المجموع : 7
هاكِ يَا أرضُ سعدُ الكون فِي شَرَفِهْ
هاكِ يَا أرضُ سعدُ الكون فِي شَرَفِهْ / قَدْ حلَّ بطنك لما حُلَّ من شُرُفِهْ
فِي كَنْفِكَ اليومَ مأسوراً وَقَدْ سَلَفت / أيامُ أَسرِك لما كنتِ فِي كَنَفه
رِفْقاً بهيكلِ روحٍ لا حراكَ بِهِ / قَدْ طال مَا حَرّكَ الأَكْوان فِي سَلَفِهْ
كم ذا أُدارِي الهوى والنفسُ فِي تلفِ
كم ذا أُدارِي الهوى والنفسُ فِي تلفِ / أُبيت بَيْنَ الأسى والسُّهد واللّهَفِ
ما زلت أرجو وفاءً من عهودِهِمُ / مَا أَقْتلَ الحبَّ مَا لَمْ بالوصال يَفي
جاروا بصدِّهِمُ والجورُ شِيمتُهم / للهِ من حاكمٍ بالصدِّ والجَنَف
تملَّكوا بالهوى قلبي فمذ مَلَكوا / لَمْ يحكموا بسوى الهجرانِ والعَنَف
من لي بهم سادةً بالقَصْد قربُهمُ / لكن يبعدهمُ يقضون بالسَّرَف
همُ أيقظوا فكرتي بالوصلِ فانتبهتْ / حَتَّى دَنَتْ بالوفا قالوا لَهَا انصرِفي
قَدْ فَجَّروا عينَ دمعي من تَباعُدهم / وأَوْفدوا جمراتِ الشوقِ من كَلفي
فاعجبْ لدمعٍ جرى من مُقلةٍ وبها / نارانِ من كَبدٍ حَرّاً ومن شَغَف
أبحْتُهم مهجتي والقلبُ مسكنُهم / ففاز عندهمُ الأضداد بالزَّلَفِ
أحبابَنا رحمةً بالصبِّ ذي وَلهٍ / بزَورَةٍ فعسى تَشفيه من دَنَف
مُعذَّبٌ لعبتْ أيدي الغرام بِهِ / بهمة الهجرِ لعْبَ الريحِ بالسَّعَفِ
تِرْياقُه وصلُكم تُسعفون بِهِ / لَوْ انه بسواكم يشتفي لَشُفي
عانٍ برقْبَته غِلُّ الهوى كمْدَاً / أَنَّى يُفَكُّ أسيرُ الحبِّ من أَسَف
ما أجملَ الصبرَ إِن بالوصلِ قَدْ بخلوا / لكنما الصبرُ من قلبِ المَشوق نُفي
فَوَّقتمُ من نِصال الهجرِ نَبْلَكُمُ / فما لَهَا غيرَ قلبِ الصَّبِّ من هدف
تجري بيَ الريحُ فِي بحرِ الهوى عَسَفاً / إن الهوى قَدْ يجرُّ المرء بالعَنَف
مَا للمُحبِّ وللأيام تُبعِده / إن الحفاءَ لمَودِي الصبِّ للتلف
ما أغدرَ الدهرَ والإنسانُ يطلبه / لَوْ قيل قِفْ عن هواه قط لَمْ يَقف
فالنفسُ بالطبع تسعَى فِي مَضرَّتها / كَأَنَّما خُلِق الإِنسان من جَنَف
كم ذا أخوضُ غمارَ الدهرِ من قلق / فلم أجد ساعةًٍ تخلو من الكُلَف
ويحَ الزمانِ الَّذِي كنا نُؤمِّله / أن يمنحَ الدُّر حَتَّى عَزَّ بالصَّدَف
أَنفقتُه عنفوانَ العمرِ محتسباً / أَنِّي أحلُّ أوانَ الشيبِ فِي غُرَف
