المجموع : 23
أَطَاعَ ما قالَهُ الواشي وما هَرَفَا
أَطَاعَ ما قالَهُ الواشي وما هَرَفَا / فعادَ يُنْكرُ منِّا كلَّ ما عَرَفَا
وصدَ حتّى استَمرَّ الهجرُ منه فَلَو / أَلمَّ بِي منهُ طيفٌ في الكَرى صَدَفَا
يَجنِي وعندي له العُتْبَى فواعجبَا / من مُعتِبٍ ما جَنَى جُرما ولا اقْتَرفَا
ملَّكْتُهُ طائعاً قلباً تعسّفَهُ / وقَلَّما يملِكُ الأحرارَ مَن عَسفَا
لي منه ما ساءَنِي من هجرهِ ولَه / منّي الرِّضا بقَضَاياهُ وإن جَنَفَا
ألقاهُ بعد التَّصافي مُعرِضاً حَنِقاً / وبعدَ إِقبالهِ بالوُدِّ مُنحرفَا
يَا هاجرينَ لِلاذَنْبٍ سوَى مَللٍ / دَعَا فَهَبُّوا إلى داعيهِ إذ هَتَفَا
مالي أرى بَيْننا والدَّارُ جامِعَةٌ / قريبةٌ من تَجنّيكُم نَوىً قُذُفَا
لا تَعجَلُوا بِفِراقٍ سوف يُدرِكُنا / كَفَى بنا فُرقةً ريبُ المَنونِ كَفَى
صِلُوا فؤاداً إذا سكَّنتُ رَوعَتَهُ / هَفَا ودمعاً إذا نَهنهتُهُ وَكَفَا
لكُم هَوايَ وإن جُرتُم وجَورُكُمُ / مُستحسنٌ منكُمُ لو لم يَكُن سَرَفَا
كذاكَ حَظِّي من الأحْباب من سكنَتْ / نَفسي إليه حَبانِي الهجرَ والشّنَفَا
حتى لقد غيَّرَ الجَدُّ العثورُ فلاَ / لَعاً لَهُ ماجِداً ما كان مُطَّرَفَا
ومُهَفْهَفٍ بِي مِن فتورِ جُفونِهِ
ومُهَفْهَفٍ بِي مِن فتورِ جُفونِهِ / سُكرٌ يُقصِّرُ عَنهُ سُكرُ القَرقَفِ
أبداً أُواصِلُه ويَهجرُ عامداً / ومِنَ العَنَاءِ وِدادُ من لَم يُنْصِفِ
يَستعذبُ القلبُ العليلُ عَذابَه / وَاهاً لَه لو أنّهُ لم يُسرِفِ
غَطّى الجمالُ على ذَميمِ فعالِهِ / والموتُ يَستُرهُ صِقالُ المُرهَفِ
لا تَغْتَرِرْ بنحُولِ خَصرٍ أهيَفِ
لا تَغْتَرِرْ بنحُولِ خَصرٍ أهيَفِ / فالموتُ في حَدِّ الحُسامِ المُرهَفِ
وتَوَقَّ فتكةَ ناظِرٍ مُتَمرِّضٍ / يسطُو سُطَا مُتَغشرِمٍ مُتَعَجْرِفِ
ظَمَئِي من الثَّغرِ البَرُود فمَن رأى / ظَمآنَ من بَرْدٍ يُعلُّ بَقَرقَفِ
من لي بوصْلِ مُماطلٍ بدُيُونِهِ / يَعِدُ القَضَاءَ مَعَ اليسَارِ فَلا يَفِي
في وَجهِهِ ماءُ الملاحَةِ حائرٌ / وبخدِّهِ وَردُ الحَيَا لم يُقطَفِ
فكأَنَّ وشْيَ عِذارِهِ في خدِّهِ / نَملٌ تسرَّبَ فَوقَ وردٍ مُضْعَفِ
مُسْتصغَرُ الذْنبِ إن عُدّتْ إساءتُهُ
مُسْتصغَرُ الذْنبِ إن عُدّتْ إساءتُهُ / وكَلْمُهَا في الحشَا يَدْمَى ويَنْقَرِفُ
مثلُ القَذاةِ بعينِ المرءِ يَحقِرُها / ودَمعُهُ أبداً من وخْزِها يكِفُ
