المجموع : 25
ما بين أعطاف القُدودِ الهِيفِ
ما بين أعطاف القُدودِ الهِيفِ / سَبَبٌ ثقيلٌ قامَ فوقَ خفيفِ
إن فرَّ من تلك الرِّماحِ طعينُها / لقِيَتْهُ أجفانُ المَهى بسُيُوفِ
سُبحانَ مَن خلقَ المحاسنَ وابتَلى / مُهَجَ القُلوبِ بحُبِّها المألوفِ
دَعتِ الخليَّ إلى الهوَى فأجابها / طَوعاً وعاصَي داعيَ التعنيفِ
أمسَى يَجُرُّ على القَتادِ ذُيولَهُ / من كان يعثُرُ في رمال الرِيفِ
وإذا الهَوَى مَلَكَ الفُؤادَ فإنَّهُ / مَلكَ الفَتَى من تالدٍ وطريفِ
أفدي عِذاراً خطَّ كاتبُهُ بلا / قلمٍ لنا سَطراً بغيرِ حُروفِ
شبَّبتُ فيهِ تصببُّاً حتَّى أتَت / عذراءُ من بَغدادَ تحتَ سُجوفِ
خَودٌ شُغِلتُ وقد شُغِفتُ بحُسنِها / عن حُسنِ كلِّ وصيفةٍ ووصيفِ
تختالُ تحت رقائقٍ وعَقائقٍ / ومناطقٍ وقَراطقٍ وشُنوفِ
عَرَبيةٌ ألفاظُها قد نُزِّهَتْ / عن شُبهةِ التصحيفِ والتحريفِ
نَسَجَ البديعُ لها طِرازاً مُعلَماً / من صَنْعةِ الأقلامِ في التفويفِ
أهلاً بزائرةٍ عليَّ كريمةٍ / حَلَّت فجلَّتْ عن مَحَلّ ضُيوفِ
إن لم يَصِحَّ المدحُ لي منها فقد / صحَّت بذلكَ آيةُالتشريفِ
جادَ الإمامُ بها عليَّ تفضُّلاً / كالبحر جادَ بدُرِّهِ المرصوفِ
رَجعَ الثَناءُ بها عليهِ بلُطفهِ / فكأنهُ رَجْعُ الصَدَى لَهَتُوفِ
عَلَمٌ قد اشتَهرَتْ مناقبُ فضلِهِ / في النَّاسِ فاستغنى عن التَّعريفِ
كَثُرتْ صِفاتُ الواصفيِهِ وطالما / لَذَّت فشاقَتْنا إلى الموصوفِ
صافي السريرةِ مُخلِصٌ يمشي على / قَدَمِ التُّقَى ويَجُرُّ ذيلَ عفيفِ
أفعالُهُ المتصرِّفاتُ صحيحةٌ / سَلِمتْ من الإعلال والتضعيفِ
هُوَ عارفٌ باللهِ قامَ بَنهْيِهِ / عن مُنكرٍ والأمرِ بالمعروفِ
سيماؤهُ في وَجهِهِ الوضَّاح من / أثَرِ السُّجودِ على أديمِ حنيفِ
لَهِجٌ بخُلقِ الزاهدِينَ أحَبُّ من / لُبس الشَّفُوفِ إليهِ لُبسُ الصوفِ
يهفو إلى زُهْر الفضائل عائفاً / من زَهرةِ الدُّنيا اجتِناءَ قُطُوفِ
ياقوتُ خَطٍّ من سَوادِ مِدادِهِ / كُحلٌ لطَرْفِ الناظرِ المطروفِ
أقلامهُ كالبيضِ في إمضائها / لكنها كالسُمر في التثقيفِ
قد صَرَّفَتْ في المُعرَباتِ بَنانُهُ / تلكَ العواملَ أحسنَ التصريفِ
تَسعى لديهِ على الرُؤُوس كأنَّما / تجري على فَرسٍ أغَرَّ قَطُوفِ
العالمُ الشَهْمُ الفؤادِ الشاعرُ ال / واري الزِنادِ الباهرُ التأليفِ
ثَمِلَ العِراقُ بشِعرِهِ حتى جَرَت / في الشامِ فضلةُ كأسهِ المرشوفِ
من كل قافيةٍ كزَهْر حديقةٍ / في كلِّ مَعْنىً كالنسيمِ لطيفِ
هي مُعجزِاتٌ في صُدور أُولي النُّهَى / ضَرَبَت عَرُوضاً ليسَ بالمحذوفِ
لا بدعَ في عبد الحميدِ فإنَّها / أُمُّ العِراقِ أتَتْ بكلِّ طريفِ
أمُّ العِراقِ مدينةُ الخُلفَاءِ وال / عُلَماءِ والشُعراءِ بِضعَ أُلوفِ
لا تُنكِروا خوفاً يَهُولُ رِسالتي / منها وإن تكُ أمْنَ كل مَخُوفِ
