القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 23
أَطَاعَ ما قالَهُ الواشي وما هَرَفَا
أَطَاعَ ما قالَهُ الواشي وما هَرَفَا / فعادَ يُنْكرُ منِّا كلَّ ما عَرَفَا
وصدَ حتّى استَمرَّ الهجرُ منه فَلَو / أَلمَّ بِي منهُ طيفٌ في الكَرى صَدَفَا
يَجنِي وعندي له العُتْبَى فواعجبَا / من مُعتِبٍ ما جَنَى جُرما ولا اقْتَرفَا
ملَّكْتُهُ طائعاً قلباً تعسّفَهُ / وقَلَّما يملِكُ الأحرارَ مَن عَسفَا
لي منه ما ساءَنِي من هجرهِ ولَه / منّي الرِّضا بقَضَاياهُ وإن جَنَفَا
ألقاهُ بعد التَّصافي مُعرِضاً حَنِقاً / وبعدَ إِقبالهِ بالوُدِّ مُنحرفَا
يَا هاجرينَ لِلاذَنْبٍ سوَى مَللٍ / دَعَا فَهَبُّوا إلى داعيهِ إذ هَتَفَا
مالي أرى بَيْننا والدَّارُ جامِعَةٌ / قريبةٌ من تَجنّيكُم نَوىً قُذُفَا
لا تَعجَلُوا بِفِراقٍ سوف يُدرِكُنا / كَفَى بنا فُرقةً ريبُ المَنونِ كَفَى
صِلُوا فؤاداً إذا سكَّنتُ رَوعَتَهُ / هَفَا ودمعاً إذا نَهنهتُهُ وَكَفَا
لكُم هَوايَ وإن جُرتُم وجَورُكُمُ / مُستحسنٌ منكُمُ لو لم يَكُن سَرَفَا
كذاكَ حَظِّي من الأحْباب من سكنَتْ / نَفسي إليه حَبانِي الهجرَ والشّنَفَا
حتى لقد غيَّرَ الجَدُّ العثورُ فلاَ / لَعاً لَهُ ماجِداً ما كان مُطَّرَفَا
ومُهَفْهَفٍ بِي مِن فتورِ جُفونِهِ
ومُهَفْهَفٍ بِي مِن فتورِ جُفونِهِ / سُكرٌ يُقصِّرُ عَنهُ سُكرُ القَرقَفِ
أبداً أُواصِلُه ويَهجرُ عامداً / ومِنَ العَنَاءِ وِدادُ من لَم يُنْصِفِ
يَستعذبُ القلبُ العليلُ عَذابَه / وَاهاً لَه لو أنّهُ لم يُسرِفِ
غَطّى الجمالُ على ذَميمِ فعالِهِ / والموتُ يَستُرهُ صِقالُ المُرهَفِ
لا تَغْتَرِرْ بنحُولِ خَصرٍ أهيَفِ
لا تَغْتَرِرْ بنحُولِ خَصرٍ أهيَفِ / فالموتُ في حَدِّ الحُسامِ المُرهَفِ
وتَوَقَّ فتكةَ ناظِرٍ مُتَمرِّضٍ / يسطُو سُطَا مُتَغشرِمٍ مُتَعَجْرِفِ
ظَمَئِي من الثَّغرِ البَرُود فمَن رأى / ظَمآنَ من بَرْدٍ يُعلُّ بَقَرقَفِ
من لي بوصْلِ مُماطلٍ بدُيُونِهِ / يَعِدُ القَضَاءَ مَعَ اليسَارِ فَلا يَفِي
في وَجهِهِ ماءُ الملاحَةِ حائرٌ / وبخدِّهِ وَردُ الحَيَا لم يُقطَفِ
فكأَنَّ وشْيَ عِذارِهِ في خدِّهِ / نَملٌ تسرَّبَ فَوقَ وردٍ مُضْعَفِ
مُسْتصغَرُ الذْنبِ إن عُدّتْ إساءتُهُ
مُسْتصغَرُ الذْنبِ إن عُدّتْ إساءتُهُ / وكَلْمُهَا في الحشَا يَدْمَى ويَنْقَرِفُ