جاريتُه مسرِعاً للوصل أرقبُه / فظلّ يمشي الهُوَيْنَا مِشْيَةَ الدَّلِف
عُدْ بالجَفا إِن تَعُد فالصبرُ أجملُ بي / إِن عَزَّ وصلُك مَا أَوْلَى بمُنْصَرَفِ
تَحدو بيَ البِيدَ لا داءٌ فيوهنُها / تُدافع السير بالإرقالِ والوَجَفِ
تَخْطو بِمَنْسِمها فَوْقَ الكَلا وبها / من لاعج الشوقِ مَا أَلَهَى عن العَلَفِ
قَدْ شاقها شَغَفاً مَا شاق راكبَها / تُواصل السيرَ بالنوار والسُّدَفِ
مَا آدَها كُللٌ ثِقْلاً بمن حَملتْ / تَطير بالرَّكْبِ إقداماً إِلَى النَّجَفِ
شددتُ أَكوارَها بالعزم فانبعثتْ / تجرِي بَوْعَساءَ جرياً غير مُنعسِف
حَتَّى إذَا رَمَقت بالبعد عن شَزَر / والخفُّ بالسير يُدمِي صفحة الكَتِف
نَهْنَهْتُها إِذ رأت دوح العُلى بَسَقت / أغصانُها قَدْ زَهتْ فِي روضةٍ أُنُف
تَداخلَتْ ترتمي بالمشي من عَنَق / فقلتُ هَذَا الجَنَى بُشراكِ فاقتطِفي
قالت إِلَى مَنْهَلٍ تَرْوَى العِطاشُ بِهِ / فقلت بالملكِ الميمونِ واكْتَنِفي
أبي سعيدٍ لَهُ كَنَفٌ يُلاد بِهِ / من كل طارفةٍ ناهيكَ من كَنَف
إِلَى ابن فيصلَ قلبِ الملكَ جَوهرِه / تيمورَ غصن العُلى جرثومةِ الشَّرف
تَدَّفقتْ زاخراتُ الجودِ من يده / فلا ترى من نداه غيرَ مغترِف
كَأَنَّما الدُّر والإبْريز شانَهما / بكفه خِسَّةٌ أَدْنَى من الخَزَفِ
لا أَكذِب اللهَ مَا فِي الأرض من ملكٍ / إِلاَّ وعن جودِه بالعجز معترِف
أُجِلُّه شَرفاً من أنْ أُمثِّله / بخاتم أَوْ بمَعْن أَوْ أبى دُلَف
يَسْخُو فيَفْضح من بالجود مُتَّصفاً / فلو رأتْ كفَّه الأنواءُ لَمْ تكِف
بدرٌ بطَلْعته الأيامُ مشرقةٌ / لكنه قَدْ خلا من خطة الكَلَف
لم يَسْتَجِر من صروفٍ ذو مَلَقٍ / يوماً بذِمَّته إِلاَّ وقيل كُفِي
ينسى المكارهَ من قَدْ حَلَّ ساحَته / وراحةُ النفسِ تُنْسِي شدة الطخفِ
قَدْ كَانَ فِي عالم التكوينِ منطوِياً / فِي صُلبِ أحمدَ سِرّاً غيرَ منكشِف
حَتَّى تَمهَّد عرش الملك مستوياً / علا بكرسيه المحفوف بالطُّرَفِ
قَدْ أبرزَ اللهُ للدنيا حقيقتَه / أن كَانَ بالدِّين صَدْعٌ غيرُ مؤتلِف
خليفةٌ ألقتِ الأيامُ أَزْمتَها / بكفه فانبرتْ محفوظةَ الطَّرف
تقلد الملكُ سيفاً كي يذودَ بِهِ / أن يستبيحَ حِمى الإسلام ذو سَخَف
فلم يزل منهجُ الإسلام يرقبُه / فانهجْ لنُصْرته يَا خيرَ منتصِف
