القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَهاء الدين زُهَير الكل
المجموع : 16
لِيَ إِلفٌ أَيُّ إِلفِ
لِيَ إِلفٌ أَيُّ إِلفِ / هُوَ روحي وَهُوَ حَتفي
غابَ عَن طَرفي وَقَد كُن / تُ أَراهُ مِثلَ طَرفي
قَبِّلي يا ريحُ عَن / ني راحَتَيهِ أَلفَ أَلفِ
يا غائِباً أَهدى مَحا
يا غائِباً أَهدى مَحا / سِنَهُ إِلَيَّ وَظَرفَهُ
وَرَدَ الكِتابُ مُضَمِّناً / ما لَستُ أُحسِنُ وَصفَهُ
فَحَبا بِكُلِّ مَسَرَّةٍ / قَلبَ المُحِبِّ وَطَرفَهُ
وَلَثَمتُ إِكراماً لَهُ / وَجهَ الرَسولِ وَكَفَّهُ
تائِهٌ ما أَصلَفَه
تائِهٌ ما أَصلَفَه / وَيحَ صَبٍّ أَلِفَه
كادَ أَن يُتلِفَهُ / لَيتَهُ لَو أَتلَفَه
أَيُّ رَوضٍ زاهِرٍ / لَم أَصِل أَن أَقطُفَه
وَقَضيبٍ ناعِمٍ / لَم أُطِق أَن أَعطِفَه
أَخلَفَ الوَعدَ وَما / خِلتُهُ أَن يُخلِفَه
بَينَنا مَعرِفَةٌ / يا لَها مِن مَعرِفَه
أَشبَهَ البَدرَ وَحا / كاهُ إِلّا كَلَفَه
يَستَعيرُ الغُصنُ إِن / ماسَ مِنهُ هَيَفَه
فَوقَ خَدَّيهِ لَنا / وَردَةٌ فَوقَ الصِفَه
قَوِيَت بَهجَتُها / وَتُسَمّى مُضعَفَه
فاتِرُ الأَلحاظِ وَه / يَ سُيوفٌ مُرهَفَه
أَنا مِنها مُدنَفٌ / وَهيَ مِنّي مُدنَفَه
أَغُصنَ النَقا لَولا القَوامُ المُهَفهَفُ
أَغُصنَ النَقا لَولا القَوامُ المُهَفهَفُ / لَما كانَ يَهواكَ المُعَنّى المُعَنَّفُ
وَيا ظَبيُ لَولا أَنَّ فيكَ مَحاسِناً / حَكَينَ الَّذي أَهوى لَما كُنتَ توصَفُ
كَلِفتُ بِغُصنٍ وَهوَ غُصنٌ مُمَنطَقٌ / وَهِمتُ بِظَبيٍ وَهوَ ظَبيٌ مُشَنَّفُ
وَمِمّا دَهاني أَنَّهُ مِن حَيائِهِ / أَقولُ كَليلٌ طَرفُهُ وَهوَ مُرهَفُ
وَذَلِكَ أَيضاً مِثلُ بُستانِ خَدِّهِ / بِهِ الوَردُ يُسمى مُضعَفاً وَهوَ مُضعِفُ
فَيا ظَبيُ هَلّا كانَ فيكَ التِفاتَةٌ / وَيا غُصنُ هَلّا كانَ فيكَ تَعَطُّفُ
وَيا حَرَمَ الحُسنِ الَّذي هُوَ آمِنٌ / وَأَلبابُنا مِن حَولِهِ تُتَخَطَّفُ
عَسى عَطفَةً لِلوَصلِ يا واوَ صُدغِهِ / عَلَيَّ فَإِنّي أَعرِفُ الواوَ تَعطِفُ
أَأَحبابِنا أَمّا غَرامِيَ بَعدُكُم / فَقَد زادَ عَمّا تَعرِفونَ وَأَعرِفُ
أَطَلتُم عَذابي في الهَوى فَتَعَطَّفوا / عَلى كَلِفٍ في حُبِّكُم يَتَكَلَّفُ