مثلُ القَذاةِ بعينِ المرءِ يَحقِرُها / ودَمعُهُ أبداً من وخْزِها يكِفُ
قُل للّوائِم كُفّوا عن مَلامِكُمُ
قُل للّوائِم كُفّوا عن مَلامِكُمُ / فإنَّه يَستَثِيرُ الهمَّ والأَسَفَا
لا تُذكروني تَجَنِّيهِ وهَجْرَتَهِ / فحبُّه شَاغِلٌ عن كلِّ ما سَلَفَا
إذا عرضتُ على قلبِي إساءَتَهُ / هَفَا وأنكرَ منها كلَّ ما عَرَفَا
وإن هممتُ بصبرٍ عنه واجَهَنِي / من وجْهِهِ بشفيعٍ زادَني شَغَفَا
بَاحَتْ بسرِّكَ أدمعٌ تَكِفُ
بَاحَتْ بسرِّكَ أدمعٌ تَكِفُ / فإِلاَمَ تُنكر وهْي تَعتَرفُ
هل يُغِنَينْ عنكَ الجحُودُ إذَا / شَهِدَ النحولُ عليكَ والكَلَفُ
أُخفي غَرامي وَهوَ مُشتَهِرٌ / بادٍ وأسترُهُ وينكشِفُ
أسفي لِعُمْرٍ ضاعَ مُذهَبُهُ / في حبّكُم لو رَدّهُ الأسَفُ
وهَوىً عُنِيتُ بِرعْيِ ذمَّتِهِ / فأضَاعَهُ المتلَوِّنُ الطَّرِفُ
أنفقتُ في كَسبي مودَّتِهِم / شرخَ الشبابِ فأعوزَ الخلَفُ
وصدفتُ عن قولِ الوُشاةِ وما / قالُوهُ فيَّ بِسَمعِهِم شَنَفُ
وتنكَّرُوا حتَّى كأَنّهُمُ / ما أنكرُوا وُدّي ولا عَرَفُوا
ولُهم لَديَّ علَى ملالِهِمُ / وُدٌّ بِخِلبِ القلبِ مُلْتَحِفُ
بَيني وبينهُم وإن قَرُبُوا / من هَجرِهمْ أبداً نَوىً قُذُفُ
يا جَائرِينَ وهُم أَعزُّ على / قَلبي من الطَّرفِ الذي طَرَفُوا
أَغْرَاكُم بالهجر عِلمُكُمُ / أنَّي بكمُ مُستَهتَرٌ كَلِفُ
مَا بالملاَلَةِ حين تَعْرِضُ من خَفَا
مَا بالملاَلَةِ حين تَعْرِضُ من خَفَا / إن لم تَخُن فابلُغ رِضاكَ مِنَ الجَفَا
فاليأسُ منكَ إذا صَددتَ خِيانَةٌ / وإذا مَلَلتَ رَجَوتُ أن تَتَعطَّفَا
إنّي لأضعُفُ عن صُدودِكَ ساعةً / وأرى قُوايَ عن الخيانةِ أضْعفَا
اسيرُ نَحو بلادٍ لا أُسرُّ بِها
اسيرُ نَحو بلادٍ لا أُسرُّ بِها / إذا تَبدّتْ لِعيني هيّجتْ أسَفي
تطولُ أرضِي إذا يَمّمْتُ ساحتَها / بُغْضاً لها ثمّ تُطوى عندَ مُنصرَفي
يَا لائِمَ المشْتَاقِ تَع
يَا لائِمَ المشْتَاقِ تَع / نيفُ المَشُوقِ الصّبّ عُنفُ
انظُر إلى عَينٍ مُسَهْ / هَدَةٍ وجَفنٍ لا يَجِفُّ
وسَقَامِ جسمٍ كلّ سرْ / رٍ للهَوى منهُ يَشِفُّ
واعْطِف عليه فَلِلكِرا / مِ على أُولى الضّرّاءِ عَطفُ
أحبَابَنا مَن ليَ لَو
أحبَابَنا مَن ليَ لَو / دَامَ التّدانِي والجَفَا
فإنّني أرى النّوَى / من الصّدودِ أتْلَفَا
شَتّتتِ الأيّامُ ظُل / ماً شَملَنَا المؤتَلِفَا
وكدّرَت مِن عَيشَنا / ما كانَ طابَ وصَفَا
