القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 55
قاسي الجوانح لين الأعطاف
قاسي الجوانح لين الأعطاف / أهواه في الحالين غصن خلاف
رشأ من الأتراك إلا أن في / جفنيه ما في الهند من أسياف
أدنى حياصته إلى أردافه / فانظر لزخرفها على الأحقاف
واعجب لشكوى الخصر رقّة حاله / ومن الغنى لشكاية الأرداف
ولتاركي في حبِّه وكأنَّما / إنسان عيني مُبتلى برعاف
أفديه عسال القوام إذا مشى / وإذا يشاء فمعسل الترشاف
تلتفّ قامته بواردِ شعره / فأرى الشقا في جنَّةٍ ألفاف
ولقد أرى طرق الرشاد بتركه / لكنَّ قلبي مولّع بخلافي
واشقوتي منه بخصر مخطف / نهب السلوّ وناظرٍ خطَّاف
إن خابَ سائل أدمعي في حبِّه / فلكثرة الإلحاح والإلحاف
وأكاد أصدّق ثم يطمعني بهِ / بشر يغير الدّرّ في الأصداف
لا اليأس يثبت لي عليه ولا الرَّجا / فكأنني في موقف الأعراف
ولربَّ ذي عذلٍ إذا بلَّ البكى / رُدْنيّ باكر مسمعي بنشاف
مالي وما للعذول في متحكمٍ / لي في الهوى مضنٍ لديه وشاف
إني لأطلب لا لشيءٍ وصله / إلاَّ لينظر في الوصال عفافي
ما كانَ في العشرين يهفو منطقي / أيكون في الخمسين فعلٌ هاف
شيمٌ عن السلف الذكيّ ورثتها / لا في الصبى عِيبتْ عليّ ولا في
لي حين أنسب أسرةٌ عربيةٌ / كادتْ تعدّ الشهب من أحلافي
وفضائل ما قد سمعت وإنها / لسامعِ الأشراف كالأشناف
ولربَّ وردٍ عفته لتدلكٍ / ولو أنه نهر المجرَّة طاف
ما أجور الأيام في إهمالها / حقِّي وأعدّ لها عن الصناف
أشكو التأخّر في الزمان وهذه / شيمي لديه وهذه أسلافي
عطفاً أحال الدين والدنيا على / حالي فعندك يحسن اسْتعطافي
إن لم أبت ضيفاً لبابك قادماً / فاجعل كتابي واحدَ الأضياف
وأجزت باب قرى عوائد نحوه / أن لا يجوز لديه حذف مضاف
من أين للآمالِ مثلك كافلٌ / أم أين للأحوالِ غيرك كاف
أنت الغياث إذا الغمائم أخلفت / وعد الثرى بالدّرّ في الأخلاف
والمستماحة في الندى آلافه / والواحد المربي على الآلاف
غيث الشآم ونيل مصر إذا شتت / يوماً وضاقت رحلةُ الإيلاف
مدَّت إلى قاضي القضاة يدُ الرَّجا / فأمدَّها بعوائدِ الإتحاف
هو كعبة الفضل التي قد أغربت / أهل المقاصدِ حولها بطواف
أقلامه مثل السهام سديدةٌ / لكنَّها للوفدِ كالأهداف
حفيت بوعدِ الآملين فكلّها / يسعى إلى لقيا المؤمَّل حاف
في كفِّ فيَّاض النوال كأنها / لمعُ البروق بعارضٍ وكَّاف
لا عيبَ فيه سوى عطاءٍ مخجلٍ / جهد المدائح زائد الإسراف
وثناً يشفّ ضياؤه فكأنما / في أعين الأعداءِ منه أشافي
أوصاف مجدٍ أينعت فترنَّمت / بالسجعِ فيها ألسنُ الوُصَّاف
ومناقب قد يمَّمت أمد العلا / فقفت سوابقها الحسان قواف
وفخار بيتٍ في السيادةِ وازنٌ / ما بيت نظم فخاره بزحاف
بيتٌ أبو دلفٍ بناه وبالغت / أنباه في شرف وفي إشراف
