القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الصوفيّ العُماني الكل
المجموع : 7
هاكِ يَا أرضُ سعدُ الكون فِي شَرَفِهْ
هاكِ يَا أرضُ سعدُ الكون فِي شَرَفِهْ / قَدْ حلَّ بطنك لما حُلَّ من شُرُفِهْ
فِي كَنْفِكَ اليومَ مأسوراً وَقَدْ سَلَفت / أيامُ أَسرِك لما كنتِ فِي كَنَفه
رِفْقاً بهيكلِ روحٍ لا حراكَ بِهِ / قَدْ طال مَا حَرّكَ الأَكْوان فِي سَلَفِهْ
كم ذا أُدارِي الهوى والنفسُ فِي تلفِ
كم ذا أُدارِي الهوى والنفسُ فِي تلفِ / أُبيت بَيْنَ الأسى والسُّهد واللّهَفِ
ما زلت أرجو وفاءً من عهودِهِمُ / مَا أَقْتلَ الحبَّ مَا لَمْ بالوصال يَفي
جاروا بصدِّهِمُ والجورُ شِيمتُهم / للهِ من حاكمٍ بالصدِّ والجَنَف
تملَّكوا بالهوى قلبي فمذ مَلَكوا / لَمْ يحكموا بسوى الهجرانِ والعَنَف
من لي بهم سادةً بالقَصْد قربُهمُ / لكن يبعدهمُ يقضون بالسَّرَف
همُ أيقظوا فكرتي بالوصلِ فانتبهتْ / حَتَّى دَنَتْ بالوفا قالوا لَهَا انصرِفي
قَدْ فَجَّروا عينَ دمعي من تَباعُدهم / وأَوْفدوا جمراتِ الشوقِ من كَلفي
فاعجبْ لدمعٍ جرى من مُقلةٍ وبها / نارانِ من كَبدٍ حَرّاً ومن شَغَف
أبحْتُهم مهجتي والقلبُ مسكنُهم / ففاز عندهمُ الأضداد بالزَّلَفِ
أحبابَنا رحمةً بالصبِّ ذي وَلهٍ / بزَورَةٍ فعسى تَشفيه من دَنَف
مُعذَّبٌ لعبتْ أيدي الغرام بِهِ / بهمة الهجرِ لعْبَ الريحِ بالسَّعَفِ
تِرْياقُه وصلُكم تُسعفون بِهِ / لَوْ انه بسواكم يشتفي لَشُفي
عانٍ برقْبَته غِلُّ الهوى كمْدَاً / أَنَّى يُفَكُّ أسيرُ الحبِّ من أَسَف
ما أجملَ الصبرَ إِن بالوصلِ قَدْ بخلوا / لكنما الصبرُ من قلبِ المَشوق نُفي
فَوَّقتمُ من نِصال الهجرِ نَبْلَكُمُ / فما لَهَا غيرَ قلبِ الصَّبِّ من هدف
تجري بيَ الريحُ فِي بحرِ الهوى عَسَفاً / إن الهوى قَدْ يجرُّ المرء بالعَنَف
مَا للمُحبِّ وللأيام تُبعِده / إن الحفاءَ لمَودِي الصبِّ للتلف
ما أغدرَ الدهرَ والإنسانُ يطلبه / لَوْ قيل قِفْ عن هواه قط لَمْ يَقف
فالنفسُ بالطبع تسعَى فِي مَضرَّتها / كَأَنَّما خُلِق الإِنسان من جَنَف
كم ذا أخوضُ غمارَ الدهرِ من قلق / فلم أجد ساعةًٍ تخلو من الكُلَف
ويحَ الزمانِ الَّذِي كنا نُؤمِّله / أن يمنحَ الدُّر حَتَّى عَزَّ بالصَّدَف
أَنفقتُه عنفوانَ العمرِ محتسباً / أَنِّي أحلُّ أوانَ الشيبِ فِي غُرَف