قُل للّوائِم كُفّوا عن مَلامِكُمُ
قُل للّوائِم كُفّوا عن مَلامِكُمُ / فإنَّه يَستَثِيرُ الهمَّ والأَسَفَا
لا تُذكروني تَجَنِّيهِ وهَجْرَتَهِ / فحبُّه شَاغِلٌ عن كلِّ ما سَلَفَا
إذا عرضتُ على قلبِي إساءَتَهُ / هَفَا وأنكرَ منها كلَّ ما عَرَفَا
وإن هممتُ بصبرٍ عنه واجَهَنِي / من وجْهِهِ بشفيعٍ زادَني شَغَفَا
بَاحَتْ بسرِّكَ أدمعٌ تَكِفُ
بَاحَتْ بسرِّكَ أدمعٌ تَكِفُ / فإِلاَمَ تُنكر وهْي تَعتَرفُ
هل يُغِنَينْ عنكَ الجحُودُ إذَا / شَهِدَ النحولُ عليكَ والكَلَفُ
أُخفي غَرامي وَهوَ مُشتَهِرٌ / بادٍ وأسترُهُ وينكشِفُ
أسفي لِعُمْرٍ ضاعَ مُذهَبُهُ / في حبّكُم لو رَدّهُ الأسَفُ
وهَوىً عُنِيتُ بِرعْيِ ذمَّتِهِ / فأضَاعَهُ المتلَوِّنُ الطَّرِفُ
أنفقتُ في كَسبي مودَّتِهِم / شرخَ الشبابِ فأعوزَ الخلَفُ
وصدفتُ عن قولِ الوُشاةِ وما / قالُوهُ فيَّ بِسَمعِهِم شَنَفُ
وتنكَّرُوا حتَّى كأَنّهُمُ / ما أنكرُوا وُدّي ولا عَرَفُوا
ولُهم لَديَّ علَى ملالِهِمُ / وُدٌّ بِخِلبِ القلبِ مُلْتَحِفُ
بَيني وبينهُم وإن قَرُبُوا / من هَجرِهمْ أبداً نَوىً قُذُفُ
يا جَائرِينَ وهُم أَعزُّ على / قَلبي من الطَّرفِ الذي طَرَفُوا
أَغْرَاكُم بالهجر عِلمُكُمُ / أنَّي بكمُ مُستَهتَرٌ كَلِفُ
مَا بالملاَلَةِ حين تَعْرِضُ من خَفَا
مَا بالملاَلَةِ حين تَعْرِضُ من خَفَا / إن لم تَخُن فابلُغ رِضاكَ مِنَ الجَفَا
فاليأسُ منكَ إذا صَددتَ خِيانَةٌ / وإذا مَلَلتَ رَجَوتُ أن تَتَعطَّفَا
إنّي لأضعُفُ عن صُدودِكَ ساعةً / وأرى قُوايَ عن الخيانةِ أضْعفَا
اسيرُ نَحو بلادٍ لا أُسرُّ بِها
اسيرُ نَحو بلادٍ لا أُسرُّ بِها / إذا تَبدّتْ لِعيني هيّجتْ أسَفي
تطولُ أرضِي إذا يَمّمْتُ ساحتَها / بُغْضاً لها ثمّ تُطوى عندَ مُنصرَفي
يَا لائِمَ المشْتَاقِ تَع
يَا لائِمَ المشْتَاقِ تَع / نيفُ المَشُوقِ الصّبّ عُنفُ
انظُر إلى عَينٍ مُسَهْ / هَدَةٍ وجَفنٍ لا يَجِفُّ
وسَقَامِ جسمٍ كلّ سرْ / رٍ للهَوى منهُ يَشِفُّ
واعْطِف عليه فَلِلكِرا / مِ على أُولى الضّرّاءِ عَطفُ
أحبَابَنا مَن ليَ لَو
أحبَابَنا مَن ليَ لَو / دَامَ التّدانِي والجَفَا
فإنّني أرى النّوَى / من الصّدودِ أتْلَفَا
شَتّتتِ الأيّامُ ظُل / ماً شَملَنَا المؤتَلِفَا
وكدّرَت مِن عَيشَنا / ما كانَ طابَ وصَفَا
وأوقَفَتْني بَعدَكم / من النّوى على شَفَا
