المجموع : 55
قاسي الجوانح لين الأعطاف
قاسي الجوانح لين الأعطاف / أهواه في الحالين غصن خلاف
رشأ من الأتراك إلا أن في / جفنيه ما في الهند من أسياف
أدنى حياصته إلى أردافه / فانظر لزخرفها على الأحقاف
واعجب لشكوى الخصر رقّة حاله / ومن الغنى لشكاية الأرداف
ولتاركي في حبِّه وكأنَّما / إنسان عيني مُبتلى برعاف
أفديه عسال القوام إذا مشى / وإذا يشاء فمعسل الترشاف
تلتفّ قامته بواردِ شعره / فأرى الشقا في جنَّةٍ ألفاف
ولقد أرى طرق الرشاد بتركه / لكنَّ قلبي مولّع بخلافي
واشقوتي منه بخصر مخطف / نهب السلوّ وناظرٍ خطَّاف
إن خابَ سائل أدمعي في حبِّه / فلكثرة الإلحاح والإلحاف
وأكاد أصدّق ثم يطمعني بهِ / بشر يغير الدّرّ في الأصداف
لا اليأس يثبت لي عليه ولا الرَّجا / فكأنني في موقف الأعراف
ولربَّ ذي عذلٍ إذا بلَّ البكى / رُدْنيّ باكر مسمعي بنشاف
مالي وما للعذول في متحكمٍ / لي في الهوى مضنٍ لديه وشاف
إني لأطلب لا لشيءٍ وصله / إلاَّ لينظر في الوصال عفافي
ما كانَ في العشرين يهفو منطقي / أيكون في الخمسين فعلٌ هاف
شيمٌ عن السلف الذكيّ ورثتها / لا في الصبى عِيبتْ عليّ ولا في
لي حين أنسب أسرةٌ عربيةٌ / كادتْ تعدّ الشهب من أحلافي
وفضائل ما قد سمعت وإنها / لسامعِ الأشراف كالأشناف
ولربَّ وردٍ عفته لتدلكٍ / ولو أنه نهر المجرَّة طاف
ما أجور الأيام في إهمالها / حقِّي وأعدّ لها عن الصناف
أشكو التأخّر في الزمان وهذه / شيمي لديه وهذه أسلافي
عطفاً أحال الدين والدنيا على / حالي فعندك يحسن اسْتعطافي
إن لم أبت ضيفاً لبابك قادماً / فاجعل كتابي واحدَ الأضياف
وأجزت باب قرى عوائد نحوه / أن لا يجوز لديه حذف مضاف
من أين للآمالِ مثلك كافلٌ / أم أين للأحوالِ غيرك كاف
أنت الغياث إذا الغمائم أخلفت / وعد الثرى بالدّرّ في الأخلاف
والمستماحة في الندى آلافه / والواحد المربي على الآلاف
غيث الشآم ونيل مصر إذا شتت / يوماً وضاقت رحلةُ الإيلاف
مدَّت إلى قاضي القضاة يدُ الرَّجا / فأمدَّها بعوائدِ الإتحاف
هو كعبة الفضل التي قد أغربت / أهل المقاصدِ حولها بطواف
أقلامه مثل السهام سديدةٌ / لكنَّها للوفدِ كالأهداف
حفيت بوعدِ الآملين فكلّها / يسعى إلى لقيا المؤمَّل حاف
في كفِّ فيَّاض النوال كأنها / لمعُ البروق بعارضٍ وكَّاف
لا عيبَ فيه سوى عطاءٍ مخجلٍ / جهد المدائح زائد الإسراف
وثناً يشفّ ضياؤه فكأنما / في أعين الأعداءِ منه أشافي
أوصاف مجدٍ أينعت فترنَّمت / بالسجعِ فيها ألسنُ الوُصَّاف
ومناقب قد يمَّمت أمد العلا / فقفت سوابقها الحسان قواف
وفخار بيتٍ في السيادةِ وازنٌ / ما بيت نظم فخاره بزحاف
بيتٌ أبو دلفٍ بناه وبالغت / أنباه في شرف وفي إشراف
ما فاخرته العرب إلاَّ هاشماً / فغدت إليه هشيمةَ الآناف
