المجموع : 26
أَمُطَّلِباً رَشاداً مِن أُناسٍ
أَمُطَّلِباً رَشاداً مِن أُناسٍ / غَدَوا وَهُمُ عَلى غِيٍّ عكوفُ
قَد اِتَخَذوا مَجالسَ لاجتماعٍ / بِأَغمارٍ وَهُم فيهِ صُنوفُ
فَبَعضُهُمُ اِتِّحاديٌّ وَبَعضٌ / لِباطِنٍ أَو لفلسفةٍ يَشوفُ
قَرامطُ يَدَّعونَ لَهُم صَلاحاً / وَديناً وَالفسوقُ لَهُم حليفُ
إِذا ما فَسَّروا القُرآنَ قالوا / بواطِنهُم لَها فيهِ كشوفُ
فَمِن علمٍ لَدُنِّيٍّ وَعلمٍ / بَطينيٍّ لَهُ سرٌّ لَطيفُ
وَكُلٌّ يُظهِرُ الإِسلامَ كَيداً / وَخَوفاً إِن تقتِّلَهُ السيوفُ
يغرُّ بِقَولِهِ الأَغمارَ حَتّى / تراهُم حَولَهُ لَهُمُ حَفيفُ
وَيَنهبُ مالَهُم وَهُمُ عَبيد / لَهُ وَلَهُ الترؤُّسُ وَالشُفوفُ
وَلَو عَلِمَ المَليكُ بِهِم لأَفنى / مَشايخَهُم وَنالَتها الحتوفُ
وَطهَّرَ مِنهُمُ مِصراً وَشاماً / فَهُم نَجَسٌ تَضمَّنَهُ الكنيفُ
وَلَكن لَيسَ يَجسُرُ ناصِحُوه / عَلَيهِ إِنَّهُ ملِكٌ مَخوفُ
مَليكٌ بَأسُهُ قَهرَ الأَعادي / وَقامَ لَنا بِهِ الدينُ الحَنيفُ
يا بَخيلاً حَتّى بِرَجعِ سَلامٍ
يا بَخيلاً حَتّى بِرَجعِ سَلامٍ / زارَني مِن خَيالِكَ الصبح طَيفُ
حينَ وافى يشُقُّ جُنحَ الدَياجي / قُلتُ أَهلاً بِزائِرٍ هُوَ ضَيفُ
كُلَما رُمتُ قُربَهُ قَد تَناءى / وَاحتفاءً بِهِ بَدا مِنهُ حَيفُ
قُلت كَيفَ الخَلاصُ مِن حُبِّ ريمٍ / قَد سَباني وَلَيس يَنفَعُ كَيفُ
بِقَوامٍ قَد هُزَّ لي مِنهُ رُمحٌ / وَبِطَرفٍ قَد سُلَّ لي مِنهُ سَيفُ
فَدُموعٌ تهمي وَحَرُّ لَهيب / فَبِعيني مشتى وَبِالقَلبِ صَيفُ
كانَ زَرعي ودادُه أَرتَجيهِ / فَإِذا الزَرعُ جاءهُ مِنهُ هَيفُ
وَأَراهُ فَزِدتُ فيهِ وِداداً / وَيَراني فَزادَني مِنهُ عَيفُ
قسماً بِالمَقامِ وَالرُكنِ وَالبيت / وَما ضَمَّهُ الآلُ وَخَيفُ
إِنَّ حُبّي لخالصٌ ذو صَفاءٍ / وَمحباتُ ذا الوَرى الكلِّ زيفُ
وَإنَّ مَقامَ الحبِّ عِندي ساعة
وَإنَّ مَقامَ الحبِّ عِندي ساعة / لسعدِكَ ملك الأَرضِ بَل هُوَ أَشرَفُ
يَجودُ بِأُنسٍ مَع حَديثٍ كَأَنَّهُ / جَنى النحلِ مَمزوجاً بِهِ مِنهُ قَرقَفُ
وَيَعرِفُ أَن قَد ذُبتُ مِنهُ صَبابَةً / وَما عارفٌ حباً كَمن لَيسَ يَعرِفُ
وَتَسري إِلى قَلبي لَطائِفُ أُنسِهِ / فَيَقوى بِذاكَ الأُنس من حَيثُ يَضعفُ
