المجموع : 9
همُ الملوك ذوو بأْسٍ ومكرمةٍ
همُ الملوك ذوو بأْسٍ ومكرمةٍ / إنْ سالوا أَمنوا أو حاربوا خيفوا
أَغناهمُ القدسُ عن قولِ الورى فتحتْ / عكا وصيدا وبيروتُ وأَرسوفُ
جيشُ الفرنجِ إذا لاقى سوابقَهم / كأَنَّهُ جبلٌ بالرِّيحِ منسوفُ
مغرمُ القلبِ مدنفُ
مغرمُ القلبِ مدنفُ / وجدُهُ ليس يوصفُ
وَعَدُونا وأَخلفوا / وَوَفَينا ولم يَفُوا
أَنا ضيفٌ بربعكمْ / أينَ أينَ المضيِّف
أَنكرتْني معارفي / ماتَ مَنْ كنتُ أَعرفُ
ما بعدَ يومكَ للمعنَّى المُدْنفِ
ما بعدَ يومكَ للمعنَّى المُدْنفِ / غيرُ العويلِ وحسرةِ المتأسّفِ
ما أَجرأَ الحدثانِ كيف سطا على ال / أَسدِ المخوفِ سطا ولم يتخوَّفِ
من ذا رأَى الأسَدَ الهصورَ فريسةً / أَم أَبصرَ الصبحَ المنيرَ وقد خَفي
من ثابتُ دون الكُماةِ سواه إنْ / زلّتْ بهم أَقدامُهم في الموقفِ
ما كان أَسنى البدءَ لو لم يستتر / ما كان أَبهى الشمسَ لو لم تكسفِ
ما كنتُ أَخشى أَن تُلم ملمةٌ / يوماًن وأَنتَ لكربها لم تكشفِ
أيامُ عمرِكَ لم تزلْ مقسومةً / للّهِ بينَ تعبُّدٍ وتعرُّفِ
مُتهجِّداً لعبادةٍ أَو تالياً / من آيةٍ أَو ناظراً في مصحفِ
فُجِعَ النَّدا والبأسُ منك بحاتمٍ / وبحيدرٍ والحلمُ منك بأَحنفِ
بالملكِ فُزتَ وحُزْنَهُ عن قُدرةٍ / ومضيتَ عنه بسيرةِ المتعفِّفِ
ووُصفتَ يا أَسداً لدين محمدٍ / مدحاً بما مَلكٌ بهِ لم يُوصَفِ
وقفوتَ آثارَ الشّريعةِ كلّها / وقد اهتدى من للشريعةِ يقتفي
أأنِفْتَ من دنياكَ حين عَرَفْتَها / فلويتَ وجهَ العارفِ المتنكفِ
يا ناصرَ الدِّين استعذْ بتصَبُّرٍ / مُدْنٍ إلى مرضاةِ ربٍ مزلفِ
وتَعَزّ نجمَ الدِّين عنه مُهنّأً / أَبدَ الزَّمانِ بمُلْكِ مصرَ ويوسفِ
لا تستطيعُ سوى الدَّعاءِ فكلُّنا / إلاّ بما في الوسعِ غيرُ مُكلّفِ
هي كُتبي فليس تصلحُ من بع
هي كُتبي فليس تصلحُ من بع / دي لغيرِ العطّارِ والإسكافي
هي إمّا مزاوِدٌ للعقاقي / رِ وإمّا بطائنٌ للخفافِ
يا مُهدياً فقَراً جلّتْ قلائدُها
يا مُهدياً فقَراً جلّتْ قلائدُها / عن وصفِ مُطْرٍ لها أو رَصفِ رَصافِ
ومن فضائله عن حَصْرها حَصرتْ / في العصرِ أَلْسُنُ مُدّاحٍ ووُصّافِ
رِواقُهُ في العُلى ضافٍ ومورِدهُ / في الفضلِ للمُرتجي إفضاله ضافِ
ترومُ منّيَ إنصافاً وهل عَرَفَتْ / خلائقي غير إحسانٍ وإنصافِ
فديتكَ من ظالمٍ منصفِ
فديتكَ من ظالمٍ منصفِ / وناهيكَ من باخلٍ مُسْعفِ
بلقياكَ يُشفى سقامي الممضُّ / ولكن بسفكِ دمي تشتفي
وتخلفُ وعدَكَ لي بالوصال / حنانيكَ من واعدٍ مُخلفِ
وتستحسنُ الغدرَ طبعاً ومَنْ / وَفَى من ذوي الحُسنِ حتى تفي
