المجموع : 16
لِيَ إِلفٌ أَيُّ إِلفِ
لِيَ إِلفٌ أَيُّ إِلفِ / هُوَ روحي وَهُوَ حَتفي
غابَ عَن طَرفي وَقَد كُن / تُ أَراهُ مِثلَ طَرفي
قَبِّلي يا ريحُ عَن / ني راحَتَيهِ أَلفَ أَلفِ
يا غائِباً أَهدى مَحا
يا غائِباً أَهدى مَحا / سِنَهُ إِلَيَّ وَظَرفَهُ
وَرَدَ الكِتابُ مُضَمِّناً / ما لَستُ أُحسِنُ وَصفَهُ
فَحَبا بِكُلِّ مَسَرَّةٍ / قَلبَ المُحِبِّ وَطَرفَهُ
وَلَثَمتُ إِكراماً لَهُ / وَجهَ الرَسولِ وَكَفَّهُ
تائِهٌ ما أَصلَفَه
تائِهٌ ما أَصلَفَه / وَيحَ صَبٍّ أَلِفَه
كادَ أَن يُتلِفَهُ / لَيتَهُ لَو أَتلَفَه
أَيُّ رَوضٍ زاهِرٍ / لَم أَصِل أَن أَقطُفَه
وَقَضيبٍ ناعِمٍ / لَم أُطِق أَن أَعطِفَه
أَخلَفَ الوَعدَ وَما / خِلتُهُ أَن يُخلِفَه
بَينَنا مَعرِفَةٌ / يا لَها مِن مَعرِفَه
أَشبَهَ البَدرَ وَحا / كاهُ إِلّا كَلَفَه
يَستَعيرُ الغُصنُ إِن / ماسَ مِنهُ هَيَفَه
فَوقَ خَدَّيهِ لَنا / وَردَةٌ فَوقَ الصِفَه
قَوِيَت بَهجَتُها / وَتُسَمّى مُضعَفَه
فاتِرُ الأَلحاظِ وَه / يَ سُيوفٌ مُرهَفَه
أَنا مِنها مُدنَفٌ / وَهيَ مِنّي مُدنَفَه
أَغُصنَ النَقا لَولا القَوامُ المُهَفهَفُ
أَغُصنَ النَقا لَولا القَوامُ المُهَفهَفُ / لَما كانَ يَهواكَ المُعَنّى المُعَنَّفُ
وَيا ظَبيُ لَولا أَنَّ فيكَ مَحاسِناً / حَكَينَ الَّذي أَهوى لَما كُنتَ توصَفُ
كَلِفتُ بِغُصنٍ وَهوَ غُصنٌ مُمَنطَقٌ / وَهِمتُ بِظَبيٍ وَهوَ ظَبيٌ مُشَنَّفُ
وَمِمّا دَهاني أَنَّهُ مِن حَيائِهِ / أَقولُ كَليلٌ طَرفُهُ وَهوَ مُرهَفُ
وَذَلِكَ أَيضاً مِثلُ بُستانِ خَدِّهِ / بِهِ الوَردُ يُسمى مُضعَفاً وَهوَ مُضعِفُ
فَيا ظَبيُ هَلّا كانَ فيكَ التِفاتَةٌ / وَيا غُصنُ هَلّا كانَ فيكَ تَعَطُّفُ
وَيا حَرَمَ الحُسنِ الَّذي هُوَ آمِنٌ / وَأَلبابُنا مِن حَولِهِ تُتَخَطَّفُ
عَسى عَطفَةً لِلوَصلِ يا واوَ صُدغِهِ / عَلَيَّ فَإِنّي أَعرِفُ الواوَ تَعطِفُ
أَأَحبابِنا أَمّا غَرامِيَ بَعدُكُم / فَقَد زادَ عَمّا تَعرِفونَ وَأَعرِفُ
أَطَلتُم عَذابي في الهَوى فَتَعَطَّفوا / عَلى كَلِفٍ في حُبِّكُم يَتَكَلَّفُ
وَوَاللَهِ مافارَقتُكُم عَن مَلامَةٍ / وَجُهدي لَكُم أَنّي أَقولُ وَأَحلِفُ
