المجموع : 3
أبى سيِّدُ السادات إلا تظرُّفاً
أبى سيِّدُ السادات إلا تظرُّفاً / وإلا وصالاً دائماً وتَعَطُّفا
وساعدني فيه الزمانُ فَخِلتُه / تَحَرَّجَ من ظُلمي فتاب وأسعَفا
وأهيفَ لو للغُصنِ بعضُ قَوَامِهِ / تَقَصَّفَ عارٌ أن أُسَمِّيَه أَهيفَا
تحيَّنَ غفلاتِ الوشاةِ فَزَارنا / يُعرِّجُ عن قَصدِ الطريقِ تُخوُّفا
فما باشَرَت نَعلاهُ موضِعَ خُطوَةٍ / من الأرضِ إلا أورثاهُ تَصَلُّفا
وتلحظُ خَدَّيهِ العيونُ فَتَنثَنِي / تساقطُ فَوقَ الأرضِ وَرداً مُقَطَّفا
فقلت أَحُلم أم خَوَاطرُ صَبوةٍ / تُصوِّرُهُ أم أَنشَرَ الله يُوسُفا
وفيم تَجلَّى البدرُ والشمسُ لم تَغِب / أحاولُ منها أن تحولُ وتَكسفا
أَمَا خَشِيَت عيناك عيناً تُصِيبُها / وغُصنُكَ ذا إذ مَالَ أن يَتَقَصَّفَا
ولم يُحذِر الواشين من لحظاتِهِ / تَقَلُّب سَيفٍ بين جَفنَيِه مُرهَفاً
فقال اشتياقاً جئتُكُم وصَبَابَةً / إليكم وإكراماً لكم وَتَشوُّفاً
وليس الفتى مَن كان يُنصف حاضراً / أخاه ولكن من إذا غاب أنصف
ومَرَّ فلم أعلمَ لفَرطِ تحيري / أطيرُ سروراً أم أموتُ تأسُّفاً
فيا زَورَةً لم تَشفِ قَلباً مُتَيَّماً / وِلكنَّها زادت غرامي فأضعَفَا
فلما تَمثَّلنا الهديَّة خِلتُه / تمثَّلَ فيها بَهجَةً وتَظَرُّفا
ولما مَدَدنا نحوهُنَّ الهديَّة خِلتُه / يراها الضَّنى في حُبِّه فَتحيَّفَا
إلى باقلاء خِيف أن لا تقله / يَدَايَ لما بي من هواه فَنَصَّفَا
حَمَلنا بأطرافِ البنانِ ولم نَكَد / بنانا زَهاها الُحسنُ أن تتطرفا
وسوداً تَرَوَّت بالدِّهان وبُدِّلَت / بتَورِيدهِا لَوناً من النار أَكلَفَا
كأفواه زَنجٍ تُبصرُ الجِلدَ أَسوَدا / وتُبصِرُ إن قَرَّت لُجَينَاً مُؤَلفَا
كخلق حبيب خاف إكثارَ حاسدٍ / فأظهرَ صَرماً وهو يعتقدُ الوَفَا
وَمُنتَزع من وَكرِ أم شفيقةٍ / يَعزُّ عليها أن يُصَاد فيَعسفا
يغذَّى غذاء الطفل طال سَقَامُهُ / فَحَنَّ عليه والداه ورَفرفا
فلما بَدَت أطرافُ ريشٍ كأنه / مبادِي نباتٍ غبَّ قَطرٍ تَشَرَّفا
تكلَّفه من يرتجى عظم نَفِعِه / فكان به أحفَى وأحنَى وأرأفا
يزق بما يَهوَى ويعلف ما اشتهى / ويمنع بَعدَ الشَّبعِ أن يَتَصَرَّفا
فلما تراءتهُ العيونُ تَعَجُّبا / وقيل تَنَاهى بل تعدَّى وأَسرفا
أراق دَماً قد كان قبلُ يَصُونُه / كدمعةِ مُضنَى القلب رَوَّعَهُ الجَفَا
تضرب حتى خِلتُ أنَّ جناحه / فُؤادي حِيناً ثم عُوجِلَ وانطفا
فَجئ به مِثلَ الأسيرِ تَمَكَّنَت / أَعَادِيهِ منه بعد حَرب فَكُتِّفا
له أَخَوَاتٌ مِثلُه ألفت ثنى / على مثل ما كَانَا زماناً تألَّفا
وقال لي الفألُ الُمصيبُ مُبَشِّراً / كذا أبداً ما عِشتُما فَتَألَّفَا
فيالك من أكل على ذكر مَن بهِ / تَطيبُ لنا الدنيا تَعطَّفَ أم جَفَا
ولم أرَ قبل اليوم تُحفَةَ متحف / أَسَرَّ وأبهَى بل أَجَلَّ وأشرَفَا
علمنا به كيف التظَرُّفُ بعدَه / ومن عاشَرَ الُحرَّ الظريفَ تَظَرُّفا
من ذا الغَزَالُ الفاتنُ الطَّرفِ
من ذا الغَزَالُ الفاتنُ الطَّرفِ / الكاملُ البَهجةِ والظَّرفِ
ما بالُ عَينيهِ وألحاظِهُ / دائبةً تَعمَملُ في حَتفي
واهاً لذاك الورِد في خَدِّهِ / لو لم يكُن مُمتَنِعَ القَطفِ
أشكو إلى قلبكَ يا سَيَّدي / ما يَشتَكي قلبي من طَرفي
قل للزمان الذي أبدى عجائبه
قل للزمان الذي أبدى عجائبه / اللهُ منكَ ومن تصريِفكَ الكافي
اجهد بجهدكَ فيما قد قَصدتَ له / فَفرجَةُ الله بين النُّونِ والكافِ