المجموع : 32
بذل ابن موسى فوقَ تأملهِ
بذل ابن موسى فوقَ تأملهِ / وجودُهُ فوق مَدى وصفهِ
إن ظعنَ الحمدُ إلى أرضهِ / فإنما حنَّ إلى إلفهِ
ليسَ بمنسوبٍ إلى جودهِ / فالجودُ منسوبٌ إلى كفِّهِ
لو تُضعِفُ الدنيا لأموالهِ / يوماً إذا ما ارتاحَ لم تُلفهِ
كم تحملتُ والهوى ليس يخفى
كم تحملتُ والهوى ليس يخفى / أنا أطفا وزفرتي ليسَ تطفا
كم ترى مُقلتي تفيضُ دُموعاً / وحقيقٌ بالوجدِ من كان يُجفى
يا قضيباً ريانَ يهتزُّ نصفاً / وكثيباً يحادِثُ الخصرَ نِصفا
ضاقَ ذرعي بطول صَدكَ عني / أسأل الله منكَ ليناً وعطفا
لبيكَ من متخيّرٍ إلفا
لبيكَ من متخيّرٍ إلفا / أما هواكَ فكانَ لي حتفا
أخلو بطرفِكَ أن يُجرعني / كأس المنيةِ مترعاً صِرفا
وكتمتُ ما ألقاهُ محتسباً / متحملاً لا أظهِرُ اللهفا
فأبى السقامُ وعبرةٌ وكفت / إلا بما أسررتهُ كشفا
أيا من قلبهُ دنفُ
أيا من قلبهُ دنفُ / ودمعُ جفونهِ يكفُ
ومن هو بالهوى والشو / قِ والأحزانِ معترفُ
لذا غنجُ محاسنِ وج / ههِ فوقَ الذي أصفُ
يتيهُ بهِ وحق لهُ / عليَّ التيهُ والصلفُ
دلَّ على أنّي به مدنفُ
دلَّ على أنّي به مدنفُ / عينٌ من الوجدِ به تذرفُ
وإنما يهجرني إنهُ / يعرفُ من قلبي ما يعرفُ
ما طرفت عيني بأجفانها / يوماً على الأرض ولا يطرفُ
أعزّ ممن أنا عبدٌ له / عليَّ في الناس ولا يُنصفُ
يا باكياً من أسفه
يا باكياً من أسفه / مكتنفاً من دنفِه
كالبدرِ كالغصنِ وفي / دِعص نقاً من ترفِه
ما يرفعُ الطرفَ إلى / عاشقهِ من صلفِه
ما كان لو عاشَ أخو ال / هوى به من كنفِه
إلفٌ بكى شوقاً إلى إلفهِ
إلفٌ بكى شوقاً إلى إلفهِ / بدمعِ عينيهِ فلم يكفهِ
حتى بكيت بالدمِ أجفانهُ / وأثرَ التسهيدُ في طرفهِ
حزناً على من لم يزل قلبُ من / أبصرهُ مذ كان في كفهِ
يزدادُ حسناً عند أهل الهوى / ما أعرفَ الواصفُ في وصفهِ
تعذرُ العينُ بأن لا تَكِف
تعذرُ العينُ بأن لا تَكِف / والهوى يعلم أني دنِفُ
وصفت عيني بأني من ضنىً / صدقت إنّي على ما تصِف
أنا معروفٌ بسيما بدنٍ / للتصابي مذعن معترفُ
وقفَ القلبُ على الوجدِ بمن / أصبحَ الحسن عليهِ يقفُ
إن كنتَ تعلمُ أن قلبي مدنف
إن كنتَ تعلمُ أن قلبي مدنف / بهواك مرتهنٌ فلم لا تنصفُ
أما النهارُ ففيهِ وجدٌ غالبٌ / والليل فيه تسهدُ وتلهفُ
في كل جارحةٍ هوىً متحيزٌ / في كل جارحةٍ دموعٌ تذرفُ
يا من تعبدني بزهرةِ وجههِ / ما عندَ مثلكَ رقةٌ وتعطفُ
مشرقُ الوجه غضيضٌ طرفهُ
مشرقُ الوجه غضيضٌ طرفهُ / ناعمٌ يهتزُّ ليناً عطفُهُ
مخطفُ الأعلى هضيمٌ كشحُهُ / لم يجر ما دَقَّ منه رِدفُهُ
