المجموع : 8
خليليَّ من عُليا تميم بن خندفٍ
خليليَّ من عُليا تميم بن خندفٍ / نداء أبيٍّ للهضيمة عارفِ
خُذا برقاب العيس عن عقر منزلٍ / بغيضٍ إلى النُزَّال شين المواقف
عن الحي لا الجار المقيم بآمنٍ / لديهم ولا الجاني عليهم بخائف
بيوتٌ قصيرات العماد كأنها / وجارُ ضباع أجحرتْ للمخاوف
إذا نزل الناس اليفاع تزاوروا / إلى سترات الغائط المتقاذف
جفائهم أردانهم ينسرونها / إذا طعموا نسر البزاة الخواطف
أذى كصدور السمهرية مرهف / وذل كعيدان الأراك الضعائف
ظواهر أمثال الصَّباح ودونها / بواطن سودٌ كالدجى المتكاثف
عداكم غمام أخصب أهله / وجادكم صوبُ اللدان الرواعف
آبي الهضيمة شهمٌ من بني مُضرٍ
آبي الهضيمة شهمٌ من بني مُضرٍ / تُجلى بغرتهِ الظلماءُ والسُّدفُ
جمُّ النوالِ أمينٌ في عشيرتِه / ما خالفوه على أمرٍ ولا اختلفوا
يُثْني النزالُ عليه والجدالُ معاً / فالفضل يذعن والأرواحُ تختطف
سَما به كل فيَّاضٍ إذا حُبستْ / سحب السماء فمن كفَّيه يُغترفُ
إذا احتبوا فالجبال الشمُّ راسخةٌ / وإنْ لقوا فضواري معركٍ قُصفُ
قوم إذا الخيل ولَّت وهي هاربة / واستسلما الجيش من خوف الردى عطفوا
يَضمُّ ناديهُم في يوم سِلْمهمُ / خَضارماً غير كسب الحمد ما عرفوا
حاشا لِدَيْنِ العُلى يُلوي بواجبه / وأنت لِلدِّين من بين الورى شرفُ
فما لشعريَ ممطولاً بمنحتِه / وحقُّ منك رَدٌّ عاجلٌ سَلَفُ
لا تُغْدفَنَّ قِناعاً من مُجانَبَةٍ / دوني فقوْلي نِعم الخالد الخلفُ
خيرُ الموارد أدناها لِذي ظَمَأٍ / وشرُّها بطويل المَتْحِ يُعْتسفَُ
لولا الحوادث إذ أمسين ضاريةً / كما تضاري ذئاب الثلَّة الغُضفُ
وجورُ دهرٍ أعاد الحالَ رازحةً / فالملكُ يمدح والمخدومُ يحترفُ
لما طمحْتُ إِلى عيشٍ أرمَّقُهُ / أعُبُّهُ تارةً عبّاً وأرتشفُ
وما جزعتُ لخطبٍ عاثَ في شرفي / فالشمس تشرق أحياناً وتنكسفُ
وإنْ علا نورَ مجدي ليلُ نازلةٍ / فهالةُ البدر في لألائها كَلَفُ
أنت الكميُّ فلا جُبْنٌ ولا جَزعٌ / وذو السّماحِ فلا مَنٌّ ولا سرفُ
ترتاعُ منكَ العوالي وهي مُشرَعةٌ / وتحسد الجود منك الحُفَّلُ النطفُ
وكم ثلمت غروب البيض مُرهفةً / بمُضمرِ القدِّ في أعطافه هَيَفُ
الجودُ عندكَ طبعٌ لا تكلَّفُه / وعند غيرك أفعالٌ النَّدى كُلَفُ
وإنْ أكُنْ مادحاً نفسي ومفتخراً / فآفة الظرف للمستظرف الصَّلَفُ
خليليَّ أما الحِلْمُ عني فعازبٌ
خليليَّ أما الحِلْمُ عني فعازبٌ / إذا ذكرت والقلب من واجفُ
وما كنت ممنْ تُستَفزُّ أناتُهُ / ولكن هوىً بين الجوانح شاغِفُ
صحبتُ أناتي مُطْمئناً إلى القِلى / ووافقت من أمسي عليها يُخالفُ