جاريتُه مسرِعاً للوصل أرقبُه / فظلّ يمشي الهُوَيْنَا مِشْيَةَ الدَّلِف
عُدْ بالجَفا إِن تَعُد فالصبرُ أجملُ بي / إِن عَزَّ وصلُك مَا أَوْلَى بمُنْصَرَفِ
تَحدو بيَ البِيدَ لا داءٌ فيوهنُها / تُدافع السير بالإرقالِ والوَجَفِ
تَخْطو بِمَنْسِمها فَوْقَ الكَلا وبها / من لاعج الشوقِ مَا أَلَهَى عن العَلَفِ
قَدْ شاقها شَغَفاً مَا شاق راكبَها / تُواصل السيرَ بالنوار والسُّدَفِ
مَا آدَها كُللٌ ثِقْلاً بمن حَملتْ / تَطير بالرَّكْبِ إقداماً إِلَى النَّجَفِ
شددتُ أَكوارَها بالعزم فانبعثتْ / تجرِي بَوْعَساءَ جرياً غير مُنعسِف
حَتَّى إذَا رَمَقت بالبعد عن شَزَر / والخفُّ بالسير يُدمِي صفحة الكَتِف
نَهْنَهْتُها إِذ رأت دوح العُلى بَسَقت / أغصانُها قَدْ زَهتْ فِي روضةٍ أُنُف
تَداخلَتْ ترتمي بالمشي من عَنَق / فقلتُ هَذَا الجَنَى بُشراكِ فاقتطِفي
قالت إِلَى مَنْهَلٍ تَرْوَى العِطاشُ بِهِ / فقلت بالملكِ الميمونِ واكْتَنِفي
أبي سعيدٍ لَهُ كَنَفٌ يُلاد بِهِ / من كل طارفةٍ ناهيكَ من كَنَف
إِلَى ابن فيصلَ قلبِ الملكَ جَوهرِه / تيمورَ غصن العُلى جرثومةِ الشَّرف
تَدَّفقتْ زاخراتُ الجودِ من يده / فلا ترى من نداه غيرَ مغترِف
كَأَنَّما الدُّر والإبْريز شانَهما / بكفه خِسَّةٌ أَدْنَى من الخَزَفِ
لا أَكذِب اللهَ مَا فِي الأرض من ملكٍ / إِلاَّ وعن جودِه بالعجز معترِف
أُجِلُّه شَرفاً من أنْ أُمثِّله / بخاتم أَوْ بمَعْن أَوْ أبى دُلَف
يَسْخُو فيَفْضح من بالجود مُتَّصفاً / فلو رأتْ كفَّه الأنواءُ لَمْ تكِف
بدرٌ بطَلْعته الأيامُ مشرقةٌ / لكنه قَدْ خلا من خطة الكَلَف
لم يَسْتَجِر من صروفٍ ذو مَلَقٍ / يوماً بذِمَّته إِلاَّ وقيل كُفِي
ينسى المكارهَ من قَدْ حَلَّ ساحَته / وراحةُ النفسِ تُنْسِي شدة الطخفِ
قَدْ كَانَ فِي عالم التكوينِ منطوِياً / فِي صُلبِ أحمدَ سِرّاً غيرَ منكشِف
حَتَّى تَمهَّد عرش الملك مستوياً / علا بكرسيه المحفوف بالطُّرَفِ
قَدْ أبرزَ اللهُ للدنيا حقيقتَه / أن كَانَ بالدِّين صَدْعٌ غيرُ مؤتلِف
خليفةٌ ألقتِ الأيامُ أَزْمتَها / بكفه فانبرتْ محفوظةَ الطَّرف
تقلد الملكُ سيفاً كي يذودَ بِهِ / أن يستبيحَ حِمى الإسلام ذو سَخَف
فلم يزل منهجُ الإسلام يرقبُه / فانهجْ لنُصْرته يَا خيرَ منتصِف