أو سامت الفرس الأوائل عزّه / لتقطّعت أكتاف ذي الأكتاف
تبقى على مرِّ الزمان وغيره / عاف الذّرى متوعر الأكناف
يا من مقام فخاره المحمود لم / تحتج دلائله إلى كشَّاف
وضحت بهمَّتك العلوم فكلها / إجماع متفق بغير خلاف
ووراك صلَّى السابقون وسلمت / آداؤهم من مثبتٍ أو ناف
وبك ازدهى الشرع المنيف مقامه / وأقرّ رائد روضه المستاف
يحميه رمحٌ من يراعك نافذٌ / ويقيك درعٌ من سجلّك ضاف
وإذا اسْتشار الملك رأيك في دجى / أمرٍ ثنيت الصبح في الإسراف
عجباً لمثلك كيف يهمل حالتي / من بعد ذاك العطف والإسعاف
وليَ المصيف وفي حشايَ حرارةٌ / للهمّ فوق حرارة المصطاف
وكفى عداتي أنني ما فيّ أن / ورد الشتا إلا لسانيَ داف
ومن الحوادث أن عزمي والصبى / أوْدَى فليتَ الحادِثات كفافي
ولبُعد بابك وُقد نارٍ في الحشا / ترمي بكلّ شرارةٍ كطراف
بالرّغم أن يجفو ترابك مبسمي / لكنه غدر الزمان الجافي
ولئن قعدت فإنَّ ركبَ مدائحي / متواصلُ الأعناقِ والإيجاف
خذْها إليك كلامةٍ مسرودةٍ / يوم الفخار وحلّة أفواف
نظّمتها لك والنجوم كأنها / في الأفقِ من تعب المسير غواف
والنسر ينهض بينها بقوادمٍ / لكنهنَّ عن العيان خواف
فأتتك من صنف الجمال بديعة / والنظم مثل بنيه ذو إنصاف
في الناس من يمشي على رجلين في / نظمٍ ومن يمشي على أخلاف
مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف
مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف / ينبيك أنَّ حديث الصبر مصروف
وإنَّ كلّ مقال العذل مخرَفةٌ / وكلّ ما نقل الواشون تحريف
ليتَ الوشاةَ على خيطٍ فكلهمُ / يداه مشلولةٌ واللحظ مكفوف
آهاً لقدّك غصناً كلّه ثمرٌ / لو أنه ببنان اللّثم مقطوف
وتبر خدّك ديناراً له لمعٌ / لو أنه لعيان الطرف مصروف
أفدي التي تشتكي مني هوىً ولها / بالرّدف والخصر تثقيلٌ وتخفيف
تدعو على الكثب والأغصان لاعبة / فالكثبُ مهتوفة والغصن مقصوف
لي في القصائد تشبيبٌ بها ولها / على جريح الحشا باللحظ تذفيف
قالوا حكى القمر التميّ طلعتها / قلنا صدقتم ولكن فيه تكليف
كما حكى نيلُ مصر جودَ سائدها / لو لم يكن في وفاء النيل تسويف
ندبٌ عطفت أماديحي على نسقٍ / من فضلِه حبَّذا للفضل معطوف
مدبر الملك بالأقلام يقدمها / في الجودِ والبأسِ تحويلٌ وتخويف
بادي السعادة لو بثَّت مناقبه / في الأفق لم يبدُ في الأقمارِ مخسوف
طلق السرة يعطي حيث وجه ذكا / كأنه بغبارِ المحل مكسوف
يا من يعنفه في صنع مكرمةٍ / هيهات أن يروع العشَّاق تعنيف
في كفِّه قلمٌ الإنشاد منشأه / فضلٌ وفصلٌ وتعريفٌ ومعروف
فتوح ملكٍ من الأسجاع خصَّ به / هذا وذاك وسجع الناس توقيف
وفضل نظمٍ له من بيته شرفٌ / فهو الرضيّ وباقي النظم مشروف
خطَّافةٌ لبّ رائيه براعته / ووجهُ حاسدها بالرَّوع مخطوف
