القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 26
أَمُطَّلِباً رَشاداً مِن أُناسٍ
أَمُطَّلِباً رَشاداً مِن أُناسٍ / غَدَوا وَهُمُ عَلى غِيٍّ عكوفُ
قَد اِتَخَذوا مَجالسَ لاجتماعٍ / بِأَغمارٍ وَهُم فيهِ صُنوفُ
فَبَعضُهُمُ اِتِّحاديٌّ وَبَعضٌ / لِباطِنٍ أَو لفلسفةٍ يَشوفُ
قَرامطُ يَدَّعونَ لَهُم صَلاحاً / وَديناً وَالفسوقُ لَهُم حليفُ
إِذا ما فَسَّروا القُرآنَ قالوا / بواطِنهُم لَها فيهِ كشوفُ
فَمِن علمٍ لَدُنِّيٍّ وَعلمٍ / بَطينيٍّ لَهُ سرٌّ لَطيفُ
وَكُلٌّ يُظهِرُ الإِسلامَ كَيداً / وَخَوفاً إِن تقتِّلَهُ السيوفُ
يغرُّ بِقَولِهِ الأَغمارَ حَتّى / تراهُم حَولَهُ لَهُمُ حَفيفُ
وَيَنهبُ مالَهُم وَهُمُ عَبيد / لَهُ وَلَهُ الترؤُّسُ وَالشُفوفُ
وَلَو عَلِمَ المَليكُ بِهِم لأَفنى / مَشايخَهُم وَنالَتها الحتوفُ
وَطهَّرَ مِنهُمُ مِصراً وَشاماً / فَهُم نَجَسٌ تَضمَّنَهُ الكنيفُ
وَلَكن لَيسَ يَجسُرُ ناصِحُوه / عَلَيهِ إِنَّهُ ملِكٌ مَخوفُ
مَليكٌ بَأسُهُ قَهرَ الأَعادي / وَقامَ لَنا بِهِ الدينُ الحَنيفُ
يا بَخيلاً حَتّى بِرَجعِ سَلامٍ
يا بَخيلاً حَتّى بِرَجعِ سَلامٍ / زارَني مِن خَيالِكَ الصبح طَيفُ
حينَ وافى يشُقُّ جُنحَ الدَياجي / قُلتُ أَهلاً بِزائِرٍ هُوَ ضَيفُ
كُلَما رُمتُ قُربَهُ قَد تَناءى / وَاحتفاءً بِهِ بَدا مِنهُ حَيفُ
قُلت كَيفَ الخَلاصُ مِن حُبِّ ريمٍ / قَد سَباني وَلَيس يَنفَعُ كَيفُ
بِقَوامٍ قَد هُزَّ لي مِنهُ رُمحٌ / وَبِطَرفٍ قَد سُلَّ لي مِنهُ سَيفُ
فَدُموعٌ تهمي وَحَرُّ لَهيب / فَبِعيني مشتى وَبِالقَلبِ صَيفُ
كانَ زَرعي ودادُه أَرتَجيهِ / فَإِذا الزَرعُ جاءهُ مِنهُ هَيفُ
وَأَراهُ فَزِدتُ فيهِ وِداداً / وَيَراني فَزادَني مِنهُ عَيفُ
قسماً بِالمَقامِ وَالرُكنِ وَالبيت / وَما ضَمَّهُ الآلُ وَخَيفُ
إِنَّ حُبّي لخالصٌ ذو صَفاءٍ / وَمحباتُ ذا الوَرى الكلِّ زيفُ
وَإنَّ مَقامَ الحبِّ عِندي ساعة
وَإنَّ مَقامَ الحبِّ عِندي ساعة / لسعدِكَ ملك الأَرضِ بَل هُوَ أَشرَفُ
يَجودُ بِأُنسٍ مَع حَديثٍ كَأَنَّهُ / جَنى النحلِ مَمزوجاً بِهِ مِنهُ قَرقَفُ
وَيَعرِفُ أَن قَد ذُبتُ مِنهُ صَبابَةً / وَما عارفٌ حباً كَمن لَيسَ يَعرِفُ
وَتَسري إِلى قَلبي لَطائِفُ أُنسِهِ / فَيَقوى بِذاكَ الأُنس من حَيثُ يَضعفُ
