القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 25
قف على أيمن الحمى كوقوفي
قف على أيمن الحمى كوقوفي / وتأمل بطرفك المطروفِ
كسفت بالظهور شمسي فما كا / نت صلاتي إلا صلاة الكسوف
ثم لما انجلت رأيت خضوعي / لي وشاهدت واصفي موصوفي
وانمحت في الوجود نقطة عيني / إنها لم تكن سوى مالوفي
شق فجري فقمت حتى أصلي / قيل لي فانتظر أذان الصروف
فسمعت الصلاة خير من النو / م ينادي بها بلالي بجوفي
هو صلَّى إليَّ لا أنا صلَّيْ / تُ إليه واذكر صلاةَ الخسوف
يا خليليَّ بالأجارع حطّا / فعسى ربة الستائر توفي
وقفا بي على معالم سلع / فالنقى فالعقيق طاب وقوفي
شمتُ من أيمن المنازل برقاً / لامعاً في وجودي المخطوف
وتغنت على أراكة كوني / ذات طوق بلحنها الموصوف
فهي طوراً كاسي وطرواً نديمي / كل مصغٍ لها من الداء عوفي
حبسوها لما استطابوا غناها / إنما الظرف طاب بالمظروف
هي محبوبتي لدي وعندي / ومعي وهي واحدي وألوفي
وهي عيني إذا بدت وهي غيري / حين تخفى فائْمَنْ بهذا المخوف
وكذاك الزجاج إن قابلته ال / شمس جاءت من لونه بصنوف
وشخوص المرآة عبرة مثلي / وظلال الأراك داني القطوف
قمر وهي في الحقيقة شمس / نوره من ضيائها مستوفي
كل شيء قلْ هالكٌ صاحِ إلا / وجهه راغماً جميع الأنوف
أصدق الشعر قلْ ألا كلُّ شيءٍ / ما خلا الله باطلٌ قولَ صوفي
وكذاك الإجماع ليس لشيء / أثر في شيء سوى المعروف
خذ بطبق الكتاب والسنة الغر / راء واتبع إجماع تلك الألوف
واقتحم معرك الحقيقة واضرب / في جيوش العدى بحد السيوف
واخرق الحجب واسحق الكون وامحق / أو تردد بين الرجا والخوف
وتحقق بالمظهرين وكن في ال / حالتين الشجاع بين الصفوف
كن فتى رقَّ فاسترقَّ المعاني / ثم صافي ذات الستور فصوفي
ومن أعجب الأمر هذا الخفا
ومن أعجب الأمر هذا الخفا / وهذا الظهور لأهل الوفا
وما في الوجود سوى واحد / ولكن تكثَّر لما صفا
وأصل جميع الورى نقطة / على عين أمر بدت أحرفا
وتلك الحروف غدت كلمة / فكانت مشوق الحشى المدنفا
فإن قلت لا شيء قلنا نعم / هو الحق والشيء فيه اختفى
وإن قلت شيء نقول الذي / له الحق أثبت كيف انتفى
وضج الحسود ولم يتئد / ولام العذول وما أنصفا
وقد حال بينك يا عاذلي / وبيني بأنك لن تعرفا
وأين ضلوعي التي في لظى / وأين زفيري الذي ما انطفا
وأين دموعي تلك التي / تسيل وجفني الذي ما غفا
ألم تر أن المحبين لا / يرون النعيم بغير الجفا
فمهلاً رويدك إني امرؤ / تركت سلوي لمن عنفا
وخلفت خلفي جميع الورى / وقلبي على قلبه أشرفا
وفوقيَ تحتي ولا تحت لي / وبعدي هو القبل يا من وفى
ولما شربت كؤوس الهوى / وذقت المدامة والقرقفا
أزيلت صفاتي فلا وصف لي / وعني جميعي مضى واختفى
وما أنا إلا هيولا الورى / ولمحة نور من المصطفى
خليليَّ قوما بنا للحمى / عسانا نرى الرشأ الأهيفا
وعوجا على سفح ذاك اللوى / وإن جئتما دار سلمى قفا