وَلَكِن دَعاني لِلعَلاءِ بنِ جَلدَكٍ / تَشَوُّقُ قَلبٍ قادَني وَتَشَوُّفُ
إِلى سَيِّدٍ أَخلاقُهُ وَصِفاتُهُ / تُؤَدِّبُ مَن يُثني عَلَيهِ وَتُطرِفُ
أَرَقُّ مِنَ الماءِ الزُلالِ شَمائِلاً / وَأَصفى مِنَ الخَمرِ السُلافِ وَأَلطَفُ
مَناقِبُ شَتّى لَو تَكونُ لِحاجِبٍ / لَما ذَكَرَت يَوماً لَهُ القَوسَ خِندِفُ
غَدا مِن مَداها حاتِمٌ وَهوَ حاتِمٌ / وَأَصبَحَ عَنها أَحنَفٌ وَهوَ أَحنَفُ
أَتَتكَ القَوافي وَهيَ تُحسَبُ رَوضَةً / لِما ضُمِّنَتهُ وَهوَ قَولٌ مُزَخرَفُ
وَلَو قَصَدَت بِالذَمِّ شانيكَ لَاِغتَدى / وَحاشاكَ مِنهُ قَلبُهُ يَتَنَظَّفُ
وَقُلِّدَ عاراً وَهوَ دُرٌّ مُنَظَّمٌ / وَأُلبِسَ حُزناً وَهوَ بُردٌ مُفَوَّفُ
وَيُصلى جَحيماً وَهيَ في الحُسنِ جَنَّةٌ / وَيُسقى دِهاقاً وَهيَ صَهباءُ قَرقَفُ
لِحاظُكَ أَمضى مِنَ المُرهَفِ
لِحاظُكَ أَمضى مِنَ المُرهَفِ / وَريقُكَ أَحلى مِنَ القَرقَفِ
وَمِن سَيفِ لَحظِكَ لا أَتَّقي / وَمِن خَمرِ ريقِكَ لا أَكتَفي
أُقاسي المَنونَ لِنَيلِ المُنى / وَيالَيتَ هَذا بِهَذا يَفي
زَها وَردُ خَدَّيكَ لَكِنَّهُ / بِغَيرِ النَواظِرِ لَم يُقطَفِ
وَقَد زَعَموا أَنَّهُ مَضعَفٌ / وَما عَلِموا أَنَّهُ مُضعِفي
مَلَكتَ فَهَل لِيَ مِن مُعتِقٍ / وَجُرتَ فَهَل لِيَ مِن مُنصِفِ
مَدَدتُ إِلَيكَ يَدي سائِلاً / أُعيذُكَ في الحُبِّ مِن مَوقِفي
لَقَد طابَ لِيَ فيكَ هَذا الغَرا / مُ وَإِن صَحَّ لي أَنَّهُ مُتلِفي
وَعَهدِيَ عَهدي لِذاكَ الوَفا / سَواءٌ وَفَيتَ وَإِن لَم تَفِ
وَحَقِّ حَياتِكَ إِنّي اِمرُؤٌ / بِغَيرِ حَياتِكَ لَم أَحلِفِ
أَأَحبابَنا ما ذا الرَحيلُ الَّذي دَنا
أَأَحبابَنا ما ذا الرَحيلُ الَّذي دَنا / لَقَد كُنتُ مِنهُ دائِماً أَتَخَوَّفُ
هَبوا لِيَ قَلباً إِن رَحَلتُم أَطاعَني / فَإِنّي بِقَلبي ذَلِكَ اليَومَ أُعرَف
وَيالَيتَ عَيني تَعرِفُ النَومَ بَعدَكُم / عَساها بِطَيفٍ مِنكُمُ تَتَأَلَّفُ
قِفوا زَوِّدوني إِن مَنَنتُم بِنَظرَةٍ / تُعَلِّلُ قَلباً كادَ بِالبَينِ يَتلَفُ
تَعالَوا بِنا نَسرِق مِنَ العُمرِ ساعَةً / فَنَجني ثِمارَ الوَصلِ فيها وَنَقطِفُ