إِن الإله قَدْ اسْتَرْعاكَ أَمّتَه / فاحفظْ كَلاءتها صَوْناً من العَجَف
خليفةَ اللهِ إن اللهُ أَهَّلكم / للأمرِ والنهيِ تحيا سنةُ السَّلَفِ
إِن الحياةَ بنشرِ العدل مَنْعَمَةٌ / بعيش صاحبها فِي غاية التَّرف
يقوم بالعز راقٍ فِي أَسِرَّته / مُنعَّماً فِي قصور المجد والشرفِ
أسلافُكم فَخَرت كلُّ الملوك بِهِم / لكنما الفخرُ كلًّ الفخرِ للخَلَف
أئمةٌ وملوكٌ كالنجوم بهم / قَدْ يهتدي الأَكْمَةَ السارون بالعَسَف
كم حومةٍ فِي الوَغى خاضَ مَعامِعها / لَمْ يرجعوا أَوْ يغني السيفُ فِي القَحَفِ
خُطَّتْ مكارمُهم تُتْلَى مُحبَّرة / فِي جبهةِ الدهر لا تُنْسَى مع الصُّحُفِ
كسوتُهم شرفاً إِذ فيك قَدْ جُمِعوا / فاللهُ يَجْمع فِي فردٍ من الأُلُفِ
جاءتك مسرعةً عَلَى عَجَلٍ / فقُم بِهَا مسرِعاً فاحْرِم بِهَا وطُفِ
خلافةٌ بكمُ فَوْقَ السُّها رَتَعت / فاحفظْ دعائمَها من نهضة السُّفُفِ
عانقتُها ورسيسُ الشوقِ يُلزِمها / لَمْ تَقلتْ كعِناقِ اللام للألِف
أنت الكفيلُ لَهَا مَا إِن لَهَا وَزَرٌ / فمن يكنْ بحِماك الدهرَ لَمْ يَخَفِ
إِن الزمان لَسيفٌ أنت قائمُه / مُحكَّم فِي القَضا مَا شئتَ فانتصِفِ
قُلِّدتَه نُصرةً للدين منصلِتاً / لضربةٍ تترك الأعداءَ كالنُّدَفِ
تصون بالجِدِّ وجهَ المجد محتفِظاً / كما تصون وجوهَ العِزِّ والشرف
إذَا وعدتْني زورةً رقصتْ لَهَا
إذَا وعدتْني زورةً رقصتْ لَهَا / جوانحُ قلبي فرحةً وتَلطُّفا
أُحس بزأزاءِ الحَوايا كَأَنَّما / بقلبيَ إِلاَّ سلكُ دَقُا تَرادَفَا
عَلَى أن بالرُّوحين روحِي وروحِها / لدى العالم المَخْفيِّ قِدْاً تَعارُفا
هنالك من علم المَشيئة عالَمٌ / لأرواحنا يلقى عليها التآلُفا
جنودٌ عَلَى بحر الأثير تَزاحمتْ / تعوم بأقطارِ الفضاءِ تكاثُفا
لهن بطَيّات الغُيوبِ شَواهدٌ / وَلَيْسَ لنا علمٌ سوى الوهمِ كاشِفا
وَمَا نحن إِلاَّ كالخيالِ وإننا / نعيش أضغاثِ تُلِمّ هَواتفا
تُرينا عيونُ الوهم أنا حقائقٌ / فنُجْهد فِي الدنيا نَلثمّ السَّفاسِفا
نظل عَلَى ظهر التطور دُلَّها / حَيارى كأَنْضاءِ يَخِدنَ النَّفنِفا
كَأَنَّا هَباءٌ قَدْ تَقَلَّص ظِلُّهُ / يهبّ عَلَيْهِ السافَياتُ عواصفا
خُلقنا وكنا فِي الحياةِ كلَم نكن / كآلٍ بقَفر غَرَّ بالشَّرب غارفا
أُزَخّار بحرِ بالأثير عُبابُه / يسيل بتيار العجائبِ جارفا
