القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 17
يا دهر ما أَقساك مِن مُتَلَوّنٍ
يا دهر ما أَقساك مِن مُتَلَوّنٍ / في حالَتَيك وما أَقلَّك مُنْصِفا
أتروح للنِّكْسِ الجهولِ مُسَاعِداً / وعلى اللّبيب الحُرِّ سَيْفاً مُرْهَفا
وإذا صَفوْتَ كَدِرت شيمةَ باخِلٍ / وإذا وفَيتَ نَقَضْتَ أَسباب الوفا
لا أرتضيك ولو صَفَوْتَ لأنِني / أَدرِي بأَنك لا تدوم على الصّفا
زمن إذا أَعطى استرَّ عطاءَه / وإذا استقام بَدَا لَهُ فَتَحرّفا
ما قام خَيْرُك يا زمانُ بشَرِّه / أَوْلَى بنا ما قلّ منك وما كفى
يا غزالاً إذا شَكَوْ
يا غزالاً إذا شَكَوْ / تُ إليه تَصَلّفا
وإذا رُمْتُ وصلَه / صَدَّ عنّي وسَوَّفا
وهو من بَعْدِ ذا يَسُلْ / لُ بعَيْنيه مُرْهفا
ليته جاد لِي الغَدا / ةَ بوعدٍ وأَخْلَفا
ما محا الذنبَ عن ذوي الاقترافِ
ما محا الذنبَ عن ذوي الاقترافِ / قَطُّ كالاعتذار والاِعترافِ
قد قبِلْنا اعتذارَك المحضَ لمّا / جِئْتَ مُسْتَجْدِياً لعَفْوٍ معافِ
وصَفَحْنا عن زَلَّةٍ لم تكنْ مِن / كَ مُراداً ولا أَتَت عن خِلافِ
إن عِلمِي بمحض وُدِّك مُغْنٍ / لك عِندي عن اعتِذارك كافِ
غَيرَ أَن اللبِيبَ من لم يَنَمْ عن / شُبُهاتِ الأُمورِ والاختلاف
حُكْمُ من قَدَّم النباهةَ أن يَغْ / دو برأْيٍ جَزْلٍ وفِكرٍ صافِ
لو أتى الذنْبُ منك في غيرِ سهوٍ / لقبِلنا الإنصاف والانتصافِ
قد علمنا بأنّك المخلِصُ الحا / فظ لِلغيبِ والولِيُّ المصافي
لك عندي فقَرَّ عينا من المُكْ / نَة ما لا تُحْصِيه مِنّي القوافي
ليس نصرِي لك الغداةَ بِنَاءٍ / عنك منّي ولا حِفاظِي بعافِ
كم سَقَينا عِداك عِنْدَ الإمام ال / عَدْلِ إذ فَنَّدُوا بِسُمّ ذعافِ
وكَسَوْنا رِيشاً جناحَيْك لمّا / عِريا مِن قوادمٍ وخوافِ
وأَنا في الجميلِ عنك لنفسِي / شاكرٌ حامدٌ وجازٍ مُكافِ
إنّني ناظرٌ إليك بعَيْنَيْ / مَنْ صَفَا وُدُّهُ صفاءَ السُّلافِ
ومُراعٍ لحُسْنِ حالك حتّى / لا أرى غَرْسَها سريعَ الجفافِ
يا رَبّ إن واخذته بتَلهُّفي
يا رَبّ إن واخذته بتَلهُّفي / وأَدَلْتَ مِنه للمشوقِ المُدْنَفِ
رَقَّتْ له النفسُ التي قَطَع الأسى / أنفاسَها فِيه ولم يَتَعطّفِ
يا ربّ سلِّمه ومُنَّ بِرَدِّه / واغْفِرْ له عقْبَى يمينِ المُصْحَف
إني لأعذِره وإِن لم يُبْقِ لي / صَبْراً وأُنْصِفُه وإنْ لَمْ يُنْصِفِ
وساقٍ يُدير إلْفهِ
وساقٍ يُدير إلْفهِ / لهِيباً من النار في كفّهِ
عُقاراً كخدَّيْه مُحْمَرُّها / وإسكارُها كَظُبا طَرْفِهِ
تَحَمَّلْتُ من حُبِّه فَوْقَ ما / تَحَمَّل خَصْراهُ من رِدْفِهِ
وصَيَّرْت نَقلي على كأسِه / شفاءَ شِفاهيَ مِن رَشْفهِ
بَعَثْتُها مِن صِرْف راحٍ قَرْقَف
بَعَثْتُها مِن صِرْف راحٍ قَرْقَف / كأَنها ياقوتَةٌ في شَنَفِ
أو أَرَجٌ في قَدَحٍ مُسْتَطْرف / يَحْلِفُ مَنْ يَشربها بالمصحف
بأنها لو لم تَفُح لم تُعْرف /
وَرَوْضَةٍ أُنُفٍ جاد الغمام لها
وَرَوْضَةٍ أُنُفٍ جاد الغمام لها / بدمعِه فكساها حُلَّةَ التَّرَفِ