ما فاخرته العرب إلاَّ هاشماً / فغدت إليه هشيمةَ الآناف
أو سامت الفرس الأوائل عزّه / لتقطّعت أكتاف ذي الأكتاف
تبقى على مرِّ الزمان وغيره / عاف الذّرى متوعر الأكناف
يا من مقام فخاره المحمود لم / تحتج دلائله إلى كشَّاف
وضحت بهمَّتك العلوم فكلها / إجماع متفق بغير خلاف
ووراك صلَّى السابقون وسلمت / آداؤهم من مثبتٍ أو ناف
وبك ازدهى الشرع المنيف مقامه / وأقرّ رائد روضه المستاف
يحميه رمحٌ من يراعك نافذٌ / ويقيك درعٌ من سجلّك ضاف
وإذا اسْتشار الملك رأيك في دجى / أمرٍ ثنيت الصبح في الإسراف
عجباً لمثلك كيف يهمل حالتي / من بعد ذاك العطف والإسعاف
وليَ المصيف وفي حشايَ حرارةٌ / للهمّ فوق حرارة المصطاف
وكفى عداتي أنني ما فيّ أن / ورد الشتا إلا لسانيَ داف
ومن الحوادث أن عزمي والصبى / أوْدَى فليتَ الحادِثات كفافي
ولبُعد بابك وُقد نارٍ في الحشا / ترمي بكلّ شرارةٍ كطراف
بالرّغم أن يجفو ترابك مبسمي / لكنه غدر الزمان الجافي
ولئن قعدت فإنَّ ركبَ مدائحي / متواصلُ الأعناقِ والإيجاف
خذْها إليك كلامةٍ مسرودةٍ / يوم الفخار وحلّة أفواف
نظّمتها لك والنجوم كأنها / في الأفقِ من تعب المسير غواف
والنسر ينهض بينها بقوادمٍ / لكنهنَّ عن العيان خواف
فأتتك من صنف الجمال بديعة / والنظم مثل بنيه ذو إنصاف
في الناس من يمشي على رجلين في / نظمٍ ومن يمشي على أخلاف
مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف
مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف / ينبيك أنَّ حديث الصبر مصروف
وإنَّ كلّ مقال العذل مخرَفةٌ / وكلّ ما نقل الواشون تحريف
ليتَ الوشاةَ على خيطٍ فكلهمُ / يداه مشلولةٌ واللحظ مكفوف
آهاً لقدّك غصناً كلّه ثمرٌ / لو أنه ببنان اللّثم مقطوف
وتبر خدّك ديناراً له لمعٌ / لو أنه لعيان الطرف مصروف
أفدي التي تشتكي مني هوىً ولها / بالرّدف والخصر تثقيلٌ وتخفيف
تدعو على الكثب والأغصان لاعبة / فالكثبُ مهتوفة والغصن مقصوف
لي في القصائد تشبيبٌ بها ولها / على جريح الحشا باللحظ تذفيف
قالوا حكى القمر التميّ طلعتها / قلنا صدقتم ولكن فيه تكليف
كما حكى نيلُ مصر جودَ سائدها / لو لم يكن في وفاء النيل تسويف
ندبٌ عطفت أماديحي على نسقٍ / من فضلِه حبَّذا للفضل معطوف
مدبر الملك بالأقلام يقدمها / في الجودِ والبأسِ تحويلٌ وتخويف
بادي السعادة لو بثَّت مناقبه / في الأفق لم يبدُ في الأقمارِ مخسوف
طلق السرة يعطي حيث وجه ذكا / كأنه بغبارِ المحل مكسوف
يا من يعنفه في صنع مكرمةٍ / هيهات أن يروع العشَّاق تعنيف
في كفِّه قلمٌ الإنشاد منشأه / فضلٌ وفصلٌ وتعريفٌ ومعروف
فتوح ملكٍ من الأسجاع خصَّ به / هذا وذاك وسجع الناس توقيف
وفضل نظمٍ له من بيته شرفٌ / فهو الرضيّ وباقي النظم مشروف
خطَّافةٌ لبّ رائيه براعته / ووجهُ حاسدها بالرَّوع مخطوف