وَوَاللَهِ مافارَقتُكُم عَن مَلامَةٍ / وَجُهدي لَكُم أَنّي أَقولُ وَأَحلِفُ
وَلَكِن دَعاني لِلعَلاءِ بنِ جَلدَكٍ / تَشَوُّقُ قَلبٍ قادَني وَتَشَوُّفُ
إِلى سَيِّدٍ أَخلاقُهُ وَصِفاتُهُ / تُؤَدِّبُ مَن يُثني عَلَيهِ وَتُطرِفُ
أَرَقُّ مِنَ الماءِ الزُلالِ شَمائِلاً / وَأَصفى مِنَ الخَمرِ السُلافِ وَأَلطَفُ
مَناقِبُ شَتّى لَو تَكونُ لِحاجِبٍ / لَما ذَكَرَت يَوماً لَهُ القَوسَ خِندِفُ
غَدا مِن مَداها حاتِمٌ وَهوَ حاتِمٌ / وَأَصبَحَ عَنها أَحنَفٌ وَهوَ أَحنَفُ
أَتَتكَ القَوافي وَهيَ تُحسَبُ رَوضَةً / لِما ضُمِّنَتهُ وَهوَ قَولٌ مُزَخرَفُ
وَلَو قَصَدَت بِالذَمِّ شانيكَ لَاِغتَدى / وَحاشاكَ مِنهُ قَلبُهُ يَتَنَظَّفُ
وَقُلِّدَ عاراً وَهوَ دُرٌّ مُنَظَّمٌ / وَأُلبِسَ حُزناً وَهوَ بُردٌ مُفَوَّفُ
وَيُصلى جَحيماً وَهيَ في الحُسنِ جَنَّةٌ / وَيُسقى دِهاقاً وَهيَ صَهباءُ قَرقَفُ
لِحاظُكَ أَمضى مِنَ المُرهَفِ
لِحاظُكَ أَمضى مِنَ المُرهَفِ / وَريقُكَ أَحلى مِنَ القَرقَفِ
وَمِن سَيفِ لَحظِكَ لا أَتَّقي / وَمِن خَمرِ ريقِكَ لا أَكتَفي
أُقاسي المَنونَ لِنَيلِ المُنى / وَيالَيتَ هَذا بِهَذا يَفي
زَها وَردُ خَدَّيكَ لَكِنَّهُ / بِغَيرِ النَواظِرِ لَم يُقطَفِ
وَقَد زَعَموا أَنَّهُ مَضعَفٌ / وَما عَلِموا أَنَّهُ مُضعِفي
مَلَكتَ فَهَل لِيَ مِن مُعتِقٍ / وَجُرتَ فَهَل لِيَ مِن مُنصِفِ
مَدَدتُ إِلَيكَ يَدي سائِلاً / أُعيذُكَ في الحُبِّ مِن مَوقِفي
لَقَد طابَ لِيَ فيكَ هَذا الغَرا / مُ وَإِن صَحَّ لي أَنَّهُ مُتلِفي
وَعَهدِيَ عَهدي لِذاكَ الوَفا / سَواءٌ وَفَيتَ وَإِن لَم تَفِ
وَحَقِّ حَياتِكَ إِنّي اِمرُؤٌ / بِغَيرِ حَياتِكَ لَم أَحلِفِ
أَأَحبابَنا ما ذا الرَحيلُ الَّذي دَنا
أَأَحبابَنا ما ذا الرَحيلُ الَّذي دَنا / لَقَد كُنتُ مِنهُ دائِماً أَتَخَوَّفُ
هَبوا لِيَ قَلباً إِن رَحَلتُم أَطاعَني / فَإِنّي بِقَلبي ذَلِكَ اليَومَ أُعرَف
وَيالَيتَ عَيني تَعرِفُ النَومَ بَعدَكُم / عَساها بِطَيفٍ مِنكُمُ تَتَأَلَّفُ
قِفوا زَوِّدوني إِن مَنَنتُم بِنَظرَةٍ / تُعَلِّلُ قَلباً كادَ بِالبَينِ يَتلَفُ