حتّى رأى الحاسِدُ بي / ما كانَ يَهْوَى واشْتَفَى
وصَارَ بعد البَينِ نَد / مَانِيَ مَهدي وَكَفى
كأنّنِي اعْتَضْتُ من الدْ / دُرِّ الثمينِ الصّدفَا
أذْكِرهمُ الوُدّ إن صَدّوا وإن صَدفُوا
أذْكِرهمُ الوُدّ إن صَدّوا وإن صَدفُوا / إنّ الكَرامَ إذا استَعطفْتَهُم عَطَفُوا
ولا تُرِدْ شَافعاً إلاّ هَواكَ لَهم / يكفيكَ ما اختَبرُوا منه وما كَشَفُوا
به دنَوتَ وإخلاصُ الهَوى نَسَبٌ / كما نَأيتَ وإفراطُ الهَوَى تَلَفُ
رأى الحسودُ تَدانِي وُدِّنَا فَسَعَى / حتّى غَدتْ بَين دَارينَا نَوىً قُذُفُ
ومَا البعيدُ الّذي تَنأى الدّيارُ به / بَل مَن تَدانَى وعنهُ القلبُ منصرفُ
أجيرةَ القلب والفُسطَاطُ دَارُهُمُ / لم تُصقِبِ الدّارُ لكنْ أصقَبَ الكَلَفُ
أدْنَى التدانِي الهَوَى والدّارُ نازحةٌ / وأبْعدُ البُعد بين الجيرةِ الشَّنَفُ
فارقْتُكُم مُكرَهاً والقلبُ يُخبِرُني / أنْ لَيس لي عِوَضٌ منكمْ ولاَ خَلَفُ
ولو تعوّضتُ بالدّنيا غُبِنتُ وهَل / يَعُوضُني من نَفيس الجوهرِ الصّدفُ
ولستُ أنكِرُ ما يأتِي الزّمانُ به / كُلّ الوَرَى لِرَزَايا دَهرِهم هَدَفُ
كم فَاجأتني اللّيالِي بالخُطوبِ فَما / رَأتْ فُؤادِيَ من رَوْعَاتِها يَجِفُ
واستَرجَعَتْ ما أعَارتْ من مَواهِبِها / فما هَفَا بي عَلَى آثارِهِ اللّهَفُ
ولا أسِفتُ لأمرٍ فاتَ مطلبُهُ / لَكِن لفُرقةِ من فارَقْتُه الأسفُ
ما منهمُ لك مُعتاضٌ ولا خَلَفُ
ما منهمُ لك مُعتاضٌ ولا خَلَفُ / فكَيفَ يَصبرُ عنهُم قلبُك الكَلِفُ
إن جَارَ صَرفُ اللّيالي في فِرَاقِهِمُ / فليسَ عنهُمْ على الحَالاتِ مُنْصَرَفُ
هُمُ الهوَى إن تَناءَوْا عنكَ أو قَرُبُوا / هُمُ المُنى أقبلُوا بالوُدِّ أو صَدَفُوا
لا تَعتذِرْ بالنّوى إنّ الهوَى أبداً / سِيّانِ فيه التّدانِي والنّوى القُذُفُ
فالشّوقُ تُطوى لَه الأرضُ الفَضاءُ كَما / تُطوى إذا استَوعَبتْ مَضمونَها الصّحُفُ
جَاهِرْ بوَجْدِك واعصِ اللاّئِمين وَبُحْ / بِحُبّهم إنَّ كتْمَان الهَوى تَلَفُ
فَكاتِمُ الحُبِّ إن لم يَقْضِ من كَمدٍ / فإنّه لإصابَاتِ الرّدَى هَدَفُ
كَسَاتِر النّارِ في أثْوابِه غَرَراً / بها تُحرِّقُه يَوماً وتنكَشِفُ
هَل يَخْتَفِي الحبُّ أو يُغني الجحُودُ إذَا / تَحدّثَتْ بالهَوى أجفَانُكَ الذُّرُفُ
كم من هوَىً للمُغالِي فيه رتْبَةُ مَنْ / نَالَ المَعَالِي وفي إسرَافِه شَرفُ