إِن الإله قَدْ اسْتَرْعاكَ أَمّتَه / فاحفظْ كَلاءتها صَوْناً من العَجَف
خليفةَ اللهِ إن اللهُ أَهَّلكم / للأمرِ والنهيِ تحيا سنةُ السَّلَفِ
إِن الحياةَ بنشرِ العدل مَنْعَمَةٌ / بعيش صاحبها فِي غاية التَّرف
يقوم بالعز راقٍ فِي أَسِرَّته / مُنعَّماً فِي قصور المجد والشرفِ
أسلافُكم فَخَرت كلُّ الملوك بِهِم / لكنما الفخرُ كلًّ الفخرِ للخَلَف
أئمةٌ وملوكٌ كالنجوم بهم / قَدْ يهتدي الأَكْمَةَ السارون بالعَسَف
كم حومةٍ فِي الوَغى خاضَ مَعامِعها / لَمْ يرجعوا أَوْ يغني السيفُ فِي القَحَفِ
خُطَّتْ مكارمُهم تُتْلَى مُحبَّرة / فِي جبهةِ الدهر لا تُنْسَى مع الصُّحُفِ
كسوتُهم شرفاً إِذ فيك قَدْ جُمِعوا / فاللهُ يَجْمع فِي فردٍ من الأُلُفِ
جاءتك مسرعةً عَلَى عَجَلٍ / فقُم بِهَا مسرِعاً فاحْرِم بِهَا وطُفِ
خلافةٌ بكمُ فَوْقَ السُّها رَتَعت / فاحفظْ دعائمَها من نهضة السُّفُفِ
عانقتُها ورسيسُ الشوقِ يُلزِمها / لَمْ تَقلتْ كعِناقِ اللام للألِف
أنت الكفيلُ لَهَا مَا إِن لَهَا وَزَرٌ / فمن يكنْ بحِماك الدهرَ لَمْ يَخَفِ
إِن الزمان لَسيفٌ أنت قائمُه / مُحكَّم فِي القَضا مَا شئتَ فانتصِفِ
قُلِّدتَه نُصرةً للدين منصلِتاً / لضربةٍ تترك الأعداءَ كالنُّدَفِ
تصون بالجِدِّ وجهَ المجد محتفِظاً / كما تصون وجوهَ العِزِّ والشرف
إذَا وعدتْني زورةً رقصتْ لَهَا
إذَا وعدتْني زورةً رقصتْ لَهَا / جوانحُ قلبي فرحةً وتَلطُّفا
أُحس بزأزاءِ الحَوايا كَأَنَّما / بقلبيَ إِلاَّ سلكُ دَقُا تَرادَفَا
عَلَى أن بالرُّوحين روحِي وروحِها / لدى العالم المَخْفيِّ قِدْاً تَعارُفا
هنالك من علم المَشيئة عالَمٌ / لأرواحنا يلقى عليها التآلُفا
جنودٌ عَلَى بحر الأثير تَزاحمتْ / تعوم بأقطارِ الفضاءِ تكاثُفا
لهن بطَيّات الغُيوبِ شَواهدٌ / وَلَيْسَ لنا علمٌ سوى الوهمِ كاشِفا
وَمَا نحن إِلاَّ كالخيالِ وإننا / نعيش أضغاثِ تُلِمّ هَواتفا
تُرينا عيونُ الوهم أنا حقائقٌ / فنُجْهد فِي الدنيا نَلثمّ السَّفاسِفا
نظل عَلَى ظهر التطور دُلَّها / حَيارى كأَنْضاءِ يَخِدنَ النَّفنِفا
كَأَنَّا هَباءٌ قَدْ تَقَلَّص ظِلُّهُ / يهبّ عَلَيْهِ السافَياتُ عواصفا
خُلقنا وكنا فِي الحياةِ كلَم نكن / كآلٍ بقَفر غَرَّ بالشَّرب غارفا
أُزَخّار بحرِ بالأثير عُبابُه / يسيل بتيار العجائبِ جارفا
