المجموع : 17
قَسَماً بِمَن ضَمَّت أَباطِحُ مَكَّةٍ
قَسَماً بِمَن ضَمَّت أَباطِحُ مَكَّةٍ / وَبِمَن حَواهُ مِنَ الحَجيجِ المَوقِفُ
لَو لَم يَقُم موسى بِنَصرِ مُحَمَّدٍ / لَعَلا عَلى دَرجِ الخَطيبِ الأسقُفُ
لَولاهُ ما ذلَّ الصَليبُ وَأَهلهُ / في ثغرِ دِمياطٍ وَعِزَّ المُصحَفُ
أَإِن حَنَّ مُشتاقٌ فَفاضَت دُموعُهُ
أَإِن حَنَّ مُشتاقٌ فَفاضَت دُموعُهُ / غَدَت عُذَّلٌ شَتّى حَوالَيهِ تَعكُفُ
وَما زالَ في الناسِ المَوَدَّةُ وَالوَفا / فَما لي عَلى حِفظِ العُهودِ أُعَنَّفُ
نَعَم إِنَّني صَبٌّ مَتى لاحَ بارِقٌ / مِنَ الغَربِ لا تَنفَكُّ عَينيَ تَذرِفُ
وَما قيلَ قَد وافى مِنَ الشامِ مُخبِرٌ / عَنِ القَومِ إِلّا أَقبَلَ القَلبُ يَرجفُ
وَأُعرِضُ عَن تَسآلِهِ عَنكَ خيفَةً / إِذا خَفَّ كُلٌّ نَحوَهُ يَتَعَرَّفُ
فَكَيفَ اِحتِيالي بِاللَيالي وَصَرفُها / بِضِدِّ مُرادي دائِماً يَتَصَرَّفُ
أُحاوِلُ أَن أَمشي إِلى الغَربِ راجِلاً / وَأَحداثُها بي في فَمِ الشَرقِ تَقذِفُ
انظُر إِليَّ بِعَينِ مَولىً لَم يَزَل
انظُر إِليَّ بِعَينِ مَولىً لَم يَزَل / يولي النَدى وَتَلافَ قَبلَ تَلافي
أَنا كَالَّذي أَحتاجُ ما يَحتاجُهُ / فَاغنَم ثَوابي وَالثَناءَ الوافي
يا ابنَ الكِرامِ المُطعِمينَ إِذا شَتَوا
يا ابنَ الكِرامِ المُطعِمينَ إِذا شَتَوا / في كُلِّ مَخمصَةٍ وَثَلجٍ خاشِفِ
العاصِمينَ إِذا النُفوسُ تَطايَرَت / بَينَ الصَوارِمِ وَالوَشيجِ الراعِفِ
مَن نَبَّأَ الوَرقاءَ أَنَّ مَحَلكُم / حَرمٌ وَأَنَّكَ مَلجَأٌ لِلخائِفِ
وَفَدَت عَلَيكَ وَقَد تَدانى حَتفُها / فَحَيوتها بِبَقائِها المُستَأنفِ
وَلَو انَّها تُحبى بِمالٍ لانثَنَت / مِن راحَتَيكَ بِنائِلٍ مُتَضاعفِ
جاءَت سُلَيمانَ الزَمانِ بِشَكوِها / وَالمَوتُ يُلمَعُ مِن جَناحي خاطِفِ
قَرِمٌ لَواهُ القوتُ حَتّى ظِلُّهُ / بِإِزائِهِ يَجري بِقَلبٍ واجِفِ
وَرَأَت طَبيعَتُكَ الكَريمَةُ نقضَ ما
وَرَأَت طَبيعَتُكَ الكَريمَةُ نقضَ ما / عَوَّدتَها مِن شيمَةِ الإِسرافِ
فَكَأَنَّما أَنفَت لِذاكَ فَعَوَّضَت / عَن بَزلِ قيفالٍ بِبَزلِ رُعافِ
قَد زارَني مِن بَني الأَتراكِ مُختَفِياً
قَد زارَني مِن بَني الأَتراكِ مُختَفِياً / ظَبيٌ عَلى غَيرِ ميعادٍ لَهُ سَلَفا
يهزُّ مِن قَدِّهِ رُمحاً عَلى نَقَوَي / رَملٍ يَنوءُ بِهِ ثِقلاً إِذا اِنعَطَفا
سَقَت عَوارِضَهُ جَفناهُ سارِيَةً / فَأَنبَتَت عارِضاهُ رَوضَةً أُنُفا
كَأَنَّهُ دُرَّةُ الغَوّاصِ كادَ يَرى / مِن قَبلِ رُؤيَتِها في كَفِّهِ التَلَفا
وَلا سَبيلَ إِلى مَعسولِ ريقَتِهِ / حَتّى يَبيتَ مِنَ الصَهباءِ مُرتَشَفا
فَامنُن بِها مِثلَ ديني رِقَّةً وَشَذى / ذِكراكَ طيباً وَقَلبي في هَواكَ صَفا
بِقَدِّكُما إِن شِئتُما فَتَطاعَنا
بِقَدِّكُما إِن شِئتُما فَتَطاعَنا / بِكُلِّ رُدَينِيِّ القَوامِ مُثَقَّفِ
وَإِن شِئتُما بِالنُبلِ أَن تَتَناضَلا / فَدونَكُما بِالرشقِ مِن كُلِّ أَوطَفِ
وَلا تُثقِلا خَصرَيكُما بِمُهَنَّدٍ / فَفي كُلِّ جَفنٍ مِنكُما حَدُّ مُرهَفِ