أَمثْلكَ كلُّ حبيبٍ جفا / ومثليَ كلُّ حبيبٍ جُفي
أَيا ليِّنَ العطفِ قاسي الفؤادِ / بعيشكَ باللّهِ لنْ واعطفِ
فما تركَ الوجدُ لي مُسْكَةً / ولا منَّةً ليَ لمْ تَضْعُفِ
تلافَ قصدُّكَ لي متلفٌ / فؤادي من الأَسفِ المتلفِ
وإن كنتَ لابدَّ لي قاتلاً / بما صنعَ الوجدُ بي فاكتفِ
تناهيتَ في قتلتي عامداً / فحيثُ انتهيتَ بقتلي قفِ
ثناياكَ بُرئيَ في رَشْفها / وقد طالَ سُقمي ولم أَرشُفِ
أَنجو ومن قدَّك السّمهريِّ / لحَيْني وفي جفنكَ المَشْرَفي
أَيا مسرفاً في عذابي اقتصدْ / أَعيذكَ من شَطَطِ المُسرفِ
نحوليَ من خصرِكَ النّاحلِ / السّقيمِ كعاشقكَ المُدْنَففِ
ومن سُقمِ لحظكَ ذاكَ المريضِ / شفائي وأُشفى أَنا لو شُفي
على خَطْفِ قلبي يحل الشّبا / كَ عقدُ وشاحكَ في مُخْطَفِ
أَنا المستهامُ بذاكَ القوام / وذاكَ الموشّحِ والمعْطَفِ
وذاك المقبّلِ والمبسمِ ال / مفدَّى المقدَّمِ والقرقفِ
بخدِّكَ من وَهَجٍ شعلةٌ / أَحاطتْ بقلبي فما تنطقي
فإنْ تُخْفِ ألحاظُكَ القاتلاتُ / دمي فبخديّكَ ما يختفي
غدا عاذلي عاذراً مذْ رأَى / عذاركَ كالقمرِ الأَكلفِ
وقال أَرى خدَّه مرهفاً / ولا عيبَ في خَصْرِه المُرهفِ
أَقاحٍ وآسٌ ووردٌ لها اج / ماعٌ على غُصن أَهيف
ترفّقْ رفيقي فليستْ الذي / يعنِّفُ في الحبِّ لم يَعْنُفِ
عرامٌ عرا وزمانٌ عَدا / فهل ظالمٌ منهما منصفي
زمانٌ خلا من جميلٍ فليس / لغير ذوي نقصهِ يَصْطفي
جنى ظلمةَ الفضلِ حظي المنيرُ / ولولا سنا الشَّمسِ لم تُكْسَفِ
ويا ليتَ دهري إذا لم يكنْ / بسؤليَ يُسْعفُ لم يَعْسُفِ
أَيبلغُ دهريَ قصدي وقد / قصدتُ بمصرَ ذُرَى يوسفِ
ويوسفُ مصر بغيرِ التُّقى / وبذلُ الصَّنائع لم يوصفِ
فَسرْ وافتحِ القدسَ واسفكْ بهِ / دماءً متى تجرها ينظفِ
وأهدِ إلى الأَسْبار البتار / وهُدّ السُّقوفَ على الأسقفِ
وخلِّصْ من الكفرِ تلكَ البلادَ / يُخلِّصُكَ اللّهُ في الموقفِ
القلب كما عهدتم ذو لهف
القلب كما عهدتم ذو لهف / والجسم كما عهدتم ذو دنفِ
ما أَعلم مقصودكم من تلفي / من بعدكمُ يا أسفي يا أسفي
إنَّ الخطوبَ على عداكَ مخوفُها
إنَّ الخطوبَ على عداكَ مخوفُها / وكذا الليالي سالمتكَ صُروفُها
وقضى القضاءُ برتبةٍ لكَ في العُلى / شمّاءَ لم يُفْرَعْ إليكَ مُنيفُها
وأَتتكَ أَقدارُ السّماءِ أَتتكَ من / خيراتها أَنواعُها وصُنوفُها
وتحمّلي ريحَ الشمالِ تحيّةً / عنِّي حَكاكِ رقيقُها ولطيفُها
ليَعُودَ في ريح الجَنُوبِ جوابُها / إن كان يحتملُ القويَّ ضعيفُها
وصفِ الحسينَ تجدْ وراه محاسناً / يا صاحِ يُكْرَمُ ضيفُها ومُضيفُها