لولا الغُرورُ حَبَسْتُها لكنَّني / أطلقتُ عُذري خَلْفَها كرديفِ
قِفْ بالدِّيارِ وإنْ شجَاكَ المَوقِفُ
قِفْ بالدِّيارِ وإنْ شجَاكَ المَوقِفُ / وسَلِ المنَازلَ بَعدَنا مَن تألَفُ
وإذا عَثَرْتَ على فُؤادي بينَها / يوماً فَسَلْهُ إلى مَتَى يَتَخلَّفُ
رَبْعٌ صَرَفْتُ العَينَ عنهُ أشهُراً / والقلبُ عنهُ ساعةً لا يُصرَفُ
قد كانَ لي داراً فصارَت مُهجتي / داراً لهُ بفِنِائها يتَكنَّفُ
وبجانبِ الجَرْعاءِ قومٌ عِندَهم / ذِمَمٌ لَنا مَحفوظةٌ لا تُخْلَفُ
تَدنُو مَوَدَّتُهم على بُعدِ المَدَى / ويَزيدُ صِحَّتَها الزَّمانُ المُدنِفُ
إخوانُ صِدقٍ في الإخاءِ تَرَى لهم / كَلَفاً ولكن ليسَ فيهِ تَكَلُّفُ
ما زِلتُ أمزُجُ بالمدامعِ ذِكرَهُمْ / طَرَباً كما مُزِجتْ بماءٍ قَرْقَفُ
يا مَن جَلا عينَ البعيدِ برَسْمِ ما / كانتْ بهِ أُذُنُ القريبِ تُشنَّفُ
طِرسٌ على الأنفاسِ منكَ خَتَمتَهُ / سِرّاً فذَلكَ بالعَبيرِ مُغَلَّفُ
إنْ كُنتَ يعقوبَ المُحبَّ فنِعْمَ ما / تُدعَى ولكنْ ما حَبيبُكَ يُوسُفُ
أثَبتَّ لي في الوَصفِ ما لا أدَّعيِ / وعَرَفتَ لي في الحُبِّ ما لا أعرِفُ
هذِهْ صَحيفةُ من تَوَدُّ عُيُونُهم / لو أنَّها ضِمنَ الصحيفةِ أحرُفُ
كادتْ تَطِيرُ بها إليكَ صبابةٌ / فيها أرَقُّ مِن النَسيمِ وألطَفُ
جارَيَتني فسَبَقْتَني ولَطالَما / قد كُنتَ تَقْوَى في السِّباقِ وأضعُفُ
إنْ كُنتُ عن حَقِّ الوفاءِ مُقصِّراً / فالفضلُ في إنصافِ من لا يُنصِفُ
ألحمدُ للهِ الذي خلَقَ الوَرَى
ألحمدُ للهِ الذي خلَقَ الوَرَى / لكنَّ حمدي قاصرٌ دُونَ الوَفا
الحمدُ للهِ الذي يَقضي بما / يَهوى ولكنْ لا مَرَدَّ لِما قَضَى
بِتنا نَلُومُ الدَّهرَ في أحداثِهِ / والدَّهرُ ظَرْفٌ بينَ صُبحٍ أو مسَا
ماذا تَرَى هذا الزَمانَ مَعَ الذي / خَلَق الزَمانَ ومَن على العَرْشِ استَوَى
اللهُ أكبَرُ كُلُّ ما فَوقَ الثَّرَى / فانٍ ويبقَى وجهُ رَبِّكَ لا سِوى
وإذا رأيتَ السُّخطَ ليسَ بِنافعٍ / ممَّا قَضاهُ فاعتَمِدْ حُسنَ الرِضَى
جِئنا إلى الدُّنيا وقد شابتْ على / غَصْبِ النُّفوسِ ولم تَدَعْ هِمَمَ الصِبا
لو كانَ يَبقَى قَبلَنا حَيٌّ بها / لَطَمِعتُ منها في السَّلامةِ والبَقا
نَمشي إلى المَوْتَى على أجسادِهمْ / في الأرضِ دارِسةً كمنثُورِ الهَبا
لو كانَ يُمكِنُ أنْ تُميِّزَ أرضَنا / لَوَجَدْتَ نِصفَ تُرابِها رِمَمَ البِلَى
هيهاتِ ما الدُنيا بِدارِ إقامةٍ / إلاَّ كما نَزلَ المُسافِرُ في الدُّجَى
تَصِلُ التَلاقِيَ بالفِراقِ ودُونَهُ / يأتي فِراقٌ ليسَ يَعقُبُه لِقا
ولَقد أقُولُ لراحلٍ عن رَبعِهِ / ماذا أخَذتَ وما تَرَكت مِنَ الحشَا
هذي القُلوبُ وَديعةٌ لكَ فارْعَها / يا خَيرَ مَن حفِظَ الوديعةَ والوَلا
