المجموع : 6
أَيَجني عَلى مُهجَتي طَرفُهُ
أَيَجني عَلى مُهجَتي طَرفُهُ / وَيُخضَبُ مِن دَمِها كَفُّهُ
وَتَلدَغُني تارَةً حَيَّةٌ / هُناكَ يُساوِرُها رِدفُهُ
وَيَرشُفُ دوني لِثامٌ لَهُ / نَدى أُقحُوانٍ حَلا رَشفُهُ
فَسائِل بِرامَةَ عَن ريمِها / وَهَل ضَلَّ عَن سِربِها خِشفُهُ
وَهَل خاضَ جَرعاءَ وادي الغَضا / يُلاعِبُ أَفنانَها عِطفُهُ
فَأَعدى أَراكَتَها هَزَّةً / وَأَرَّجَ أَنفاسَها عَرفُهُ
أَما وَهَوى مِثلِهِ جُؤذُراً / يُطابِقُ مَوصوفَهُ وَصفُهُ
لَهُ نَظَرٌ فاتِنٌ فاتِرٌ / يَحُلُّ قُوى عَزمَتي ضُعفُهُ
لَئِن هَزَّ أَعطافَنا حُسنُهُ / لَقَد بَزَّ أَنفُسَنا ظَرفُهُ
وَأَقبَلَ بِالحُسنِ إِدبارُهُ / يُلاعِبُ خوطَتَهُ حِقفُهُ
وَحَفَّت بِهِ الخَيلُ خَيّالَةً / فَطارَ بِهِ سُرعَةً طِرفُهُ
وَهَشَّ إِلى رَكضِهِ ظَهرُهُ / وَحَنَّ إِلى كَفِّهِ عُرفُهُ
وَأَقوَمَ مِن رُمحِهِ قَدُّهُ / وَأَفتَكَ مِن نَصلِهِ طَرفُهُ
وَكُلٌّ هُناكَ صَريعٌ بِهِ / يَرى أَنَّ عَيشَتَهُ حَتفُهُ
أَلا شَفَّ صَدرِيَ عَن سِرِّهِ / كَما شَفَّ عَن وَجهِهِ سَجفُهُ
وَخَفَّ بِقَلبِيَ فيهِ الهَوى / وَلاعَبَ قُرطانَهُ شِنفُهُ
فَهَل مِن سَبيلٍ إِلى زَورَةٍ / يَمُنُّ بِها لَيلَةً عِطفُهُ
فَيَلوي مِن غُصنِهِ هَصرُهُ / وَيُمكِنُ مِن وَردِهِ قَطفُهُ
وَقَد كُنتُ أَزري عَلى عِفَّةٍ / وَيُعجِبُني أَنَّني عِفُّهُ
وَأَغيَدَ مَعسولِ اللَمى وَالمَراشِفِ
وَأَغيَدَ مَعسولِ اللَمى وَالمَراشِفِ / صَقيلِ المُحَلّى وَالحِلى وَالسَوالِفِ
أَنَختُ بِهِ وَالبَرقُ يَهفو جَناحَهُ / وَلِلدَيمَةِ الهَطلاءِ حَنَّةُ عاطِفِ
فَنادَمتُ حُلوَ البِرِ وَاللَفظِ وَاللِمى / جَميلَ المُحَيّا وَالحِلى وَالعَوارِفِ
أَطَلَّ وَقَد خُطَّ في خَدِّهِ
أَطَلَّ وَقَد خُطَّ في خَدِّهِ / مِنَ الشَعرِ سَطرٌ دَقيقُ الحُروفِ
فَقُلتُ أَرى الشَمسَ مَكسوفَةً / فَقوموا نُصَلّي صَلاةَ الكُسوفِ
أَلا رُبَّ يَومٍ لي بِبابِ الزَخارِفِ
أَلا رُبَّ يَومٍ لي بِبابِ الزَخارِفِ / رَقيقِ حَواشي الحُسنِ حُلوِ المَراشِفِ
لَهَوتُ بِهِ وَالدَهرُ وَسنانُ ذاهِلٌ / وَغُصنُ الصِبا رَيّانُ لَدنُ المَعاطِفِ
أُعاطي تَحايا الكَأسِ وَالأُنسِ فِتيَةٌ / تَخايَلُ سودَ العُذرِ بيضَ السَوالِفِ
وَذَيلُ رِداءِ الغَيمِ يَخفِقُ وَالصَبا / تَحُثُّ وَمَوجُ النَهرِ ضَخمُ الرَوادِفِ
يَطيرُ بِنا فيهِ شِراعٌ كَأَنَّهُ / إِذا ضَرَبَتهُ الريحُ أَحشاءُ خائِفِ
وَقَد بَلَّ أَعطافَ الرُبى دَمعُ مُزنَةٍ / تَحَيَّرَ في جَفنٍ مِنَ النورِ طارِفِ
زَمانٌ تَوَلّى بَينَ كَأسٍ تَليدَةٍ / تُدارُ وَعَيشٍ لِلحَداثَةِ طارِفِ
وَشَمسٍ كَلَألاءِ الزُجاجَةِ طَلقَةٍ / وَظِلٍّ كَرَيعانِ الشَبيبَةِ وارِفِ
أَلا إِنَّ خَفضَ العَيشِ في صَرخَةِ العَزفِ
أَلا إِنَّ خَفضَ العَيشِ في صَرخَةِ العَزفِ / فَجَرِّر ذُيولَ اللَهوِ في مَنزِلِ القَصفِ
وَغازِل بِهِ حُلوَ الشَمائِلِ وَاللَمى / شَهِيَّ الجَنى لَدنَ السَجِيَّةِ وَالعِطفِ
تَنَفَّسَ بَينَ الرَوضِ يَخطِرُ وَالصَبا / وَأَشرَفَ بَينَ الغُصنِ يَأطُرُ وَالحِقفِ
وَقَد عَطَفَت وَهناً بِهِ الكَأسُ هاجِراً / وَما كُنتُ أَدري الكَأسَ مِن أَحرُفِ العَطفِ
وَناوَلتُهُ صَفراءَ لَم يُرَ صِرفُها / دِهاقاً عَلى الساقي فَيَلحَنُ في الصَرفِ
فَقُلتُ وَقَد ماسَت بِعَطفَيهِ نَشوَةٌ / فَمِن مُجتَلى حُسنٍ وَمِن مُجتَلى ظَرفِ
أَما وَبَياضِ الثَغرِ في سُمرَةِ اللَمى / وَحُسنِ مَجالِ السِحرِ في فَترَةِ الطَرفِ
لَئِن كُنتَ بَدرَ التِمِّ حُسناً وَرِفعَةً / فَإِنَّ دُموعَ الصَبِّ مِن أَنجُمِ القَذفِ
وَمُشرِفِ الهادي طَويلِ السُرى
وَمُشرِفِ الهادي طَويلِ السُرى / ضافي سَبيبِ الذَيلِ وَالعُرفِ
يُصَرِّفُ الفارِسُ في لِبدِهِ / طِرفاً بِهِ أَسرَعَ مِن طَرفِ
مُؤَدَّباً لَو كانَ مُستَعبَداً / لَم يَعبُدِ اللَهَ عَلى حَرفِ
مِن أَنجُمِ السَعدِ وَلَكِنَّهُ / يَومَ الوَغى مِن أَنجُمِ القَذفِ