وَإِن كُنتُمُ تَلقَونَ في ذاكَ كُلفَةً / دَعوني أَمُت وَجداً وَلاتَتَكَلَّفوا
أَأَحبابَنا إِنّي عَلى القُربِ وَالنَوى / أَحِنُّ إِلَيكُم حَيثُ كُنتُم وَأَعطِفُ
وَطَرفي إِلى أَوطانِكُم مُتَلَفِّتٌ / وَقَلبي عَلى أَيّامِكُم مُتَأَسِّفُ
وَكَم لَيلَةٍ بِتنا عَلى غَيرِ ريبَةٍ / يَحُفُّ بِنا فيها التُقى وَالتَعَفُّفُ
تَرَكنا الهَوى لَمّا خَلَونا بِمَعزِلٍ / وَباتَ عَلينا لِلصَبابَةِ مُشرِفُ
ظَفِرنا بِما نَهوى مِنَ الأُنسِ وَحدَهُ / وَلَسنا إِلى ماخَلفَهُ نَتَطَرَّفُ
سَلوا الدارَ عَمّا يَزعَمُ الناسُ بَينَنا / لَقَد عَلِمَت أَنّي أَعِفُّ وَأَظرَفُ
وَهَل آنَسَت مِن وَصلِنا ما يُشينُنا / وَيُنكِرُهُ مِنّا العَفافُ وَيَأنَفُ
سِوى خَصلَةٍ نَستَغفِرُ اللَهَ إِنَّنا / لَيَحلو لَنا ذاكَ الحَديثُ المُزَخرَفُ
حَديثٌ تَخالُ الدَوحَ عِندَ سَماعِهِ / لَما هَزَّ مِن أَعطافِهِ يَتَقَصَّفُ
لَحى اللَهُ قَلباً باتَ خِلواً مِنَ الهَوى / وَعَيناً عَلى ذِكرِ الهَوى لَيسَ تَذرِفُ
وَإِنّي لَأَهوى كُلَّ مَن قيلَ عاشِقٌ / وَيَزدادُ في عَيني جَلالاً وَيَشرَفُ
وَما العِشقُ في الإِنسانِ إِلّا فَضيلَةٌ / تُدَمِّثُ مِن أَخلاقِهِ وَتُلَطِّفُ
يُعَظَّمُ مَن يَهوى وَيَطلُبُ قُربُهُ / فَتَكثُرُ آدابٌ لَهُ وَتَظَرَّفُ
حَبيبِيَ ما هَذا الجَفاءُ الَّذي أَرى
حَبيبِيَ ما هَذا الجَفاءُ الَّذي أَرى / وَأَينَ التَغاضي بَينَنا وَالتَعَطُّفُ
لَكَ اليَومَ أَمرٌ لا أَشُكُّ يُريبُني / فَما وَجهُكَ الوَجهُ الَّذي كُنتُ أَعرِفُ
لَقَد نَقَلَ الواشونَ عَنِّيَ باطِلاً / وَمِلتُ لِما قالوا فَزادوا وَأَسرَفوا
كَأَنَّكَ قَد صَدَّقتَ فِيَّ حَديثَهُم / وَحاشاكَ مِن هَذا وَخُلقُكَ أَشرَفُ
وَقَد كانَ قَولُ الناسِ في الناسِ قَبلَنا / فَفُنِّدَ يَعقوبٌ وَسُرِّقَ يوسُفُ
بِعَيشِكَ قُل لي ما الَّذي قَد سَمَعتَهُ / فَإِنَّكَ تَدري ما تَقولُ وَتُنصِفُ
فَإِن كانَ قَولاً صَحَّ أَنِّيَ قُلتُهُ / فَلِلقَولِ تَأويلٌ وَلِلقَولِ مَصرَف
وَهَب أَنَّهُ قَولٌ مِنَ اللَهِ مُنزَلٌ / فَقَد بَدَّلَ التَوراةَ قَومٌ وَحَرَّفوا