وصاحب السرّ قد سرَّ الزمان به / صدر النديّ وللآلاء توطيف
كم قاصدٍ جاء في جهرٍ وآخر في / سرٍّ وللكلّ إنعامٌ وتشريف
وكم تلطفُ كتبٍ في رسائله / وطيَّها لمزاج الخطب تلطيف
تسيل في الطرس أرواحُ العداة به / حتى كأن يراع الطرس مرعوف
فالبرّ والبحر ذا بالأمن منبسطٌ / وذاك من خجلٍ بالجودِ مرجوف
وكلّ عافٍ بحرف الخطّ متّصلٌ / وكلّ عادٍ بحرف السيف محذوف
شكراً لعطفٍ وأعراضٍ لديك هما / لعبد أبوابكم برٌّ وتثقيف
أعرضت عنه فوالت حربه فئةٌ / شاكوا السلاح فتضريبٌ وتسييف
وما شكوتُ وما الشكوى إلى بشرٍ / من خلق مثلي والأقدار تصريف
حتى إذا غبطتك المكرمات عفت / تلك الهنات وكرّوا بعد ما عيفوا
إن ساءَ قوماً مقامي منشداً مدحاً / لساءهم ليَ تشريفٌ وتسريف
كم خلعةٍ قلت للاحي وقد حضرت / وعضّ لحيته للغيظ ذي صوف
وحبَّذا وبرٌ قد غصَّت فيه غنىً / وكان لي وبرٌ بالفقرِ منتوف
وغلَّة طاف أولادي فقلت لهم / اسعوا لها يا عفاة البيت أو طوفوا
سمراء حنطيَّة يغترّ مبسمها / فكلها بشفاه اللّثم مرشوف
دقَّت يدُ الرزق بابي وهي ناشزةٌ / فقلت كسّ أخت رزق فيه تعسيف
وعلّمتني نظمَ الشعر من دُرَرٍ / ما بيت واحدها بالفقرِ مزحوف
هذا هو الخبز يا أجنادَ أدعية / وفي المجاريب حرب الليل مصفوف
خبزٌ وخيرٌ وجبرٌ بعد ما نطقت / فللمحامد تجنيسٌ وتصحيف
لينطق الجود بعد العيّ ذا مدحٍ / تأتي وما عندها في القولِ تكليف
لا زلت ممتدحاً منِّي بنظمِ فتىً / في المادحين فلا يثنيه معروف
تجلّ عن نظم ورَّاق مدائحه / وعن ثناً فيهِ للجزَّار تقطيف
نظَّفت فكري لكم من حبّ ذي قلم / فإن شرط وعاء الحبّ تنظيف
بقيت لحمدٍ مثل فضلك واف
بقيت لحمدٍ مثل فضلك واف / وكافاك عنَّا الله خير مكاف
ولا زلتَ مسروراً بنشرِ محامدٍ / وذخر أجورٍ واتصالِ عواف
ومجدٌ على الأنصار شفَّ سناؤه / وعلم لأدواء البصائر شاف
وبرّ إذا خانَ الزمان موكلٌ / براءٍ وفاءٍ للأنام وقَّافِ
ومنح وصفح ذاك معفٍ لمخطئٍ / وذاك صريح المكرمات لعافِ
ولفظٌ هو العذبُ الطهور وطالما / أدارَ على الأفهام صرف سلاف
لك الله بحراً إن خبا البحر دُرّهُ / فأحسن منه دُرّ بحرك طافي
وندباً أطارت طائر المدح واجباً / قوادِم من نعمائه وخواف
فما رأيه عن قاصديه بغافلٍ / وما طرفه عن وافديه بغاف
وتدبير ملكٍ مع تورّع زاهدٍ / إلى وثب عزمٍ مع سكون عفاف
أخا العلم في عقلٍ ونقلٍ حوى المدى / وِفاق على الماضي بغير خلاف
وذا المجد في دنيا وأخرى فيا له / مضافاً إليه واصلاً بمضاف
أتى جودك المروي صداي ولم أسل / ولا طرق السمع الكريم نشافٍ
ودقَّ عليَّ البابَ رزقٌ ولم أسر / أدقّ بكعبي متعباً بطوافي
وقابلتها غرّ الوجوه كثيرة / جرت بحروفٍ قد صرَعنَ حرافي
ثقالاً بمنديلِي ألذّ بثقلها / وأخطر من بعد الحفا بخفاف
