القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 18
بِأَبي الغُصونَ المائِلاتِ عَواطِفا
بِأَبي الغُصونَ المائِلاتِ عَواطِفا / العاطِفاتِ عَلى الخُدودِ سَوالِفا
المُرسِلاتِ مِنَ الشُعورِ غَدائِراً / اللَيِّناتِ مَعاقِداً وَمَعاطِفا
الساحِباتِ مِنَ الدَلالِ ذَلاذِلاً / اللّابِساتِ مِنَ الجَمالِ مَطارِفا
الباخِلاتِ بِحُسنِهِنَّ صِيانَةً / الواهِباتِ مَتالِداً وَمَطارِفا
المونِقاتِ مَضاحِكاً وَمَباسِماً / الطَيِّباتِ مُقَبَّلاً وَمَراشِفا
الناعِماتِ مُجَرَّداً وَالكاعِباتِ / مُنَهَّداً وَالمُهدِياتِ ظَرائِفا
الخالِباتِ بِكُلِّ سِحرٍ مُعجِبٍ / عِندَ الحَديثِ مَسامِعاً وَلَطائِفا
الساتِراتِ مِنَ الحَياءِ مَحاسِناً / تَسبي بِها القَلبَ التَقِيِّ الخائِفا
المُبدِياتِ مِنَ الثُغورِ لِآلِياً / تَشفي بِريقَتِها ضَعيفاً تالِفا
الرامِياتِ مِنَ العُيونِ رَواشِقاً / قَلباً خَبيراً بِالحُروبِ مُثاقِفا
المُطلِعاتِ مِنَ الجُيوبِ أَهِلَّةً / لا تُلفَيَنَّ مَعَ التَمامِ كَواسِفا
المُنشِياتِ مِنَ الدُموعِ سَحائِباً / المُسمِعاتِ مِنَ الزَفيرِ قَواصِفا
يا صاحِبَيَّ بِمُهجَتي خَمصانَةٌ / أَسدَت إِلَيَّ أَيادِياً وَعَوارِفا
نُظِّمَت نِظامَ الشَملِ فَهِيَ نِظامُنا / عَرَبِيَّةٌ عَجماءُ تُلهي العارِفا
مَهما رَنَت سَلَّت عَلَيكَ صَوارِماً / وَيُريكَ مَبسِمُها بَريقاً خاطِفا
يا صاحِبَيَّ قِفا بِأَكتافِ الحِمى / مِن حاجِرٍ يا صاحِبَيَّ قِفا قِفا
حَتّى أُسائِلَ أَينَ سارَت عيسُهُم / فَقَدِ اِقتَحَمتُ مَعاطِباً وَمَتالِفا
وَمَعالِماً وَمَجاهِلاً بِشِمِلَّةٍ / تَشكو الوَجى وَسَباسِباً وَتَنايِفا
مَطوِيَّةِ الأَقرابِ أَذهَبَ سَيرُها / بِحَثيثِهٍ مِنها قُوىً وَسَدايِفا
حَتّى وَقَفتُ بِها برَملَةِ حاجِرٍ / فَرَأَيتُ نوقاً بِالأَثيلِ خَوالِفا
يَقتادُها قَمَرٌ عَلَيهِ مَهابَةٌ / فَطَوَيتُ مِن حَذَرٍ عَلَيهِ شَراسِفا
قَمَرٌ تَعَرَّضَ في الطَوافِ فَلَم أَكُن / بِسِواهُ عِندَ طَوافِهِ بي طائِفا
يَمحو بِفاضِلِ بُردِهِ آثارَهُ / فَتَحارُ لَو كُنتَ الدَليلَ القائِفا
ألبستُه خرقةَ التصوُّفِ
ألبستُه خرقةَ التصوُّفِ / وما له نحوها تشوُّف
لعلمه بالذي يراه / من أدبِ الوقت والتظرُّفِ
ألبستَه بعدَما تعالى / عن رُتبة الأخذ والتعطُّف
وحَصَلَ الكونُ في حماه / وأحكم العلم والتصرُّفِ
فمثلُ هذا ألبست ثوبي / إذ كان ثوباً على التعرُّف
سألتنا شرفَ نلبسها
سألتنا شرفَ نلبسها / خرقةَ القومِ على شرطِ الوفا
حين تابتْ عندنا من كل ما / كان منها قبل هذا سلفا
فأجبناها إلى ما سألت / باعتقادٍ وودادٍ وصفا
وأمرناها بأن تلبسها / كل من كان بخير عرفا
هي لمّا لبستُها سبَّحتْ / حسبي الله تعالى وكفى
وأتتْ تلثم نعلي خدمةً / ولقد كان لنا فيه شفا
ولقد عانقتُ منها غُصناً / يخجلُ الغصن إذا ما انعطفا
وارتشفنا ريقةً مسكينةً / تخجل الشَّهدَ إذا ما ارتشفا