تَعالَوا بِنا نَسرِق مِنَ العُمرِ ساعَةً / فَنَجني ثِمارَ الوَصلِ فيها وَنَقطِفُ
وَإِن كُنتُمُ تَلقَونَ في ذاكَ كُلفَةً / دَعوني أَمُت وَجداً وَلاتَتَكَلَّفوا
أَأَحبابَنا إِنّي عَلى القُربِ وَالنَوى / أَحِنُّ إِلَيكُم حَيثُ كُنتُم وَأَعطِفُ
وَطَرفي إِلى أَوطانِكُم مُتَلَفِّتٌ / وَقَلبي عَلى أَيّامِكُم مُتَأَسِّفُ
وَكَم لَيلَةٍ بِتنا عَلى غَيرِ ريبَةٍ / يَحُفُّ بِنا فيها التُقى وَالتَعَفُّفُ
تَرَكنا الهَوى لَمّا خَلَونا بِمَعزِلٍ / وَباتَ عَلينا لِلصَبابَةِ مُشرِفُ
ظَفِرنا بِما نَهوى مِنَ الأُنسِ وَحدَهُ / وَلَسنا إِلى ماخَلفَهُ نَتَطَرَّفُ
سَلوا الدارَ عَمّا يَزعَمُ الناسُ بَينَنا / لَقَد عَلِمَت أَنّي أَعِفُّ وَأَظرَفُ
وَهَل آنَسَت مِن وَصلِنا ما يُشينُنا / وَيُنكِرُهُ مِنّا العَفافُ وَيَأنَفُ
سِوى خَصلَةٍ نَستَغفِرُ اللَهَ إِنَّنا / لَيَحلو لَنا ذاكَ الحَديثُ المُزَخرَفُ
حَديثٌ تَخالُ الدَوحَ عِندَ سَماعِهِ / لَما هَزَّ مِن أَعطافِهِ يَتَقَصَّفُ
لَحى اللَهُ قَلباً باتَ خِلواً مِنَ الهَوى / وَعَيناً عَلى ذِكرِ الهَوى لَيسَ تَذرِفُ
وَإِنّي لَأَهوى كُلَّ مَن قيلَ عاشِقٌ / وَيَزدادُ في عَيني جَلالاً وَيَشرَفُ
وَما العِشقُ في الإِنسانِ إِلّا فَضيلَةٌ / تُدَمِّثُ مِن أَخلاقِهِ وَتُلَطِّفُ
يُعَظَّمُ مَن يَهوى وَيَطلُبُ قُربُهُ / فَتَكثُرُ آدابٌ لَهُ وَتَظَرَّفُ
حَبيبِيَ ما هَذا الجَفاءُ الَّذي أَرى
حَبيبِيَ ما هَذا الجَفاءُ الَّذي أَرى / وَأَينَ التَغاضي بَينَنا وَالتَعَطُّفُ
لَكَ اليَومَ أَمرٌ لا أَشُكُّ يُريبُني / فَما وَجهُكَ الوَجهُ الَّذي كُنتُ أَعرِفُ
لَقَد نَقَلَ الواشونَ عَنِّيَ باطِلاً / وَمِلتُ لِما قالوا فَزادوا وَأَسرَفوا
كَأَنَّكَ قَد صَدَّقتَ فِيَّ حَديثَهُم / وَحاشاكَ مِن هَذا وَخُلقُكَ أَشرَفُ
وَقَد كانَ قَولُ الناسِ في الناسِ قَبلَنا / فَفُنِّدَ يَعقوبٌ وَسُرِّقَ يوسُفُ
بِعَيشِكَ قُل لي ما الَّذي قَد سَمَعتَهُ / فَإِنَّكَ تَدري ما تَقولُ وَتُنصِفُ
فَإِن كانَ قَولاً صَحَّ أَنِّيَ قُلتُهُ / فَلِلقَولِ تَأويلٌ وَلِلقَولِ مَصرَف
وَهَب أَنَّهُ قَولٌ مِنَ اللَهِ مُنزَلٌ / فَقَد بَدَّلَ التَوراةَ قَومٌ وَحَرَّفوا