يَحُفُّها باِقلاءٌ نَبْتُها خَضِلٌ / شهِيَّةُ المُجْتَنى مَعْشُوقة الهيفِ
تحكي قدودَ العذارَى البيض جاذَبها / أردافُها فانثنت من شِدة الصلفِ
باكَرْتُها بِنَدَامَى كلّهمْ فَهِمٌ / تراضَعوا دِرَّةَ الآدابِ والطُّرف
كأنّ ألفاظَهم ما بينهم تحفٌ / غريبةُ الحسن أو أحلى من التحف
أمّا الصباح فقد بدت راياته
أمّا الصباح فقد بدت راياته / بيضاً وقد هُزِمَ الظّلام الأكلف
فاخلِط صباحَك بالصَّبُحِ فإنه / أَنْفَى لمُنْتَاب الهمومِ وأتلفِ
أَو ما ترى شمسَ النهار ودونَها / من مُسْتَهِلِّ الغَيم سِتْرٌ مُسْجَف
ينجاب عنها تارةً فَيُبِينُها / وتَغيب طَوْراً في دُجاه فتكسَف
فكأنما لبِستْ قَباءً أزرقا / أو مُدَّ من خَزّ عليها مِطْرَف
وبدا لنشر الروض من بعد الندى / ريح كريح المِسك بل هي أشرف
وَرْدٌ حكَى خَجَلَ الخدودِ ونَرْجِسٌ / يحكي العيونَ بأَعْينُ ما تَطْرِف
فعيونُ ذاك بعسجدٍ مكحولٌ / وخدودُ ذا من عَنْدَمٍ تَتَغَلّف
فكأنما نَثَرَتْ عليه لونَها / راحٌ على راحاتنا تَتَصرف
فاشربْ فقد لَؤُمَ الزمانُ وقُطِّعَت / عُقَدُ الوفاءِ به وقلّ المنصف
ولقد نهضتُ بعزمةٍ ما تَنثَني / عمّا أريد وفَتْكةٍ ما تَضْعفُ
فإذا الخطوبُ إذا مضت لا تَرْعَوي / وإذا قَضَتْ بقَضِيةٍ لا تُخلف
فصبَرتُ للمقدارِ تحت مراده / كيلا يكونَ تأسّفٌ وَتَلَهُّفُ
وعلمت أن لكلّ ريح هَدْأَةً / ولكل جارٍ منْتَهىً وتوقّفُ
هَزَّني للصَّبوحِ صُبْحٌ تَبَدَّى
هَزَّني للصَّبوحِ صُبْحٌ تَبَدَّى / مِن خِلال الدّجى كَغُرَّةِ طِرْف
ونَسِيمٌ مُضَمّخٌ بعَبِير الرْ / روضِ يُحْيي من الخُمارِ ويشفِي
خَذلته القُوَى وحَرّكَهُ الجَوْ / وُ بِلينٍ من الهواءِ ولطف
فهو بَرْدٌ على جَوَى كلِّ قلبٍ / وعبِيرٌ يفوح في كل أَنْفِ
كلّما هبّ هبّ فينا نشاطٌ / وارتياحٌ لكلِّ عَزْفٍ وقَصْفِ
وكأَن الهلال في الغَرْبِ يَحكي / مُتَوَفَّى دعا به المُتَوفِّى
وكأنّ السحابَ إذ نثر القَط / ر محِبّ يبكِي على بَيْن إلف
فاسقياني فقد تكامل حسن ال / يوم يا صاحِبَيَّ في كلِّ وصفِ
وأدِيرا المُدَام صِرْفا وإلاّ / فاسقِياني إن شئتما غَيْرَ صِرفِ
في كؤوسٍ تكاد تُخْطِئها الأع / ين لُطْفا من رِقَّةِ الْمُسْتَشَفِّ
حاملاتٍ من المدامةِ سِراً / دقّ عن حِسِّ كل سمعٍ وطرف
إن تشفِّيت من زماني شفيت الن / نفسَ فيه والله لِي بالتَشفّي
ربَّما اسْتَبْعَد المؤمِّل أمراً / وهو مِن قربِه كأخذٍ بكفِّ
أنا باللهِ واثقٌ وَهْوَ بي أَع / لم منّي بما أُحب وأُخفي
ويلي على من لم يُطِقْ
ويلي على من لم يُطِقْ / خَصْرَاه حَمْلَ روادِفِهْ
وشكَتْ شقائقُ وَجْنَتَيْ / هِ إليه حَمْلَ سوالفه
رَشَأٌ إذا لبِس المطا / رِفِ ذابَ بين مطارِفِهْ
وإذا تضاعف لحظه / فالموت حشو تضاعُفِه
أَدْنَفْتَني مذْ شَكَت ألحاظُك الدّنفا
أَدْنَفْتَني مذْ شَكَت ألحاظُك الدّنفا / وانقدّ خصرُك لِينا وانْثنى هَيَفَا
يا من حكَى الشمسَ وجْهاً والدّجى طُرَراً / وأشبَه الماء لِينا والهوا تَرَفا
ومن حكت مقلتاه الظَّبْيَ مُلْتَفتاً / وأشبهَ الغصنَ تليينا ومُنعَطَفا