وَلَم أَرَ أَحلى مِن منادمةِ الهَوى / وَلا سيَّما إِن كانَ حُبُّك يُنصِفُ
فَنهصُرُ مِن ذاكَ القوام أَراكَةً / وَتلثُمُ خَدّاً فيهِ وَردٌ مُضَعَّفُ
أَرَى كُلَّ مَن يَهوى يَحِنُّ حَبيبُهُ / إِليهِ وَيُدنيهِ وَبِالوَصلِ يُسعِفُ
وَقَلبي أَراه لَم يَكُن قَطُّ مائِلاً / لِمحبوبٍ إلا وَهوَ يَجفُو وَيجنفُ
لأَكلُ الشَعيرِ وَاقتناءُ المَعارِفِ
لأَكلُ الشَعيرِ وَاقتناءُ المَعارِفِ / أَلذُّ مِن السَلوى وَلِبسِ المَطارِفِ
وَإِنّي لمُستغنِ بعلمٍ جَمَعتُهُ / وَهَيهاتَ ما يُغني تَليدي وَطارِفي
وذي شَماطيط خافي الحُسنِ ظاهِرُهُ
وذي شَماطيط خافي الحُسنِ ظاهِرُهُ / فَكُلُّ قَلبٍ بِذاكَ الحُسنِ مَشغُوفُ
كَأَنَّهُ قمرٌ قَد حَفَّهُ قِطعٌ / مِن الغَمامِ فَمَستورٌ وَمَكشُوفُ
وَأَغيَدَ طاوِي الخَصرِ رَيّانَ ما حَوَت
وَأَغيَدَ طاوِي الخَصرِ رَيّانَ ما حَوَت / مآزِرُهُ كَالغُصنِ ينآدُ في الحتفِ
أُقبِّلُهُ بِالوَهمِ منّي وَلَو دَنا / إِليّ حَبيبي كُنتُ قَبَّلتُ بِالخَطفِ
يَزيدُ عَلى مَرِّ الزَمانِ مَلاحَةً / فَكالشَمسِ في مَبدى وَكَالبَدرِ في نصفِ
حَبيبٌ بَعيدُ الغورِ قاسٍ فُؤادُهُ / وَلَكنَّهُ قَد لانَ بِاللَفظِ وَاللُطفِ
فَلا وَصلَ إِلا بِاختلاسةِ نَظرَةٍ / تَزيدُ بِها بَلوايَ ضعفاً عَلى ضَعفِ
لَما رَأَتني مُقبلاً حَدَرَت عَلى
لَما رَأَتني مُقبلاً حَدَرَت عَلى / شِبهِ الهلالِ مِن الدَمَقسِ نَصيفا
وَتَلَفَّعت برِدائِها لكنَّها / رَقَّت فَحَيَّت بِالسَلامِ أَسِيفا
وَأَنالَت الهَيمانَ ما شاءَ الهَوى / قُبَلاً وَأَمراً عِندَنا مَعرُوفا
فَكَأَنَّها غَيثٌ تجَهَّم سحبُهُ / لِلرَوضِ ثَمَّتَ درَّ فيهِ وَكِيفا
لَهُ أَينَعَت أَيكُ العُلومِ فَإِن ترِد
لَهُ أَينَعَت أَيكُ العُلومِ فَإِن ترِد / جَناها مَتى ما شاءَ يَهمِ وَيَقطِفِ
تنوَّعَ في الآدابِ يُبدي معانيا / يُعبِّر عَنها بِالكَلام المُثَقَّفِ
كَلامٌ لَهُ سَهلُ المناحِي لَطيفُهُ / وَقَد صانَهُ عَن كُلفَةِ المُتَعَسِّفِ
تَنَزَّهَ عَن حوشيِّ لَفظٍ وَرذلهِ / وَبُرِّئَ مِن تَعقيدِهِ وَالتَعَجرُفِ
فَما رَوضَةٌ غَناء غبَّ سَمائها / وَقَد جادَها طَلٌّ بِأَسحَمَ أَوطفِ
وَقَد شَرَقت يُوحٌ عَلَيها فَأَشرَقَت / بِنوّارِها كَالوَرد تَحتَ التَسجُّفِ