وأسحب والأولاد فضل ملابسٍ / نصافي بها الأيام حين نصافي
ونشكر والأعضاء ألسنة ندى / يديك وندعو والزمان مواف
دعاً صالحٌ منَّا ومدحٌ مؤيدٌ / وحقّك لا في ذا بعثت ولا في
رعا الله أيام الإمام محمدٍ / فكم نعمٍ رُدَّت إليَّ شراف
ولو سمته ردّ الشباب لردّه / عليَّ وقد مرَّت عليَّ سوافي
ألم ترَ أني قد حرمت بمدحِه / إلى غزل للشائبين مناف
فآهاً لعلاَّت الروادف برَّحت / بأكباد قومٍ مستنين عجاف
وآهاً على عصر الشباب الذي مضى / وأوْدَى فليت الحادثاتِ كفافي
فراشي كما قيل الحسان نواعماً / لديه ومسحوبُ الشعور لحافي
زمان لقاً أستغفر الله ليته / تقضَّى ولم أنعم زمانَ تجافي
فيا آمريّ اليوم بالغيّ أمسكا / فقد مرَّ من تلك الغواية كاف
ويا سابق النعمى لراجيه لا تزل / تُلافي حياة المرء عند تَلافي
فبطنيَ شبعانٌ وظهري كأنه / لسانيَ ما بين البريَّة داف
كلّ الجوانح قلب فيك مشغوف
كلّ الجوانح قلب فيك مشغوف / وما لحاصل حبِّي عنك مصروف
ذكري بخاطرك الناسي مصادفة / وخاطري عن سوى ذكراك مصدوف
يا ظبية من ظباء الحيّ نافرة / حتَّامَ هجرك شيء منك مألوف
ويل لجفنيّ لا جفنيك من سهرٍ / لكيله في الدجى خسر وتطفيف
يا باذل الوفر في الدنيا لآخرة / بشراكَ فضل على الأخرى وتسليف
عذراً لنظميَ والدنيا مطابقة / شكواي مستورة والحال مكشوف
وضعف فكريَ عن نظم القريض له / كالعدّ في رقعة الشطرنج تضعيف
لا زلت أنشد قولي فيك من قدمٍ / وأنت بالخلعةِ الزهراء محفوف
أهل يهنيك بالتشريف محتفلاً / يا من بأيامه المعروف معروف
لكنني بك أختار الهناء لها / فإن قدرك للتشريف تشريف
كم لي على حبِّ طرفه
كم لي على حبِّ طرفه / بنثرة الدمع صرفه
وكم لها من شجون / أمام قلبي وخلفه
وكم بجودِ عليٌّ / أغنى رجا الوفد كفّه
وفاض لي منه بحرٌ / في جنبه البحر غرفه
وشلّ كفّ افتقار / عن راحتيَّ وكفه
للمالِ سرًّا وجهراً / لصاحبِ السرّ عطفه
يا قادماً لي ومثلي / بفضلِ رؤياه طرفه
ليهنك العام تلقى / ألف السعادة ألفه
أكرم بقصد حجًّا / وحول بابك وقفة
يا من له في طريق زهد
يا من له في طريق زهد / حال وفي المشكلات كشف
قل لي ما مبهم جلي / وفيه للواصفين خلف
يعدّ حرفان حين يملى / بغير شدّ وقيل حرف
وهو كما قد ترى خفيف / وفيه لطف وفيه ظرف
مع أنه من عجيب أمرٍ / يجرُّ طوداً وفيه لطف
وإن عكست الحروف منه / فبلدة ما تكاد تصفو
ألغازه في ضحى وممسى / فليس يخفى وليس يخفو
ذكرته في عديد وصف / فلا يفت مسمعيك وصف
وإن خفى زائداً فأعرض / عنه ودع منطقي يكف
فإن لفظي الفداة مثلي / أصبح والله فيه ضعف
زادت شجوني فيه عن حدِّ السرف
زادت شجوني فيه عن حدِّ السرف / وجرى عليه مدمعي حتى وقف
متمنّع تلقاه في حال الرِّضا / وكأنه غضبان من فرطِ الصلف
ألف الصدود تجنُّباً وتحجُّباً / فلو أنه رام التواصل ما عرف
