المجموع : 25
قف على أيمن الحمى كوقوفي
قف على أيمن الحمى كوقوفي / وتأمل بطرفك المطروفِ
كسفت بالظهور شمسي فما كا / نت صلاتي إلا صلاة الكسوف
ثم لما انجلت رأيت خضوعي / لي وشاهدت واصفي موصوفي
وانمحت في الوجود نقطة عيني / إنها لم تكن سوى مالوفي
شق فجري فقمت حتى أصلي / قيل لي فانتظر أذان الصروف
فسمعت الصلاة خير من النو / م ينادي بها بلالي بجوفي
هو صلَّى إليَّ لا أنا صلَّيْ / تُ إليه واذكر صلاةَ الخسوف
يا خليليَّ بالأجارع حطّا / فعسى ربة الستائر توفي
وقفا بي على معالم سلع / فالنقى فالعقيق طاب وقوفي
شمتُ من أيمن المنازل برقاً / لامعاً في وجودي المخطوف
وتغنت على أراكة كوني / ذات طوق بلحنها الموصوف
فهي طوراً كاسي وطرواً نديمي / كل مصغٍ لها من الداء عوفي
حبسوها لما استطابوا غناها / إنما الظرف طاب بالمظروف
هي محبوبتي لدي وعندي / ومعي وهي واحدي وألوفي
وهي عيني إذا بدت وهي غيري / حين تخفى فائْمَنْ بهذا المخوف
وكذاك الزجاج إن قابلته ال / شمس جاءت من لونه بصنوف
وشخوص المرآة عبرة مثلي / وظلال الأراك داني القطوف
قمر وهي في الحقيقة شمس / نوره من ضيائها مستوفي
كل شيء قلْ هالكٌ صاحِ إلا / وجهه راغماً جميع الأنوف
أصدق الشعر قلْ ألا كلُّ شيءٍ / ما خلا الله باطلٌ قولَ صوفي
وكذاك الإجماع ليس لشيء / أثر في شيء سوى المعروف
خذ بطبق الكتاب والسنة الغر / راء واتبع إجماع تلك الألوف
واقتحم معرك الحقيقة واضرب / في جيوش العدى بحد السيوف
واخرق الحجب واسحق الكون وامحق / أو تردد بين الرجا والخوف
وتحقق بالمظهرين وكن في ال / حالتين الشجاع بين الصفوف
كن فتى رقَّ فاسترقَّ المعاني / ثم صافي ذات الستور فصوفي
ومن أعجب الأمر هذا الخفا
ومن أعجب الأمر هذا الخفا / وهذا الظهور لأهل الوفا
وما في الوجود سوى واحد / ولكن تكثَّر لما صفا
وأصل جميع الورى نقطة / على عين أمر بدت أحرفا
وتلك الحروف غدت كلمة / فكانت مشوق الحشى المدنفا
فإن قلت لا شيء قلنا نعم / هو الحق والشيء فيه اختفى
وإن قلت شيء نقول الذي / له الحق أثبت كيف انتفى
وضج الحسود ولم يتئد / ولام العذول وما أنصفا
وقد حال بينك يا عاذلي / وبيني بأنك لن تعرفا
وأين ضلوعي التي في لظى / وأين زفيري الذي ما انطفا
وأين دموعي تلك التي / تسيل وجفني الذي ما غفا
ألم تر أن المحبين لا / يرون النعيم بغير الجفا
فمهلاً رويدك إني امرؤ / تركت سلوي لمن عنفا
وخلفت خلفي جميع الورى / وقلبي على قلبه أشرفا
وفوقيَ تحتي ولا تحت لي / وبعدي هو القبل يا من وفى
ولما شربت كؤوس الهوى / وذقت المدامة والقرقفا
أزيلت صفاتي فلا وصف لي / وعني جميعي مضى واختفى
وما أنا إلا هيولا الورى / ولمحة نور من المصطفى
خليليَّ قوما بنا للحمى / عسانا نرى الرشأ الأهيفا
وعوجا على سفح ذاك اللوى / وإن جئتما دار سلمى قفا
فإني مشوق كثير الجوى / عسى الحب بالوصل أن يعطفا