مِنا السَّلامُ عليكَ حيثُ نَزَلْتَ مِن / شَرْقِ البِلادِ وغَرْبِها ولَكَ الثَّنا
تلك اليدُ البيضاءُ لو نَنَسى الذي / غَرَسَتْهُ ذَكَّرَنا بهِ غَضُّ الجَنى
لكَ عندَنا شوقٌ يطُولُ فهلْ لنا / صَبرٌ يطولُ عليهِ إنْ طالَ المَدَى
أوحَشتَ داراً كُنتَ تُؤْنِسُها فلو / كانتْ لها عَينٌ لَفاضَتْ بالبُكا
يا صَدرَ مَجلِسِنا الكريمَ ورأسَهُ / هل تَذكُرُ الأعضاءَ من بَعدِ النَوَى
يا صاحبَ القلبِ السليمِ وصاحبَ ال / وَجهِ الوَسيمِ كأنَّهُ عينُ الضُحَى
يا ساهرَ الطَرْفِ الجَليِّ وطاهرَ ال / عرضِ النَقّيِ كأنّهُ زَهرُ الرُبَى
يا أيُّها الشَهْمُ المُجَّربُ صاحبُ ال / خُلقِ المُهذَّبِ والإناءُ المُصطَفَى
ضاقَ الكلامُ بنا فهل من بَسطةٍ / تجري علينا منك يا قطر الندى
أعجزتنا عن شكرِ نعمتكَ التي / شهدت بصِحَّتها ملائكةُ السَّما
هل منكَ يا زَهرَ الحدائقِ نَفحةٌ / تُهدَى إلينا اليومَ مع رِيحِ الصَّبا
وعَسى عَمُودُ الصُّبحِ يُلقي فَوقَنا / ظُلَلاً مُضمخَّمةً بأرواحِ الشَذا
وخَزائنُ الأصدافِ تَنثِرُ بيننا / دُرَراً تُزَانُ بها المَعاصِمُ والطُلَى
نَقضي بها حَقَّ الثَناءِ لمن قَضَى / حَقَّ الإلهِ وخَلقِهِ حَقَّ القَضا
يا مَعشَرَ الأصحابِ أيُّ رِجالِكم / وَلَّى وأيُّ قلوبِكُمْ باقٍ هُنَا
لا تَحسَبُوا رَجُلاً على فُلكٍ ثَوَى / لكنَّهُ بحرٌ على بحرٍ مَشَى
هذا فِراقٌُ تَعلَمُونَ زَمانَهُ / أفتعلَمُونَ مَتى يكونُ المُلتَقَى
قد مالَ هذا البدرُ نحوَ غُروبِهِ / لكنْ سَيَطلُعُ فاسعِفُوهُ بالدُعَا
أعَرَفتَ رَسمَ الدارِ أم لم تَعرِفِ
أعَرَفتَ رَسمَ الدارِ أم لم تَعرِفِ / بينَ العَقيقِ وبينَ دارَةِ رَفْرَفِ
دارٌ عَهِدناها مَراتعَ للظِّبا / فغَدَتْ مَسارحَ للضواري الخُطَّفِ
خَطَّتْ صَفائِحَها الرِّياحُ فنَقَّطت / أيدي السَحائبِ غُفْلَ تلكَ الأحرُفِ
فترَى الرُسومَ تَلوحُ حولَ خُطوطِها / مِثلَ الجَداولِ حولَ خَطِّ المُصحَفِ
ولقد وَقَفتُ على المَنازلِ وَقفةً / نَصَبَتْ لِعَيني هَوَلَ يومِ المَوقِفِ
نادَيتُها كالمُستجيرِ وإنَّما / ماذا يفُيدُ نِداءُ قاعٍ صَفصَفِ
يا أيُّها الرَّكبُ الذينَ تَحَمَّلوا / هل كانَ يُثقِلُكم فُؤادُ المُدنَفِ
تَبِعَ الرِّكابَ فما استَطاعَ لحاقَها / وبَغَى الرُّجوعَ فلم يجِدْ منْ مَصْرِفِ
خَلَتِ الدِّيارُ فلا كَرامةَ عِندَها / تُرجَى ولا ابنُ كَرَامةٍ للمُعتَفي
هَيهاتِ إنَّ ابنَ الكَرامةِ حَلَّ في / دارِ الخِلافةِ بالمَقامِ الأشرَفِ
سُبحانَ ذي العَرشِ المَجيدِ فقد بَدَتْ / في شَخصِ إبراهيمَ صورةُ يُوسُفِ
أَصلَى بنارِ فِراقِهِ قلبي ولا / بَرْدٌ هُناكَ ولا سَلامَ فتَنطفِي
ذاك الكريمُ ابنُ الكِرامِ ومَنْ لهُ الذْ / ذِكرُ الشَهيرُ ومنْ لهُ اللُطفُ الخَفِي
وَرِثَ الكَرامةَ عن أبيهِ وجَدِّهِ / لكنَّهُ بتَليدِها لا يكتفِي