فلما جرتْ كأسُ الشَّمول تراجعت / رزايا الهوى تطوى بهنَّ التَّنائفُ
وذكَّرتِ الصهباءُ إلا عُذوبةً / لمَاها وما تُثْني عليه المراشِفُ
فأُضْعِف جلدٌ واستخف موقَّرُ / وخولِطَ ذو حزمٍ وهُيِّج آلف
فإنْ تَصِلي أو تهجري عن ملالةٍ / فإني على الحالين صَبٌّ مُساعِفُ
ولستُ بتَرّاكِ الزيارة بالضُّحى / ولو حجبتك الذابلاتُ الرَّواعفُ
إذا عَلَمٌ في الوصل لاحَ لعاشقٍ / فآمنُ ما تُطوى إليه المَخاوفُ
إِذا شَرَّفَت قَدرَ الرِجالِ مَراتِب
إِذا شَرَّفَت قَدرَ الرِجالِ مَراتِب / فَقَدرُكَ من كل المَراتِب أَشرَفُ
فَكَيفَ يُهَنّى بِالَّذي هو دونهُ / مُنيف عَلى أَقصى ذرى المجد مشرف
وَأَينَ كسعد الدين في البَأس وَالنَدى / اذا جارَ إعدام وَأرهب موقف
أَشدُّ من الصُمِّ الجلامد قسوَةً / وَأَسهل من ماء السَحاب وَأَلطف
وَفي أمِّ راسي من هَواهُ بقيَّة / يقل الهوى العُذري عنها وَيضعف
فَليْتَ الموتَ اذْ قُدِّرَ
فَليْتَ الموتَ اذْ قُدِّرَ / لم يُخلقْ لنا الاِلفُ
ففي فُرقَة مَنْ نأ / لَفُ ما أهونُه الحَتفُ
اللهُ جارُكَ من أخي شَرَفٍ
اللهُ جارُكَ من أخي شَرَفٍ / في كل مسعاةٍ له شَرفُ
تجلو ظَلامَ الخطِّ أنعُمُه / وتَضيءُ من قسماته السُّدفُ
مُتخمِّطٌ للعارِ يَشْنؤهُ / وبه الى حبِّ العُلى كَلَفُ
وافٍ بوعدِ الخير يُنْجزُه / ومع المواعيدِ المَطْلُ والخُلفُ
أخْلاقُه وندَى أنامِلهِ / غيثٌ يسُحُّ وروضةٌ اُنُفُ
لثنَائِه الأعمارُ خالدةٌ / ولِمالِه بنوالهِ تَلَفُ
ضخْمُ الدَّسائعِ في صوارمه / ورماحِه ويَراعهِ هَيَفُ
فالطِّرْسُ والبيداءُ مِلْؤهُما / خيْلٌ تكُرُّ وأسْطُرٌ تَجفُ
تاجُ الملوكِ غَمامُ أنْمُلهِ / هامٍ فلا قَزَعٌ ولا صلفُ
قد أكثرَ المُدَّاحُ اِذْ مَدحوا / واِخالُهمْ وصفوا وما وصفوا
عمَّتْ شهامتُه كما شملتْ
عمَّتْ شهامتُه كما شملتْ / أقصى بني الدنيا عَوارفُهُ
ومضتْ صفائِحُه كما نَفذَتْ / فيما يحاولُه صَحائفهُ
واستسهلَ الوعرَ المُشِقَّ فما / يخْشى ولو عَنَّتْ مخاوفُهُ
يلْوي العِقابَ أوانَ قُدْرتهِ / وتُعاجِلُ العافي نواصِفهُ
حَصِرانِ منْ قطْعٍ ومن شرفٍ / أبداً مجدالُه وواصِفهُ
ندْبٌ قَليصُ الشَّرِّ عادِمُهُ / لكنْ عَميمُ الخيرِ وارِفهُ
لا ثُلَّ عَرْشُكَ يا فتى مُضَرٍ / ما وَحَّدَ الؤَّحمن عارِفهُ
اِضطرارُ الحُرِّ الكريم إِلى الدُّو
اِضطرارُ الحُرِّ الكريم إِلى الدُّو / نِ وانْ جازَ غايَةُ الاِسْرافِ
لا يَشينُ المجدَ المُنيفَ ولا يَنْ / قِصُ قدر الشَّريف في الأشْراف
هل يُعابُ العَطَّارُ يوماً اذا أصْ / بَحَ ذا حاجَةٍ إِلى الكَنَّافِ