وصاحب السرّ قد سرَّ الزمان به / صدر النديّ وللآلاء توطيف
كم قاصدٍ جاء في جهرٍ وآخر في / سرٍّ وللكلّ إنعامٌ وتشريف
وكم تلطفُ كتبٍ في رسائله / وطيَّها لمزاج الخطب تلطيف
تسيل في الطرس أرواحُ العداة به / حتى كأن يراع الطرس مرعوف
فالبرّ والبحر ذا بالأمن منبسطٌ / وذاك من خجلٍ بالجودِ مرجوف
وكلّ عافٍ بحرف الخطّ متّصلٌ / وكلّ عادٍ بحرف السيف محذوف
شكراً لعطفٍ وأعراضٍ لديك هما / لعبد أبوابكم برٌّ وتثقيف
أعرضت عنه فوالت حربه فئةٌ / شاكوا السلاح فتضريبٌ وتسييف
وما شكوتُ وما الشكوى إلى بشرٍ / من خلق مثلي والأقدار تصريف
حتى إذا غبطتك المكرمات عفت / تلك الهنات وكرّوا بعد ما عيفوا
إن ساءَ قوماً مقامي منشداً مدحاً / لساءهم ليَ تشريفٌ وتسريف
كم خلعةٍ قلت للاحي وقد حضرت / وعضّ لحيته للغيظ ذي صوف
وحبَّذا وبرٌ قد غصَّت فيه غنىً / وكان لي وبرٌ بالفقرِ منتوف
وغلَّة طاف أولادي فقلت لهم / اسعوا لها يا عفاة البيت أو طوفوا
سمراء حنطيَّة يغترّ مبسمها / فكلها بشفاه اللّثم مرشوف
دقَّت يدُ الرزق بابي وهي ناشزةٌ / فقلت كسّ أخت رزق فيه تعسيف
وعلّمتني نظمَ الشعر من دُرَرٍ / ما بيت واحدها بالفقرِ مزحوف
هذا هو الخبز يا أجنادَ أدعية / وفي المجاريب حرب الليل مصفوف
خبزٌ وخيرٌ وجبرٌ بعد ما نطقت / فللمحامد تجنيسٌ وتصحيف
لينطق الجود بعد العيّ ذا مدحٍ / تأتي وما عندها في القولِ تكليف
لا زلت ممتدحاً منِّي بنظمِ فتىً / في المادحين فلا يثنيه معروف
تجلّ عن نظم ورَّاق مدائحه / وعن ثناً فيهِ للجزَّار تقطيف
نظَّفت فكري لكم من حبّ ذي قلم / فإن شرط وعاء الحبّ تنظيف
بقيت لحمدٍ مثل فضلك واف
بقيت لحمدٍ مثل فضلك واف / وكافاك عنَّا الله خير مكاف
ولا زلتَ مسروراً بنشرِ محامدٍ / وذخر أجورٍ واتصالِ عواف
ومجدٌ على الأنصار شفَّ سناؤه / وعلم لأدواء البصائر شاف
وبرّ إذا خانَ الزمان موكلٌ / براءٍ وفاءٍ للأنام وقَّافِ
ومنح وصفح ذاك معفٍ لمخطئٍ / وذاك صريح المكرمات لعافِ
ولفظٌ هو العذبُ الطهور وطالما / أدارَ على الأفهام صرف سلاف
لك الله بحراً إن خبا البحر دُرّهُ / فأحسن منه دُرّ بحرك طافي
وندباً أطارت طائر المدح واجباً / قوادِم من نعمائه وخواف
فما رأيه عن قاصديه بغافلٍ / وما طرفه عن وافديه بغاف
وتدبير ملكٍ مع تورّع زاهدٍ / إلى وثب عزمٍ مع سكون عفاف
أخا العلم في عقلٍ ونقلٍ حوى المدى / وِفاق على الماضي بغير خلاف
وذا المجد في دنيا وأخرى فيا له / مضافاً إليه واصلاً بمضاف
أتى جودك المروي صداي ولم أسل / ولا طرق السمع الكريم نشافٍ
ودقَّ عليَّ البابَ رزقٌ ولم أسر / أدقّ بكعبي متعباً بطوافي
وقابلتها غرّ الوجوه كثيرة / جرت بحروفٍ قد صرَعنَ حرافي
ثقالاً بمنديلِي ألذّ بثقلها / وأخطر من بعد الحفا بخفاف