تَبارَكَ اللَهُ أَعطى الناسَ ما سَأَلوا
تَبارَكَ اللَهُ أَعطى الناسَ ما سَأَلوا / صَفواً وَكالَ لَهُم بِالزائِدِ الوافي
فَالحَمدُ لِلَّهِ شُكراً إِنَّني رَجُلٌ / ما بارَكَ اللَهُ لي إِلّا بِأَضيافي
غَياثٌ فَاِسمَعوا قَولي وَعَمروٌ
غَياثٌ فَاِسمَعوا قَولي وَعَمروٌ / لَهُم عِندي أَحاديثٌ ظَريفَه
فَزانٍ ما عَلَيهِ مِن جُناحٍ / وَقَوّادٌ بِتَوقيعِ الخَليفَه
أَنا وَاِبنُ شيثٍ في الخِيامِ زِيادَةٌ
أَنا وَاِبنُ شيثٍ في الخِيامِ زِيادَةٌ / وَاِبنُ النَفيسِ وَذا المُلقُّ الصوفي
لا نَيلُنا يُرجى وَلا أَضيافُنا / تُقرى وَلا نُدعى لدَفعِ مَخوفِ
أَما المُلقُّ كَما عَلِمتَ فَنُسكُهُ / نَصبٌ عَلى زِبدِيَّةٍ وَرَغيفِ
وَفَتى بَجيلَةَ إِن قَرا ما خَطَّهُ / أَبصَرتَ مِنهُ غَرائِبَ التَصحيفِ
وَمُهَوَّسٍ بِالكيمياءِ يُقَطّعُ ال / أَوقاتَ بِالآمالِ وَالتَسويفِ
يَبغي مِنَ الأَبوالِ تِبراً خالِصاً / عَقلٌ لَعَمرُ أَبيكَ جِدُّ سَخيفِ
وَأَنا وَشِعري كَم يُعَنِّفني الوَرى / فيهِ فَلا فَلا أُصغي إِلى التَعنيفِ
يا أُدَباءَ الزَمانِ إِنّي
يا أُدَباءَ الزَمانِ إِنّي / أَعجَزَني لِلعَويصِ كَشفُ
فَخَبِّروني عَن اِسمِ جَمعِ / النصف ظرفٌ وَالنصفُ حَرفُ
إِنّي لَأَعجَبُ مِن ثَلاثَةِ أَحرُفٍ
إِنّي لَأَعجَبُ مِن ثَلاثَةِ أَحرُفٍ / نَسَقٍ يُخالِفُ شَكلُها أَوصافَها
يَلقاكَ سائِرُها بِشَكلٍ واحِدٍ / وَيُريكَ قَطعُ رُؤوسِها أَنصافَها
في اِسمٍ لِبَدرٍ ما رَنَت أَلحاظُهُ / إِلّا وَأَهدَت لِلنُفوسِ تَلافَها
ما عَدَد مِثلُ ضِعفِهِ نِصفُه
ما عَدَد مِثلُ ضِعفِهِ نِصفُه / تَندى عَلى لينِ كَفِّهِ كَفُّه
حَياتُهُ الماءُ وَهوَ مِيتَتُهُ / فَاِعجَب لِشَيءٍ حَياتُهُ حَتفُه
يَسيرُ تَحتَ اللِواءِ مُعتَصِماً / بِكُلِّ حامٍ سِنانُهُ طَرفُه
يُكتَبُ في نِصفِهِ القُرانُ وَلا / يَخلو مِنَ الدورِ وَالغِنا نصفُه
خَبّروني عَن اِسمِ جَمعٍ وَإِن شِئ
خَبّروني عَن اِسمِ جَمعٍ وَإِن شِئ / تَ فَفِعلٌ ماضٍ وَإِن شِئتَ حَرفُ
كُلُّ قَلبٍ بِقَلبِهِ مُستَهامٌ / وَهوَ إِن خَبَّروا بِهِ الصَبَّ حَتفُ
وَما هَجَوتُ اِبنَ عَصرونٍ أَرومُ لَهُ
وَما هَجَوتُ اِبنَ عَصرونٍ أَرومُ لَهُ / فَضلاً وَلا نلتُ مِن فَخرٍ وَلا شَرَفِ
لَكِن أُجَرِّبُ فيهِ خاطِري عَبَثاً / كَما تُجَرَّبُ بيضُ الهِندِ في الجِيَفِ
ما لي أَرى المَرءَ اللَعينَ قَدِ اِختَفى
ما لي أَرى المَرءَ اللَعينَ قَدِ اِختَفى / هذي جِناياتُ الأُيودِ عَلى القَفا
وَسمَت تَواسيمُ الحَبيبِ جَبينَهُ / وَالصَفعُ خَيرٌ لِلمُحِبِّ مِنَ الجَفا
عَبَثَت بِهامَتِهِ النعالُ فَما اِنثَنَت / حَتّى اِنثَنى مِن وَقعِهِنَّ عَلى شَفا
فَغَدا يُكَتِّمُ أَمرَهُ وَمُصابَهُ / طَمَعاً بِأَن يَخفى وَقَد بَرِحَ الخَفا
هَيهاتَ أَن يَخفى مُصابُكَ بَعدَما / خَطَّ المَداسُ عَلى جَبينِكَ أَحرُفا
رَأَيتُ سُلَيمانَ الدَعِيَّ مُعَرَّضاً
رَأَيتُ سُلَيمانَ الدَعِيَّ مُعَرَّضاً / لِرَفعِ أَكُفٍّ ما لَها عَنهُ مِن كَفِّ
فَما راحَةٌ إِلّا لَها فيهِ راحَةٌ / كَأَنَّ قَفاهُ مَشهَدُ الكَفِّ لِلكَفِّ