فإني مشوق كثير الجوى / عسى الحب بالوصل أن يعطفا
وقولا لمن لام ويح الذي / به كدر بين أهل الصفا
محبوب الذات كامل الأوصاف
محبوب الذات كامل الأوصاف / أما كدرٌ كما تشا أو صافي
حرك وتري بأصبع تطربني / وأملأ قدحي من العقار الصافي
يا واصفي أنت في التحقيق موصوفي
يا واصفي أنت في التحقيق موصوفي / وعارفي لا تغالط أنت معروفي
إن الفتى من بعهدهْ في الأزل يوفي / صافى فصوفي لهذا سميَّ الصوفي
نحن أهل الشام سوط الله في
نحن أهل الشام سوط الله في / أرضه طبق الحديث الأشراف
وبنا ممن يشا ينتقم ال / له أمر ظاهر لا يختفي
والذي نافقنا ليس على / من بنا آمن بالمشترف
ليس منا كل من في أرضنا / من سوى العارف والمعترف
مثل خير الناس قرني قد أتى / في حديث ثابت مؤتلف
ومراد المصطفى أتباعُهُ / بالهدى من كل شهم مقتفي
مع أن القرن للكل حوى / من ذوي الكفر وأهل الشرف
وكذا هذا فنحن الغربا / بين أهلينا نجوم السُدَف
نحن يا من صرت مبلواً بنا / نهر طالوت فلا تغترف
قد تركنا سيرة الناس ولم / نتبع غير أمور السلف
ديننا الإسلام لله بلا / وقفة في أمرنا لا تقف
ثم صرنا لسهام من ذوي ال / نفس والتدبير مثل الهدف
إن ترد فانظر إلى واحدنا / درة من ثوبه في صدف
كلما مر بقوم عبثوا / منه بالحال الشريف الأنف
وهو في غيظ وفي فرط أذى / دائماً منه لقبح النطف
ليس هذا عبثاً قف واستمع / حكمة مني بها الجهل نفي
انتقام الله ممن شاء ذا / برجال الله أهل الغرف
أسلموا حتى غدوا في يده / كسياط لينات الطرف
يضرب الله بهم من شاءه / من عباد للهوى والسرف
فاحترز إن شئت أو شئت فلا / وتهيأ للأسى والأسف
هم أولوا الجدب رجال سقطوا / في يد الله على السر الخفي
عبادة للغافلين تكليفُ
عبادة للغافلين تكليفُ / وعلمهم بالإله تكييفُ
كما عبودية الذين على / صراطه سالكون تعريف
وعارفو ربهم عبودتهم / بربهم رفعة وتشريف
عليك فالزم طريقنا لترى / ما قد رأينا إلامَ تسويف
واهرب إلينا ودع حواسدنا / ولا تُميلَنَّك الأراجيف
إن الذي نحن أهله حرم / أمن وما في ذراه تخويف
الله الله لا سواه فما / لغيره في الأنام تصريف
ونحن لا نحن فالوجود له / والحكم منه عليه توقيف
وكل شيء فالعلم ترتيب / له بأحكامه وتصفيف
وهو الذي قامت السماء به / والأرض للكل منه تأليف
واستغفر الله للجميع وإن / جاء من الجاهلين تعنيف
هذا مقام يجل عن رجل / له ادعاء به وتوصيف
نحن إخوان النبي المصطفى
نحن إخوان النبي المصطفى / ود لو كان رآنا وكفى
وهم الأصحاب كانوا قبلنا / جاء هذا في حديث يقتفى
وانقضت أصحابه وانقطعوا / وبقينا نحن إخوان الصفا
حبنا من حبه مكتسب / ومع البعد به البعد انتفى
وهو يشتاق ونشتاق كما / يشتكي نشكو تباريح الجفا
وإذا ود وددنا مثله / وهو أمر جل عن أن يوصفا
إن في الإخوان في الحكم يداً / تقتضي منه عهوداً ووفا
وهو أيضا نسب متصل / وحدة الروح مقام الخُلَفا