فَيُونِع مِنها كُلُّ ما كانَ قاحِلاً / فَيَختالُ في بَردِ الشَبابِ المُفَوَّفِ
بِأَحسنَ مِما قَد وَشَتهُ أَنامِلٌ / لَهُ في حَديثِ المُصطَفى أَو بِمُصحَفِ
له خُلُقٌ كَالماءِ لُطفاً شَرابُهُ / غَدا سائِغاً لِلوارِدِ المُتَرَشِّفِ
جَميلُ المحيّا مُستَنيرٌ كَأَنَّما / مَحاسِنُهُ تُشتَقُّ مِن حُسنِ يُوسُفِ
عَليمٌ بِأَعقابِ الأُمورِ كَأَنَّما / يُشاهِدُها بِالفِكرِ مِن عِلم آصِفِ
حَليمٌ عَن الجاني صَفوحٌ كَأَنَّما / تحلُّمُهُ يَمتدُّ مِن حُلمِ أَحنَفِ
وقورٌ فَما أَن يَستقرَّ كَأَنَّما / رَزانَتُهُ مِن شامِخٍ متكَنِّفِ
إِذا ذُكِرَت أَوصاف أَحمدَ في الوَرى / ثَمِلنا كَأَنّا قَد ثَمِلنا بِقَرقَفِ
لَقَد غاصَ في بَحرٍ مِن العلمِ زاخرٍ / فَأَخرجَ دُرّاً يَنتَقِيهِ وَيَصطفِي
وَمَن يَكُ تاجاً لِلمَعالي فَإِنَّهُ / يزين اللآلي بِالثَناءِ المُضَعّفِ
ثَناء أَريجِ المِسكِ شَنف مَسامِعٍ / وَذكر لأَفواهٍ وَمسك لآنفِ
ما كنتُ أَعلمُ قَطُّ أَنَّ جمالَنا
ما كنتُ أَعلمُ قَطُّ أَنَّ جمالَنا / تَلِدُ الظِباءَ ثَقيلَةَ الأَردافِ
حَتّى رَأَيتُ ابنَ الهجينِ خَفيفه / ظَبياً تَهادى حاملَ الأَخفافِ
رَشَأ حَوى كُلَّ المحاسِنِ فَاغتَدى / يَختالُ في بُردِ الشَبابِ الضافي
كَالبَدرِ في ظَلمائِهِ وَالغُصنِ في / غُلوائِهِ وَالدُرِ في الأَصدافِ
متنَسِّمٌ عَن مِسكَةٍ مُتَبَسِّمٌ / عَن لُؤلُؤٍ بادي السَنا شَفافِ
ظبيٌ تولَّد مِن هَجينٍ عِبرَةٌ / بَشرٌ لَطيفٌ مِن مَحلٍّ جافِ
لا غروَ في متولِّدٍ مِن صنفِهِ / إِنَّ الغَريبَ تَخالُفُ الأَصنافِ
كَذَبَ الَّذي زَعَمَ الطَبيعةَ أَثَّرت / هَذي الطَبيعةُ قَد أَتَت بِمُنافِ
هِيَ قُدرةُ الخَلّاقِ يَفعَلُ ما يَشا / في خَلقِهِ بِتَوافُقٍ وَخلافِ
دَلَّت عَلى أَنَّ المكوِّنَ فاعِلٌ / بِالإِختيارِ وَواهِبُ الأَلطافِ
تبدّى لي مِن السُجفِ
تبدّى لي مِن السُجفِ / كَمثل البَدرِ في النِصفِ
رَشاً قَد راشَ مِن عَيني / هِ سَهماً جالبَ الحَتفِ
وَهَزَّ لَنا مُثقَّفَه / قَواما لَيِّنَ العِطفِ
وَسلّ لَنا مُهَنَّدَهُ / حُساماً فاري الزَغفِ
سِلاحٌ كُلُّهنَّ غَدَت / قَواتِلَ بَعضها يَكفي
شَغِفتُ بِحُسنِ ذي غَنجٍ / رَخيمِ الدَلِّ وَالظَرفِ
وَما شَغَفي بِنَجلاءِ ال / عُيونِ وَقائمِ الأَنفِ