شهدَتْ له الأتراكُ بالفضلِ الذي / شهدَتْ به الأعرابُ دون تكلُّفِ
قد نالَ ما هُوَ أهلُ ما هُوَ فَوقَهُ / فانظُرْ لأيِّهِما الهَناءُ وأنصِفِ
سِمَةٌ تليقُ بهِ فنِعمَ المُصطَفى / منَّ الكريمُ بها فنِعمَ المُصطَفِي
يا راحلاً لو تَستطِيعُ دِيارُهُ / رَحَلَتْ إليهِ بحيثُ لم تَتَوقَّفِ
إن كُنتَ أنتَ صَرَفْتَ وَجهَكَ نائياً / عَنّا فذِكرُكَ عِندَنا لم يُصرفِ
منّي إليك رِسالةٌ في طَيِّها / شَوقُ الشَّجِي وتَحيَّةُ الخِلِّ الوَفِي
أشحَنتُها كالفلكِ في فُلكٍ على / بحرٍ إلى بحرٍ لذيذِ المَرشَفِ
عَلِمَتْ بأنَّ القلبَ نحوَكَ قد مَضَى / فسعَتْ على آثارِهِ كالمُقتَفِي
مَلِلتُ منَ القريضِ وقُلتُ يكفي
مَلِلتُ منَ القريضِ وقُلتُ يكفي / لأمرٍ شابَ قوَّتَهُ بضُعفِ
أُحاوِلُ نُكتةً في كُلِّ بيتٍ / وذلكَ قد تُقصِّرُ عنهُ كَفّي
أجلُ الشِّعرِ ما في البيتِ منهُ / غَرابةُ نُكتةٍ أو نَوعُ لُطفِ
وَبئسَ الشِّعرُ بيتٌ ليسَ فيهِ / أمامَكَ غيرُ حِيطانٍ وسَقْفِ
رأيتُ الشِّعرَ بعضٌ مِثلُ وَقْرٍ / على أُذُنٍ وبعضٌ مثلُ شَنْفِ
وفوقَ الشِّعرِ فَرْقُ النَّاسِ حتى / تَرَى من ذاكَ ضعِفاً فوقَ ضِعْفِ
إذا بَرَزَ الأميرُ ظَنَنتَ شَخصاً / كباقي النَّاسِ إذ يبدُو لِطَرْفِ
وما يُدريِكَ كم رَجلاً يُساوِي / إذا استقْرَيتَ صَفّاً بعدَ صَفِّ
نَرى في كُلِّ مسئلةٍ خِلافاً / سِوَى تَفضيلهِ في كلِّ وَصفِ
وهل في الصُّبحِ بينَ النَّاسِ خَلْفٌ / فيُثبِت بعضُهم والبعضُ يَنفي
قد اجتمعت قلوبُ النَّاسٍِ طرّاً / عليهِ وأجَمَعتْ من دُونِ خُلفِ
فلم يكُ لاختلافٍ حرفُ نفيٍ / ولم يكُ لاشتراكٍ حرفُ عَطفِ
تَحِقُّ وِلايةٌ شَرْعاً وعُرفاً / لراعي الحَقِّ في شَرْعٍ وعُرفِ
لِمَنْ لو فارَقَتْهُ بَكَتْ وحَنَّتْ / حنينَ الإلفِ عندَ فِراقِ إلفِ
سليمُ القَلبِ ذو فعلٍ صَحيحٍ / يُصرَّفُ دُونَ إعلالٍ وحَذفِ
لهُ في المجدِ تأسيسٌ قديمٌ / منَ الأقيالِ رِدْفاً بعدَ رِدفِ
أقولُ إذا خَتَمتُ المدحَ فيهِ / قدِ استوَفيتَ منهُ كلَّ حرفِ
وأرجِعُ إذْ أُراجِعُهُ كأنّي / فَطِنتُ بواحدٍ من بينِ أَلفِ
أنا عبدٌ لهُ لي رَفعُ رأسٍ / بذاكَ وللحَواسدِ رَغْمُ أنْفِ
وكُنتُ لهُ قديماً مِلْكَ إرْثٍ / فصِرْتُ لهُ حديثاً مِلْكَ وَقْفِ
أهيمُ بذكرِهِ طَرَباً كأنّي / مَعاذَ اللهِ نَشوانٌ بصِرْفِ
وأستَبِقُ الرِّياحَ إليهِ حَتَّى / أسيرَ أمامَها وتَسيرَ خلفي
أقامَ اللهُ دَولَتهُ فكانَتْ / كنُورِ البَدرِ يُجلَى بعدَ خَسْفِ
تَقاسَمْنا الهناءَ بها ولكنْ / طَمعِتُ فكانَ سَهْمي فَوْقَ نِصفِ
نادَى حِمى المُلكِ حَسْبي عَزَّةً وكَفَى
نادَى حِمى المُلكِ حَسْبي عَزَّةً وكَفَى / إلى مَتَى وبماذا أطلُبُ الشَرَفا
عبدُ العزيزِ تَولاّني فكنُتُ بهِ / كصاعِدٍ دَرَجاً لمَّا انتَهَى وقَفا