وَيحَ المُفَارِقِ لا صبرٌ يُؤازرُهُ / ولا تَشتُّتُ شَمْلِ الحيِّ يأتَلِفُ
يزيدُه يأسُه منهُم بهم شَغَفاً / وقلّما يتَلاقَى اليأسُ والشّغَفُ
على شَفَا جُرُفٍ من شَوقِه وأرى / أن سَوف يَنْهَارُ من وجدٍ به الجرُفُ
يا غَافلين عن القَلب الذي كَلَمُوا / بِبَيْنِهِم وعَنِ الطّرِف الذي طَرَفُوا
تَفديكُم مُهجتي لا أرتَضي لكُمُ / فداءَ جِسمِيَ وهو النّاحلُ الدّنِفُ
حَاشاكُمُ من جوَى قَلبي ولَوعَتِه / عليكُمُ وحَشاً للوَجْدِ تَرتجِفُ
لَمن ألُومُ ومَن ذَا لي يَرِقُّ إذا / شكوتُ بَثّيَ أوْ أرْدَانِيَ اللّهَفُ
أنا الّذي شطّ عن أحبابِه ثِقةً / بصبرِه وهو بالتّفرِيِط مُعترِفُ
فارقتُهمْ وهُمُ عصرُ الشّبابِ ومَا / من الشّباب ولاَ مِن عصرِه خَلَفُ
وحيثُ كانُوا وشطّتْ دَارُهُم فَلَهم / منّي هوىً بِسُوَيْدا القلب مُلتَحِفُ
مُواصَلَتِي كُتِبي إليكَ تَزيدُني
مُواصَلَتِي كُتِبي إليكَ تَزيدُني / إليكَ اشتياقاً بل عليكَ تأسُّفَا
ولي أُسوةٌ في النّاسِ لو نَفَعَ الأُسى / فَمِن قَبلِنَا يَعقوبُ فَارقَ يُوسُفَا
ولَكنّ نفسِي قد تملّكَها الأسَى / وقَلبي إذا سَكَّنتُهُ بالأسَى هَفَا
ومَا أحسَبُ الأيّامَ تَقنُع بالنّوَى / ولا أنَّ صَرفَ الدّهرِ بالفُرقةِ اُشْتَفَى
واُبتزَّني رأْيَ عزّ الدّينِ مُستلِباً
واُبتزَّني رأْيَ عزّ الدّينِ مُستلِباً / من بعدما عمّنِي إحسانُه وضَفَا
أضَافَنِي عتبهُ همّاً شَجِيتُ بهِ / أبانَ عن نَاظِري طِيبَ الكَرى ونَفَى
أتَتهُ عَنِّي أحاديثٌ مُزَخرفَةٌ / ما إنْ بِها عنهُ وهْو الألمَعيُّ خَفَا
لكنّها وافَقتْ من قَلبِهِ مَلَلاً / لم يَسْتبِنْ صحّةَ الدّعوَى ولا كَشَفَا
وما الرِّضَا ببعيدٍ من خَلائِقِهِ / وهي السّلافَةُ راقتْ رقّةً وصَفَا
يا مَن حَوَى قصَباتِ السّبقِ أجمعَها / فما يُرى اُثْنانِ في تفضيلِهِ اُختلَفَا
أَنفقْتُ مُذهَبَ عُمرِي في رضاكَ وما / رأيتُ مُنفِقَ عُمرٍ واجداً خَلَفَا
لَكِنّني اُعتضْتُ منه حُسنَ رأيِكَ لي / فَنِلتُ منه العُلا والعزَّ والشّرفَا
حتّى إذَا أنَا ماثَلْتُ النجومَ عُلاً / وقلتُ قَد نِلتُ من أيامِيَ الزُّلَفَا
أريتَنِي بَعد بِشْرٍ هجرةً وقِلىً / وبَعد بِرٍّ ولُطفٍ قَسوةً وجَفَا
فَعُدتُ صِفَر يدٍ ممّا ظَفِرتُ بهِ / كأنَّ ما نِلْتُهُ من كَفّيَ اخْتُطِفَا
هبْنِي أتيتُ بِجَهلٍ ما قُذِفتُ به / فأَين حِلمُكَ والفضلُ الّذِي عُرِفَا