خفيتَ وَلَمْ تخفَى شِياتُك عندنا / إذَا نحن بالطيّار طِرْفاً زَعانفا
وكم لَكَ برهانٌ تُرينا عُجابَه / بأن من الجبار فيك لَطائفا
تَحيَّرتَ عن كونِ الكثيفِ لطافةً / فظلتْ بك الجرامُ تجري تخالُفا
تعيش وتَحْيى فِي فضاكَ وَمَا لَهَا / سوى خالقٍ الأكوان للضُّرِّ كاشِفا
فهل فيك للأرواح حين تألفتْ / نَوادٍ بِهَا الأرواحُ تأتي طوائِفا
فيألفُ ممشوقٌ هناك بعاشقٍ / فيُشْعِرنا الوجدانُ مَا كَانَ آنفا
لذاك ترى الرُّوحَين مَهْمَا تلاقتا / بقلبٍ يَخال القلبُ قِدماً تَعارَفا
فلا شكَّ تأثيرُ التعارفِ أنه / تَسْلَسل عن عهدِ التآلفِ سالفا
فهل تسمح الأيامُ كونَ خيالِنا / بمَخفيِّ هاتيك الحقائق عارِفا
وتعلم سراً بالأثير مُحققاً / نخوض مع الأرواح فِيهِ زعانفا
أُسامِرُ همي طولَ ليلي واقفُ
أُسامِرُ همي طولَ ليلي واقفُ / وشخصُ غرامي فِي الحَشاشةِ عاكِفُ
كَأَنَّ سُهاد العينِ للهمِّ عاطِفُ / فما راعَني إِلاَّ ابنُ ورقاءَ هاتفُ
بعينيه جمرٌ من ضلوعيَ مشبوبُ /
فقد نالَ فقدانَ الربيعِ وليتنا
فقد نالَ فقدانَ الربيعِ وليتنا / فديناك من غِلماننا بأُلوفِ
لقد كنتَ سيفاً فِي اليمين وساعِداً / فغالك عنا غائلاتُ حُتوفِ
وَقَدْ كنتَ طَبّاً فِي الأمور مُجرَّباً / عفيفاً إذَا خانوا وأيَّ عفيف
سبَتْك الليالي لا رعى اللهُ يومَها / مُولَّعة يَسْبِين كلَّ طريفِ
عَوادِي الليالي فِي العَوادي تحكّمت / كما حُكِّمت يوماً عَلَى ابن طريف
فلو أنّها تُفدَى من البين أنفسٌ / بذلنا الفِدا من تالدٍ وطريف
ولكنْ قَضاءُ اللهِ لا شكَّ نافذٌ / بتشتيتِ شملٍ أَوْ فراقٍ شريف
فلم تبرحِ الأيامُ لا دَرَّ دَرُّها / تُفرِّق أحباباً برغم أُنوف
فقدناك فقدان الربيع وليتنا
فقدناك فقدان الربيع وليتنا / صحبناك وقَتَيْ مَشْتَأ ومَصيفِ
ويا ليتَ أني إذ رحلتَ مودِّعاً / فديناك من غلماننا بألوف
راعَ العدوَّ بسيفهِ وبخوفِهِ
راعَ العدوَّ بسيفهِ وبخوفِهِ / هَذَا بيقظته وذاك بطيفِهِ
مولىً يَقيك من الزمان وحَيْفه / يَا من يُقتِّل من أراد بسيفه
أصبحتُ من قَتْلاك بالإِحسانِ /
فبِك ابْتَهرتُ وَلَمْ تَسَعْك ضمائِري / ولدى مديحك قَدْ فَرَغْتُ غَرائرِي
قد كَلَّ طرفي إِذ تَبلَّد خاطِري / فإذا رأيتُك حار دونك ناظِري
وإِذا مدحتُك حار فيك لساني /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025