَّقا
أَلأَمَ قَينَينِ أَذا ما اِستَوسَقا / وَاِجتَمَعا في اللُؤومِ أَو تَفَرَّقا
قالَت لِعِلجَي نَهشَلٍ فَصَدَّقا / إِنَّ بُنَيَّ شِعرَةَ الفَرَزدَقا
قَينٌ لِقَينٍ أَينَما تَصَفَّقا / وَهوَ يُرائي الناسَ حِجلاً مُغلَقا
أَنفَقَ في الماخورِ ما قَد أَنفَقا / وَأَكَلَ الصَيفَ الخَزيرَ الأَورَقا
وَنالَ مِن غَيلِ القُيونِ رَفَقا / كيرَكَ يا أَخبَثَ قَينٍ عَرِقا
هَلّا حَمَيتَ الكيرَ أَن يُخَرَّقا / إِنَّ عِقالاً مُخَّ رارٍ دُلِقا
تَلقى القُيونَ دونَ ذاكَ العوَّقا / يالَ تَميمٍ مَن يَخافُ البَروَقا
في آلِ يَربوعٍ يُلاقي المِصدَقا / وَنَسجَ داوُودٍ عَلينا حَلَقا
أَنَّ أَبا مَندوسَةَ المُعَرَّقا / يَومَ تَمَنّانا فَكانَ المُزهَقا
لاقى مِنَ المَوتِ خَليجاً مُتأَقا / لَما رَأونا وَالسُيوفَ البُرَّقا
قَد نِلنَ مِن عَهدِ سُرَيجٍ رَونَقا / يَصدَعنَ بَيضَ الدارِعينَ المُطرَقا
قَبّاً إِذا أَخطَأَ فَصلاً طَبَّقا / يُمَوِّتُ الروحَ إِذا ما أَخفَقا
إِنّا لَنَسمو لِلعَدُوِّ حَنَقا / بِالخَيلِ أَكداساً تُثيرُ غَسَقا
يُقالُ هَذا أَجَمٌ تَحَرَّقا / بِالخَيلِ أَشتاتاً تُقادُ عَرَقا
مِن كُلِّ شَقّاءَ تَراها خَيفَقا / تُسابِحُ البيدَ بِشَدٍّ أَنفَقا
وَكُلِّ مَشطونِ العِنانِ أَشدَقا / يَمُدُّ في القَيقَبِ حَتّى يُقلَقا
يَتبَعنَ ذا نَقيبَةٍ مُوَفَّقا / يَمضي إِذا خِمسُ الفَلاةِ أَرهَقا
فَاِنشَقَّ فيها الآلُ أَو تَرَقرَقا / وَشَبَّهَ القَومُ النِجادَ الخُفَّقا
شاماً وِراداً في شَموسٍ أَبلَقا /
طَرَقَت لَميسُ وَلَيتَها لَم تَطرُقِ
طَرَقَت لَميسُ وَلَيتَها لَم تَطرُقِ / حَتّى تَفُكَّ حِبالَ عانٍ موثَقِ
حَيَّيتُ دارَكِ بِالسَلامِ تَحِيَّةً / يَومَ السُلَيَّ فَما لَها لَم تَنطِقِ
وَاِستَنكَرَ الفَتَياتُ شَيبَ المَفرِقِ / مِن بَعدِ طولِ صَبابَةٍ وَتَشَوُّقِ
قَد كُنتُ أَتبَعُ حَبلَ قائِدَةِ الصِبا / إِذ لِلشَبابِ بَشاشَةٌ لَم تُخلَقِ
أَقُفَيرَ قَد عَلِمَ الزُبَيرُ وَرَهطُهُ / أَن لَيسَ حَبلُ مُجاشِعٍ بِالأَوثَقِ
ذُكِرَ البَلاءُ فَلَم يَكُن لِمُجاشِعٍ / حَملُ اللِواءَ وَلا حُماةُ المَصدَقِ
نَحنُ الحُماةُ بِكُلِّ ثَغرٍ يُتَّقى / وَبِنا يُفَرَّجُ كُلُّ بابٍ مُغلَقِ