وَلَم أَرَ أَحلى مِن منادمةِ الهَوى / وَلا سيَّما إِن كانَ حُبُّك يُنصِفُ
فَنهصُرُ مِن ذاكَ القوام أَراكَةً / وَتلثُمُ خَدّاً فيهِ وَردٌ مُضَعَّفُ
أَرَى كُلَّ مَن يَهوى يَحِنُّ حَبيبُهُ / إِليهِ وَيُدنيهِ وَبِالوَصلِ يُسعِفُ
وَقَلبي أَراه لَم يَكُن قَطُّ مائِلاً / لِمحبوبٍ إلا وَهوَ يَجفُو وَيجنفُ
لأَكلُ الشَعيرِ وَاقتناءُ المَعارِفِ
لأَكلُ الشَعيرِ وَاقتناءُ المَعارِفِ / أَلذُّ مِن السَلوى وَلِبسِ المَطارِفِ
وَإِنّي لمُستغنِ بعلمٍ جَمَعتُهُ / وَهَيهاتَ ما يُغني تَليدي وَطارِفي
وذي شَماطيط خافي الحُسنِ ظاهِرُهُ
وذي شَماطيط خافي الحُسنِ ظاهِرُهُ / فَكُلُّ قَلبٍ بِذاكَ الحُسنِ مَشغُوفُ
كَأَنَّهُ قمرٌ قَد حَفَّهُ قِطعٌ / مِن الغَمامِ فَمَستورٌ وَمَكشُوفُ
وَأَغيَدَ طاوِي الخَصرِ رَيّانَ ما حَوَت
وَأَغيَدَ طاوِي الخَصرِ رَيّانَ ما حَوَت / مآزِرُهُ كَالغُصنِ ينآدُ في الحتفِ
أُقبِّلُهُ بِالوَهمِ منّي وَلَو دَنا / إِليّ حَبيبي كُنتُ قَبَّلتُ بِالخَطفِ
يَزيدُ عَلى مَرِّ الزَمانِ مَلاحَةً / فَكالشَمسِ في مَبدى وَكَالبَدرِ في نصفِ
حَبيبٌ بَعيدُ الغورِ قاسٍ فُؤادُهُ / وَلَكنَّهُ قَد لانَ بِاللَفظِ وَاللُطفِ
فَلا وَصلَ إِلا بِاختلاسةِ نَظرَةٍ / تَزيدُ بِها بَلوايَ ضعفاً عَلى ضَعفِ
لَما رَأَتني مُقبلاً حَدَرَت عَلى
لَما رَأَتني مُقبلاً حَدَرَت عَلى / شِبهِ الهلالِ مِن الدَمَقسِ نَصيفا
وَتَلَفَّعت برِدائِها لكنَّها / رَقَّت فَحَيَّت بِالسَلامِ أَسِيفا
وَأَنالَت الهَيمانَ ما شاءَ الهَوى / قُبَلاً وَأَمراً عِندَنا مَعرُوفا
فَكَأَنَّها غَيثٌ تجَهَّم سحبُهُ / لِلرَوضِ ثَمَّتَ درَّ فيهِ وَكِيفا
لَهُ أَينَعَت أَيكُ العُلومِ فَإِن ترِد
لَهُ أَينَعَت أَيكُ العُلومِ فَإِن ترِد / جَناها مَتى ما شاءَ يَهمِ وَيَقطِفِ
تنوَّعَ في الآدابِ يُبدي معانيا / يُعبِّر عَنها بِالكَلام المُثَقَّفِ
كَلامٌ لَهُ سَهلُ المناحِي لَطيفُهُ / وَقَد صانَهُ عَن كُلفَةِ المُتَعَسِّفِ
تَنَزَّهَ عَن حوشيِّ لَفظٍ وَرذلهِ / وَبُرِّئَ مِن تَعقيدِهِ وَالتَعَجرُفِ
فَما رَوضَةٌ غَناء غبَّ سَمائها / وَقَد جادَها طَلٌّ بِأَسحَمَ أَوطفِ
وَقَد شَرَقت يُوحٌ عَلَيها فَأَشرَقَت / بِنوّارِها كَالوَرد تَحتَ التَسجُّفِ