قُلْ للذي يشتكي غَدْرَ الزَّمانِ بنا / مَهلاً ألسْتَ تَرَى كيفَ الزَّمانُ وَفَى
أفادَنا فوقَ ما ترجوهُ أنفُسُنا / حتى أقامَ علينا أفضلَ الخُلفَا
هل مِثلُ عبدِ العزيزِ اليومَ من مَلِكٍ / كلاّ ولا كانَ في الدَّهرِ الذي سَلفَا
شخصُ الكَمالِ كأنَّ اللهَ صَوَّرَهُ / من مَعدِنِ اللُّطفِ لا طِيناً ولا خَزَفا
أحيا الصَحابةَ عَدْلاً عَصرُ دَولتِهِ / كأنَّما فيهِ صُورُ البَعثِ قد هَتَفا
لو أمكَنَ البحرَ أنْ يُهدِيهِ جَوهَرهُ / لم يُبقِ في جَوفِهِ دُرّاً ولا صَدَفا
هذا الخليفةُ ظِلُّ اللهِ مُنبَسِطاً / في أرضِهِ لِعبادِ اللهِ مُكتَنِفا
عِنايةُ اللهِ ترعى مَجْدَ دولتِهِ / والسَّعدُ في بابِهِ المرفوعِ قد عَكَفا
الواسعُ المُلكِ قد عَمَّتْهُ رَحمتُهُ / فلم تَفُتْ وَسَطاً منهُ ولا طَرَفا
والثاقِبُ الفِكرِ لو كانت إنارتُهُ / في البدرِ ما مَسَّهُ نَقصٌ ولا خُسِفَا
في كَفِّهِ سيفُ عَدلٍ طالَ قائِمُهُ / في غِمْدِ حلمٍ بخَلْقِ اللهِ قد لَطفَا
فحيثما وَجَبَ الفَتْكُ الرَّهيبُ سَطا / وحيثما احتُمِلَ الصَّفحُ الجميلُ عَفا
يا من بهِ تُضرَبُ الأمثالُ في زَمَنٍ / قد طابَ فيهِ لنا كأسُ الهَنا وصَفا
لقد تَقدَّمتَ ما بينَ المُلوكِ كما / تُقَدِّمُ النَّاسُ بينَ الأحرُفِ الأَلِفَا
نَرُومُ وَصفَكَ في ما أنتَ حائزُهُ / فتغلِبُ الوَصفَ منّا والذي وَصَفا
فلا تَزَلْ غالباً باللهِ مُنتَصِراً / تُولِي الجميلَ وتَستولي الثَّنا خَلَفا
أَهدى الكريمُ إلى بيروتَ جَوهَرَةً
أَهدى الكريمُ إلى بيروتَ جَوهَرَةً / تَمَّ الجَمالُ بها والفخرُ والشَّرَفُ
قد أصبَحَتْ جَنَّةً قامتْ بها غُرَفٌ / مِن فوقِها قامَ في تأْريخها غُرَفُ
الفضلُ من أهلِ الكرامةِ يُعرَفُ
الفضلُ من أهلِ الكرامةِ يُعرَفُ / بالفعلِ لا بالقَولِ مِمَّن يَهرِفُ
والجودُ في بعضِ الكِرامِ طبيعةٌ / رَسختْ وفي بعضِ الكِرامِ تَكلُّفُ
كَرَمُ اللِّسانِ خديعةٌ في طيِّها / كَذِبٌ يُعابُ بهِ وبُخلٌ يُقذَفُ
لو كانَ في طيبِ الكلامِ إفادةٌ / لجَمعتُ منهُ ثَرْوةً لا تُوصَفُ
المالُ يُزري بالبخيلِ للُؤمِهِ / حِرْصاً ولكن للكريمِ يشرِّفُ
إنَّ الغَنِيَّ إذا قضَى حقَّ الغِنَى / يَقضي الغِنَي حَقَّ الغَنِيِّ فيُنصِفُ
لو قُلتَ للكَرَمِ المصفَّى من تُرَى / تدعو أباكَ لقالَ قُلْ يا يوسُفُ
هذا الذي يَعتَدُّ من أموالِهِ / شُؤماً عليهِ دِرهماً لا يُصرَفُ
أعطاهُ خالقُهُ الكمالَ فلا تَرَى / في نفسهِ عيباً عليهِ يُعنَّفُ
وُضِعَتْ لفعلِ الخيرِ فَطرتُهُ كما / وُضِعَتْ لتركيبِ الكلامِ الأحرُفُ
يا مَن يَرَى سَبْق السؤَالِ عطاءَهُ / عاراً عليهِ يَصُدُّ عنهُ ويأنفُ
إنِّي أقولُ لحاسديكَ تأمَّلوا / وتعلَّموا منهُ ولا تَستنكْفوا
هذا هُوَ العَلَمُ الشَّهيرُ أمامَكُم / عنهُ خُذُوا وبهِ اقتدوا ولهُ اقتَفوا