وإذا الصحبة في الظاهر قد / عظمت فضلاً وزادت شرفا
نسبة الإخوان في الباطن لا / تقتضي إلا الجوى والشغفا
شرطوا الرؤية بالعين فمن / نالها منه فبالجسم اكتفى
وشرطنا الذات للذات ترى / رؤية التحقيق من غير خفا
فاعرفوا بالفرق ما بينهما / فاز بالإحسان من قد عرفا
يا طالب الكيمياء علمي
يا طالب الكيمياء علمي / إكسيرك الخالص المصفَّى
ذب والْقِ منه عليك جزءاً / يصبغ في الحال منك ألفا
يحيلُ قزديرَكَ انقلاباً / بذهب عنك ليس يخفى
والعين فالغين تلك لكن / تركت وصفاً ونلت وصفا
انظر الكل لطيفا
انظر الكل لطيفا / لا ترى شيئا كثيفا
إنما الكل معاني / فخبيثاً وشريفا
صبغة الله الذي قد / شرع الدين حنيفا
لا ترى من دونه في / خلقه شيئاً مخيفا
واكشف الستر مقاماً / في ذرى القرب منيفا
وعن الأكوان طراً / كن بمولاك عفيفا
هو حق وسواه / باطل جاء لفيفا
ووجود مطلق عن / قيده شف شفيفا
جعل الكامل منا / عنه في الأرض خليفا
كل شيء في يديه / كله صار الوريفا
لم يزل منه قوياً / ومن النفس ضعيفا
فإذا أمحل قطر / حله أصبح ريفا
حيث كاس الحق تجلى / وشراب الغير عيفا
منيتي في مستواها / تبعث الروح هفيفا
ولأقلام التجلي / سمعت أذني صريفا
هي ذات الخال فيها / لم تجد إلا لهيفا
أنزلت قولاً ثقيلاً / جعل الكون خفيفا
جذبتني بالمجالي / نحوها جذباً عنيفا
وأقامتني إماماً / بين قومي وعريفا
وبها صرت بصيراً / بعد ما كنت كفيفا
وبأنواع كمال / منحت عقلي السخيفا
فأنا اليوم بها في / أهلها قمت وصيفا
كنت بالأمس عند نفسي كثيفا
كنت بالأمس عند نفسي كثيفا / وأنا الآن صرت شيئاً لطيفا
خف جسمي وخفت الروح مني / فوجدت الصخر الثقيل خفيفا
وبدت هكذا العوالم عندي / كلها تالداً لها وطريفا
فاعجبوا يا عقول من وصف أمري / لطَّفتي معارفي تلطيفا
ولقد صرت واحداً وكثيراً / ولقد جئت بالجميع لفيفا
صبغة الله وهي خلق وأمر / ألفت فرقة الورى تأليفا
كالمعاني تلوح في كلمات / لعقول نوت لها تعريفا
والذي قام بالجميع بعيد / وقريب لا يقبل التكييفا
جل وجه رأيته فمحاني / نوره الحق إذ إليه أضيفا
رتب في وجوده نحن عنه / قد ظهرنا به له توصيفا
معه ما لنا وجود لأنا / قد وجدنا به إذا الجهل عيفا
وهي ذكري أئمة الحق يجرو / ن قوياً في شأوها وضعيفا
صفا ماء الحقيقة فهو صافي
صفا ماء الحقيقة فهو صافي / من الكدر الذي هو فيه خافي
وما الكدر الذي هو فيه إلا / تقادير له منه توافي
تسمت بالحوادث وهي فيه / قديمات وما هي بالمنافي
سراب ظنه الظمئان ماءً / فلما جاءه للإرتشاف
هنالك لم يجد شيئاً ولكن / به وجد الإله الحق كافي
نظرت به شهدت وإن بنفس / نظرت عميت يا ذا الإنحراف
شخوص شاءها فيقال أشيا / بلا شك هناك ولا اختلاف
ومشيوآته ليست بوصف / له وبه فما هي ذو اتصاف
ولا ذا وصف ذا كلا ولا ذا / لذا وصف لفقدان التكافي
هو الحق الوجود وكل شيء / به عدم ترتَّب بانعطاف