ما أتينا محرَماً نحذره / بل أتينا فيه ما الله عفا
فانظروا المعنى الذي أرمزه / في كلامي تجدوه في الوفا
ألبستُ ستّ العابدي
ألبستُ ستّ العابدي / ن خرقةَ التصوفِ
ألبستُها من رغبتي / فيها ومن تخوُّفي
على إنكسار راعني / منها ومن تشوّفِ
ألبستُها بمكةَ / في الحجِّ بالمعرِّف
ألبستُها ثوبَ تقى / توّقني تشرُّفي
لأنها معشوقةٌ / لطيفةُ التظرف
محجوبةٌ مطلوبةٌ / لطالبِ التطرُّفِ
يا أيها المؤمنون أوفوا
يا أيها المؤمنون أوفوا / فإنكم في الذراع وقفُ
زينتمُ إذ كتبتوه / لذاك أنتم عليه وقف
إنْ كان في قلبكم سواكم / فهو لما يحتويه ظَرف
والحق بي قد أشار نحوي / فقلتُ ماذا فقال لطف
مني بمن كان لي جليساً / فيه معان وفيه ظرف
ما كنتُ أجني عليَّ إلا / حتى ترى العينُ كيف تغفو
فإنه سيِّدٌ كريمٌ / لذاك نفسي إليه تهفو
لما تألفتِ الأشياء بالألف
لما تألفتِ الأشياء بالألف / أعطاك صورته في كل مؤتلف
فأحرفُ الرقم والألفاظ دائرة / ما بين مؤتلفٍ منها ومختلف
وإنْ تمادتْ إلى ما لا انقضاء له / فإنَّ مَرجع عقباها على الألف
لولا تألُفُها وسِرُّ حكمتِه / لم تدرِ أمراً و لانهياً فقفْ وخفْ
وفي أوامره إن كنت ذا بصر / سِرٌ عجيبٌ ولكن غير منكشفْ
لا يأمر الله بالفحشا وقال لمن / عصاه وعداً له فاركضْ ولا تقفْ
وليس يبدو الذي قلناه من عجبٍ / في أمر امرهمُ إلاّ المعترف
يا رحمةً وسعتْ كلَّ الوجودِ فما / يشذُّ عنها وجودٌ فاعتبر وقِف
ولا يرى الله في شيء يعنُّ له / مما له عنَّ إلاّ صاحبُ الغرف
أو من يجود إذا أثرى بنعمته / أو من يكون من الرحمن في كنف
لذا أقام له عذراً بما صدرت / أوامر منه في القربى وفي الزلَف
إن الغنى لله منا كما
إن الغنى لله منا كما / منه أنا الفقر الذي يُعرفُ
إذ قد تسمى الله في خلقه / بما سمعتم وهو المنصفُ
فكلُّ من يسأل عن حاله / فإنه هو إن تكن تُنصف
من عزَّ ذلَّ إذا طالَ الزمانُ به
من عزَّ ذلَّ إذا طالَ الزمانُ به / وآيةُ الدهر تقليبٌ وتصريفُ
ميزانه ما له عدلٌ يشاهده / وإنما هو نقصانٌ وتطفيف
فليس يفرح شخصٌ باستقامته / إلا ومن حينه يأتيه تحريف
إذا اختصمَ الجمعانِ قيل لهم كُفُّوا
إذا اختصمَ الجمعانِ قيل لهم كُفُّوا / فمن شاء فيأخذ ومَنْ شاء فليعفُ
وكلُّ لبيبِ القلبِ في الأمرِ حازمٌ / إذا جاءه خير إليه به يهفو
فيأخذه علماً من الله زينة / ولو رواح عنه سار في أثره يقفو
فيظهر فينا ذا صنوفٍ كثيرةٍ / وفي عينه عندَ العليم به صنف
وحيدٌ بمعناه كثيرٌ بصورةٍ / وذلك في المقول والعادة العرف
ففي أذني قِراطٌ وفي الساقِ دُملجٌ / وفي مَفرِقي تاجٌ وفي ساعدي وقف
إذا حصل الإجماع ليس لصورةٍ / على صورةٍ أخرى افتخارٌ ولا شَفّ
تنوَّع عندي زينة الله أنها / عليّ بإنعامِ الكريم بها وقف
تنوّعت الأشكالُ والماء واحدٌ / نزيه عن الأوصافِ بل خالصٌ صِرف
تقنع بما قد جاء منه ولا تزد / مخافة أن يأتيك من بعده خلف
هو الحقُّ فاعلمه يقيناً محققاً / فليس لما قد قلت في ذلكم خلف
إن الجبالَ وإنْ أصبحن جامدةً