خيرُ الرِّثاءِ الذي بالقلبِ قد لَطَفا
خيرُ الرِّثاءِ الذي بالقلبِ قد لَطَفا / ما أخمَدَ الحُزنَ لا ما هيَّجَ الأسَفا
والمُبكياتُ تَضُرُّ الحيَّ مُزعجةً / لهُ ولا تنفعُ الميْتَ الذي انصَرَفا
يَحِقُّ أن تُندُبَ الأحياءَ نائحةٌ / فالموتُ للكلِ بالمرصادِ قد وقفا
ما بينَ حيٍّ ومَيْتٍ شُقَّةٌ قَصُرَت / وربَّما صارَ منها يبلغُ الطَّرَفا
أمَرُّ ما ذاقَ حيٌّ من مَصائبِهِ / فَقْدُ الحبيبِ الذي مَن ذاقَهُ عَرَفا
وأنفعُ العملِ المطلوبِ حينئذٍ / صبرٌ جميلٌ لجُرْحِ القلبِ فيهِ شَفا
اليومَ رَدَّت علينا مِصرُ ما أخذَت / بالأمسِ منَّا ولكنْ بعدَما تَلِفا
وديعةٌ عندَها كانت فما سَمحَت / بالدُّرِ منها ولكنْ ردَّت الصَّدَفا
يا قبرَ كاتبةٍ أحسِنْ كرامتَها / فإنَّها تستحِقُّ المجدَ والشَّرَفا
كانت لَدى أعينِ النُقَّادِ جوهرةً / نفيسةً فأتاها البينُ مُختطِفا
كانت وكانت فبانت غيرَ عائدةٍ / كأنَّها لم تكن في عابرٍ سَلَفا
أبلَى الثَّرى ذلكَ الوجهَ الصبيحَ وما / أبلَى ثَناها الذي يبقى لها خَلَفا
مَن صاحبَ الدَّهرَ لا يأمَنْ غوائِلَهُ / فالشَّمسُ كم كَسَفتْ والبدرُ كم خَسَفا
ومَن يَعِشْ ليسَ تَخلو عينُهُ أبداً / من مَنظَرٍ شَقَّ أو من مدَمعٍ ذَرَفا
يا أيُّها النَّاسُ هُبُّوا من رُقادِكُمُ / لِسَفرةٍ بوقُها بالكلِّ قد هَتَفا
يا ويلَ من سار في هذا الطَّريقِ بلا / زادٍ ويا ويلَ من وَسْطَ الطريقِ غَفَا
هامَ الجَهولُ بدُنياهُ الغَرورِ وقد / شابت وشابَ فزادتْ نفسُهُ شَغفَا
صَبابةٌ كلَّما أيامُهُ قَصُرتْ / طالتْ عليهِ وتَقوَى كلَّما ضَعُفا
ويلاهُ من جَوْرِ هذا البينِ كيفَ بَغَى / فما نرى أحَداً في حكمِهِ انتَصفا
يَرَى الفتى في دُجَى ليلٍ فيطلُبُهُ / ولا يَرَى في الضُّحى الشَّيخَ الذي دَلَفا
يختارُ أفضلَ شخصٍ أن يكونَ لهُ / صَيداً فيطوي إليهِ الأرضَ مُعتَسِفا
كأنَّهُ وَسْطَ بُستانٍ يدورُ بهِ / على الثِّمارِ فما يحلو لهُ قَطَفا
يا رحمةَ اللهِ جودي وامطُري كَرَماً / على ضَريحٍ بهِ غُصنٌ قد انقصَفا
وجاوري مَن بهِ حلَّت مُعانِقةً / ذاكَ القَوامَ كلامٍ عانَقتْ ألِفا
لَئِنْ تَكُن كَدَّرَتْ عيشَ الحزينِ فقد / نالت مَقاماً بهِ عيشُ النَّزيلِ صَفا
هذِهْ هي الغايةُ القُصَوى التِّي خُلِقَت / لها وذلك منها حَسبْهُا وكَفَى
واحِدٌ في الحِمَى فدَتهُ أُلوفُ
واحِدٌ في الحِمَى فدَتهُ أُلوفُ / هُوَ ربُّ الحِمَى ونحن ضَيوفُ
حيثما سارَ فالسُّعودُ جُنودٌ / من حَوالَيهِ والأمانُ رَديفُ
وإذا زارَ فالخريفُ ربيعٌ / وإذا غابَ فالرَّبيعُ خريفُ
وإذا جادَ مُنعِماً فَهْوَ نِيلٌ / وإذا حلَّ بُقعةً فَهْيَ ريفُ
يَجمَعُ الرَّأيَ فِكرُهُ عن يقينٍ / مِثلما تجمَعُ الكلامَ الحُروفُ
وكأنَّ الطُّروسَ منهُ جُيوشٌ / وكأنَّ السُّطورَ فيها سيوفُ