ومن الشقا أنَّ الجفا وتشوُّقي / لا ينتهي هذا وذاك إلى طرف
ما مال غصن قوامهِ عن فكرتي / يوماً ولا دينار وجنتهِ انْصرف
سكنت بالنيل لو لم تكن
سكنت بالنيل لو لم تكن / جيرانه لم تكُ بالشافي
كفاكَ جيران نيل الأذى / فحبَّذا النيّل بالكاف
أحاجيك ما حلو اللسان وأنه
أحاجيك ما حلو اللسان وأنه / لأخرسُ لا تعزَى إليه المعارف
يرى جالساً في الصدرِ ما دام كاملاً / فإن نقصوه فهو في الأرض طائف
مننت بحلّ اللغز معنىً وصورةً
مننت بحلّ اللغز معنىً وصورةً / فلله موصوفٌ لديكَ وواصف
ووطنني إن بلَّ بالقطر جسمه / فها هو مبلول وها أنا ناشف
يحير الغصن بين اللّين والهيف
يحير الغصن بين اللّين والهيف / ويفضح الظبي بعد الجيد والعطف
أغنّ لم يبقَ مرأى حسنه بشراً / خال من الوجدِ يلحاني على شغفي
يا حبَّذا البدر حاز التمّ أجمعه / وزاد في مهج العشَّاق بالكلف
غزال رملٍ ولكن غير ملتفتٍ / وغصنُ بانٍ ولكن غير منعطف
يشكو السقامَ إلى أجفانه جسدي / فأعجب له دَنفاً يشكو إلى دنف
متى يحقِّق وعداً من تواصله / والمنع ينظر من وجهٍ إليَّ خفي
في الخدِّ لامٌ وفي عطف الصبا ألف / وآلة المنع بين اللاّم والألف
هلاّ سوى سحر ألفاظ تلقت به / فكان في قصد موسى مانعٌ تلفي
مشير ملكٍ تجلَّى رأيه فسطا / بالخصبِ يطو بياض الصبح في السدف
فاقَ البريَّة في عدلٍ ومعرفةٍ / فليسَ عن رتب العليا بمنصرف
سجية في اقتضاء الحمد ناشئةٌ / على الندى والسدى والمجد والشرف
وهمَّة دبَّر الإسلام كافلها / تدبير متّصف بالحقِّ منتصف
يا جائل الطرف في السادات منتقداً / ها قد وصلت إلى أزكاهُم فقف
وقد وجدت معاني الفضل باهرةً / فإن قدرت على أوصافها فصف
دار الثناء على القطب الذي اتّفقت / فيه العقول فلا قول بمختلف
لا تبغِ منزلَ فضلٍ بعد منزلهِ / من حلّ طيبةَ لم يحتج إلى النجف
من معشرٍ نجبٍ ما زال مجدهمُ / يوصي به السلف الماضي إلى الخلف
شادَ المعالي بنو خاقان واجْتمعوا / في واحدٍ بمعاني البيت مكتنف
قد قدّمته على السادات همّته / في الفضلِ تقديم بسم الله في الصحف
كافي الجيوش بآراءٍ مناضلةٍ / تكاد ترعد منها أنفسُ النّطف
فلا جناحٌ بمنهاضٍ إذا عضدت / من جانبيه ولا قلبٌ بمرتجف
في كفِّه قلمٌ كالسيف منتصبٌ / لكنه لبني الآداب كالهدف
جارٍ بكفِّ سهيليّ العلى فلذا / كم في المهمَّات من روضٍ له أنِف
أمّل عطاياه وأستعرض فضائله / فما يردّ جناه كفّ مقتطف
وشمْ بعينك في الدنيا محاسنه / إذا دَلفت ودَعنا من أبي دُلف
قالوا أفي بأسه أم في سماحتِهِ / فقلتُ في ذا على رغم الحسود وفي
يا من تحملت في أبوابه نعماً / لا عيبَ فيها سوى أن أثقلت كتفي
تهنّ بالمنصب الميمون طائره / واقبل لدستِك يا موسى ولا تخف
واغفر جنايةَ أيامٍ قد اعتذرت / وأبشر بسعدٍ على الأيام مؤتلف