ولاَ ومَن يعلمَ الأسرارَ حِلْفَةَ من / يَبَرُّ فيما أتَى إن قَال أو حَلَفَا
ما حدّثَتْنِيَ نَفسي عندَ خَلوتِها / بما تُعَنِّفُنِي فيهِ إذا اُنكَشَفَا
لكنّها شِقوةٌ حَانَتْ وأَقضِيَةٌ / حَبَتْنِيَ الهمَّ مذُ عَامَينِ والأَسفَا
تداولَتْنِي أمورٌ غيرُ واحدةٍ / لو حُمِّلَ الطَّوْدُ أدنَى ثِقْلِهَا نُسِفَا
وأقْصَدَتْني سهامُ الحاسِدِيّ عَلَى / فَوزِي بقُربِكَ حتى قَرطَسُوا الهَدَفا
وبعدَ مَا نَالني إن جُدتَ لي برضاً / فقد غفرتُ لدَهرِي كلَّ مَا سلَفَا
وذاكَ ظَنّي فإن يَصدُقَ فأنت لِما / رجوتُ أهلٌ وإنْ يُخفِقْ فوا أسفَا
حاشَاكَ تَغدُو ظُنوني فيكَ مُخفِقَةً / أو يَنثني أمَلي باليأسِ مُنْصرَِفاً
وجُنَّتِي من زماني حُسنُ رأيكَ بي / أكرِمْ بها جُنّةً لا البِيضَ والزَّغَفَا
أَلِفتُ منكَ حُنُوَّاً منذ كنتُ وقَد / فقدتُهُ وشديدٌ فقدُ ما أُلِفَا
وغيرُ مُستنكَرٍ منكَ الحُنُوُّ علَى / مثِلي ولو زَاغَ يوماً ضَلّةً وهَفَا
فَعُدْ لأحسَن ما عَوَّدتَ مِن حَسَنٍ / يا مَن إذا جَادَ وفَّى أو أذَمَّ وَفَى
واُسلَمْ لنا ثالِثاً للنَّيِّرَينِ عُلاً / وزِدْ إذا نَقصَا واُسرُفْ إذا كُسِفَا
أيّامُنا بك أعيادٌ بأجمعِهَا / فدُم لنا ما دَجَا ليلٌ وما عَكَفَا
لكنّنِي أشكُو قَوارِصَ مِن
لكنّنِي أشكُو قَوارِصَ مِن / تِلقَائِهِمْ قَلبي لها يَجفُ
ومَلالةً منهمُ يَبينُ علَى / أثْنَائِهَا الشَّنآنُ والشَّنَفُ
أَنكرتُ قسوتَهُمْ وأعرفُهُمْ / كُرمَاءَ إمّا استُعطِفُوا عَطَفُوا
قطَعُوا أواصِرَ بَينَنا وشَجَتْ / أسبَابَها الأنسابُ والسّلَفُ
وإذا سَلِمتَ أبا سلامَةَ لي / فمُصابُ كلِّ رزِيَّةٍ ظَلَفُ
لي سَلوةٌ بكَ عن بَني زَمَني / فليجْهَدُوا في الغَدْرِ أو لِيَفُوا
قَارعتَ دُونِي الحادثاتِ فَلا / طرقَتْ فناءَكَ ما دَجَا السّدَفُ
وكفَيتَ آمالِي بجودِك أَن / تُضْحِي إلى الرّغَباتِ تَشْتَرِفُ
فغدوتُ لا خَطباً أخافُ ولا / أَنَاْ إِثْرَ شيءٍ فائتٍ أَسِفُ
هو الجوادُ الذي يلقَاهُ مادحُهُ
هو الجوادُ الذي يلقَاهُ مادحُهُ / وإن غَلا فوقَ ما أثْنَى وما وَصَفَا
مَعذّلٌ في النّدَى لكنَّ راحَتَهُ / تأبَى مع العَذْلِ إلاّ البَذْلَ والسَّرَفَا
صَعبُ الإِباءِ إذا ما هِجتَ سَورتَهُ / نزرُ الرِّضا فإذا استَعطَفْتَهُ عَطَفَا
بَادي الحُقُودِ على أعدائِه فإذا / نَالتْهُمُ قدرةٌ منه حَبا وعَفَا