وَبِنا يُدافَعُ كُلُّ أَمرِ عَظيمَةٍ / لَيسَت كَنَزوِكَ في ثِيابِ الكَرَّقِ
قَد أَنكَرَت شَبَهَ الفَرَزدَقِ مالِكٌ / وَنَزَلتَ مَنزِلَةَ الذَليلِ المُلصَقِ
حَوضُ الحِمارِ أَبو الفَرَزدَقِ فَاِعلَموا / عَقَدَ الأَخادِعِ وَاِنشِناجَ المِرفَقِ
شَرُّ الخَليقَةِ مَن عَلِمنا مِنكُمُ / حَوضُ الحِمارِ وَشَرُّ مَن لَم يُخلَقِ
كَم قَد أُثيرَ عَلَيكُمُ مِن خِزيَةٍ / لَيسَ الفَرَزدَقُ بَعدَها بِفَرَزدَقِ
ذَكوانُ شَدَّ عَلى ظَعائِنَكُم ضُحىً / وَسَقى أَباكَ مِنَ الأَمَرِّ الأَعلَقِ
لَعَمري لَقَد أَشجى تَميماً وَهَدَّها
لَعَمري لَقَد أَشجى تَميماً وَهَدَّها / عَلى نَكَباتِ الدَهرِ مَوتُ الفَرَزدَقِ
عَشِيَّةَ راحوا لِلفِراقِ بِنَعشِهِ / إِلى جَدَثٍ في هُوَّةِ الأَرضِ مُعمَقِ
لَقَد غادَروا في اللَحدِ مَن كانَ يَنتَمي / إِلى كُلِّ نَجمٍ في السَماءِ مُحَلِّقِ
ثَوى حامِلُ الأَثقالِ عَن كُلِّ مُغرَمٍ / وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ السَمَلَّقِ
عِمادُ تَميمٍ كُلِّها وَلِسانُها / وَناطِقُها البَذّاخُ في كُلِّ مَنطِقِ
فَمَن لِذَوي الأَرحامِ بَعدَ اِبنِ غالِبٍ / لِجارٍ وَعانٍ في السَلاسِلِ موثَقِ
وَمَن لِيَتيمٍ بَعدَ مَوتِ اِبنِ غالِبٍ / وَأُمِّ عِيالٍ ساغِبينَ وَدَردَقِ
وَمَن يُطلِقُ الأَسرى وَمَن يَحقُنُ الدِما / يَداهُ وَيَشفي صَدرَ حَرّانَ مُحنَقِ
وَكَم مِن دَمٍ غالٍ تَحَمَّلَ ثِقلَهُ / وَكانَ حَمولاً في وَفاءٍ وَمَصدَقِ
وَكَم حِصنِ جَبّارٍ هُمامٍ وَسوقَةٍ / إِذا ما أَتى أَبوابَهُ لَم تُغَلَّقِ
تَفَتَّحُ أَبوابُ المُلوكِ لِوَجهِهِ / بِغَيرِ حِجابٍ دونَهُ أَو تَمَلُّقِ
لِتَبكِ عَلَيهِ الإِنسُ وَالجِنُّ إِذ ثَوى / فَتى مُضَرٍ في كُلِّ غَربٍ وَمَشرِقِ
فَتىً عاشَ يَبني المَجدَ تِسعينَ حِجَّةً / وَكانَ إِلى الخَيراتِ وَالمَجدِ يَرتَقي
فَما ماتَ حَتّى لَم يُخَلِّف وَرائَهُ / بِحَيَّةِ وادٍ صَولَةٍ غَيرَ مُصعَقِ
أَلا اِنعِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِنطِقِ
أَلا اِنعِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِنطِقِ / وَحَدِّث حَديثَ الرَكبِ إِن شِئتَ وَاِصدُقِ
وَحَدِّث بِأَن زالَت بِلَيلٍ حُمولُهُم / كَنَخلٍ مِنَ الأَعراضِ غَيرِ مُنَبِّقِ