مَنْ هَمُّهُ في المكرماتِ حريصُها / مَنْ نفسُهُ في المخزياتِ عَيُوفُها
وإذا حوى عشراتِ آدابٍ فتىً / فله على رُغْمِ الحسودِ أُلُوفُها
كن يا ابنَ حرّازٍ لودِّي مُحرِزاً / لك في العهودِ تَليدُها وطريفُها
أَنا أَحنفٌ في الحلمِ عن أَمثالهم / وشريعتي ما عشتُ فيه حنيفُها
لي همّةٌ تأْبى الدَّنايا قد سمتْ / وأَعزَّ نفسي بأسُها وعُزوفُها
ولكم عراني حادثٌ ثم انجلى / عنِّي كما يعرو البدورَ خُسوفُها
أَهدى السّقامَ إلى النّحافةِ بُعْدُكم / والسُّمرُ يُحسَدُ في الطِّعانِ نحيفُها
ماذا تَسُرُّ ولايةٌ عُمّالُها / في ذلّة وعزيزُها مصروفُها
في الحظِ منصرَفٌ حكى مُتصرِّفاً / هي لفظةٌ وبنقطةٍ تصحيفُها
يروقُني في المها مُهَفْهَفُها
يروقُني في المها مُهَفْهَفُها / ومن قدودِ الحسانِ أَهيفُها
ومن عيون الظِّباءِ أَفترُها / ومن خصورِ الملاحِ أَنحفُها
ما سقمي غيرُ سُقمِ أَعْيُنها / ثم شِفائي الشِّفاهُ أَرشُفُها
يُسْكرني قَرقفٌ يشعشعُها / لحظُ الطَّلا لا الطِّلا وقرقفُها
يا ضعفَ قلبي من أَعينٍ نُجلٍ / أقتلها بالقلوبِ أضْعَفُها
ومن عذارٍ كأَنّه حَلقٌ / واحكَمَ في سروهِ مُضعِّفُها
ومن خدودِ حُمرٍ مورَّدةٍ / أَدومُها للحياءِ أَطرَفُها
في سلبِ لُبِّي تلطّفتْ فأَتى / نحوي بخطِّ الصِّبا مُلطِّفُها
يا منكراً من هوىً بُليتُ بهِ / علاقةً ما يكادُ يَعْرِفُها
دَعْ سرَّ وجدي فما أَبوحُ به / وخلِّ حالي فلستُ أَكشفُها
واصرفْ كؤوسَ الملامِ عن فئةٍ / عن شرعةِ الحبِّ لستَ تصرفُها
من شُرَفِ الحبِّ حلَّ في مُهَجٍ / أَقْبَلُها للغرامِ أَشْرَفُها
لا يستطيبُ السُّلوَّ مُغرمُها / ولا يلذُّ الشّفاءَ مُدْنَفُها
فالقلبُ في لوعةٍ أُعالجُها / والعينُ في عبرةٍ أُكفكفُها
كأنَّ قلبي وحُبَّ مالكهِ / مصْرٌ وفيها المليكُ يوسفُها
هذا بسلبِ الفؤادِ يظلمني / وهو بقتلِ الأَعداءِ يُنصفُها
الملكُ النّاصرُ الذي أَبداً / بعزِّ سلطانهِ يُشرِّفُها
قامَ بأَحوالها يُدبرها / حسناً وأَثقالها يُخفِّفُها
بعدلهِ والصّلاحِ يعمرُها / وبالنَّدى والجميل يكنفُها
من دنسِ الغادرين يَرْحَضُها / ومن خباثِ العدا يُنظِّفها
وإنَّ مصراً بملكِ يوسفها / جنّةُ خُلْدٍ يروقُ زُخرفُها
وإنّه في السَّماحِ حاتمها / وإنّهُ في الوقارِ أَحْنَفُها
كم آملٍ بالنّدى يُحقِّقُهُ / ومنيَّةٍ بالنَّجاحِ يُسعفُها
وليس يُوليك وَعْدَ عارفةٍ / إلاّ وعندَ النِّجازِ يُضعفُها
حكّمَ في مالهِ العُفاةَ فما / يَنْفُذُ فيه إلاّ تصرَّفُها
وإنَّ شَمْلَ اللُّها يُفَرِّقُهُ / لمكرماتٍ له يُؤلِّفُها
ذو شرفٍ مكرماتُهُ سَرَفُ / ويستحقُّ الثّناءَ مُسرِفُها