فَيُونِع مِنها كُلُّ ما كانَ قاحِلاً / فَيَختالُ في بَردِ الشَبابِ المُفَوَّفِ
بِأَحسنَ مِما قَد وَشَتهُ أَنامِلٌ / لَهُ في حَديثِ المُصطَفى أَو بِمُصحَفِ
له خُلُقٌ كَالماءِ لُطفاً شَرابُهُ / غَدا سائِغاً لِلوارِدِ المُتَرَشِّفِ
جَميلُ المحيّا مُستَنيرٌ كَأَنَّما / مَحاسِنُهُ تُشتَقُّ مِن حُسنِ يُوسُفِ
عَليمٌ بِأَعقابِ الأُمورِ كَأَنَّما / يُشاهِدُها بِالفِكرِ مِن عِلم آصِفِ
حَليمٌ عَن الجاني صَفوحٌ كَأَنَّما / تحلُّمُهُ يَمتدُّ مِن حُلمِ أَحنَفِ
وقورٌ فَما أَن يَستقرَّ كَأَنَّما / رَزانَتُهُ مِن شامِخٍ متكَنِّفِ
إِذا ذُكِرَت أَوصاف أَحمدَ في الوَرى / ثَمِلنا كَأَنّا قَد ثَمِلنا بِقَرقَفِ
لَقَد غاصَ في بَحرٍ مِن العلمِ زاخرٍ / فَأَخرجَ دُرّاً يَنتَقِيهِ وَيَصطفِي
وَمَن يَكُ تاجاً لِلمَعالي فَإِنَّهُ / يزين اللآلي بِالثَناءِ المُضَعّفِ
ثَناء أَريجِ المِسكِ شَنف مَسامِعٍ / وَذكر لأَفواهٍ وَمسك لآنفِ
ما كنتُ أَعلمُ قَطُّ أَنَّ جمالَنا
ما كنتُ أَعلمُ قَطُّ أَنَّ جمالَنا / تَلِدُ الظِباءَ ثَقيلَةَ الأَردافِ
حَتّى رَأَيتُ ابنَ الهجينِ خَفيفه / ظَبياً تَهادى حاملَ الأَخفافِ
رَشَأ حَوى كُلَّ المحاسِنِ فَاغتَدى / يَختالُ في بُردِ الشَبابِ الضافي
كَالبَدرِ في ظَلمائِهِ وَالغُصنِ في / غُلوائِهِ وَالدُرِ في الأَصدافِ
متنَسِّمٌ عَن مِسكَةٍ مُتَبَسِّمٌ / عَن لُؤلُؤٍ بادي السَنا شَفافِ
ظبيٌ تولَّد مِن هَجينٍ عِبرَةٌ / بَشرٌ لَطيفٌ مِن مَحلٍّ جافِ
لا غروَ في متولِّدٍ مِن صنفِهِ / إِنَّ الغَريبَ تَخالُفُ الأَصنافِ
كَذَبَ الَّذي زَعَمَ الطَبيعةَ أَثَّرت / هَذي الطَبيعةُ قَد أَتَت بِمُنافِ
هِيَ قُدرةُ الخَلّاقِ يَفعَلُ ما يَشا / في خَلقِهِ بِتَوافُقٍ وَخلافِ
دَلَّت عَلى أَنَّ المكوِّنَ فاعِلٌ / بِالإِختيارِ وَواهِبُ الأَلطافِ
تبدّى لي مِن السُجفِ
تبدّى لي مِن السُجفِ / كَمثل البَدرِ في النِصفِ
رَشاً قَد راشَ مِن عَيني / هِ سَهماً جالبَ الحَتفِ
وَهَزَّ لَنا مُثقَّفَه / قَواما لَيِّنَ العِطفِ
وَسلّ لَنا مُهَنَّدَهُ / حُساماً فاري الزَغفِ
سِلاحٌ كُلُّهنَّ غَدَت / قَواتِلَ بَعضها يَكفي
شَغِفتُ بِحُسنِ ذي غَنجٍ / رَخيمِ الدَلِّ وَالظَرفِ
وَما شَغَفي بِنَجلاءِ ال / عُيونِ وَقائمِ الأَنفِ
