المجموع : 4
طَنِّبْ قِبَابَكَ هَذَا العِزُّ والشَّرَفُ
طَنِّبْ قِبَابَكَ هَذَا العِزُّ والشَّرَفُ / واصْحَبْ شَبَابَكَ لا شَيْبٌ ولا خَرَفُ
رَيْعَانُ مُلكٍ لِرَيْعَانِ الحَياةِ بهِ / إِقامةٌ ولِماضِي العُمْرِ مُنْصَرَفُ
وَطِيبُ عَصْرٍ جَنَاهُ الغَضُّ مُهْتَصَرا / كَمَا حَلا منْ ثُغُورِ الحُورِ مُرْتَشَفُ
رَقَّتْ وَراقَتْ حَوَاشِيهِ وَغُرّتُهُ / فَلَيْلهُ بالصَّباحِ الطلقِِ مُلْتَحِفُ
أَمَا تَرَى دَوْلةَ الإقْبالِ مُفْبِلَةً / خَصْبٌ وَلا عَجَبٌ عَدْلٌ وَلا جَنَفُ
وحَضْرَةُ السَّعْدِ فِي أبْهَى مَنَاظِرِها / رَاحَتْ بِخِدْمَتِها الأَقْدارُ تَزْدَلِفُ
تُزْهَى بِمَا أَخَذَتْ مِنْ زِينَةٍ صَلَفاً / وَما لِراعِدَةٍ فِي جَوِّها صَلَفُ
كأَنَّ يَحْيَى الرِّضَى آلَتْ إِيالَتُهُ / أنْ يَشْملَ الخلقَ مِنْها الرِّفْقُ واللُّطُفُ
مَلْكُ المُلوكِ الذِي دانَت بِطَاعَتِه / زُلفَى تَقَاصَر عَنْ إِدْرَاكِها الزُّلَفُ
واسْتَشْرَفَتْ طُمَّحاً مِنْ لَثْمِ رَاحَتِهِ / إِلَى أَمَانِي فيها المَجْدُ والشَّرَفُ
مُقِرَّةً بِمَعَالِيهِ التِي بَهَرَتْ / وَالحَقُّ أَبْلَجُ لِلأَلْبَابِ مُنْكَشِفُ
إِمَامُ دينٍ وَدُنْيا قامَ دُونَهُما / والأَرْضُ تُنْقَصُ والأَطوادُ تُنْتَسَفُ
وَشدَّ أَزْرَهُما طَلْقاً أَسِرَّتُهُ / والنَّاسُ قدْ وَهَنُوا طُرّاً وَقَدْ ضَعفُوا
في عَسْكرٍ لَجِبٍ مِنْ معْشَرٍ نُجُبٍ / قاماتُهُمْ كَعَوالِيهم بِها قَضَفُ
لا يَسْلُفونَ سِوَى مَجْدٍ إلَى كَرَمٍ / صِيداً كِراماً أَبُو حَفص لَهُمْ سَلَفُ
عِصابَةٌ تَطْلعُ الأَقْمَارُ إنْ طلَعوا / وَتَدْلَفُ الضَّارِياتُ الغُلْبُ إنْ دَلَفُوا
تَدَارَكَ الأَمْرُ مِنْهُ والأُمورُ سُدىً / جَذْلانُ يَبْسَمُ والأَرْوَاحُ تُخْتَطَفُ
بِمَظْهَر العَالَمِ العُلْوِيِّ مُتَّصِلٌ / وَباتباعِ هُدى المَهْدِيِّ مُتَّصِفُ
لِلحَقِّ مُمْتَعِضٌ في اللَّهِ مُرْتَمِضٌ / بِاللَّهِ مُنْتَصِرٌ للَّهِ مُنْصَرِفُ
وَجْهُ الحَنيفية البَيْضاءِ مُؤْتَلِقٌ / بهِ وشَمْلُ النَّدَى والبَأْسُ مُؤْتَلِفُ
ما بَيْنَ سِيرَتِهِ الحُسْنَى وسَوْرَتِهِ / يُرْجَى وَيُخشَى التلافِي المَحْضُ والتَّلَفُ
مُبارَكٌ عَصْرُه المَيْمُونُ مُعْتَدِلٌ / وَعَن سِوى العَدْلِ والإحسانِ مُنْحَرِفُ
مِنْ جَأشِهِ يَستَمِد الجَيْشُ مُحْتَفِلاً / ثَباتَهُ وَمُتُونُ السُّمرِ تَنْقَصِفُ
وَعَنْ سَعَادَتِهِ تَمْضِي السيوفُ إِذا / كَلَّتْ وتُدْرِكُ شأْوَ السَّابِقِ العُطُفُ
يُمْنُ النَّقِيبَة في أُولَى مَنَاقِبهِ / يَرْمِي فَيُصمِي وَغاياتُ المُنَى هَدَفُ
حَتَّى الرِّياحُ إِذا هَبَّتْ بِأَسْعُدِهِ / هَبَّتْ سَوَاجِيَ لا هُوجٌ وَلا عُصُفُ
مُحَمِّلاً وَقْدَها مِنْ عُرفِهِ بَرَداً / مَا لا تَزَالُ بِهِ الآصالُ تَعْتَرِفُ