وأوقَفَتْني بَعدَكم / من النّوى على شَفَا
حتّى رأى الحاسِدُ بي / ما كانَ يَهْوَى واشْتَفَى
وصَارَ بعد البَينِ نَد / مَانِيَ مَهدي وَكَفى
كأنّنِي اعْتَضْتُ من الدْ / دُرِّ الثمينِ الصّدفَا
أذْكِرهمُ الوُدّ إن صَدّوا وإن صَدفُوا
أذْكِرهمُ الوُدّ إن صَدّوا وإن صَدفُوا / إنّ الكَرامَ إذا استَعطفْتَهُم عَطَفُوا
ولا تُرِدْ شَافعاً إلاّ هَواكَ لَهم / يكفيكَ ما اختَبرُوا منه وما كَشَفُوا
به دنَوتَ وإخلاصُ الهَوى نَسَبٌ / كما نَأيتَ وإفراطُ الهَوَى تَلَفُ
رأى الحسودُ تَدانِي وُدِّنَا فَسَعَى / حتّى غَدتْ بَين دَارينَا نَوىً قُذُفُ
ومَا البعيدُ الّذي تَنأى الدّيارُ به / بَل مَن تَدانَى وعنهُ القلبُ منصرفُ
أجيرةَ القلب والفُسطَاطُ دَارُهُمُ / لم تُصقِبِ الدّارُ لكنْ أصقَبَ الكَلَفُ
أدْنَى التدانِي الهَوَى والدّارُ نازحةٌ / وأبْعدُ البُعد بين الجيرةِ الشَّنَفُ
فارقْتُكُم مُكرَهاً والقلبُ يُخبِرُني / أنْ لَيس لي عِوَضٌ منكمْ ولاَ خَلَفُ
ولو تعوّضتُ بالدّنيا غُبِنتُ وهَل / يَعُوضُني من نَفيس الجوهرِ الصّدفُ
ولستُ أنكِرُ ما يأتِي الزّمانُ به / كُلّ الوَرَى لِرَزَايا دَهرِهم هَدَفُ
كم فَاجأتني اللّيالِي بالخُطوبِ فَما / رَأتْ فُؤادِيَ من رَوْعَاتِها يَجِفُ
واستَرجَعَتْ ما أعَارتْ من مَواهِبِها / فما هَفَا بي عَلَى آثارِهِ اللّهَفُ
ولا أسِفتُ لأمرٍ فاتَ مطلبُهُ / لَكِن لفُرقةِ من فارَقْتُه الأسفُ
ما منهمُ لك مُعتاضٌ ولا خَلَفُ
ما منهمُ لك مُعتاضٌ ولا خَلَفُ / فكَيفَ يَصبرُ عنهُم قلبُك الكَلِفُ
إن جَارَ صَرفُ اللّيالي في فِرَاقِهِمُ / فليسَ عنهُمْ على الحَالاتِ مُنْصَرَفُ
هُمُ الهوَى إن تَناءَوْا عنكَ أو قَرُبُوا / هُمُ المُنى أقبلُوا بالوُدِّ أو صَدَفُوا
لا تَعتذِرْ بالنّوى إنّ الهوَى أبداً / سِيّانِ فيه التّدانِي والنّوى القُذُفُ
فالشّوقُ تُطوى لَه الأرضُ الفَضاءُ كَما / تُطوى إذا استَوعَبتْ مَضمونَها الصّحُفُ
جَاهِرْ بوَجْدِك واعصِ اللاّئِمين وَبُحْ / بِحُبّهم إنَّ كتْمَان الهَوى تَلَفُ
فَكاتِمُ الحُبِّ إن لم يَقْضِ من كَمدٍ / فإنّه لإصابَاتِ الرّدَى هَدَفُ
كَسَاتِر النّارِ في أثْوابِه غَرَراً / بها تُحرِّقُه يَوماً وتنكَشِفُ
هَل يَخْتَفِي الحبُّ أو يُغني الجحُودُ إذَا / تَحدّثَتْ بالهَوى أجفَانُكَ الذُّرُفُ
كم من هوَىً للمُغالِي فيه رتْبَةُ مَنْ / نَالَ المَعَالِي وفي إسرَافِه شَرفُ
