القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمَر بنُ أَبي رَبِيعة الكل
المجموع : 11
وَإِنّي لَسائِلُ أُمِّ الرَبيعِ
وَإِنّي لَسائِلُ أُمِّ الرَبيعِ / قَبلَ الوَداعِ مَتاعاً طَفيفا
مَتاعاً أَقومُ بِهِ لِلوَدا / عِ إِنّي أَرى الدارَ مِنها قَذوفا
فَقالَت بِحاجَةِ كُلٍّ نَطَقتَ / فَأَقبِل وَأَرسِل رَسولاً لَطيفا
إِلى مَوعِدٍ وَدَّ لَو أَنَّهُ / خَلا لا يُرَوِّعُ فيهِ الطُروفا
وَمِن عَجَبٍ ضَحِكَت إِذ رَأَت / قُرَيبَةُ بِالخَيفِ رَكباً وُقوفا
رَأَت رَجُلاً شاحِباً جِسمُهُ / مُسارِيَ أَرضٍ أَطالَ الوَجيفا
أَخا سَفَرٍ لا يُجِمُّ المَطيَّ / بَعدَ الكَلالَةِ إِلّا خُفوفا
فَإِمّا تَرَيني كَساني السِفا / رُ لَونَ السَوادِ وَجِسماً نَحيفا
فَحوراً كَمِثلِ ظِباءِ الخَري / فِ أُخرِجنَ يَمشينَ مَشياً قَطوفا
تَضَوَّعَ أَردانُهُنَّ العَبي / رَ وَالرَندَ خالَطَ مِسكاً مَدوفا
يُهَيِّجنَ مِن بَرَداتِ القُلو / بِ شَوقاً إِذا ما ضَرَبنَ الدُفوفا
إِذا ما اِنقَضى عَجَبٌ لَم يَزَل / نَ يَدعونَ لِلَّهوِ قَلباً ظَريفا
بِأَبطَحِ سَهلٍ سَقاهُ السَحا / بُ إِمّا رَبيعاً وَإِمّا خَريفا
لَو كانَ يَخفى الحُبُّ يَوماً خَفى لَنا
لَو كانَ يَخفى الحُبُّ يَوماً خَفى لَنا / وَلَكِنَّهُ وَاللَهِ يا حِبِّ ما يَخفى
وَلَكِن عَدِمتُ الحُبَّ إِن كانَ هَكَذا / إِذا ما أَحَبَّ المَرءُ كانَ لَهُ حَتفا
فَما اِستَجمَلَت نَفسي حَديثاً لِغَيرِها / وَإِن كانَ لَحناً ما تُحَدِّثُنا خَلفا
وَلا ذُكِرَت يا صاحِ إِلّا وَجَدتُها / بِوُدّي وَإِلّا زادَ حُبّي لَها ضِعفا
وَلا أَبصَرَت عَينايَ في الناسِ عاشِقاً / صَبا صَبوَةً إِلّا صَبَوتُ لَها أَلفا
فَما عَدَلَت في الحُكمِ يا صاحِ بَينَنا / أَفي العَدلِ مِنها أَن نُحِبَّ وَأَن نُجفى
هاجَ فُؤادي مَوقِفُ
هاجَ فُؤادي مَوقِفُ / ذَكَّرَني ما أَعرِفُ
مَمشايَ ذاتَ لَيلَةٍ / وَالشَوقُ مِمّا يَشغَفُ
إِذا ثَلاثٌ كَالدُمى / وَكاعِبٌ وَمُسلِفُ
وَبَينَهُنَّ صورَةٌ / كَالشَمسِ حينَ تُسدِفُ
خَودٌ وَقَيرٌ نِصفُها / وَنِصفُها مُهَفهَفُ
قُلتُ لَها مَن أَنتُمُ / لَعَلَّ داراً تُسعِفُ
فَاِبتَسَمَت عَن واضِحٍ / غَرِّ الثَنايا يَنطِفُ
وَأَومَضَت عَن طَرفِها / يا حُسنَها إِذ تَطرِفُ
وَأَرسَلَت فَجاءَني / بَنانُها المُطَرَّفُ
