المجموع : 7
أَهدَت نَجاتُكَ عوذَةَ المُتَخَوِّفِ
أَهدَت نَجاتُكَ عوذَةَ المُتَخَوِّفِ / وَجَلَت إِياتُكَ بُغيَةَ المُتَشَوِّفِ
بَهَجَ الجَميعُ بِكَ اِبتِهاجَ الأَرضِ في / مَحلٍ بِإِطلاقِ الحَيا المُتَوَقِّفِ
يا غُمَّةً أَجلَت لَنا عَن فَرحَةٍ / كَالسِجنِ أَفرَجَ عَن إِمارَةِ يوسُفِ
مَرِضَ الوَزيرُ المُرتَضى فَبَدَت عَلى / مَرَضِ الوُجودِ دَلائِلٌ لا تَختَفي
وَلِذَلِكَ اِعتَلَّ النَسيمُ وَأُلبِسَت / شَمسُ الأَصيلِ شُحوبَ شاكٍ مَدنَفِ
إِن سَرَّ مَطلِعُهُ العُيونَ فَطالَما / نامَت أَماناً في حِماهُ الأَكنَفِ
أَو مُدَّتِ الأَيدي لَهُ تَدعو فَكَم / مُدَّت إِلى إِحسانِهِ المُتَوَكِّفِ
ظَلَّ الزَمانُ مُحَيِّراً لِشِكاتِهِ / فَلَو أَنَّهُ عَينٌ إِذَن لَم تَطرَفِ
عَجَباً مِنَ الأَيّامِ تُسقِمُهُ وَما / زالَت بِهِ مِن كُلِّ سُقمٍ تَشتَفي
ما نالَتِ الآلامُ مِنهُ سِوى الَّذي / نالَ الصِقالُ مِنَ الحُسامِ المُرهَفِ
حَفَّت بِنورِ أَبي عَلِيٍّ عِصمَةٌ / لَو جاوَرَت شَمسَ الضُحى لَم تُكسَفِ
إِن غِبتَ عَن قَومٍ فَما غابَ الَّذي / عَوَّدتَهُم مِن نائِلٍ وَتَعَطُّفِ
كَالنَبتِ لا يَلقى الغَمامَ وَإِن غَدا / مُتَنَعِّماً بِرُضابِهِ المُتَرَشَّفِ
رِفدٌ بِصاحِبِهِ نَقاءُ سَريرَةٍ / وَصفانِ مِن وَصفِ السَحابِ الموكَفِ
كَرَمٌ يُؤَيِّدُهُ التَكَرُّمُ قَد حَكى / غَيَدَ الغَزالِ مُوَكَّداً بِتَشَوُّفِ
حَسَبٌ صَقيلٌ فَوقَ عِزٍّ أَشوَسٍ / كَسَنا الفِرِندِ عَلى سَواءِ المَشرَفي
عزمٌ تَأَلَّقَ في نَواحي هِمَّةٍ / كَالنارِ تومِضُ بِاليَفاعِ المُشرِفِ
ما فيهِ مِن غَيرِ التُقى رَهَبٌ وَلا / فيهِ لِغَيرِ الجودِ شيمَةُ مُسرِفِ
لا يُبصِرُ الزَلّاتِ وَهيَ ظَواهِرٌ / تَبدو وَيُبصِرُ مَوضِعَ الفَضلِ الخَفي
أَضدادُ مَجدٍ لا تَعادِيَ بَينَها / نارُ البَروقِ بِمائِها لا تَنطَفي
مُتَناسِبٌ فىِ الفَضلِ مُكتَمِلٌ فَلا / نَقصُ الكَفيفِ وَلا اِختِلافُ الأَخيَفِ
موفٍ عَلى العَليا بِأَيسَرِ سَعيِهِ / نَيلَ البَليغِ مُرادَهُ في أَحرُفِ
سَعيٌ خَلاصِيُّ قَدِ اِستَصفى العُلا / وَلَقَد تُتاحُ لَهُ وَلَو لَم يَصطَفِ
لَو أَنَّهُ اِلتَمَسَ المَساعِيَ في الدُجى / لَم تِختَطِف مِهُنَّ غَيرَ الأَشنَفِ