قَد شادَ سُلْطانَهُ ما شاءَ مُخْتَرِعاً / وَالدهْرُ ثاوٍ علَى الإِسْعَادِ مُعْتَكِفُ
مَصانِعاً ضَلَّت الأَمْلاكُ صَنعَتها / لا القَصْدُ وافٍ بِها وَصْفاً وَلا السَّرَفُ
وَضاحة حَلت الأَنوارُ ساحَتَها / فأَوْضَعَتْ رِحْلَةً عَن أُفْقِها السدُفُ
كأَنَّ رَأْدَ الضُّحَى مِمَّا يُغَازِلُها / عَنِ الغَزَالَةِ هَيْمَانٌ بِها كَلِفُ
تَجَمَّعَتْ وَهيَ أَشْتَاتٌ مَحاسِنُها / هَذا الغَديرُ وهَذِي الرَّوضَةُ الأُنفُ
حَيْثُ القُصُورُ عَلَيْها الحُسْنُ مُقْتَصِرُ / فَوقَ البُحَيرَةِ مِنْها البَحْرُ مُغْتَرِفُ
وَحَيْثُ حَفَّتْ سُقَاةُ المُزْنِ أَكؤُسَها / لِلطَّيرِ تَشْدُو ولِلأَغصانِ تَنْعَطِفُ
والزَّهْرُ مُنْشَقَّةٌ عنْهُ كَمَائِمُهُ / كالجَّوهَرِ انشَقَّ عَن شَفَّافِه الصدَفُ
يُضاحِكُ النُّورَ فيها النَّوْرُ عنْ كَثَبِ / مَهْمَا بكَتْ لِلغَوادِي أَعْيُنٌ ذُرُفُ
خُضْرٌ خَمَائِلُها زُرْقٌ جَدَاوِلُها / فالحُسْنُ مؤْتَلِفٌ فيها ومُخْتَلِفُ
دَوْحٌ وَظِلّ يِلَذُّ العَيشُ بَيْنَهُما / هَذا يَرِفُّ كَما تَهْوَى وَذا يَرِفُ
يَجْرِي النَّسيمُ عَلى أَرْجَائِها دَنِفاً / وَمِلؤُهُ أَرَجٌ يُشْفَى بهِ الدَّنِفُ
حَاكَ الرَّبيعُ لَهَا منْ صَوْبِهِ حِبراً / كأَنَّها الحُلَلُ الأَفْوافُ والصحُفُ
غَرِيرَةٌ مِنْ بَنَاتِ الرَّوْضِ نَاعِمَةٌ / يَثْنِي معَاطِفَها في السنْدُسِ التَّرفُ
صَافَ الجَنَى الغَضُّ في أَدِوَاحِها وشَتَا / فَتَجْتَنِي اليَدُ ما شاءَتْ وتَقْتَطِفُ
بِكْرُ الحَدائِقِ والأَحْداقُ شَاهِدَةٌ / لا عانِسٌ جَهْمَةُ المَرأَى وَلا نَصَفُ
تَنْدَى أَصَائِلُها صُفْراً غَلائِلُها / كأَنَّ ماءَ نُضارٍ فَوْقها يَكِفُ
في حَبْرَةٍ وأَمَانٍ مَنْ تَبَوَّأَها / كَجَنَّة الخُلْدِ لا رَوْعٌ وَلا أَسَفُ
تَظَلُّ مِنْ تحْتِها الأَنْهَارُ جارِيةً / يَرُوقُ مُنْعَرَجٌ مِنْها ومُنْعَطَفُ
أَضْحَتْ إلَى غُرَفِ الرِّضوانِ دَاعِيةً / تِلكَ المحَاريبُ والأَبياتُ والغرفُ
تُلهِيكَ عَنْ زُخرفِ الدُّنيا زَخارِفُها / وَعَن أَغانِي الغَوانِي وُرقها الهُتُفُ
يا حبَّذَا المَجْلِسُ الوَضَّاحُ مَيسَمُه / كأَنَّهُ عَلَمٌ يَسْمُو بهِ شَغَفُ
يَجولُ ماجِلُه كالطِّرف من فَلَقٍ / فَمَا لهُ وَسطهُ ساجٍ وَلا طَرِفُ
يَرْتاحُ لِلريحِ أَعْطَافاً إذَا نَسَمَتْ / كأَنَّهُ مُسْتَهَامٌ قَلْبُهُ يَجِفُ
مِلْءَ الفَضَاءِ طَمُوحُ المَوْجِ مُزْبِدُهُ / يَعُبُّ مُنْفَرِدٌ منهُ وَمُرْتَدَفُ
يَمُدّهُ للفُراتِ العَذْبِ مُطَّرِدٌ / خُضْرُ البحارِ إِذا قيسَتْ بهِ نُطَفُ
كَأَنَّ أَمْواجَهُ الأَبْطَالُ دَارِعَةً / كَرَّت تُلاقِي وَلا بِيضٌ وَلا جُحَفُ
وَحبَّذَا القُبَّةُ العَلْياءُ شَامِخَةً / بِأَنْفِهَا يَزْدَهِيها العِزُّ والأَنَفُ
