المجموع : 12
وَأَهيَفِ القَدِّ بِالقُلوبِ هَفا
وَأَهيَفِ القَدِّ بِالقُلوبِ هَفا / أَورَدَني وَردُ خَدِّهِ تَلَفا
فَصرتُ يَعقوبَهُ هَوىً وَجَوىً / وَصارَ لي يوسُفاً فَوا أَسَفا
وَاللَه لَو جادَ بِالزِيارَةِ لي / مَن أَنا مِنهُ عَلى شَفاً لِشَفا
إِن ماجَ رَدَّ القَضيبَ مُنخَذِلاً / أَو لاحَ راحَ الهِلالُ مُنخَسِفا
كَم جَرَحَ القَلبَ بِاللِحاظِ وَكَم / جَرَحتُ بِاللَحظِ خَدَّهُ تَرَفا
كَأَنَّما جِسمُهُ لِرِقَّتِهِ / ماءُ صَفاً لَكِن الفُؤادُ صَفا
يا عامِرَ القَلبِ بِالغَرامِ أَجِر / مُتَيَّماً صَبرُهُ الجَميلُ عَفا
جاءَ عَذولي جَهلاً يُكَلِّفُني / عَنكَ سُلُوّاً فَزادَني كَلَفا
اُكفُف مَلامي وَلا تَزِد أَلَمي / حَسبِيَ ما بي مِنَ الهَوى وَكَفى
قَد كَتَبَ الحُسنُ بِالعِذارِ عَلى / كاغِدِ تُفّاحِ خَدِّهِ أَلِفا
كَأَنَّهُ عاشِقٌ لِوَجنَتِهِ / حَتّى إِذا ما تَقابَلا وَقَفا
نالَ مِنَ الحُسنِ فَوقَ مُنيَتِهِ / فَعاجِزٌ عَنهُ كُلُّ مَن وَصَفا
دَبَّت على خَدِّهِ عَقارِبُ صُد / غَيهِ فَخافَت مِن نارِهِ التَلَفا
فَاِنعَطَفَت خيفَةَ الحَريقِ وَلَو / كانَ يَخافُ الحَريقَ لانعَطَفا
نَقطِفُ مِن وَجهِهِ جَنى جنة ال / حُسنِ فَيَزدادُ كُلَّما قُطِعا
هَفا لِقَلبي رَشيقُ القَدِّ أَهيَفُهُ
هَفا لِقَلبي رَشيقُ القَدِّ أَهيَفُهُ / وَباتَ يَعسِفُهُ مَن لَيسَ يُسعِفُهُ
وَعيدُهُ لِيَ بِالهِجرانِ يُنجِزُهُ / وَوَعدُهُ لي بِالإِحسانِ يُخلِفُهُ
يَهُزُّ أَعطافَهُ لينُ الصَبا مَرَحاً / فَلَيتَهُ كانَ لي بِالوَصلِ يَعطِفُهُ
إِن كانَ يَهجُرُ يَقظاناً فَإِنَّ لَهُ / عَلى يَدِ الطَيفِ وَصلاً لَيسَ يَعرِفُهُ
كَم لَيلَةٍ باتَ فيها الطَيفُ يُرشِفُني ال / لَمى فَأَرشُفُ خَمراً حينَ أَرشُفُهُ
لَم يَترُكِ البَينُ لي قَلباً أُصَبِّرُهُ / عَلى الصُدودِ وَلا دَمعاً أُكَفكِفُهُ
وَلَيسَ يَيأَسُ يَعقوبٌ مُواصَلَةً / مِن بَعدِ أَن غابَ عَن عَينَيهِ يوسُفُهُ
لَهفي عَلى مَن غَدا قَلبي لَهُ وَطَناً / لَكِنَّهُ بِأَليمِ الهَجرِ يَعسِفُهُ
ما ماسَ كَالغُصنِ يَثنيهِ نَسيمُ صَباً / إِلّا وَكادَ تثني الخَصرِ يَعطِفُهُ
هَذا وَطَرفي مَتى يَلحَظهُ في خَطَرٍ / يَكادُ بارِقُ ذاكَ الثَغرِ يَخطِفُهُ
يا مَن جَفا النَومُ جَفني مِثلَ جَفوَتِهِ / صِف لِيَ المَنامَ فَإِنّي لَستُ أَعرِفُهُ