وأسحب والأولاد فضل ملابسٍ / نصافي بها الأيام حين نصافي
ونشكر والأعضاء ألسنة ندى / يديك وندعو والزمان مواف
دعاً صالحٌ منَّا ومدحٌ مؤيدٌ / وحقّك لا في ذا بعثت ولا في
رعا الله أيام الإمام محمدٍ / فكم نعمٍ رُدَّت إليَّ شراف
ولو سمته ردّ الشباب لردّه / عليَّ وقد مرَّت عليَّ سوافي
ألم ترَ أني قد حرمت بمدحِه / إلى غزل للشائبين مناف
فآهاً لعلاَّت الروادف برَّحت / بأكباد قومٍ مستنين عجاف
وآهاً على عصر الشباب الذي مضى / وأوْدَى فليت الحادثاتِ كفافي
فراشي كما قيل الحسان نواعماً / لديه ومسحوبُ الشعور لحافي
زمان لقاً أستغفر الله ليته / تقضَّى ولم أنعم زمانَ تجافي
فيا آمريّ اليوم بالغيّ أمسكا / فقد مرَّ من تلك الغواية كاف
ويا سابق النعمى لراجيه لا تزل / تُلافي حياة المرء عند تَلافي
فبطنيَ شبعانٌ وظهري كأنه / لسانيَ ما بين البريَّة داف
كلّ الجوانح قلب فيك مشغوف
كلّ الجوانح قلب فيك مشغوف / وما لحاصل حبِّي عنك مصروف
ذكري بخاطرك الناسي مصادفة / وخاطري عن سوى ذكراك مصدوف
يا ظبية من ظباء الحيّ نافرة / حتَّامَ هجرك شيء منك مألوف
ويل لجفنيّ لا جفنيك من سهرٍ / لكيله في الدجى خسر وتطفيف
يا باذل الوفر في الدنيا لآخرة / بشراكَ فضل على الأخرى وتسليف
عذراً لنظميَ والدنيا مطابقة / شكواي مستورة والحال مكشوف
وضعف فكريَ عن نظم القريض له / كالعدّ في رقعة الشطرنج تضعيف
لا زلت أنشد قولي فيك من قدمٍ / وأنت بالخلعةِ الزهراء محفوف
أهل يهنيك بالتشريف محتفلاً / يا من بأيامه المعروف معروف
لكنني بك أختار الهناء لها / فإن قدرك للتشريف تشريف
كم لي على حبِّ طرفه
كم لي على حبِّ طرفه / بنثرة الدمع صرفه
وكم لها من شجون / أمام قلبي وخلفه
وكم بجودِ عليٌّ / أغنى رجا الوفد كفّه
وفاض لي منه بحرٌ / في جنبه البحر غرفه
وشلّ كفّ افتقار / عن راحتيَّ وكفه
للمالِ سرًّا وجهراً / لصاحبِ السرّ عطفه
يا قادماً لي ومثلي / بفضلِ رؤياه طرفه
ليهنك العام تلقى / ألف السعادة ألفه
أكرم بقصد حجًّا / وحول بابك وقفة
يا من له في طريق زهد
يا من له في طريق زهد / حال وفي المشكلات كشف
قل لي ما مبهم جلي / وفيه للواصفين خلف
يعدّ حرفان حين يملى / بغير شدّ وقيل حرف
وهو كما قد ترى خفيف / وفيه لطف وفيه ظرف
مع أنه من عجيب أمرٍ / يجرُّ طوداً وفيه لطف
وإن عكست الحروف منه / فبلدة ما تكاد تصفو
ألغازه في ضحى وممسى / فليس يخفى وليس يخفو
ذكرته في عديد وصف / فلا يفت مسمعيك وصف
وإن خفى زائداً فأعرض / عنه ودع منطقي يكف
فإن لفظي الفداة مثلي / أصبح والله فيه ضعف
زادت شجوني فيه عن حدِّ السرف
زادت شجوني فيه عن حدِّ السرف / وجرى عليه مدمعي حتى وقف
متمنّع تلقاه في حال الرِّضا / وكأنه غضبان من فرطِ الصلف
ألف الصدود تجنُّباً وتحجُّباً / فلو أنه رام التواصل ما عرف