الله يعلم فيما أنت واجده / ونور حظِّيَ من بشري ومن أسفي
لي في جنابك برجٌ غير منقلبٍ / إذا التجأت ونجمٌ غير منكسف
ففي وَلائك توكيدي إذا اختلفت / حالُ امرئٍ وإلى علياك منعطفي
حلفتُ أنَّك معدوم النظير فما / راجعت فكري وما اسْتثْنيت في حلفي
بستان حسن لا عدمت قطافَهُ
بستان حسن لا عدمت قطافَهُ / لثماً يسلّفني السرور سلافَهُ
يختال في مرحِ الشباب كأنما / هزت حمائم حليه أعطافَهُ
في وصفه الأغزال خصّ مديحها / ملك البسيطة لا تريد خلافَهُ
الناصر بن الناصر بن قلاون الم / نصور جانسَ نصره أسلافَهُ
خضعت لعزَّته الملوك وأذعنت / لأغرّ أمَّله الزمان وخافَهُ
خدمته حتَّى أنجم مرِّيخها / لو عاد كسرى ظنَّه سيَّافَهُ
ولو أن ذا الأكتاف سابوراً عصى / أمراً لقطَّعت العصا أكتافَهُ
متّع لواحظنا بحسنك ساعةً
متّع لواحظنا بحسنك ساعةً / ودع النفوس تروح وهي توالف
واجعل وعودك لي صدوداً قابلاً / فلقد أراك إذا وعدت تخالف
ويلاه من ساجي اللواحظ أهيف / ما لي عليه سوى البكاء مساعف
يوم الغنى يهواه عاماً كلّه / بالدمعِ شاتٍ والصبابة صائف
سلْ خصره عن طول ليلة شعره / إنَّ السقيم بطول ليل عارف
أسفي للدراهم الحلبيَّا
أسفي للدراهم الحلبيَّا / ت فقد فرَّحت حشايَ وطرفي
أكلتني كفِّي عليها مراراً / وعليها أصبحت آكل كفي
يا لها حالة تكدِّر عيشي / وزمان في وجه قصديَ يصفي
أقول لمن يشتكي الخطوب
أقول لمن يشتكي الخطوب / ويحذر من موبقات الصروف
عليكَ بأبوابِ سيف العلا / ملاذ الفقير وأمن المخُوف
تجد ظلّه جنَّةً والجِنان / بلا شكّ تحت ظلال السيوف
هنّئتها خلع السيادة والتقى
هنّئتها خلع السيادة والتقى / والبرّ والبركات والألطاف
وبقيت ممدوح العلا عيناً لها / ألِف الندى ولكلّ ملك كافي
يا صاحب القلم الذي في بابِهِ / عُرف وعَرف ندى بغير خلاف
خليليَّ كفَّا عنِّيَ الشغل بالهوى
خليليَّ كفَّا عنِّيَ الشغل بالهوى / فعندِي من فقد الصّبا شاغل كافي
صفا لون شيبي ثم كدّر عيشي / فيا عجباً للشيبِ من كدرٍ صافي
ومرخى على الأكتاف يضحك من يرى / فأوَّاه من شيب يقطِّع أكتافي
جاء بالخصب إلينا كافل
جاء بالخصب إلينا كافل / آمن في عدلهِ كلّ مخُوف
فدمشق اليوم والدنيا معاً / في فنونٍ للتهاني وصنوف
جنَّة في ظلّ سيف قادم / وكذا الجنَّات في ظلِّ السيوف
قل للذي قد كنت معترفاً
قل للذي قد كنت معترفاً / من بحر أنعمه ومغترفا
عجز اجتهاد الشكر عن مننٍ / قدّمتها عندِي فيا أسفا
إن كنت لا تسدي إليَّ يداً / حتَّى أقوم بشكرِ ما سلفا
وكنت إذا جفوتم أو كدرتم
وكنت إذا جفوتم أو كدرتم / أحنُّ إليكمو أبداً وأصفو
إلى أن زرتمو فثنيت طرفي / وعلَّمني جفاكُم كيف أجفو
فما دمعي على العادات جارٍ / ولا قلبي على التبريح وقف

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025