وَها أَنا وَالواشي وَأَنتَ جَميعُنا / يَكونُ لَنا يَومٌ عَظيمٌ وَمَوقِفُ
تَعَشَّقتُها مِثلَ الغَزالِ الَّذي رَنا
تَعَشَّقتُها مِثلَ الغَزالِ الَّذي رَنا / لَها مُقلَةٌ نَجلا وَأَجفانُها وُطفُ
إِذا حَسَدوها الحُسنَ قالوا لَطيفَةٌ / لَقَد صَدَقوا فيها اللَطافَةُ وَالظُرفُ
وَلَم يَجحَدوها مالَها مِن مَلاحَةٍ / لِعِلمِهِمُ ما في مَلاحَتِها خُلفُ
بَديعَةُ حُسنٍ رَقَّ مِنها شَمائِلٌ / وَراقَت إِلى أَن كادَ يَشرَبُها الطَرفُ
فَلا الخُلقُ مِنها لا وَلا الخَلقُ جافِياً / وَحاشا لِهاتيكَ الشَمائِلِ أَن تَجفو
وَما ضَرَّها أَن لا تَكونَ طَويلَةً / إِذا كانَ فيها كُلُّ ما يَطلُبُ الإِلفُ
وَإِنّي لَمَشغوفٌ بِكُلِّ مَليحَةٍ / وَيُعجِبُني الخَصرُ المُخَصَّرُ وَالرِدفُ
عَشِقتُهُ أَهيَفَ قَد
عَشِقتُهُ أَهيَفَ قَد / تَيَّمَ قَلبي هَيَفُه
أَحسَنُ خَلقِ اللَهِ ما / يُنصِفُهُ مَن يَصِفُه
بِوَجهِهِ حُسنٌ يَزي / دُ كُلَّ يَومٍ زُخرُفُه
تُنكِرُ مِنهُ اليَومَ حُس / ناً كُنتَ أَمسِ تَعرِفُه
ياحَبَّذا مَرشَفُهُ / وَأَينَ مِنّي مَرشَفُه
فَمٌ كَأَنَّ الشَهدَ قَد / خالَطَ مِنهُ قَرقَفُه
قَد ضاقَ حَتّى إِنَّهُ / تَخرُجُ واواً أَلِفُه
أَيُّها النَفسُ الشَريفَه
أَيُّها النَفسُ الشَريفَه / إِنَّما دُنياكِ جيفَه
لا أَرى جارِحَةً قَد / مُلِأَت مِنها نَظيفَه
فَاِقنَعي بِالبُلغَةِ النَز / رَةِ مِنها وَالطَفيفَه
وَعُقولُ الناسِ في رَغ / بَتِهِم فيها سَخيفَه
آهِ ما أَسعَدَ مَن كا / رَتُهُ فيها خَفيفَه
أَيُّها الظالِمُ ما تَر / فُقُ بِالنَفسِ الضَعيفَه
أَيُّها المُسرِفُ أَكثَر / تَ أَباريزَ الوَظيفَه
أَيُّها الغافِلُ ما تُب / صِرُ عُنوانَ الصَحيفَه
أَيُّها المَغرورُ لاتَف / رَح بِتَوسيعِ القَطيفَه
أَيُّها المِسكينُ هَب أَن / نَكَ في الدُنيا خَليفَه
هَل يَرُدُّ المَوتَ سُلطا / نُكَ وَالدُنيا الكَثيفَه
تَترُكُ الكُلَّ وَلا تَم / لِكُ بَعدَ المَوتِ صوفَه
كَيفَ لا تَهتَمُّ بِالعِدَّ / ةِ وَالطُرقُ مُخيفَه
حَصِّلِ الزادَ وَإِلّا / لَيسَ بَعدَ اليَومِ كوفَه
عَزَلوهُ لَمّا خانَهُم
عَزَلوهُ لَمّا خانَهُم / فَغَدا كَئيباً مُدنَفا
