المجموع : 5
بِنَفسِيَ مَن يَنتابُني وَيَعودُني
بِنَفسِيَ مَن يَنتابُني وَيَعودُني / وَيَسأَلُ ما بي وَهوَ بِالداءِ عارِفُ
يَعودُ وِسادي وَهوَ جَذلانُ ناعِمٌ / وَيَرجِعُ عَنّي وَهوَ أَسوانُ لاهِفُ
وَمُعتَذِرٍ عَمّا جَنى بِصُدودِهِ / أَتى وَهوَ بَينَ الذَنبِ وَالعُذرِ واقِفُ
يُريدُ اِعتِذاراً وَالحَياءُ يَصُدُّهُ / وَهَل يَنفَعُ العُذرُ الفَتى وَهوَ تَالِفُ
وَهَبتُ عِتابي كُلَّهُ لِجَفائِهِ / وَقَد كانَ عِندي لِلعِتابِ صَحائِفُ
صَحائِفُ عَتبٍ طَيُّها كامِنُ الأَسى / وَعُنوانُها فَيضٌ مِنَ الدَمعِ ذارِفُ
جَوى مِثلُ أَطرافِ الأَسِنَّةِ كُلَّما / تَصَرَّمَ مِنهُ تالِدٌ عادَ طارِفُ
إِذا قُلتُ هَذا حينَ يُؤسى جِراحُهُ / أُعيدَ لَهُ مِن لاعِجِ الحُبِّ قارِفُ
هُوَ الكَلمُ قَد أَعيى الأُساةَ عِلاجُهُ / فَلَيسَ لَهُ إِلّا الحَبيبُ المُساعِفُ
ظُلومٌ لَيسَ يُنصِفُني
ظُلومٌ لَيسَ يُنصِفُني / يُواعِدُني فَيُخلِفُني
يَضِنُّ بِما أُكَلِّفُهُ / وَأَبذُلُ ما يُكَلِّفُني
يَقولُ وَقَد شَكَوتُ إِلَي / هِ ما أَلقى أَتَعرِفُني
فَقُلتُ لَهُ أَأُنكِرُ مَن / يُعَذِّبُني وَيُتلِفُني
مَن مُنصِفي مِن ظَلومٍ صارَ في يَدِهِ
مَن مُنصِفي مِن ظَلومٍ صارَ في يَدِهِ / حُكمي فَأَنكَرَ حَقّي وَهوَ يَعرِفُهُ
وَكَيفَ يَرجو فَلاحاً في حُكومَتِهِ / مَن أَمرُهُ في يَدَيْ مَن لَيسَ يُنصِفُهُ
يُسِيءُ بي عندَ إحساني إليه فلا / شَكوايَ تُجْدي ولا بَلوايَ تُعْطِفُهُ
إني وإياهُ في برّي وجفوتِه / كالشمعِ والنار يُحييهَا وتُتْلِفُهُ
يا من خلائقُهُ لطائفْ
يا من خلائقُهُ لطائفْ / وبباله إلا لطائفْ
هل رغبةٌ لك عندَنا / في الطوطماج مع القطائفْ
تناسخ أرواحنا في الجسوم
تناسخ أرواحنا في الجسوم / طوراً قويا وطورا ضعيفا
ومهما صفا من ظلام الرسوب / طار إلى الجو نورا لطيفا
وبالدور والكون صفو النفوس / ويلزم منها اللطيف الكثيفا
فأحسن بي الظن إني فتحت / عليك من الرمز بابا شريفا