وَلَكن بِالعُيونِ اللَخصِ / ذاتِ الأَنفِ الذُلفِ
سَباني مِنهُمُ قَمَرٌ / غَريبُ الشَكلِ وَالوَصفِ
ذُؤابَتهُ تَنوسُ لَهُ / عَلى حِقفٍ مِن الرِدفِ
كصِلٍّ إِن دَنا أَحَدٌ / يُشيرُ إِلَيهِ بِالنَقفِ
إِذا حُلّت غدائرُهُ / اِكتَسى بِالفاحِمِ الوَحفِ
وَعَقربُ صدغِهِ تَحمي / جَنى وَردٍ مِن القَطفِ
مَليحٌ ظَلَّ يَحرسُهُ / رَقيبٌ قَلَّ ما يغفي
فَلا وَصلٌ سِوى نَظرٍ / بِمُختَلِسٍ مِن الطَرفِ
وَلما رآهُ الدَهرُ مَلكاً مُعَظَّماً
وَلما رآهُ الدَهرُ مَلكاً مُعَظَّماً / رَماهُ بِأَمرٍ فَاتَّقاهُ بِأَنفِهِ
وَلو غَيرُهُ يُرمى بِما كانَ قَد رَمى / لَولّى سَريعاً وَاتقاهُ بِرِدفِهِ
كَذا الباسلُ الضِرغامُ في الحَربِ إِنَّما / يُصابُ بِوَجهٍ لا يُصابُ بِخَلفِهِ
أَيا مَن سَما في الوَرى قَدرُهُ
أَيا مَن سَما في الوَرى قَدرُهُ / وَعمَّ الأَنامَ بِمَعروفهِ
لِسانيَ بِالشُكرِ مُنطلِقٌ / فَلِم لا تجودُ بِتصحيفِهِ
أَرى اسمي تنكَّر عِندَكُمُ / وَفازَ اسمُ غَيري بِتَعريفِهِ
أَنا عَلَمٌ فيهِ زائِدتانِ / فَالصَرفُ يَقضي بِتَحريفِهِ
وَصَعبٌ عَلى مَن لَهُ عادَةٌ / وَيَألَفُها تركُ مألوفِهِ
وَمَن مَرَّ يَوماً عَلى ذكركم / فذكرُك يَقضي بِتَشرِيفِهِ
لا بُدَّ لِلإِنسانِ مِن صُورةٍ
لا بُدَّ لِلإِنسانِ مِن صُورةٍ / جَميلةٍ يَشهدُها طَرفُهُ
وَمِن حَديثٍ فَكِهٍ نادرٍ / يَعلَقُ بِالقَلب لَهُ وَصفُهُ
وَمِن أَريجِ مسكٍ أَو عَنبرٍ / يَلتَذُّ بِالشمِّ لَهُ أَنفُهُ
وَمِن مِجَسٍّ أَهيفٍ ناعمٍ / كَالبَدر في الشَهرِ مَضى نِصفُهُ
وَمِن مَذاقٍ ريقُهُ قَرقَفٌ / في مَبسِمٍ يُسكِرُها رَشفُهُ
خَمسٌ مِن اللذاتِ مَن نالَها / فَهوَ سَعيدٌ كامِلٌ ظَرفُهُ
وَمَن يَكُن مُتِّعَ دَهراً بِها / فَما يُبالي إِن أَتى حَتفُهُ
إِذا اِختَلَفَ الناسُ في مَدرَكٍ
إِذا اِختَلَفَ الناسُ في مَدرَكٍ / وَلَم يحتمل غَير وَجهي خِلاف
فَما الحَقُ فيهِ سِوى واحِدٍ / وَفكرٍ لتبصِرَهُ غَير خاف
وَإِن يَحتَمِل أَوجُهاً نَطَقُوا / بِقَولينِ مِن نظرٍ غَيرِ شاف
فَقد يَظهَرُ الحَقُ في ثالثٍ / وَوَلاهُم صادرٌ عَن خِراف
وَلا تَعتَبِر كَثرَةَ القائِلين / فَهُم حُمُرٌ ما لَها مِن أُكاف
يناقِضُ بعضُهُم بَعضَهُم / فَقولُهُم لَم يَزل ذا اِختِلاف