وَها أَنا وَالواشي وَأَنتَ جَميعُنا / يَكونُ لَنا يَومٌ عَظيمٌ وَمَوقِفُ
تَعَشَّقتُها مِثلَ الغَزالِ الَّذي رَنا
تَعَشَّقتُها مِثلَ الغَزالِ الَّذي رَنا / لَها مُقلَةٌ نَجلا وَأَجفانُها وُطفُ
إِذا حَسَدوها الحُسنَ قالوا لَطيفَةٌ / لَقَد صَدَقوا فيها اللَطافَةُ وَالظُرفُ
وَلَم يَجحَدوها مالَها مِن مَلاحَةٍ / لِعِلمِهِمُ ما في مَلاحَتِها خُلفُ
بَديعَةُ حُسنٍ رَقَّ مِنها شَمائِلٌ / وَراقَت إِلى أَن كادَ يَشرَبُها الطَرفُ
فَلا الخُلقُ مِنها لا وَلا الخَلقُ جافِياً / وَحاشا لِهاتيكَ الشَمائِلِ أَن تَجفو
وَما ضَرَّها أَن لا تَكونَ طَويلَةً / إِذا كانَ فيها كُلُّ ما يَطلُبُ الإِلفُ
وَإِنّي لَمَشغوفٌ بِكُلِّ مَليحَةٍ / وَيُعجِبُني الخَصرُ المُخَصَّرُ وَالرِدفُ
عَشِقتُهُ أَهيَفَ قَد
عَشِقتُهُ أَهيَفَ قَد / تَيَّمَ قَلبي هَيَفُه
أَحسَنُ خَلقِ اللَهِ ما / يُنصِفُهُ مَن يَصِفُه
بِوَجهِهِ حُسنٌ يَزي / دُ كُلَّ يَومٍ زُخرُفُه
تُنكِرُ مِنهُ اليَومَ حُس / ناً كُنتَ أَمسِ تَعرِفُه
ياحَبَّذا مَرشَفُهُ / وَأَينَ مِنّي مَرشَفُه
فَمٌ كَأَنَّ الشَهدَ قَد / خالَطَ مِنهُ قَرقَفُه
قَد ضاقَ حَتّى إِنَّهُ / تَخرُجُ واواً أَلِفُه
أَيُّها النَفسُ الشَريفَه
أَيُّها النَفسُ الشَريفَه / إِنَّما دُنياكِ جيفَه
لا أَرى جارِحَةً قَد / مُلِأَت مِنها نَظيفَه
فَاِقنَعي بِالبُلغَةِ النَز / رَةِ مِنها وَالطَفيفَه
وَعُقولُ الناسِ في رَغ / بَتِهِم فيها سَخيفَه
آهِ ما أَسعَدَ مَن كا / رَتُهُ فيها خَفيفَه
أَيُّها الظالِمُ ما تَر / فُقُ بِالنَفسِ الضَعيفَه
أَيُّها المُسرِفُ أَكثَر / تَ أَباريزَ الوَظيفَه
أَيُّها الغافِلُ ما تُب / صِرُ عُنوانَ الصَحيفَه
أَيُّها المَغرورُ لاتَف / رَح بِتَوسيعِ القَطيفَه
أَيُّها المِسكينُ هَب أَن / نَكَ في الدُنيا خَليفَه
هَل يَرُدُّ المَوتَ سُلطا / نُكَ وَالدُنيا الكَثيفَه
تَترُكُ الكُلَّ وَلا تَم / لِكُ بَعدَ المَوتِ صوفَه
كَيفَ لا تَهتَمُّ بِالعِدَّ / ةِ وَالطُرقُ مُخيفَه
حَصِّلِ الزادَ وَإِلّا / لَيسَ بَعدَ اليَومِ كوفَه
عَزَلوهُ لَمّا خانَهُم
عَزَلوهُ لَمّا خانَهُم / فَغَدا كَئيباً مُدنَفا
