المجموع : 5
لَئِنْ عَدانِي زَمانٌ عَنْ لِقائِكُمُ
لَئِنْ عَدانِي زَمانٌ عَنْ لِقائِكُمُ / لَما عَدانِيَ عَنْ تَذْكارِ ما سَلفَا
وَإِنْ تَعَوِّضَ قَوْمٌ مِنْ أَحِبَّتَهَمْ / فَما تَعَوَّضْتُ إِلاَّ الْوَجْدَ وَالأَسَفا
وَكَيْفَ يَصْرِفُ قَلْباً عَنْ وِدادِكُمُ / مَنْ لا يَرى مَنْكُمُ بُدّاً إِذَا انْصَرَفا
ما حقُّ شَوْقِي أَنْ يُثْنى بِلائِمَةٍ / وَلا لِدَمُعِيَ أَنْ يُنْهى إِذا ذَرَفا
ما وَجْدُ مَنْ فارَقَ الْقَوْمَ الأُلى ظَعَنُوا / كَوَجْدِ مَنْ فَارَقَ الْعَليْاءَ وَالشَّرَفا
لأَغْرَيَنَّ بِذَمِّ الْبَيْنِ بَعْدَكمُ / وَكَيْفَ تَحْمَدُ نَفْسُ التَّالِفِ التَّلَفا
أَمُرُّ بِالرَّوْضِ فِيهِ مِنْكُمُ شَبَهٌ / فَأَغْتَدِيَ بارئاً وَأَنْثَنِي دَنِفا
وَيَخْطِرُ الْغَيْثُ مُنْهَلاًّ فَيَشْغَفُنِي / أَنِّي أَرى فِيهِ مِنْ أَخْلاقِكُمْ طَرَفا
أَعْدَيْتُمُ يا بَنِي عَمَّارَ كُلَّ يَدٍ / بِالجُودِ حتّى كَأَنَّ الْبُخْلَ ما عُرِفا
ما كاَنَ يُعْرَفُ كَيْفَ الْعَدْلُ قَبْلَكُمُ / حَتّى مَلَكْتُمْ فَسِرْتُمْ سِيرَةَ الْخُلَفا
ما أَحْدَثَ الدَّهْرُ عِنْدِي بَعْد فُرْقَتِكُمْ / إِلاَّ وِداداً كَماءِ الْمُزْنِ إِذْ رُشِفا
وَشُرِّداً مِنْ ثَناءٍ لا يُغِبُّكُمُ / مُضَمَّناً مُلَحَ الأَشْعَارِ وَالطٌّرَفا
كَالوَرْدِ نَشْراً وَلكِنْ مِنْ سَجِيَّتِهِ / أَنْ لَيْسَ يَبْرَحُ غَضّاً كُلَّما قُطِفا
مَحامِدٌ لَيْسَ يُبْلِي الدَّهْرُ جِدَّتَها / وَكَيْفَ تَبْلى وَقَدْ أَوْدَعْتُها الصُّحُفا
غُرٌّ إِذا أَنْشِدَتْ كَادَتْ حَلاَوَتُها / تُرْبِي الْقَصائِدَ مِنْ أَبْكارِها نُتفَا
يَغْنى بِها الْمَجْدُ عَنْ عَدْلٍ عَلَيَّ وَمَنْ / يَبْغِي الشُّهُودَ عَلَى مَنْ جاءَ مُعْتَرِفا
ما أَنْتُمُ بِالنَّدى إِذْ كَانَ دِينَكُمُ / أَشَدُّ مِنِّي عَلَى بُعْدِي بِكُمْ شَغَفَا
مَنْ راكِبٌ وَاصِفٌ شَوْقِي إِلى مَلِكٍ / لا يَخْجَلُ الرَّوْضُ إِلاَّ كُلَّما وُصِفَا
يُثْنِي بِحَمْدِ جَلاَلِ الْمُلْكِ عَنْ نِعَمٍ / عِنْدِي بِما رَقَّ مِنْ شُكْرِي لَهُ وَصَفا
قُلْ لِلْهُمامِ رَعى الآمالَ بَعْدَكُمُ / قَوْمٌ فَرُحْتُ أَسُوقُ الْعُرَّ وَالْعُجُفا
إِنْ كانَ يَخْشُنُ لِلأَعْداءِ جانِبُهُ / فَقَدْ يَلِينُ لرِاجِي سَيْبِهِ كَنَفَا
حاشا لِمَنْ حَكَّمَتْ نُعْماكَ هِمَّتَهُ / أَلاَّ يَبِيتَ مِنَ الأَيَّامِ مُنْتَصِفا
كَمْ عَزْمَةًٍ لَكَ فِي الْعَلْياءِ سابِقَةٍ / إِذا جَرى الدَّهْرُ فِي مَيْدانِها وَقَفا
وَبَلْدَةٍ قَدْ حَماها مِنْكَ رَبُّ وَغىً / لا تَسْتَقِيل الرَّدى مِنْهُ إِذا دَلَفَا