وَلَو أَنعَموا فكرَهُم أَنصَفُوا / وَكانَ مَقالُهُم ذا اِئتِلاف
وَإِياكَ وَالبَحثَ مَع مُبتَدٍ / بليدٍ يَقولُ بِغَيرِ اِنتِصاف
بروحي الَّتي زارَت بليلٍ فَقابَلَت
بروحي الَّتي زارَت بليلٍ فَقابَلَت / عُيوناً بَراها السُهدُ وَالأَعيُن الوُطفِ
فَعاجَلتها باللثمِ عِظماً لردفِها / وَعالجتُها باللِينِ مِنّي وَبِاللُطفِ
وَقُلتُ أَرى وَرداً بِخدِّكِ ذابِلاً / أَلا فإذني باللَثم فيهِ وَبِالقَطفِ
وَعِطفاً تَثنّى ناعِماً ذا لُدُنَّةٍ / فَما بِالُه لا يَنثَني لي بِالقَطفِ
لَجَمَّعتُ بَدراً وَالنَقا وَأَراكةً / بنورِ المُحيّا مِنكِ وَالرِدفِ وَالعِطفِ
وَلما رَأت ما بي وَأَطربَ سَمعَها / نسيبيَ فيها قبَّلتني بِالخَطفِ
فَيا لَكِ مِنها قُبلةً لَو تمكَّنت / لَقَد كانَ بردُ الريقِ حَرَّ الحَشا يطفي
وَولَّت فَأَبقَت في فُؤادي وَمُقلَتي / جَحيماً وَدَمعاً لا يَمَلُّ مِن النَطفِ
تَمتَّع بِهِ لَدنَ المَعاطفِ أَهيفا
تَمتَّع بِهِ لَدنَ المَعاطفِ أَهيفا / يَسقيكَ من عَذبِ المَراشفِ قَرقفا
هُوَ الشَمس لَكن لَيسَ فيهِ تَأنُّثٌ / هُوَ البَدرُ إِلا أَنَّه لَيسَ أَكلَفا
تَولَّدَ بَينَ التُركِ في مِصرَ فاحتَوى / إِلى لُطفِهِ حُسنا حَكى فيهِ يُوسُفا
مجَذَّبُ لَحظٍ جاذِبٌ لِقُلوبِنا / وَليِّنُ لَفظٍ قَلبُهُ أَشبَهَ الصَفا
رِياضُ جَمالٍ وَجهُهُ فَلذا تَرى / بِهِ نَرجِساً غَضّاً وَوَرداً مُضَعَّفا
يُحارِسُهُ مِن رائِدِ القَطفِ أَرقمٌ / مِن الشَعرِ ما يَهتَزُّ إِلا لينقفا
مَحاسِنهُ تَكفيهِ حَملَ سِلاحِهِ / أَلَم تَرَ ما في القَلبِ أنفَذ مَصرِفا
فَمِن لَحظِهِ الوسنانِ سَلَّ مُهنَّداً / وَمِن قَدِّهِ الفَينانِ هَزَّ مُثَقَّفا
نعِمنا بِهِ ضَمّاً وَشَمّاً وَلَم نُبَل / أَجارَ زَمانٌ مع سِوانا أَم أنصفا
وَما العَيش إِلا خُلسَةٌ مِن محجَّبٍ / يُبيحُكَ ما تَهوى عِناقاً وَمَرشَفا
هفَّ لبرقٍ بِالحمى قَد هَفا
هفَّ لبرقٍ بِالحمى قَد هَفا / وَما اِختَفَت أَسرارُهُ مُذ خَفى
غَيرانُ حَتّى مِن نَسيمِ الصَبا / سَكرانُ لَكن مِن لمى أَهيَفا
كَالشَمسِ لَكن إِنَّما وَجهُهُ / لفَرطِ حُسنٍ فيهِ لَن يَكسِفا
عَربدَ مِنهُ طَرفُه وَهوَ لا / يَشربُ حاشى دينه قرقفا
لَكنَّ رَيّا ريقِهِ قَد سَرَت / مِنهُ لطَرفٍ قَد حَكى مُرهَفا