أَلا مُجيرَ لِقَلبي مِن هَوى رَشَأ / بِالبَينِ أَوهَى قُواهُ وَهوَ أَضعَفُهُ
يا عاذِلي كُفَّ عَنهُ ما تُكَلِّفُهُ / فَإِنَّ عَذلَكَهُ في الحُبِّ يُكلِفُهُ
أَتَحسَبونَ غَربَ أَجفانِيَ جَف
أَتَحسَبونَ غَربَ أَجفانِيَ جَف / بَعدَ النَوى لا وَضريحٍ بِالنَجَف
أُكَفكِفُ الدَّمعَ بِخَدَّيَّ أَسىً / فَيَملَأُ الكَفَّينِ كُلَّما وَكَف
لَو أَستَطيعُ زَورَةً زُرتُكُمُ / حَتّى أَرى ذا سِمَنٍ بَعدَ العَجَف
وَكَيفَ يَسطيعُ مَزاراً يَفَنٌ / شَيخٌ بِقَيدِ الهَمِّ إِن هَمَّ رَسَف
قُلتُ لِمَن أَكثَرَ مِن مَلامَتي / أَطنَبتَ في المَلامِ يا وَيحَكَ خَف
إِنَّ الَّذينِ بِالعُذَيبِ عَذَّبوا / قَلبي وَعَنهُم لَم يَحِد وَلا اِنحَرَف
أَشتاقُ حَزوى وَالنَقا إِذا ضَفا / ظِلٌّ بِريفِ الغوطَتَينِ أَو وَطَف
يا لأُعَيرابٍ عَلى كاظِمَةٍ / شُمِّ عَرانينِ الأُنوفِ بِالأَنَف
قَومٌ مَتى دُعوا لِشَنِّ غارَةٍ / سَدّوا الفِجاجَ بِالعَجاجِ وَالحَجَف
وَكُلُّ طِرفٍ سابِحٍ يَغدو بِذِم / رٍ باسِلٍ بِالزَرَدِ الصافي التَحَف
فَما تَرى إِلّا حُساماً قَطَرَ ال / دِماءَ بِالضَربِ وَعَسّالاً رَعَف
دَعوَةُ مَظلومٍ تَلَت نَفثَةَ مَص / دورٍ لَهُ الدَهرُ بِجَعجاعٍ قَذَف
وَقَد رَجا ذَهابَ نَقصِ حَظِّهِ / بِراجِحِ القيمَةِ راجِحِ الشَرَف
ذاكَ اِمرُؤُ القَيسِ وَقِسٌّ ناظِماً / وَناثِراً يَعرِفُ قَولي مَن عَرَف
ما لُؤلُؤُ العُقودِ إِلّا نَظمُهُ / لا نَظمُ دُرٍّ صادِفٍ عَنِ الصَدَف
إِنَّ لِأَهلِ الفَضلِ مِن عَيمَتِهِم / بِراجِحٍ في حَلَبٍ أَسمَحُ كَف
عِندَ المَليكِ الظاهِرِ الجَمِّ النَدى / نَجلِ مُلوكٍ خَلَفاً بَعدَ سَلَف
لَمّا رَأى الحِلِّيَّ بَحراً زاخِراً / ناداهُ أَقبِل آمِناً وَلا تَخَف
نادَمَ مِنهُ الأَصمَعِيَّ حاكِياً / أَجَل وَحَمّاداً وَذا الفَضلِ خَلَف
وافى إِلَيَّ نَبَأٌ عَنهُ تَلا / فاني حِمى تَكذيبِهِ مِنَ التَلَف
وَكَم أَتَتني عَنهُ مِن بِشارَةٍ / عَروسُها تُهدى إِلَيَّ وَتُزَف
فَأَقبَلَ الناسُ فَهَنّوني بِها / وَاِحتَرَقَ الحاسِدُ في نارِ الأَسَف
وَقامَ كُلٌّ داعِياً لِلمَلِكِ ال / ظاهِرِ بِالجامِعِ صَفّاً دونَ صَف
وَقَولهُم قَد وُضِعَ الهِناءُ في / مَواضِعِ النُقبِ فَفازَ بِالزَلَف
وَقَد أَصَمَّت مَسمَعي جَعجَعَةٌ / مِن غَيرِ ما طَحنٍ وَأَطفالي ضَفَف