نَغْشى مواردَ من أخلاقِه كَرُمتْ / وِرداً ونرتادُ منها روضةً أُنُفَا
مستَهتَرٌ بالمعالي لا يزالُ على / تقلُّبِ الدَّهرِ مشغوفاً بها كَلِفَا
ُ أخلَفَ الغيثُ لم تُخلِف مواهِبُهُ / أو فَظَّ دهرٌ على أبنائه لَطُفَا
عَدْلُ القضيّةِ إلاّ في مواهبِهِ / لم يقضِ في المالِ إلا جارَ واعتسفَا
تَعُمُّ نُعماه ذا نقصٍ وذا شرَفٍ / كأنَّه البحرُ يحوي الدُّرَّ والصَّدَفَا
مُنَزَّهُ الخُلقِ عن فعلٍ يُعابُ بهِ / فما تَرى لكمَالٍ عنه مُنْصَرَفَا
من كانَ لي من حِماهُ خِيسُ ذِي لِبَدٍ
من كانَ لي من حِماهُ خِيسُ ذِي لِبَدٍ / ضَارٍ ولي من نداهُ روضةٌ أُنُفُ
من لَم يزل ليَ من جدوَى يديه غِنىً / وفي ذُراهُ من الأيّامِ لي كَنَفُ
الملِكُ الصّالح الهادي الذي شهِدَتْ / بفضلِ أيَّامِهِ الأنباءُ والصُّحُفُ
ملْكٌ أقلُّ عطاياهُ الغِنَى فإذا / أدناكَ منهُ فأدنى حظَّكَ الشَّرَفُ
أغرُّ أروعُ في كفَّيهِ سُحبُ نَدىً / تمتارُ سُحبُ الحيا منها وتَغتَرِفُ
هو الوزيرُ الذي يأوِي إلى وَزَرٍ / منهُ الأنامُ فَيُكْفَوا كلَّ ما كَلِفُوا
تُريه آراؤُه في يومِه غَدَهُ / فيحسِمُ الخطبَ فيه قبلَ يَكتَنِفُ
بصيرةٌ كشَفَتْ ما في القلوب لَه / وأطلعَتْهُ عليه قبلَ يَنْكشِفُ
سعتْ إلى زهدِه الدّنيا برغبتِها / طوعاً وفيها على خُطّابِها صَلَفُ
ولم تُزَفَّ إلى كفءٍ سواهُ وما / زالت إلى مجدِهِ تصبُو وتَشْترِفُ
حَبرٌ إذا الليلُ آواهُ بحِندِسِهِ / بحرٌ من العلم طامٍ ليس يُنْتَزَفُ
ومحرِبٌ إذا ما أتَى المحرابَ مُبتهلاً / إلا وأدمُعُهُ من خشيةٍ تَكِفُ
مُسَهَّدٌ وعُيونُ الخلقِ هاجِعَةٌ / على التَّهَجِّدِ والقرآنِ معتَكِفُ
وتشرقُ الأرضُ من لأْلاءِ غُرّتَِهِ / في دَسْتهِ فتكادُ الشمسُ تَنكَسِفُ
لم يدرِ ما القصدُ في جُودٍ ويُعجبُهُ / في بَذْلِ أموالِه الإِفراطُ والسَّرَفُ
إذا حَبَا عادَتِ الآمالُ راضيةً / وإِن سطَا كادَت الآفاقُ ترتَجِفُ
يا أيها المِلكُ الموفِي بِذِمَّتِهِ / ومن تَجلَّى عن الدُّنيا به السَّدَفُ
إليكَ يا عادِلاً في حكمِه وعلى / أمواله من قضايَا جُوده الجَنَفُ
أشكُو زَماناً قضَى بالجَورِ فيَّ ولم / يَزَلْ يجورُ على مِثلي ويَعتسفُ
لَحت نوائبُه عُودِي وأَنْفَدَ مَوْ / جُودي وشتّتَ شملي وهو مؤتَلِفُ
وقد دعوتُكَ مظلوماً ومُرتجياً / وفي يدَيكَ الغِنَى والعدلُ والخَلَفُ