إن الجبالَ وإنْ أصبحن جامدةً / فإنها عند أهل الكشفِ كالصُّوفِ
أو كالبيته أجزاء مفرقة / في كلِّ وجهٍ عن التحقيقِ مصروفِ
كما أتتْ في كتابِ الله صورتُه / وزناً صحيحاً لنا من غير تطفيف
ينزه الأمر عن وضعٍ وعن صفةٍ / وعن مثالٍ وعن كمٍ وتكييف
أما الذي ثقلتْ منا موازِنه / بالخير في منزلٍ بالبرِّ معروف
وثم هذا الذي خفَّت موازِنُه / بالشرِّ في منزل بالدَّخ مسقوف
وثم وزنٌ صحيحٌ أنت صنجته / جاءتْ إليَّ به رسلٌ بتعريف
لا تندَمنَّ على خيرٍ تجودُ به
لا تندَمنَّ على خيرٍ تجودُ به / وإن أغاظك من تعطيه واقترفا
فالله يرزقُ من يعطيه نعمته / سواء أنكرها كفراً أو اعترافا
أتاك الشتاءُ عقيبَ الخريفِ
أتاك الشتاءُ عقيبَ الخريفِ / وجاء الربيعُ يليه المصيفُ
ودار الزمانُ بأبنائه / فمن دوره كان دورُ الرغيف
سرى في الجسوم بأحكامه / تغذى اللطيف به والكثيف
عجبتُ لهم جهلوا قدرهم / ويسعى القويُّ له والضعيف
فأصبح كالماء في قدره / لديهم وفي الماء سرٌّ لطيف
الله أعظم أن يدري فيعتقدا
الله أعظم أن يدري فيعتقدا / مقيداً وهو بالإطلاقِ معروفُ
وهو الذي تدرك الأبصار في صور / مشهودة فهو للأبصار مكشوفُ
فهو المقَّيد والمحدودُ من صورٍ / وهو الذي هو بالتنزيه موصوف
لذاك نعلمه لذاك نجهله / فالعجزُ في علمه عليه موقوف
إن قلت ذا قال حكمُ العقلِ ليس كذا / فلا تقل ليس إن الأمر مصروف
وقل بليس فإنَّ الله قال بها / في آية وهو قول فيه تعريف
وقل بليس ولكن في أماكنها / على الذي قاله ما فيه تحريف
في عين تنزيهه عين مسبهةٌ / والكل حقٌّ فإن الأمر تصريف
ما الحق خلق فيدريه خليقته / ولا الخلائق حقٌ فيه تكييف
إني وزنت ُ لكم أعلامَ خالقكم / وزناً وما فيه خسرانٌ وتطفيفُ
إني نظمته لكم ما قال خالقكم / والنظم تدريه موزون ومرصوف
ألا الغم صباحاً أيها الوارد الذي
ألا الغم صباحاً أيها الوارد الذي / أتانا فحيانا من الحضرة الزُّلفى
فقلت له أهلاً وسهلا ومرحبا / بواردِ بشرى جاء من موردٍ أصفى
فقال سلامٌ عندنا وتحية / عليكم وتسليم من الغادة الهيفا
من اللاء لم يحجبن إلا بقيته / فقلت له القنوى فقال هي الذلفا
لقد طلعت في العين بدراً مُكملا / وفي جيدنا عقداً وفي ساعدي وقفا
فقلت لها من أنت قالت جهلتني / أنا نفسك الغرّا تجلَّتْ لكم لُطفا
فاعرضتُ عنها كي أفوز بقربها / وطأطأتُ رأسي ما رفعتُ لها طرفا
وقد شغفتُ حباً بذاتي وما درت / وقد ملئتُ تيهاً وقد حُشيَتْ ظرفا
وثارتْ جيادُ الريح جوداً وهمة / وما سبقت ريحاً تهبُّ ولا طرفا
وجاء الإله الحقُّ للفصل والقضا / على الكشفِ والأملاكُ صفاً له صفا
عن الحكم عن أعياننا وهو علمه / وما غادروا مما علمتُ به حرفا
لذلك كانت حجة الله تعتلي / على الخصم شرعاً أو مشاهدة كشفا
وهبَّ نسيمُ القربِ من جانب الحمى / فأهدى لنا من نشرِ عنبرِه عُرفا
حبستُ على من كان مني كأنه / فؤادي وأعضائي لشغلي به وقفا
ومن برحت أرساله في وجودنا / على حضرتي تترى بما أرسلت عرفا