وقولا لمن لام ويح الذي / به كدر بين أهل الصفا
محبوب الذات كامل الأوصاف
محبوب الذات كامل الأوصاف / أما كدرٌ كما تشا أو صافي
حرك وتري بأصبع تطربني / وأملأ قدحي من العقار الصافي
يا واصفي أنت في التحقيق موصوفي
يا واصفي أنت في التحقيق موصوفي / وعارفي لا تغالط أنت معروفي
إن الفتى من بعهدهْ في الأزل يوفي / صافى فصوفي لهذا سميَّ الصوفي
نحن أهل الشام سوط الله في
نحن أهل الشام سوط الله في / أرضه طبق الحديث الأشراف
وبنا ممن يشا ينتقم ال / له أمر ظاهر لا يختفي
والذي نافقنا ليس على / من بنا آمن بالمشترف
ليس منا كل من في أرضنا / من سوى العارف والمعترف
مثل خير الناس قرني قد أتى / في حديث ثابت مؤتلف
ومراد المصطفى أتباعُهُ / بالهدى من كل شهم مقتفي
مع أن القرن للكل حوى / من ذوي الكفر وأهل الشرف
وكذا هذا فنحن الغربا / بين أهلينا نجوم السُدَف
نحن يا من صرت مبلواً بنا / نهر طالوت فلا تغترف
قد تركنا سيرة الناس ولم / نتبع غير أمور السلف
ديننا الإسلام لله بلا / وقفة في أمرنا لا تقف
ثم صرنا لسهام من ذوي ال / نفس والتدبير مثل الهدف
إن ترد فانظر إلى واحدنا / درة من ثوبه في صدف
كلما مر بقوم عبثوا / منه بالحال الشريف الأنف
وهو في غيظ وفي فرط أذى / دائماً منه لقبح النطف
ليس هذا عبثاً قف واستمع / حكمة مني بها الجهل نفي
انتقام الله ممن شاء ذا / برجال الله أهل الغرف
أسلموا حتى غدوا في يده / كسياط لينات الطرف
يضرب الله بهم من شاءه / من عباد للهوى والسرف
فاحترز إن شئت أو شئت فلا / وتهيأ للأسى والأسف
هم أولوا الجدب رجال سقطوا / في يد الله على السر الخفي
عبادة للغافلين تكليفُ
عبادة للغافلين تكليفُ / وعلمهم بالإله تكييفُ
كما عبودية الذين على / صراطه سالكون تعريف
وعارفو ربهم عبودتهم / بربهم رفعة وتشريف
عليك فالزم طريقنا لترى / ما قد رأينا إلامَ تسويف
واهرب إلينا ودع حواسدنا / ولا تُميلَنَّك الأراجيف
إن الذي نحن أهله حرم / أمن وما في ذراه تخويف
الله الله لا سواه فما / لغيره في الأنام تصريف
ونحن لا نحن فالوجود له / والحكم منه عليه توقيف
وكل شيء فالعلم ترتيب / له بأحكامه وتصفيف
وهو الذي قامت السماء به / والأرض للكل منه تأليف
واستغفر الله للجميع وإن / جاء من الجاهلين تعنيف
هذا مقام يجل عن رجل / له ادعاء به وتوصيف
نحن إخوان النبي المصطفى
نحن إخوان النبي المصطفى / ود لو كان رآنا وكفى
وهم الأصحاب كانوا قبلنا / جاء هذا في حديث يقتفى
وانقضت أصحابه وانقطعوا / وبقينا نحن إخوان الصفا
حبنا من حبه مكتسب / ومع البعد به البعد انتفى
وهو يشتاق ونشتاق كما / يشتكي نشكو تباريح الجفا
وإذا ود وددنا مثله / وهو أمر جل عن أن يوصفا
إن في الإخوان في الحكم يداً / تقتضي منه عهوداً ووفا
وهو أيضا نسب متصل / وحدة الروح مقام الخُلَفا