فَاِستَنجِزِ الوَعدَ لَهُم مِن مَلِكٍ / ما عَيبُهُ في جودِهِ سِوى السَرَف
بَشَّرَني الناسُ بِأَلفِ دِرهَمٍ / إِن لَم تَصِل واصَلَني كُلُّ أَسَف
وَإِنَّ لي تَصَوُّناً طائِرُهُ / لَم يَدنُ مِن دَناءةٍ وَلا أَسَف
إِن حَصَّ ريشي زارق النَعّابِ في ال / وَكرِ فَمَن قَصَّ يَجودُ بِالعَلَف
لا وَأَميرِ المُؤمِنينَ بِالنَجَف
لا وَأَميرِ المُؤمِنينَ بِالنَجَف / أَلِيَّةً ما مانَ فيها مَن حَلَف
ما أَنا يَوماً بَعدَ يَومِ بَينِكُم / بِواجِدٍ مِنكُم وَحاشاكُم خَلَف
لي أَدمُعٌ تَنشُرُ في الخَدِّ الأَسى / وَأَضلُعٌ مَطوِيَّةٌ عَلى الأَسَف
فَإِن شَكَكتُم فَاِسأَلوا مَدامِعي / ما جاهِلٌ بِقِصَّةٍ كَمَن عَرَف
قَد وَقَفَ القَلبُ عَلى حَرِّ الأَسى / مُذ بانَ عَنّي راحِلاً وَما وَقَف
أُكَفكِفُ الدَّمعَ بِخَدّي قانِياً / فَانثَني مِن أَدمُعي خاضِبَ كَف
بُؤتُمُ بِإِثمي يَومَ تَوديعِكُمُ / فَأُودِعَ القَلبُ لَهيباً وَلَهَف
عودوا فَعودوني لِتَحيا مُهجَتي / وَيَعفُوَ اللَهُ لَكُم عَمّا سَلَف
جودوا لَنا بِكُتبِكُم فَإِنَّكُم / بِالكُتبِ مِنّا تَتَلافونَ التَلَف
لا تَبخَلوا وَالجودُ مِن شيمَتِكُم / فَلَفظُكُم في الكُتبِ درٌّ في صَدَف
لي حَبيبٌ ناظِرٌ عَن لَحظِ خِشفِ
لي حَبيبٌ ناظِرٌ عَن لَحظِ خِشفِ / قُبلَةٌ مِنهُ مِنَ الأَسقامِ تَشفي
بِتُّ أَستَحلي مَجاني رَشفِهِ / وَهوَ يَستَحلي كَما اِستَحلَيتُ رَشفي
أَرُضابٌ ريقُهُ أَم ضَربٌ / مِن عَصيرِ الكَرمِ مَمزوجاً بِصِرفِ
هَزَّ غُصنَ البانِ في حِقفِ نَقاً / وَبَلائي غُصنُ بانٍ فَوق حِقفِ
قَمَرٌ صورَتُهُ كاسِفَةٌ / كَلَّ بَدرٍ كامِلٍ لَيلَةَ نِصفِ
لَحظُهُ السَكرانُ في عَربَدَةٍ / لَم يَزَل في تيهِهِ ثانِيَ عِطفِ
آلَمتهُ عَضَّتي في خَدِّهِ / أَلَماً كِدتُ لَهُ آكُلُ كَفّي
وَقَفَ الحُسنُ عَلَيهِ فَغَدا / جامِعُ الحُسنِ لَهُ أَحسَنَ وَقفِ
تَعَطُّفاً قَدَّ فُؤادي الأَسَفُ
تَعَطُّفاً قَدَّ فُؤادي الأَسَفُ / لَمّا تَثَنّى قَدُّكَ المُهَفهَفُ
في كُلِّ عُضوٍ فِيَّ يَعقوبُ أَسىً / إِذ كُلَّ عُضوٍ مِنكَ فيهِ يوسُفُ
لَحظُكَ وَالقَوامُ يَفعَلانِ ما / يَفعَلُهُ المُرهَفُ وَالمُثَقَّفُ
وَثَغرُكَ اللُؤلُؤُ مَنظوماً إِذا اب / تَسَمتَ لا ما فُضَّ عَنهُ الصَدَفُ
أَضعَفَ صَبري إِذ بَدَوتَ مُقبِلاً / وَردٌ بِخَدَّيكَ جَنىً مُضَعَّفُ