حفَّتْ بحَافَتِها الأَشْجارُ تَكْلَؤُها / كَما تَقُومُ علَى سَادَاتِها الوُصُفُ
كأَنَّ مِنْ وَشْي صَنْعَاءَ بِها شيَةً / فَلِلْعُيونِ بِصُنْعٍ زَانَها شَغَفُ
قَعِيدَةٌ للعُلَى قامَتْ علَى عَمَدٍ / مَصْفُوفَة حسْنُها يُزرِي بِمَنْ يَصِفُ
كأَنَّهُنَّ العَذَارَى الغِيدُ نَاضِيَةً / شُفُوفُها عَنْ قُدُودٍ كُلُّها هَيَفُ
مَطَالِعٌ لِلنُّجُومِ السَّعْدِ يَكْنفُها / قَصْرُ الإمَارَةِ نِعْمَ القَصْرُ والكَنَفُ
لَوْ تَهْتَدِي الشَّمْسُ أَنْ تَخْتَارَها فَلَكاً / لِسَيْرِها لمْ تكُنْ تَخْفَى وتَنْكَشِفُ
مَا خُلدُ بغْدَادَ أوْ زَهْراءُ أنْدَلُس / والمُلك مُقْتَبِلٌ فيها وَمُؤْتَنفُ
وَأيْنَ إيوانُ كسْرَى مِنْ سَرَارَتِها / وكَالأَكَاليلِ في هَامَاتِهِ الشّرَفُ
تَحَدَّثُوا بُرْهةً عَنها ولو عَرَفوا / مَبَانِيَ المُرْتَضَى يَحْيَى لَمَا هَرَفُوا
وهَذِهِ خَلَفَتْ تِلْكَ التِي سَلَفَتْ / ولَيْسَ مِنها وَلا مِنْ حُسْنِها خَلَفُ
بُشْرَايَ فُزْت بِها أُمْنِيَةً أَمَماً / لمَّا حَدَتْنِي إلَيْها نِيَّةٌ قُذُفُ
آوَتْنِيَ الحَضْرَةُ العُظْمَى وقَدْ كَلَفَتْ / بِيَ الخُطوب وآدَتْنِي لَها كُلَفُ
وَأَوْسَعَتْنِي تَشْريفاً بِخدْمَتِهَا / فَخَيْرُها متْلَدٌ عِنْدِي ومُطَّرفُ
حَسْبِي مِنَ الفَخْرِ أَنِّي عِنْدَها وكَفَى / بمُثْبِتٍ لِيَ حيناً لَيْسَ ينْحَذِفُ
لي عَائِدٌ مِنْ عَطَايَاهَا ولِي صِلَةٌ / سَحَّتْ سَحَاباً فَلا مَحْلٌ وَلا شَظَفُ
فَرَوْضَةُ الأَمْنِ في أَفْنَانِها غَضَفٌ / ودِيمَةُ المَنِّ في أَثنائِها وَطَفُ
مَكارِمٌ عَاقَنِي عَنْ حَصْرِها حَصَرٌ / واقْتَادَنِي لَهَجٌ واعْتَادَنِي لَهَفُ
جَلَّت وَدَقَّ بَيانٌ أَنْ يُعَدِّدَها / والبَحْرُ لَيْسَ منَ الأَوْشَالِ يُنْتَزَفُ
أَيْنَ الإِجادَةُ إِلا أنْ يُجادَ بِها / مِنْ مُعْجَمَاتِ قَوَافٍ دونها تَقِفُ
عَاجَ لَهُ دَهْرهُ فَعَاجَلَهُ
عَاجَ لَهُ دَهْرهُ فَعَاجَلَهُ / بِمُنكَرٍ مِنْ خُطُوبِهِ عَرَفَهْ
فَإِنْ يَكُنْ ذَنْبُهُ القُعُود هُنا / فَالتَّوْبُ مِنْهُ الوُقُوفُ فِي عَرَفَهْ
طَغَا بِتُونسَ خَلْفٌ
طَغَا بِتُونسَ خَلْفٌ / سَمَّوْهُ ظُلْماً خلِيفَهْ
بشّر بأمن اللّه من خافا
بشّر بأمن اللّه من خافا / وحذّر الأخذةَ من حافا
حسبك من كل الورى واحدٌ / يوليك إن صافاك إنصافا
لا خير في الإسراف إلّا إذا / لم تعتقد في الخير إسرافا
من أقرض اللّه مطيعا له / جازاه أضعافا وأضعافا
ومن يقدّم شكره سائلاً / انتج إسعاداً وإسعافاً
يا بأبي معتمدٌ وجههُ / يلفى مع المشروع وقّافا
وكلّما أيأسَهُ عارضٌ / رجا من الإرجاء ألطافا
مقتفياً في زهده معشراً / لا يسألون الناس إلحافا
واهاً له عاب وجوه الغنى / وباع بالإقتار إترافا
إشراف نفس الحر عارٌ به / فلا تسُم نفسك إشرافا
أما ترى العيدان لما سما / هوى به البارح إعصافا