وإذا الصحبة في الظاهر قد / عظمت فضلاً وزادت شرفا
نسبة الإخوان في الباطن لا / تقتضي إلا الجوى والشغفا
شرطوا الرؤية بالعين فمن / نالها منه فبالجسم اكتفى
وشرطنا الذات للذات ترى / رؤية التحقيق من غير خفا
فاعرفوا بالفرق ما بينهما / فاز بالإحسان من قد عرفا
يا طالب الكيمياء علمي
يا طالب الكيمياء علمي / إكسيرك الخالص المصفَّى
ذب والْقِ منه عليك جزءاً / يصبغ في الحال منك ألفا
يحيلُ قزديرَكَ انقلاباً / بذهب عنك ليس يخفى
والعين فالغين تلك لكن / تركت وصفاً ونلت وصفا
انظر الكل لطيفا
انظر الكل لطيفا / لا ترى شيئا كثيفا
إنما الكل معاني / فخبيثاً وشريفا
صبغة الله الذي قد / شرع الدين حنيفا
لا ترى من دونه في / خلقه شيئاً مخيفا
واكشف الستر مقاماً / في ذرى القرب منيفا
وعن الأكوان طراً / كن بمولاك عفيفا
هو حق وسواه / باطل جاء لفيفا
ووجود مطلق عن / قيده شف شفيفا
جعل الكامل منا / عنه في الأرض خليفا
كل شيء في يديه / كله صار الوريفا
لم يزل منه قوياً / ومن النفس ضعيفا
فإذا أمحل قطر / حله أصبح ريفا
حيث كاس الحق تجلى / وشراب الغير عيفا
منيتي في مستواها / تبعث الروح هفيفا
ولأقلام التجلي / سمعت أذني صريفا
هي ذات الخال فيها / لم تجد إلا لهيفا
أنزلت قولاً ثقيلاً / جعل الكون خفيفا
جذبتني بالمجالي / نحوها جذباً عنيفا
وأقامتني إماماً / بين قومي وعريفا
وبها صرت بصيراً / بعد ما كنت كفيفا
وبأنواع كمال / منحت عقلي السخيفا
فأنا اليوم بها في / أهلها قمت وصيفا
كنت بالأمس عند نفسي كثيفا
كنت بالأمس عند نفسي كثيفا / وأنا الآن صرت شيئاً لطيفا
خف جسمي وخفت الروح مني / فوجدت الصخر الثقيل خفيفا
وبدت هكذا العوالم عندي / كلها تالداً لها وطريفا
فاعجبوا يا عقول من وصف أمري / لطَّفتي معارفي تلطيفا
ولقد صرت واحداً وكثيراً / ولقد جئت بالجميع لفيفا
صبغة الله وهي خلق وأمر / ألفت فرقة الورى تأليفا
كالمعاني تلوح في كلمات / لعقول نوت لها تعريفا
والذي قام بالجميع بعيد / وقريب لا يقبل التكييفا
جل وجه رأيته فمحاني / نوره الحق إذ إليه أضيفا
رتب في وجوده نحن عنه / قد ظهرنا به له توصيفا
معه ما لنا وجود لأنا / قد وجدنا به إذا الجهل عيفا
وهي ذكري أئمة الحق يجرو / ن قوياً في شأوها وضعيفا
صفا ماء الحقيقة فهو صافي
صفا ماء الحقيقة فهو صافي / من الكدر الذي هو فيه خافي
وما الكدر الذي هو فيه إلا / تقادير له منه توافي
تسمت بالحوادث وهي فيه / قديمات وما هي بالمنافي
سراب ظنه الظمئان ماءً / فلما جاءه للإرتشاف
هنالك لم يجد شيئاً ولكن / به وجد الإله الحق كافي
نظرت به شهدت وإن بنفس / نظرت عميت يا ذا الإنحراف
شخوص شاءها فيقال أشيا / بلا شك هناك ولا اختلاف
ومشيوآته ليست بوصف / له وبه فما هي ذو اتصاف
ولا ذا وصف ذا كلا ولا ذا / لذا وصف لفقدان التكافي
