المجموع : 6
لِتَشْكُرَنّي النجومُ السّبْعُ فيكَ أَيا
لِتَشْكُرَنّي النجومُ السّبْعُ فيكَ أَيا / مَنْ ستقلَّ لَهُ الأفلاكُ في التُّحَفِ
وكيفَ تجحدُني فَضلي النجومُ وقد / سَيّرتُها عامَ تقويمي إلى الشّرَف
لَطَمَتْ بَعْدَكَ الخدودَ الدُّفوفُ
لَطَمَتْ بَعْدَكَ الخدودَ الدُّفوفُ / وتحامَتْ تلكَ الضروبَ الكفوفُ
وَتَساوَتْ عندَ الزَّفافِ وقد تُب / تَ لِدُنيا ثَقيلها والخفيفُ
وَعَلتَ ضجّةُ المواصِلِ حُزناً / والنّدامى على السُّرورِ عُكوفُ
وَجَرَتْ أَدمعُ الرَّواويقِ حتى / عادَ مِنها النّزيف وهْوَ نَزيفُ
وبدا الشمع وهو من سيلان / الدَّمْع إنسانُ عينه مطروف
يا إمام الخُلاَعِ دعوةَ قاضٍ / في قضايا المجونِ ليسَ يحيفُ
كيف ذُقتَ الخشوعَ هلْ هُوَ حلوٌ / يا حريفي باللهِ أم حرّيفُ
ثبّتَ الله توبةَ الشيخِ إنَّ / الزُّهدَ ما لا يقوى عليهِ الضعيفُ
أنتَ في المشتهى بجامع عَيْنٍ / وَعَفيفٍ وأينَ منكَ العَفيفُ
بغديرٍ وَرَوضَةٍ في ظِلالٍ / قد تَدَلّتْ عَلَيْكَ منها قُطوفُ
لا تَكُنْ راسبَ المقرِّ فما يَرْ / سُبُ في المستَقَر إلا الكثيفُ
وإذا قُمْتَ للصّلاتة فَقُمْ تق / ليةً ناشفاً فأنتَ نظيفُ
وإذا ما نَزَوْتَ في خَلْوة المس / جد قلْ للمريد عندي ضيوفُ
وإذا ما أَخرَجْتَ كيسَكَ بالمع / لوم قل للحضور هذا سفوفُ
حبّذا زُهدُكَ البليدُ فما أن / تَ به في الشّيوخ إلاَّ ظريفُ
قَسماً يا قليّةَ البين إني / قَرمُ الشّوق للِّقا مَلهوفُ
أَترجّى منكَ الرجوعَ قريباً / طمعاً فيك والمحبُّ عطوفُ
لا تَقُلْ قَدْ لبستُ صوفاً فإنَّ / الكبشَ جُلبابُهُ مَعَ القُرن صوفُ
يُطربُ الضأنَ وَهْوَ مثْلُكَ في الأل / حان أَسماعُ قومه والخروفُ
طارَ منكَ لمقصوصُ في حلقكَ الرأ / سَ لزُهد وفاتَكَ المنتوفُ
هَبْكَ بُدِّلتَ بالمدامِ حشيشاً / ثمَّ أوى إليكَ عِلقٌ نتيفُ
وتفنّنْتَ في عُمَيْرةَ جَلْداً / بعدَ جَلْدٍ حتى يَصُحَّ الكنيفُ
كيفَ يكفيكَ بعدَ أكلِكَ للْحَل / واءِ واللحْمِ دُقّةٌ وَرَغيفُ
قُمْ تَوَكّلْ على الغفورِ وَوَافِقْ / قَوتَكَ الخالعينَ يا قِصّيفُ
فلديهِم خاءٌ وميمٌ وراءٌ / أي شيء بالله هذي الحروفُ
كاشفِ القومَ في الذي سَتَروهُ / فَهْوَ حالٌ يا شَيخنا مكشوفُ
رُبَّ ليلٍ بتناهُ في حانِ خانٍ / وَعَلينا فيهِ الكؤوسَ تَطوفُ
منْ يَدَي مُرْدَفِ الرّوادفِ تَشْتا / قُ إلى الغَرفِ من خراهُ الأنوفُ
باتَ منهُ لنا خلوقٌ وما ين / سكر تَصحيفُ من يقولُ خَلوفُ
يا أبا مرَّة عليكَ بذا الشّيخِ / سريعاًُ من قبلِ يمضي الخريف
ويَفوتُ الخليجُ والقصفُ فيهِ / وَمُشاشاهُ مَن حواهُ الرَّصيفُ
يا أبا مُرَّة وأجّلْ له الكأسَ / لِتُصبيهِ رِقَّةٌ وسقوفُ
أرهِ جَوْهَرَ السّوالفِ بالأص / داغِ لمّا تنوسُ تلكَ الشّنوفُ
وقدوداً كما تهزّ رماحٌ / ولحِاظاً كما تُسلُّ سُيوفُ
يا أبا مرُّة بِحَقيَ دارك / ه بِلُطفٍ فقد يطيعُ اللطيفُ