سَقُمتُ مِن سُقمٍ بِأَجفانِهِ / مازالَ يَعدي مدنفٌ مدنفا
أَسمرُ قَد هَزَّ لَنا أَسمَراً / بِنارِ خَدٍّ مِنهُ قَد ثقّفا
أَثمرَ أَعلاهُ هِلالاً وَقَد / كادَ لثِقلِ الرِدفِ أَن يقصَفا
لَقَد غِبتَ سِتّاً بَعد عَشرٍ وَإِنَّني
لَقَد غِبتَ سِتّاً بَعد عَشرٍ وَإِنَّني / لَفي كُلِّ وَقتٍ مسمعِي يَتَشَوَّفُ
إِذا قالَ إِنسانٌ نَعَم قُلتُ شَيخنا / وَمَن بِلقاهُ في الدُنا نَتَشَرَّفُ
أَلَم تَدرِ أَن للعينِ سِرّ تَطَلُّع / يَشِفُّ عَلى سِرِّ الضَميرِ وَيَلطُفُ
هَنيئاً بِتأَليفٍ غَريبٍ نِظامُهُ
هَنيئاً بِتأَليفٍ غَريبٍ نِظامُهُ / لَقَد حارَ في أَوصافِهِ نظمُ عارِفِ
غَدَت شَمسَ حُسنٍ بنتُ بَدر سِيادةٍ / تُزَفُّ لِبَدرٍ نجلِ شَمسِ مَعارِفِ
سميّانِ للطُهرِ البَتولِ وَللرِضا / عَلىٍّ وَنَجلا الأَكرمينَ الغَطارِفِ
فَدامَ عليّ عاليَ الجَدِّ سَيِّداً / وَلا زالَ في ظِلٍّ مِن العَيشِ وارِفِ
المُلكُ يُحمى بملكٍ من بَني العَزَفي
المُلكُ يُحمى بملكٍ من بَني العَزَفي / وَالعلمُ يَحيا بِيحيى الخَيرِ ذي الشَرَفِ
مُستحكِمُ الرَأي لا يَغتال فِكرَتَهُ / دَها الرِجالِ وَلا يَنقادُ للجَنَفِ
فَسبتَة الغَربِ قَد أَلقَت مَقالِدَها / إلَيهِ فاستعصمَت بِالكافِلِ الأَنِفِ
مِن أُسرَةِ المُلكِ لخمٍ طالَما مَنَعُوا / ذِمارَهُ بِالظُبا وَالذُبَّلِ القُصُفِ
همُ المُلوكُ فَلا مَلكٌ يُقاسُ بِهم / مِن الوَرى أيُقاسُ الدرُّ بِالصَدَفِ
إني وَإِن فاتَني تَقبيلُ راحَتِكُم / لَقَد بَعَثتُ بِها مَع طائرِ الصُحفِ
أَخالُ أَنَّ البَنانَ الرَخصَ يَلمَسُها / وَكَم عَليلٍ بِتخييلِ الوِصالِ شفي
أَرتاحُ للقُربِ لَكن كَم عَوائقَ لي / مِن خِضرِمٍ مُربِدٍ أَو مَهمَهٍ قُذُفِ
وَما اِرتِياحي بِأَني لَم أَنَل شَرَفا / بمصرَ بَل نِلتُ فيها مُنتَهى الشَرفِ
لأَرضعتَنِي أَخلافُ المُنى ضَرَبا / وَانشقتَني زَهرَ الرَوضَةِ الأُنُفِ
وَأَطلَعتَني بَدراً بَينَ أَنجُمِها / حَتّى جَلَت بيَ عَنها لَبسةُ السدَفِ
وَسرَّحت ناظِري في أَوجهٍ فُسُحٍ / وَأَعيُنٍ لُخصٍ وَآنُفٍ ذُلفِ
أَولادُ يافثَ كَم مِن نافِثٍ لَهُمُ / بِالسحرِ أغنيَةً في المُغرَمِ الدَنِفِ
لَكنَّ ذاكَ ارتياحٌ هاجَ ساكِنَهُ / ذِكرى مَكانٍ بِهِ نَشئي وَمُؤتَلَفِي