وَيحَ المُفَارِقِ لا صبرٌ يُؤازرُهُ / ولا تَشتُّتُ شَمْلِ الحيِّ يأتَلِفُ
يزيدُه يأسُه منهُم بهم شَغَفاً / وقلّما يتَلاقَى اليأسُ والشّغَفُ
على شَفَا جُرُفٍ من شَوقِه وأرى / أن سَوف يَنْهَارُ من وجدٍ به الجرُفُ
يا غَافلين عن القَلب الذي كَلَمُوا / بِبَيْنِهِم وعَنِ الطّرِف الذي طَرَفُوا
تَفديكُم مُهجتي لا أرتَضي لكُمُ / فداءَ جِسمِيَ وهو النّاحلُ الدّنِفُ
حَاشاكُمُ من جوَى قَلبي ولَوعَتِه / عليكُمُ وحَشاً للوَجْدِ تَرتجِفُ
لَمن ألُومُ ومَن ذَا لي يَرِقُّ إذا / شكوتُ بَثّيَ أوْ أرْدَانِيَ اللّهَفُ
أنا الّذي شطّ عن أحبابِه ثِقةً / بصبرِه وهو بالتّفرِيِط مُعترِفُ
فارقتُهمْ وهُمُ عصرُ الشّبابِ ومَا / من الشّباب ولاَ مِن عصرِه خَلَفُ
وحيثُ كانُوا وشطّتْ دَارُهُم فَلَهم / منّي هوىً بِسُوَيْدا القلب مُلتَحِفُ
مُواصَلَتِي كُتِبي إليكَ تَزيدُني
مُواصَلَتِي كُتِبي إليكَ تَزيدُني / إليكَ اشتياقاً بل عليكَ تأسُّفَا
ولي أُسوةٌ في النّاسِ لو نَفَعَ الأُسى / فَمِن قَبلِنَا يَعقوبُ فَارقَ يُوسُفَا
ولَكنّ نفسِي قد تملّكَها الأسَى / وقَلبي إذا سَكَّنتُهُ بالأسَى هَفَا
ومَا أحسَبُ الأيّامَ تَقنُع بالنّوَى / ولا أنَّ صَرفَ الدّهرِ بالفُرقةِ اُشْتَفَى
واُبتزَّني رأْيَ عزّ الدّينِ مُستلِباً
واُبتزَّني رأْيَ عزّ الدّينِ مُستلِباً / من بعدما عمّنِي إحسانُه وضَفَا
أضَافَنِي عتبهُ همّاً شَجِيتُ بهِ / أبانَ عن نَاظِري طِيبَ الكَرى ونَفَى
أتَتهُ عَنِّي أحاديثٌ مُزَخرفَةٌ / ما إنْ بِها عنهُ وهْو الألمَعيُّ خَفَا
لكنّها وافَقتْ من قَلبِهِ مَلَلاً / لم يَسْتبِنْ صحّةَ الدّعوَى ولا كَشَفَا
وما الرِّضَا ببعيدٍ من خَلائِقِهِ / وهي السّلافَةُ راقتْ رقّةً وصَفَا
يا مَن حَوَى قصَباتِ السّبقِ أجمعَها / فما يُرى اُثْنانِ في تفضيلِهِ اُختلَفَا
أَنفقْتُ مُذهَبَ عُمرِي في رضاكَ وما / رأيتُ مُنفِقَ عُمرٍ واجداً خَلَفَا
لَكِنّني اُعتضْتُ منه حُسنَ رأيِكَ لي / فَنِلتُ منه العُلا والعزَّ والشّرفَا
حتّى إذَا أنَا ماثَلْتُ النجومَ عُلاً / وقلتُ قَد نِلتُ من أيامِيَ الزُّلَفَا
أريتَنِي بَعد بِشْرٍ هجرةً وقِلىً / وبَعد بِرٍّ ولُطفٍ قَسوةً وجَفَا
فَعُدتُ صِفَر يدٍ ممّا ظَفِرتُ بهِ / كأنَّ ما نِلْتُهُ من كَفّيَ اخْتُطِفَا
هبْنِي أتيتُ بِجَهلٍ ما قُذِفتُ به / فأَين حِلمُكَ والفضلُ الّذِي عُرِفَا