أَن بِت لَدينا لَيلَةً / نُحي بِها وَنُلطِفُ
باتَت وَلي مِن بَذلِها / حَمشُ اللِثاتِ أَعجَفُ
فَبِتُّ لَيلي كُلَّهُ / تَرشِفُني وَأَرشِفُ
إِخالُ ثَلجاً طَعمَهُ / قَد خالَطَتهُ قَرقَفُ
لَمّا دَنا تَقارُبٌ / مِن لَيلِنا وَمَصرِفٌ
قالَت لَنا وَدَمعُها / وَجداً عَلينا يَذرِفُ
لَهفي وَلَيسَ نافِعي / عَلَيكُمُ التَلَهُّفُ
قالَت وَلِم تَسأَلُنا / وَالدارُ عَنكَ تَصرِفُ
وَالدارُ عَنكَ ضَربَةٌ / وَنَأيُنا مُستَشرِفُ
نَحنُ حَجيجٌ ضَمَّنا / فَمَن يُرى المُعَرَّفُ
قُلتُ فَإِنّي هائِمٌ / صَبٌ بِكُم مُكَلَّفُ
قالَت بَلَ اِنتَ مازِحٌ / ذو مَلَّةٍ مُستَطرِفُ
لَسنا وَإِن حَدَّثتَنا / يَغُرُّنا ما تَحلِفُ
وَدِدتُ لَو أَنَّكَ في / قَولِكَ هَذا تُنصِفُ
تَجزي بِمِثلِ وُدِّنا / قُلتُ لَها بَل أُضعِفُ
أَفي رَسمِ دارٍ دارِسٍ أَنتَ واقِفُ
أَفي رَسمِ دارٍ دارِسٍ أَنتَ واقِفُ / بِقاعٍ تُعَفّيهِ الرِياحُ العَواصِفُ
بِها جازَتِ الشَعثاءَ فَالخَيمَةَ الَّتي / قَفا مَحرَضٍ كَأَنَّهُنَّ صَحائِفُ
سَحا تُربَها أَرواحُها فَكَأَنَّما / أَحالَ عَليها بِالرَغامِ النَواسِفُ
وَقَفتُ بِها لا مَن أُسائِلُ ناطِقٌ / وَلا أَنا إِن لَم يَنطِقِ الرَسمُ صارِفُ
وَلا أَنا عَمَّن يَألَفُ الرَبعَ ذاهِلٌ / وَلا التَبلُ مَردودٌ وَلا القَلبُ عازِفُ
وَلا أَنا ناسٍ مَجلِساً زارَنا بِهِ / عِشاءً ثَلاثٌ كاعِبانِ وَناصِفُ
أَسيلاتُ أَبدانٍ دِقاقٌ خُصورُها / وَثيراتُ ما التَفَّت عَلَيهِ المَلاحِفُ
إِذا قُمنَ أَو حاوَلنَ مَشياً تَأَطُّراً / إِلى حاجَةٍ مالَت بِهِنَّ الرَوادِفُ
نَواعِمُ لَم يَدرينَ ما عَيشُ شِقوَةٍ / وَلا هُنَّ نَمّاتُ الحَديثِ زَعانِفُ
إِذا مَسَّهُنَّ الرَشحُ أَو سَقَطَ النَدى / تَضَوَّعَ بِالمِسكِ السَحيقِ المَشارِفُ
يَقُلنَ إِذا ما كَوكَبٌ غارَ لَيتَهُ / بِحَيثُ رَأَيناهُ عِشاءً يُخالِفُ
لَبِثنا بِهِ لَيلَ التَمامِ بِلَذَّةٍ / نَعِمنا بِهِ حَتّى جَلا الصُبحُ كاشِفُ
فَلَمّا هَمَمنا بِالتَفَرُّقِ أَعجَلَت / بَقايا اللُباناتِ الدُموعُ الذَوارِفُ
وَأَصعَدنَ في وَعثِ الكَثيبِ تَأَوُّداً / كَما اِجتازَ في الوَحلِ النِعاجُ الخَوارِفُ
فَأَتبَعتُهُنَّ الطَرفَ مُتَّبِلَ الهَوى / كَأَنّي يُعانيني مِنَ الجِنِّ خاطِفُ