هو الحق الوجود وكل شيء / به عدم ترتَّب بانعطاف
فقم وانهض إلى التحقيق فيه / تلافي الحال من قبل التلاف
ومع أهل الوفاق أدم وفاقاً / إلى كم أنت مع أهل الخلاف
وكن بالله أنت تكن قوياً / وجانب غفلة القوم الضعاف
وإلا سوف تندم يا نديمي / لفوت الحظ في زمن الثقاف
لا حيرة في الحق عند ذوي الهدى
لا حيرة في الحق عند ذوي الهدى / بل عندهم منه الهداية تعرفُ
قوم أزال حجابه عن قلبهم / وبهم يسوَّى بل بهم هو يوصف
لا زال فيهم نور ظلمة كونهم / أين الظلام وشمسه لا تكسف
والعين تلك العين واحدة كما / كانت قديماً عند من هو منصف
والناس حاروا بالعقول لأنهم / راموا التكيف وهو ليس يكيف
فلو احتموا بحماه عن أفكارهم / وبه اهتدوا لا بالعقول لَأُتْحفوا
لكن إذا رام المهين رتبة / للمرء قام بها فمن ذا يحرف
فهو المكيف بالأوامر للحجى / وبحضرة القيوم ذاك مكيف
بهجة النور بعد وقت الكسوفِ
بهجة النور بعد وقت الكسوفِ / فتعجب لواصف موصوفِ
حرفوه فصححوه جهاراً / وهو صف في عين كل الصفوف
فقده وجده بعزة ذات / طبعه خارج عن المألوف
حرف لفظ وحرف رقم وحفظ / وحروف تألفت بحروف
كل من باعه به يشتريه / واحد وهو ألف ألف ألوف
أنا بالله عارفُ
أنا بالله عارفُ / ومن البحر غارفُ
بحر علم مقدس / منه تبدو المعارف
سفن كلنا به / طاف فيهن طائف
يا أماناً لكل من / منه قد خاف خائف
كن أماناً لجملتي / حيث تبدو المخاوف
وتلطف ودلني / بك إني المؤالف
لا تكلني إلى السوى / فالسوى أنت كاشف
كل من كان معرضاً / عنك فهو المخالف
أنت لا نحن كلنا / نحن ما أنت قاذف
يقذف الله قلت بال / حق وهي اللطائف
يا أخلايَ وافقوا / أمركم لا تخالفوا
واحذروا أن تغركم / بفلاها التنائف
كم نفوس تحيرت / ودهتها الكثائف
وإلى الحق ما اهتدت / وبها العقل واقف
ماء حق صفا ولا / شيء فيه يخالف
كدر كلنا به / فليزلنا المكاشف
بالصفا والوفا ولا / عنه يصرفه صارف
إنما الحق غيبنا / حارفي الوصف واصف
دخل إلى بيت قلبي بارقه رفرفْ
دخل إلى بيت قلبي بارقه رفرفْ / فلم يدع فيه لا سقفاً ولا رفرفْ
لطائر الغيب لما فوقه رفرفْ / جعل لكتب الهدى في حيطنا رفرفْ
هل تعرفون العدم الصرفا
هل تعرفون العدم الصرفا / فتدركوا من لفظه حرفا
لا تحسبوا معناه مفهومكم / معناه شيء عنكمو يخفى
فكيف تدرون الوجود الذي / من عدم صرف هو الأخفى
وهو الذي نعنيه في وحدة ال / وجود لما نذكر الوصفا
إن الوجود الصرف إطلاقه / كالعدم الصرف لمن وفى
كلاهما من حيث نفساهما / تساويا فانعطفا عطفا
تقابلا واجتمعا عندنا / في عدم الإدراك إذ ينفى
إن القناعة في الدنيا هي الشرفُ
إن القناعة في الدنيا هي الشرفُ / وغيرها عندنا التبذير والسرفُ
وهي التدبر في القرآن تقرؤه / وفي حديث رسول الله تعترف
واجعل معاشك من خبز الشعير ومن / ماء وإن لم يكن عذباً فتغترف
وخرقة الصوف طول العمر تلبسها / مع صاحبٍ أو صحاب أنت تأتلف