وعزمةٍ بالهدى تكفّلَها / وهمةٍ للعلى تَكلُّفُها
يوسف مصرَ التي ملاحمُها / جاءَتْ بأَوصافهِ تعرِّفُها
كُتْبُ التّواريخِ لا يُزيِّنُها / إلاّ بأَوصافهِ تُعرِّفُها
ومَنْ يميرُ العُفاةَ في سنةٍ / أَسمنُها للجذوبِ أَعجفُها
آياتُ دين الإلهِ ظاهرةٌ / فيكَ ويُثني عليكَ مُصْحَفُها
كم جحفلٍ بالعراءِ ذي لجبٍ / بالصّفِّ منه يضيفُ صَفْصَفُها
كالبحرِ طامي العُبابِ لاعبةٌ / بموجهِ للرِّياحِ أَعْصَفُها
كتيبةٌ منتضىً مهنّدُها / إلى الرَّدَى مُشْرَعٌ مُثقّفُها
غادَرْتَها للنسورِ مأكَلَةً / حيثُ بأَشلائها تُضيفِّها
منتصفاً من رؤوسِ طاعنةٍ / بباتراتِ الظُّبى تُنصفِّها
وحُطتَ دمياطَ إذْ أَحاطَ بها / مَنْ برجومِ البلاءِ يَقْذِفُها
لاقتْ غواةُ الفرنج خيبتَها / فزادَ من حسرةٍ تأسُّفُها
فرَّ فريرِيُّها وأَزعجها / نداء داويِّها تلهفُها
يمطرُ مطرانُها العذابَ كما / يُردَى بهدِّ السُّقوفِ أَسقُفُها
تكسرُ صلبانَها وتنكسُها / لقصمِ أَصْلابها وتَقصفها
أوردتَ قلبَ القلوب أَرشيةً / من القنا للدَّماءِ تنزفُها
وليتها سفكها معاملُها / عاملُها والسّنانُ مُشرفُها
تعسّفَتْ نحوكَ الطّريقَ فما / أَجدى سوى هُلكها تَعسُّفُها
وحسبها في العمى تهافتُها / بل لسهامِ الرَّدى تهدُّفُها
يُمضي لكَ اللّهُ في قتالهمُ / عزيمةً للجهادِ تُرهفُها
إن أظلمتْ سُدْفَةٌ أَنَرْتَ لها / أَبهى ليالي البدورِ مُسدفُها
بشائرُ الدِّين في إزالته / مواعد اللّهِ ليس يُخلفُها
أَدركتَ ما أَعجزَ الملوكَ وقد / باتَ إلى بعضهِ تَشوُّفُها
جاوزتَ غاياتِ كلِّ منقبةٍ / يعزُّ إلاَّ عليكَ موقفُها
وإنَّ طُرْقَ العلاءِ واضحةٌ / آمنُها في السُّلوكِ أَخوفُها
صلاح دينِ الهدى لقد سَعدَتْ / مملكةٌ بالصّلاحِ تُتحفُها
عندي بشكرِ النُّعمى ثمارُ يدٍ / زاكيةُ الغرسِ أَنتَ تَقطفُها
فاقبلْ نقوداً من الفضائلِ لا / يصابُ إلاَّ لديكَ مَصْرَفُها
أَصدافُ دُرِّي إليكَ أَحملُها / وعن جميعِ الملوكِ أَصدِفُها
إنْ لم تُصخْ لي فهذه دُرري / لأَيِّ مَسلكٍ سواكَ أَرصفُها
وهل لآمالنا سوى مَسلكٍ / ينقدُها برَّهُ ويُسْلفُها
دنيا من الفضلِ قد خَلَتْ وبدا / للنقص في أَهلهِ تَعيفُّهُا
وهل يروحُ الرَّجاءُ في نَفَرٍ / كلهُمُ في العُلى مُزَيّفُها
وقد عطفتْ لي فضائلي ووفتْ / لكنْ حظوظي أَعيا تعطُّفُها
وفضليَ الشّمسُ في مطالعها / لكنَّ جهلَ الزَّمانِ يكسفُها
قد أَعربتْ فيكَ بالثَّنا كلمي / وحاسدي ضَلّةً يُحرِّفُها
أَسدى لنا شيركوه عارفةً / يوسفُ من بعدهما سيخلفُها
أَنتَ قمينٌ بكلِّ تالدة / إنّكَ يا ابنَ الكرامِ تُطرِفُها