كيف اقتضيتَ فؤاداً لم يبت قَنَصاً / وكيف كلَّفت قلباً لم يذب كَلَفا
دمِي دمٌ عَلَوِيّ لا يُطَلُّ فلا / تحاربِ المجد والآدابَ والشرفا
قُطْبُ الورى هاشمٌ فضلاً ومَعْلُوةً / نحن قطبُ أعالي هاشمٍ وكَفَى
آل النبيّ وأبناء الوصِيّ وإخ / وان النجِيّ وسادات الكرام وفا
إن اسم من سمّته أجفانُه
إن اسم من سمّته أجفانُه / ببعض ما فيها من الوصف
ليس بخافٍ عن أخي فطنة / وهل لبدرِ التمّ مِن مُخْفِ
يضاف للشيطان دأبا وإن / أضِيف للحظ وللطّرف
يظهر في تصحيفه نعته / بلا مماراة ولا خلف
حتى إذا نكَّسته نَكْسَ من / يُبْدِل مِنه الحرف بالحرفِ
كان كترخيم اسم من سيّرتْ / بِهِ لنا الأمثال في السُّخف
حاجيتكم ما هُوَ إن كنتُمُ / عِصابةَ الآدابِ والظَرفِ
يا نعمةً أسبغها مُنْعِم
يا نعمةً أسبغها مُنْعِم / على وليّ مخلصٍ مصفِ
مولى يُحاجى عبدَ إفضاله / يروم منه صحةَ الكشف
والسم حقّا قينةٌ وصفها / في الظّبْي والشيطان والظرف
وقينة تصحيفها شدوها / تدعو إلى الآداب والقصف
وهي إذا صحّفت منكوسة / ترخيم ذي حمقٍ وذي سخف
هبنق القيسيّ وهو الذي / كباقلٍ جهلاً بلا خلف
هذا جوابٌ من فَتىً مُفْلسٍ / مُسوٍّف بالمَطْلِ للحُرْفِ
فكيف لو أنجز ميعاده / ذو كرم بالألف والألف
خوّفتُه سلوتي فخافا
خوّفتُه سلوتي فخافا / وأنجز الوعد ثم وافَى
يقود مِن حسنِه جيوشاً / ساكنةً خيلُها الشغافا
يا حبّذا عَتْبُه مُدِلاّ / يَنْثر ألفاظَه الظِرافا
وقد لوى صُدْغَهُ دلالا / وهزّ ألحاظَه الضِعافا
كأنّما الكأسُ في يديه / من خدّه اسْتنبطت نطافا
حتى إذا مالت الثّريّا / تروم في المغرِبِ انصرافا
وخِلت أنّ الصباح بازا / وخِلت أن الدجى غُدافا
ألثمني خدّه شقِيقا / وعلّنِي ريقه سُلافا
ثم انثنى للجبِين سُكْرا / والسكر لا يُحْسِن الخلافا
فلَمْ أزل ألثم التّراقي / والخصرَ والأَنْمل اللطافا
اكتب في جِسمِهِ بخطِّي / نوناً وياءً لها وكافا
هذا على أنني قدِيماً / ما زِلت أستصحِب العفافا
فافتِك وتُب طاعة وغيَّاً / سافاً كذا مرة وسافَا
فلا تكن ناسكاً ثقيلاً / فكَمْ عَفا ربُّنا وعافى
عاتبْ حَبِيبَك مُعْلناً أو مُخْفياً
عاتبْ حَبِيبَك مُعْلناً أو مُخْفياً / واجعل عِتابَك كُلّه استِعطافا
واصبر له وإن استمرّ قطيعةً / فلعلّه يَستحدِث الإنصافا
لا يَعْذُبُ الحبّ الأليمُ عذابه / إلا إذا صدّ الحبيب وجافى
بِبُلْبَيْسَ لاقيتُ وَشْكَ النوى
بِبُلْبَيْسَ لاقيتُ وَشْكَ النوى / فلاقاه عن عجلٍ خَسْفُهُ
ولا جاده الغيث مِن منزلٍ / كأنّ مجالسَه كُنْفُهُ
وحسبك من منزِلٍ موحِشٍ / ثلاثة أخماسِهِ وصفه
بعثت بوردٍ لم يغادر بياضه
بعثت بوردٍ لم يغادر بياضه / بياض ثنايا قد أطلت بها الرشفا
ترشّفتُها من أحورٍ مخطّفِ الحشا / يلوح لنا بدراً ويرن لنا خِشفا
فما زلت أُصفيه وأَمحضه الهوى / ويمحضني فيه الترائب والرشفا
إلى أن بدا الإشراق في فحمة الدجى / ولاح عمود الصبح مخترِطا سيفا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025