نَظَمَ المَواهِبَ كَالقَوافي جودُهُ / لا نَظمَ مُنتَحِلٍ وَلا مُتَكَلِّفِ
قَد يُلحِفُ العافونَ في تَسآلِهِم / ما كُنتُ أَسمَعُ بِالكَريمِ المُلحَفِ
إِفكُ الدُعاةِ مَحَتهُ دَعوَتُكَ الرِضى / فَعَصا الخَطيبِ بِها عَصا مُتَلَقِّفِ
يُبدونَ هَدياً وَالمُرادُ خِلافُهُ / فَكَأَنَّ دَعوَتَهُم كَلامُ مُصَحِّفِ
ناضِل بِسَيفِ اللَهِ أَو بِكِتابِهِ / وَاِشبِع بِظَهرِ الطِرفِ بَطنَ المُصحَفِ
وَإِلَيكِها اِبنَةَ ساعَةٍ لا تَلتَقي / إِلّا بِسَمعٍ مُنصِتٍ أَو مُنصِفِ
عَذراءُ جاءَت عَن لَهاكَ وَخاطِري / فَعَجِبتُ مِن كَرَمِ القَريضِ المُقرِفِ
راقَتكَ تَسهيماً وَصابَت أَسهُماً / فَأَتَتكَ بَينَ مُفَوَّقٍ وَمُفَوَّفِ
أَنا وَالبِساطُ وَأَنتَ أَشرَفُ مادِحٍ / وَأَجَلُّ مَمدوحٍ وَأَشرَفُ مَوقِفِ
وَداعُ قَلبٍ أَزِفا
وَداعُ قَلبٍ أَزِفا / وَعاشِقٌ عَلى شَفا
جاءَ بِقَلبٍ سالِمٍ / فَسَلهُ كَيفَ اِنصَرَفا
هَل يَجِدُ الإِنسانُ مِن / نَفسٍ تَوَلَّت خَلَفا
يانَظرَةً ما غُرِسَت / حَتّى جَنَيتُ الشَغَفا
السِحرُ كَم جالَ وَفي / أَلحاظِ موسى وَقَفا
يا شَدَّ ما كَلَّفَني / حُبّي لِموسى الكُلَفا
فَلا شَفاني اللَهُ إِن / دَعَوتُ مِنهُ بِالشِفا
أَذعَنتُ إِذ جارَ وَلا / يُحمَلُ حُكمُ الضُعَفا
ذُلُّ الهَوى وَعِزَّةُ ال / حُسنِ حَديثٌ عُرِفا
لا ذَنبَ إِلّا عاشِقٌ / أَذعَنَ يَبغي النَصَفا
وَلَستُ وَهوَ هاجِري / وَالرَسمُ مِنّي قَد عَفا
أَوَّلَ صَبٍّ ماتَ أَو / أَوَّلَ مَعشوقٍ جَفا
يا مَن حَلَفتُ أَن أَرى / عانٍ فَبَرَّ الحَلِفا
تَبخَلُ أَن تُحيِيَ بِاللَ / فظِ مُحِبّاً تَلِفا
أَخافُ مِن جَورِكَ أَن / تُدعى المَليحَ المُسرِفا
حانَ فِراقي فَأَبكِني / لَكِن بِدَمعٍ وَكَفا
لا أَظلِمُ البَينَ أَقو / لُ شَتِّتِ المُؤتَلِفا
ما كُنتُ مَوصولاً فَاِف / كٌ عَصرُ وَصلٍ سَلَفا
ما زادَني البُعدُ بِحَمدِ اللَ / هِ بُعداً أَو جَفا
كانَ هَواكَ طَمَعاً / وَاليَومَ أَمسى أَسَفا
يا مَرحَباً بِالوَجدِ في / كَ وَعَلى الصَبرِ العَفا
أَسعِدِ الوَجدَ بِدَمعٍ وَكَفا
أَسعِدِ الوَجدَ بِدَمعٍ وَكَفا / لا تَقُل لِلدَمعِ حَسبي وَكفى
لَستُ في دَمعي غَريقاً إِنَّما / جَسَدي خَفَّ ضَنىً حَتّى طَفا
جادَ غَيثُ الدَمعِ مِن بُعدِكَ في / مُقلَتي رَسمَ الكَرى حَتّى عَفا