جَعَلنَ حَوايا وَاِقتَعَدنَ قَعائِداً / وَخَفَّفنَ مِن حَوكِ العِراقِ المُنَمَّقِ
وَفَوقَ الحَوايا غِزلَةٌ وَجَآذِرٌ / تَضَمَّخنَ مِن مِسكٍ ذَكِيٍّ وَزَنبَقِ
فَأَتبَعتُهُم طَرفي وَقَد حالَ دونَهُم / غَوارِبُ رَملٍ ذي أَلاءٍ وَشَبرَقِ
عَلى إِثرِ حَيٍّ عامِدينَ لِنِيَّةٍ / فَحَلّوا العَقيقَ أَو ثَنِيَّةَ مُطرِقِ
فَعَزَّيتُ نَفسي حينَ بانوا بِحَسرَةٍ / أَمونٍ كَبُنيانِ اليَهودِيِّ خَيفَقِ
إِذا زَجَرَت أَلفَيتُها مُشمَعِلَّةً / تُنيفُ بِعَذقٍ مِن غُروسِ اِبنِ مُعنِقِ
تَروحُ إِذا راحَت رَواحَ جَهامَةٍ / بِإِثرِ جَهامٍ رائِحٍ مُتَفَرِّقِ
كَأَنَّ بِها هِراً جَنيباً تَجُرُّهُ / بِكُلِّ طَريقٍ صادَفَتهُ وَمَأزِقِ
كَأَنّي وَرَحلي وَالقِرابَ وَنُمرُقي / عَلى يَرفَئِيٍّ ذي زَوائِدَ نَقنَقِ
تَرَوَّحَ مِن أَرضٍ لِأَرضٍ نَطِيَّةٍ / لِذِكرَةِ قَيضٍ حَولَ بَيضٍ مُفَلَّقِ
يَجولُ بِآفاقِ البِلادِ مُغَرِّباً / وَتُسحِقُهُ ريحُ الصَبا كُلَّ مُسحَقِ
وَبَيتٌ يَفوحُ المِسكُ في حُجُراتِهِ / بَعيدٍ مِنَ الآفاتِ غَيرِ مُرَوَّقِ
دَخَلتُ عَلى بَيضاءَ جُمٍّ عِظامُها / تُعَفّي بِذَيلِ الدِرعِ إِذ جِئتُ مودَقي
وَقَد رَكَدَت وَسطَ السَماءِ نُجومُها / رُكودَ نَوادي الرَبرَبِ المُتَوَرِّقِ
وَقَد أَغتَدي قَبلَ العُطاسِ بِهَيكَلٍ / شَديدٍ مَشَكِّ الجَنبِ فَعمِ المُنَطَّقِ
بَعَثنا رَبيئاً قَبلَ ذاكَ مُحَمَّلاً / كَذِئبِ الغَضى يَمشي الضَراءَ وَيَتَّقي
فَظَلَّ كَمِثلِ الخَشفِ يَرفَعُ رَأسَهُ / وَسائِرُهُ مِثلُ التُرابِ المُدَقَّقِ
فَجاءَ خَفِيّاً يَسفِنُ الأَرضَ بَطنُهُ / تَرى التُربَ مِنهُ لاصِقاً كُلَّ مَلصَقِ
وَقالَ أَلا هَذا صُوارٌ وَعانَةٌ / وَخَيطُ نَعامٍ يَرتَعي مُتَفَرِّقِ
فَقُمنا بِأَشلاءِ اللِجامِ وَلَم نَقُد / إِلى غُصنِ بانٍ ناضِرٍ لَم يُحَرَّقِ
نُزاوِلُهُ حَتّى حَمَلنا غُلامَنا / عَلى ظَهرِ ساطٍ كَالصَليفِ المُعَرَّقِ
كَأَنَّ غُلامي إِذ عَلا حالَ مَتنِهِ / عَلى ظَهرِ بازٍ في السَماءِ مُحَلِّقِ
رَأى أَرنَباً فَاِنقَضَّ يَهوي أَمامَهُ / إِلَيها وَجَلّاها بِطَرفٍ مُلَقلَقِ
فَقُلتُ لَهُ صَوِّب وَلا تُجهِدَنَّهُ / فَيَذرُكَ مِن أَعلى القَطاةِ فَتُزلَقِ
فَأَدبَرنَ كَالجَذعِ المُفَصَّلِ بَينَهُ / بِجيدِ الغُلامِ ذي القَميصِ المُطَوَّقِ