وأرواحه تزجى سحائب علمه / إلى خلي قصداً فيعصفها عَصفا
يشف لها برق بإنسانِ ناظري / وميضُ سناه كاد يخطفه خطفا
ويعقبه صوتُ الرعودِ مسبحا / ليزجرها رحمي فيقصفها قصفا
يخرج وَدْقُ الغيثِ من خللٍ بها / فتصبحُ أرضُ الله كالروضة الأُنُفا
شممتُ لها ريحاً بأعلامِ راية / كريَّا حمياها إذا شربت صرفا
ولما تدانتْ للقطافِ غصونُها / تناولتُ منها كالنبيّ لهم قطفا
ولما تذكرتُ الرسول وفعله / على مثل هذا لم أزل أطلب الحلفا
وراثة من أحيى به الله قلبَه / ولو كنت كنتُ الوارثَ الخلف الخلفا
ألا إنني أرجو زوال غوايتي / وأرجو من الله الهدايةَ والعطفا
إذا ما بدا لي الوجه في عين حيرتي / قَرَرْتُ بها عينا وكنتُ بها الأحفى
تبينُ علاماتٌ لها عندي ذي حجى / وأعلامها بين المقاماتِ لا تخفى
إنما الله إله واحد
إنما الله إله واحد / ما له حكمان فانهض لا تقفْ
وله حكمان فاعمل بهما / عن شهودٍ لهما لا تنصرف
ليس للأقوام رأي في الذي / شربوا منه قليلاً فاغترف
إنما الأمر مذاقٌ كله / فإذا ما ذقته لا تنحرف
إذا كنت بالأمر الذي أنت عالم
إذا كنت بالأمر الذي أنت عالم / به جاهلاً فاعلم بأنك عارفُ
إذا أنت أعطيت العبارة عنهمُ / بما هم عليه فاعلم أنك واصفُ
فإن الذي قد ذقته ليس ينحكي / ولا يصرفُ الإنسان عن ذاك صارفُ
وقل ربِّ زدني من علومٍ تقيدت / علومٌ مذاق أنهن عوارف
إذا نلتها كنتَ العليمَ بحقها / وإن كانت الأخرى فتلك المعارفُ
فمعرفتي بالعينِ ما ثم غيرها / وعلمي بحال واحد وهو عاطف
عليها وذاك الأمر ما فيه مدخل / ألا كلُّ ذي ذوقٍ هنالك واقف
وما جهلَ الأقوام إلا عبارتي / وما أنا باللفظ المركَّبِ كاشف
وما ثم تصريحٌ لذاك عيوننا / إذا ما عجزنا بالدموعِ ذوارف
فإن نحن عبرنا فإن كبيرنا / لحنظلة التشبيه باللفظ ناقف
تمعر منه الوجه والعجز قائمٌ / به ويراه اليثربي المكاشف
ولو كان غير اليثربيّ لما درى / وهل يجهلُ العلام إلا المخالف
نفى عنهم القرآن فيه مقامهم / وإني بالله العظيمِ لحالف
لقد سمعت أذناي ما لا أبثُّه / وقد جافى الأمر الذي لا يخالف
فقلتُ له سمعاً إلهي وطاعة / وقد كان لي فيما ذكرتُ مواقف
وما كنتُ ذا فكرٍ ولا قائلاً به / وقد بُينت لي في الطريق المصارف
وما صرفتنا عن تحققِ ذاتنا / بما في طريقِ السالكين الصوارف
وما ثم إلا سالك ومسلك / بذا قالتِ الأسلاف منا السوالف
مشينا على آثارهم عن بصيرة / وتقليد إيمان فنحن الخوالف
وما حيرتنا في الطريق مجاهل / وما حكمت بالتيه فينا التنائف
فإن كنت ذا حسٍّ فنحن الكثائف / وإن كنت ذا علم فنحن اللطائف
لقد جهلتْ ما قلته وأبنته / من أهل الوجودِ الحقِّ منا طوائف
لقد قالتِ الأعراب الحربُ خدعةٌ / وإني خبير بالحروبِ مُشاقف
ألا فاعذروا من كان لي ذا جنابة / ويقديه مني تالدٌ ثم طارف
ويشتد خوفي من شهودي لموجدي / ولما رمت بي نحو ذاك المخاوف
علمتُ بأني ذو انكسارٍ وذلة / وأني مما يأمن القلبُ خائف
وأصبحت لا أرجو أمانا وإنني / على بابِ كوني للشهادة واقف