ولاَ ومَن يعلمَ الأسرارَ حِلْفَةَ من / يَبَرُّ فيما أتَى إن قَال أو حَلَفَا
ما حدّثَتْنِيَ نَفسي عندَ خَلوتِها / بما تُعَنِّفُنِي فيهِ إذا اُنكَشَفَا
لكنّها شِقوةٌ حَانَتْ وأَقضِيَةٌ / حَبَتْنِيَ الهمَّ مذُ عَامَينِ والأَسفَا
تداولَتْنِي أمورٌ غيرُ واحدةٍ / لو حُمِّلَ الطَّوْدُ أدنَى ثِقْلِهَا نُسِفَا
وأقْصَدَتْني سهامُ الحاسِدِيّ عَلَى / فَوزِي بقُربِكَ حتى قَرطَسُوا الهَدَفا
وبعدَ مَا نَالني إن جُدتَ لي برضاً / فقد غفرتُ لدَهرِي كلَّ مَا سلَفَا
وذاكَ ظَنّي فإن يَصدُقَ فأنت لِما / رجوتُ أهلٌ وإنْ يُخفِقْ فوا أسفَا
حاشَاكَ تَغدُو ظُنوني فيكَ مُخفِقَةً / أو يَنثني أمَلي باليأسِ مُنْصرَِفاً
وجُنَّتِي من زماني حُسنُ رأيكَ بي / أكرِمْ بها جُنّةً لا البِيضَ والزَّغَفَا
أَلِفتُ منكَ حُنُوَّاً منذ كنتُ وقَد / فقدتُهُ وشديدٌ فقدُ ما أُلِفَا
وغيرُ مُستنكَرٍ منكَ الحُنُوُّ علَى / مثِلي ولو زَاغَ يوماً ضَلّةً وهَفَا
فَعُدْ لأحسَن ما عَوَّدتَ مِن حَسَنٍ / يا مَن إذا جَادَ وفَّى أو أذَمَّ وَفَى
واُسلَمْ لنا ثالِثاً للنَّيِّرَينِ عُلاً / وزِدْ إذا نَقصَا واُسرُفْ إذا كُسِفَا
أيّامُنا بك أعيادٌ بأجمعِهَا / فدُم لنا ما دَجَا ليلٌ وما عَكَفَا
لكنّنِي أشكُو قَوارِصَ مِن
لكنّنِي أشكُو قَوارِصَ مِن / تِلقَائِهِمْ قَلبي لها يَجفُ
ومَلالةً منهمُ يَبينُ علَى / أثْنَائِهَا الشَّنآنُ والشَّنَفُ
أَنكرتُ قسوتَهُمْ وأعرفُهُمْ / كُرمَاءَ إمّا استُعطِفُوا عَطَفُوا
قطَعُوا أواصِرَ بَينَنا وشَجَتْ / أسبَابَها الأنسابُ والسّلَفُ
وإذا سَلِمتَ أبا سلامَةَ لي / فمُصابُ كلِّ رزِيَّةٍ ظَلَفُ
لي سَلوةٌ بكَ عن بَني زَمَني / فليجْهَدُوا في الغَدْرِ أو لِيَفُوا
قَارعتَ دُونِي الحادثاتِ فَلا / طرقَتْ فناءَكَ ما دَجَا السّدَفُ
وكفَيتَ آمالِي بجودِك أَن / تُضْحِي إلى الرّغَباتِ تَشْتَرِفُ
فغدوتُ لا خَطباً أخافُ ولا / أَنَاْ إِثْرَ شيءٍ فائتٍ أَسِفُ
هو الجوادُ الذي يلقَاهُ مادحُهُ
هو الجوادُ الذي يلقَاهُ مادحُهُ / وإن غَلا فوقَ ما أثْنَى وما وَصَفَا
مَعذّلٌ في النّدَى لكنَّ راحَتَهُ / تأبَى مع العَذْلِ إلاّ البَذْلَ والسَّرَفَا
صَعبُ الإِباءِ إذا ما هِجتَ سَورتَهُ / نزرُ الرِّضا فإذا استَعطَفْتَهُ عَطَفَا
بَادي الحُقُودِ على أعدائِه فإذا / نَالتْهُمُ قدرةٌ منه حَبا وعَفَا