وكأنَّ الدُّنيا لديهِ غُلامٌ / قامَ في بابهِ فطابَ الوقوفُ
وكأنَّ الزَّمانَ بينَ يَديهِ / مُحرِمٌ بالبيتِ الحَرامِ يَطوفُ
راشدُ السَّعْي في المَكارمِ راعٍ / يَرتَعُ الذِّئبُ عندهُ والخَروفُ
وتكادُ الأشعارُ تَسعى إليهِ / وحدَها لو نشا لهُنَّ وَظيفُ
نِعَمٌ عِندَهُ ثِقالٌ رَواها / من ثَنائي عليهِ بحرٌ خفيفُ
تلكَ غيثٌ وذاكَ رَوضٌ لدَيها / يزدَهي زهرُهُ وتدنو القُطوفُ
تَقلَّصَ ظِلٌّ للشَّبابِ ورَيفُ
تَقلَّصَ ظِلٌّ للشَّبابِ ورَيفُ / وأقبلَ من ضَاحي المَشِيبِ رَديفُ
وأيُّ صباحٍ لا تليهِ عشيَّةٌ / وأيُّ ربيعٍ لا يليهِ خَريفُ
على مِثلِ هذا قد مضى الدَّهرُ وانقضى / كذلكَ يَمضي تالدٌ وطريفُ
سوادُ اللَّيالي في بياضِ نَهارِها / أساطيرُ لا تُقرا لَهُنَّ حُروفُ
خليليَّ ما للنَّاس يضحكُ واحدٌ / وتبكي مئاتٌ حولَهُ وأُلُوفُ
لقد شَنَّ هذا الدَّهرُ غارةَ جاهِلٍ / تَساوَى خَسِيسٌ عِندهُ وشَرِيفُ
بَلاءٌ على وجهِ البسيطةِ غامِرٌ / كَطُوفانِ نُوحٍ حينَ كان يَطوفُ
لهُ بينَ أكبادِ الرِّجالِ مَخالبٌ / نَشِبنَ وَفِي الأَعناقِ مِنهُ سُيوفُ
كمِ اُعتَلَّ في الدُّنيا صحيحٌ وكمْ وكمْ / تفرَّقَ في عُرْضِ البلادِ لَفيفُ
وكمْ صُدِعَتْ للفاتكينَ مَفارِقٌ / وكم أُرغِمتْ للمالكينَ أُنوفُ
هو البينُ لا تدري طريقاً لوَفْدهِ / فتنجو ولا تُنجيكَ مِنهُ كُهوفُ
ويدخلُ بابَ الحصنِ وَهْوَ مُوَصَّدٌ / ويُبصِرُ في الدَّيجورِ وَهْوَ كَثِيفُ
وأعجبُ كيفَ النَّاسُ ضلُّوا عنِ الهُدَى / كما ضلَّ عن ضَوءِ النَّهارِ كَفيفُ
إذا ما رأى المَيْتَ الفَتى قالَ ما أنا / وذاك فَلِي داعِي المَنُونِ حليفُ
عليكَ سلامٌ يا مُحمَّدُ مُرسَلٌ / لَطيفٌ يؤَدِّيهِ إليكَ لَطيفُ
أُحاشيكَ من جهلٍ فإنَّكَ عاقِلٌ / خبيرٌ بأحكامِ الزَّمانِ حَصيفُ
شَكَوتُ الذي تَشكوهُ مِن هَوْلِ بأسِهِ / ولكنَّ صبري في البَلاءِ ضَعيفُ
وإنَّ الحَصى عند الجَزُوعِ ثَقِيلةٌ / وَضَخْمَ الصَّفا عِندَ الصَّبورِ خَفيفُ
جاءَ الصِّيامُ قريرَ العين مُبتَهجاً
جاءَ الصِّيامُ قريرَ العين مُبتَهجاً / بمَن تنالُ بهِ زَوَّارُهُ شَرَفا
ويشتَهي العيدُ من شوقٍ لرؤيتِهِ / لو يُجعَلَ الصَّومُ يوماً واحداً وكَفَى
هذا الوزيرُ الذي جلَّت مَهابَتُهُ / فَقِفْ لديهِ كمَنْ في الكعبْةِ اعتَكَفا
وقُلْ لهُ عِشتَ أعواماً على عَدَدِ السْ / سَاعات مِن شَهرِهِ بالعزِّ مُكْتَنَفا
وحيِّ بيروتَ بالبُشرَى فقد حَصَلتْ / على الذي مِنهُ كانت تشتَهي سَلَفا
يا طالما صَبَرتْ حتَّى أتى فَرَجٌ / إذ كلُّ أمرٍ على ميقاتهِ وَقَفا
أعطَى دِمَشْقَ نصيباً من إقامتِهِ / ومثلَ ذلكَ في بيروتَ فانتصَفا
كالشَّمسِ تَقسِمُ للأرضِ الزَّمانَ متَى / ما فارقَت طَرَفاً مِنها تَزُرْ طَرَفا
قد سابقَ العيدَ عِيدٌ عِندنا طَرِبتْ / بهِ نفوسٌ لها وِرْدُ الهناءِ صَفا
