المجموع : 5
إِذا جَمادى مَنَعَت قِطرَها
إِذا جَمادى مَنَعَت قِطرَها / زانَ جَناني عَطنٌ مُغضَفِ
مُعرَورِفٌ أَسبَلَ جُبَّارَهُ / أَسوَدُ كَالغابَةِ مُغدَودِفِ
يَزخَرُ في أَقطارِهِ مُغدِقٌ / بِجَما فَتيِهِ الشوعَ وَالغِريَفِ
أَلاّ يا لَهفَ نَفسي أَيَّ لَهفٍ
أَلاّ يا لَهفَ نَفسي أَيَّ لَهفٍ / عَلى أَهلِ الفَقارَةِ أَيَّ لَهفِ
مَضَوا قَصدَ السَبيلِ وَخلَّفوني / إِلى خَلَفٍ مِنَ الإِبرامِ خَلفِ
سُدىً لا يَكتَفونَ وَلا أَراهُم / يُطيعونَ اِمرَءاً إِن كانَ يَكفي
يا مالُ وَالسَيِّدُ المُعَمَّمُ قَد
يا مالُ وَالسَيِّدُ المُعَمَّمُ قَد / يُبطِرُهُ بَعضُ رَأيِهِ السَرِفُ
خالَفتَ في الرَأيِ كُلَّ ذي فَخَرٍ / وَالحَقُّ يا مالُ غَيرُ ما تَصِفُ
لا يَرفَعُ العَبدُ فَوقَ سُنَّتِهِ / وَالحَقُّ يوفى بِهِ وَيُعتَرَفُ
إِنَّ بُحَيراً عَبدٌ لِغَيرِكُمُ / يا مالُ وَالحَقُّ عِندَهُ فَقِفوا
أوتيتُ فيهِ الوَفاءَ مُعتَرِفاً / بِالحَقِّ فيهِ لَكُم فَلاتَكِفوا
نَحنُ بِما عِندِنا وَأَنتَ بِما / عِندَكَ راضٍ وَالرَأيُ مُختَلِفُ
نَحنُ المَكيثونَ حَيثُ يَحمَدُنا ال / مُكثُ وَنَحنُ المَصالِتُ الأُنُفُ
وَالحافِظو عَورَةِ العَشيرَةِ لا / يَأتيهُمُ مِن وَرائِهِم وَكَفُ
وَاللَهُ لا يَزدَهي كَتيبَتَنا / أُسدُ عَرينٍ مَقيلُها غُرَفُ
إِذا مَشَينا في الفارِسِيِّ كَما / تَمشي جِمالٌ مَصاعِبٌ قُطُفُ
نَمشي إِلى المَوتِ مِن حَفائِظِنا / مَشياً ذَريعاً وَهُكمُنا نَصَفُ
إِنَّ سَميراً أَبَت عَشيرَتُهُ / أَن يَعرِفوا فَوقَ مابِهِ نَطِفوا
أَو تَصدُرِ الخَيلُ وَهيَ حامِلَةٌ / تَحتَ صُواها جَماجِمٌ جُفُفُ
أَو تَجرَعوا الغَيظَ مابَدا لَكُمُ / فَهارِشوا الحَربَ حَيثُ تَنصَرِفُ
إِنّي لَأُنمى إِذا اِنتَمَيتُ إِلى / غُرٍّ كِرامٍ وَقَومُنا شَرَفُ
بيضٌ جِعادٌ كَأَنَّ أَعيُنَهُم / يُكحِلُها في المَلاحِمِ السَدَفُ
أَرَسمَ دِيارٍ بِالسِتارَينِ تَعرِفُ
أَرَسمَ دِيارٍ بِالسِتارَينِ تَعرِفُ / عَفَتها شَمالٌ ذاتُ نيرَينِ حَرجَفُ
مُبَكِّرَةٌ لِلدارِ أَيما ثُمامُها / فَيَبقى وَأَيما عَن حَصاها فَتَقرِفُ
حَرونٌ عَلى الأَطلالِ مِن كُلِّ صَيفَةٍ / وَفَقّا عَلَيها ذو عَثانينَ أَكلَفُ
إِذا حَنَّ سُلّافُ الرَبيعِ أَمامَها / وَراحَت رَواياهُ عَلى الأَرضِ تَرجُفُ
فَلَم تَدَعِ الأَرواحُ وَالماءُ وَالبِلى / مِنَ الدارِ إِلّا مايَشوقُ وَيَشعَفُ
رُسوماً كَآياتِ الكِتابِ مُبينَةٍ / بِها لِلحَزينِ الصَبِّ مَبكى وَمَوقِفُ