نَغْشى مواردَ من أخلاقِه كَرُمتْ / وِرداً ونرتادُ منها روضةً أُنُفَا
مستَهتَرٌ بالمعالي لا يزالُ على / تقلُّبِ الدَّهرِ مشغوفاً بها كَلِفَا
ُ أخلَفَ الغيثُ لم تُخلِف مواهِبُهُ / أو فَظَّ دهرٌ على أبنائه لَطُفَا
عَدْلُ القضيّةِ إلاّ في مواهبِهِ / لم يقضِ في المالِ إلا جارَ واعتسفَا
تَعُمُّ نُعماه ذا نقصٍ وذا شرَفٍ / كأنَّه البحرُ يحوي الدُّرَّ والصَّدَفَا
مُنَزَّهُ الخُلقِ عن فعلٍ يُعابُ بهِ / فما تَرى لكمَالٍ عنه مُنْصَرَفَا
من كانَ لي من حِماهُ خِيسُ ذِي لِبَدٍ
من كانَ لي من حِماهُ خِيسُ ذِي لِبَدٍ / ضَارٍ ولي من نداهُ روضةٌ أُنُفُ
من لَم يزل ليَ من جدوَى يديه غِنىً / وفي ذُراهُ من الأيّامِ لي كَنَفُ
الملِكُ الصّالح الهادي الذي شهِدَتْ / بفضلِ أيَّامِهِ الأنباءُ والصُّحُفُ
ملْكٌ أقلُّ عطاياهُ الغِنَى فإذا / أدناكَ منهُ فأدنى حظَّكَ الشَّرَفُ
أغرُّ أروعُ في كفَّيهِ سُحبُ نَدىً / تمتارُ سُحبُ الحيا منها وتَغتَرِفُ
هو الوزيرُ الذي يأوِي إلى وَزَرٍ / منهُ الأنامُ فَيُكْفَوا كلَّ ما كَلِفُوا
تُريه آراؤُه في يومِه غَدَهُ / فيحسِمُ الخطبَ فيه قبلَ يَكتَنِفُ
بصيرةٌ كشَفَتْ ما في القلوب لَه / وأطلعَتْهُ عليه قبلَ يَنْكشِفُ
سعتْ إلى زهدِه الدّنيا برغبتِها / طوعاً وفيها على خُطّابِها صَلَفُ
ولم تُزَفَّ إلى كفءٍ سواهُ وما / زالت إلى مجدِهِ تصبُو وتَشْترِفُ
حَبرٌ إذا الليلُ آواهُ بحِندِسِهِ / بحرٌ من العلم طامٍ ليس يُنْتَزَفُ
ومحرِبٌ إذا ما أتَى المحرابَ مُبتهلاً / إلا وأدمُعُهُ من خشيةٍ تَكِفُ
مُسَهَّدٌ وعُيونُ الخلقِ هاجِعَةٌ / على التَّهَجِّدِ والقرآنِ معتَكِفُ
وتشرقُ الأرضُ من لأْلاءِ غُرّتَِهِ / في دَسْتهِ فتكادُ الشمسُ تَنكَسِفُ
لم يدرِ ما القصدُ في جُودٍ ويُعجبُهُ / في بَذْلِ أموالِه الإِفراطُ والسَّرَفُ
إذا حَبَا عادَتِ الآمالُ راضيةً / وإِن سطَا كادَت الآفاقُ ترتَجِفُ
يا أيها المِلكُ الموفِي بِذِمَّتِهِ / ومن تَجلَّى عن الدُّنيا به السَّدَفُ
إليكَ يا عادِلاً في حكمِه وعلى / أمواله من قضايَا جُوده الجَنَفُ
أشكُو زَماناً قضَى بالجَورِ فيَّ ولم / يَزَلْ يجورُ على مِثلي ويَعتسفُ
لَحت نوائبُه عُودِي وأَنْفَدَ مَوْ / جُودي وشتّتَ شملي وهو مؤتَلِفُ
وقد دعوتُكَ مظلوماً ومُرتجياً / وفي يدَيكَ الغِنَى والعدلُ والخَلَفُ
فاجمَعْ بجودِك شملاً كان مجتَمِعَاً / فعادَ بعد ائتلافٍ وهو مختلِفُ