ومن الشقا أنَّ الجفا وتشوُّقي / لا ينتهي هذا وذاك إلى طرف
ما مال غصن قوامهِ عن فكرتي / يوماً ولا دينار وجنتهِ انْصرف
سكنت بالنيل لو لم تكن
سكنت بالنيل لو لم تكن / جيرانه لم تكُ بالشافي
كفاكَ جيران نيل الأذى / فحبَّذا النيّل بالكاف
أحاجيك ما حلو اللسان وأنه
أحاجيك ما حلو اللسان وأنه / لأخرسُ لا تعزَى إليه المعارف
يرى جالساً في الصدرِ ما دام كاملاً / فإن نقصوه فهو في الأرض طائف
مننت بحلّ اللغز معنىً وصورةً
مننت بحلّ اللغز معنىً وصورةً / فلله موصوفٌ لديكَ وواصف
ووطنني إن بلَّ بالقطر جسمه / فها هو مبلول وها أنا ناشف
يحير الغصن بين اللّين والهيف
يحير الغصن بين اللّين والهيف / ويفضح الظبي بعد الجيد والعطف
أغنّ لم يبقَ مرأى حسنه بشراً / خال من الوجدِ يلحاني على شغفي
يا حبَّذا البدر حاز التمّ أجمعه / وزاد في مهج العشَّاق بالكلف
غزال رملٍ ولكن غير ملتفتٍ / وغصنُ بانٍ ولكن غير منعطف
يشكو السقامَ إلى أجفانه جسدي / فأعجب له دَنفاً يشكو إلى دنف
متى يحقِّق وعداً من تواصله / والمنع ينظر من وجهٍ إليَّ خفي
في الخدِّ لامٌ وفي عطف الصبا ألف / وآلة المنع بين اللاّم والألف
هلاّ سوى سحر ألفاظ تلقت به / فكان في قصد موسى مانعٌ تلفي
مشير ملكٍ تجلَّى رأيه فسطا / بالخصبِ يطو بياض الصبح في السدف
فاقَ البريَّة في عدلٍ ومعرفةٍ / فليسَ عن رتب العليا بمنصرف
سجية في اقتضاء الحمد ناشئةٌ / على الندى والسدى والمجد والشرف
وهمَّة دبَّر الإسلام كافلها / تدبير متّصف بالحقِّ منتصف
يا جائل الطرف في السادات منتقداً / ها قد وصلت إلى أزكاهُم فقف
وقد وجدت معاني الفضل باهرةً / فإن قدرت على أوصافها فصف
دار الثناء على القطب الذي اتّفقت / فيه العقول فلا قول بمختلف
لا تبغِ منزلَ فضلٍ بعد منزلهِ / من حلّ طيبةَ لم يحتج إلى النجف
من معشرٍ نجبٍ ما زال مجدهمُ / يوصي به السلف الماضي إلى الخلف
شادَ المعالي بنو خاقان واجْتمعوا / في واحدٍ بمعاني البيت مكتنف
قد قدّمته على السادات همّته / في الفضلِ تقديم بسم الله في الصحف
كافي الجيوش بآراءٍ مناضلةٍ / تكاد ترعد منها أنفسُ النّطف
فلا جناحٌ بمنهاضٍ إذا عضدت / من جانبيه ولا قلبٌ بمرتجف
في كفِّه قلمٌ كالسيف منتصبٌ / لكنه لبني الآداب كالهدف
جارٍ بكفِّ سهيليّ العلى فلذا / كم في المهمَّات من روضٍ له أنِف
أمّل عطاياه وأستعرض فضائله / فما يردّ جناه كفّ مقتطف
وشمْ بعينك في الدنيا محاسنه / إذا دَلفت ودَعنا من أبي دُلف
قالوا أفي بأسه أم في سماحتِهِ / فقلتُ في ذا على رغم الحسود وفي
يا من تحملت في أبوابه نعماً / لا عيبَ فيها سوى أن أثقلت كتفي
تهنّ بالمنصب الميمون طائره / واقبل لدستِك يا موسى ولا تخف
واغفر جنايةَ أيامٍ قد اعتذرت / وأبشر بسعدٍ على الأيام مؤتلف