وَردٌ بَديعٌ حُسنُهُ لَكِنَّهُ / لَيسَ بِغَيرِ اللَّحظِ يَوماً يُقطَفُ
ما ضَرَّ مَن أَحبَبتهُ لَو أَنَّني / قَبَّلتُهُ فَزالَ عَنّي اللَّهفُ
لَحظُكَ يا تُركِيُّ يَبري أَسهُماً / لَيسَ لَها إِلّا فُؤادي هَدَفُ
واعَجَباً كَيفَ تَكون صاحِياً / وَمن جَنى ريقَكَ يُجنى القَرقَفُ
لَو قابَلَت وَجهَكَ عَينُ الشَمسِ في / رَأدِ الضُحى كانَت بِهِ تَنكَسِفُ
يَبدو لَنا مِن رِدفِكَ اِرتِجاجُهُ / يَرهَبُ مِنها خَصرُكَ المُستَضعَفُ
شَغَفتَني حُبّاً وَما أَسعَفتَني / قُرباً وَمِن أَينَ الحَبيبُ المُنصِفُ
تَلافَ مِن قَبلِ التَلافِ مُهجَتي / أَو لا فَإِنّي بِالغَرامِ أَتلَفُ
لا بُدَّ لي مِن زَورَةٍ وَلَو دَنَت / إِلَيَّ أَطرافُ الرِماحِ تَرعُفُ
لَو زُرتُكُم أَسعى عَلى جَمرِ الغَضا / لَم يَهَبِ الحَريقَ قَلبي المُدنَفُ
مَن شاءَ أَن يُعافى
مَن شاءَ أَن يُعافى / فَليَشرَبِ السُلافا
حَمراءَ باتَ يَشكو / راووقُها الرُعافا
فَاِقطُف جَنى الأَماني / مِن كَأسِها قِطافا
وَاِشرَب وَلا تُخالِف / ما أَقبَحَ الخِلافا
فُؤادي كَئيبٌ بالصّبابةِ مُدنَفُ
فُؤادي كَئيبٌ بالصّبابةِ مُدنَفُ / وَدَمعي صَبيبٌ لِلكَآبَةِ يَذرِفُ
أَسُحّ دَماً مِن بَينِ جَفنَيَّ سائِلاً / بِخَدّي فَهَل إِنسانُ عَينَيَّ يَرعُفُ
أَهدَيتُ شعراً نَظيفاً
أَهدَيتُ شعراً نَظيفاً / إِلى عَلي بنِ نَظيفِ
وَما عَلِمتُ بِأَنّي / أَلقَيتُهُ في الكَنيفِ
ما الجَمالُ المِصرِيُّ عِندِيَ إِلّا
ما الجَمالُ المِصرِيُّ عِندِيَ إِلّا / ذَهَبٌ مِثلُهُ يُسَكُّ وَيُصرَف
أُمُّهُ مِصر فَهيَ مَعرِفَةٌ ل / كِن أَبوهُ مُنَكَّرٌ لَيسَ يُعرَف
لا يَفرَحَن في ذا الزَمانِ بِخِلعَةٍ
لا يَفرَحَن في ذا الزَمانِ بِخِلعَةٍ / والٍ هُوَ المَعزولُ وَالمَصروفُ
هِيَ زينَةٌ تَعلو الجَزورُ فَإِن تَلُح / صِح يا سَمينُ عَلَيهِ يا مَعلوفُ
ما يُطعِمُ الجَزّارُ شاةً حَبَّةً / حُبّاً فَفي تِلكَ الحُبوب حُتوفُ
لَئِن ذَمَّ قَومٌ ثِقلَ أَرواحِنا الَّذي
لَئِن ذَمَّ قَومٌ ثِقلَ أَرواحِنا الَّذي / بِهِ يَومَ سبتٍ خَرَّ مِن تَحتِنا السَقفُ
فَإِنّا حَمِدنا خِفَّةً في رُؤوسِنا / وَعِندَ الأَذى بِالثِقلِ قَد يُحمَدُ الخِفُّ
ظَللنا بِهِ نَطفو عَلى الماءِ عُوَّماً / وَلا عَجَباً لِلقَرعِ في الماءِ أَن يَطفو