وَأَدرَكَهُنَّ ثانِياً مِن عِنانِهِ / كَغَيثِ العَشِيِّ الأَقهَبِ المُتَوَدِّقِ
فَصادَ لَنا عيراً وَثَوراً وَخاضِباً / عِداءً وَلَم يَنضَح بِماءٍ فَيَعرَقِ
وَظَلَّ غُلامي يَضجَعُ الرُمحَ حَولَهُ / لِكُلِّ مَهاةٍ أَو لِأَحقَبَ سَهوَقِ
وَقامَ طِوالَ الشَخصِ إِذ يَخضِبونَهُ / قِيامَ العَزيزِ الفارِسِيِّ المُنَطَّقِ
فَقُلنا أَلا قَد كانَ صَيدٌ لِقانِصٍ / فَخِبّوا عَلَينا كُلَّ بَيتٍ مُزَوَّقِ
وَظَلَّ صِحابي يَشتَوُونَ بِنِعمَةٍ / يَصُفّونَ غاراً بِاللَكيكِ المُوَشَّقِ
وَرُحنا كَأَنَّ مِن جُؤاثى عَشِيَّةٌ / نُعالي النِعاجَ بَينَ عِدلٍ وَمُشنَقِ
وَرُحنا بِكَاِبنِ الماءِ يُجنَبُ وَسطَنا / تُصَوَّبُ فيهِ العَينُ طَوراً وَتَرتَقي
وَأَصبَحَ ذَهلولاً يُزِلُّ غُلامَنا / كَفِدحِ النَضِيِّ بِاليَدَينِ المُفَوَّقِ
كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ / عُصارَةَ حِنّاءٍ بِشَيبٍ مُفَرَّقِ
وَلا أُغيرُ عَلى الأَشعارِ أَسرِقُها
وَلا أُغيرُ عَلى الأَشعارِ أَسرِقُها / عَنها غَنيتُ وَشَرُّ الناسِ مَن سَرقا
وَإِنَّ أَحسَنَ بَيتٍ أَنتَ قائِلُهُ / بَيتٌ يُقالُ إِذا أَنشَدتَهُ صَدَقا
وَنَفسَكَ فَاِنعَ وَلا تَنعَني
وَنَفسَكَ فَاِنعَ وَلا تَنعَني / وَداوِ الكُلومَ وَلا تُبرِقِ
إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِنفَرَقا
إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِنفَرَقا / وَعُلِّقَ القَلبُ مِن أَسماءَ ما عَلِقا
وَفارَقَتكَ بِرَهنٍ لا فِكاكَ لَهُ / يَومَ الوِداعِ فَأَمسى الرَهنُ قَد غَلِقا
وَأَخلَفَتكَ اِبنَةُ البَكرِيِّ ما وَعَدَت / فَأَصبَحَ الحَبلُ مِنها واهِناً خَلَقا
قامَت تَراءى بِذي ضالٍ لِتَحزُنَني / وَلا مَحالَةَ أَن يَشتاقَ مَن عَشِقا
بِجيدِ مُغزِلَةٍ أَدماءَ خاذِلَةٍ / مِنَ الظِباءِ تُراعي شادِناً خَرِقا
كَأَنَّ ريقَتَها بَعدَ الكَرى اِغتُبِقَت / مِن طَيِّبِ الراحِ لَمّا يَعدُ أَن عَتُقا
شَجَّ السُقاةُ عَلى ناجودِها شَبِماً / مِن ماءِ لينَةَ لا طَرقاً وَلا رَنِقا
ما زِلتُ أَرمُقُهُم حَتّى إِذا هَبَطَت / أَيدي الرِكابِ بِهِم مِن راكِسٍ فَلَقا
دانِيَةٍ لِشَروَرى أَو قَفا أَدمٍ / تَسعى الحُداةُ عَلى آثارِهِم حِزَقا