تُعَفّي عَلى الآثارِ أَن تُعرَفَ الخُطى / ذُيولُ ثِيابٍ يُمنَةٍ وَمَطارِفُ
دَعاهُ إِلى هِندٍ تَصابٍ وَنَظرَةٌ / تَدُلُّ عَلى أَشياءَ فيها مَتالِفُ
سَبَتهُ بِوَحفٍ في العِقاصِ كَأَنَّهُ / عَناقيدُ دَلّاها مِنَ الكَرمِ قاطِفُ
وَجيدِ خَذولٍ بِالصَريمَةِ مُغزِلٍ / وَوَجهِ حَميٍّ أَضرَعَتهُ المَخالِفُ
فَكُلُّ الَّذي قَد قُلتِ يَومَ لَقيتُكُم / عَلى حَذَرِ الأَعداءَ لِلقَلبِ شاغِفُ
وَحُبُّكِ داءٌ لِلفُؤادِ مُهَيِّجٌ / سَفاهاً إِذا ناحَ الحَمامُ الهَواتِفُ
وَنَشرُكِ شافٍ لِلَّذي بي مِنَ الجَوى / وَذِكرُكِ مُلتَذٌ عَلى القَلبِ طارِفُ
وَقُربُكِ إِن قارَبتِ لِلشَملِ جامِعٌ / وَإِن بِنتِ يَوماً بانَ مَن أَنا آلَفُ
فَإِن راجَعَتهُ في التَراسُلِ لَم يَزَل / لَهُ مِن أَعاجيبِ الحَديثِ طَرائِفُ
وَإِن عاتَبَتهُ مَرَّةً كانَ قَلبُهُ / لَها ضَلعُهُ حَتّى تَعودَ العَواصِفُ
فَكُلُّ الَّذي قَد قُلتِ كانَ اِدِّكارُهُ / عَلى القَلبِ قَرحاً يَنكَأُ القَلبَ قارِفُ
أَثيبي اِبنَةَ المَكنِيِّ عَنهُ بِغَيرِهِ / وَعَنكِ سَقاكِ الغادِياتُ الرَوادِفُ
عَلى أَنَّها قالَت لِأَسماءَ سَلِّمي / عَلَيهِ وَقولي حُقَّ ما أَنتَ ذائِفُ
أَرى الدارَ قَد شَطَّت بِنا عَن نَوالِكُم / نَوىً غُربَةً فَاِنظُر لِأَيٍّ تُساعِفُ
فَقُلتُ أَجَل لا شَكَّ قَد نَبَأَت بِهِ / ظِباءٌ جَرَت فَاِعتافَ مَن هُوَ عائِفُ
فَقالَت لَها قولي أَلَستَ بِزائِرٍ / بِلادي وَإِن قَلَّت هُناكَ المَعارِفُ
كَما لَو مَلَكنا أَن نَزورَ بِلادَكُم / فَعَلنا وَلَم تَكثُر عَلَينا التَكالِفُ
فَقُلتُ لَها قولي لَها قَلَّ عِندَنا / لَنا جُشَمُ الظَلماءِ فيما نُصادِفُ
وَنَصّى إِلَيكِ العَيسَ شاكِيَةَ الوَجى / مَناسِمُها مِمّا تُلاقي رَواعِفُ
بَراهُنَّ نَصّي وَالتَهَجُّرُ كُلَّما / تَوَقَّدَ مَسمومٌ مِنَ اليَومِ صائِفُ
تَحَسَّرَ عَنهُنَّ العَرائِكُ بَعدَما / بَدَأنَ وَهُنَّ المُقفِراتُ العَلائِفُ
وَإِنّي زَعيمٌ أَن تُقَرِّبَ فِتيَةً / إِليكِ مُعيداتُ السَفارِ عَواطِفُ
لَقَد أَرسَلَت حُوَّلاً قُلَّباً
لَقَد أَرسَلَت حُوَّلاً قُلَّباً / يُرى جافِياً وَهوَ خَبٌّ لَطيفُ
إِلَينا عِشاءً بِأَن قِف لَنا / نُسَلِّم فَإِنَّ وُقوفاً طَفيفُ
فَقُلتُ لَها البَيتُ أَخلى لَنا / فَإِنَّ مُقامَ الفِجاجِ الحُتوفُ