فقم وانهض إلى التحقيق فيه / تلافي الحال من قبل التلاف
ومع أهل الوفاق أدم وفاقاً / إلى كم أنت مع أهل الخلاف
وكن بالله أنت تكن قوياً / وجانب غفلة القوم الضعاف
وإلا سوف تندم يا نديمي / لفوت الحظ في زمن الثقاف
لا حيرة في الحق عند ذوي الهدى
لا حيرة في الحق عند ذوي الهدى / بل عندهم منه الهداية تعرفُ
قوم أزال حجابه عن قلبهم / وبهم يسوَّى بل بهم هو يوصف
لا زال فيهم نور ظلمة كونهم / أين الظلام وشمسه لا تكسف
والعين تلك العين واحدة كما / كانت قديماً عند من هو منصف
والناس حاروا بالعقول لأنهم / راموا التكيف وهو ليس يكيف
فلو احتموا بحماه عن أفكارهم / وبه اهتدوا لا بالعقول لَأُتْحفوا
لكن إذا رام المهين رتبة / للمرء قام بها فمن ذا يحرف
فهو المكيف بالأوامر للحجى / وبحضرة القيوم ذاك مكيف
بهجة النور بعد وقت الكسوفِ
بهجة النور بعد وقت الكسوفِ / فتعجب لواصف موصوفِ
حرفوه فصححوه جهاراً / وهو صف في عين كل الصفوف
فقده وجده بعزة ذات / طبعه خارج عن المألوف
حرف لفظ وحرف رقم وحفظ / وحروف تألفت بحروف
كل من باعه به يشتريه / واحد وهو ألف ألف ألوف
أنا بالله عارفُ
أنا بالله عارفُ / ومن البحر غارفُ
بحر علم مقدس / منه تبدو المعارف
سفن كلنا به / طاف فيهن طائف
يا أماناً لكل من / منه قد خاف خائف
كن أماناً لجملتي / حيث تبدو المخاوف
وتلطف ودلني / بك إني المؤالف
لا تكلني إلى السوى / فالسوى أنت كاشف
كل من كان معرضاً / عنك فهو المخالف
أنت لا نحن كلنا / نحن ما أنت قاذف
يقذف الله قلت بال / حق وهي اللطائف
يا أخلايَ وافقوا / أمركم لا تخالفوا
واحذروا أن تغركم / بفلاها التنائف
كم نفوس تحيرت / ودهتها الكثائف
وإلى الحق ما اهتدت / وبها العقل واقف
ماء حق صفا ولا / شيء فيه يخالف
كدر كلنا به / فليزلنا المكاشف
بالصفا والوفا ولا / عنه يصرفه صارف
إنما الحق غيبنا / حارفي الوصف واصف
دخل إلى بيت قلبي بارقه رفرفْ
دخل إلى بيت قلبي بارقه رفرفْ / فلم يدع فيه لا سقفاً ولا رفرفْ
لطائر الغيب لما فوقه رفرفْ / جعل لكتب الهدى في حيطنا رفرفْ
هل تعرفون العدم الصرفا
هل تعرفون العدم الصرفا / فتدركوا من لفظه حرفا
لا تحسبوا معناه مفهومكم / معناه شيء عنكمو يخفى
فكيف تدرون الوجود الذي / من عدم صرف هو الأخفى
وهو الذي نعنيه في وحدة ال / وجود لما نذكر الوصفا
إن الوجود الصرف إطلاقه / كالعدم الصرف لمن وفى
كلاهما من حيث نفساهما / تساويا فانعطفا عطفا
تقابلا واجتمعا عندنا / في عدم الإدراك إذ ينفى
إن القناعة في الدنيا هي الشرفُ
إن القناعة في الدنيا هي الشرفُ / وغيرها عندنا التبذير والسرفُ
وهي التدبر في القرآن تقرؤه / وفي حديث رسول الله تعترف
واجعل معاشك من خبز الشعير ومن / ماء وإن لم يكن عذباً فتغترف
وخرقة الصوف طول العمر تلبسها / مع صاحبٍ أو صحاب أنت تأتلف