وَيَقولُ لَم أَحزَن لِذا / كَ وَلَم أَكُن مُتَأَسِّفا
قُلنا كَذَبتَ لَقَد حَزِن / تَ وَقَد خَزيتَ مُصَحَّفا
طَريقَتُكَ المُثلى أَجَلُّ وَأَشرَفُ
طَريقَتُكَ المُثلى أَجَلُّ وَأَشرَفُ / وَسيرَتُكَ الحُسنى أَبَرُّ وَأَرأَفُ
وَأَعرِفُ مِنكَ الجودَ وَالحِلمَ وَالتُقى / وَأَنتَ لَعَمري فَوقَ ما أَنا أَعرِفُ
وَوَاللَهِ إِنّي في وَلائِكَ مُخلِصٌ / وَوَاللَهِ ما أَحتاجُ أَنِّيَ أَحلِفُ
أُجِلِّكَ أَن أُنهي إِلَيكَ شِكايَتي / فَها أَنا فيها مُقدِمٌ مُتَوَقِّفُ
وَلي مِنكَ جودٌ رامَ غَيرُكَ نَقصَهُ / وَحاشا لِجودٍ مِنكَ بِالنَقصِ يوصَفُ
وَمُذ كُنتُ لَم أَرضَ النَقيصَةَ شيمَتي / وَمِثلُكَ مَن يَأبى لِمِثلي وَيَأنَفُ
فَإِن تَعفُني مِنها تَكُن لِيَ حُرمَةٌ / أَكونُ عَلى غَيري بِها أَتَشَرَّفُ
وَلَولا أُمورٌ لَيسَ يَحسُنُ ذِكرُها / لَكُنتُ عَنِ الشَكوى أَصُدُّ وَأُصدِفُ
لِأَنِّيَ أَدري أَنَّ لي مِنكَ جانِباً / سَيُسعِدُني طولَ الزَمانِ وَيُسعِفُ
تُبَشِّرُني الآمالُ مِنكَ بِنَظرَةٍ / تُزَفُّ لِيَ الدُنيا بِها وَتُزَخرَفُ
وَلَيسَ بَعيداً مِن أَياديكَ أَنَّها / تُجِدِّدُ عِزّاً كُنتَ فيهِ وَتُضعِفُ
إِذا كُنتَ لي فَالمالُ أَهوَنُ ذاهِبٍ / يُعَوِّضُهُ الإِحسانُ مِنكَ وَيُخلِفُ
وَلا أَبتَغي إِلّا إِقامَةَ حُرمَتي / وَلَستُ لِشَيءٍ غَيرِها أَتَأَسَّفُ
وَنَفسي بِحَمدِ اللَهِ نَفسٌ أَبِيَّةٌ / فَها هِيَ لا تَهفو وَلا تَتَلَهَّفُ
وَأَشرَفُ ما تَبنيهِ مَجدٌ وَسُؤدَدٌ / وَأَزيَنُ ما تَقنيهِ سَيفٌ وَمُصحَفُ
وَلَكِنَّ أَطفالاً صِغاراً وَنِسوَةً / وَلا أَحَدٌ غَيري بِهِم يَتَلَطَّفُ
أَغارُ إِذا هَبَّ النَسيمُ عَليهِمُ / وَقَلبي لَهُم مِن رَحمَةٍ يَتَرَجَّفُ
سُرورِيَ أَن يَبدو عَليهِم تَنَعُّمٌ / وَحُزنِيَ أَن يَبدو عَلَيهِم تَقَشُّفُ
ذَخَرتُ لَهُم لُطفَ الإِلَهِ وَيوسُفاً / وَوَاللَهِ لا ضاعوا وَيوسُفُ يوسُفُ
أُكَلِّفُ شِعري حينَ أَشكو مَشَقَّةً / كَأَنِّيَ أَدعوهُ لِما لَيسَ يُؤلَفُ
وَقَد كانَ مَعنِيّاً بِكُلِّ تَغَزُّلٍ / تَهيمُ بِهِ الأَلبابُ حُسناً وَتُشغَفُ