هذا تدومُ على الأيامِ بَهجتُهُ / لنا وهذا بيومٍ مرَّ وانصرَفا
أهدَى من الثَّمَرِ الجَنِيِّ قُطوفا
أهدَى من الثَّمَرِ الجَنِيِّ قُطوفا / يبقى جَناها مَرْبَعاً ومَصِيفا
صُحُفٌ توهَّمتُ الرَّقيعَ رِقاعَها / لمَّا توهَّمتُ النُّجومَ حُروفا
كتبَتُ بأقلامٍ حَكينَ ذاوبلاً / تَختالُ في أيدٍ حَكَينَ سُيوفا
تجلو لنا بَعدَ الطَّريفِ تَليدَها / وتزيدُنا فوقَ التَّليدِ طريفا
قامَت تَزُفُّ بناتِ غَرْبٍ أصبَحتْ / كبناتِ عُربٍ قد خَزَمْنَ أُنوفا
سَيَّارةٌ تَطوي البِلادَ مُقيمةً / في هودَجٍ أرخَت عليهِ سُجوفا
آياتُ حقٍّ قد أتَتْ لمُحَمَّدٍ / بشَهادةٍ لا تقبَلُ التَّحريفا
لم يكفِهِ جَلَبُ النُّضارَ سبائكاً / للنَّاسِ حتَّى صَاغَ منهُ شُنوفا
هذا العُسَيليُّ الذي نَزَلَ الثَّرى
هذا العُسَيليُّ الذي نَزَلَ الثَّرى / كالغُصنِ من حُمرِ المنايا يُقصَفُ
ومُسطِّرُ التأريخِ أنشدَ حَولَهُ / هذا قميصكَ شاهدٌ يا يوسُفُ
هذا الضَّريحُ لبُطرسَ الشَّهم الذي
هذا الضَّريحُ لبُطرسَ الشَّهم الذي / أبكى بني الجاويشَ دمعاً قد صَفا
نَطَقَتْ لدَى تأريخهِ أرقامُهُ / بُشراك يا مَن قد بُنيتَ على الصَّفا
في طيِّ هذا اللَّحْدِ شَهمٌ مِن بني
في طيِّ هذا اللَّحْدِ شَهمٌ مِن بني / فَرَجٍ لهُ اللهُ الكريمُ قد اصطَفَى
ولذلكَ التأريخُ يَهتِفُ فوقَهُ / وَجَبَ السَّلامُ لقبرِ شمعُونَ الصَّفا
هذا ضريحُ الفاضلِ الشَّهمِ الذي
هذا ضريحُ الفاضلِ الشَّهمِ الذي / قد فازَ بالمجدِ الذي لا يُوصَفُ
أبكَى بني سَيُّورَ فيضَ دمٍ كما / أبكى اليتامَى أدْمُعاً لا تَنشَفُ
لمَّا استعدَّ لوَفدِهِ جُندُ العُلَى / وبَدَتْ ملائكةُ السَّماءِ تُرفرِفُ
نَادى بهِ جبريلُ في تأريخِهِ / إنِّي بشيرٌ لا تَخَفْ يا يُوسُفُ
هذا كريمٌ باسِمِ أحمدَ قد أتى
هذا كريمٌ باسِمِ أحمدَ قد أتى / فَجلا على الأبصارِ صُورَةَ يوسفِ
نَبَتَ العَذارُ بوَجنتيهِ مُؤرّخاً / يحكي سَواداً في بَياضِ المُصحَفِ
هذا نِقولا الذي أجرَى الدُّموعَ دَماً
هذا نِقولا الذي أجرَى الدُّموعَ دَماً / بفَقْدِهِ وأطالَ النَّوحَ والأسَفَا
بالأمسِ كانتْ إلى أميونَ نِسبتُهُ / واليومَ صارت إلى أوج العُلَى شَرَفا
لمَّا قَضَى في سبيلِ اللهِ مُبتهِجاً / بنورِهِ وبثوبِ المجدِ مُلتحِفا
صاحتْ بهِ مُهجةُ الباكي مؤرِّخةً / افديكَ يا غصنَ بانٍ في الصِّبا انقصفا
يا نِعمةَ اللهِ زَخُّورُ احتَضنْتَ هنا
يا نِعمةَ اللهِ زَخُّورُ احتَضنْتَ هنا / مِتري الذي كُنتَ منهُ ترتجي خَلَفا
دعاكَ شوقٌ إليهِ فالتَحقتَ بهِ / مُستعجِلاً وعليهِ بِتَّ مُنعكِفا
غُصنٌ نضيرٌ نشا من أصل مَكرُمةٍ / قبلَ البلوغِ أتاهُ البينُ مُختَطِفا
في تُربةٍ قُلتُ لمَّا أرَّخوه بِها / يا ويحَ قلبي على غُصنٍ قد انقَصفَا