الله يعلم فيما أنت واجده / ونور حظِّيَ من بشري ومن أسفي
لي في جنابك برجٌ غير منقلبٍ / إذا التجأت ونجمٌ غير منكسف
ففي وَلائك توكيدي إذا اختلفت / حالُ امرئٍ وإلى علياك منعطفي
حلفتُ أنَّك معدوم النظير فما / راجعت فكري وما اسْتثْنيت في حلفي
بستان حسن لا عدمت قطافَهُ
بستان حسن لا عدمت قطافَهُ / لثماً يسلّفني السرور سلافَهُ
يختال في مرحِ الشباب كأنما / هزت حمائم حليه أعطافَهُ
في وصفه الأغزال خصّ مديحها / ملك البسيطة لا تريد خلافَهُ
الناصر بن الناصر بن قلاون الم / نصور جانسَ نصره أسلافَهُ
خضعت لعزَّته الملوك وأذعنت / لأغرّ أمَّله الزمان وخافَهُ
خدمته حتَّى أنجم مرِّيخها / لو عاد كسرى ظنَّه سيَّافَهُ
ولو أن ذا الأكتاف سابوراً عصى / أمراً لقطَّعت العصا أكتافَهُ
متّع لواحظنا بحسنك ساعةً
متّع لواحظنا بحسنك ساعةً / ودع النفوس تروح وهي توالف
واجعل وعودك لي صدوداً قابلاً / فلقد أراك إذا وعدت تخالف
ويلاه من ساجي اللواحظ أهيف / ما لي عليه سوى البكاء مساعف
يوم الغنى يهواه عاماً كلّه / بالدمعِ شاتٍ والصبابة صائف
سلْ خصره عن طول ليلة شعره / إنَّ السقيم بطول ليل عارف
أسفي للدراهم الحلبيَّا
أسفي للدراهم الحلبيَّا / ت فقد فرَّحت حشايَ وطرفي
أكلتني كفِّي عليها مراراً / وعليها أصبحت آكل كفي
يا لها حالة تكدِّر عيشي / وزمان في وجه قصديَ يصفي
أقول لمن يشتكي الخطوب
أقول لمن يشتكي الخطوب / ويحذر من موبقات الصروف
عليكَ بأبوابِ سيف العلا / ملاذ الفقير وأمن المخُوف
تجد ظلّه جنَّةً والجِنان / بلا شكّ تحت ظلال السيوف
هنّئتها خلع السيادة والتقى
هنّئتها خلع السيادة والتقى / والبرّ والبركات والألطاف
وبقيت ممدوح العلا عيناً لها / ألِف الندى ولكلّ ملك كافي
يا صاحب القلم الذي في بابِهِ / عُرف وعَرف ندى بغير خلاف
خليليَّ كفَّا عنِّيَ الشغل بالهوى
خليليَّ كفَّا عنِّيَ الشغل بالهوى / فعندِي من فقد الصّبا شاغل كافي
صفا لون شيبي ثم كدّر عيشي / فيا عجباً للشيبِ من كدرٍ صافي
ومرخى على الأكتاف يضحك من يرى / فأوَّاه من شيب يقطِّع أكتافي
جاء بالخصب إلينا كافل
جاء بالخصب إلينا كافل / آمن في عدلهِ كلّ مخُوف
فدمشق اليوم والدنيا معاً / في فنونٍ للتهاني وصنوف
جنَّة في ظلّ سيف قادم / وكذا الجنَّات في ظلِّ السيوف
قل للذي قد كنت معترفاً
قل للذي قد كنت معترفاً / من بحر أنعمه ومغترفا
عجز اجتهاد الشكر عن مننٍ / قدّمتها عندِي فيا أسفا
إن كنت لا تسدي إليَّ يداً / حتَّى أقوم بشكرِ ما سلفا
وكنت إذا جفوتم أو كدرتم
وكنت إذا جفوتم أو كدرتم / أحنُّ إليكمو أبداً وأصفو
إلى أن زرتمو فثنيت طرفي / وعلَّمني جفاكُم كيف أجفو
فما دمعي على العادات جارٍ / ولا قلبي على التبريح وقف