المجموع : 15
عِذارُهُ قَد سَبى طَرفي تَطَرُّفُهُ
عِذارُهُ قَد سَبى طَرفي تَطَرُّفُهُ / وَشَفَّني مِنهُ صَرفٌ لَستُ أَصرِفُهُ
وَخِلتُ عَزمَةَ صَبري عَنهُ ماضِيَةً / فَاِستَوقَفَ الصَبرَ عَن عَزمي تَوَقُّفُهُ
هَذا كِتابٌ بِعَينِ القَلبِ تُقرَؤُهُ / تَدِقُّ عَن أَعيُنِ القارينَ أَحرُفُهُ
ما صورَةُ الحُسنِ إِلّا سورَةٌ نَزَلَت / فَكَيفَ لا يَقبَلُ التَقبيلَ مُصحَفُهُ
إِن يُصبِحِ الوَردُ لا يُغري الغَرامَ بِهِ / ضَعيفُهُ فبما أَغراهُ مُضعَفُهُ
فَيا لَهُ مِن حَبيبٍ هانَ مَجلِسُهُ / وَيا لَهُ مِن مُحِبٍّ عَزَّ مَوقِفُهُ
نَعَم يَعرِفُ الحَقَّ الجَلِيَّ وَيَصدِفُ
نَعَم يَعرِفُ الحَقَّ الجَلِيَّ وَيَصدِفُ / وَيَصدِفُ عَن وُدّي الحَفِيِّ وَيَعرِفُ
فَلا تُلزِموهُ في وِدادي كُلفَةً / فَلا خَيرَ في الودِّ الَّذي يُتَكَلَّفُ
فَلَستُ أَرى أَنَّ الخطابَ يَصِحُّ أَن / يَصِحَّ لِمَن خاطَبتَ وَهوَ مُكَلَّفُ
وَيَستَوقِفُ العُشّاقَ في الرَبعِ إِن عَفا / سِوايَ عَلى رَبعٍ عَفا لا أُوَقِّفُ
وَلي عَطفَةٌ مِنهُ وَلي مِنهُ رِقَّةٌ / كَما البيضُ رَقَّت وَالقِسِيُّ تَعَطَّفُ
أَرَأَيتَ ما أَخطا الزَمانُ وَما هَفا
أَرَأَيتَ ما أَخطا الزَمانُ وَما هَفا / في عِلَّةٍ عَلَتِ القَضيبَ الأَهيَفا
الآنَ صَحَّ بِأَنَّ حُسنَكَ مُرهَفٌ / وَلِذاكَ ما صَقَلَ الحُسامَ المُرهَفا
قُل يا طبيبُ لَهُ دَواؤُكَ حِميَةٌ / مِن عاذِليكَ فَلا تُخَلِّط بِالجَفا
وَعَلَيَّ إِن دَعَتِ القُلوبُ بِنِيَّةٍ / مِن عاشِقيكَ اليَومَ تَعجيلُ الشِفا
وَخَواطِرٍ عُدنا بِها يَوماً فَما / عُدنا بِها جَفنَ الحَبيبِ المُدنَفا
بُشراكَ في عُقبى التَشَكّي صِحَّةٌ / ضَمِنَت لِنورِ البَدرِ أَلّا يُكسَفا
سَيَعودُ رَوضُ الوَجهِ رَوضاً مُعشِباً / وَيَعودُ وَردُ الخَدِّ وَرداً مُضعَفا
ما كُنتُ أَوَّلَ مَن أَحَبَّ وَماتَ في
ما كُنتُ أَوَّلَ مَن أَحَبَّ وَماتَ في / وَجدٍ مُنيتُ بِهِ عَلَيهِ وَما يَفي
يا يوسُفَ الحُسنِ الَّذي أَنا مُذ شَكا / في سِجنِ يوسُفَ مِن أَسىً وَتَأَسُّفِ
يا سُقمَهُ رِفقاً بِمُدنَفِ جَفنِهِ / وَتَرَفُّقاً أَيضاً بِقَلبِ المُدنَفِ
لَو كانَ مِن رَسمِ القُلوبِ تَصَرُّفٌ / أَخفَيتُ مِن جِسمي لَكَ القَلبَ الحَفي
أو كانَتِ الحُمَّى تُقَيَّدُ نارُها / بِالماءِ كانَت مِن دُموعِيَ تَنطَفي
ماتوا بِمَن كانَ قَد يُحييهِمُ كَلَفا