خفيتَ وَلَمْ تخفَى شِياتُك عندنا / إذَا نحن بالطيّار طِرْفاً زَعانفا
وكم لَكَ برهانٌ تُرينا عُجابَه / بأن من الجبار فيك لَطائفا
تَحيَّرتَ عن كونِ الكثيفِ لطافةً / فظلتْ بك الجرامُ تجري تخالُفا
تعيش وتَحْيى فِي فضاكَ وَمَا لَهَا / سوى خالقٍ الأكوان للضُّرِّ كاشِفا
فهل فيك للأرواح حين تألفتْ / نَوادٍ بِهَا الأرواحُ تأتي طوائِفا
فيألفُ ممشوقٌ هناك بعاشقٍ / فيُشْعِرنا الوجدانُ مَا كَانَ آنفا
لذاك ترى الرُّوحَين مَهْمَا تلاقتا / بقلبٍ يَخال القلبُ قِدماً تَعارَفا
فلا شكَّ تأثيرُ التعارفِ أنه / تَسْلَسل عن عهدِ التآلفِ سالفا
فهل تسمح الأيامُ كونَ خيالِنا / بمَخفيِّ هاتيك الحقائق عارِفا
وتعلم سراً بالأثير مُحققاً / نخوض مع الأرواح فِيهِ زعانفا
أُسامِرُ همي طولَ ليلي واقفُ
أُسامِرُ همي طولَ ليلي واقفُ / وشخصُ غرامي فِي الحَشاشةِ عاكِفُ
كَأَنَّ سُهاد العينِ للهمِّ عاطِفُ / فما راعَني إِلاَّ ابنُ ورقاءَ هاتفُ
بعينيه جمرٌ من ضلوعيَ مشبوبُ /
فقد نالَ فقدانَ الربيعِ وليتنا
فقد نالَ فقدانَ الربيعِ وليتنا / فديناك من غِلماننا بأُلوفِ
لقد كنتَ سيفاً فِي اليمين وساعِداً / فغالك عنا غائلاتُ حُتوفِ
وَقَدْ كنتَ طَبّاً فِي الأمور مُجرَّباً / عفيفاً إذَا خانوا وأيَّ عفيف
سبَتْك الليالي لا رعى اللهُ يومَها / مُولَّعة يَسْبِين كلَّ طريفِ
عَوادِي الليالي فِي العَوادي تحكّمت / كما حُكِّمت يوماً عَلَى ابن طريف
فلو أنّها تُفدَى من البين أنفسٌ / بذلنا الفِدا من تالدٍ وطريف
ولكنْ قَضاءُ اللهِ لا شكَّ نافذٌ / بتشتيتِ شملٍ أَوْ فراقٍ شريف
فلم تبرحِ الأيامُ لا دَرَّ دَرُّها / تُفرِّق أحباباً برغم أُنوف
فقدناك فقدان الربيع وليتنا
فقدناك فقدان الربيع وليتنا / صحبناك وقَتَيْ مَشْتَأ ومَصيفِ
ويا ليتَ أني إذ رحلتَ مودِّعاً / فديناك من غلماننا بألوف
راعَ العدوَّ بسيفهِ وبخوفِهِ
راعَ العدوَّ بسيفهِ وبخوفِهِ / هَذَا بيقظته وذاك بطيفِهِ
مولىً يَقيك من الزمان وحَيْفه / يَا من يُقتِّل من أراد بسيفه
أصبحتُ من قَتْلاك بالإِحسانِ /
فبِك ابْتَهرتُ وَلَمْ تَسَعْك ضمائِري / ولدى مديحك قَدْ فَرَغْتُ غَرائرِي
قد كَلَّ طرفي إِذ تَبلَّد خاطِري / فإذا رأيتُك حار دونك ناظِري
وإِذا مدحتُك حار فيك لساني /