وَيَقولُ لَم أَحزَن لِذا / كَ وَلَم أَكُن مُتَأَسِّفا
قُلنا كَذَبتَ لَقَد حَزِن / تَ وَقَد خَزيتَ مُصَحَّفا
طَريقَتُكَ المُثلى أَجَلُّ وَأَشرَفُ
طَريقَتُكَ المُثلى أَجَلُّ وَأَشرَفُ / وَسيرَتُكَ الحُسنى أَبَرُّ وَأَرأَفُ
وَأَعرِفُ مِنكَ الجودَ وَالحِلمَ وَالتُقى / وَأَنتَ لَعَمري فَوقَ ما أَنا أَعرِفُ
وَوَاللَهِ إِنّي في وَلائِكَ مُخلِصٌ / وَوَاللَهِ ما أَحتاجُ أَنِّيَ أَحلِفُ
أُجِلِّكَ أَن أُنهي إِلَيكَ شِكايَتي / فَها أَنا فيها مُقدِمٌ مُتَوَقِّفُ
وَلي مِنكَ جودٌ رامَ غَيرُكَ نَقصَهُ / وَحاشا لِجودٍ مِنكَ بِالنَقصِ يوصَفُ
وَمُذ كُنتُ لَم أَرضَ النَقيصَةَ شيمَتي / وَمِثلُكَ مَن يَأبى لِمِثلي وَيَأنَفُ
فَإِن تَعفُني مِنها تَكُن لِيَ حُرمَةٌ / أَكونُ عَلى غَيري بِها أَتَشَرَّفُ
وَلَولا أُمورٌ لَيسَ يَحسُنُ ذِكرُها / لَكُنتُ عَنِ الشَكوى أَصُدُّ وَأُصدِفُ
لِأَنِّيَ أَدري أَنَّ لي مِنكَ جانِباً / سَيُسعِدُني طولَ الزَمانِ وَيُسعِفُ
تُبَشِّرُني الآمالُ مِنكَ بِنَظرَةٍ / تُزَفُّ لِيَ الدُنيا بِها وَتُزَخرَفُ
وَلَيسَ بَعيداً مِن أَياديكَ أَنَّها / تُجِدِّدُ عِزّاً كُنتَ فيهِ وَتُضعِفُ
إِذا كُنتَ لي فَالمالُ أَهوَنُ ذاهِبٍ / يُعَوِّضُهُ الإِحسانُ مِنكَ وَيُخلِفُ
وَلا أَبتَغي إِلّا إِقامَةَ حُرمَتي / وَلَستُ لِشَيءٍ غَيرِها أَتَأَسَّفُ
وَنَفسي بِحَمدِ اللَهِ نَفسٌ أَبِيَّةٌ / فَها هِيَ لا تَهفو وَلا تَتَلَهَّفُ
وَأَشرَفُ ما تَبنيهِ مَجدٌ وَسُؤدَدٌ / وَأَزيَنُ ما تَقنيهِ سَيفٌ وَمُصحَفُ
وَلَكِنَّ أَطفالاً صِغاراً وَنِسوَةً / وَلا أَحَدٌ غَيري بِهِم يَتَلَطَّفُ
أَغارُ إِذا هَبَّ النَسيمُ عَليهِمُ / وَقَلبي لَهُم مِن رَحمَةٍ يَتَرَجَّفُ
سُرورِيَ أَن يَبدو عَليهِم تَنَعُّمٌ / وَحُزنِيَ أَن يَبدو عَلَيهِم تَقَشُّفُ
ذَخَرتُ لَهُم لُطفَ الإِلَهِ وَيوسُفاً / وَوَاللَهِ لا ضاعوا وَيوسُفُ يوسُفُ
أُكَلِّفُ شِعري حينَ أَشكو مَشَقَّةً / كَأَنِّيَ أَدعوهُ لِما لَيسَ يُؤلَفُ
وَقَد كانَ مَعنِيّاً بِكُلِّ تَغَزُّلٍ / تَهيمُ بِهِ الأَلبابُ حُسناً وَتُشغَفُ
يَلوحُ عَليهِ في التَغَزُّلِ رَونَقٌ / وَيَظهَرُ في الشَكوى عَليهِ تَكَلُّفُ