دنيا الورى عندهم نصف الشعيرة لم / تعدل علت همم منهم فلا تقف
وهذه هذه تلك السعادة في / دنياك فاقنع بها بالعز تتصف
وبالفخار على كل الملوك أولي ال / تيجان ممن مضى في معشر سلفوا
كمثل كسرى أنوشروان من ملكت / يمينه الفرس يرعاها فتنتصف
وقيصر الروم والقوم الذين حووا / شرقاً وغرباً من الأرض التي عرفوا
وبعد ذلك فاشكر من حباك بها / رباً كريماً فتكفى عنده الكلف
ولا تعرِّج على مالٍ يكون ولا / جاه وكن رجلاً ما عنده أسف
فالكل فانٍ وكل الناس عن كثبٍ / هم التراب وأقوام هم الجيف
العين واحدة والحكم مختلفُ
العين واحدة والحكم مختلفُ / فمنه مفترق بل منه مؤتلفُ
هي الحوادث لا عين لها أبداً / قديمها درُّها والحادث الصدف
إياك تفهم من قولي الحلول بها / لأن قولي رموز صاغها السلف
وأنت تجهل علماً نحن نورده / من بحر حق عليه الناس ما وقفوا
فقف علينا وسلم بالأمور لنا / فإن عارفنا بالغيب معترف
الله أكبر لا شيء يشابهه / وكل حرف عن الإدراك منحرف
ظهورنا عنه بالتقدير من عدم / هو الظهور له في كل ما نصف
لأنه الغيب غيب الغيب من يره / ير الحوادث تبدو عنه لا تقف
كأنها البرق وهي الأمر لاح بها / يريده الله وهو الخلق منقذف
وأمره القدر المقدور آخره / ياء الحروف بدت والأول الألف
فانظره أنت ودع ما أنت ناظره / فإنه فعله والفعل منحذف
وكن له مظهراً لا عنه محتجباً / فإن شمس الضحى بالبدر تنكسف
بكل شيءٍ محيطٌ قال خالقنا / فافهم فبالفهم سر الغيب ينكشف
جل الإله وقد عزت مظاهره / يراه قلب عن الأغيار مختلف
فتضمحل رسوم الكائنات ولا / عقل هناك ولا حس فيغترف
ولا يراه سواه دائماً أبداً / والكل فان كما قد قال يا نطف
من كان من نطف الأقذار أولهم / ماذا يرون هنا والآخر الجيف
الله الله رب العالمين فمن / به رأه رأى الأكوان تنعطف
وزال عنه ضلال في بصيرته / وما بقى عنده حزن ولا أسف
هذا هو الرجل المرفوع جانبه / عند الإلَه وفي الدنيا له الشرف
أعط طرفا له وللكون طرفا
أعط طرفا له وللكون طرفا / تلقَ في الكون أقحواناً وطرفا
لك عينان عين غيب تراه / وتراه الأخرى فتصرف صرفا
أنا عبد الغني لمعة برق / بعدها لمحة تلوح وتخفى
هكذا دائماً لأنيَ روح / نفخُ أمرٍ من الإله مصفى
ظاهر في كثيف جسم تجلّى / فيه روح وهو اللطيف الموفَّى
كل شيء مثلي كثيف لطيف / وإذا ما عرفت زادك لطفا
فاترك الكل عنك وانظر إليه / بالوجود الحق الذي فيك يلفى
تعرف الكل بالوجود جهاراً / فهو أعلى منهم وأجلى وأكفى
يا ابن ودي هي الحقيقة أمر / واحد صار ذلك الأمر ألفا
بظهور في كل شيء مراد / للإله الذي تحققت كشفا
ظاهرا ذاك لا يزال ولكن / شمسه قد كشفتها عنك كسفا
أنا الوجود الذي ذاتي وأوصافي
أنا الوجود الذي ذاتي وأوصافي / خلقتها لي بتقديري وإنصافي
بل قد خلقت جميع الخلق يا صافي / مع أنني عبد فاني عند وصَّافي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025