يَلوحُ عَليهِ في التَغَزُّلِ رَونَقٌ / وَيَظهَرُ في الشَكوى عَليهِ تَكَلُّفُ
وَما زالَ شِعري فيهِ لِلروحِ راحَةٌ / وَلِلقَلبِ مَسلاةٌ وَلِلهَمِّ مَصرَفُ
يُناغيكَ فيهِ الظَبيُ وَالظَبيُ أَحوَرٌ / وَيَلهيكَ فيهِ الغُصنُ وَالغُصنُ أَهيَفُ
نَعَم كُنتُ أَشكو فَرطَ وَجدٍ وَلَوعَةٍ / بِكُلِّ مَليحٍ في الهَوى لَيسَ يُنصِفُ
وَلي فيهِ إِمّا واصِلٌ مُتَدَلِّلٌ / عَلَيَّ وَإِمّا هاجِرٌ مُتَصَلِّفُ
شَكَوتُ وَما الشَكوى إِلَيكَ مَذَلَّةٌ / وَإِن كُنتُ فيها دائِماً أَتَأَنَّفُ
إِلَيكَ صَلاحَ الدينِ أَنهَيتُ قِصَّتي / وَرَأيُكَ يا مَولايَ أَعلى وَأَشرَفُ
يامُحيِيَ مُهجَتي وَيا مُتلِفَها
يامُحيِيَ مُهجَتي وَيا مُتلِفَها / شَكوى كَلَفي عَساكَ أَن تَكشِفَها
عَينٌ نَظَرَت إِلَيكَ ما أَشرَفَها / روحٌ عَرَفَت هَواكَ ما أَلطَفَها
دَخَلتُ مِصرَ غَنِيّاً
دَخَلتُ مِصرَ غَنِيّاً / وَلَيسَ حالي بِخافِ
عُشرونَ حِملَ حَريرٍ / وَمِثلُ ذاكَ نَصافي
وَجُملَةٌ مِن لَآلٍ / وَجَوهَرٍ شَفّافِ
وَلي مَماليكُ تُركٌ / مِنَ المِلاحِ النِظافِ
فَرُحتُ أَبسُطُ كَفّي / وَبِالجَزيلِ أُكافي
وَصِرتُ أَجمَعُ شَملي / بِسالِفٍ وَسُلافِ
وَلا أَزالُ أُواخي / وَلا أَزالُ أُصافي
وَصارَ لي حُرَفاءٌ / كانوا تَمامَ حِرافي
وَكُلَّ يَومٍ خِوانٌ / مِنَ الجِدا وَالخِرافِ
فَبِعتُ كُلَّ ثَمينٍ / مَعي مِنَ الأَصنافِ
وَاِستَهلَكَ البَيعُ حَتّى / طَرّاحَتي وَلِحافي
صَرَفتُ ذاكَ جَميعاً / بِمِصرَ قَبلَ اِنصِرافي
وَصِرتُ فيها فَقيراً / مِن ثَروَتي وَعَفافي
وَذا خُروجي منها / جَوعانَ عُريانَ حافي
اِلتَحى الأَمرَدُ الَّذي
اِلتَحى الأَمرَدُ الَّذي / كانَ في التيهِ مُسرِفا
حَسَناً كانَ وَجهُهُ / وَسَريعاً تَصَحَّفا
سَرَّ وَاللَهِ ناظِري / ما أَرى فيهِ وَاِشتَفى
شَكَرَ اللَهُ لِحيَةً / صَيَّرَت وَجهَهُ قَفا
تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ خَوفَ فِراقِكُم
تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ خَوفَ فِراقِكُم / وَأَيُّ مَكانٍ لا يَضيقُ بِخائِفِ
وَما أَسَفي إِلّا عَلى القُربِ مِنكُمُ / وَلَستُ عَلى شَيءٍ سِواهُ بِآسِفِ