وَما زالَ شِعري فيهِ لِلروحِ راحَةٌ / وَلِلقَلبِ مَسلاةٌ وَلِلهَمِّ مَصرَفُ
يُناغيكَ فيهِ الظَبيُ وَالظَبيُ أَحوَرٌ / وَيَلهيكَ فيهِ الغُصنُ وَالغُصنُ أَهيَفُ
نَعَم كُنتُ أَشكو فَرطَ وَجدٍ وَلَوعَةٍ / بِكُلِّ مَليحٍ في الهَوى لَيسَ يُنصِفُ
وَلي فيهِ إِمّا واصِلٌ مُتَدَلِّلٌ / عَلَيَّ وَإِمّا هاجِرٌ مُتَصَلِّفُ
شَكَوتُ وَما الشَكوى إِلَيكَ مَذَلَّةٌ / وَإِن كُنتُ فيها دائِماً أَتَأَنَّفُ
إِلَيكَ صَلاحَ الدينِ أَنهَيتُ قِصَّتي / وَرَأيُكَ يا مَولايَ أَعلى وَأَشرَفُ
يامُحيِيَ مُهجَتي وَيا مُتلِفَها
يامُحيِيَ مُهجَتي وَيا مُتلِفَها / شَكوى كَلَفي عَساكَ أَن تَكشِفَها
عَينٌ نَظَرَت إِلَيكَ ما أَشرَفَها / روحٌ عَرَفَت هَواكَ ما أَلطَفَها
دَخَلتُ مِصرَ غَنِيّاً
دَخَلتُ مِصرَ غَنِيّاً / وَلَيسَ حالي بِخافِ
عُشرونَ حِملَ حَريرٍ / وَمِثلُ ذاكَ نَصافي
وَجُملَةٌ مِن لَآلٍ / وَجَوهَرٍ شَفّافِ
وَلي مَماليكُ تُركٌ / مِنَ المِلاحِ النِظافِ
فَرُحتُ أَبسُطُ كَفّي / وَبِالجَزيلِ أُكافي
وَصِرتُ أَجمَعُ شَملي / بِسالِفٍ وَسُلافِ
وَلا أَزالُ أُواخي / وَلا أَزالُ أُصافي
وَصارَ لي حُرَفاءٌ / كانوا تَمامَ حِرافي
وَكُلَّ يَومٍ خِوانٌ / مِنَ الجِدا وَالخِرافِ
فَبِعتُ كُلَّ ثَمينٍ / مَعي مِنَ الأَصنافِ
وَاِستَهلَكَ البَيعُ حَتّى / طَرّاحَتي وَلِحافي
صَرَفتُ ذاكَ جَميعاً / بِمِصرَ قَبلَ اِنصِرافي
وَصِرتُ فيها فَقيراً / مِن ثَروَتي وَعَفافي
وَذا خُروجي منها / جَوعانَ عُريانَ حافي
اِلتَحى الأَمرَدُ الَّذي
اِلتَحى الأَمرَدُ الَّذي / كانَ في التيهِ مُسرِفا
حَسَناً كانَ وَجهُهُ / وَسَريعاً تَصَحَّفا
سَرَّ وَاللَهِ ناظِري / ما أَرى فيهِ وَاِشتَفى
شَكَرَ اللَهُ لِحيَةً / صَيَّرَت وَجهَهُ قَفا
تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ خَوفَ فِراقِكُم
تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ خَوفَ فِراقِكُم / وَأَيُّ مَكانٍ لا يَضيقُ بِخائِفِ
وَما أَسَفي إِلّا عَلى القُربِ مِنكُمُ / وَلَستُ عَلى شَيءٍ سِواهُ بِآسِفِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025