وانشُر بمعروفِك المعروفِ مَيّتَهم / وشُكرَ من هو بالإحسانِ مُعتَرِفُ
فهو القريبُ موالاةً ومُعتَقداً / وإن أتت دُونَه الغبراءُ والنُّطَفُ
وعِش علَى رَغمِ من يَشْنَاكَ مُقتدِراً / في دولةٍ ما لها حدٌّ ولا طَرَفُ
دَعْ ذا وقل لِبَنِي الآمالِ قد وَضَحَتْ / لكم سبيلُ الأماني وانجلَى الأَسَفُ
وأيْنَعتْ دوحةٌ للجَودِ دانيةُ ال / قطوفِ يُجنى الغِنَى منها ويُقْتَطَفُ
أُمُّوا بآمالِكم مِصراً فإِنَّ بها / سَحابةً من نَداها السُّحْبُ تَغْتَرِفُ
أجرَى بها اللهُ نِيلاً زائداً أبداً / فليس يَنقُصُ في وقتٍ ولا يَقِفُ
مِياهُهُ من نُضارٍ جامدٍ وعلى / أرجائِه للأمَانِي روضةٌ أُنُفُ
علَت بها رايةٌ للعدلِ قاصِدُها / يقتَصُّ من دهرِهِ الجاني وينتَصِفُ
سعَى بها أروعٌ في الرَّوعِ ذو وَرَعٍ / في السَّلْمِ حتّى تجلَّى الجَورُ والجَنَفُ
وجادَ بالمالِ حتّى لم يَدَعْ أملاً / ما الجُودَ والفضلُ إلاّ البذلُ والسَّرَفُ
الملكُ الصالحُ الهادي الذي كشَف ال / غمّاءَ إنَّ الدُّجَى بالصبحِ مُنكشِفُ
مَن فيه عن زُخْرُفِ الدّنيا وزينتِها / مُذْ راوَدَتْهُ على عَليائه ظَلَفُ
جوابُهُ نعَمٌ في إثرِها نِعَمٌ / ولا تُلائِمُ فاهُ اللاَّمُ والأَلِفُ
يُغني العُفاةَ ويلقاهُم بمعذِرَةٍ / كأنَّما عاتَبوهُ وهو مُقتَرِفُ
ما يبلغُ الشّكْرُ ما يولِيهِ من مِنَنٍ / إنعامُهُ فوقَ ما نُثْنِي وما نَصِفُ
لكن مواهبُه في الخَلقِ شاهدةٌ / بشكرِ إنعامِه والشكرُ يختَلِفُ
كالرّوضِ إن لم يُطِق شكرَ السحابِ إذا / هَمَى فَنَضرَتُه بالفَضْل تَعتَرِفُ
يا كافِيَ الخلقِ بالنُّعمَى وكافِلَهم / حتّى لقد أَمِنُوا في عدلِهِ وكُفُوا
رأيتُ مجدَكَ يُعلي قدرَ وَاصفِهِ / فكيفَ لا يَتَعالى قدرُ من تَصِفُ
قلَّدْتَنِي أنجُمَ الجوزاءِ قد نُظِمَتْ / عِقداً فحَقَّ لِمثلِي الفخرُ والشَّرَفُ
أعْلَتْ مَحلّي فقد أصبحتُ من شَرفٍ / بها على المشترِي أسمُو وأشْتَرِفُ
حلاَ بسمعِي وحلاَّهُ فَمِنهُ بِهِ ال / بُشرى بإدراكِ ما يرجُوهُ والشَّنَفُ
جعلتُ نظمِي له ضَنّاً بفَاخِرِهِ / وقايةً ووقاءُ الجوهرِ الصَّدَفُ
لأَصْرِفَ العينَ عنهُ إنها أبداً / عن الكمالِ برؤيا النَّقصِ تَنصَرِفُ
يا كاشفَ الغُمَّةِ اسمع دعوةً كَمُلَت / شكراً تَظَلَّ له الأسماعُ ترتَشِفُ
مِن نَازِح الدّارِ بالإِخلاص مقتَرِبٍ / حُرٍّ برقِّكَ دونَ الخلقِ يَعتَرِفُ