وَلَكن بِالعُيونِ اللَخصِ / ذاتِ الأَنفِ الذُلفِ
سَباني مِنهُمُ قَمَرٌ / غَريبُ الشَكلِ وَالوَصفِ
ذُؤابَتهُ تَنوسُ لَهُ / عَلى حِقفٍ مِن الرِدفِ
كصِلٍّ إِن دَنا أَحَدٌ / يُشيرُ إِلَيهِ بِالنَقفِ
إِذا حُلّت غدائرُهُ / اِكتَسى بِالفاحِمِ الوَحفِ
وَعَقربُ صدغِهِ تَحمي / جَنى وَردٍ مِن القَطفِ
مَليحٌ ظَلَّ يَحرسُهُ / رَقيبٌ قَلَّ ما يغفي
فَلا وَصلٌ سِوى نَظرٍ / بِمُختَلِسٍ مِن الطَرفِ
وَلما رآهُ الدَهرُ مَلكاً مُعَظَّماً
وَلما رآهُ الدَهرُ مَلكاً مُعَظَّماً / رَماهُ بِأَمرٍ فَاتَّقاهُ بِأَنفِهِ
وَلو غَيرُهُ يُرمى بِما كانَ قَد رَمى / لَولّى سَريعاً وَاتقاهُ بِرِدفِهِ
كَذا الباسلُ الضِرغامُ في الحَربِ إِنَّما / يُصابُ بِوَجهٍ لا يُصابُ بِخَلفِهِ
أَيا مَن سَما في الوَرى قَدرُهُ
أَيا مَن سَما في الوَرى قَدرُهُ / وَعمَّ الأَنامَ بِمَعروفهِ
لِسانيَ بِالشُكرِ مُنطلِقٌ / فَلِم لا تجودُ بِتصحيفِهِ
أَرى اسمي تنكَّر عِندَكُمُ / وَفازَ اسمُ غَيري بِتَعريفِهِ
أَنا عَلَمٌ فيهِ زائِدتانِ / فَالصَرفُ يَقضي بِتَحريفِهِ
وَصَعبٌ عَلى مَن لَهُ عادَةٌ / وَيَألَفُها تركُ مألوفِهِ
وَمَن مَرَّ يَوماً عَلى ذكركم / فذكرُك يَقضي بِتَشرِيفِهِ
لا بُدَّ لِلإِنسانِ مِن صُورةٍ
لا بُدَّ لِلإِنسانِ مِن صُورةٍ / جَميلةٍ يَشهدُها طَرفُهُ
وَمِن حَديثٍ فَكِهٍ نادرٍ / يَعلَقُ بِالقَلب لَهُ وَصفُهُ
وَمِن أَريجِ مسكٍ أَو عَنبرٍ / يَلتَذُّ بِالشمِّ لَهُ أَنفُهُ
وَمِن مِجَسٍّ أَهيفٍ ناعمٍ / كَالبَدر في الشَهرِ مَضى نِصفُهُ
وَمِن مَذاقٍ ريقُهُ قَرقَفٌ / في مَبسِمٍ يُسكِرُها رَشفُهُ
خَمسٌ مِن اللذاتِ مَن نالَها / فَهوَ سَعيدٌ كامِلٌ ظَرفُهُ
وَمَن يَكُن مُتِّعَ دَهراً بِها / فَما يُبالي إِن أَتى حَتفُهُ
إِذا اِختَلَفَ الناسُ في مَدرَكٍ
إِذا اِختَلَفَ الناسُ في مَدرَكٍ / وَلَم يحتمل غَير وَجهي خِلاف
فَما الحَقُ فيهِ سِوى واحِدٍ / وَفكرٍ لتبصِرَهُ غَير خاف
وَإِن يَحتَمِل أَوجُهاً نَطَقُوا / بِقَولينِ مِن نظرٍ غَيرِ شاف
فَقد يَظهَرُ الحَقُ في ثالثٍ / وَوَلاهُم صادرٌ عَن خِراف
وَلا تَعتَبِر كَثرَةَ القائِلين / فَهُم حُمُرٌ ما لَها مِن أُكاف
يناقِضُ بعضُهُم بَعضَهُم / فَقولُهُم لَم يَزل ذا اِختِلاف