ذِكرُكَ الأَعطَرُ يُبكيني دَماً / رُبَّ مِسكٍ بِشَذاهُ رَعَفا
لَستُ مَشغوفاً بِموسى إِنَّهُ / لَيسَ لي قَلبٌ فَأَشكو الشَغَفا
كُنتُ أَشكو في الهَوى وَاليَومَ قَد / تُبتُ يَعفو اللَهُ عَمّا سَلَفا
سَأَلتُها عَلَّةً مِن ماءِ مَبسِمِها
سَأَلتُها عَلَّةً مِن ماءِ مَبسِمِها / تُطفي بِها حَرَّ مَصدوعِ الحَشا دَنِفِ
فاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت ثَغرُ ذي شَنَبٍ / في ثَغرِ ذي فَلَجٍ شَيءٌ مِنَ الكُلَفِ
وَما دَرَت أَنَّهُ وَاللَهِ لا عَجَبٌ / أَن يوجَدَ الدُرُّ مَقروناً مَعَ الصَدَفِ
أَما لَكَ في أَمري إِلى العَدلِ مَصرَفٌ
أَما لَكَ في أَمري إِلى العَدلِ مَصرَفٌ / حَكَمتَ فَما أُعطيتَ عَدلاً وَلا صَرفا
يَقولُ أَتَشكو المَيلَ مِنّي وَنَفرَتي / وَبُعدي أَلَستُ البَدَرَ وَالغُصنَ وَالخِشفا
تَحِنُّ إِلى الخَيرِيِّ نَفسي وَيَغتَدي / نَسيبِيَ في تَصحيفِهِِ يَمَلأُ الصُحفا
وَما أَسهَرُ الظَلماءَ إِلّا لَعَلَّهُ / يُنَشِّقُني الخَيرِيُّ مِن نَشرِهِ عَرفا
كَأَنَّ خَيالي لَيسَ يُظهِرُ غَيرَهُ / وَلا مُنصِفي يَدري خِلافَ اِسمِهِ حَرفا
يُمَثَّلُ لي في كُلِّ شَيءٍ رَأَيتُهُ / وَإِن سَأَلوا جاوَبتُهُم بِاِسمِهِ عُرفا
وَلَولا حَيائي وَاِتِّقاءُ مَحَلَّهُ / لَقَبَّلتُ نَعلَيهِ بِرَغمِ العِدا أَلفا
تَأَوَّلتُ فيهِ الذُلَّ قُلتُ تَواضُعٌ / وَحَسَّنتُ تَركَ الصَونِ سَمَّيتُهُ ظَرفا
أَلا لَيتَ شِعري مَن بِآخِرِ سَبِّحِ / وَمَن هُوَ في التَنزيلِ قَبلَ الَّذي وَفّى
إِذا كانَ نَصرُ اللَهِ وَقفاً عَلَيكُمُ
إِذا كانَ نَصرُ اللَهِ وَقفاً عَلَيكُمُ / فَإِنَّ العِدا التَنوينُ يَحذِفُهُ الوَقفُ
قَلبِي بِدَاءِ الهَوَى وَالحُبّ قَد تَلِفَا
قَلبِي بِدَاءِ الهَوَى وَالحُبّ قَد تَلِفَا / وَنَاظِري لِسُهَادِ اللَّيلِ قَد ألِفَا
فَلاَ تُعَذّب بِطُولِ الهَجرِ قلبَ شَجٍ / عَذَابُ مِحنَتِهِ قَبلَ الصُّدُودِ كَفَى
إن كُنتَ تَرضَى حَبيبَ القَلب تَعذِبَتِي / فَإنَّ قَلبِي يَرَى تَعذِيبَكُم شَرفَا
يا رَاحَةَ النفس يَا أنس القُلُوبِ وَيَا / قوت الفؤاد وَيَا صَفواً لِمَن عَرَفَا
إن كُنتُ أذنَبتُ هَا قَد جِئتُ مُعتَرِفاً / وَقَد عَفَا اللهُ عَن ذاكَ الَِّذِي سَلَفَا