فَعَسى أن تَهّزه ألفةُ العا / دَةِ شوقاً فقد يَحِنُّ العطوفُ
عَيْنُ الكمالِ العوادِ قافٌ
عَيْنُ الكمالِ العوادِ قافٌ / وهو شُيَيْخٌ رَدٍ قُوافي
سَرَتْ قياداتُه إلى أنْ / قادَ بمِصرَ على عِراقِ
مَنْ مُنْقِذي مَنْ مُنصفي
مَنْ مُنْقِذي مَنْ مُنصفي / مِنَ القِوامِ الأهيفِ
غُصْنُ نَقَا تَيَمني / بِقَدِّهِ المَهفْهَفِ
يا واوَ صَدْغيهِ ألا / على المحبِّ تعطفي
فقد رجوت الوَصَل من / هذا القوم الألفي
أسَفَّ قَلبي طائراَ / منَ الأسى والأسَفِ
قالوا أختفى قُلتْ لَهم / بدرُ الدُّجى ما يَختفي
لكنْ بدا ذابَهْجَةٍ / كالشّمسِ عندَ الشّرَفِ
أقسَمْتُ منْ ريقتهِ / باردٍ كالقَرْقَف
وَعَنْبَرُ الخالِ الذي / في خَدِّهِ قد عامَ فِي
ودُرّ ثغْرٍ في عَقيقٍ / مطبقٍ كالصّدَف
وَوَرْدَة في خَدِّهِ / بِناشري لم تُقْطَفِ
كم بِتُّ من عِشقي لَهُ / بَجَمرةٍ لم تُقْطَفِ
رَشا مِنَ التُّركِ لَهُ / لَحظُ غَزالٍ أوطَفِ
رَمى بِنَبْلِ جفنهِ / قَلباً غدا كالهَدَفِ
واكَلَفي والبدرُ لا / بُدَّ لَهُ مِن كلَفِ
يا لَيتني بِتُّ مقرِيَاً بِخَتْمِكُمُ
يا لَيتني بِتُّ مقرِيَاً بِخَتْمِكُمُ / وَلَمْ أَبتْ مُقرِياً في الليلِ أضيافي
قَوْمٌ أتونيّ لا يَبغونَ غيرَ قِرى / جمعاً كبيراً بأفراسٍ وأسيافِ
فَمِتُّ منْ خَجَلٍ مِنْهُمْ وَبِتُّ بِهمْ / حَيرانَ ما بينَ خبازٍ وَعَلاَّفِ
وَعُدْتُ أُظهِرُ أَعذاراً مُلَفّقةً / وَفيهِمُ كُلُّ شَتّامٍ وَقَذِّافِ
وَقلتُ دونَكُمُ شَمَّ النّسيمِ على / هذا الفضاءِ وماءً بارداً صافي
ناموا إذا شِئتمُ أو فاسهروا لتَرَوا / أشجار حورٍ على خَورٍ وَصَفْصافِ
فقالَ لي مِنهُمُ شيخٌ أخو بَلَه / كأنَّ في وَجْههِ حانوتَ نَدّافِ
يحتاجُ بيتُكُمُ والفارُ يَهْجُرُهُ / أشياءَ لا بُدَّ منها غيرَ كتّاف
فَكانَ في منزلِي أَضعافُ ما ابتهلوا / منَ الدُّعاءِ لَكُم منْ سَب أسلافي
أخوكَ هذا بديعٌ
أخوكَ هذا بديعٌ / مجاوزٌ كُلَّ وَصْف
لأَنّهُ أخُ أَخِّ / وَغَيْرُهُ أخُ نفِّ
يا عينُ جودي بِدَمعٍ منك مُنْسَجم / وابكي على فقدِ أكديشٍ لنا هَرِمِ
قضى لهُ الجوعُ أنْ يُقضى بلا سَبَبٍ / سواهُ لا مِنْ أذى داءٍ ولا أَلَمِ
ما زالَ يَستافُ زِبلاً إذْ يروثُ إلى / أنْ ماتَ من علّةِ الأمغاصِ والخَشَمِ
كم وقعةٍ لي عليهِ في الغزاةِ وَكَمْ / جَفَلْتُ من جَفلَةٍ كالنّوم في الحُلُمِ
يرجو الفِرارَ سِوى من كان راكِبُهُ / في الحَرْبِ فَهْوَ شَهيدٌ غيرُ مُنْهَزِمِ
قد كانَ عَوني على ضَعْفٍ بهِ زَمَناً / حتّى غدا زَمِناً بالوَيْلِ ثمَّ عَمي
وصارَ في عَرْصَةِ الإسطبلِ تُبصِرُهُ / كالخُلد يَبْحَثُ في الأَزبال والاكَمِ
وماتَ في آخرِ التّسعينَ ذا هَرَمِ / وذا خنان وذا مَغْلٍ وذا صَمَم
فَبِتُّ أَبكي لأَيّامٍ لنا سَلَفَتْ / لِحِفظِ عَهْدي وما بالعَهْدِ من قِدَم
إنَّ الرفيقَ لَيَبْكي للرَّفيقِ وَقَدْ / قالوا المعارفُ بينَ النّاس كالذِّمَمِ