شهيدٌ لنفسي لا عليها لأنني / عليم تهادى للعمى متجانف
وإني أناديني إذا ما دعوتني / وقد هتفتْ بي في الخطوبِ الهواتف
إني بنيتُ علمي باسلافي
إني بنيتُ علمي باسلافي / ومن صحبت من أشيخي وآلافي
فما أصلّي بهم إلا قرأت لهم / من القرآن لما فيه لأيلافِ
فالا فانَّ الذي في العبد من صفة / عين الحبيبِ فهذا عين إنصافِ
نفسي تنازعني إذا أطهرها / والخف في قدمي من نزع أخفافي
وكيف أنزعها وقد لبستهما / على طهارةِ أقدامي بأوصافي
إن اتصافي بنعت الحقِّ بعدني / منه وقربني بنعتِ أسلافي
عجز وفقر إلى ربي ومسكنة / إلى سؤالٍ بإلحاح وإلحاف
إلى رفيق لطيف مشفق حذر / وما أنا بالعتل الجمعص الجافي
إلى ذكرت الذي عليه معتمدي / سبحانه كنت فيه المثبت النافي
فالنفي تنزيهه عن كلِّ حادثة / من الصفات التي فيهنّ إتلافي
ولست أثبت للرحمن من صفة / إلا التي قالها في قوله الكافي
لله ميزانُ عدل في خليقته / فإن وزنت فإني الرجحُ الوافي
أنا مريضٌ ودائي ليس يعرفه / إلا العليم بحالي الراحم الشافي
إن التستر بالعاداتِ من خلقي / فما أنا علمٌ كبشرٍ الحافي
إنَّ التخلقَ بالأسماء يظهر ما / يكون حليته بالمشهد الخافي
العبد يرسب يبغي أصلَ نشأته / والغيرُ متصفٌ بالمدعي الطافي
ثوبي قصير كما جاء الخطاب به / وثوبُ ديني ثوبٌ ذيله ضافي
مياه أهل الدعاوى غير رائقة / وماء مثلي ذاك الرائق الصافي
ديار أهل القوى في الخلق عامرة / ودار أهل المعالي رسمها عافي
يجود عند سؤالي كل مكرمة / ربي عليَّ بإنعام وإسعافِ
لقد علمتُ بأنَّ الله ذو كرم / وأن فينا له خفيَّ ألطافِ
أثنيت بالجودِ عن فقر وعن ضرر / على الإله فجازاني بإسعافي
كما وردٍ إذا الداريّ يمرجه / بما يطيبه من ماءِ خلاف
فبالأكفِّ جيادُ الخيل إن سبقتْ / نمسِ منها بأجيادٍ وأعرافِ
لا تفرحن باستواءِ الكفين إذا / أعمالكم وزنت من أجل أعراف
وأكثر الذكر للرحمن في ملأ / من الملائك سادات وأشرف
واحذر قبولك رفداً قد أتيت به / عن التشوُّق منكم أو عن إسرافِ
إن الغريبَ مصون في تقلبه / كلؤلؤِ صينَ في أجوافِ أصداف
إنَّ الكريمَ تولاه بجائزةٍ / تترى عليه وإنعامٌ وإرداف
لو جاء من أسهم البلوى على حذرٍ / من المصابِ لجاءته بآلافِ
إنَّ العبيد أولي الألباب قد نصبوا / لرمي أسهمٍ بلواه كاهدافِ
الله عاصمهم من كلِّ نازلةٍ / بما يجن من ألطاف وأعطافِ
من عند ربٍّ خفيّ بي ومكتنفٍ / وعاصمٍ بالذي يسدي وعطاف
من الجميلِ الذي ما زال يرفده / بمثله ليعمّ الخير أكنافي
إذا كانت الأعراف تعطى عوارفاً
إذا كانت الأعراف تعطى عوارفاً / فإن السليم الشمّ لينشق العرفَا
ولا يقبل الرحمن منه إذا أتى / قبول الذي قد شمَّ عدلاً ولا صرفا
وإن جاءه الإقبال من كلِّ جانب / ولم يقبل الرحمن لم يكن إلاَّ حفى
وإياك واستدراجه في عباده / فإنَّ لمكر الله في خلقه عُرفا
يراه الذي ما زال فيهم مقدَّماً / فيعزله حكماً ليشربه صِرفا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025