زانَهُ اللَه فيا طوبى لِمَن / نالَهُ تقريبُهُ أو عطفُهُ
نعمَت للحسنِ عيناهُ بهِ / وزَها بالقُربِ منهُ إلفُهُ
علم نَومي الجفاءَ بي فَجَفا
علم نَومي الجفاءَ بي فَجَفا / فزادَ جسمي بقدِّهِ دَنفَا
يا أحسنَ العالمين منزلةً / عندَ فؤادٍ أذابَهُ أسفا
أصبحَ بدرُ الدُجى يقول بأن / نكَ منهُ أبهى ومعترفا
بحسبِ قلبي هواكَ يا ملكَ الن / ناسِ لقلبٍ بحسنهِ وكفَى
دَنِفُ العزاء فؤادُهُ دَنِفُ
دَنِفُ العزاء فؤادُهُ دَنِفُ / ظَفِرَت بهِ الحَسراتُ والأسَفُ
حَيران ليسَ لطرفهِ أنسٌ / إلا السهادُ وعبرةٌ تكِفُ
في كلِّ جزءٍ منهُ مؤتلفٌ / وجدٌ بطولِ الشوقِ مؤتلِفُ
فالكلُّ مطويٌّ على سقمٍ / فوقَ الشفاء وفوقَ ما تصِفُ
يا مَن يَصدُّ تركتَ قلبي مُدنفاً
يا مَن يَصدُّ تركتَ قلبي مُدنفاً / جزِعاً وغايةُ مثلهِ أن يكلَفا
يا مَن تحيرَ حسنُهُ في وجههِ / أينَ الوِصالُ وأين أيامُ الصفا
يا من وفى قلبي له وتضمنت / نفسي له مقةَ الحبيبِ وما وفى
ما كانَ صبركَ حينَ اسمَعكَ الهوى / شَكوى المحبِّ الليل أن تتعطفا
فؤادي الذي تعرفُ
فؤادي الذي تعرفُ / بطولِ الهوى مدنفُ
وعيني التي لا تزا / لُ مطروفةً تذرفُ
أيا من يدقُّ بمعنى الصفا / تِ عنه فما يُوصفُ
إذا أنتَ لم تكشفِ ال / لَذي بي فمن يكشفُ
كفاكَ إن قال أنهُ دنفُ
كفاكَ إن قال أنهُ دنفُ / به من الوجدِ فوقَ ما تصِفُ
باللَهِ فاردد فؤادَ مكتئبٍ / ليسَ له من فؤادهِ خَلفُ
من ليلهُ ساهرٌ ومقلتُهُ / عبرى عليهِ دموعُها تكفُ
لم يدعِ الشوقُ من تحمله / إلا كما كان يتركُ الأسفُ
يا حَسبَ نفسي وكَفي
يا حَسبَ نفسي وكَفي / ارحم كَئيباً دنِفا
يزيدُهُ عاذلُهُ / في كلِّ يومٍ شغفا
فكانَ يخفي وجدَهُ / حتى بدا وانكشفا
فأصبح اليومَ بهِ / مستهتراً معترفا
تسلم ثم لا تقفُ
تسلم ثم لا تقفُ / وتعلمُ أنِّي دنِفِ
أما وهواكَ لو أمسي / بقلبكَ بعض ما نصِفُ
إذاً أمللتَ واستعدَي / تَ عيناً دَمعها يكفُ
ولكن صرتَ تملِكني / وحقَّ لمثلِكَ الصلَفُ
تنطوي على أسفِ
تنطوي على أسفِ / يا خلي من الدنفِ
قال للجفونِ أطع / تِ الهوى ولم تكفِ
قد جنيت داهيةً / فاصبري أو اعترفي
كم بذلت ذا سقمٍ / للعيونِ والهَيَفِ
أتَرى العاذل اشتفى
أتَرى العاذل اشتفى / ورأى منك ما كفى
مستريحَ الفؤادِ يَه / جرُ من كان مدنفا
أجدُ الوجدَ منهُ وال / حُزنَ والشوقَ ما صفَا
يا ملكياً عليه بال / حُسنِ لو شاءَ أنصَفا
باخلٌ لا لإلفهِ
باخلٌ لا لإلفهِ / وضنينٌ بعطفهِ
والذي مُلكَ القلو / بَ فدانَت لطرفهِ
والذي دونَ نصفهِ / دانَ ما فوقَ نِصفهِ
صِل كئيباً متيماً / رامَ وِداً فأصفهِ