ماتوا بِمَن كانَ قَد يُحييهِمُ كَلَفا / كَما أَموتُ بِمَن أَحيا بِهِ كَلَفا
إِنّي وَجَدتُ عَلى وَجدٍ نُوَرِّثُهُ / في مَذهَبِ الحُبِّ مَن أَعتَدُّهُ سَلَفا
تَواصَفوا الحُبَّ في مَأثورِ شِعرِهِمُ / فَكانَ لَمّا بَلَونا فَوقَ ما وُصِفا
شَريعَةٌ حُفِظَت مِنهُم وَما تَلِفَت / لِكُلِّ مَن في هَواهُ كابَدَ التَلَفا
تَبلى قَصائِدُهُم صُحفاً فَما تُرِكَت / سَوداءَ بَل غَسَلَت أَجفانُنا الصُحُفا
فَاِترُك رِجالاً أَبَوا بَوحاً بِما بِهِمُ / مِنَ الغَرامِ مَعَ المَتروكَةِ الضُعَفا
لَسنا نَرى سَرَفاً في صَبوَةٍ سَرَفاً / لا بَل نَراهُ عَلى مَن لامَنا شَرَفا
أُسَوِّفُ فيكَ النَفسَ لا بَل أُساوِفُ
أُسَوِّفُ فيكَ النَفسَ لا بَل أُساوِفُ / وَأَصرِفُ عَنكَ العَينَ لا بَل أُصارِفُ
وَما شاقَني إِلّا مِنَ الخَصرِ مُخطَفٌ / وَما راقَني إِلّا مِنَ الثَغرِ خاطِفُ
أَصُدُّ وَتُصديني إِلَيكَ صَبابَتي / وَأَثني وَتَثنيني إِلَيكَ العَواطِفُ
وَلَولا دُموعٌ يَكشِفُ الشَوقَ وَصفُها / لَما وَصَفَ الشَوقَ الَّذي بِيَ واصِفُ
وَأَعلَمُ طُرقَ الرَأيِ لَو أَستَطيعُها / وَلَكِنَّ لي قَلباً عَلَيَّ يُخالِفُ
وَما سَلَفَت لي قَطُّ في الحُبِّ غِبطَةٌ / فَتُعجِبَني فيها اللَيالي السَوالِفُ
وَبَيني وَبَينَ النُجحِ مِنكَ خَلائِقٌ / هِيَ البيدُ حقّاً لا الفَلا وَالتَنائِفُ
كَيفَ يَخلو وَما خَلا مِن عَفافٍ
كَيفَ يَخلو وَما خَلا مِن عَفافٍ / ما خَلَت قَطُّ ريبَةٌ بِعَفيفِ
وَعِتاقُ الأَحبابِ يَشغَلُ عَنهُ / هِمَّةٌ هَمُّها عِناقُ السُيوفِ
وَعِندي نُجومٌ قَد ذَخَرتُ طُلوعَها
وَعِندي نُجومٌ قَد ذَخَرتُ طُلوعَها / لِآفاقِ سُلطانِ العَزيزِ بنِ يوسُفِ
كَأَنّي أَرى مِن وَجهِ عُثمانَ سورَةً / وَقَد طَلَعَت مِن دَستِهِ ضِمنَ مُصحَفِ
أَعِندَ صُروفِ الدَهرِ يَصرِفُ وَجهَهُ
أَعِندَ صُروفِ الدَهرِ يَصرِفُ وَجهَهُ / كَريمٌ بِميراثِ العُلا يَتَصَرَّفُ
أَيَخسَرُ حاشاهُ مِنَ القَولِ قَولُهُم / كِرامٌ بِهِ اِستَكفَوا مِنَ الدَهرِ ما كُفوا
وَما اِنتَهَزَ المَعروفَ إِلّا مُسَوِّفٌ / وَلا غُبِنَ المَعروفَ إِلذا مُسَوِّفُ
فَأَخلَفَ دُنيا أَدبَرَت مِن بَقِيَّةٍ / تَجاوَزَ عَنها وَالسَعادَةُ تُخلِفُ
فَبادِر عَلى حالَيكَ إِسعافَ طالِبٍ / فَنَفسَكَ بِالإِسعافِ لا الناسَ تُسعِفُ
وَهَذي السُتورُ المُسبَلاتُ بِبابِكُم / تُغَطّي وَإِن حَقَّقتُمُ الرَأيَ تَكشِفُ