دنيا الورى عندهم نصف الشعيرة لم / تعدل علت همم منهم فلا تقف
وهذه هذه تلك السعادة في / دنياك فاقنع بها بالعز تتصف
وبالفخار على كل الملوك أولي ال / تيجان ممن مضى في معشر سلفوا
كمثل كسرى أنوشروان من ملكت / يمينه الفرس يرعاها فتنتصف
وقيصر الروم والقوم الذين حووا / شرقاً وغرباً من الأرض التي عرفوا
وبعد ذلك فاشكر من حباك بها / رباً كريماً فتكفى عنده الكلف
ولا تعرِّج على مالٍ يكون ولا / جاه وكن رجلاً ما عنده أسف
فالكل فانٍ وكل الناس عن كثبٍ / هم التراب وأقوام هم الجيف
العين واحدة والحكم مختلفُ
العين واحدة والحكم مختلفُ / فمنه مفترق بل منه مؤتلفُ
هي الحوادث لا عين لها أبداً / قديمها درُّها والحادث الصدف
إياك تفهم من قولي الحلول بها / لأن قولي رموز صاغها السلف
وأنت تجهل علماً نحن نورده / من بحر حق عليه الناس ما وقفوا
فقف علينا وسلم بالأمور لنا / فإن عارفنا بالغيب معترف
الله أكبر لا شيء يشابهه / وكل حرف عن الإدراك منحرف
ظهورنا عنه بالتقدير من عدم / هو الظهور له في كل ما نصف
لأنه الغيب غيب الغيب من يره / ير الحوادث تبدو عنه لا تقف
كأنها البرق وهي الأمر لاح بها / يريده الله وهو الخلق منقذف
وأمره القدر المقدور آخره / ياء الحروف بدت والأول الألف
فانظره أنت ودع ما أنت ناظره / فإنه فعله والفعل منحذف
وكن له مظهراً لا عنه محتجباً / فإن شمس الضحى بالبدر تنكسف
بكل شيءٍ محيطٌ قال خالقنا / فافهم فبالفهم سر الغيب ينكشف
جل الإله وقد عزت مظاهره / يراه قلب عن الأغيار مختلف
فتضمحل رسوم الكائنات ولا / عقل هناك ولا حس فيغترف
ولا يراه سواه دائماً أبداً / والكل فان كما قد قال يا نطف
من كان من نطف الأقذار أولهم / ماذا يرون هنا والآخر الجيف
الله الله رب العالمين فمن / به رأه رأى الأكوان تنعطف
وزال عنه ضلال في بصيرته / وما بقى عنده حزن ولا أسف
هذا هو الرجل المرفوع جانبه / عند الإلَه وفي الدنيا له الشرف
أعط طرفا له وللكون طرفا
أعط طرفا له وللكون طرفا / تلقَ في الكون أقحواناً وطرفا
لك عينان عين غيب تراه / وتراه الأخرى فتصرف صرفا
أنا عبد الغني لمعة برق / بعدها لمحة تلوح وتخفى
هكذا دائماً لأنيَ روح / نفخُ أمرٍ من الإله مصفى
ظاهر في كثيف جسم تجلّى / فيه روح وهو اللطيف الموفَّى
كل شيء مثلي كثيف لطيف / وإذا ما عرفت زادك لطفا
فاترك الكل عنك وانظر إليه / بالوجود الحق الذي فيك يلفى
تعرف الكل بالوجود جهاراً / فهو أعلى منهم وأجلى وأكفى
يا ابن ودي هي الحقيقة أمر / واحد صار ذلك الأمر ألفا
بظهور في كل شيء مراد / للإله الذي تحققت كشفا
ظاهرا ذاك لا يزال ولكن / شمسه قد كشفتها عنك كسفا
أنا الوجود الذي ذاتي وأوصافي
أنا الوجود الذي ذاتي وأوصافي / خلقتها لي بتقديري وإنصافي
بل قد خلقت جميع الخلق يا صافي / مع أنني عبد فاني عند وصَّافي