فاجمَعْ بجودِك شملاً كان مجتَمِعَاً / فعادَ بعد ائتلافٍ وهو مختلِفُ
وانشُر بمعروفِك المعروفِ مَيّتَهم / وشُكرَ من هو بالإحسانِ مُعتَرِفُ
فهو القريبُ موالاةً ومُعتَقداً / وإن أتت دُونَه الغبراءُ والنُّطَفُ
وعِش علَى رَغمِ من يَشْنَاكَ مُقتدِراً / في دولةٍ ما لها حدٌّ ولا طَرَفُ
دَعْ ذا وقل لِبَنِي الآمالِ قد وَضَحَتْ / لكم سبيلُ الأماني وانجلَى الأَسَفُ
وأيْنَعتْ دوحةٌ للجَودِ دانيةُ ال / قطوفِ يُجنى الغِنَى منها ويُقْتَطَفُ
أُمُّوا بآمالِكم مِصراً فإِنَّ بها / سَحابةً من نَداها السُّحْبُ تَغْتَرِفُ
أجرَى بها اللهُ نِيلاً زائداً أبداً / فليس يَنقُصُ في وقتٍ ولا يَقِفُ
مِياهُهُ من نُضارٍ جامدٍ وعلى / أرجائِه للأمَانِي روضةٌ أُنُفُ
علَت بها رايةٌ للعدلِ قاصِدُها / يقتَصُّ من دهرِهِ الجاني وينتَصِفُ
سعَى بها أروعٌ في الرَّوعِ ذو وَرَعٍ / في السَّلْمِ حتّى تجلَّى الجَورُ والجَنَفُ
وجادَ بالمالِ حتّى لم يَدَعْ أملاً / ما الجُودَ والفضلُ إلاّ البذلُ والسَّرَفُ
الملكُ الصالحُ الهادي الذي كشَف ال / غمّاءَ إنَّ الدُّجَى بالصبحِ مُنكشِفُ
مَن فيه عن زُخْرُفِ الدّنيا وزينتِها / مُذْ راوَدَتْهُ على عَليائه ظَلَفُ
جوابُهُ نعَمٌ في إثرِها نِعَمٌ / ولا تُلائِمُ فاهُ اللاَّمُ والأَلِفُ
يُغني العُفاةَ ويلقاهُم بمعذِرَةٍ / كأنَّما عاتَبوهُ وهو مُقتَرِفُ
ما يبلغُ الشّكْرُ ما يولِيهِ من مِنَنٍ / إنعامُهُ فوقَ ما نُثْنِي وما نَصِفُ
لكن مواهبُه في الخَلقِ شاهدةٌ / بشكرِ إنعامِه والشكرُ يختَلِفُ
كالرّوضِ إن لم يُطِق شكرَ السحابِ إذا / هَمَى فَنَضرَتُه بالفَضْل تَعتَرِفُ
يا كافِيَ الخلقِ بالنُّعمَى وكافِلَهم / حتّى لقد أَمِنُوا في عدلِهِ وكُفُوا
رأيتُ مجدَكَ يُعلي قدرَ وَاصفِهِ / فكيفَ لا يَتَعالى قدرُ من تَصِفُ
قلَّدْتَنِي أنجُمَ الجوزاءِ قد نُظِمَتْ / عِقداً فحَقَّ لِمثلِي الفخرُ والشَّرَفُ
أعْلَتْ مَحلّي فقد أصبحتُ من شَرفٍ / بها على المشترِي أسمُو وأشْتَرِفُ
حلاَ بسمعِي وحلاَّهُ فَمِنهُ بِهِ ال / بُشرى بإدراكِ ما يرجُوهُ والشَّنَفُ
جعلتُ نظمِي له ضَنّاً بفَاخِرِهِ / وقايةً ووقاءُ الجوهرِ الصَّدَفُ
لأَصْرِفَ العينَ عنهُ إنها أبداً / عن الكمالِ برؤيا النَّقصِ تَنصَرِفُ
يا كاشفَ الغُمَّةِ اسمع دعوةً كَمُلَت / شكراً تَظَلَّ له الأسماعُ ترتَشِفُ