إِنْ أَقْلَقَ الْخَطْبُ كَانَتْ مَعْقِلاً حَرَماً / أَوْ الْمَحْلُ طبق كَانَتْ رَوْضَةً أُنُفا
إِنَّ النَّعِيمَ لِباسٌ خَوَّلَتْهُ بِكُمْ / فَدامَ مِنْكُمْ عَلَى أَيَّامِها وَضَفا
إِنْ كُنْتَ غادَرْتَ في دُنْياكَ مِنْ شَرَفٍ / فَزادَكَ اللهُ مِنْ إِحْسانِهِ شَرَفا
يَا بْنَ الْحُسَيْنِ وَأَنْتَ مَنْ غُرِسَ النَّدى
يَا بْنَ الْحُسَيْنِ وَأَنْتَ مَنْ غُرِسَ النَّدى / فِي راحَتَيْهِ فَأَثْمَرَ الْمَعْرُوفا
كَرَماً شُعِفْتَ بِهِ فَشاعَ حَدِيثُهُ / حَتّى اغْتَدى بِكَ ذِكْرُهُ مَشعُوفا
وَلأَنْتَ أَعْرَقُ فِي الْمكَارِمِ مَنْصِباً / مِنْ تَبِيتَ بِغَيْرِها مَوْصُوفاً
وَإِذا الْفتَى كَانَ السَّماحُ حَلِيفَهُ / أَمْسى وَأَصْبَحَ لِلثَّناءِ حَلِيفاً
كَمْ هِزَّةٍ لَكَ وَارْتِياحِ لِلنَّدى / لَوْلاهُ ما كانَ الشَّرِيفُ شَرِيفا
أَفْنَيْتَ مالَكَ فِي اكْتِسابِكَ لِلْعُلى / وَصَحِبْتَ أَيّامَ الزَّمانِ عَزُوفا
ما ضَرَّ دَهْراً غَدْرُهُ بِكِرامِهِ / تَرَكَ الْقَوِيَّ مِنَ الرَّجاءِ ضَعِيفا
أَلاّ يَكونَ عَلَى الأَفاضِلِ أَنْعُماً / وَعَلَى اللِّئامِ حَوادِثاً وَصُرُوفا
صِرْتَ بَيْنَ الصّادَيْنِ يَا بْنَ الْمُجَلِّي
صِرْتَ بَيْنَ الصّادَيْنِ يَا بْنَ الْمُجَلِّي / بَيْنَ صَفْعٍ يُوهِي قَفاكَ وَصَرْفِ
بَعْدَ باءَيْنَ مِنْ بِغُاءٍ وَبَرْدٍ / حِلْفَ ضادَيْنِ فِيكَ وَضُعْفِ
ثُمَّ شِينَيْنِ شُؤْمِ جَدٍّ وَشِعْرٍ / لَمِغِيضٍ فِيهِ يَنابِيعُ كُنْفِ
قِرْنَ عَيْنَيْنِ عُدْمِ عَقْلٍ وَمالٍ / وَعَمىً عاجِلٍ بِوَقْعِ الأَكُفِّ
وَسَتأْتِي الْفاءَانِ فَقْدُكَ بَلْ فَقْ / رُكَ إِثْرَ الْحاءَيْنِ حُرْفٍ وَحَتْفٍ
وَإِذا ما السِّيناتُ حُزْنَكَ يا حُزْ / نَ ذَوِي الصَّرْفِ قُمْتَ مِنْ غَيْرِ خُلْفِ
سَفَهٌ فِي سَفالَةٍ فِي سُقُوطٍ / دائمٍ في سَوادٍ وَجْهٍ وسُخْفِ
لاحَ الْهِلالُ كَما تَعَوَّجَ مُرْهَفا
لاحَ الْهِلالُ كَما تَعَوَّجَ مُرْهَفا / وَالْكَوْكَبانِ فَأَعْجَبا بَلْ أَطْرَفا
مُتَتابِعَيْنِ تَتابُعَ الْكَعْبَيْنِ فِي / رُمْحٍ أُقِيمَ الصَّدْرُ مِنْهُ وَثُقِّفا
فَكَأَنَّهُ وَقَدِ اسْتَقاما فَوْقَهُ / كَفٌّ تُخالِفُ أُكرَتَيْنِ تَلَقُّفا
أَسُومُ الْجِبابَ فَلا خَزَّها
أَسُومُ الْجِبابَ فَلا خَزَّها / أُطِيقُ ابْتِياعاً وَلا صُوفَها
وَكَيْفَ السَّبِيلُ إِلى جُبَّةٍ / لِمَنْ لَيْسَ يَمْلِكُ تَصْحِيفَها
فإن أَمْكَنَتْ بِأَيادِي الْمَكِينِ / فَما زِلْتُ أَعْرِفُ مَعْرُوفَها
وَكَمْ بَرَزَ الرَّوْضُ فِي حُلَّةٍ / تَوَلَّتْ يَدُ الْغَيْثِ تَفْوِيفَها