فَقالَت صَدَقتَ وَلَكِنَّني / أَخافُ العُداةَ وَمَشيٌ قُطوفُ
أَفتِني إِن كُنتَ ثَقفاً شاعِراً
أَفتِني إِن كُنتَ ثَقفاً شاعِراً / عَن فَتىً أَعوَجَ أَعمى مُختَلِف
سَيِّءِ السَحنَةِ كابٍ لَونُهُ / مِثلِ عودِ الخِروَعِ البالي القَصِف
بانَ الخَليتُ وَبَينُهُم شَغَفُ
بانَ الخَليتُ وَبَينُهُم شَغَفُ / وَالدارُ أَحياناً بِهِم قَذَفُ
ما عَوَّدوكَ بِنَأيِ دارِهِمُ / قُربَ الجِوارِ فَفيمَ تَلتَهِفُ
وَلَقَد تَرى أَن لا يُذَلِّلُها / أَنَّ الفُؤادَ بِذِكرِها كَلِفُ
زَعَموا بِأَنَّ البَينَ بَعدَ غَدٍ / فَالقَلبُ مِمّا أَزمَعوا يَجِفُ
حَلَفوا لَقَد قَطَعوا بَينُهُمُ / وَحَلَفتُ أَلفاً مِثلَما حَلَفوا
لَم أَنسَ مَوقِفَنا وَمَوقِفَها / لِتَراجُعٍ وَلَحَينُنا يَقِفُ
نَشكو وَتَشكو بَعضَ ما وَجَدَت / كُلٌّ لِوَشكِ البَينِ مُعتَرِفُ
وَمَقالَها وَدُموعُها سَجَمٌ / أَقلِل حَنينَكَ حينَ تَنصَرِفُ
عَنّا إِذا دارٌ بِكُم نَزَحَت / وَدَعا لِأُخرى قَلبُكَ الطَرِفُ
لَقَد عُجتُ في رَسمٍ أَجَدَّ زَمانُهُ
لَقَد عُجتُ في رَسمٍ أَجَدَّ زَمانُهُ / لَنا دارِسٍ ما كانَ غَيرُ التَواقُفِ
عَشيَّةَ قالَت قَد أَشادَ بِسِرِّنا / وَسِرِّكُمُ مَجرى الدُموعِ الذَوارِفِ
فَقُلتُ لَها إِنّي أَرى بِكُمُ النَوى / عَنوجاً مَتى نَرجُ اِقتِرابَ المَخالِفِ
فَلَمّا تَواقَفنا تَحَيَّرَ حَولَها / نَواعِمُ كَالغِزلانِ بيضُ السَوالِفِ
وَثيراتُ أَعجازٍ دِقاقٌ خُصورُها / طَويلاتُ أَعناقٍ ثِقالُ الرَوادِفِ
يَطُفنَ بِها مِثلَ الدُمى بَينَ سافِرٍ / إِلَينا وَمُستَحيٍ رَآنا فَصارِفِ
وَجاءَت بِتُبّاعٍ لَها بَينَ مُنكِرٍ / لِمَوقِفِنا لَو يَستَطيعُ وَعارِفِ
ذاتُ حُسنٍ إِن تَغِب شَمسُ الضُحى
ذاتُ حُسنٍ إِن تَغِب شَمسُ الضُحى / فَلَنا مِن وَجهِها عَنها خَلَف
أَجمَعَ الناسُ عَلى تَفضيلِها / وَهَواهُم في سِوى هَذا اِختَلَف
طافَت بِنا شَمسٌ عِشاءً وَمَن رَأى
طافَت بِنا شَمسٌ عِشاءً وَمَن رَأى / مِنَ الناسِ شَمساً بِالعِشاءِ تَطوفُ
أَبو أُمِّها أَوفى قُرَيشٍ بِذِمَّةٍ / وَأَعمامُها إِما نَسَبتَ ثَقيفُ
فَلَم تَرَ عَيني مِثلَ سِربٍ رَأَيتُهُ
فَلَم تَرَ عَيني مِثلَ سِربٍ رَأَيتُهُ / خَرَجنَ عَلَينا مِن زُقاقِ اِبنِ واقِفِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025