مِن نَازِح الدّارِ بالإِخلاص مقتَرِبٍ / حُرٍّ برقِّكَ دونَ الخلقِ يَعتَرِفُ
إذا رأى بُعدَهُ عن بابِ مالِكِه / يكادُ يقضِي عليهِ الهَمُّ والأسَفُ
لو حَاوَل الخلقُ جمعاً حملَ ما لَكَ مِن / مَنٍّ عليه وأدنى شكرِهِ ضَعُفُوا
كم فَاجأتنِيَ مِن نُعماكَ عارِفَةٌ / سبيلُهُا عن سبيلِ الوَعدِ مُنحَرِفُ
بها عَنِ الوعْدِ كِبرٌ كلُّهُ كَرَمٌ / وعن تَقاضيه تِيهٌ كلُّهُ أَنَفُ
وجمعُ شَملِي بمَن لي في ذُراكَ وإن / أضْحى لهم من نَدَاكَ البِرُّ واللُّطُفُ
مُجَدِّدٌ لِيَ مَا أوليتَ من نِعَمٍ / ما زالَ لي تالدٌ منها ومطَّرِفُ
فابرِدْ بهم حرَّ قلبٍ ليسَ يُبْرِدُهُ / سواهُمُ وحشاً من ذكرِهِم يَجِفُ
وارحَم ضِعافاً وأطفالاً إذا ذَكَروا / بُعدي عَصَتهم ففاضتْ أدمُعٌ ذُرُفُ
لَهم نَشِيجٌ وإعوالٌ إذا نَظَرُوا / من حَالِهم غيرَ ما اعتادوا وما أَلِفُوا
فنظرةٌ منك تُحيِيهم وتجعلُهم / محمولَةً عنهمُ الأثقالُ والكُلَفُ
ولَيس لي شافِعٌ إلاّ مكارِمُكَ ال / لاتي إذا استُعطِفَتْ للفضلِ تَنعَطِفُ
واسلَم لتحيا بكَ الدُّنيا وساكِنُها / ما اغبَرَّتِ البيدُ أو ما اخضرَّتِ النُّطَفُ
والقَ الأعادِي بِجَدٍّ لا يخُونُكَ إن / خانت غداةَ اللقاءِ البيضُ والزَّغَفُ
يأبَى احتمالَ الضَيم لي خُلقٌ
يأبَى احتمالَ الضَيم لي خُلقٌ / فيه على ما رابَنِي صَلَفُ
سهلُ العريكةِ حين تُنصِفُه / صعبُ المَقَادَةِ حين يُعتَسَفُ
خُلُقٌ نَماهُ أغَرُّ أروعُ ميْ / مونُ النقيبَةِ ماجدٌ أَنِفُ
من معشرٍ طابت مغارِسُهُم / فَسما لهم فوق السُّها شَرفُ
قومٌ إذا عُدّتْ مناقِبُهم / كادت لهنَّ الشمسُ تنكَسِفُ
لو حاولُوا الأفلاكَ ما قَصُرتْ / عنها أكفُّهُمُ ولا ضَعُفُوا
لا عيبَ فِيهمْ غير أنَّهُمُ / في جُودِهم لعُفَاتِهم سَرَفُ
أُثْنِي بِعلمي فيهمُ وهُمُ / فوقَ الثّناءِ وفوقَ ما أَصِفُ
إن يَحسُدُوا في السِّلمِ مَنْ
إن يَحسُدُوا في السِّلمِ مَنْ / زِلتي من العزّ المُنيفِ
فبِما أُهينُ النّفسَ في ِ / يوم الوغَى بينَ الصُّفوفِ
فلطالَما أقدمتُ إِقْ / دَامَ الحُتوفِ على الحُتوفِ
بعزيمةٍ أمضَى على / حدِّ السُّيوفِ من السُّيوف
قل للّذينَ يَسرُّهم ما ساءَنا
قل للّذينَ يَسرُّهم ما ساءَنا / لا زايَلَتكُم حسرةٌ وتلهُّفُ
شَملي بحمدِ الله بعد تَشتُّتٍ / وتفرُّقٍ متجمِّعٌ متألِّفُ
والمالُ إن غالَ الزمانُ تِلادَه / وسَلِمْتُ سدَّ مكانَه المُستَطَرَفُ