وَلَو أَنعَموا فكرَهُم أَنصَفُوا / وَكانَ مَقالُهُم ذا اِئتِلاف
وَإِياكَ وَالبَحثَ مَع مُبتَدٍ / بليدٍ يَقولُ بِغَيرِ اِنتِصاف
بروحي الَّتي زارَت بليلٍ فَقابَلَت
بروحي الَّتي زارَت بليلٍ فَقابَلَت / عُيوناً بَراها السُهدُ وَالأَعيُن الوُطفِ
فَعاجَلتها باللثمِ عِظماً لردفِها / وَعالجتُها باللِينِ مِنّي وَبِاللُطفِ
وَقُلتُ أَرى وَرداً بِخدِّكِ ذابِلاً / أَلا فإذني باللَثم فيهِ وَبِالقَطفِ
وَعِطفاً تَثنّى ناعِماً ذا لُدُنَّةٍ / فَما بِالُه لا يَنثَني لي بِالقَطفِ
لَجَمَّعتُ بَدراً وَالنَقا وَأَراكةً / بنورِ المُحيّا مِنكِ وَالرِدفِ وَالعِطفِ
وَلما رَأت ما بي وَأَطربَ سَمعَها / نسيبيَ فيها قبَّلتني بِالخَطفِ
فَيا لَكِ مِنها قُبلةً لَو تمكَّنت / لَقَد كانَ بردُ الريقِ حَرَّ الحَشا يطفي
وَولَّت فَأَبقَت في فُؤادي وَمُقلَتي / جَحيماً وَدَمعاً لا يَمَلُّ مِن النَطفِ
تَمتَّع بِهِ لَدنَ المَعاطفِ أَهيفا
تَمتَّع بِهِ لَدنَ المَعاطفِ أَهيفا / يَسقيكَ من عَذبِ المَراشفِ قَرقفا
هُوَ الشَمس لَكن لَيسَ فيهِ تَأنُّثٌ / هُوَ البَدرُ إِلا أَنَّه لَيسَ أَكلَفا
تَولَّدَ بَينَ التُركِ في مِصرَ فاحتَوى / إِلى لُطفِهِ حُسنا حَكى فيهِ يُوسُفا
مجَذَّبُ لَحظٍ جاذِبٌ لِقُلوبِنا / وَليِّنُ لَفظٍ قَلبُهُ أَشبَهَ الصَفا
رِياضُ جَمالٍ وَجهُهُ فَلذا تَرى / بِهِ نَرجِساً غَضّاً وَوَرداً مُضَعَّفا
يُحارِسُهُ مِن رائِدِ القَطفِ أَرقمٌ / مِن الشَعرِ ما يَهتَزُّ إِلا لينقفا
مَحاسِنهُ تَكفيهِ حَملَ سِلاحِهِ / أَلَم تَرَ ما في القَلبِ أنفَذ مَصرِفا
فَمِن لَحظِهِ الوسنانِ سَلَّ مُهنَّداً / وَمِن قَدِّهِ الفَينانِ هَزَّ مُثَقَّفا
نعِمنا بِهِ ضَمّاً وَشَمّاً وَلَم نُبَل / أَجارَ زَمانٌ مع سِوانا أَم أنصفا
وَما العَيش إِلا خُلسَةٌ مِن محجَّبٍ / يُبيحُكَ ما تَهوى عِناقاً وَمَرشَفا
هفَّ لبرقٍ بِالحمى قَد هَفا
هفَّ لبرقٍ بِالحمى قَد هَفا / وَما اِختَفَت أَسرارُهُ مُذ خَفى
غَيرانُ حَتّى مِن نَسيمِ الصَبا / سَكرانُ لَكن مِن لمى أَهيَفا
كَالشَمسِ لَكن إِنَّما وَجهُهُ / لفَرطِ حُسنٍ فيهِ لَن يَكسِفا
عَربدَ مِنهُ طَرفُه وَهوَ لا / يَشربُ حاشى دينه قرقفا
لَكنَّ رَيّا ريقِهِ قَد سَرَت / مِنهُ لطَرفٍ قَد حَكى مُرهَفا