كَأَنَّ عَينَيَّ في غَربَي مُقَتَّلَةٍ / مِنَ النَواضِحِ تَسقي جَنَّةً سُحُقا
تَمطو الرِشاءَ فَتَجري في ثِنايَتِها / مِنَ المَحالَةِ ثَقباً رائِداً قَلِقا
لَها مَتاعٌ وَأَعوانٌ غَدَونَ بِهِ / قِتبٌ وَغَربٌ إِذا ما أُفرِغَ اِنسَحَقا
وَخَلفَها سائِقٌ يَحدو إِذا خَشِيَت / مِنهُ اللِحاقَ تَمُدُّ الصُلبَ وَالعُنُقا
وَقابِلٌ يَتَغَنّى كُلَّما قَدَرَت / عَلى العَراقي يَداهُ قائِماً دَفَقا
يُحيلُ في جَدوَلٍ تَحبو ضَفادِعُهُ / حَبوَ الجَواري تَرى في مائِهِ نُطُقا
يَخرُجنَ مِن شَرَباتٍ ماؤُها طَحِلٌ / عَلى الجُذوعِ يَخَفنَ الغَمَّ وَالغَرَقا
بَلِ اِذكُرَن خَيرَ قَيسٍ كُلِّها حَسَباً / وَخَيرَها نائِلاً وَخَيرَها خُلُقا
القائِدَ الخَيلَ مَنكوباً دَوابِرُها / قَد أُحكِمَت حَكَماتِ القِدِّ وَالأَبَقا
غَزَت سِماناً فَآبَت ضُمَّراً خُدُجاً / مِن بَعدِ ما جَنَبوها بُدَّناً عُقُقا
حَتّى يَأُوبَ بِها عوجاً مُعَطَّلَةً / تَشكو الدَوابِرَ وَالأَنساءَ وَالصُفُقا
يَطلُبُ شَأوَ اِمرِأَينِ قَدَّما حَسَناً / نالا المُلوكَ وَبَذّا هَذِهِ السُوَقا
هُوَ الجَوادُ فَإِن يَلحَق بِشَأوِهِما / عَلى تَكاليفِهِ فَمِثلُهُ لَحِقا
أَو يَسبِقاهُ عَلى ما كانَ مِن مَهَلٍ / فَمِثلُ ما قَدَّما مِن صالِحٍ سَبَقا
أَغَرُّ أَبيَضُ فَيّاضٌ يُفَكِّكُ عَن / أَيدي العُناةِ وَعَن أَعناقِها الرِبَقا
وَذاكَ أَحزَمُهُم رَأياً إِذا نَبَأٌ / مِنَ الحَوادِثِ غادى الناسَ أَو طَرَقا
فَضلَ الجِيادِ عَلى الخَيلِ البِطاءِ فَلا / يُعطي بِذَلِكَ مَمنوناً وَلا نَزِقا
قَد جَعَلَ المُبتَغونَ الخَيرَ في هَرِمٍ / وَالسائِلونَ إِلى أَبوابِهِ طُرُقا
إِن تَلقَ يَوماً عَلى عِلّاتِهِ هَرِماً / تَلقَ السَماحَةَ مِنهُ وَالنَدى خُلُقا
وَلَيسَ مانِعَ ذي قُربى وَذي نَسَبٍ / يَوماً وَلا مُعدِماً مِن خابِطٍ وَرَقا
لَيثٌ بِعَثَّرَ يَصطادُ الرِجالَ إِذا / ما كَذَّبَ اللَيثُ عَن أَقرانِهِ صَدَقا
يَطعَنُهُم ما اِرتَمَوا حَتّى إِذا اِطَّعَنوا / ضارَبَ حَتّى إِذا ما ضارَبوا اِعتَنَقا
هَذا وَلَيسَ كَمَن يَعيا بِخُطَّتِهِ / وَسطَ النَدِيِّ إِذا ما ناطِقٌ نَطَقا
لَو نالَ حَيٌّ مِنَ الدُنيا بِمَنزِلَةٍ / أُفقَ السَماءِ لَنالَت كَفُّهُ الأُفُقا