حسبي من المال أَغْرَاهُمْ وَعزَّهُمُ
حسبي من المال أَغْرَاهُمْ وَعزَّهُمُ / علمٌ تتيهُ به الأقلامُ والصُّحُف
والحَزْنُ إلا يكنْ والأمرُ مُسْتَبِهٌ / فيه الغديرُ وفيهُ الروضةُ الأنُفُ
آبَ الوزيرُ فآبتْ كلُّ عارفةٍ / بها ترفُّ ظلالُ الفَخْرِ أو تَرِفُ
الواهبُ الكاعبَ الحسناءَ آنسةً / يُنَافِسُ القُضْبَ في أعطافها الترف
من كلِّ هيفاءَ إلا فضلةٌ ثَقُلَتْ / عن الوِشَاحِ فلم يَنْهَضْ بها الهَيَف
والسابحَ النَّهْدَ مختالاً براكبهِ / كأنه بِرِدَاءِ الصُّبْحِ مُلْتَحِفُ
كالجِذْعِ شُذِّبَ حتى طالَ ثم هَفَا / ذاك السَّبيب فقلنا إنه سَعَف
يمرُّ كالعارضِ المركومِ مُعْتَرضاً / حيث المنايا غِمَارٌ والمُنَى نُطَف
جذلانَ والدَّمُ في أعْطَافِهِ دُفَعٌ / وثائرُ النَّقْعِ من أرْجَائِه كِسَف
والخيلُ تَمْزَعُ أو تلتفُّ كالحةً / مثلَ الغُصُونِ تَلاقَى ثم تَنْعَطِف
والصارمُ العَضْبُ يَقْضِي المستميتُ به / بَرْقٌ ولكنه للهام مُخْتَطِفُ
يُزْهى به الرمحُ من عُجْبٍ ومن عَجبٍ / أما درى أنه ذو مَلّةٍ طَرِف
يهتزُّ كالغُصْنِ لا من لينِ مُنْعَطَفٍ / تخالهُ أريحيّاً وهو مُلْتَهِف
يشفي من الدَّنَفِ المُضني وَتحْسِبُهُ / مُضْنىً تَخامَلَ حتى شَفَّهُ الدَّنَفُ
والأسمرُ اللدنُ ذا عَشْرٍ وواحدةٍ / بين السبيلين لا عَبْلٌ ولا قَضِفُ
أشدُّ شيءٍ على الأصلاب يَقصِفها / وقد تأَوَّد حتى كاد يضنْقَصِف
كلاَّ بذلتَ ولا مَنٌّ ولا مَذَلٌ / ولا اعتلالٌ ولا ليٌّ ولا جَنَف
تلك العلا وهي آمادٌ مُقَدَّرةٌ / وعَهْدُها بك يُسْتَوفَى ويؤتنفُ
منْ كان أسْلفَ ما أسْلَفْتَ مِنْ كَرَمٍ / ونجدةٍ فَبنُو زُهْرٍ له سَلَف
الغالبون على ما فاتَ غَيرَهُمُ / لا يُسبقُون إلى شيءٍ وإن وَقَفُوا
والمُؤْثِرُونَ على ما حاقَ جارَهُمُ / وإن تكاثرتِ الشَّنْآنُ والشَّنَفُ
قومٌ تُحامي المنايا الحمرُ دونهم / إذا احْتَبَوْا وَتَحامَاهمْ إذا زَحَفُوا
هُضْبُ الإطالةِ فُرْسَانُ المقالةِ / جِنَّانُ البَسَالةِ لا عُزْلٌ ولا كُشُفُ
لا يطمعُ الدهرُ في خِذلانِ مَنْ نصروا / ولا يجوزُ له إنكارُ ما عَرَفوا
وليلةٍ لا يرومُ الصبحُ سَقْطَتَها / وقد تَبَيَّنَ فيها الشيبُ والخَرَف
إذا تخوَّنها النقصانُ من طَرَفٍ / تَخَوَّنَتْهُ بِرَبْعٍ ما له طرف
سريتُها والنجومُ الزهرُ واقفةٌ / كأنها بسوادِ الليلِ تُكْتَنَفُ
حتى بدا الصبحُ مرتاباً وقد بَقِيَتْ / من الدُّجَى لتعلاتِ السُّرى نُتَفُ
أَنخْتُ تحتَ رُواقِ العزِّ تَكْنُفُهُ / ألسادةُ الغُرُّ والمقْوَرَّةُ الشُّيُف
حيث الحِمَى حَرَمٌ والمنتمى كَرَمٌ / والمُلْكُ لا أوَدٌ فيه ولا وَكَف
أَخِلْتَ حُسنَكَ شيئاً لا انتقاصَ له / لا تكذبنَّ فإن الشمسَ تَنْكَسِف
إني لآخذُ من وجدي لموجدتي / والحرُّ يَغْضبُ أحياناً فينتصف
كم من أخٍ رامها مني فَمَانَعَه / صَعْبُ القيادِ إذا جاراك لا يَقِفُ
من بعد ما طالتِ الأيام بي وبه / منهُ الجفاءُ ومني البرُّ واللُّطُفُ
وتارةً يَرْعَوِي حتى أقولُ دنا / به هوىً أو تأتَّى منه مُنْصَرَفُ
حتى إذا اختلفتْ تلك الشؤونُ به / وكلُّ مُتَّفِقٍ يوماً سَيَخْتَلفُ
وليته ذات هجري ثم قلت له / أليوم تعرف ناظر كيف تعترف
من حيثُ شئتَ فْذَرْني إنني زَمِرٌ / وحيثُ شئتَ فَكِلْني إنني حَشَف
بي كُلَّما نابَ خَطْبٌ أو نأَيَ سكنٌ / نَفْسٌ عزَوفٌ وأَنْف كله أَنَف
وهمةٌ كلما أفْضَتْ إلى شرفٍ / طالتْ فعنَّ لها منْ همتها شضرَف