إذا رأى بُعدَهُ عن بابِ مالِكِه / يكادُ يقضِي عليهِ الهَمُّ والأسَفُ
لو حَاوَل الخلقُ جمعاً حملَ ما لَكَ مِن / مَنٍّ عليه وأدنى شكرِهِ ضَعُفُوا
كم فَاجأتنِيَ مِن نُعماكَ عارِفَةٌ / سبيلُهُا عن سبيلِ الوَعدِ مُنحَرِفُ
بها عَنِ الوعْدِ كِبرٌ كلُّهُ كَرَمٌ / وعن تَقاضيه تِيهٌ كلُّهُ أَنَفُ
وجمعُ شَملِي بمَن لي في ذُراكَ وإن / أضْحى لهم من نَدَاكَ البِرُّ واللُّطُفُ
مُجَدِّدٌ لِيَ مَا أوليتَ من نِعَمٍ / ما زالَ لي تالدٌ منها ومطَّرِفُ
فابرِدْ بهم حرَّ قلبٍ ليسَ يُبْرِدُهُ / سواهُمُ وحشاً من ذكرِهِم يَجِفُ
وارحَم ضِعافاً وأطفالاً إذا ذَكَروا / بُعدي عَصَتهم ففاضتْ أدمُعٌ ذُرُفُ
لَهم نَشِيجٌ وإعوالٌ إذا نَظَرُوا / من حَالِهم غيرَ ما اعتادوا وما أَلِفُوا
فنظرةٌ منك تُحيِيهم وتجعلُهم / محمولَةً عنهمُ الأثقالُ والكُلَفُ
ولَيس لي شافِعٌ إلاّ مكارِمُكَ ال / لاتي إذا استُعطِفَتْ للفضلِ تَنعَطِفُ
واسلَم لتحيا بكَ الدُّنيا وساكِنُها / ما اغبَرَّتِ البيدُ أو ما اخضرَّتِ النُّطَفُ
والقَ الأعادِي بِجَدٍّ لا يخُونُكَ إن / خانت غداةَ اللقاءِ البيضُ والزَّغَفُ
يأبَى احتمالَ الضَيم لي خُلقٌ
يأبَى احتمالَ الضَيم لي خُلقٌ / فيه على ما رابَنِي صَلَفُ
سهلُ العريكةِ حين تُنصِفُه / صعبُ المَقَادَةِ حين يُعتَسَفُ
خُلُقٌ نَماهُ أغَرُّ أروعُ ميْ / مونُ النقيبَةِ ماجدٌ أَنِفُ
من معشرٍ طابت مغارِسُهُم / فَسما لهم فوق السُّها شَرفُ
قومٌ إذا عُدّتْ مناقِبُهم / كادت لهنَّ الشمسُ تنكَسِفُ
لو حاولُوا الأفلاكَ ما قَصُرتْ / عنها أكفُّهُمُ ولا ضَعُفُوا
لا عيبَ فِيهمْ غير أنَّهُمُ / في جُودِهم لعُفَاتِهم سَرَفُ
أُثْنِي بِعلمي فيهمُ وهُمُ / فوقَ الثّناءِ وفوقَ ما أَصِفُ
إن يَحسُدُوا في السِّلمِ مَنْ
إن يَحسُدُوا في السِّلمِ مَنْ / زِلتي من العزّ المُنيفِ
فبِما أُهينُ النّفسَ في ِ / يوم الوغَى بينَ الصُّفوفِ
فلطالَما أقدمتُ إِقْ / دَامَ الحُتوفِ على الحُتوفِ
بعزيمةٍ أمضَى على / حدِّ السُّيوفِ من السُّيوف
قل للّذينَ يَسرُّهم ما ساءَنا
قل للّذينَ يَسرُّهم ما ساءَنا / لا زايَلَتكُم حسرةٌ وتلهُّفُ
شَملي بحمدِ الله بعد تَشتُّتٍ / وتفرُّقٍ متجمِّعٌ متألِّفُ
والمالُ إن غالَ الزمانُ تِلادَه / وسَلِمْتُ سدَّ مكانَه المُستَطَرَفُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025