إِذا ما كَفى المَرءُ الوَرى هَمَّ خَوفِهِم / كَفى اللَهُ ذاكَ المَرءَ ما يَتَخَوَّفُ
ما جاءَنا مِمَّن مَضى خَلَفُ
ما جاءَنا مِمَّن مَضى خَلَفُ / ماجاءَ إِلّا الخَلفُ لا الخَلَفُ
آثارُهُم فيها مَزابِلُهُم / وَنَسيمُ ذِكرشهِمُ بِها جِيَفُ
غابوا وَغابَ الجودُ بَعدَهُمُ / فَاليَومَ لا شَرَفٌ وَلا سَرَفُ
لَهفي لِفُرقَةِ مَن عَدِمتُهُم / وَيَقِلُّ بَعدَ فِراقِها اللَهفُ
وَمَضى الَّذينَ بِظِلِّهِم كَنَفٌ / وَأَنّى الَّذينَ يُظِلُّهُم كُنُفُ
عَطَفوا وَقَد قَدَروا وَأَعقَبَهُم / قَومٌ بِهِم قَدَروا وَما عَطَفوا
إِنَّ السَعادَةَ فارَقَت سَلَفاً / مَن لا لَهُ في أَمسِها سَلَفُ
وَأَسوَدٍ شَيَّفوا مَحاجِرَهُ
وَأَسوَدٍ شَيَّفوا مَحاجِرَهُ / وَدَمعُهُ في الشِيافِ قَد ذَرَفا
فَقالَ لي قائِلٌ كَأن فُقل / فَقُلتُ قُل مَطبَخٌ وَقَد وَكَفا
وَقَينَةٍ كُلُّ وَجهِها أَنفُ
وَقَينَةٍ كُلُّ وَجهِها أَنفُ / كَأَنَّما وَجهُها لَها خَلفُ
غَنَّت فَلَم تَبقَ فِيَّ جارِحَةٌ / إِلّا تَمَنَّيتُ أَنَّها كَفُّ
لَها مِنَنٌ تَصفو عَلى الشِربِ أَربَعٌ
لَها مِنَنٌ تَصفو عَلى الشِربِ أَربَعٌ / وَواحِدَةٌ لَولا سَماحَتِها تَكفي
سُرورٌ إِلى قَلبٍ وَتِبرٌ إِلى يَدٍ / وَنورٌ إِلى عَينٍ وَعِطرٌ إِلى أَنفِ
وَلَمّا رَأَينا يا سَمينَ حَبابِها / مَدَدنا يَمينَ القَطفِ قَبلَ يَدِ الرَشفِ
مَن كانَ يُشرِكُ في عُلاكَ فَإِنَّني
مَن كانَ يُشرِكُ في عُلاكَ فَإِنَّني / وَجَّهتُ وَجهي نَحوَهنَّ حَنيفا
مَضى اِمرُؤُ القَيسِ في دينِ الهَوى سَلَفاً
مَضى اِمرُؤُ القَيسِ في دينِ الهَوى سَلَفاً / سَنَّ الوُقوفُ عَلى رَبعِ الهَوى فَقِفا
نَبكي فَيا لَيتَ شِعري هَل تُراهُ دَرى / هُنالِكَ الرَبعُ مِثلي اليَومَ أَم ذَرَفا
قِفا نَكُن في الهَوى وَالدَمعِ نَنثُرُهُ / وَالشِعرِ نَنظِمُهُ مِن بَعدِهِ خَلَفا
كانَ السُكوتُ غِطاءً كُنتُ أُسبِلُهُ / حَتّى تَكَلَّمَ دَمعُ العَينِ فَاِنكَشَفا
لَو أَنَّ أَتباعَ آثارِ الهُداةِ مَشَوا / كَما مَشَينا عَلى الآثارِ ما اِختُلِفا
أَمّا المَشيبُ فَلا بُعداً لِأَبيَضِهِ / لَعَلَّ أَبيَضَهُ أَن يُعدِيَ الصُحُفا
هَذا الجَنى مِن عِتابِ الشَيبِ أَورَدَهُ / سَمعي فَأَصغي إِلَيهِ العِطفُ فَاِنعَطَفا
وَمَجلِسُ المُلكِ لَم أَركَع لِمالِكِهِ / دالاً وَإِن قامَ لي مِن دَستِهِ أَلِفا