وَقَفتُ بِها وَالدَمعُ يَجري حَبابَهُ / عَلى النَحرِ حَتّى كادَتِ الشَمسُ تُكسَفُ
تَذَكَّرتَ أَيّاماً تَسَلَّفتُ لينَها / عَلى لِذَّةٍ لَو يُرجَعُ المُتَسَلَّفُ
كَأَنَّكَ لَم تَعهَد بِها الحَيَّ جيرَةً / جَميعَ الهَوى في عَيشِهِ ماتُصَرِّفُ
إِذِ الناسُ ناسٌ وَالبِلادُ بِغِرَّةٍ / وَأَنتَ بِها صَبُّ القَرينَةِ مولِفُ
وَقَد كانَ في الهِجرانِ لَو كُنتَ ناسِياً / رَميمَ وَهَل يُنسى رَبيعٌ وَصَيَّفُ
وَلَم تُنسِني الأَيّامُ وَالبَغيُ بَينَنا / رَميمُ وَلا قَذفُ النَوى حينَ تَقذِفُ
وَلَم يَحلُ في عَيني بَديلٌ مَكانَها / وَلَم يَلتَبِس بي حَبلُ مَن يَتَعَطَّفُ
وَقَد حَلَفَت وَالسِترُ بَيني وَبَينَها / بِرَبِّ حَجيجٍ قَد أَهَلّوا وَعَرَّفوا
عَلى ضُمَّرٍ في الميسِ يَنفُخنَ في البُرى / إِذا شابَكَت أَنيابُها اللَجنَ تَصرِفِ
لَقَد مَسَّني مِنكِ الجَوى غَيرَ أَنَّني / أَخافُ كَما يَخشى عَلى ذاكَ أَحِلفُ
وَكانَ صُدودٌ بَعدَ ناءَبطَنَ الهَوى / قُلوباً فَكادَت لِلَّذي كانَ تُجنَفُ
كَتَركِ الأَميمِ الهائِمِ الماءَ بَعدَما / تَنَحّى بِكَفَّيهِ يَسوفُ وَيَغرِفُ
وَداوِيَّةٌ لايَأمَنُ الرَكبُ جَوزَها / بِها صارِخاتُ الهامِ وَالبومِ يَهتِفُ
دَعاني بِها داعي رَميمٍ وَبَينَنا / بَهيمُ الحَواشي ذو أَهاويلِ أَغضَفُ
تَقَحَّمتُ لَيلَ العيسِ وَهيَ رَذِيَّةٌ / وَكَلَّفتُ أَصحابي الوَجيفَ فَأَوجَفوا
لِنِخبِرَ عَنها أَو نَرى سَروَ أَرضِها / وَقَد يُتعِبُ الرَكبَ المُحِبُّ المُكَلَّفُ
وَلَو لَم تَمِل بِالعيسِ مَعوِيَّةُ العُرى / لَمالَ بِها أَيكٌ أَثيثٌ وَغَريفُ
وَمَكنونَةٌ سودُ المَجاثِمِ لَم يَزَل / يُهَيِّرَها لِلعَيكَتَينِ التَلَهُّفِ
وَما العَيشُ إِلّا في ثَلاثٍ هِيَ المُنى / فَمَن نالَها مِن بَعدُ لا يَتَخَوَّفُ
صِحابَةُ فِتيانٍ عَلى ناعِجِيَّةٍ / مَناسِمُها بِالأَمعَزِ المَحلِ تَرعُفُ
وَكَأسٌ بِأَيدي الساقِيَينِ رَوِيَّةٌ / يُمِدّانِ راوُقيهِما حينَ تُنزَفُ
وَرَبَّةُ خِدرٍ يَنفُحُ المِسكَ جَيبُها / تَضَوَّعَ رَيّاها بِهِ حينَ تَصدِفُ
إِذا سُلِبَت فَوقَ الحَشِيّاتِ أَشرَقَت / كَما أَشرَقَ الدِعصَ الهِجانُ المُصَيَّفُ
يا مالَ لا تَلتَمِس ظُلامَتَنا
يا مالَ لا تَلتَمِس ظُلامَتَنا / فَإِنَّنا مالِ مَعشَرٍ أُنُفُ
إِنَّ كُعَيباً عَبدٌ لِغَيرِكُم / وَالحَقُّ فيهِ لِأَمرِكُم نَصَفُ
قَد سَلَكوا في سَبيلِهِ وَضَحَ ال / قَصدِ وَفيكُم غَيرُ قَصدِهِ جَنَفُ