سَقُمتُ مِن سُقمٍ بِأَجفانِهِ / مازالَ يَعدي مدنفٌ مدنفا
أَسمرُ قَد هَزَّ لَنا أَسمَراً / بِنارِ خَدٍّ مِنهُ قَد ثقّفا
أَثمرَ أَعلاهُ هِلالاً وَقَد / كادَ لثِقلِ الرِدفِ أَن يقصَفا
لَقَد غِبتَ سِتّاً بَعد عَشرٍ وَإِنَّني
لَقَد غِبتَ سِتّاً بَعد عَشرٍ وَإِنَّني / لَفي كُلِّ وَقتٍ مسمعِي يَتَشَوَّفُ
إِذا قالَ إِنسانٌ نَعَم قُلتُ شَيخنا / وَمَن بِلقاهُ في الدُنا نَتَشَرَّفُ
أَلَم تَدرِ أَن للعينِ سِرّ تَطَلُّع / يَشِفُّ عَلى سِرِّ الضَميرِ وَيَلطُفُ
هَنيئاً بِتأَليفٍ غَريبٍ نِظامُهُ
هَنيئاً بِتأَليفٍ غَريبٍ نِظامُهُ / لَقَد حارَ في أَوصافِهِ نظمُ عارِفِ
غَدَت شَمسَ حُسنٍ بنتُ بَدر سِيادةٍ / تُزَفُّ لِبَدرٍ نجلِ شَمسِ مَعارِفِ
سميّانِ للطُهرِ البَتولِ وَللرِضا / عَلىٍّ وَنَجلا الأَكرمينَ الغَطارِفِ
فَدامَ عليّ عاليَ الجَدِّ سَيِّداً / وَلا زالَ في ظِلٍّ مِن العَيشِ وارِفِ
المُلكُ يُحمى بملكٍ من بَني العَزَفي
المُلكُ يُحمى بملكٍ من بَني العَزَفي / وَالعلمُ يَحيا بِيحيى الخَيرِ ذي الشَرَفِ
مُستحكِمُ الرَأي لا يَغتال فِكرَتَهُ / دَها الرِجالِ وَلا يَنقادُ للجَنَفِ
فَسبتَة الغَربِ قَد أَلقَت مَقالِدَها / إلَيهِ فاستعصمَت بِالكافِلِ الأَنِفِ
مِن أُسرَةِ المُلكِ لخمٍ طالَما مَنَعُوا / ذِمارَهُ بِالظُبا وَالذُبَّلِ القُصُفِ
همُ المُلوكُ فَلا مَلكٌ يُقاسُ بِهم / مِن الوَرى أيُقاسُ الدرُّ بِالصَدَفِ
إني وَإِن فاتَني تَقبيلُ راحَتِكُم / لَقَد بَعَثتُ بِها مَع طائرِ الصُحفِ
أَخالُ أَنَّ البَنانَ الرَخصَ يَلمَسُها / وَكَم عَليلٍ بِتخييلِ الوِصالِ شفي
أَرتاحُ للقُربِ لَكن كَم عَوائقَ لي / مِن خِضرِمٍ مُربِدٍ أَو مَهمَهٍ قُذُفِ
وَما اِرتِياحي بِأَني لَم أَنَل شَرَفا / بمصرَ بَل نِلتُ فيها مُنتَهى الشَرفِ
لأَرضعتَنِي أَخلافُ المُنى ضَرَبا / وَانشقتَني زَهرَ الرَوضَةِ الأُنُفِ
وَأَطلَعتَني بَدراً بَينَ أَنجُمِها / حَتّى جَلَت بيَ عَنها لَبسةُ السدَفِ
وَسرَّحت ناظِري في أَوجهٍ فُسُحٍ / وَأَعيُنٍ لُخصٍ وَآنُفٍ ذُلفِ
أَولادُ يافثَ كَم مِن نافِثٍ لَهُمُ / بِالسحرِ أغنيَةً في المُغرَمِ الدَنِفِ
لَكنَّ ذاكَ ارتياحٌ هاجَ ساكِنَهُ / ذِكرى مَكانٍ بِهِ نَشئي وَمُؤتَلَفِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025